لا جديد‚ الرتابة تقتل كل احساس صادق‚ يقول إننا نعيش‚ قد تكون مجرد كلمات ممتزجة بحالة نفسية قاهرة مغلفة بالألم‚ والشعور باللاجدوى‚ لكنها حالة لابد منها في زمن اغبر‚ يسير وراء ظله المهتز‚ يعاين شقاوتنا ووجعنا ولا يؤانسنا‚ هي الحرب تأتي بأوزارها‚ لتغير الخريطة المتهالكة‚ وتبعث دموع المساكين‚ وتدمع عيون الثكالي‚ هي ام المتناقضات والمتشابهات‚ والعقل والجنون‚ والسلوى والقوة البدائية ‚ مقطع ثان:
سأعد الثواني‚ والثوالث‚ وسأجرب مجهر الرؤيا‚ سبيلي لاكتشاف المخبوء امام عجزي‚ سأجرب القهر لغة اتغذى بها واشبع‚ وانام مرتاح الضمير‚ ليلي طويل تدثر بالكبرياء والوجع والحلم والجنون‚ سأهتف مثلما هتف الاولون‚ الا ايها الليل‚ وأركع‚ ثم اسجد في صلاة عميقة تعلمني الانتصار للغة الحب‚ في مدن جوعتني‚ سحبت ذيلها القاصي والداني‚ وحكمت عليّ بالضياع‚ ورسمت في وجهي مليون وردة ذابلة‚ وعيون واجهة تبكي في انتظار الامل‚ والمودة‚ والانتصار المؤجل‚
مقطع ثالث:
- ما هي اعمق تجربة يمكن ان يمر بها الانسان؟ - الجوع؟ - لا - الانكسار؟ - لا - العبودية؟ - لا - الموت؟ - لا - ما هي اذن؟ - الضياع‚ عندما تكون انت المفتاح والباب‚
مقطع رابع:
مدينة من طين‚ تتطاول في زمن الحروب الجديدة‚ تعزف موسيقى الدم‚ تكافئ بانيها مكافأة سنمار‚ تدق رؤوس ابنائها دقا‚ وتطحنهم طحنا‚ يقفون طوابير كي يأكلون طحين الرؤوس‚ وعجين الترقب‚ هم مشردون بلا مأوى‚ بعد ان تحطمت مدن الطين‚ صارت بلا نخيل‚ وبلا طمي‚ وانحسر نهرها الدافق في قرى متناثرة مجنونة السواحل‚ تلفتوا في دواخلهم‚ يبحثون عن خلاص‚ وجدوا اصواتهم باهتة‚ تفور وتغلي‚ وعيونهم منحسرة كماء النهر في زمن الجفاف‚ رقصوا كالدمى في مسرح المدينة‚ كان رقصهم بلا طرب‚ وبقايا الحزن في جيوبهم يسرق ملذات الوجود‚
مقطع خامس:
لو قدر لك اجتياز مرمى البصيرة الى تلك الدار القريبة‚ لوجدت انك الغريب‚ تدس رأسك في الطين‚ مثل نعامة الطين‚ ترحل قبل مطلع الفجر‚ وترخي حبال صوتك المشدودة علنا‚ بلا حياء‚ تتقيأ اوجاعك واحلامك‚ وتبتسم مثل سكينة حادة تجرب لغة الموت‚ ستقول ذلك اختياري‚ وانا القاصد والمقصود‚ ستدس نعليك في النهر‚ وتعلن صرختك القديمة‚ ستسمع صوتا يناديك من كل الجهات‚ يقول لك: - انت الغريب‚ وغربتك الخوف
مقطع سادس:
ثمة جيوش من نحل قادمة‚ ترقص فوق رحيق اشجار التوت‚ تداعب عصافير الغربان‚ تلعن احلامها المكحولة بالرقاد والتعب‚ تدس في نواصيها اقدامها‚ وتمشي تركل كرة الزمن‚ تكعبها عشر مرات‚ ها قد استطال الزمان وقصر‚ هي الارض كرة‚ ونحن اسطوانات تتدحرج على سطحها المنحني‚
مقطع سابع:
ايها الغريب‚ يا مرجان‚ يا ملك النهر والجبل‚ سآتيك الآن‚ لا تردني‚ اغسل وجهي بمائك الطاهر‚ اروي ظمئي بروحك المعفرة بكتاب الخلد‚ اعاين فيك انكساري وغربتي ورائحة انتمائي لأرض ملوثة‚ افتش فيك عني‚ اراك‚ ولا تراني‚ تراني‚ ولا اراك‚ اتراجع اخاف منك‚ فقد تسود وجهك الوضاح‚ حتى انت يا مرجان لم تعد سيد النهر والجبل‚
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة