دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
كبيديش ذات العيون ... جمال بنكهة القهوة
|
*** أعيد النشر لأنّي أرى أنّ للقصة أهميّة وأن وراءها قضيّة يجب أن تُناقش وأن لا ندفن رؤسنا تحت الرمال كما نفعل في قضايا أخرى كثيرة ***
*** القصة أدناه من خيال الكاتب وأسماؤها وشخوصها وأحداثها محض أوهام ***
(1) صباح صحو معبق بالقهوة وأنسام الزهور. تتخلل المنظر هبوب من الهضبة الأثيوبية الرائعة.
وقفت كيبيديش تنظر إلى الأفق البعيد:
كيبيديش: يا رب بيرهان: مالك يا اختي اخواني الصغار بدو يكبرو ، وانتِ عارفة الحاصل ، ادخلهم المدرسة كيف؟ ، ما ممكن أهمل وصية ابوي وامي الله يرحمهم، الأولاد ديل أمانة في رقبتي وانا حسع غالبني أوديهم المدرسة :(، اسوي شنو يا صديقتي بيرهان: ما تشيلي هم يا كيبديس، ارمي همّك لجيسس وهو بيحلها. بالمناسبة. تتذكري زيما؟ كيبيديش: الكانت معانا في المدرسة زمان؟ وينها البت دي لي فترة ما شايفاها ، كانت بتجي قاطعة بالشارع الجنب الجبل داك بيرهان: زيما مشت السودان، وبترسل لأهلها كل شهر قروش كتير، وقالو مروقة، رايك شنو يا كيبيدش نقوم نمشي السودان؟ كيبيديش: السودان؟
(2) في مطعم في سوق البلدة جلست كيبيديش وبيرهان وهما ينظران إلى الباب. بيرهان (ملوحة بيدها): ايوة ياهو دا قالو بيلبس ساعة في يدو اليمين. بيرهان: تعال يا بوغال ايوة نحن الكلمناك في التلفون. بوغال: يا سلام بلدنا حتفقد اثنين حلوين، لكن ما مشكلة، بلدنا حتتملي قروش وأهلكم حيرتاحو وانتو زاتكم حترطبو ومن هناك حتمشو كندا. شوفو نخش في الكلام المفيد مافي زمن: السفر بعد اسبوع، كل واحدة حتدفع الف بر وبعد نمشي السودان بنشغلكم وحناخد منكم سبعمية دولار في البداية، تقسطوها حسب ظروف شغلكم ، بعد داك ما عندنا شغلة بيكم. اتفقنا؟
(3) بعد اسبوع، التقت المجموعة ، وبدأ بوغال في إرشاد الفتيات إلى الطريق: حنمشي من هنا ، شايفين الجبل داك، دي نهاية اثيوبيا، حندخل من هنا للسودان، لو العساكر اتكلمو معاكم مافي واحدة تفتح خشمها ولو قالو ليكم اي حاجة اسكتو، انا منظم الموضوع. كيبيديش: برجلينا؟
(4) بعد اسبوعين من المشي
تشققت أقدام الفتيات الصغيرات، وبوغال يمضي معهن غير عابئ بصرخاتهن وهن يطلبن التوقف قليلاً، غير مبال ببكائهن طالبات لبعض من الطعام، مضت المجموعة متجنبة كل التجمعات السكانية ونقاط القوات النظامية مختبئة في ظلام الصحاري والسهول. وفي النهاية لاحت سيارة ....
بوغال: يلا أمشو أركبو العربية ديك كيبيديش: بالجد؟ بوغال: كان مادايرة كملي برجلينك
(5) وصلت السيارة إلى بيت خرطومي عتيق، دخلت الفتيات، ووقعن من فورهن على الأرض في نوم عميق بلا مقدمات
(6) بعد خمسة أيام من النوم المتواصل ودع بوغال المجموعة ، عائداً إلى أثيوبياً لجلب مجموعة أخرى.
بوغال: أسمعن يا بنات .... ليما هو المسئول منكن. حيجيب ليكم الشغل وحيشيل منكم الأقساط بداية كل شهر لحدي ما كل واحدة تكمل السبعمية دولار المطلوبة منها ولو واحدة منكن حاولت تسوي كدا ولا كدا .... ح تندم
قام ليما بما كلّف به ، وزع الفتيات ما بين بيوت طالبي الخادمات، وطبليات صنع الشاي المنتشرة في عدة مواقع في العاصمة ووجدت بعض الفتيات أنفسهن عاملات في مصنع.
كان نصيب كيبديش منزلاً راقياً في ضاحية يبدو عليها الثراء في الخرطوم. كيبيديش: يا سلام .... انا حاشتغل هنا؟ نفسي ابني بيت قدر دا في أثيوبيا.
(7) بدأت كيبيديش حياتها الجديدة، ما بين مصاعب اللغة ومصاعب التعامل مع أهل البيت وطلباتهم الكثيرة التي لا نتتهي.
الحجة: يا كيبيديش كيبيديش: أيوة يا حجة الحجة: امشي الدكان جيبي ستة علب زبادي وعلبة طحنية و الا اقول ليك انتي مابتعرفي عربي هاك الورقة دي والقروش دي واديها للدكان كيبديش: حاضر
(8) أمام الدكان رأت كيبيديش فتاة أثيوبية أخرى ففرحت ونادتها بعد حوار طويل مملوء بالدموع كيبيديش: ياخ انا حسع ماعارفة ادفع السبعمية دولار دي كيف لبوغال وليما مهيريت: والله مسكينة يا كيبيديش ، سبعمية دولار شنو غشوك الناس ديل، انا مشيت سفارة السودان في اديس عملت تاشيرة بعشرين دولار وجيت بالطيارة للخرطوم كيبيديش: يعني نحن شالو مننا قروش وحيدفعونا لسع قروش وجابونا ماشين ماشي ... :( إهي إهي إهي (ودخلت في نوبة من البكاء) مهيريت: بس أعملي حسابك ... ادفعي وانتي ساكتة بعرف بت ابت تدفع ليهم تاني يوم لقوها ميتة بصبغة وقالو عليها انتحرت وانا متأكدة ما انتحرت كيبيديش: (وقد تملكها كل الرعب في العالم)خلاص انا حادفع وانا ساكتة وشكراً يا مهيريت مهيريت: عندك تلفون؟ كيبيديش: لا مهيريت: خلاص الاسبوع الجاي انا بجيب ليك تلفون وشريحة ام تي ان كيبيديش: ام تي إن؟ مش دي في اثيبويبيا مهيريت: أيوة أم تي إن شغالة هنا برضو كيبيديش: كويس مهيريت: حق التلفون مية جنيه والشريحة هدية مني، وما مشكلة لو معاك قروش حسع ادفعي لي براحتك. كيبيديش: تبكي من الفرحة : يعني حاقدر اتكلم مع اخواني ؟ مهيريت: اعملي حسابك التلفونات هنا غالية ماتكملي قروشك كلام
(9) ستة أشهر مضت. تعلمت فتتاتنا اللغة العربية، وتعرفت على عادات السودانيين ومضت بها الأمور بشكل جيد مع أسرة محترمة و الأهم - بالنسبة لها- أنها سددت كامل المبلغ المطلوب منها وهو معظم ما كسبته من مال خلال الأشهر الستة السابقة. وهكذا أصبحت حرة من مضايقات آل بوغال. أمضت ليلتها مستلقية على السرير والنوم يجافيها وهي تفكر. الشهر دا حاقسم المهية نصين ، ارسل نصها البلد واخلي نصها معاي هنا
(10) في غرفة أخرى من المنزل كان أواب .... الشاب المدلل يكلم حبيبته همساً في الهاتف. أيوة حبيبتي ... قلتي دايرة كم؟ ستة مليون لكن كدا كتير وانتِ براك عارفة الحاصل لكن انت عارف انا مزنوقة في القروش دي قدر شنو يخس عليك يا حبيبي أنا ما متخيلة انك بتتخلى عني كدا في وقت زنقة لا لالا أنا مستحيل اتخلى عنك كدي خلينا من الموضوع دا حسع الموضوع محلول هههههههه تيب ما قلتي لي حبيبتي ما قلت ليك شنو حبيبي؟ لابسة شنو؟ ههههه قليل ادب ما قلت ليك ما تكلمني في التلفون كدا
(11) قسم الشرطة أبو أواب يدون بلاغاً عن سرقة تسعة ملايين جنيه وذهب من منزله الشرطة تأتي وتحقق مع كل من في المنزل
(12) المحكمة تصدر حكماً بالسجن على كديبيش لمدة سنتين بتهمة السرقة ودخول البلاد بشكل غير قانوني والعمل بدون تصريح عمل
(13) السجن كيديبيش تبكي، ربنا يعلم انها بريئة وأنها لا علاقة لها بما حصل لكن .... لا أحد منا يفهم تصاريف القدر.
(14)
تذكرت كيديبيش رقم مهيريت، ترددت في الاتصال بها ، ثم بحثت عن هاتف في السجن ووجدته لدى إحدى النساء.
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: كبيديش ذات العيون ... جمال بنكهة القهوة (Re: Hani Arabi Mohamed)
|
(15) صالة الزيارة في السجن مهيريت: انتي قاعدة هنا الفترة دي كلها وما تقولي لي كيديبيش: ما كنت حاسة بالدنيا ياخ انا مظلومة وكنت خايفة انو انتي ما تصدقيني مهيريت: انا مصدقاك ياخ السودانيين ديل جننونا انا في البداية ما كنت مصدقاك انك قاعدة كدا مرتاحة في البيت دا بدون مشاكل كيديبيش: أعمل شنو حسع؟ مهيريت: ما تشيلي هم. انا بتصرف
(16) سفارة أثيوبيا مهيريت تقابل القنصل وتحكي له عن الحاصل القنصل: قانونياً لا نستطيع التدخل في سلطات القضاء لديهم ، ومدة الاستئناف انتهت لا نستطيع فعل شيء، لكن سنقدم استرحاماً للسلطة القضائية ملتمسين تخفيف الحكم مراعاة لظروفها ، وبنقدمو عبر وزارة الخارجية ونؤمن لها الخروج من السودان بعد انتهاء العقوبة سواء حصلنا على تخفيض في المدة أو لا مهيريت: شكراً يا سيادتك ، البت دي مظلومة. القنصل: انا مصدقك يا آنسة ، لكن في الشغل الدبلوماسي نحن بنضطر نكون حساسين شديد ، وبنتبع نظم وبروتوكولات محددة، ياريت لو جيتيني قبل ما القضية تتحكم او في مرحلة الاستئناف كنا عينا ليها محامي.
(17) السجن مندوب السفارة يصل بخطاب من الخارجية ويقابل كيبيديش. وبعد التحقق من هويتها بدأ في اجراءات استخراج جواز سفر لها
(18) السجن مندوب السفارة يقابل كيبيديش مبروك، قدمنا استرحام عبر الخارجية والقضا وافق عليه وشالو منك نص المدة حتطلعي بعد شهرين. كيبيديش: شهرين، إهي إهي إهي
(19) السجن مهيريت: حمد الله باقي ليك اسبوع وتطلعي كيبيديش: من السجن للمطار عايزة أسافر أهلي مهيريت: لا ، خليك معاي ، بدل ترجعي مكسورة ومفلسة خليك معاي وانا بخليك تلقي كل اللي انتِ عايزاه.
(20) كيبيديش في القنصلية الأثيوبية تكمل فورمات وتعلن رغبتها في البقاء في السودان وتوقع على تحملها مسئولية ذلك
(21) جوازات الأجانب مهيريت وكيبيديش يكملان إجراءات إقامة نظامية في السودان للأخيرة.
(22) كبيديش: بيرهان .... إنتي هنا؟ وينك يا اختي ياخ من جينا البلد دي ولا تسألي مني ولاحاجة؟ بيرهان: أهلاااان كيبيديش مشتاقين ياخ وينك؟ ياخ أنا هنا اسكتي ساي حصلت لي حاجات !!! وبعدين دا شنو التوب اللابساه دا وشنوالسبحة دي؟
(23) توقف الزمن لحظة أمام مكاتب جوازات الأجانب، وكيبيديش وبيرهان تستعيدان شريط ذكرياتهما منذ كانتا طفلتين تلهوان بين أشجار الهضبة وحتى رحلة الأميال مشياً عبر السهول والوديان في مجاهيل السودان ثم فراقهما بعد أيام بسيطة من وصولهما.
كيبديش: بيرهان ، جيسس ، دا شنو ؟ ، توب وسبحة؟ بيرهان: ما حكيت ليك ، أنا اتزوجت .... كيبديش: مسلم ؟ بيرهان: أيوة ، وسوداني، وانا ذاتي غيرت اسمي لفاطمة دارت الدنيا حول كيبديش، فبيرهان هي من كانت تذكرها بجيسس دايماً وبيوم الدينونة ، وتنقلها بين قصص انجيل متى ، ويوم العنصرة (الخمسين)، ورحلة القديس فيلبوس إلى أثيوبيا ، معقولة؟ ----- من بعيد اقتربت خطوات شاب سوداني يرتدي جلباباً ويحمل سبحة وهو ينادي: يا فاطمة قلت ليك ما تقيفي مع الكفار ديل، بيرهان: حاضر يا محمد ، وأنا آسفة ، تعال يأتي محمد وهو يقرأ ويحوقل : ديل منو؟ بيرهان: دي كيبديش صديقة طفولتي، ودي صاحبتها محمد: يا فاطمة لا خير في من لم يتبع ديننا اتركيهم هنا ، إلا لو أرادتا إسلاماً فليأتيا معنا ، استغفر الله ، ثم ما هذه الملابس الخليعة ، أترضين أن تقفي مع امرأة سافرة فاجرة؟ بيرهان: (بصوت منخفض) معليش يا كيبديش أنا لازم أمشي ما عايزة أخرب بيتي ، وبحاول ألاقيك مرة تانية بس ما بقدر اديك رقم تلفوني حسع انصرف محمد و"فاطمة" واختفيا تدريجياً من المشهد وانفتح المشهد على آخره أمام كيبديش وبدأت في ترديد المزمور. الرب نوري و خلاصي ممن أخاف الرب حصن حياتي ممن ارتعب
(24)
استلمت كبيديش عملها الجديد مع اسرة ميسورة تسكن أطراف العمارات، أفردوا لها غرفة في منزلهم ووفروا لها تلفزيونها الخاص وحمامها الخاص وبدأت عملها بنيّة صافية وهي تخشى من تكرار ماحصل سابقاً.
(25) عبد الله - صاحب المنزل : تاجر تجاوز الخمسين عاماً بقليل مشغول بين شركاته وأعماله وويسافر كثيراً بين المدن. سامية - ربة المنزل - امرأة في نهاية الاربعينات من عمرها ما زال وجهها يحمل بقايا جمال صارخ بدأ يختفي خلف تلال من هموم الحياة وتربية الأبناء. سامي - الشاب ذو الثلاثين عاماً أكمل تعليمه حتى الدكتوراه وتكلمه أمه بكثرة عن الزواج. مؤيّد - ما زال يلتمس طريقه نحو عالم الرجولة وهو في سن السادسة عشر. سمية - تدرس بالسنة الثانية بالجامعة وتعيش صراعاً بين ما رباه عليه والدها وما تستطيبه من أفكار زميلاتها وصديقاتها
(26) تَعرضت كيبديش لمحاولة اعتداء على يد سامي، الذي غافلها فجأة في غرفتها حين كان باقي أهل المنزل غائبين في مناسبة. تمكنت الفتاة من حبس نفسها في الحمام ولم تخرج منه إلا بعد أن سمعت صوت ماما سامية قادمة من الخارج تعلن عن "زوال الخطر"
(26) كيبديش: ألو ميهريت ألحقيني مالك يا بت؟ حصلت لي حاجة فظيعة وانا خايفة حسع أعمل شنو ؟ ما تقولي حاجة حسع ، اسمعيني انا فهمت الحاصل بس ما تحاولي تطلعي حسع من البيت عشان ما يلصقو فيك مصيبة تانية، انتظري لحدِ يوم الخميس واطلعي عادي اجازة تعالي لاقيني في الصحافة ايوة في بيت تسفاي
(27) ترامى سامي وأصدقاؤه على شاطئ مزرعة عبد الله، وهم يرتشفون الشاي ممزوجاً بأدخنة متنوعة متصاعدة. سامي: إن شاء الله أبوي دا يقعد في العبيدية شهر تاني - لو جا ما حنقدر ننبسط لؤي: أيامك يا مان ، يعني بتقول لي ما مشتاق لبابا؟ هيثم: ياخ أبوك برضو أرحم من أبوي، أبوي أنا مقفل علي ابواب الحياة مرات بشك في اسمي ذاته هيثم ولا هيفاء البخيت: يا سامي حبشيتكم ديك لسع قاعدة؟ سامي: يا ود مالك ومالها البخيت: ياخ شديدة شدة البت دي ؟ نفسي أ.................. دخل الشبان الاربعة في نوبة من الضحك العميق وبدأ سامي يحكي لهم سلسلة بطولات وهمية وكيف أن كيبديش تحبه وتجري وراءه وانه يعاشرها معاشرة الأزواج واصحابه من حوله يقهقون ويقولون؟:أيوة أسد ، أسد يا مان ، ما ترحمها ، اخد لينا حقنا معاك، البخيت: يا سامي ما تشوف لاخوك طريقة في بنيتكم دي سامي: معليش يا البخيت دي خاصة لي انا وما برضى فيها لكن ممكن اكلمها تشوف ليك واحدة من صاحباتها البخيت: يا سلام كدا الأصحاب.
( 28 ) مساء الخميس ، الصحافة، منزل تيسفاي
كيبديش ومهيريت ومجموعة من الشباب والشابات يجلسون يتسامرون ويتبادلون الحكايا والهموم.
آليم : اتلحلحي يا كيبدش شوية، ما ممكن، قاعدة تبكي زي الشفع كدا، سامي دا ممكن يبقى ليك مصاريف وممكن يبقى ليك كوبري كيبدش: مصاريف شنو يا آليم ... قالو ليك انا بتاعة بيزنس؟ آليم: خليك غبية كدا دا ، قولي لي مهيتك كم؟ مية وخمسين دولار؟ بتعمل ليك شنو؟ ياخ اتحركي كيبدش (مقاطعة): زيما يا زيما تعالي هنا زيما .... يا زيما زيما: سلام ... يا سلااااااااااااااااااااااا اااااام إنتِ مش كنتِ معانا في المدرسة زمان؟ سامحيني ما قادرة اتذكر اسمك لكن متذكراك كويس كيبديش: نسيتيني كمان؟ ودا شنو في يدك دا ؟ مفتاح عربية؟ زيما: انتي حاسداني أيوة عربيتي وجبتها بتعبي. كيبديشك وريني شغالة شنو وشغليني معاك عشان تبقى عندي عربية آليم: (مقاطعة): أيوة كدا يا كيبدش اتلحلحي ، إنتِ بتعرفي زيما؟ كويس كان كدا ، زيما حتوريك القروش بيطلعوها من السودانيين ديل كيف كيبديش: لا ... أنا كدا ما موافقاكم.
(29) منزل عبد الله ، صباح الأحد سامي: كويس .....عاملة لي فيها الشريف الرضي؟ وشنو؟ مخربشاني كمان؟ شيلي عفشك ولملمي حاجاتك واطلعي من البيت دا كيدبيش (تنظر إليه بقرف وتتحسس الجروح التي حصلت في أجزاء متفرقة من جسدها جراء عراكها مع سامي): حاضر، بس دايرة امشي المستشفى ودايرة مهيتي سامي: (يرمي بمليون جنيه في وشها): انتي قايلة القروش بتهمني؟ امسكي امشي اتعالجي وشيلي باقي مهيتك وغوري من قدام وشي ما اشوفك تاني. - يتصل سامي بوالدته - سامي: ماما أنا مشيت البت دي ، ما نافعة ، إنتي دايرة منها حاجة؟ سامية: كيف يا ولدي ... مالها سوت شنو؟ سامي: خليك من سوت شنو ، أنا ما داير البت دي في البيت سامية: خلاص يا ولدي البيت بيتك. اسمع حاسبها ومشيها .... أيوة دايرة مني حق الشهر دا بس.
(30) كيبدش تجهز نفسها للسفر إلى اثيوبيا ومهيريت تحاول اقناعها مهيريت: أصبري ، الحال حيتصلح ، أقول ليك حاجة؟ سيبك من شغل البيوت. رايك شنو تشتغلي في مطعم؟ كيبديش: المطعم أحسن من البيوت يعني؟
(30) كيبديش: يا حاج انا دايرة مهيتي الحاج: معليش يا بتي اصبري شوية مشاكلنا كتيرة مع ناس الضرايب والمحلية لكن ما حآكل حقك، وبعدين إنتِ ساكنة وماكلة في المطعم، الشفقة شنو؟ كيبديش: يا حاج كتر خيرك لكن أنا ما رسلت مصاريف لأخواني من شهرين الحاج: طيب يوم الخميس بديك نص شهر وتكوني عايزة مني كدا شهر ونص
(31) الحاج: يا كيبديش معليش نحن حنقفل المطعم. ما حاقدر على الضرايب السنة دي كيبديش: وباقي قروشي؟ الحاج:والله حسع ماعندي لمن تجيني قروش بضرب ليك تعالي شيلي باقي قروشك
(32) مضطرة وجدت فتاتنا نفسها تعمل من جديد في منزل ، تقضي نصف يومها في العمل والآخر في صلاة متصلة بأن لا يقربها من ذكور البيت أحد.
(33) سنة مضت والعمل متواصل، والجو هادئ حولها،
لا يقلقها إلا مشاحنات يومية بين مهدي وزوجته.
لكن ما استغربت له أن الرجل كان شهماً كريماً لم يمسها بسوء
ولم تجد منه نظرة ريبة.
ولم تجد منه غير كل خير.
حمدت ربها كثيراً وظنت أن الدنيا ابتسمت لها أخيراً.
(34) مهدي: يا بنية كبيديش: أيوة يا عمو مهدي: جيبي شاي بالنعناع في الجنينة برا حاضر يا حاج
(35) مهدي: يا كبيديش إنتي من وين؟ كبيديش: (متفاجأة) من مكالي وجيتي السودان ليه؟ ابوي وامي الله يرحمهم خلو لي اخواني امانة في رقبتي وانا دايرة أصرف عليهم قريتي شنو هناك؟ قريت عشرة سنين في المدرسة انتِ متزوجة؟ لا مخطوبة؟ لا
(36) عشرات الأسئلة دارت في عقلها زاد بقاؤها في هذا البيت عن السنة ولم تجد من أهله إلا كل خير مهدي ونفيسة طيبان جداً لكن يبدو أن هناك شيئاً من سوء التفاهم بينهما لا تدري ما السبب لكن هي ترى نفيسة في جدال دائم مع زوجها وأحياناً تختفي عدة أيام تاركة له الابناء والبنات فتساعد هي في العناية بهم بينما تمضي نفيسة حردتها في بيت والدها.
(37) يا ربي الزول دا مالو؟ الزول دا عينو ما رفعها فيني من جيت هنا لا يا كبيديش كدا غلط ما تفكري كدا احسن ليك تمشي من هنا أمشي وين لكن؟ هل حالقى بالساهل بيت زي دا؟ كم سنة وانا هنا ومتلتلة ومبهدلة امشي وين قطع أفكارها صوت مهدي: يا بت جيبي الغداء، نفيسة الليلة ما جاية.
(38) بيرهان تغسل يديها الملطختان بالحبر من بقايا صابون فقد استخرج لها محمد شهادة جنسية سودانية بالتجنس لغرض الزواج واصبحت "فاطمة" سودانية كاملة الدسم ترعى أبناء وبنات سودانيين ما زالت تحن إلى أثيوبيا إلى زيما وكبيديش لكن ..... هي سعيدة مع محمد ولا تريد ان تفقده
(39) إيلسا تحمد ربها وتضيء الشموع كفاح ابتدأ بدخولها السودان سيراً على الأقدام وستة سنوات من العمل الشريف الجاد والمرهق وبعد متابعة لاجراءات مطولة ومملة مع المفوضية العليا للاجئين un-hcr
حصلت على إعادة توطين في النرويج حيث ستبدأ صفحة جديدة من حياتها
(40) كبيديش تلاحظ اهتمام مهدي المتزايد بها. معاملة ممتازة هدايا متكررة اسئلة شخصية نقاش عن عادات الزواج هنا وهناك
(41) مهدي: يا سلام ، قهوتك بترد الروح...... رايك شنو تتزوجيني؟ كبيديش: (مصطنعة المفاجأة) تهرب من أمامه وتجري لتغلق غرفتها خفق قلبها بشدة، رغم أنها كانت تتوقع الكلمة منذ فترة إلا أن وقعها كان قوياً جداً عليها. تبسمت وتذكرت حين سمعت تلك الكلمة للمرة الأولى. (تكلم نفسها بصوت عال): وينك يا ديميك ديميك المزارع ابن الجيران، طلب منها الزواج منذ ثمانِ سنوات، حينها فعلت نفس الشيء هربت من امامه
(42) نفيسة تمضي ليلتها الثانية في منزل عزاء تاركة منزلها وزوجها والأبناء في رعاية كبيديش.
(43) مهدي: يا سلام عليك. يدك في الطبيخ إبداع. كبيديش: تسلم مهدي: اسمعي كلامي وخلينا نتزوج، وطلباتك أوامر كبيديش: ممممممممممم ... ما عارفة أقول ليك شنو .... لكن أنا ما بقدر مهدي: إنتِ قلتي لي ما مرتبطة، صح؟ كبيديش: أيوة ما مرتبطة لكن أنا حسع ما مفكرة في الزواج مهدي (بغضب): فكري كويس وبشوف رايك بعد اسبوع. أقلقها تغير مهدي. وبدأت في التفكير المتواصل وقلت ساعات نومها ارتبك اداؤها لمهامها في المنزل ثم مرضت.
(44) مكالِي - أثيوبيا بوغال يجلس مع عشرِ فتيات في مطعم (حيث التقى قبل سنوات ببيرهان وكبيديش وأليسا ورفيقاتهن). بوغال:اتفقنا؟ ليليت: اتفقنا لاكيش: لكن الموضوع دا ما صعب؟ نيجيست: أنا خايفة بوغال: سكتنا دي ما بنفع فيها زول خواف، نتلاقى بعد اسبوع هنا.
(45) رحلة السودان أصبحت نزهة لبوغال. هو يعرف كل حصاة في الطريق
بوغال: يا بنات وصلنا ليليت: الجو رطوبة. نيجيست: ما بعرف أعوم. بوغال: حننوم هنا حسع. الساعة ثلاثة حنتحرك. لاكيش: بالجد انا حسع خايفة.
(46) انطلقت مجموعة من 46 انساناً من جنسيات مختلفة على مركب متهالك من بقعة بين ميرافيت وسواكن إلى عرض البحر الأحمر.
(47) مطار دبي الدولي
هبطت طائرة فلاي دبي القادمة من الخرطوم وبين الركاب كانت زيما تتهادى في مشيتها وبين عينيها بريق النصر.
(48) النادي السوداني أبوظبي عبد الخالق وعبد الله ومحمود ومرتضى يلعبون (14) ويتسامرون في كل شيء بداية بالسياسة ونهاية بكرة القدم.
(49) هاتف مرتضى يرن مرتضى: ألو ..... ما ممكن جيتي؟ طيب ساعة ونص حاكون في المطار. معليش على التأخير. مرتضى: ألو ...... أم أحمد أنا الليلة ماجاي البيت عندي شغل ضروري في دبي بجي بعد يومين أو ثلاثة. أم أحمد: شغل ؟ (تحدث نفسها) الله يديني خيرك ..... من جينا البلد دي وانتَ ما عاجبني.
(50) أحد فنادق دبي زيما: يا سلام يا مرتضى إنتَ قاعد في العز دا كلو وجادعني السنين الفاتت دي كلها في السودان؟ مرتضى: زمزومة حبيبتي، أنا والله ما ناسيك، وزمني الفات دا كلو شغال عشانك عشان أجهز مشروعنا الحنبني بيه حياتنا. زيما: نفسي اصدقك (تحدث نفسها: شوفو الغبي دا). مرتضى: انتي قايلة إيجار محل هنا هين؟ بكرة لمن تعرفي البلد حتصدقي انو انا عملت انجاز كبير وخلصت دا كلو في السنين البسيطة دي. والمهم تاني حنكون سوا وما في شي حيفرقنا. زيما: أيوة حبيبي أنا ذاتي ما بقدر استغنى عنك. مما انتَ سافرت من السودان أنا ما لاقاني راجل زيّك (تحدث نفسها: خلصني يا حمار قرفانة منك أنا). وأطفئت الأنوار ....
(51) افتتح مرتضى وزيما كافتريا معظم روادها من السودانيين يقضون ساعات طوال في ونسات غير ذات فائدة ويتباهون بكرم حاتمي ويتسابقون بدفع حساب الآنسات والسيدات والثيبات.
(52) مرتضى يدخل منزله حزينا ويدخل مباشرة إلى الوضاية ، يتوضأ ، ويدخل في صلاة طويلة. ثم يتوجه إلى غرفته. أم أحمد: (متفاجئة جداً): في شنو؟ أول مرة تسويها !!!! مرتضى: والدموع تنهمر من عينيه: فصلوني، أم أحمد: متين وكيف؟ مرتضى: مافي حل. ايجار البيت مية الف درهم. والمدارس براك عارفاها بكم ... نسوي شنو؟ أم أحمد: لسع قدامنا شهرين في البيت قبل ما الإيجار يجي، يمكن ربك يفرجها. مرتضى: العقد فيه انذار شهر لازم اشوف حل خلال الشهر دا وإلا حاكون مضطر انزلكم السودان. أم أحمد: السودان؟ ليه ؟ وكيف ؟ ومتين وحنشمي نسوي شنو هناك؟ يا راجل استهدى بالله. مرتضى: والله انا زاتي ما هاين علي لكن اعمل شنو؟ أم أحمد : أعمل البتشوفو. مرتضى: تنزلو السودان حسع فوراً ، ولمن ألقى شغل بجيبكم تاني. انا حافك البيت دا حسع. لازم نعمل حسابنا للظروف. أم أحمد : (بتبرم شديد) خلاص خير ... البتشوفو.
(53) خلال اسبوع كانت أم أحمد وأبناؤها وبناتها في السودان.
(54) زيما: وهي صدقتك؟ مرتضى: أيوة صدقت ، انا لعبت الدور جد زي ما انتِ قلتِ لي ،لمن أنا زاتي قربت أصدق إنهم فصلوني، ياخ الله لا جاب فصل. زيما: (تعانق مرتضى): كدا الحياة بقت لينا برانا. يا سلام عليك حبيبي. نفسك في شنو؟
(55) علمت كبيديش من خلال إختها في أثيوبيا بأن ديميك تزوج وأنجب أربعة من الأبناء والبنات. كبيديش: (تحدث نفسها) كنتِ دايراه يرجاك كل السنين دي؟
(56) مهدي: ليه كدا يا بنية؟ كبيديش: كدا أحسن لي لأنو عمري حيضيع كدا مهدي: اسمعيني، ما تستعجلي في قرارك لسع الشهر ما انتهى ، لحد آخر يوم فكري. وما بضغط عليك الشغل ما مربوط بقرارك (ويخفي في نفسه ما الله مبديه). كبيديش: لا يا بابا ... معليش أنا أخدت قراري وما حاتراجع منو ، وكتر خيرك على كل العملتو عشاني
(57) عاصفة ممطرة في البحر الأحمر. غاص المركب بعيداً في الأعماق. وغاصت معه أحلام الصبايا وأعمارهن.
(58) بوغال في ذات المطعم في مكالي ينتظر مجموعة جديدة.
(59) عناق حار بين كبيديش وأخوتها في مكالي. أخذت قرارها وعادت إلى أثيوبيا فهي تنتمي إلى هنا خرجت فقط لأجل إخوتها .. وعادت من أجلهم وستتزوج هنا وليس في أي مكان آخر.
انتهت ...............
| |
|
|
|
|
|
|
Re: كبيديش ذات العيون ... جمال بنكهة القهوة (Re: درديري كباشي)
|
Quote:
Author: درديري كباشي حلوة يا هاني
واقع مرير حار وحلو بنكهة البن الحبشي
بحكم منشأنا بشرق السودان ما عانيت كثيرا في تخيل شكل الشخصيات و لغة الحوار
|
مرحباً يا درديري كباشي ، أسعد الله أيامك
أرجو أن تعود لتضيف تفاصيل أكثر عمّا تخيلته في شكل الشخصيات ولغة الحوار
| |
|
|
|
|
|
|
|