عبد الباسط صالح سبدرات

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-15-2024, 05:18 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
كتابات سودانية بسودانيزاونلاين SudaneseOnline
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-23-2015, 09:53 PM

SudaneseOnline Images
<aSudaneseOnline Images
تاريخ التسجيل: 09-04-2015
مجموع المشاركات: 184

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
عبد الباسط صالح سبدرات

    10:53 PM Sep, 24 2015
    سودانيز اون لاين
    SudaneseOnline Images-Khartoum Sudan
    مكتبتى فى سودانيزاونلاين




    الراي العام تقلب أوراق العمر مع عبدالباسط سبدرات:

    (...) هــذا سـر علاقتي بـالمـاركسيـة

    أجراه: كمال حسن بخيت-
    الراي العام
    19 أكتوبر 2010م


    عبد الباسط صالح سبدرات.. شاعر عرفته منابر جامعة الخرطوم وليالي
    الحزب الشيوعي السياسية في القرن الماضي، وعرفته مسارح أبادماك
    في أقاليم السودان المختلفة.
    عبد الباسط شاعر مجيد.. وسياسي اكتسب خبرة اليساريين والاسلاميين
    واكتسب خبرة قانونية عالية.
    في عهد الانقاذ تسلم عدداً من الحقائب الوزارية من التربية والتعليم إلى
    العدل الى موقعه في القصر كمستشار قانوني وسياسي لرئيس الجمهورية.
    ووسط كل هذا المهام.. لم يتخل عن الشعر والشعر لم يتخل عنه..
    إذ ما زالت جذوة الشعر مشتعلة في دواخله.. وفي ذهنه المتقد.
    عبد الباسط ابن بلد حقيقي ولم يغتر وهو محامٍ متدرب في مكتب الراحل
    شدو ولا عندما أصبح وزيراً ومستشاراً مرموقاً، اعترف بأنني اعرف
    عبد الباسط جيداً منذ ثلاثين عاماً، ولم يكن هذا هو الحوار الاول معه..
    فقد اجريت حوارات كثيرة وفي كل حوار أرى جديداً في عبد الباسط.
    وقد أجريت هذا الحوار قبيل ذهابه الى استراحة المحارب.. أقدمه لكم
    دون رتوش.
    .......
    ** علاقتي بك ممتدة منذ فترة طويلة تحولت الى صداقة وطيدة وتعتبر
    هذه محاولة للتوثيق والتسجيل بالوقوف عند محطات محددة في حياة
    عبد الباسط سبدرات، حياتك كشاعر وانسان، ونسعى أن نقدم للقارئ
    وخاصة الشباب نموذجاً للنجاح والابداع في مجالات الحياة المختلفة
    التعليمية والعلمية والوطنية والسياسية.. نبدأ بالسؤال الأول:-
    - أين ولد وعاش عبد الباسط سنوات حياته التعليمية الأولى
    «الخلوة الابتدائي والوسطى»؟
    أنا كما قال صلاح عبد الصبور «ولدت كآلاف من يولدون بعمر هذا
    الوجود.. نموت كآلاف من يكبرون.. حين يقتاتون خبز الشموس..
    ويسقون ماء المطر.. الخ» انا ولدت في بيت مستور، بيت عامل
    في الري المصري، أنا الخامس في الترتيب لمن سبق، في جبل
    اولياء المدينة التي ترقد على النيل الابيض او كما نطلق عليه
    «بحر أبيض» مدينة مليئة بالحدائق، حدائق حقيقية فيها كل أنواع
    الفاكهة، ومصر مفتوحة بكاملها على هذه الحدائق، اي حدود مصر
    مفتوحة في جبل اولياء والعمال يعملون في الري المصري وحياتهم
    منظمة بصافرة تنطلق عند السادسة صباحاً، وفي السادسة والنصف
    تكون الصافرة الاخيرة التي يدخل فيها العمال الخزان او الورشة او
    بيوت المصريين، صافرة الساعة تسعة يخرجون الى الفطور، صافرة
    عند الساعة الثانية عشرة ظهراً لتخبرهم ان اليوم انتصف، صافرة
    الساعة الثالثة يطلعون منها بعد انتهاء العمل تكون أي امرأة في جبل
    اولياء عرفت ان رجلها في طريقه الى البيت لتعد صحناً واحداً:-
    إما مفروك، او مطبوخ وفي الغالب يكون مفروكاً عشان تبارك الكسرة
    فيهو ويكفي الناس الموجودين، ومع الصحن الواحد هانك الموية
    الباردة، وفي نور كل البيوت (كهرباء)، وفي دش للاستحمام.
    - هل الكهرباء مجانية؟
    الكهرباء مجاناً، نحن جزء من «جبل أولي» وكما يقول المصريون فان
    لحم اكتافنا من الري المصري وكل عامل بجبل اولياء كان يمتلك نوتة
    يكتب ليهو فيها الجزار ربع الكيلو البيشتريه الصباح عشان ما يتغالطوا
    آخر اليوم، او آخر الشهر، وبيمشي لبتاع الخضار يكتب ليهو خضار
    اليوم، وعشان كده جبل أولياء «الخضرجي» الاساسي بيتحكم في انه
    جبل أولياء اليوم... وعشان كده ظلت جبل اولياء يوم الصرف الخضرجي
    والجزار امام الصراف، الزول بيستلم الماهية يسلم الجزار حقو، وبتاع
    الخضار حقو، وبتاع الكنتين حقو، ويسلم نفسو لنومة عميقة جداً انه
    قضى دينه، ولن يذهب الى محكمة في منازعة.
    بلد الخزان استجلب ليها ناس القطينة بعدما غرقت أراضيهم، وناس
    الشمالية الجابتهم المراكب جوا وقعدوا فيها، ناس الغرب وناس
    الشرق وناس غيرهم الجابتهم العمالة طلب او بنائين من بداية
    الخزان قعدوا واستقروا في المنطقة عشان كده بقت بلد قوس قزح
    مليئة بالسحنات، لكنها شكلت عنابرها عنبر «60» والعنبر الفلاني
    بتاعت الري المصري شكلت «المستعمرة» وعشان كلمة مستعمرة
    ما جميلة وما صحيحة سميناها «المنشأة» وغطا بها المصريون كلمة
    مستعمرة.
    في الجودة في مدرسة مصرية موجودة وكبيرة جداً وفيها «روضة»
    عشان كده لو كان قلت للناس نحنا بدينا قرينا روضة حيقولوا ليكم انتوا
    اولاد حناكيش لكن في جبل اولياء كان في روضة بخير المصريين، وفي
    مدرسة «كتاب» موجودة، نحن دخلونا المدرسة المصرية مبتدأ لكن
    انتشلني من المدرسة زوج اختي «ناظر» كان برة جبل أولي ونقلوه
    لجبل أولي ونقلنا الى المدرسة السودانية للصف الثالث وهو ذات
    الفصل الذي كنا فيه في المدرسة المصرية، في الحتة دي الشارع بيت
    كبير حقنا، والسهلة الكبيرة الممتدة بتاعت جبل أولي هي المكان
    البنقعد فيه، وبتخلينا من الصباح نفطر جوافة او منقة او توت من
    جناين الري المصري في البيوت او نأكل تمر هندي في نهاية فطورنا
    وغدانا وعشانا تليب في بيت من الجنينة، كلنا مع بعض، ومعانا
    «تراترنا» من دي شلنا لينا منقاية، ومن دي شلنا لينا كده، ونرجع
    بيتنا بطاناً بعد ان نكون خرجنا منها خماصاً، تماماً كالطير، وظللنا
    في هذا الامر لا مسغبة ولا شي، ولكنه ستر كامل، ولكنه على شظف
    من الدنيا، الرز كان يجي في المناسبات، ولكن كآلاف المنعمين كان
    في دش نستحم يومي، وفي كهرباء ممكن نشوف، ولكن ما كان في
    تلفزيون الرادي الكبير ده كان عندنا رادي حقنا، معظم سكان الري
    المصري بيجوا يسمعوا نشرة لندن، دي الحياة الاولى.
    ولكن هذا أعطانا فرصة ان نقرأ ونطالع مجلات كمجلة (سندباد) وغيرها..
    وفي المدرسة المصرية كان بيدونا الصنادل والردا والقميص «يكسونا»
    وبيدونا فطور سندويتش يا مربة يا طحنية ومثلهما في المدرسة القومية
    بيكونوا بايتين القوا وما عندهم فطور، يجوا جاريين لينا وقت الفطور
    لنقسم مع نصفهم وبالتالي ديل نحنا، اولاد عمال ولكن أولاد مستورين.
    - في المرحلة دي كان اهتماماتك شنو؟
    في المرحلة دي أهم حاجة انه الصباح حنمشي ياتو جنينة من الجناين،
    وفي الصباح الساندوتشات شنو؟ وأصلوا ما كنا نفكر في شي.
    - طيب.. ماذا عن المرحلة الوسطى؟
    إمتحنا للمرحلة الوسطى ومشينا القطينة وكانت نقلة كبيرة جداً، لكنها
    كانت برضها لي ورا شوية.. وبالرغم من ان اهلنا بالقطينة أصر
    والدي علىَّ وأخي مامون «مشينا المدرسة في وقت واحد».
    ان نسكن الداخلية وقعدنا انا وهو في داخلية المدرسة الوسطى.
    وبالمناسبة أول داخلية في المدرسة الوسطى كان اسمها داخلية
    سبدرات في الحوش بتاع عمنا محمد سبدرات عشان كده الأربع دفع
    القبلنا كانوا في داخلية سبدرات، نحنا لقينا الداخلية الجديدة انبنت
    وجينا ونزلنا في الداخلية الجديدة الفيها فول، وعدس، وتمر، ولبن،
    وفيها ملاح كده وكده، نقلة لأولاد النيل الابيض كلهم بيجوا فيها
    أولاد بحر أبيض ناس نعيمة وناس الدرادر وغيرها.
    الداخلية كانت متعة وقتها، هنا في المدرسة الوسطى كان التعرف على
    الكتب والتعرف على المكتبة، والجمعية الأدبية، ومن هناك دخل
    «فايروس» القراية ومحاولة البناء الثقافي وهو «فايروس» كان
    حميداً واتمنى ان يكون كذلك الى الابد ما عمل نوع من التليف في
    الكبد او غيرها، فتح الكبد على مصراعيها وجعلها رطبة وحرة في
    ذات الوقت ومن هناك كان المدخل للكتابة الذي هو حتى الآن لا
    اعتقد انه خير جليس وانما هو مشارك حقيقي فاعل.
    - جذور عبد الباسط سبدرات كنا نعتقد انك «قطاني» من القطينة
    ولكن اكتشفنا غير ذلك؟
    انا من القطينة وأمي وابوي وعماتي وخالاتي واهلي من القطينة سبل
    كسب العيش هي التي احضرت ابي من القطينة ومعه عدد كبير من
    ابنائها سكنوا جبل أولي كعمال في الري المصري، الخزان وقتها كان
    بيبنوا فيه نحنا ما حضرناه ولكن بقينا واعين لقينا الخزان اكتمل..
    كل بيوتنا في القطينة موجودة وخالاتنا وعماتنا واهلنا ولكنهم نفسهم
    جاءوا من الشمال من (حفير مشو) وجوا من الحفير بمركبهم وقعدوا
    في القطينة.
    - شفت (حفير مشو) وان كانت الاجابة بنعم، هل كان ذلك قبل أم بعد
    الوزارة؟
    - قبل الوزارة.. ولكنني حتى الآن أمشي ليها ويعتبرونني «تايوان».
    - هذا لأني اكتشفت الاسبوع الماضي أن د. مصطفى عثمان ليس
    دنقلاوياً بل من الشويحات؟
    دنقلا عندها كيمياء تحول الشويحات لدنقلاوي وهكذا.. الوحيدين القدروا
    يقهروها في الشمالية هم الشايقية، ومع هذا جاء البديرية وشالوا منهم
    حتة منهم، وبقت حتة ضمير مستتر تقديره بديري.. أصولهم من هناك
    في بيتنا بتلقى النخل جرتق، ولما جا والدي من الحج الناس كانت
    بتجي ومعاها الثرامس، ومعاهم بساطات، والشايل ليها نخلة، ولي
    هسة النخلة في جبل أولياء مغروسة من سنين وسنين ولكن للأسف
    عندما مات ماتت النخلة، فالنخل يرتبط بسيده.
    - في جبل اريتريا يدعي سبدرات هل لكم به علاقة؟
    نعم.. هذا الجبل «وهذه ليست بطولة» أخذ اسمه عبد الله عبد الرحمن
    وهو احد فرسان المهدية مشى ومعاه كتبائية أب قرجة ومعاه جماعة
    من ناس القطينة ومات سبدرات في الجبل ده وسموه سبدرات.
    مرة مشيت البحر الاحمر جاتني قبيلة سبدرات ولاموني لأني ما جيتهم
    قلت ليهم يشرفني أكون منكم لكني دنقلاوي وجدي اندفن في الحتة دي
    عشان كده اخدنا اسمكم بجبلكم الكان اسمو جبل الراسي.
    الرئيس أسياس كان دائماً يقول لي ان سبدرات تعني ناس الضرا، وانت
    لاعب لعبة كبيرة، انت من عندنا لكنك تخفي ذلك. وقلت له انا ما عندي
    مانع لو بتديني الجنسية آخدها منك «ضحك».
    - لنعد بك مرة أخرى الى المرحلة الوسطى؟
    المرحلة الوسطى كانت من أكثر المراحل خصوبة، كان ناظرنا الاول هاشم
    الكمالي من الهاشماب، بعده حسن الصادق من الاخوان المسلمين الأوائل
    واحد أعضاء برلمان الجبهة الاسلامية، وهو رجل غيَّر المدرسة، عمل
    فيها نشاط ورياضة ومن الساعة تلاتة تبدأ المذاكرة والمسرح والموسيقى
    وده اللي غرس فينا ثقافة حقيقية، الله يرحمه ويغفر ليهو، كان معه
    بعض الاساتذة العلمونا نقرا منهم محمد عباس الابيض وهو لا يزال
    بعطبرة الله يديه الصحة والعافية وكنا حقيقة محظوظين فقد علمونا
    القراءة والثقافة والمسرح، المدرسة الوسطى كانت شي كبير بالنسبة
    لينا.
    - نجي للمرحلة الثانوية باعتبارها مرحلة يتشكل فيها الانسان دائماً
    اين تلقيت تعليمك الثانوي؟. وما هي الذكريات التي لا تزال عالقة
    بذاكرتك حتى اللحظة، ومن كان معك من زملائك في تلك المرحلة،
    ومن من المعلمين لعب دوراً في التأثير على شخصية الطالب سبدرات
    وما هي الانشطة التي كانت تجذبك؟.
    بعد تمتحن الوسطى ناس بحر أبيض بيودوهم حنتوب، الدفعة حقتنا
    القبلوها كلها من بحر أبيض ودوهم حنتوب، وقتها ايضاً كان في مدني
    الثانوية كمدرسة موجودة وفيها هاشم ضيف الله وده ناظر المدرسة،
    قاموا شالوا فصلين من حنتوب ودوهم مدني الثانوية واختاروا اولاد
    من الكوة ومن القطينة، فجينا سنة اولى بدل ان نكون في حنتوب
    بمدني جينا مدني الثانوية، الدفعة الاولى من مدني الثانوية كانت
    اتخرجت، دخلنا المدرسة سنة 1960م جينا المدرسة الثانوية لقينا
    هاشم ضيف الله نقلوه حنتوب وجاء ناظر جديد اسمو عبد الرحمن
    عبد الله من ناس دنقلا والآن مقيم في عطبرة ولا يزال حياً «ربنا
    يعطيه الصحة والعافية» كان استاذ رياضيات. هاشم ضيف الله عمل
    مدرسة من غير جرس «منع الجرس»، ثم جعل في ميادين المدرسة
    ساعات وفي الفصول ساعات، اربع سنوات لم نسمع جرساً واحداً
    يجيب الطابور الاول او يفض الطابور الاخير كل طالب يعاين للساعة
    لمعرفة المواقيت.
    كنا في الداخليات وفيها عدد ضخم من أبناء مدني، بالمناسبة كل ابناء مدني
    الثانوية كانوا بيخشوا الجامعة، والدفعة بتاعتنا كلها دخلت الجامعات.
    دفعتي فيها مثلاً اللواء خلف الله حسن كان قائداً لسلاح الاشارة، سيد احمد
    محمد احمد وهو مهندس كبير، وفضل الله كان قدامنا بسنة وقدامنا كذلك
    محجوب ابراهيم بتاع قاعة الصداقة وكان بيدربنا «الكديت» وكان وقتها
    في الصف الرابع، كنا نظنه لواء وليس طالباً، وفي عدد من اخوانا
    الخشوا كلية الهندسة من اولاد القطينة من اولاد الكوة وكانوا أسماء
    ضخمة جداً ومنهم من تشكلت معه علاقات صداقة، وفي مدني الثانوية
    بدأ شغل السياسة.
    الأساتذة الذين أثروا في مقدمتهم الاستاذ جعفر محمد عثمان والد عمر
    جعفر اللي كان في الشرطة، واستاذ دفع الله، واستاذ عبد الرؤوف بتاع
    الجغرافيا واستاذ محمد عباس بتاع التاريخ ومن المهم يا كمال ان
    تمنحني الفرصة لأتذكر لك الاسماء.
    في سنة أولى كنت رئيس الجمعية الادبية ورئيس جمعية المسرح وكنت
    مقدم حفلات المدرسة، واعد أول من قدم الفنان محمد الامين وكان
    وقتها يغني اغانيه الأولى التي قدمها له محمد جبارة مثل يا حاسدين
    غرامنا، وقدمت اول مرة أبو عركي البخيت اول ما بدا وكان لسه يافع.
    وفي مدني الثانوية تم نشر أول قصيدة لي في جريدة (الثورة) واذكر
    ان الناظر قال إنو عندنا طالب هنا نشروا ليه قصيدة «عبد الباسط»
    وقال ليهم صفقوا ليه.
    - ما اسم القصيدة؟
    القصيدة الامر المضحك انها كانت عن الطلاق واسمها «إنت طالق»
    وغنتها واحدة اسمها «دانة عبد القادر من الخرطوم» ولحنها عبد
    الفتاح الله جابو ولما جيت الجامعة في 64م الله جابو جاني في
    الجامعة قال لي عندك قصيدة اتنشرت في الثورة وانا لحنتها وعايزك
    تسمعها.
    - ما هو احساسك عندما سمعتها؟
    بأبي وأمي لا تقلها هي للعش دمار، وكان ما يدهشني هو البيخليني
    اتكلم عن الطلاق شنو وانا لسه في سنة أولى.
    - هل كانت أولى قصائدك؟
    لا.. ولكنها الاولى التي وجدت طريقها الى النشر وقاموا غنوها، بالمناسبة
    انا عندي غنا اتغنى ولكن ما قاعد اقوله، في مدني بديت اكتب وبقيت
    اعرف الشعراء الكبار كان فضل الله محمد احدهم وبقت بيناتنا صداقة
    ينشر هو وانا انشر، فضل الله كان في الاذاعة والصحف ينشر وبدينا
    نكتب شعر ونعمل غنا.
    -كل الذين استهوتهم السياسة بدأت انتماءاتهم في تلك المرحلة في
    الجبهة الديمقراطية والتيار الاسلامي «العقائديين في ذلك الزمان»
    الى أي التنظيمين التحق عبد الباسط؟
    - انا طوالي جيت بالثقافة بتاعت مصر الكتيرة وكانت الفترة فترة
    الستينات وكنت زول عايز مسرح وعايز شعر وديل ما عندهم الحتة
    دي «الاخوان المسلمين» اي زول يقول ليك انه انتمى لليسار او الحزب
    الشيوعي عن طريق الماركسية «كضاب» والناس القروا الماركسية
    وعارفنها فيهم بيكونوا خمسة ستة، الناس دخلوا الحتة دي رجالة
    وتحدي واشواق وده اللي كان بيعبر عن حركة التحرر الوقت داك،
    وخلي يجيبوا الشيوعيين ديل كلهم ويمتحنوهم في الماركسية،
    الماركسية «حفيضة» لابسينها لكنها ما بداخلهم واتحداك تجيب لي
    في طرح الحزب الشيوعي ده كله حاجة تجي تقول فيها الشغل الكده،
    ولذلك انا شخصياً رأيي انه كانت حركة للتحرر وعشان كده هم عملوا
    الجبهة المعادية للاستعمار ولم يكونوا حزباً، وانا جيت لقيت الحركة
    مشتعلة وفيها يسار ودخلنا اليسار من خلال الجبهة الديمقراطية،
    ولم يكن هناك وقتها ما يقنعنا ونحن شباب بغير حركات التحرر
    والشغل... الخ والاتحاد السوفيتي كان عنده مواقف قوية فكنا نسمع
    بموقفه وانذاره في العدوان الثلاثي، ونسمع بالجنة بتاعت الاشتراكية
    والعمال، ونحنا اولاد عمال وعارفين الحكاية دي وانا كنت افتكر الزول
    اللي عندو الابرول ده حاجة كبيرة جداً، النضال والعرق وملح الارض
    هذه الاشياء كانت تستهوي الناس وتعطي براحات كبيرة.
    أذكر بالخير علي عبد الله يعقوب القيادي بتيار الاخوان الاسلاميين
    الفلتة الذي لم يكرمه الناس للأسف الشديد، لانه فتح ليهم الحتة دي،
    وبعدين في الجماعة بجي اقول ليك كيف سيطروا على جمعية الموسيقى
    وقتلوها، ولكني اريد ان اقول لك ان اليسار وقتها كان سيد الموقف في
    داخل المدرسة على الرغم من انه في مدني الثانوية بالتحديد صوت
    السياسة كان خافت كون الفترة فترة للحكم العسكري وكنا نغطيها
    بالمسرح والشعر والندوات، ولكن الشغل الحركي لم يكن موجوداً
    وبعد داك جوا ناس تاج السر مصطفى احضروا البرش، وعملوا البرش
    واشتغلوا، كانت مدني الثانوية بؤرة للثقافة يمكن لأنو الجو الخانق
    بتاع الحكم العسكري.
    - كيف كان يمارس العمل السياسي حينها في المدارس الثانوية؟
    وكيف كانت علاقاتكم بالتنظيمات خارج سور المدرسة؟.
    لم يكن يأتينا ناس من الحزب ولم نكن نعرفهم وهذه بالمناسبة واحدة
    من مشاكلي الخلتني امرق، الناس البيجوا من برة الحزب.
    الحزب في الجامعة «Float» مركب حايمة كده براها، اول ما يجيها
    زول من برة بتفقد الاتجاه بتاعها عشان كدي الحزب في الحتة دي
    كان ذكي وما بيدخل في التفاصيل وكانوا بيسموها الجبهة الديمقراطية
    التي تجمع من الشخص الذي يريد الفن لغاية البيفتش الماركسية ليقرأها
    وديل لما يصلوا محل الماركسية بيخلوها، والله انا اجزم ان الماركسية
    والشغل ده لا بوصلة هادية ولا فيها استيعاب.
    - من كان من العائلة لديه نشاط سياسي متفق او معارض لرؤيتك؟.
    في كتيرين كانوا في الحركة الاسلامية لكن ما كانوا ظاهرين، ولا أكاد
    اتذكر من هم الاخوان المسلمين في مدني لأنه لم يكن هناك صراع
    كلهم كانوا مندمجين في الحتة دي ولكن أذكر هناك محمد عثمان
    محمد سعيد يأتي بدراجته ومحمد عباس وغيرهم.

    الراي العام تقلب أوراق العمر مع عبدالباسط سبدرات

    (2-3)

    * ما زلت أبحث عن الذي جندني للجبهة الديمقراطية ..

    * أعفوني من القضاء باعتباري (شيوعي و كده)
    أجراه: كمال حسن بخيت-
    الراي العام
    04 نوفمبر 2010م
    .....
    ســبدرات إلتحق بكلية القانون بجامعة الخرطوم..
    لماذا اخترت دراسة القانون؟..
    أولاً: أنا أذكر تماماً وأنا عشان أكتب الفرص للتقديم للجامعة كان بقولوا
    للزول تختار فرص، أنا اخترت الفرصة الأولى كلية القانون، والفرصة
    الثانية كلية القانون، والفرصة الثالثة كلية القانون..لأنو أنا مقتنع قناعة
    تامة بأن الدراسة للقانون تدى الإنسان فرصة ضخمة جداً لأن يكون
    مهيأ للإطلاع والقراءة الموسوعية، وتؤهلك لأن تقدم حجة زادها
    الإطلاع.
    ثانيـاً: العمل في سلك المحاماة أو القانون كان مدخلاً لكل الناس العندهم
    رغبة ليسهموا سياسياً وثقافياً..
    ثالثــاً: كان في قضية مشهورة جداً (قتيلة الشنطة)، وكانت تذاع القضية
    في الراديو، وفيها من المحامين المقتدرين - المحامي القدير عبدالحليم
    الطاهر- كنت بسمع في الأسئلة بهرتني طريقته في العمل، ولكن جاءت
    بعدها القضية المشهورة بتاعت إنقلاب شنان..ومحي الدين أحمد عبدالله
    كان يمثل فيها الدفاع، عابدين إسـماعيل ومجموعة من المحامين أحمد
    جمعة وآخرين، وكانت تذاع على الهواء مباشرة، إلى جانب أني كنت
    أشاهد أفلام متعلقة بالمحاكم..هذه الأسباب مجتمعة جعلتني قانونياً..
    والقانون نوع من الشعر، لغته وفصاحته محتاجة لمعينات، كنت أفتكر
    أني أمتلكها، ما فكرت أني أكون طبيباً رغم أن مجموعي حينها يؤهلني
    لدراسة الطب، وأنا ((داكي رياضيات)..
    تخيل حتى لو أنجرح أحد أطفالي، أتهيب منظر الألم وأذهب لمطاببته
    مدنقر..أنا لا أجابه جرح ودم، ولا يمكن حتى أكون صيدلاني..في
    القانون بلقى المكان لأكون فيه أنا عبدالباسط سـبدرات..
    شــنو الإستفدته من دراســة القانون؟..
    - أولاً يخلق في الزول العقلية القانونية المرنة اللاقطة الباصرة التي
    تستطيع أن تلتقط ما لا يلتقطه الآخر، بمعني انها تديك فرصة في أنك
    تعرف بلمحة سريعة مربط الفرس في سلوك الشاهد طريقة الإدلاء
    بشهادته، الإستجواب، وعادة الاستجواب فيها امتحان لقدراتك وبراعتك
    أو فشلك..
    لذلك اعتقد أن الفترة من سنة 1971 وحتى 1991م، استطعت فيها أن
    استمتع أن أكون مغيثاً لملهوف أو مكروب، أو تفريج محنة، وتعين
    المحتاج، وتنفذ للبُ قضايا وتحقق العدل..فيه نوع من الإرتواء النفسي
    والمادي أيضاً..
    هل حثيت أبناءك لدراســة القانون؟..
    - للأســف أولادي لم يدرسوا القانون مع أني كنت أتمني ذلك..
    في الجامعة التي تموج فيها التيارات السياسية..والتنافس ومعارضة
    النظام القائم آنذاك..
    كان عبدالباسط سبدرات قد انضم إلى الجبهة الديمقراطية - التنظيم
    الشيوعي، أولاً هل ذلك صحيح؟..هل كُنت شيوعياً؟..
    - نعم، كنت أولاً في جامعة الخرطوم كنت سكرتيراً للجبهة الديمقراطية
    سنة 1967/1968م، والجبهة الديمقراطية كان فيها حاجتين، رابطة
    الطلاب الشيوعيين والجبهة الديمقراطية، أصبحت سكرتيراً وأنا في
    سنة ثالثة، كنت مسئول في الجبهة الديمقراطية حتى السنة الرابعة،
    وبعدها رفضت أنزل الانتخابات في سنتي الخامسة بالجامعة، وجمدت
    نشاطي وأنا لم أقدم استقالة ولم يعملوا لي مجلس تأديب، وخرجت
    بتسريح بإحسان، هذه الفترة في حياتي دخلتها باختياري ودخلتها
    برجالة وخرجت منها برجالة..
    من جندّك للجبهة الديمقراطية؟..
    - أنا بفتش حتى الآن عن من جندني في الجبهة الديمقراطية!، الجبهة
    الديمقراطية كان عندها التوابل والمغريات، أنها حركة تحرر وطني،
    ووقتها لمن جينا الجامعة حركات التحرر الوطني في قمتها لذلك الانتماء
    إليها كان ضمن التيار العام، إلى جانب أنها مفتوحة على كل جوانب
    الحياة - الشعر والموسيقي والدراما - وهو أمر كانت التنظيمات السياسية
    الأخرى تجهله، العقائدية تحــديداً..
    لذلك فهي تتيح قدراً من السباحة الحرة في كل أنظمة الحياة، ووجدت
    نفسي فيها، اصطدمت بأشياء لأن الجامعة كانت محل حرّ، الحزب لا
    يتدخل فيها، في لحظة من اللحظات ونحنا في رابعة لعل تدخلاً بشكل
    أو آخر أغضبني وقررت أني ما اشتغل.. وأنا دي طريقتي لمن أقول
    حاجة ما دايرها خــلاص..
    أسـتاذ عبدالباسط: هل تذكر قيادات سياسية في التنظيمات بالجامعة
    كانت ومازالت لك بها علاقات؟..وما تقييمك لها؟..
    طبعــاً في آخرين غير الجبهة الديمقراطية، مثـــلاً الجبهة الإشتراكية كان
    فيها أخونا فضل الله محمد ومعاه مجموعة ضخمة من القيادات.. في
    القوميين العرب ناس إسحق شداد ومجموعة في مجموعة الصادق
    الشامي وجعفر عباس، وفي مجموعة من الإسلاميين ناس مهدي إبراهيم
    وعبدالرحيم علي والزبير بشير وتاج السر مصطفي، وناس المؤتمر
    عمر عثمان ومختار عثمان ومحمد عبدالكريم ومكاوي عوض..
    ما كان في علاقة خشنة إطلاقاً، كان المجلس الأربعيني مشكّلاً فيه كل
    الطيف السياسي، ويتيح قدر الناس تشيل بعض..ويطلع منو مكتب
    تنفيذي، كنت أمثل فيه سكرتير شئون اجتماعية، مسئول عن الأكل
    والسكن..
    لا أؤمن بالتخوين، علاقتي بهم كلها ممتازة، وكلهم وطنيين غيورين،
    كانت عناصر الجبهة وحتى الآن يعطون للوطن..
    كانت لك اهتمامات أدبية في المرحلة الجامعية، خاصة في مجال الشعر..
    بمن تعرّفت من الشعراء حينها؟..من تظن أنك تأثرت به، سواء كان
    في الداخل أو الخارج؟..
    طبعاً من جبل أولياء في جالية مصرية كبيرة، تقرأ في مجلة سندباد
    وروز اليوسف، وشعر صلاح عبدالصبور، وأحمد عبدالمعطي حجازى..
    كانت الكتب الثقافية تأتي إلى هناك من القاهرة، في الستينات جبنا صلاح
    جاهين في جامعة الخرطوم، وقدمته للندوة وجانا الأبنودي ونزار قباني..
    لذلك على مصر والشام نهلنا من دواوين الشعر، وكذلك الجواهري
    والشعراء العراقيين في السودان محمد المهدي المجذوب كان مظلة
    ثقافية نستظل تحتها، ومحمد المكي إبراهيم، النور عثمان أبكر، علي
    عبدالقيوم، ومحمد عبدالحي، والبقية التي زاملتنا مثل محمد تاج السر،
    وكامل عبدالماجد محمد زين، وخالد المبارك..الجامعة كانت قمة التوجه
    والانفتاح والليالي الأدبية كانت دائماً في فناء الجامعة..
    لماذا لم تختر الأداب مجالك؟..
    - لأني افتكر الأداب عندي ليها منهل تاني، أمكن تديني حرفية النقد
    والشعر، والشاعر كهاوٍ أعمق من الحرفية، وداير أفتح طاقة مع
    منطق القانون لأمزج بين الهواية والاحتراف..
    في كلية الحقوق تذكر أساتذة لهم بصمات على شخصيتك..
    من تذكر من أساتذة الكلية؟..
    - الدكتور زكي مصطفي، ودكتور محمد الفاتح حامد، الأستاذ فيصل
    عبدالرحمن على طه، عبدالسميع عمر وحسن عمر، العميد محمد
    إبراهيم خليل استقال بعد إكتوبر، أصبح دكتور الترابي عميداً بعده
    لمدة وخرج من الجامعة، ثم تلاه دكتور زكي مصطفي حتى تخرجنا
    كان العميد دكتور زكي مصطفي رحمه الله..دكتور حسن عمر، وفي
    أستاذة أجانب، كانوا أستاذة وأصدقاء، وإلى الآن علاقتي مستمرة
    بهم، أذهب دائماً للكلية وسرني تسمية عدد من القاعات بأسـماء
    أساتذتنا الأجلاء في كلية القانون..
    بالمناسبة كنت أحضر محاضرات دكتور عبدالله الطيب في كلية الآداب،
    كنت متأثراً بدكتور عظيم هو الدكتور يوسف فضل كان يدير شعبة
    أبحاث السودان معاه دكتور عبدالله علي إبراهيم، ودكتور سيد حريز،
    وكان في جائزة السلمابي (80) جنيه، ثروة في حينها، دخلت فيها
    في سنة ثانية أخذتها في الأدب الشعبي عند المسيرية، والأدب الشعبي
    عند دار حامد، جمعت مادة عن المساخة في الرباطاب، إطلعت في
    كتاب أصدره دكتور عبدالله علي إبراهيم ودكتور سيد حريز..أخذت
    الجائزة (3) مرات كانت السنة كلها -آكل باسطة وساندوتشات وكسوة..
    بعد تخرجك من كلية الحقوق، ما هو أول عمل اخترته، هل انضممت
    للقضاء؟ أم المحاماة، ولماذا؟..
    - بعد تخرجي أخذوني في النائب العام، بعد (4) شهور نقلوني القضائية،
    قبل يوليو 1971 لمن جاء الانقلاب كان وقتها المرحوم عثمان الطيب
    رئيساً للقضاء، شال (11) قاضياً منهم أنا باعتبار أني (شيوعي وكده).
    الراحل دكتور شدو قال لي من زمان ما قلنا ليك ما تخش القضاء دا،
    أنا اشتغلت فيهو عمري كلو في الآخر خرجت مغاضباً..
    بعدها انتقلــت للعمل كمحــــامي في عمارة أبو العلا الجـــديدة من ســنة
    1971 إلى عام 1991م.
    مع من تدربت كمحامي، ومن ثم مزاولة المهنة؟..
    - أولاً تدربت مع فاروق أبو عيسى في مكتبه في المحطة الوسطي أمدرمان،
    سنة 1969م بعد التخرج، جاءت مايو فاروق شالوه بقي وزير، تميت
    مع الأستاذ صديق أحمد خير رحمه الله..أخذت الرخصة سنة 1971م..
    سنة 1986م عملت براي في السوق العربي لوحدي، سنة 1986م إلى
    1991م إلى أن تم تعييني وزيراً للتربية والتعليم..
    هل تذكر أول قضية ترافعت فيها؟..
    - أول قضية ما بنساها، أخ قتل أخوه - هابيل وقابيل - جابني أبوه أبقى
    محامي لولده..فقد ولد وخايف يفقد الثاني، ولم تكن الشريعة مطبقة
    بعفو ولي الدم..لمن جاني شعرت بأني من الممكن أخفف المصيبة،
    ولحسن الحظ الدفوعات القدمتها والشهود ما كانوا كتار، وانتهت
    القضية، واكتفوا بأربعة سنين، قضية لا تنسى..
    اشتغلت في كل أنحاء السودان بعدها..منها قضية في الحصاحيصا
    (قبلية)، ترافعت عنها استطعت أن أبرىء المتهمين..جدهم راجل
    عجوز شكرني..قال لي لسانك نجيض، قال لي إنت من وين؟..قلت
    ليهو أنا دنقلاوي..قال لي: يا خسارة..
    ضحكت قلت ليهو يا حاج نحن أشراف، ونحن خزرج..قال لي أنا قاصد
    الفصاحة دي جبتها من وين؟..
    هل اعتقلت سـياسياً؟..
    - سنة 1988م اعتقلوني ناس السيد الصادق المهدي، كان سيد أحمد
    الحسين وزير الداخلية، اعتقلت مع شلة من المايويين، قعدت (55)
    يوماً في كوبر من أجمل أيام حياتي، لدفاعي عن سدنة مايو..اعتقال
    كيدي وأخذت فيه من التقريع والإساءة ما يكفي، وحصبوا مكــتـبي
    بالحجارة..
    السجن السياسي بديك فرصة للقراءة والإطلاع والنِقاش المعرفي،
    السجن بالمناسبة وأنا دي أقولها شهادة قادة السجون في السودان لا
    تعرف التنكيل بالسياسيين، قفلة السجن تديك فرصة لتسمع فيها رادي
    وتقرأ وتأكل ما شعرت فيها بضيق..
    الشيء الطلعت بيهو أنهم (ديمقراطيين)، يدعون ذلك وهم غير ذلك،
    لأنهم قبضوني بطريقة ما ديمقراطية..
    عندما تفجرت ثورة إكتوبر أين كنت؟..
    - لمن إنفجرت الثورة، كنت في المكتبة، ذهبت للندوة، كنت في سنة
    أولى، الندوة كانت في (البركس)، اول ناس جينا ما كان في توقع أن
    الندوة دي تنتهي بي كده!..فجأة حصل الضرب والبومبان، أذكر كنت
    بالقرب من المرحوم محمد عبدالحي بعد ساعة في واحد من أولاد
    القراصة قال لي القرشي ضربوه، معانا بابكر عبدالحفيظ قالوا برضو
    إنضرب، مشيت المستشفي إكتشفت هناك وفاة القرشي..الصلاة بعد
    داك في ميدان عبدالمنعم، والجثمان مشي القراصة بعد داك حصلت
    أحداث القصر..
    التدخل العسكري والضرب برصاص حي لطالب جامعي فجّر الأحداث..
    لأن كلمة طالب جامعي وقتها كانت نادرة جداً وليها قيمة في المجتمع،
    جامعة الخرطوم لها تقديس عند الشعب..
    موت القرشي فجّر عاطفة جياشة، لو حصلت محكمة عسكرية للمتهمين
    كان بتخفف من حِدة الغضب، الشيء الذي جعل الفريق عبود يحل
    المجلس الأعلى للثورة بعد أحداث إكتوبر..
    ســوء إدارة الحكم العسكري لهذه الحادثة هو الذي عجّل بالذهاب
    بحكومة عبود..هل تعتبرها ثورة؟..
    - نعم، تداعي الأحداث وتجمع الناس أكد ذلك، بعد بيان سر الختم الخليفة
    وكلمته الشهيرة (بني وطــــني)، ضمدت الجراح..في أحزاب حاولت
    تستأثر بها..
    هل كان نظام عبود فاســداً؟..
    - (فاســد) هذه كلمة إطاحية..لا أحبذها..لا اعتقد انها كانت بالسوء الذي
    يصل للفساد، وقتها كنا متحمسين للعمل ضده..لكن بنظرتي الآن قد
    نكون ظلمنا إلى حد ما (عبود) ولم نقيمها تقييماً موضوعياً..
    كيف تفسر للقارئ عودة الأحزاب التقليدية في الديمقراطية الثانية
    بعد إكتوبر، هل كان خياراً جماهيرياً..خاصة وأن من كان يتصدر
    الثورة حينها الأخوان المسلمين والشيوعيون؟..
    - شــوف، الشعب السوداني بطنو غريقة، قناعاتوا عشان تغيرها دايرة
    فترة طويلة، طبيعته (تراكمية) يختزن في داخله أشياء كثيرة، كل الفترات
    الحضارية في داخله الآن، من المملك المسيحية وحتى اليوم..
    إسـماعيل الأزهري، السيدين، الأحزاب، أشياء قاعدة جواهم، أنا ما
    عارف، لكن كتبت كتاباً (حكومات السودان)، سألت فيه ليه (50)
    سنة ما قدرنا نستقر، طبعنا الرعوي وإعلان الاستقلال وطريقته، هذا
    القلق سألت عنه في كتابي، وبحثت عنه، ولم أجد الأجوبة الكاملة
    للأسئلة القاصدة..
    هل صحيح أن الحزب الشيوعي السوداني كان المخطط لثورة مايو؟..
    - اعتقد أن له يداً طولى في الانقلاب، إلى جانب القوميين العرب،
    والضباط الأحرار المنتمين إليهم، لكن هناك خلافاً أدى لانقسام الحزب
    بعد ذلك..
    في تقديرك لماذا انقلب الشيوعيون على نظام مايو بانقلاب
    يوليو 1971م؟..
    - الحزب الشيوعي لحدي اليوم ما قادر يطلع جملة واحدة في الموضوع
    ده، لكن عبدالخالق كان يذكر سيطرة البرجوازية الصغيرة على الحزب،
    اعتقد أنه صراع عقائدي وفيه جانب شخصي..
    قبيل الانقلاب - وبعده استوعب النظام المايوي عدداً مقدراً من
    الشيوعيين الذين ارتدوا عن حزبهم..لماذا حدث ذلك؟..
    - افتكر الانقسام حول ماهية الثورة أدى لذلك..




    عبدالباسط سبدرات في حوار الصراحة (3)
    * دفعتُ ثمناً غالياً لدفاعي عن المايويين ..
    * كل الأحزاب والحكومات منذ الاستقلال مساهمة في الإنفصال إذا حدث

    حوار: كمال حسن بخيت

    الأحد 28/11/2010

    * كنت أحد اليساريين الذين إنضموا إلى مايو، هل سعيت لها أم كُلفت
    بمهمة؟
    - مايو جاءت وأنا في مكتب فاروق أبو عيسى «محامي» تحت التمرين
    واختارني فاروق حمد اللّه أجي اشتغل معاه سكرتير في مكتبه واستمر
    الشغل زي ثلاثة اشهر منها انتقلت لوزارة العدل ومنها مشيت القضائية
    بعد خمسة اشهر جاء إنقلاب هاشم العطا، كنت مساعداً قضائياً مكتوباً
    بقلم الرصاص فقاموا طوالي شطبوني، رجعت لمكتبي لغاية ما قامت
    الانتفاضة، لم أتقلّد في مايو أي منصب.
    * ظهرت أمام كل الشعب أنك أحد المدافعين عن رموز مايو عقب
    الإنتفاضة، بل أنت الوحيد ومعك المرحوم عبد العزيز شدو؟
    - أولاً أنا أتذكّر إنو القرار إن تدافع عن سدنة مايو في ظل الوضع العارم
    ضد السدنة، كانت خطوة إحتراق أو خطوة كأن تقفز في الهواء ولكنني
    كنت صديقاً لزين العابدين وأبو القاسم محمد إبراهيم وكانا صديقيْن
    حقيقييْن لا يمكن ان يكونوا في محنة وأنت ما تقيف معاهم.
    وقفت معاهم وقفة دفعت ثمناً غالياً فيها بعدها بفترة إعتقلوني ناس
    الصادق المهدي بغير تهم، بل اعتبروا انني تحديت مشاعر الشعب.
    * كيف تعرّفت على عبد العزيز شدو؟
    بعد ما طلعت من القضائية، عبد العزيز شدو عرفني وأن في جامعة
    الخرطوم وكانوا نشروا لي قصيدة إسمها (عشان خاطر الفرح).
    محمد نور السيد من ناس بحري قرأ القصيدة وأدّاها الكابلي.. الكابلي
    عزمني أنا وعلي عبد القيوم وعرّفنا به محمد نور السيد، كان اليوم
    داك شدو موجودا معاه إتونسنا في القانون وكنا على وشك التخرج
    في السنة الرابعة وبعدها بدأت صلتي معه، بعد ما تمّيت التدريب وجيت
    من القضائية صلتي كانت قوية فقام قال لي ياخي ما تجي تتمرّن معاي
    وتقعد، إتمرنت معاه وظللنا «18» سنة نعمل معاً..
    شدو قمة من قمم أهل السودان من الكرم والنجدة والنفس السوية،
    «18» سنة لم يتعكّر صفاء الود بيننا المكتب إسمه شدو وسبدرات
    المحاميان رغم ان الفرق بين شدو وسبدرات فرق السماء والواطة،
    لكني كنت في مكتبه وعلاقتي مع أسرته كأنني جزء منها إلى اليوم
    حينما أصبحت وزيراً في وزارة الانقاذ كان عبد الله ادريس وزيراً
    للعدل، بعدين كان رافض إستمراره في الوزارة، كانوا دايرين يجيبوا
    شدو مشيت أقنعته وهو لم يعمل غير «قاضٍ»، وعشان أقنعه بهذا
    الأمر لغاية ما حلف القَسم كنت معاه، مكتبه اتقفل تماماً بعد ان بقي
    وزيرا، لمن قامت إنتخابات 1998م دايرين يودوه نائباً لرئيس
    المجلس الوطني ودايرين وزير عدل فجابوني أنا بعده، أن أكون بعد
    عبد العزيز وزير عدل إختبار عسير حقاً، هذا رجل مطّلع، القراءة جزء
    من حياته الأساسية وعنده أحكام قضائية ما زالت موجودة عندنا،
    عبد العزيز رجل إجتماعي من الطراز الأول هو قمر.. ظللت وزير عدل
    حتى بعد أن بقي نائب رئيس المجلس التشريعي للبرلمان وخرج عبد
    العزيز وفجأةً أصيب بمرض الفشل الكلوي ما أمهله كثيراً ورحل شدو
    وأنا كنت معاه لآخر لحظة، هذا رجل يا مولانا.. أقولك شنو بس!
    بالمناسبة عبد العزيز أصدقاؤه كُثرٌ.. واصيبوا بكسوف شديد بعد رحيله.
    * أستاذ عبد الباسط، هل استطعت أن تؤدي دورك كمحامي في الدفاع
    عن رموز مايو، وهل كنت تمتلك الأدلة أم هي محاولة فقط للدفاع عن
    أصدقاء؟!
    - أولاً، لأول مرة يحاكم ناس في انقلاب، عادة الانقلاب العسكري لو
    نجح يسمى ثورة لو فشل يسمى انقلابا، مايو لمن نجحت أصبحت
    ثورة بدليل الناس الجو استقبلوها وظلت «16» سنة في البلد
    عملت دستورا وعملت قانونا وعملت وعملت وعملت، أن تجئ بعد
    هذا الزمن وتحاكم أناسا بأنهم قاموا بانقلاب كان هذا أمرا غريبا جداً
    وكنت افتكر ليس من الممكن على الاطلاق أن تحاكم إنسانا ظل يحكم
    الشعب السوداني لمدة «16» عاماً، القضاة الذين يحاكموهم هم
    وافقوا على تعيينهم ولابسين أوسمة مايو، بالتالي كنت مقتنعاً انهم
    قدموا للشعب السوداني ما يمكن ان لا يجعلهم يتحاكموا، قُمت بالأمر
    نجدة لهم، وثانياً قناعة بأنو عندهم قضية واعتقد ان الانقاذ أول قرار
    عملتو هي اطلقت سراح سجناء مايو وأقرت بعدم صحة محاكمتهم،
    إذاً نجح المقصد الذي كنت أدافع عنه.
    * الديمقراطية الثالثة، هل كان لك اسهام سياسي فيها؟ أم اعتزلت
    السياسة؟
    - أنا لا أسميها ديمقراطية لان تلك الفترة اعتقلت فيها أنا كيدياً ولذلك
    لم أنتمِ لها ولا لأي حزب طائفي.. مع إحترامي لها لكن عندي فيها رأي،
    حدث أن إنتميت لحزب عقائدي وخرجت منه بموقف واضح جداً، خرجت
    منهم بتسريح بإحسان لم أنتمِ وأمارس أي نشاط سياسي في تلك الفترة.
    * أستاذ عبد الباسط وأنت مواكب للأحداث والمسيرة السياسية لمايو
    ما هي الأسباب التي أدت لسقوطها وأين كان الخلل؟
    - أسباب كثيرة أعتقد أنها أدت لذلك.. واعتقد ان مايو استطاعت أن تعمل
    تنمية كبيرة في البلاد لكن لم تستطع أن تكوّن حزباً يعمل بين الناس، حزبا
    جماهيريا يستقطب القطاعات الكبيرة، الاتحاد الاشتراكي كان مجموعة
    تحالف بين مجموعات متعددة وفشل في إثبات وجوده لحد ما، لم تَكن
    بينهم برامج وإتفاق فكري في القضايا وبقىت داخل الحزب تيارات كثيرة
    جداً، ونميري بطبيعته كان كثيراً في القرارات التي يتخذها، لا أقول عدم
    التروي ولكن فيها «رد الفعل» مايو عمل فيها «18» تعديلاً وزارياً
    في ظرف «16» سنة ولكن تبقى في أنها كسرت إحتكار السلطة
    وشَكّلت وزراء من جميع القطاعات غير الطائفية والأحزاب.
    ربما الإستعانة بالتكنوقراط ولكن حتى الآن لم أجد أسباباً حقيقية في
    لماذا سقطت مايو..؟
    مرات الحكم بيبقى عندو عُمر إفتراضي وما قادر يجدد ويمشي..
    الحكومات العسكرية في تململها كان لها ضلع في الأمر.. وافتكر ان
    القيادات التي سلّمها نميري لم تكن فيها الصلابة الشديدة وكانوا سبباً
    في سقوط مايو.. أنا لا أقلّل من الإنتفاضة التي قام بها الشعب السوداني
    وبالتالي الإنتفاضة دي لو كان عندها جذور كانت ظلت في السلطة.
    * هل قيام الإنقاذ شكّل مفاجأة لعبد الباسط، وهل إنضممت لها عن قناعة؟
    - نعم - كنت أفتكر أنك أول من نبّه إلى أن عمر البشير دا حيعمل إنقلاباً..
    قرأت لك ذلك في مجلة الدستور.. هذه حقيقة.. بعد مذكرة القوات المسلحة
    أيقنت تماماً أن هذا النظام المسمى بالديمقراطية الثالثة في طريقه إلى
    الزوال.. لذلك لم أتفاجأ.. أنا يوم الجمعة داك.. هو قدر مقدور الناس
    شايفنو جاي.. زي الإرصاد الجوي.. لمن أذاعوا البيان الأول إستوقفني
    فيه الثبات المطلق خلافاً لما شفته في بيان هاشم العطا.. لمن شفت بيان
    البشير وصموده ومقتضب جداً أيقنت أنه أمر نافذ.. لم أكن أعرف أنه
    إسلامي أو غيره.. رغم مؤشرات إفتتاح الخطاب حينها.
    * متين حدّدت موقفك منها؟
    - أي تغيير يجي ضد الأحزاب أنا معاه، أعتقد أن الائتلاف بين الجبهة
    الإسلامية والإتحاديين والأمة كانت جبة درويش باهتة الألوان ما تمشي
    قِدّام.. كنت مقتنعا بأن انقلاب البشير دا بيمشي، لذلك أنا دخلت أول
    مؤتمرا حواريا مع الانقاذ في سبتمبر 89 وكنت مقرر لجنة رئيسية
    في لجنة الحوار الوطني.
    * هل سعدت بالانقاذ أم هي سعدت بك؟
    - دعيت لأن أحضر مع سَبعين شخصاً للجنة الحوار الوطني، كان ضرورياً
    جداً أن أذهب ما دام هو حوار دخلت وأسهمت بإسهامي وظللت أعمل إلى
    يناير 1991م، وذهبت لوزارة التربية والتعليم.
    * بعد دخولك سألت الرئيس عن توزيرك وقال إنك أنجح الناس في العمل؟
    - شوف يا كمال أنا داير أقول ليك حاجة: أنا بعد عشرين سنة بعد طلعت
    من الوزارة ما قاعد أتكلم في الشغل أصلاً.. وكأني مثل الذي هو في العُدة
    ومتوفي أصدقاؤه وأحباؤه.. أنا في فترة تقييم كامل لمسيرة عشرين سنة،
    ربما تَتَفَاجأ أني أعد مذكراتي للسنوات العشرين أقول فيها بصراحة ماذا
    كسبتَ وماذا كسبت الانقاذ مني.
    * هل أنت راضٍ عن العشرين سنة دي؟
    - أنا داير أقول حاجة مهمة.. حتى الآن انا تحت مدفعية ثقيلة جداً بتعرض
    ليها.. عايز أقول كلام ما قلتو قبل كده، أوعدك به في حوار آخر.. وراضٍ
    تماماً عما قدمت وما قدمت الإنقاذ.
    * قمت بمساعٍ للمقاربة بين المعارضة والإنقاذ؟ لقاء البشير ونقد في
    منزلك؟
    - باكراً جداً قمت بذلك، وقتها كانت الإنقاذ جديدة وكنت وزيراً، لم تكن
    معرفتي بالبشير لصيقة، لكن كان يعرف أن لي علاقة قرابة مع محمد
    إبراهيم نقد، قال لي شوفو.. وقتها كان في حظر تجول.. البشير جاني
    في البيت والتقى نقد.. خليتهم قاعدين في الصالون وقعدت في الحوش
    بره.. لمن جات الساعة «11» الرئيس قال يا أخوانا حظر التجول
    «ضحك» نقد قال ليهو «انت ذاتك ما سيد التجول طيب أنا أقول شنو؟»
    قعدوا لغاية وقت متأخر واتعشوا وطلعوا وما سألتهم الحاصل شنو،
    الرئيس مشى وأنا وصّلت نقد محلا معينا وكنت حريصا إنو ما أعرف
    المحل شنو لأنو كان متخبئا الوقت داك وهو نزل مني وساق عربيتو
    ومشى.
    * الدار بيناتهم شنو؟
    - كلام كثير ما سألتهم منو لكن طلعوا مبسوطين الإثنين.
    * وغيرها من مبادرات؟
    - اشتغلت حوار التنظيم السياسي.. أول تكليف مشيت ليهو لدراسة
    تجربة الكتاب الأخضر في ليبيا عملنا منه التجربة.. بعدها بقيت وزيرا..
    قبلها مشيت مع حمدي بروكسل لاجتماع مع السفراء لشرح المؤتمر
    الوطني للحوار السياسي.
    * هل للإنقاذ محاولة لتجريب اللجان الثورية والكتاب الأخضر؟
    الفكرة كان إدخال الأحزاب كلها في حزب واحد كبير، نفس الإتحاد الإشتراكي
    في مايو لكن بصورة متطورة.. بتجريب نظام ليبيا وجماهيريته د. الترابي
    كان مهندس الحكاية دي لكن سرعان ما تخلّوا عنها رغم أنّها فكرة رائعة
    جداً.
    * عبد الباسط قانوني مثقف، كان يسارياً.. هل عَانيت بمناوشات في
    بداية الإنقاذ؟
    - في الفترة دي عايز أبوح ليك بوحاً خاصاً في حلقات خاصة.. داير أعمل
    مذكرات تجيب على كل التساؤلات.
    * كقانوني ما هي رؤيتك لإتفاقية نيفاشا خاصةً إنّها ظلمت الشمال،
    ما هي ملاحظاتك؟
    - أنا كُنت جُزءاً لصيقاً بنيفاشا، بجمع واقرأ، أعتقد أنها إتفاقية ممتازة
    جداً خذلتها الحركة الشعبية بعد أن مسكت الجنوب ما هو مشترك بين
    الجنوب والشمال، رئيسها ظل موجوداً في الجنوب أكثر من الشمال
    وغيابه عن الشمال أضر بها. وغياب أن يكون للرئيس مكتب في جوبا
    ونوابه هذا جعل الاتفاقية ما تمشي قدام.. الشراكة كانت بتكون افضل،
    لكن ترك للجنوب أن يتخذ من قراراته ما يشاء وهذا ما حوّلها من
    فيدرالية إلى كونفيدرالية.
    * واضح أن الأمر أقرب للإنفصال، من يتحمّل الوزر؟
    - الأمر كان يكون محسوماً منذ مؤتمر جوبا والمؤتمرات قبل الإستقلال
    والحكومات المتعاقبة، إذا كان هناك دم بتفرق بين القبائل يجب أن يتوزع
    بين الأحزاب والحكومات كافة التي تسيّدت الحكم، كلهم أسهموا في ذلك.
    * الجنائية؟
    - دي قضية سياسية بحتة، بقيت خبيراً فيها وكتبت عَدَدَاً من الكُتب، أريد
    منها إلحاق أضرار واسعة بالسودان لكن صمود الشعب السوداني أبطل
    هذا الكيد إلى حد ما.
    * هناك قوانين تقع تحت بند الحريات حدثت بها تعديلات إبان توليكم الوزارة؟
    - أعتقد أن التعديلات التي تمت في قانون الصحافة وقانون الأمن خطوة
    إيجابية.
    * هل توقّفت عن الشعر ونشره؟
    - عندي ديوان كامل حرصت ما أنشره حتى الآن في قصائد حفظوها الناس
    سياسية واجتماعية، أحدثت بعض الحراك في المجتمع منذ الجامعة.
    * كتاباتك، المقالات؟
    - يبدو أنّني بنحس الجريدة البكتب فيها.. كتبت كثيراً في دارفور الجديدة
    والجمهورية لكنهما توقفتا.. لذلك خايف اكتب في جريدة تاني عشان ما
    أنحسها؟
    * عبد الباسط، «رجعنالك» قصيدتك الغنائية الشهيرة، متى إلتقيت
    بالبلابل، هل تعاونت مع فنانين آخرين؟
    - تعاونت مع فنانين كثيرين جداً، منهم صديقي محمد الأمين عندي عندو
    غناء كثير جداً، وبستمتع بغنائه جداً تحديداً رمية «إرتاحي يا ابل الرحيل
    »، عندي قصائد قدمت في أعياد العمال، عندي غناء بلبِّد منو ما بقول
    غناء بتاع دكاكين ومطابخ، لكن «رجعنالك» رشّحتني كشاعر غنائي.
    * الميول الرياضية؟
    - الهلال والمريخ أكبر حزبيْن رياضييْن، وهي ألغت القبلية أحسن شئ
    عملتو الرياضة، كذلك الصوفية، والغناء برضو.. الفنان لعموم السودان
    وكذلك الرياضة تصهر الناس تنضف الناس من الإثنيات.. أنا المريخ
    بالنسبة لي أمر عصي كالكواكب، إشتغلت فيه ولم أخف إنو يعزلنا من
    ناس الهلال والموردة بل قرّبني ليهم كثيراً.
    * هل تشاهد الفضائيات؟
    - في فضائيات تبني وفي فضائيات تخرِّب وفي فضائيات تعذب..
    لا أستطيع أن أقول ألغوها لكن ما دام في يدي «ريموت» أمشي
    من الما نافع معاي.. لكنها خطيرة إذا ما حصلت ليها حماية.
    * هل تتابع الحركة الثقافية؟ لماذا تقصى الحكومات المثقف؟
    - المثقف عين السلطة وأذنها ووجدانها، والسلطة التي تقصيه غير
    جديرة بالبقاء.. يعين السلطة ويبصرهم والسلطة التي تعاديه جاهلة.
    * تواصلك مع أبنائك والأهل، هل تجد الوقت؟
    - أنا أصل أهلي وأرحامي، كل جمعة وإجازة بمشي لي أهلي، السياسة
    سرقت مني أسرتي وأولادي وأهلي.. لكن في الفترة الماضية استطعت
    أن أصل ما قطعته بسبب المشغوليات.
    * سودان المستقبل، قراءة؟ هل سيكون دولة واحدة أم عدة دول؟
    - السودان فيهو ناس ما بينهزموا، أنا ما مُنزعج من الجنوب إذا انفصل
    حيبقى تجربة مفيدة عشان مافي زول يفكر ينفصل تاني، وانفصال
    الجنوب حيكون أكثر إحتراماً لهم وهم أكثر إحتراماً لنا بالوضع الجديد.
    * ماذا يشغلك الآن؟
    - ما بعد الاستفتاء يشغلني لدرجة القلق، وان ما يطمئن أننا شعب عظيم
    وسنكون قدر التحدي، قلقي ان التحديات الكبيرة ما تفت في عضد الشعب
    في قهر المستحيل.
    * وأنت في إستراحة محارب؟
    - أنا بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبني كيفما شاء.
    * ظللت عشرين عاماً وزيراً، من خطف بصرك من الوزراء؟

    - كمال، أنا «دنقلاوي» أعرف أن لكل نخلة ثمراً خاصاً، كل سبيطة
    فيها ثمرة جدير أن تحتفظ بها.. في البركاوي وفي القنديلة.. كذلك في
    الوزراء..أصناف.. وعين الناس أبصر مني!!
    ::: :::





    أحدث المقالات
  • الجبهه الوطنيه العريضه تشارك في اجتماعات مجلس حقوق الانسان بجنيف 09-23-15, 08:56 PM, عباس حسن احمد
  • برنامج اليوم النوبى المفتوح 09-23-15, 08:53 PM, اعلانات سودانيزاونلاين
  • بيان من حركة/ جيش تحرير السودان حول مزاعم إعلام الخرطوم بمشاركة الحركة فى الصراع الليبي 09-23-15, 08:41 PM, محمد عبد الرحمن الناير
  • أخبار منتدى عبداللطيف كمرات الثقافي 09-23-15, 08:38 PM, اخبار سودانيزاونلاين
  • بيان من قوي المعارضة السودانية و منظمات المجتمع المدني في الخارج في ذكري هبة سبتمبر المجيدة 09-23-15, 07:24 PM, بيانات سودانيزاونلاين
  • مظاهرة كبري امام مباني الأمم المتحدة 09-23-15, 07:22 PM, اعلانات سودانيزاونلاين
  • حركة /جيش تحرير السودان قيادة عبدالواحد مكتب /شرق افريقيا تقرير :حول المنتدي الفكري الشهري 09-23-15, 07:20 PM, حركة تحرير السودان جناح عبد الواحد
  • الجالية السودانية بلندن تحتفل بعيد الاضحى المبارك 09-23-15, 07:17 PM, اعلانات سودانيزاونلاين
  • تعميم صحفى من حركة العدل والمساواة السودانية حول راهن الثورة السودانية 09-23-15, 07:15 PM, حركة العدل والمساوة السودانية
  • ضابطان من الجيش السوداني يُحقِّقان مع الصحفي (بهرام عبد المنعم) 09-22-15, 11:09 PM, صحفيون لحقوق الإنسان (جهر)



  • شهادتي للتاريخ (12)- -- في أي مرحلة سد النهضة الأن وهل أوفت أثيوبيا المتطلبات الفنية؟ (1 من 2) 09-23-15, 08:31 PM, بروفيسور محمد الرشيد قريش
  • يحي صالح كذاب وخزعبلاته جزء من ترقب عطايا العيد بقلم مبارك أردول 09-23-15, 05:36 PM, مبارك عبدالرحمن أردول
  • قضايا ساخنة بقلم شوقي عبد العظيم 09-23-15, 05:32 PM, مقالات سودانيزاونلاين
  • مكياج خروف الضحية! بقلم فيصل الدابي/المحامي 09-23-15, 05:31 PM, فيصل الدابي المحامي
  • نعم ماعارفين حاجة لان القبلية هي التي تتكلم الان!!!! بقلم عبدالباقي شحتو 09-23-15, 05:29 PM, عبد الباقي شحتو علي ازرق
  • الضحية بين فقر المواطن!! وتواطؤ رجال الدين !! بقلم بثينة تروس 09-23-15, 05:26 PM, بثينة تروس
  • شراء خروف الضحية في الوقت بدل الضائع! بقلم فيصل الدابي/المحامي 09-23-15, 05:24 PM, فيصل الدابي المحامي
  • المبادئ الثابتة لنظام الحكم وتنظيم المجتمع : (2 ) بقلم عمر حيمري 09-23-15, 03:17 PM, عمر حيمري
  • عضو بالبرلمان يكذب علنا وينقل الأعلام الحكومي كذبته بقلم مهندس الفاضل سعيد سنهوري 09-23-15, 03:15 PM, الفاضل سعيد سنهوري
  • للخروج والمُخارجة من بئر الرابع : جا يكّحلا ، عماها ! بقلم فيصل الباقر 09-23-15, 03:09 PM, فيصل الباقر
  • الـفـسـاد يـنـخـر بـيـت الرئـيـس الـبـشـيـر! بقلم عثمان محمد حسن 09-23-15, 03:04 PM, عثمان محمد حسن
  • السودان : حتى لا تكذب الموية الغطاس ؟! بقلم د . على حمد ابراهيم 09-23-15, 07:31 AM, على حمد إبراهيم
  • رد وزارة البيئة :التهافت فى الفساد!! بقلم حيدر احمد خيرالله 09-23-15, 06:19 AM, حيدر احمد خيرالله
  • دجاج تورنتو بقلم بدرالدين حسن علي 09-23-15, 06:15 AM, بدرالدين حسن علي
  • عبد الحي . . والفلكسواجن بقلم أكرم محمد زكي 09-23-15, 06:13 AM, اكرم محمد زكى
  • المشكلة في المكان الاول هي الانسان بقلم شوقي بدرى 09-22-15, 11:00 PM, شوقي بدرى
  • العفو والعافية النفسية والاجتماعية بقلم نورالدين مدني 09-22-15, 10:57 PM, نور الدين مدني
  • من يهندس التآمر داخل الحركة الشعبية ولمصلحة بقلم كمال كمبال تيه 09-22-15, 10:56 PM, مقالات سودانيزاونلاين























  •                   


    [رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

    تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
    at FaceBook




    احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
    اراء حرة و مقالات
    Latest Posts in English Forum
    Articles and Views
    اخر المواضيع فى المنبر العام
    News and Press Releases
    اخبار و بيانات



    فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
    الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
    لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
    About Us
    Contact Us
    About Sudanese Online
    اخبار و بيانات
    اراء حرة و مقالات
    صور سودانيزاونلاين
    فيديوهات سودانيزاونلاين
    ويكيبيديا سودانيز اون لاين
    منتديات سودانيزاونلاين
    News and Press Releases
    Articles and Views
    SudaneseOnline Images
    Sudanese Online Videos
    Sudanese Online Wikipedia
    Sudanese Online Forums
    If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

    © 2014 SudaneseOnline.com

    Software Version 1.3.0 © 2N-com.de