|
الدفاع عن الرئيس!
|
الدفاع عن الرئيس!
إزاء التعاطف الكبير الذي تمثل في رغبة عدد كبير من المحامين العرب‚ للدفاع عن صدام حسين‚ يتمثل موقفان: أولهما دفاع ينطلق من تعاطف حقيقي مع الرئيس العراقي‚ وهو موقف حبّ وانتماء‚وثانيهما‚ دفاع لفئة تبحث عن الشهرة‚ بالتسلق على سيقان الشجرة التي اقتطعت جذورها‚ وما تزال قادرة على الإثمار‚وبين هذه المواقف‚ يبدو هناك موقف متفرد يختص بعائشة القذافي‚ التي قالت لمجموعة من المحامين‚ الذين التقوا بها في طرابلس: «إنه مثل والدي»‚ دون ان توضح اي مثلية‚ تجعل صدام والقذافي‚ يتشابهان‚ وفي أبسط الصور فإن عائشة‚ تعني الشعور الذي يحسه الابن تجاه والده‚ الحنان والعطف والشفقة‚ في مواقف تتساقط عندها أشرعة التمسك بقارب أمل‚ يقود لشاطئ الغد‚هناك موقفان آخران‚ يتعلقان بفكرة الدفاع - في حد ذاتها - امام محكمة يرى عدد كبير من القانونيين‚ ويقررون لا شرعيتها‚ فقد عبّر محامون مصريون عن رفضهم لفكرة الدفاع عن صدام حسين‚ لاعتقادهم بلا شرعية محكمة رتب لها الطرف المحتل‚ وصاغ خيوط ارتباكها في الظلام من «الأي» الى «الفرد»‚ وداخل موقف هذه المجموعة‚ لا يمكن التكهن بالأسباب الحقيقية وراء الرفض‚ فالأمر يفهم بوجهتين: وجهة ذات صادقة متمسكة بالمبدأ‚ ألا تتعاطف مع بناء غير شرعي‚ حتى لو أنها كانت تتعاطف مع الرئيس‚ ووجهة ثانية تتخذ من موقف الرفق‚ مجرد ذريعة للهروب من مواجهة الموقف‚ حتى لا توصف بالتخاذل‚ امام موقف تضامني‚ يسيطر فيه جانب العجلة‚ وبالرغبات الكبيرة في إثبات الذات‚داخل اختلال معايير المعرفة وتحديد طبيعة الاشياء‚ ومدى شرعيتها‚ فإنه من الصعب ان نحكم على المواقف‚ وفي كل الاحوال‚ وداخل كل موقف‚ توجد مساحة من الخطأ والصواب‚ ولن يشفع للتعبير عن الصورة‚ غير مقال ابي العلاء المعري: (يا ليت قلبي ما الصحيح)‚ بمعنى ان الخيارات في مثل هذه المواقف‚ لا تكون خاضعة لمعيار العقل‚ لأنه لا يوجد عقل يوازي الحالة‚ فهي حالة لا يتوقف أمامها العقل بخيارات حاسمة فحسب‚ بل يتحول الى مجرد آلة صماء‚ في اطار ابداع موقفها الذاتي‚ و لن تتبقى غير القلوب التي في الصدور‚ وفي زمن تشوشت فيه أغشية القلوب بصداع الزيف والأكاذيب‚ تكون المحصلة هي الفوضى‚ ‚‚ الفوضى التي تمثل بشكل صادق‚ أبشع صورة لعالم يرهن قراره للعشوائية‚ والتخبط‚ وغياب المبادئ‚
عماد البليك -
|
|
|
|
|
|