|
جرائم ضد الأطفال
|
جرائم ضد الأطفال مشهد مكتنز بالقسوة والفظاظة‚ وحجم القبح الذي يمكن ان يعشعش في قلب الكائن البشري‚ تكشف عنه جرائم عصابات اختطاف الاطفال في افغانستان هؤلاء الذين لا يكتفون باستغلال الاطفال جنسيا‚ بحثا عن زيادة ثرواتهم الهالكة‚ بل يعملون في أحيان كثيرة على استئصال أعضاء من اجسام الاطفال المختطفين‚ بهدف المتاجرة بها‚ في صورة تكشف عن جبل من الكراهية للذات والآخر‚ يحمله المئات من البشر‚ الذين يقدمون على هذه الجرائم التي تعجز اللغة عن وصف بشاعتها‚
تتكرر هذه الصورة في أفغانستان حيث هناك عدة مئات من الاطفال الذين تعرضوا للاختطاف واستئصال اعضائهم خلال الاعوام القليلة الماضية والى قبل أربعة ايام كانت عقوبة (أعداء الطفولة) لا تتعدى عشرين عاما يقضيها المجرم في السجن‚ اغتسل قلبه ام لا‚
الرئيس حميد قرضاي اعلن عن رفع عقوبة (أعداء الطفولة) الى الإعدام‚ في الوقت الذي تحقق فيه حكومته في 47 حالة خطف أطفال‚ وتهريبهم تمت في العاصمة كابول وحدها‚
الى هنا تبدو الصورة مبشرة وان كانت فكرة العقوبة مهما بلغت درجة قسوتها لا تبدو كافية لردع امثال هؤلاء المجردين من الضمير الانساني لكن الوجه الاكثر قبحا من الصورة يتعلق بالسلطات الافغانية من خلال ما تورده بعض شهادات السكان‚ هناك الذين يقولون: «ان السلطات في بعض الحالات تتقاضى رشاوى لإطلاق سراح الخاطفين‚ بعد ان تعتقلهم»‚ وهو ما يكشف عن تعاون من نوع ما يتم بين عصابات الخطف والقائمين على محاربة الجريمة اسميا‚
ومن المعروف ان عصابات الاطفال تعمل ضمن سلسلة دولية للجريمة المنظمة يشارك فيها المجرمون المباشرون واعوانهم من داخل السلطات في العديد من دول العالم وهو ما يفيد ان القضاء على هذه الجرائم يحتاج الى اكثر من مجرد عقوبات تظل مرسومة على الورق وهي مهمة يجب ان يضطلع بها المجتمع الدولي في عالم أصبح لا شغل له غير الحروب والقتل والقهر‚
عماد البليك نشر بالوطن بتاريخ 7 يونيو 2004
|
|
|
|
|
|