|
أركون .. الفضائيات والعنف!
|
الفضائيات والعنف! قال محمد أركون‚ أستاذ تاريخ الفكر الإسلامي بجامعة السوربون‚ خلال ندوة حول (الاسلام والعلمانية)‚ نظمت مؤخرا في الدار البيضاء: ان نظرة الاميركيين والاوروبيين والغرب عامة‚ تجاه الاسلام‚ كثقافة ولغة‚ أصبحت سلبية جدا‚ خلال السنوات الأخيرة‚
وفي رأي أركون‚ ان السبب يرجع الى مشاهد الضعف التي تساهم الفضائيات العربية في نقلها للعالم بشكل يومي‚ لكن اركون لم يحدد قنوات بعينها‚ ويفهم ان المقصود‚ القنوات الاخبارية‚ وربما «الجزيرة» على وجه التحديد‚
قد يفسر الموقف‚ على ان أركون‚ وبعد حواره الاخير‚ في برنامج (الاتجاه المعاكس)‚ الذي خرج منه مهزوما‚ لم يعد يحتمل الفضائيات العربية‚ بل يعتبرها بوقا كبيرا لتمجيد العنف‚ وتسويق المثقفين العاجزين عن المساهمة في الاصلاح الفكري‚ فقد نزع اركون في ذات المحاضرة ثقته عن المثقفين العرب وحمّلهم جانبا كبيرا من المسؤولية‚ فيما يحصل اليوم في العالم العربي‚ لأنهم لم يستطيعوا التفريق بين الفكر الاسلامي‚ وما سماه بـ «الأيديولوجية الاسلامية»‚ لمفكر كبير كأركون‚ فإن سياسة ردود الافعال‚ قد لا تكون هي المنطق الصحيح لتفسير ما ذهب اليه بخصوص الفضائيات العربية‚ إذ يبني أركون رؤيته على قراءة متعمقة‚ تعتمد على القراءات والآليات الاكثر حداثة في فهم العالم‚
إذن داخل مقولة اركون‚ ما يمكن اخذه بوجه من الجدية التامة‚ وان كان التقرير الحقيقي تجاه ما ذهب اليه‚ يحتاج الى قراءة أكثر غورا في سبر الذهنية الجديدة‚ التي تعمل الفضائيات الاخبارية العربية على تشكيلها‚ سواء تعلق الامر بالمشاهد العربي او الغربي‚
لكن‚ مشهد العنف السائد يبقى منتجا عالميا‚ يشارك في تشكيله‚ الجميع‚ غربا وشرقا‚ إنه انعكاس للشرخ الانساني‚ الذي نعاني منه‚ جميعنا اليوم ‚ وإذا كانت القنوات الفضائية لا تأتي بجديد‚ عندما تنقل لنا مشاهد العنف الحاصل في الواقع‚ الا ان المطلوب ان يتحرك دورها من اطار النقل‚ وتكريس مشهد العنف‚ عبر قراءات أكثر عنفا‚ من قبل مثقفين جائرين على مجتمعاتهم‚ محبطين ومنهزمين‚ الى مشهد جديد يكون فيه تصوير العنف‚ بأسلوب جديد‚ قادر على حمل الذات الى اعادة التفكير في مفهوم العنف بشكل يتقاطع مع تشكيل ذات جديدة‚ فعالة‚ قادرة على التجاوز والنمو نحو عالم من التسامح والوعي‚ عماد البليك -
|
|
|
|
|
|