سليم بركات ــ العالم وفق ما لا نريد أن نراه!

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-15-2024, 06:00 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة عماد البليك(emadblake)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-26-2003, 01:41 AM

emadblake
<aemadblake
تاريخ التسجيل: 05-26-2003
مجموع المشاركات: 791

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
سليم بركات ــ العالم وفق ما لا نريد أن نراه!


    سليم بركات ــ العالم وفق ما لا نريد أن نراه!

    نشأت علاقتي مع سليم بركات مؤخرا‚ أعني العلاقة مع كتاباته الروائية‚ فقد قرأت أشعاره مبكرا وأنا أتهجأ عالم مجلة الكرمل التي شكلت اضافة جادة للثقافة والفكر العربيين‚

    في البداية كان عالم سليم بركات مثل كنز مستعص أو مغارة أدخلها لأول مرة‚ أتوه داخلها وأخرج بسهولة لاكتشف أن رأسي احتشد بصور متداخلة وأضغاث أحلام‚ تتراكب مع مشاهد من حياتي‚ فأجد نفسي أتساءل: هل أنا الذي أحلم‚ أم انه سليم بركات؟

    خرجت من بين مدن الأكراد‚ ولغة الألوان وعالم النرد المتقلب الى مدينتي عند ضفاف النيل‚ ورأيت نساء سمينات يجلسن في سمر‚ هوايتهن الوحدة وإن تجمعن في شكل أطياف متناثرة‚ كأنهن جداتي‚ او نساء من عالم لم يولد بعد‚

    التمرين على قراءة روايات بركات‚ يبدأ بوعي الطريقة التي يكتب بها‚ وكما ذهب ابراهيم نصر الله فإن الشاعر الذي يكتب الرواية يُعطي رواية ذات عالم خاص‚ لا يشابه عالم الروائي الذي يكتب رواية‚ وما يكتبه بركات بهذا المنظور هو رواية الشعر‚ وان كان هناك بعد آخر يستمد منه سليم عالمه وهو عالم الابداع التراثي العربي في كتابات أدمنا رفضها‚ وضمير الـ «أنا» هنا يعبر عن الإنسان المقموع‚ لا الذي يمتلك الحرية كمعول لحفر الأرض واخراج الكنز‚

    في البداية‚ مرة أخرى تتهجأ سليم بركات روائيا‚ ثم تتقيأ‚ أضغاث أحلام‚ ثم تتفاعل معه حتى تصبح عوالمه جزءا من متخيلاتك‚ وهنا تكمن قوة العمل الابداعي‚ النافذ من اللاوعي الى اللاوعي‚

    وبتقديري فإن بركات استطاع القبض على آلية هامة‚ لأول مرة في بناء الرواية العربية‚ وهي الخروج عن مخاطبة الوعي‚ الى مخاطبة اللاوعي في أذهاننا‚ ولم يكن ذلك لوعي لدى الكاتب‚ وإنما لحالة تراكم معرفي‚ كان نتاجه انتقال درجة التراكم الى حالة صفرية‚ تجعل من الفوضى نظاما رقميا دقيقا‚ عندما يكون اللامرئي‚ والمجرد جماليا‚

    ولدى كل منا عالمه الخاص القائم على الأرقام والألوان وتقاطعات الجنس وهوس البقاء في مقابل ذلك صورة مبكرة لفكرة العنف والقهر في الذات وباختلاط جملة هذه المشاهد في اللاوعي‚ كما في الأحلام‚ تولد رؤى جديدة تحاول استكشاف مناطق أخرى غير مألوفة في الوجود‚ ليكون بمقدرة كل كائن بناء كونه الخاص‚ بمخلوقاته الفضائية التي يبدعها «هو» بنفسه ولنفسه‚

    هذا التقديم الشارد نحو شرح المعنى‚ لا يشرح شيئا لكنه يضيء بؤرة مؤقتة في الذهن تقود لمسار متعرج‚ بإمكانه ان يكون متزنا‚ عندما يتلاقى مع خط الكاتب الابداعي‚

    وبعيدا عن مقولات التجريب‚ وما أدمنه العقل العربي من هستيريا المألوف فإن الذهن في حاجة ملحة لنوع من المخلخلات الطازجة التي لا تشم ولا تسمع ولا تفهم‚ بيد ان التماهي في اغوارها يكون ممكنا بمعادلات الفوضى في حياتنا‚

    وأنا أقرأ بركات‚ ظل سؤال واحد يهجس بي‚ عن مصدر الإلهام في مثل هذا النوع من الروايات‚ هل يكتب الكاتب بارادة ووعي ذاتي بالعالم أثناء الكتابة؟ أم ان الأمر يشبه مزج اللون بالسطح في اللوحة؟ كلا التفسيرين وللأسف مقعران‚ يعكسان صورة مصغرة للحقائق‚ اما التفسير الثالث فهو يشابه عالم جورج أوريل عندما تهتز اليد وتتحرك بفعل ما‚ لا يمكن تحديد موقعه‚ لتنهمر الكلمات من منابع مجهولة‚ بموازنة تامة لفكرة العربي عن وادي عبقر‚ وارتباط الشعر بالشعوذة والجنون‚

    تلخيص ــ ما يفعله سليم بركات‚ والفعل مصطلح مجازي هنا‚ يقود الى اعادة تركيب للذهن ليتخلص من قيد الحكاية والاسطورة في شكلها التقليدي‚ نعم‚ ليس ممكنا ان نعيش بلا أساطير‚ لكن الاسطورة الجديدة هي التي يقبلها عالم اللامفكر فيه‚ ليرفضها عالم التفكير‚ وهذا ربما كان مخرجا لإدماننا على حالة الوعي المزور‚ وتصالحنا مع الأشياء وفق ما نراه‚ لا ما نريد ان نراه‚

    إذا كان ولا بد ان نسير على ذات الانماط‚ فالأمر سهل ويسير‚ وستكون البلاغة العربية بكل ما تحمله من غثاء‚ خير مفتاح قديم لفتح الغرفة الذهنية‚ ما دامت الغرفة لم تغير مفتاحها منذ قرون‚ وهنا لا تهم هذه القرون‚ فالموضوع مهتم بقرن ونصف‚ هما خلاصة تجربتنا في عالم الرواية‚ التي نكرر انها فن غربي‚ ويحاول البعض جعلها فنا شرقيا «عربيا»‚ بالبحث عن جذور لها في أدب المقامات وفي مسودات الماضي‚ ليس مهما أين ينتهي البحث ولكن المهم جدا الى أين ستنتهي بنا التجربة؟

    (عدل بواسطة emadblake on 09-26-2003, 01:45 AM)

                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de