عكازة الريح - كهوف من طين

دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-13-2024, 05:50 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة عماد البليك(emadblake)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-27-2003, 01:38 AM

emadblake
<aemadblake
تاريخ التسجيل: 05-26-2003
مجموع المشاركات: 791

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
عكازة الريح - كهوف من طين

    كهوف من طين

    طاهرة‚‚ لا اسمي سيدة عبرت بحزنها الذكريات‚ إلا بهذا الاسم فجعت في موت رضيعها قبل ان يرى العالم كما يكون في عينيها متلونا برهق الغياب وهستيريا الانكسار المريعة‚

    تجلس في سوق المدينة لتبيع حواف الشوارع القديمة‚ بعد ان دفنتك في المقبرة‚ وانطلقت بأحلامها ورجائها في ميلادك الذي طال‚ دثرته صمتا‚ وليالي من قلق مسترسل في الغيابات‚ يدس رأسه في تراب لزج ما بعد مواسم المطر‚

    كان الموسم لا يعرف الربح ربحتك فيه‚ وضحكت لاقترابك‚ قالت لجيرانها: سعد الله من يسعد الناس غيره‚ وبكت تجرجر أحزانها في حياة مثقلة بالتراخي عن كل حلم‚ حتى كنت‚ لكنك هربت سريعا ما وراء محطة القطارات‚

    هل كنت ترفض البقاء في دنيا لا تعرف العدل؟‚‚ اشك انك قد أدركت المعنى مبكرا‚ حتى لو كان أبوك صالحا من الصالحين المجهولين‚ وما اكثرهم في المدينة القديمة‚ دعنى أقل لك انك غفرت كل ذنوب أمك‚ يوم موتك‚ وغسلت عارها وفقرها‚ كان فقرها أهون عليها وحدها‚ بدلا من ان تحملك لتسأل الناس الذين لا يتعففون عن نجلهم‚

    كم من السنوات مضت‚ وهم يذكرونك‚ كأنك كنت بالأمس‚ كأنك عشت دهرا طويلا‚ كأنك بنيت لكل واحد منهم بيتا في الجنة‚ على ضفاف نهر من انهارها الشفافة اللاعكرة‚ في ليال طويلة ناموا‚ فحلموا بك تغير أيامهم‚ تحمل لهم البشارة والفرح‚ فاستيقظوا على رحيلك السريع‚ يحملون نعشك الصغير الى مكان مجهول‚ يتباكون‚ كان بكاؤهم زورا تغلف بالحذر‚ واحتمالات اللعنة‚ هم هكذا يخافون كل لعنة تأتي وراء حذرهم‚

    سيخرجون في الصباح ليدركوا ان طاهرة‚ مازالت تستعين على فقرها بالنهارات الجائعة في السوق‚ تحلم بالثراء السريع من بيع الطواقي‚ لكن المواسم صارت كاسدة‚ لقد توقف الحال‚ وانهكت البيوت بالأطفال الجائعين‚ كنت أنا واحدا منهم‚ أصرخ في سريري‚ ربما لا سرير لي‚ كنت افترش التراب‚ أدس رأسي فيه كالنعامة‚ أحلم‚ أصحو أجد طاهرة ترتب الإبر في صندوقها العجيب‚ وهي تستعد لميلاد صباح قاس‚ سيستغرق رحلتها الى وسط المدينة‚ هل سيكون اليوم الجديد معبأ برزق وافر‚ ربما لكن مسارها في حواف الشوارع يتعطل بتوقفها بين حائط وآخر‚ لقد بلغت من العمر عتيا‚

    الوطن القطرية ليوم الجمعة 27 يونيو
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de