دعوة للأخوة الكتّاب.. لنكتب هذا النص سويا

دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-13-2024, 11:12 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة عماد البليك(emadblake)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-11-2004, 03:58 AM

emadblake
<aemadblake
تاريخ التسجيل: 05-26-2003
مجموع المشاركات: 791

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
دعوة للأخوة الكتّاب.. لنكتب هذا النص سويا

    منذ فترة تراودني هذه الفكرة، وقد حفزني لها ما قاله أمبرتو
    إيكو الكاتب الإيطالي مؤخرا( تولستوي الزمن القادم أنا وأنت..)

    هذه بداية لنص .. يمكن ان يكون طويلا لنبدأ في كتابته معا،
    ولننقد بعضنا بعضا، على أن نجمعه في كتاب واحد، أنا أتعهد بنشره،
    مع كتابة اسماء كل الذين كتبوا النص، حتى لو كانوا مائة

    بداية النص، وقد لا تكون البداية

    ماريا طفلة من بلدي، عيونها زرقاء، وجسدها أخضر، وشعرها كشعر الزنج، لم تنتسب يوما ما لآل البيت، ولم تدعي الفهلوة ولا الحكمة، لكنها كانت حكيمة وفهلوية،لم يربيها أب ولا أم، ربتها الشوارع والأزقة حين جاءت نازحة من الجنوب في زمن الحرب إلى الخرطوم، تبحث عن دفء الحياة في الشمال،هي لا تذكر تاريخ منبتها ولا تعرف كيف جاءت إلى هنا ولا الدولة نفسها تعرف شيئا عن تاريخ ماريا، هي لا تعرف ماريا، فكيف تعرف تاريخها إذن.

    لا تعرف الكتابة ولا القراءة ولا النحو ولا الصرف ولا صراعات السياسة ولا أبعاد الحرب التي لفظت بها في غابة الخرطوم، وقد وجدت في الخرطوم غابة جديدة لا أشجار بها، ولا أحلام، أشجارها رجال لا يحملون ذرة عطف ولا حنان، وأحلام البنت ماريا في الغابة الجديدة قطعة خبز تجدها في أول الفجر أو أخر الليل في الزبالة، أما باقي حلمها أن تشاهد فيلما هنديا وهي تتسلق بجسدها الصغير حائط سينما " كلوزيم " في وسط الخرطوم، تتفاعل مع المشاهد، تضحك وتبكي، أليس من حق الإنسان أن يعيش، تلك حكمتها وأن كانت تقولها بشكل مختلف وبلهجة مختلفة تماما.

    ماريا الآن طفلة في عمر الشوك، تتحدث العربية كأنها من مواليد نجد، لها أحلامها الصغيرة غير الخبز والسينما، بعد أن كبرت، صار عمرها ست سنوات، وفي هذا الصباح الجديد من ديسمبر عام 1992 شعرت بالفرح الطفولي يغمرها، أحست بحنان قادم يشعرها بأنها طفلة عندما وقف أمامها القس توماس، ضحك لها وضحكت لها، رأت في عينيه رائحة فرن وتخيلت أن بطلا من أبطال الفيلم الهندي جاء ليخلصها من الجوع، بصوتها المغسول بالبرد شهقت :

    أنا جائعة
    أعرف ذلك، ولذا جئت لك
    هل ستقدم لي خبزا
    نعم
    وحلوى
    نعم
    وسيارة
    لا.. لا تسرفي في الطلبات، كل شيء في أوانه جيد

    القس توماس ليس حكيما إلى درجة كبيرة، هو ما يزال في أول الدرب، دخل الكنيسة الكاثوليكية في الخرطوم وتخرج منها قسا، ثقافته جيدة، وأحلامه كبيرة لو تحدث عنها، لكن ما يشغله الآن هو العمل الموكل له منذ ليلة البارحة، كان قد قضى نصف الليل مع الفريق الأمريكي القادم لكتابة تقرير جديد عن الرق في السودان، الفريق يؤمن بأن إنقاذ الأطفال المشردين في الخرطوم أمر عاجل، لا يحتمل التأخير، استوعب توماس المهمة جيدا وبدأ نشطا مع الصباح الباكر في تنفيذ التكاليف، ولان ذاكرته خربة كان يستعين بمفكرة صغيرة يخبئها في جيب البنطال، يخرجها كلما فرغ من جزئية وانتقل لأخرى.

    (عدل بواسطة emadblake on 02-11-2004, 04:00 AM)

                  

02-12-2004, 06:23 AM

AlRa7mabi
<aAlRa7mabi
تاريخ التسجيل: 08-15-2002
مجموع المشاركات: 1343

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دعوة للأخوة الكتّاب.. لنكتب هذا النص سويا (Re: emadblake)

    ..
    ..

    ( وهذا قد يكون خارج النص )


    هوس المدائن

    أوقفا محرك السيارة منهك القوى ، بعد رحلة قطعاها على صهوة شريطٍ نفطي يتعرج كحية تتأهب للدغة غادرة .. خيط مائي يحتاج لزانة وبعض مهارة لتنفذ الي الجانب الشرقي ، توكأ على كتف مرافقه كي يتشبث بحافة عبًارة فارسية عتيقة كأنها صندوق قمامة ، لم تستغرق الرحلة سوى لحظة حتى ابتلعتهما فوضى الشارع ..

    كيف يتوأم سكونه مع ضجيج تلك المدينة ماجنة الأطراف ، وهي تلفظ سرب خطاياها بعين مغمضة وأخرى تتحرى العفاف ، حين خطت خطاه مثقلة على جوانح هوسها المخل بالأمزجة ، كان يغالب ثمرة رطوبتها التي تنيًخ على إبطيه ، فيشتمّهما بين خطوة وتالية خشية إندلاع رائحتهما التي رافقته في صيفها الغائظ ، تحسس قارورة عطره المبتذل ، وقد ابتاعه من إحدى المحال المكتظة بالمعوذين أمثاله ، كتب على زجاجه الخارجي ( كل شئ بريال ) منحتنه القارورة المستنسخة بعض الإطمئنان ..

    مرافقه لا يكترث لهذه الشكليات ، أعلنها صراحة ضمن جملة من التناقضات التي تتناسل بينهما ، يجد في الإزدحام متعة لا تُضاها ، يتفرًس في وجوه المارة ببالغ نهمٍ كأنه فنان تشكيلي عثر لتوه على لوحة سريالية أوشك سبر غور مكنوناتها التي تتوارى بين تقاطع خطوطها المبهمة ..

    أول بنود الرحلة كان البحث عن متكأ يدفنا فيه أمتعتهما .. لم تكن المفاصلة مضنية فهو أحد ( فنادق ) الدرجة العاشرة .. تقاسما غرفة تتكون من سريرين ، حمالة ملابس ، طالوة صغيرة تحمل بعناءٍ هاتف إختفت بعض أرقامه .. نافذة تطل على بناية قيد الإنشاء يتعلق في أرجائها عمال آسيويون يتقافزون من مكانٍ لآخر بمهارة ودون هلعٍ كأنهم قردة تلهو على أشجار غابة إستوائية .. أبواق السيارات لا تشكل لحناً مستطاباً .. بضاعة مكدسة على طرف الشارع تحرسها سيدة تعتمر ثوباً إفريقياً مزركشاً وآسع الأكمـام تتصبب عرقاً ، لابد أن رائحتهما ترغم بوضع الأكف على مداخل الإسـتنشاق ..

    لا يوجد في ( طابقهما ) سوى حمامٍ واحدٍ يرتاده النزلاء تلصصاً ، أغتنم هدأت المكان الإستثنائية ، تردد كثيراً في الولوج .. من ذا الذي أطلق على هذا المخبأ ( مسبحا ) لم يكن أمامه سوى خيار الدخول الي متونه .. مغمض العينين أدار محبس الماء فأنهمر بإندفاع دون تريث غامراً جسده دفعة واحدة ، فاجتز بذلك أول مآذقه ..

    الوقت يمر كالسحاب المرسل الي بلدٍ يتكور مضجعاً للمعوذين ، يتشاغل بهامش الصمت الذي يوشوش مخيلته ، رنين الهاتف الملحاح كمطرقةٍ حنوقة على طبل نحاس .. لماذا يتدافع الألم الآن الي ضرسه المنخور .. هل كل ما أودعه طبيبه في جوفه نقطة في بحرٍ هلامي المدى ..

    إقاع طرقٍ هامسٍ تكرر بطريقة كربونية دون نشاز ، وضع يديه على ( أُكرة ) الباب مستفهماً .. فاندفع الباب نحوه كسيلٍ تحدر من جبال تناطح السحاب ، ( زائرة دون موعدٍ ) – هكذا دشنت حضورها .. إستدارت بطريقةٍ إحترافية لتبدي مؤخرة نُحتت ببراعة وتأنٍ .. تمّركز في موقع يتيح له الدفاع ( عنه ) إذا لزم الأمر ، بينما كان في حالة اللاتماسك تلك إذا بمرافقه يستغرق في ضحكٍ ماكرٍ ، فأدرك حينها أن فخاً مريباً قد نصب له ..

    تبدًل فيهً الخوف والروع الي غضبٍ عاصفٍ ، تلك إذاً بضاعة كاسدة ، دائرة من الدهشة تنغلق حوله ، كيف يصبح الشئ نقيض نفسه ، إقتلعته إعاصير الأسئلة التي تناكف كل مبررات الأجوبة المنمقة .. كيف تتبدل ( حميمة اللحظة ) التي تصاهر الرجل بالأنثى الي نفور واستهجان .. أدار وجهه بعصبية ظاهرة الي النافذة .. كان الأزدحام قد بلغ ذروته والشارع ينهمر ويموج بالمارة كنهر يلفظ أسماكه .. وبشرود في الأفق اللامتناهي تمتم بحسرة .. ما أرخص الجسد حين يُمتهن ..!!

    رحمابي
                  

04-20-2004, 09:50 PM

khider
<akhider
تاريخ التسجيل: 03-17-2002
مجموع المشاركات: 2361

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دعوة للأخوة الكتّاب.. لنكتب هذا النص سويا (Re: AlRa7mabi)

    up
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de