: القيادي بالتيار العام في حزب الأمة القومي د. مآدبو في حوار للحقيقة
حوار : مصعب شريف
أكد نائب رئيس حزب الأمة القومي السابق، وعضو المكتب السياسي الحالي، الدكتور آدم موسى مادبو لـ(الحقيقة) خلال هذا الحوار أن الخلافات لم تُخرجه من حزب الأمة وأنه لا زال عضوًا بمكتبه السياسي الذي لايعترف به ،مشيرًا إلى أن نتائج الانتخابات ستغير الكثير في أروقة الحزب التاريخي العريق .
حول هذه المحاور وأخرى عديدة جلسنا إلى دكتور مادبو في مكتبه بشركة (سبدو) الهندسيةن فكانت هذه المساجلات التي كانت عبارة عن مُخرجات حوار استمر ساعة كاملة من الزمن، التزم خلالها د.مادبو دبلوماسية لم يفت من عضدها تفاقم الخلافات مع أعداء اليوم وأصدقاء الأمس.
بدءًا إلى أين وصلت خطواتكم حول ما يتعلق بإصلاح ما ترونه من اختلالات صاحبت المؤتمر السابع لحزب الأمة القومي وأدت إلى مقاطعتكم لمؤسسات الحزب الحالية ؟
أولاً لابد من التأكيد على أن الاختلاف بيينا في التيار العام وحزب الأمة القومي لا يشبه كل الخلافات السابقة التي عاشها الحزب،فالاختلاف الذي كان في السابق بين الإمام الهادي المهدي والصادق المهدي كان حول الجمع بين إمامة الأنصار ورئاسة الحزب، وكذا الاختلاف بين الصادق المهدي والمجموعات التي خرجت من الحزب (مبارك الفاضل ، مسار ونهار) ،كان متعلقًا بالمشاركة في السلطة من عدمها ،لكن بالنسبة لنا الخلاف مع الإمام مغاير تمامًا، فهو خلاف دستوري وقانوني ليست له أية جوانب أخرى وهو مبني على أساس أن الأجهزة المنتخبة في المؤتمر السابع (الأمين العام والمكتب السياسي) ، غير شرعية لأن الهيئة المركزية التي اختارتها أصلاً غير شرعية وعدم شرعية الهيئة المركزية يكمن في أن عددها كان من المفترض أن يكون محدداً من ستمائة شخص فقط، فيما وجدنا أنه قد تحول إلى ثمانمائة وواحد وستين عضوًا بقرار من الرئيس.ولأننا حريصون على عضوية الحزب ولا نود مغادرته طالبنا بتصحيح هذا الأمر بطريقة دستورية، والدستور لسوء الحظ يُعطي رئيس الحزب فقط الحق في معالجة هذا الأمر والتي تكون وفق رؤيتنا بأن يتم حل كل هذه الأجهزة وتكوين أجهزة انتقالية وفاقية تقوم بالتحضير لمؤتمر جامع ينتخب أجهزة جديدة وهو مالم يتم حتى الأن للأسف.
ولكنكم هددتم باللجوء لمجلس شؤون الأحزاب وتقديم طعن دستوري في مؤسسات الحزب، هل قمتم بهذه الخطوة أم أن الأمر لا يتعدى كونه أداة ضغط فقط؟
لا أبداً فقد قمنا بتقديم الطعن لمجلس شؤون الأحزاب،وهو طعن في دستورية أجهزة الحزب لا في الحزب ذاته ،وقد قام المجلس بمخاطبة الحزب الذي رد على الطعن ثم بعث لنا المجلس رداً قمنا بالتعليق عليه،والآن ننتظر قرار المجلس النهائي ،وقد تأخر القرار من المجلس نظراً لانشغاله في الفترة الماضية بأمر الانتخابات ،لكن نأمل أن يصدر القرار وحينها لكل حادث حديث.
وماذا عن اعتزامكم الخروج من حزب الأمة القومي وتكوين حزب جديد؟
لا أبداً هذا الكلام غير صحيح ،نحن حريصون جداً على وحدة حزب الأمة، فعندما حدث الخلاف وعلى الرغم من عدم اعترافنا بأجهزة الحزب ،لم نقل مثلاً اننا قد خرجنا من الحزب بل قلنا اننا نحن (التيار العام) داخل حزب الأمة القومي ،وبذلك فإننا لن نخرج من حزب الأمة إلا إذا أضطررنا لهذا الأمر بأن تواصل الأجهزة الحالية تعنتها وتمترسها خلف شرعيتها الزائفة. عندها ستكون كل الخيارات مفتوحة أمامنا ،لأننا ديمقراطيون لا يمكن أن نتعامل مع أجهزة غير شرعية ،يمكن عندما نيأس أن نكون حزباً جديداً أو نتحد مع بقية فصائل حزب الأمة الستة التي خرجت قبلنا ويمكن كذلك أن نتحالف مع قوى سياسية أخرى.كل هذا ممكن، لكن أملنا أن نصل إلى حل وفاقي يحفظ لأجهزة الحزب شرعيتها ووضعها القانوني السليم .
لكنكم في التيار العام خرجتم من حزب الأمة فعلياً بدليل أن قادتكم يلتقون قيادات الأحزاب الأخرى بندية كما أن لكم أجندة واجتماعات ورؤى منفصلة عن الحزب وما إلى ذلك من ما يميز الأحزاب المستقلة؟
لا أبداً هذا غير صحيح، فمن ناحية إجرائية لم ننفصل عن الحزب بعد. لازلنا موجودين في المؤسسات، فأنا مثلا عضو مكتب سياسي وكذلك مجموعة من الإخوة في التيار العام لا زالوا أعضاء المكتب السياسي لحزب الأمة القومي ،لكنا غير ملزمين بالقرارات التي يصدرها (مكتبهم) السياسي ،فمثلاً في أمر الانتخابات الأخيرة ،قررنا في التيار العام خوض الانتخابات على المستوى التشريعي فإذا كان رأي حزب الأمة عكس ذلك لن نلتزم به بالتأكيد ،إلا أننا لازلنا داخل الحزب ولم نخرج منه لكننا سنرفض أي قرار يصدر من مؤسسات الحزب دون أن نؤمن عليه ،ونعترف ان هذا الوضع غريب وغير مريح ولاحتى مقبول لكنه الواقع الآن.
حديثك يشير إلى أنكم تتصرفون كحزب داخل حزب ،ألاترى أن هذا الأمر يسهم في اتساع هوة الخلاف بينكم والإمام ومجموعته وبالتالي تفاقم الأزمة؟
لا بالعكس لايساعد على إتساع الهوة ،فنحن نلتقي بالقوى السياسية والإمام ذاته يلتقي بجميع القوى السياسية من رئيس الجمهورية إلى أصغر مسؤول ،وما دمنا لانشارك في هذه اللقاءات ولا نعترف بمُخرجاتها فمن حقنا أن نتصل بكافة القوى السياسية وهي إتصالات لن تنقطع ،فنحن نقف على آراء الآخرين ونطلعهم على آرائنا،وكذلك نود إرسال آرائنا للحزب ولغيره من الأحزاب.
الانتخابات كذلك دللت على أنكم حزب مستقل حيث خاضها مرشحو (التيار العام) كمستقلين فيما استظل الآخرون براية الحزب ورضا الإمام؟
لا لا أبدا فالأمر هنا مختلف تماماً،فقد اتفقنا مع الصادق المهدي على مقترح خاص بالانتخابات يشير إلى أن أي شخص تأتي به القواعد يكون هو مرشح الحزب في المنطقة المعينة ،فكان أن تركنا الخيار للقواعد التي اختارت مجموعة من المرشحين رفضهم الصادق المهدي، فاضطر هؤلاء للترشح كمستقلين لأنهم مجبورون.وليس هنالك خيار ثانٍ ودعمناهم ليس لأنهم في التيار العام فقط بل لأنهم أتوا من القواعد.
دعمكم لهم خصم الكثير من مرشحي حزب الأمة ورجح كفة المؤتمر الوطني في الدوائر والولايات ،فحامت حولكم شبهة التؤاطؤ مع السلطة؟
_ شوف _ مثلما قلت لك كل من أتت به القواعد سواء كان منهم أو من التيار العام وجد دعمنا، لكن هنالك عشرة مرشحين تقريبًا أتت بهم القواعد ورفضهم الصادق المهدي ومجموعته فدعمناهم احتراما للقواعد وليس حباً في المؤتمر الوطني أو غيره ،وهؤلاء العشرة لم يكن لهم خيار غير أن ينزلوا كمستقلين أو باسم أحزاب أخرى سواء كان المؤتمر الوطني أو الشعبي أو الحركة الشعبية وهو ما رفضناه وفضلنا أن يخوضوا الانتخابات كمستقلين بعدما رفض الحزب منحهم شعاره .
بعد كل هذا التشاكس إلى أين تمضي الأمور، إلى وحدة الحزب أم المزيد من التشظي؟
والله أتمنى أن يتمكن حزب الأمة القومي من عمل تقييم جدي للأزمة على ضوء نتيجة الانتخابات، وآمل كذلك أن يكونوا قد اقتنعوا بأن الخلافات تُضعف الحزب وتقلل من شعبيته ولاتفيده.ونتيجة الانتخابات كذلك ستساعد حزب الأمة على لملمة أطرافه، والتقييم سيفيد كثيراً في إنهاء الأزمة حسب رأيي، وأذكر في هذا الصدد دور الانتخابات في إنهاء خلافات حزب الأمة في عام 1968 بين الإمام الهادي والصادق المهدي وكنت حينها أقف إلى جانب الإمام الهادي ،فخضنا الانتخابات كل طرف على حدة وعندما جاءت النتيجة اتضح لنا أن الفرقة قد أضرت بنا وخصمت من رصيدنا الكثير وهو ما أتمنى ان يستلهمه حزب الأمة في هذه الأيام .
كأنك تريد أن تقول إن خروجكم من الحزب أثر كثيرًا على موقف الصادق المهدي الانتخابي؟
_ نعم ابتعادنا عن الحزب هو جزء من أسباب أخرى كثيرة أثرت على موقف الحزب ،مثل الاختلافات التي سبقتنا مع المجموعات التي خرجت وكونت أحزاباً جديدة ،بالإضافة للقبضة الحديدية للمؤتمر الوطني والتي لم تكن موجودة في انتخابات 1986 ،كما أن حزب الأمة لم يَقم بالدعاية الانتخابية الكافية لمرشحيه ،والصادق المهدي ذاته لم يزر أغلب الولايات ،لم يبذلوا جهد كبيراً ،ولو انتفت كل هذه الأسباب وضاعفوا مجهوداتهم ووحدوا صفوف الحزب فإن الأمور كانت ستكون غير ذلك تمامًا .
*ما دمتم مؤثرين لهذه الدرجة ولا تريدون عزل أنفسكم عن الحراك السياسي لماذا لم تقدموا مرشحين لرئاسة الجمهورية وولاة للولايات؟
بالنسبة للولايات كما اتفقنا مع الصادق المهدي فإنها تأتي من القواعد ،مثلاً في شمال دارفور، فإن خمسة وتسعين من أعضاء المكتب السياسي البالغ عددهم مئة وخمسة اختاروا مرشحهم لمنصب والي الولاية فيما اختار ستة آخرون مرشحًا آخر، وكان من البديهي هنا أن يتم الرضوخ لخيار الأغلبية وترشيح من اختاروا. لكن كانت الفاجعة فعندما أرسلوا مقترحاتهم إلى الحزب في المركز اختار صاحب الستة أصوات واعتبر الآخر (تيار عام) فقام برفضه ،ومن المؤكد أن هذا الأمر ضد إرادة قواعد الحزب ،وذات الأمر تكرر في ولاية النيل الأبيض حيث أبعد الصادق المهدي مرشح القواعد وأتى بآخر. وهذا كله يدل على أننا مؤثرون وبصورة كبيرة في المعادلة السياسية داخل الحزب.
الصادق المهدي مرشح رئاسة الجمهورية هو الوحيد المعترف به لديكم ضمن تشكيلة حزب الأمة الحالية، مادمتم لم تعترضوا على الصادق المهدي كرئيس حزب لماذا لم تدعموا ترشيحه لرئاسة الجمهورية ؟
_ لم ندعم الصادق المهدي لأننا لم نكن مشاركين أصلاً في مقترح ترشيحه لمنصب رئاسة الجمهورية، والمؤسسات التي قامت بترشيحه هي المؤسسات غير الشرعية التي لا نعترف بها. صحيح أن المؤتمر العام السابع أجاز البرنامج العام للحزب ولوائحه، ورئيس الحزب، لكن لنا خلافات أخرى مع الصادق المهدي غير النقاط التي أثرتها في حديثي والأمين العام الحالي هو أحد نقاط الاختلاف،فهو لا يشبه حزب الأمة ولا يمت له بصلة ،فقد كان في جهاز أمن نميري الذي اغتال الإمام الهادي المهدي وشارك معتمداً ضمن معتمدي نظام الإنقاذ القمعي، وكذلك يفتقر إلى الصدق والأمانة ،فهو يقول إنه الفريق صديق وهو أساسًا ليس فريقاً إنما عقيد شرطة معاش يأخذ مرتب فريق ، وينبغي أن يحاسب على هذا ،بالإضافة إلى أنه ليست لديه أية نضالات مع الحزب .حقيقة أستغرب،كيف يكون رجل تتوافر فيه مثل هذه الصفات أمينا عاما لحزب الأمة ،وقد تم رفضه في المؤتمر السادس بل مُنع من الحضور كعضو في ذلك المؤتمر،لكن الآن الصادق المهدي يريد أن يفرضه علينا بغير وجه حق،ودفع بنائب رئيس هيئة شؤون الأنصار لتزكيته حتى يرسل رسالة مفادها أن جميع أ عضاء الهيئة قد زكوه.
*لكن هنالك من يرى أنكم لم تدعموا الصادق المهدي نتيجة للخلاف الشخصي بينك وبينه والذي وصل إلى المحاكم ؟
لا لا أبدًا، فمشاكل أبناء الصادق مع أبنائي لم تتدخل في هذا الأمر إطلاقا وإنما هي قضايا جنائية تأخذ فيها العدالة مجراها. ففي قضية الاعتداء على مادبو الصغير هنالك الجلسة الأخيرة في السادس والعشرين من الشهر الجاري، وفي قضية الاعتداء على د. الوليد مادبو فقد تم رفع الحصانة عن ابن الصادق المهدي والتحقيق جارٍ الآن وستأخذ العدالة مجراها كذلك إن شاء الله، فهذه قضايا جنائية لا دخل لها بحسابات السياسة.
لكن بالتأكيد لها ترسباتها النفسية التي تؤثر على اتخاذ القرارات السياسية ؟
_يمكن أن يكون هذا الأمر بطريقة غير مباشرة، فالبشر في النهاية بشر، لكن لا يمكن أن يكون لها تأثير مباشر.
ألا يمكن أنه يرى أبناءه وأصهاره الذين تستنكر ترشيحهم أكثر أعضاء الحزب الفاعلين والمؤهلين لهذه المواقع؟
_في حزب الأمة كثيرون مؤهلون غير هؤلاء، هذا الاعتقاد غير صحيح، وحتى إذا كانوا مؤهلين ،لا يمكن أن تأتي بهم جميعاً. ينبغي أن تراعي الموازنات ،فلا يمكن لحزب الأمة الذي أغلب قواعده وسنده من غرب السودان أن يكون رئيس مكتبه السياسي (سارة نقد الله) من الشمالية، فيما يأتي رئيس الهيئة المركزية علي قيلوب من الشمالية أيضاً ونائب الأمين العام عبد الرحمن الغالي كذلك من الشمالية. هذا ليس حزباً حقيقياً ،لأن الحزب يجب أن يراعي الموازنات، وهذه كلها أخطاء موجودة، وإذا رجعنا للحزب سنعمل على معالجتها، قد لا ننجح في ذلك لكننا سنضع أسساً للشباب الذين سوف يأتون بعدنا لتلافيها مستقبلاً.
تتحدث عن الموازنات وأنت المتهم بإيقاظ الجهوية النائمة بإثارتكم في التيار العام للنعرات القديمة في الحزب (أولاد غرب وأولاد بحر) وغيرها؟
-هذا الاتهام مردود ولأدلل لك على هذا الأمر فإن القادة الرئيسيين للتيار العام ليسوا من جهة واحدة فهنالك مثلا ًمولانا حامد أحمد حامد رئيس المكتب السياسي السابق وهو ليس من أبناء الغرب وإنما من الاقليم الأوسط وكذلك صلاح إبراهيم أحمد من الشمالية.صحيح أنا من دارفور لكن هنالك حماد الطاهر من كردفان ،وقيادات التيار العام تمثل كل السودان ونحن ضد العنصرية والجهوية ،ولكننا نعتقد بضرورة مراعاة الموازانات فلا يمكن أن يكون تأييدك من منطقة واحدة وتقوم بإهمالها والإتيان بالقيادات من مناطق أخرى هذا لا يستقيم.لسنا جهويين لكننا نود أن نحافظ على الحزب كما أننا مع الجهوية بمعنى التمثيل المناسب لأقاليم البلاد المختلفة .وهذا الأمر حدثت فيه أخطاء كثيرة الآن سنعمل على إصلاحها عندما نعود للحزب.
ومتى ستعودون للحزب ؟
والله نحن مستعدون للرجوع في أي وقت ،ومطالبنا بسيطة ،فنحن لا نطالب بوظائف ولا مواقع، فقط نريد إجراء الإصلاحات الدستورية اللازمة ،يعني أن يختار الحزب أمينه العام بطريقة دستورية ومكتبه السياسي بطريقة منتخبة وسليمة دستوريًا.سوى ذلك ليس لنا أي مطالب أخرى. نحن خلافاتنا معهم دستورية فقط.
هنالك من يرى عكس ذلك ويعضد رؤيته بما تردد حول اعتداءات قواعدكم على الأمين العام الفريق صديق في دارفور وبعض قيادات الحزب الأخرى في النيل الأبيض؟
هذا حديث عار من الصحة. قواعدنا لم تعتد على أحد، صديق محمد إسماعيل لم نعتد عليه نحن ، وإنما اعتدى عليه النهب المسلح،وبالمناسبة صديق قام بفضح حزب الأمة فضيحة كبيرة جداً،حيث ارتكب فعلا يُصنف كعيب كبير جدًا في غرب السودان وفي حزب الأمة كذلك ،حيث كانت معه أخواته وقريباته عندما اعتدى عليه النهب المسلح لم يقو على مقارعتهم ولا حتى بالكلام، ليقوموا بنهبه وأخواته وأخذ سيارته ،ولو كان هنالك إنسان آخر في مكانه لقدم استقالته في اليوم التالي فوراً ،وهنالك قصة اعتداء مشابهة لماحدث لصديق حدثت مع أحد منسوبي المؤتمر الوطني من أبناء الهبانية كان لوحده عندما قطعوا عليه الطريق لكنه اختار الموت بشرف على النجاة فمات،فهذا تاريخ ،وتاريخ صديق يؤكد على أنه لا يشبه حزب الأمة نهائيًا، وهذا يدلل على أن ابتعاد التيار العام عن الحزب فقد كبير ومؤثر.
لكن الصادق المهدي لفظ التيار العام واستعاض عنه بمبارك الفاضل بعد التقارب الأخير ؟
لا لا أبداً، الأمر ليس استبدالاً أو استعاضة إنما تجميع للفرقاء وهذه فكرتنا في التيار العام،فعندما حدث الاتفاق بين سيد مبارك والصادق المهدي (كنا مبسوطين جدًا) باعتبار أنها خطوة أولية لتوحيد الحزب.
كيف رحبت باتفاق الصادق ومبارك وأنت كنت العقبة الوحيدة أمام حدوث هذا الأمر قبل عدة سنوات من الآن؟
أنا لم أكن ضد عودة مبارك ،لكن كان لي اختلافان معه أولهما المشاركة في حكومة الانقاذ ،فمبارك لم يلتزم حينها بقرار الحزب المتعلق بعدم المشاركة . والسبب الآخر هو أن مبارك يعتقد بأن قيادة الحزب ينبغي أن تكون من آل المهدي وهذا فهم خاطئ ينبغي أن يندثر، سوى هذين التحفظين لم يكن لنا أي خلاف مع مبارك الفاضل وإذا انتفت هذه التحفظات فلا مانع لدينا من عودته.
د. مادبو، كثيرون يرون أنك غير مؤهل لما نلته من مواقع داخل الحزب، حيث يُعاب عليك عدم عطائك وجهادك في حزب الأمة ويعتبون عليك تواريك في منزلك ليلة انقلاب الإنقاذ كما يقول عبد الرحمن الغالي؟
عبد الرحمن الغالي هذا لن آخذ بحديثه، لكن بالنسبة للتأهيل فمنذ أن نلت الدكتوراة من الخارج وعدت للبلاد ،أصبحت وزيراً للدفاع ،واستنكر الناس حينها هذا الأمر ،لكن إن كان ثمة نقد في هذا الأمر فالأولى به الصادق المهدي الذي لم يأت بالدكتوراه وإنما كان حديث التخرج وعاد ليصبح رئيساً للوزراء. وإن كان الحديث عن الجهاد فقد سُجنت لمدة ستة أشهر في سجون نميري وفُصلت بعدها من جامعة الخرطوم وحرمت من معاشي. إذا لم يُعتبر هذا نضالاً فما هو النضال والجهاد إذاً، بالإضافة إلى أنني لم أهرب خارج السودان طوال الحقب الشمولية التي مرت على البلاد، وطوال هذه الفترات تعرضت للاعتقال والمضايقات وأنا في الخرطوم.
ذكرت أنك لم تهرب خارج البلاد خلال حقب الشمولية،لكن وبينما كان رفاقك يناضلون في الخارج كنت تعمل في الخرطوم وتتلقى شركتك الهندسية عطاءات الحكومة وتنعم بريعها؟
الذين ناضلوا بالخارج هم من حملوا السلاح ولقوا نحبهم ،والجهاد الحقيقي هو جهاد السلاح ، ولا أعتقد أن عبد الرحمن الغالي أو أباه وإخوته من هؤلاء. وقد كانت هنالك فئة أخرى من الذين غادروا البلاد من قيادات حزب الأمة الذين كانوا يناضلون من الفنادق تحت المكيفات. وبالنسبة للعطاءات التي تتحدث عنها فالهندسة مهنتي وهي مثل الطب ،فإذا جاءك مريض (مؤتمر وطني) لا يمكن أن ترفض علاجه.إذاً أساسيات مهنتنا تدعو للتعامل مع الجميع ، وحتى العطاءات التي نالتها شركتنا من الحكومة كانت ثلاثة عطاءات فقط. الأول كانت اختيار بنك السودان لنا كمستشار هندسي ضمن اثنتي عشر بيتاً هندسياً منافساً وفقاً لأسس علمية، هل في هذا الأمر مايضير؟ .أما الثاني فكان في جامعة أفريقا العالمية وكانت فيه منافسة شريفة نلناها بخبرتنا ومهنيتنا وكذلك النادي الدبلوماسي الذي تم اختيار شركتنا بما قدمته من دراسة من بين خمسة عشر بيت خبرة هندسياً ،وكل هذه العطاءات سُحبت منا فيما بعد عدا عطاء النادي الدبلوماسي الذي لا يتبع أصلاً للحكومة.
04-24-2010, 09:55 PM
صديق مهدى على صديق مهدى على
تاريخ التسجيل: 10-09-2009
مجموع المشاركات: 10234
Quote: د. مادبو، كثيرون يرون أنك غير مؤهل لما نلته من مواقع داخل الحزب، حيث يُعاب عليك عدم عطائك وجهادك في حزب الأمة ويعتبون عليك تواريك في منزلك ليلة انقلاب الإنقاذ كما يقول عبد الرحمن الغالي؟
عبد الرحمن الغالي هذا لن آخذ بحديثه، لكن بالنسبة للتأهيل فمنذ أن نلت الدكتوراة من الخارج وعدت للبلاد ،أصبحت وزيراً للدفاع ،واستنكر الناس حينها هذا الأمر ،لكن إن كان ثمة نقد في هذا الأمر فالأولى به الصادق المهدي الذي لم يأت بالدكتوراه وإنما كان حديث التخرج وعاد ليصبح رئيساً للوزراء. وإن كان الحديث عن الجهاد فقد سُجنت لمدة ستة أشهر في سجون نميري وفُصلت بعدها من جامعة الخرطوم وحرمت من معاشي. إذا لم يُعتبر هذا نضالاً فما هو النضال والجهاد إذاً، بالإضافة إلى أنني لم أهرب خارج السودان طوال الحقب الشمولية التي مرت على البلاد، وطوال هذه الفترات تعرضت للاعتقال والمضايقات وأنا في الخرطوم.
ذكرت أنك لم تهرب خارج البلاد خلال حقب الشمولية،لكن وبينما كان رفاقك يناضلون في الخارج كنت تعمل في الخرطوم وتتلقى شركتك الهندسية عطاءات الحكومة وتنعم بريعها؟
الذين ناضلوا بالخارج هم من حملوا السلاح ولقوا نحبهم ،والجهاد الحقيقي هو جهاد السلاح ، ولا أعتقد أن عبد الرحمن الغالي أو أباه وإخوته من هؤلاء. وقد كانت هنالك فئة أخرى من الذين غادروا البلاد من قيادات حزب الأمة الذين كانوا يناضلون من الفنادق تحت المكيفات. وبالنسبة للعطاءات التي تتحدث عنها فالهندسة مهنتي وهي مثل الطب ،فإذا جاءك مريض (مؤتمر وطني) لا يمكن أن ترفض علاجه.إذاً أساسيات مهنتنا تدعو للتعامل مع الجميع ، وحتى العطاءات التي نالتها شركتنا من الحكومة كانت ثلاثة عطاءات فقط. الأول كانت اختيار بنك السودان لنا كمستشار هندسي ضمن اثنتي عشر بيتاً هندسياً منافساً وفقاً لأسس علمية، هل في هذا الأمر مايضير؟ .أما الثاني فكان في جامعة أفريقا العالمية وكانت فيه منافسة شريفة نلناها بخبرتنا ومهنيتنا وكذلك النادي الدبلوماسي الذي تم اختيار شركتنا بما قدمته من دراسة من بين خمسة عشر بيت خبرة هندسياً ،وكل هذه العطاءات سُحبت منا فيما بعد عدا عطاء النادي الدبلوماسي الذي لا يتبع أصلاً للحكومة.
هذا الكلام صاحبه لن يطول به المقام في الحزب !!!!!!!!!!!!!!!!!!!
04-25-2010, 09:36 AM
بدر الدين اسحاق احمد بدر الدين اسحاق احمد
تاريخ التسجيل: 03-29-2008
مجموع المشاركات: 17127
ليس هنالك أى نيران داخل حزب الأمه. كل الذى يحدث بين الأحباب فى حزب الأمه وكيان الأنصار, لا يعدو أن يكون إلا سحابة صيف ,خاصة وأن الرباط الروحى الذى يربطهم أعمق من أن تؤثر فيه مثل هذه الأحداث العرضيه.
Quote: عبد المجيد ( يا زول قول بسم الله ..عجوز شنو انا يا دوبك اصغر من وهبه وملاسى بيه (5 ) سنوات )
الأخ بدرالدين رجاءا بلِغ
تحياتى للأخ ملاسى والذى تعجبنى فى بعض الأحيان كتاباته المنصفه عن الإمام الصادق المهدى وحزب الأمه.
04-25-2010, 10:00 PM
بدر الدين اسحاق احمد بدر الدين اسحاق احمد
تاريخ التسجيل: 03-29-2008
مجموع المشاركات: 17127
تظل هذه الكلمات مسار فى حراكنا السياسي الحزبى داخل بيت الامة ..
عدم التعاطى والقفز فوق المعطيات الحزبية دوما يقود الى تشقق الاحزاب
( 6 ) اجنحة من بيت الامة كلهم يتحدثون عن انتمائهم للكيان
فمن هو صاحب الشرعيــة ؟؟؟
Quote: أكد نائب رئيس حزب الأمة القومي السابق، وعضو المكتب السياسي الحالي، الدكتور آدم موسى مادبو لـ(الحقيقة) خلال هذا الحوار أن الخلافات لم تُخرجه من حزب الأمة وأنه لا زال عضوًا بمكتبه السياسي الذي لايعترف به ،مشيرًا إلى أن نتائج الانتخابات ستغير الكثير في أروقة الحزب التاريخي العريق .
04-26-2010, 08:45 PM
بدر الدين اسحاق احمد بدر الدين اسحاق احمد
تاريخ التسجيل: 03-29-2008
مجموع المشاركات: 17127
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
بدر الدين اسحاق احمد
صديق مهدى على
عمر صديق
ABDALLAH ABDALLAH
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست