|
عكازة الريح - كهوف من طين
|
كهوف من طين طاهرة‚‚ لا اسمي سيدة عبرت بحزنها الذكريات‚ إلا بهذا الاسم فجعت في موت رضيعها قبل ان يرى العالم كما يكون في عينيها متلونا برهق الغياب وهستيريا الانكسار المريعة‚
تجلس في سوق المدينة لتبيع حواف الشوارع القديمة‚ بعد ان دفنتك في المقبرة‚ وانطلقت بأحلامها ورجائها في ميلادك الذي طال‚ دثرته صمتا‚ وليالي من قلق مسترسل في الغيابات‚ يدس رأسه في تراب لزج ما بعد مواسم المطر‚
كان الموسم لا يعرف الربح ربحتك فيه‚ وضحكت لاقترابك‚ قالت لجيرانها: سعد الله من يسعد الناس غيره‚ وبكت تجرجر أحزانها في حياة مثقلة بالتراخي عن كل حلم‚ حتى كنت‚ لكنك هربت سريعا ما وراء محطة القطارات‚
هل كنت ترفض البقاء في دنيا لا تعرف العدل؟‚‚ اشك انك قد أدركت المعنى مبكرا‚ حتى لو كان أبوك صالحا من الصالحين المجهولين‚ وما اكثرهم في المدينة القديمة‚ دعنى أقل لك انك غفرت كل ذنوب أمك‚ يوم موتك‚ وغسلت عارها وفقرها‚ كان فقرها أهون عليها وحدها‚ بدلا من ان تحملك لتسأل الناس الذين لا يتعففون عن نجلهم‚
كم من السنوات مضت‚ وهم يذكرونك‚ كأنك كنت بالأمس‚ كأنك عشت دهرا طويلا‚ كأنك بنيت لكل واحد منهم بيتا في الجنة‚ على ضفاف نهر من انهارها الشفافة اللاعكرة‚ في ليال طويلة ناموا‚ فحلموا بك تغير أيامهم‚ تحمل لهم البشارة والفرح‚ فاستيقظوا على رحيلك السريع‚ يحملون نعشك الصغير الى مكان مجهول‚ يتباكون‚ كان بكاؤهم زورا تغلف بالحذر‚ واحتمالات اللعنة‚ هم هكذا يخافون كل لعنة تأتي وراء حذرهم‚
سيخرجون في الصباح ليدركوا ان طاهرة‚ مازالت تستعين على فقرها بالنهارات الجائعة في السوق‚ تحلم بالثراء السريع من بيع الطواقي‚ لكن المواسم صارت كاسدة‚ لقد توقف الحال‚ وانهكت البيوت بالأطفال الجائعين‚ كنت أنا واحدا منهم‚ أصرخ في سريري‚ ربما لا سرير لي‚ كنت افترش التراب‚ أدس رأسي فيه كالنعامة‚ أحلم‚ أصحو أجد طاهرة ترتب الإبر في صندوقها العجيب‚ وهي تستعد لميلاد صباح قاس‚ سيستغرق رحلتها الى وسط المدينة‚ هل سيكون اليوم الجديد معبأ برزق وافر‚ ربما لكن مسارها في حواف الشوارع يتعطل بتوقفها بين حائط وآخر‚ لقد بلغت من العمر عتيا‚ الوطن القطرية ليوم الجمعة 27 يونيو
|
|
|
|
|
|