دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
Re: على أنغام الشيشة _سرد قصصى رااائع (Re: عثمان الأمام)
|
وبينما أنا سارحا بأفكاري وضع أحدهم يده على كتفي وقال : - عمر ؟؟ إلتفت إليه لأجد أمامي شابا في مثل عمري : - أووو عثمان الداقس .. مشتاقين والله تبادل زملاء الدراسة العناق والسلام الملئ باللكم والضربات .. قال لي مندهشا : - وين إنت يا زول ؟ لي ستة شهور ما شفتك .. إتوزعت ولا لسه .. بديت خدمة ولا عملت شنو ؟ قلت له مبتسما : - ولا واحدة من ديل - طيب عملت شنو ؟ ولشنو جلحاتك زادت كده ؟ تحسست جلحاتي الآخذة في الزحف .. معجزة حقيقة أن يتبقى لدي شعر في رأسي بعد ما مررت به في الشهور الماضية .. قلت له ونحن نمضي إلى اللاإتجاه : - دي قصة طويلة يا عثمان جذبني من يدي قائلا : - طيب تعال أعزمك على حجر شيشة كارب وتقعد تحكي لي قلت له مندهشا : - شيشة ؟؟ مش منعو محلات الشيشة في الخرطوم ؟ - زي ما منعو البنقو ولبس البنطلون للبنات برضو وأديك شايف لا الناس بطلت تشرب بنقو لا البنات بطلو لبس بناطلين .. تعال جر ليك حجر بمزاج وأحكي لي - حجر واحد ما بكفيني قال لي ضاحكا : - يا زول بعزمك على سبعة حجر لو عايز أخوك صارف اليومين ديل قلت له شاردا : - سبعة .. كويسة سبعة دي دخلنا عمارة قديمة وصعدنا سلما ضيقا قادنا لسلم أضيق منه ، أوصلنا لباب أضيق منهما عبرنا منه لصالة واسعة ... تتشابه أماكن الشيشة في كل مكان لدرجة إن الوصف يصير مملا .. لابد من شاشة بلازما تعرض مباراة ما .. لابد من بائعة شاي – حبشية غالبا – تطبيقا لنظرية جذب الذباب لوعاء العسل .. لابد من بخور وكراسي مرصوصة .. جلست مع عثمان الذي نادى صبي الشيشة وطلب منه حجرين .. نظرت للصبي المنهمك بحماس في تنظيف زجاجة الشيشة حتى جعلها شفافة لامعة تسر الناظرين ثم مسح الخرطوم الطويل بقطعة قماش ووضع المعسل في وعائه وغطاه بورق القصدير اللامع على قمة الشيشة وثقبه بخبرة وسرعة ثم وضع قطعتين من الجمر على القصدير وحمل الشيشة بحرص كما يحمل طفلة في عامها الأول ووضعها أمامنا .. رجل يجيد عمله حقا .. قال لي عثمان وهو يعتدل في مقعده ويناولني مبسم الشيشة : - أها أنا منتظر وريني الحصل شنو ؟ أوعى يكون الموضوع فيهو عرس وشواكيش إبتسمت قائلا : - تقريبا .. الحصل يا فردة إنو أبوي مصر إنو يعرس لي بت عمي وأنا رفضت فقام إتحداني وأداني فترة محددة يا إما أشوف لي عروس يا إما أعرس بطريقتي يعني بعد كم وعشرين سنة كده أطلق صفيرا مرحا وقال لي : - ياخ في زول لاقي زول يتكفل ليهو بعرسو ويرفض ؟ طول عمرك داقس وتقول لي أنا عثمان الداقس .. الكلام ده ليهو كم من الزمن ؟ - تقريبا ستة شهور قال لي وقد بدأ الموضوع يستهويه : - وطوال الستة شهور دي ما لقيت واحدة من الكم مليون الماليات البلد ديل ؟ - كنت بحاول - كيف يعني ؟؟ أنا عارف الموضوع صعب لكن إنت فهمك كان شنو ؟ قلت له بوضوح : - كنت عايز واحدة أختارها أنا ما يختاروها لي .. من أي مكان ما هماني المهم أتعرف عليها كويس وأحبها - وعملت شنو ؟ قلت له بإبتسامة حمقاء : - جربت طريقة التلفونات العشوائية قال لي مذهولا : - قصدك تضرب أرقام عشوائية وإنت وحظك ؟ - هي ذاتا ضرب يده على جبهته ضاحكا وهو يقول : - ياخ إنت أكتر زول قديم وكلاسيكي قابلتو في حياتي .. أحكي أحكي أنا سامعك قلت له رافعا هاتفي : - جربت طبعا أرقام سوداني لأني عامل خدمة وبديت ب زيرو مية واحد وعشرين قال لي بلهفة وهو يشير لبائعة الشاي : - دقيقة بس خلي القهوة تجي وأبدأ في إنتظار القهوة جذبت أول نفس من الشيشة وأنا أستجمع الذكريات ... قرقرت الفقاقيع في قاع الزجاجة وهاجت وماجت حين غافلتها سحب الدخان .. ثم جاءت جاءت القهوة .. رائحة القهوة قادتني بعيدا .. قادتني شرقا يا صديقي .. زيرو مية واحد وعشرين ستة أرقام عشوائية .. أربعة أرقام فاشلة ثم جاءني صوت ( نسرين ) الناعس .. صوتها الناعس ورائحة القهوة ذهبا بي بعيدا عبر أربعة ولايات إلى عروس البحر .. بورتسودان
يتبع
| |
|
|
|
|
|
|
Re: على أنغام الشيشة _سرد قصصى رااائع (Re: عثمان الأمام)
|
قلت له: - خلي الباقي لناس التمريض إنت كفاك لحدي هنا يقول لي بوجه مهموم : - زي ما شايف المستشفى بتاعتنا حالتها كيف .. ده حال المينة كلها هنا تلفت حولي .. حقا مستشفى بائس ولكن هذا حال كل مستشفيات السدان الحكومية .. يقول لي ونحن نخرج ونتجول في سوق المدينة : - عارف في كم قرية حول المناقل ؟ تقريبا خمسمية قرية .. الاف الناس يا عمر محتاجين وعايشين عيشة زي الطين والأرض حولهم والنيل جاري جنبهم .. الزراعة بقت في تلتلة وما فضل لينا من تاريخنا ومشروعنا غير البلهارسيا صمت أنا ولم أعلق .. أنا الذي أتيت من العاصمة من أجل فتاة تعرفت عليها بالتلفون شعرت إنني ######## وشديد الضآلة أمام هذا الجيلي .. يرن هاتفي لأجد مناهل تتصل بي : - وين إنت ؟ أنا في السوق وحأقابلك سريع وأرجع إستأذنت من الجيلي فأبتسم لي بخبث وودعني .. مشيت وراء وصفها حتى وجدت نفسي أمامها .. مناهل .. الجميلة إبنة الجزيرة التي تريد الهرو منها .. سلمت على تتر وهي تتلفت ثم دعتني لكافتريا صغيرة .. أخبرتها إنني وجدت فرصة (أتاش) في المستشفى وربما سأبقى شهر على الأقل هنا .. تهلل وجهها رغم العبوس الذي يعتريه وقالت لي : - أحلى خبر والله - مالك يا مناهل ؟ شكلك كده في مشكلة حاصلة ليك من زمان قالت لي بضيق : - المشكلة في أبوي يا عمر .. عايز يعرس لي واحد متخلف من هنا وأنا ما عايزاهو وطول اليوم هو وأمي يشيلو ويمدحوه لي كأنو مافي زول أحن منو - كيف يعني متخلف ؟ ما متعلم يعني ؟ - بالعكس متعلم بس حياتو كلها ناوي يقضيها هنا وإنت عارف أحلامي شنو صمت حائرا عن الجواب ، ثم قلت لها : - طيب طالما هو متعلم قابليهو وفهميهو الفكرة دي - عايزة أقابلو في اليومين الجايات دي .. بالمناسبة هو طبيب معاكم في المستشفى وإسمو الجيلي بتعرفو ؟ ساد الصمت طويلا هذه المرة .. الجيلي ؟؟؟؟ من بين كل الفتيات في الجزيرة لم أتعرف إلا على التي إختارها الجيلي ؟ ... حين تكلمت أخيرا كان صوتي غريبا حتى عني أنا .. قلت لها : - بعرف طبيب إسم الجيلي شغال في المستشفى لكن ما يشبه الزول الإنتي خاتاهو في راسك .. زول ود لد وأصيل وشيل هم مدينتو وناسو .. زول متاضع ومحترم وأنا وستين واحد زي ما بنسوى أضفرو .. لو قال عايزك أنا أنصحك بكل صدق وافقي بون تردد لأنك لو فتشتي بقية عمرك ما حتلقي راجل زيو نهضت واقفا فنهضت وهي تنظر لي بدهشة ، وتقول : - ده إت البتقول كده ؟ تركتها أمام الكافتريا واقفة ولازلت أتذكر تعبير وجهها حين أجبتها : - أيوا أنا البقول كده قضى الأمر .. كانت زيارة سريعة أخرى ولن أستطيع الإستمرار .. أتمنى للجيلي كل خير ولا أتمنى رؤية وجهه حين يعرف إنني كنت أتكلم معها بالتلفون .. لا يوجد بصات في هذا الوقت ولكنني ركبت (أتوز) ذاهبة لمدني ومن سأج بصا للخرطوم .. تتسارع المزارع من حول السيارة وتمتد الأرض الخضراء .. أرض كانت ذات يوم تطعم السوان كله بل والجيران كذلك .. أرض لو أحسنها إستغلالها لصرنا أسياد العالم .. راديو الأتوز يبعث إلينا شدو ثنائي الجزيرة .. قول لي يا حبيبي شن أعمل وراكا هل أحلم وآمل في سرعة لقاكا ولا أسيبا بلدي وأجي أسكن حداكا قول لي يا حبيبي أنا حيران معاكا من أرض المحنة من قلب الجزيرة برسل للمسافر أشواقي الكتيرة يرن هاتفي بينما البص يغادر مدني لأجد الجيلي يتصل بي .. أخبرته إن والدتي مريضة وإنني يجب أن أسافر .. قال إنه كان من المفترض أن أخبره ليسافر معي .. أحسست بمرارة في حلقي وأنا أشكره على حسن ضيافته وإنني أتمنى أن تجمعنا الظروف مرة أخرى .. اللافتة تقول : إبتسم إنت في مدني .. ولكنني لم أبتسم تمت خارج القصة أنهيت القصة وقد أنهى عثمان الحجر الثاني .. بدأ متأثرا وهو يصفق للصبي .. قال لي : - والله حكايتك حكاية ياخ .. أها وعملت شنو تاني ؟ جاء الحجر الثالث أمامي فجذبت منه نفسا عميقا وسرحت مع خيوط الدخان الخارجة من أنفي .. زيرو مية تلاتة وعشرين .. فطومة .. فطين .. تونة .. غزالة الفاشر يتبع
| |
|
|
|
|
|
|
Re: على أنغام الشيشة _سرد قصصى رااائع (Re: عثمان الأمام)
|
نصف ساعة ثم خرجت حاملا (سامسونق جلاكسي إس تو) جديد يلمع بكامل ملحقاته داخل صندوقه الأبيض .. وبدأ مشوار الواتساب .. أرسلت لي صورتها فتمعنت فيها وأرسلت لها مع وجوه ضاحكة كثيرة إن البضاعة قد أعجبتني .. صحيح إنها تشبه مئات اللائي درسن معي حين يتصورن بوجه أصفر فاقع اللون ونظارة كبيرة مرفوعة فوق الرأس مع طرحة خليجية منمنمة .. أرسلت لها صورتي فردت لي مع وجوه ضاحكة مخرجة ألسنتها إن البضاعة ق أعجبتها رغم الجلحات الآخذة في الإزدياد .. ثم ألتقينا في حديقة أمدرمان .. كأننا نلتقي يوميا .. كانت مرحة تحمل جزء كبير من مرح فاطمة غزالة الفاشر .. لم أزر حديقة أمدرمان من كثيرا لأنني أسكن الخرطوم ولكنها بدت لي أجمل مكان في العالم .. أم درمان نفسها بدت لي أجمل .. أمدرمان .. حدثني عن الجانب الفارغ من الكوب وسأحدثك عن الجانب الملئ .. حدثني عن زحمة المواصلات وحر الهجير وسأحدثك عن نسيم العصريات في أبروف وهوس الشباب بلعب الكرة هناك .. حدثني عن رائحة السمك الكريهة في الموردة وسأحدثك عن طعم السمك في (عوضية) .. حدثني عن المجاري والأوساخ وسأحدثك عن الطابية وقبة المهدي .. حدثني عن الإزدحام وسأحدثك عن الناس .. حدثني عن الجغرافية وسأحدثك عن التاريخ والحاضر .. حدثني عن كل شئ وسأحثدك عن ريهام .. أسبوع مر منذ ألتقينا ونحن نلتقي كل يوم .. ألقاها عند كشك الجرائد في ناصية الحديقة حيث أجدها تتبادل الحديث مع عم عبده صاحب المكتبة لصغيرة وتشتري منه مناديل الورق .. صرت أعشق أمدر .. أتجول في البوستة بين المكتبات وأشتري كتابا ثم أذهب لشارع الدكاترة ..ليس لأنني دكتور ولكن فقط لكي أستعيد الذكريات الباسمة لشركات إنتاج الكاسيت .. الروماني .. البدوي ..السناري .. شذروان .. أيام مجيدة مضت ولن تعود .. لن يتجمع الناس أمام البدوي بعد اليوم في إنتظار نزول شريط محمود عبد العزيز الجديد .. لن نسمع صوته السماوي عبر السماعات الكبيرة يغني لنا وللحب والأطفال والمدن .. حكيت كل هذا لريهام ونحن في الحديقة فضحكت وهي تقول : - ياخ إنت شكلك رومانسي قديم رن هاتفها فأخرجته وهي تقول لي : - دي أمي .. ألو رقدت على النجيلة منتظرا إياها لتنهي مكالمتها ، ثم عات لي بعد دقيقة قائلة : - أنا ماشة أجيب رصيد من عم عبده بره ما بتأخر أمي رصيدها قطع ناولتها تلفوني وأنا أقول بشهامة : - لا لا ما تطلعي إتصلي أنا عندي رصيد إبتسمت لي وهمست وهي تأخذ الجهاز : - شكرا ظللت راقدا وأنا أتذكر إبتسامتها الجميلة .. أتأمل السماء الجميلة وأفكر فيها .. ريهام .. ريهام .. ريها.. المناسبة مضت ربع ساعة أين هي ؟نهضت وتلفت للمكان الذي كانت تقف فيه فلم أجدها .. بحثت بنظري في أرجاء الحديقة فلم أجدها .. لابد إنها خرجت لعم عبده .. خرجت للمكتبة الصغيرة وحييته : - عم عبده ريهام دي ما غشتك هنا تحول رصيد ؟ - ريهام منو ؟ - البت الكانت قبيل إشترت منك المنديل ولقيتها بتتكلم معاك - لا والله ما بعرف إسمها لكن هي بتنزل يوميا من مواصلات العربي عندي هنا وتشتري منديل - مواصلات العربي ؟ هي ساكنة الفتيحاب - والله ياولدي البعرفو إنو ممكن أي حاجة تجي بهنا لكن مواصلات الفتيحاب عمرها ما بتجي بجاي - حاجة غريبة وإنت بتعرفها من كم سنة طيب لأنو شايفها بتناديك بإسمك طوالي - أي زول بيعرف إسمي ياولدي لأنو مكتوب في لوحة المكتبة فوق بدأ الفأر يلعب في عبي كما يقولون .. لا هذا ليس فأرا بل ###### كبير .. أخذت تلفون عم عبده وأتصلت على رقمي لتخبرني فتاة سوداني بصوتها البارد خبرا ظريفا جدا : - عفوا هذا المشترك لا يمكن الوصول إليه حاليا اليوم التالي ذهبت لجامعة التقانة لأكتشف إنه توجد سبعة ريهام ليس فيهن ولا واحدة بالصفة التي ذكرتها .. أتمشى في شوارع أمدرمان ذاهلا وأنا أحسب في أصابعي " - ما من أمدرمان .. بتجي بمواصلات العربي .. ما بتقرا في التقانة .. تلفون سامسونق جلاكسي أس تو جديد .. وصرخت فجأة بأعلى صوتي مكملا المعادلة : - يا بت ال......... تمت خارج القصة سعل صديقي عثمان منفقعا من الضحك مع الشاب الآخر حين أكملت الحكاية ، وقال لي وهو يشهق : - هههههههه طلعت حرامية ونت وقعت وقعة سودا - تصدق - وعملت شنو تاني ؟ رفعت له تلفوني الربيكا قائلا بحنق : - رجعت لحضن الربيكا تاني - هههههههه أحكي أحكي يا عمر والله إنت تستاهل مية حجر يا ود جيب حجر تاني لعمر اها وتت من لتلفلونات ولا جربت تاني ؟ جذبت نفس من الحجر الخامس وأنا أتذكر .. زيرو مية خمسة وعشرين .. عبير .. مروي يتبع
| |
|
|
|
|
|
|
Re: على أنغام الشيشة _سرد قصصى رااائع (Re: عثمان الأمام)
|
ـــــــــــــــــــــــــ الحجر الخامس زيرو مية خمسة وعشرين ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قال لي أبي بصوت بارد جدا في التلفون : - إزيك يا دكتور .. أها تبشر ولا نبشر ليك ؟ بلعت ريقي وأنا أقول بحماس : - أهلا يا حاج .. الأمور شبه إكتملت وقريبا جدا حأوريك إسم العروس وعنوانها إنت أكوي عمتك وجلابيتك وخليك جاهز - عمتي وجلابيتي مكويات من أيام الطهور بتاعك إنت بس قول وأنا جاهز وما تنسى باقي ليك من الشهر عشرة أيام .. سلام - سلام أغلقت الخط مبلبل الأفكار .. ما الحل ؟ كنت قد قررت قرارا لا رجعة فيه بعد حكاية ريهام المحتالة أن أترك طريق المكالمات هذا .. سأعود للكلية التي درست فيها وأبدأ في البحث عن رفيقة درب من الفراشات اللائي لم يخرجن بعد من الشرنقة .. إتصلت على زميل لي لأساله عن أخبار الكلية فقال لي : - ياخ إنت ود حلال عديل شباب الكلية ديل عايزين يطلعو بعد يومين كده قافلة طبية وعايزين أطباء تعال غير جو شوية - ماشين وين ؟ - ماشين مروي يا سلام .. مروي .. أرض الشمال .. ولم لا ؟ على الأقل سأسافر هذه المرة وأنا مرتاح بدون هموم وربما عثرت على مبتغاي في القافلة .. أخبرته بموافقتي وبدأت التجهيز للقافلة حين رن جرس تلفوني الربيكا بنغمة نوكيا الكئيبة إياها لأجد الرقم زيرو مية خمسة وعشرين ألخ ألخ يتصل بي .. مية خمسة وعشرين ؟ بيد مرتجفة أضغط الزر الأخضر : - ألو
| |
|
|
|
|
|
|
Re: على أنغام الشيشة _سرد قصصى رااائع (Re: عثمان الأمام)
|
صوت فتاة به بحة ساحرة تقول لي : - أهلا يا عبد الوهاب - هههههه لا الرقم غلط أنا ما عبد الوهاب - غريبة .. صوتك بيشبهو ورقمك بيشبه رقمو - ههههه وإحتمال أنا زاتي بشبهو .. عبد الوهاب ده عندو جلحات ؟ - والله جلحاتو زي جزيرة توتي القاسمة النيل نصين - ههههههههههههههههههه - ضحكتك زاتا بتشبهو .. وما تفهمني غلط عبد الوهاب ده أخوي - لا لا عادي أنا د.عمر بالمناسبة وسعيد بمعرفتك وتحياتي لأخوك عبد الوهاب ودعواتك لي أنا مسافر مروي وبفتش في عروس - بالله ؟؟ والله أحلى صدفة وأنا عبير من مروي بالمناسبة - معقول ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ - أي والله إنت تعال وبنجيهك تب بناتنا ما فيهن كلام والله مروي .. يا عاصمة فجر التاريخ الأول وأرض الثلاثمائة هرم .. يا عروس الشمال والنخيل .. أنا قادم إليك .. في الليل أتصلت بها مرة أخرى لتحكي لي بصوتها الساحر الذي به بحة عن مروي .. عن النقعة والمصورات .. عن البركل .. عن أمري وأرقي والقرير .. عن النخل العزيز وطوال ..أخبرتها كل شئ عن نفسي وعن القافلة الذاهبة بعد غد إلى هناك وطلبت منها أن ألقاها .. أخبرتني إنها ستلقاني بالتأكيد هناك في كوبري مروي الذي يطل على أجمل منظر يمكن أن تراه العين من جنات النيل والنخيل .. أسكرتني الصورة التي رسمتها لي فذهبت للنت لأبحث عن مدينة مروي ، لأصدم بحقيقة مريرة .. كل المواقع تتحدث عن التاريخ وتتجاهل الحاضر .. كل صورة أو مقال أجده لابد أن يحوي هرما أو معبدا أو تمثالا .. وحين يتحدثون عن الحاضر لا أجد كلاما إلا عن أكبر خوازيق القرن .. سد مروي .. ثم لا شئ غيره .. أين الكلام عن الإنسان ؟ أين الأحياء العريقة والشوارع الشهيرة ؟ أين الشعراء العظماء ؟ ... حملت معي هذه التساؤلات والبص السياحي ينطلق بنا مع الطلاب نحو الشمال .. حين غنى الكابلي رائعتة الفريدة (مروي ) في الستينات فتن بها الجميع .. فيك يا مروى شفت كل جديد فيك شفتة عيون لعبو بى شديد وأنكويت بالنار من زهور فى خديد مهما زآد وجدى ما بسي الريد لانو قلبى حنين وبعشق التغريد بى محاسن الكون بى جمال الغيد يلا نمشى النيل فى .... أواخر الليل بين رمال ونخيل يغنى لينا جميل جاء إليه طبيب ذهب به جمال الأغنية ليعمل هناك في مروي وسأله غاضبا : - عايز أعرف إنت شفت شنو جديد في مروي ؟ رد عليه الكابلي بكل هدوء : - شفت الناس فسكت الطبيب .. نعم الناس هم من يجب أن أبحث عنهم وليس الأشياء .. رغم كل شئ حين أتكئ على نافذة البص وأتذكر ما مر بي في الشهور السابقة أفكر إنني قد عرفت الكثير .. طفت الشرق والغرب والوسط والآن في طريقي نحو الشمال وفي داخلي أفكر إنني لم أعرف كنزا أعظم من معرفة الناس في وطني .. كلهم يتشابهون .. نفس الطيبة والكرم والإبتسامة وعزة النفس .. من دارفور إلى البحر الأخمر ومن الجزيرة إلى كردفان ومن الخرطوم إلى الدمازين ..كلهم كذلك .. وهذا ما يثير جنوني ويجعلني أتساءل كلما رأيت صور المسئولين نفس تساؤل الطيب صالح الخالد الذي رحل عاجزا عن إجابته : - من أين جاء أبناء ال... هؤلاء ؟ سائق البص يبدو إنه كان في حالة مزاجية مشابهة لحالتي ، فقد تجاهل رغبات الطلاب وشغل أغاني الطنبور .. نحن في الشمال فلنلعب بقواعد الشمال .. صوت عثمان اليمني يتسرب إلينا قادما من زمان بعيد وهو يغني واحدة من أغانيه الممنوعة الشهيرة التي تذم نظام مايو المنقرض : يابلدي العريق نسبا ضاعت وما أتعرف سببا بلدا فيها أزمة جاز بل بترولا بقى ألغاز بلدا فاقدة للحجاز وشكلتا واقفة بالعكاز بلد مضروبا في ركبا منو البقدر يفك كربا إبتسمت بمرارة ونحن ندخل لمروي .. لاتزال الإغنية صالحة لهذا الزمان أيضا أيها الهرم العظيم اليمني شفاك الله وأعطاك العافية .. لاتزال البلد مضروبة في ركبها بل إنها ركعت على ركبها أيها اليمني .. يرن الهاتف لتسألني عبير : - أها وصلتو خلاص ؟ - أيوا ونحن في السكن حاليا - خلا بكرة نتلاقى في الكوبري - لكن الكوبري بعيد شديد من هنا مافي حتة قريبة ؟ - إتصرف بعد تخلص من شغلك وبعدين حأوريك السبب - حاضر ترى كيف يبدو شكل عبير هذه ؟ حتى الآن لم تصادفني واحدة إسمها عبير قبيحة .. هل يسموهن بعد أن يكبرن أم ماذا ؟ كنت طبعا قد مسحت من قاموسي شئ إسمه واتساب لهذا لم أطالبها بصورة دعك من إن كل الفتيات في الصور يظهرن جميلات وإلا لما فكرن أصلا في أن يتصورن .. صباح اليوم التالي بدأنا يومنا العلاجي في مدرسة إبتدائية .. مروي بها مستشفى كبير وعدد من المستوصفات الخاصة وبها أطباء كبار وخرجت العديد من المشاهير في التاريخ الطويل .. يرن هاتفي في الثالثة وأنا فوق الكوبري متأملا المنظر المذهل للنيل والنخيل : - ألو إنت وين ؟ - أنا في الكوبري - طيب غمض عيونك وما تتلفت إبتسمت وأغمضت عيوني وأنصت منتظرا وقع خطواتها من خلفي .. وصوتها في السماعة يقول لي : - مستعد ؟ واحد إتنين تلاتة أفتح عيونك إستدرت مبتسما وفاتحا عيني على إتساعها منتظرا رؤيتها ولكن الكبري كان خاليا أمامي ، ثم سمعت صوت ضحكة رجولية عالية في سماعة الهاتف وصوت شاب يقول لي بصوت عابث : - هههههههههه معليش للمقلب يا دكتور معاك عبد العظيم وإسمي التاني عبير عجزت عن النطق فخرجت الكلمات بلهاء من فمي : - آآآآآ - هههههههههه عارف الصدمة حارة عليك بس في واحدة من بورتسودان زعلانة منك شديد إسمها نسرين طلبت مني أعمل فيك المقلب ده وأنا متخصص في تقليد الأصوات خرجت الشتائم كالقذائف من فمي : - يا .......................... (حذف للرقابة ) - ههههههههههه أشتم زي ماعايز هي قاعدة جنبي بتضحك .. خلي روحك رياضية يا دوك والبادي أظلم هههههههههههههه تيت تيت تيت أغلق الخط في وجهي وتركني واقفا أحدق ببلاهة في تلفوني الربيكا .. هل كنت طيلة الأيام السابقة أتحدث مع رجل إسمه عبد العظيم وهو يقلد صوت فتاة ؟؟؟ اللعنة .. حتى لو شيدت سدا كاملا من الشتائم فلن استطيع الرد على هذا المقلب .. ولكن .. نسرين ؟؟ تهدل كتفاي وأنا أعود من حيث أتيت وصوت صغير بداخلي يقول بتشفي : - تستاهل تمت خارج القصة ...................................................................................... القادم : آخر حجر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: على أنغام الشيشة _سرد قصصى رااائع (Re: عثمان الأمام)
|
دخلت البوست بالصدفة وكنت اتوقع خروجي منه بعد اقل من دقيقة، مجرد مرور سريع من باب حب الاستطلاع لكني وجدت المدهش في كل حجر من الأحجار يوجد موقف، توجد سخرية، والأجمل بساطة السرد، لا تعقيد ولا لغة مثقفين كاذبة، ولا استخدام لكلام مبهرج ولا استعراض عضلات معرفية، بل تأتي المعلومة وهي تتحكر في سياق النص بكل هدوء.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: على أنغام الشيشة _سرد قصصى رااائع (Re: عثمان الأمام)
|
ـــــــــــــــــــــــــ الحـــجر الأخــير ــــــــــــــــــــ
تراقصت فوقنا سحب الدخان ... تفرقت ببطء وتلاشت مخلفة وراءها رائحة عطرية مميزة للمعسل ، وساد صمت لا تقطعه إلا قرقرة شفط الدخان من الشباب الجالسين حولنا .. ثم بدون مقدمات إنفجر عثمان والشاب الجالس معنا بالضحك .. ضحك مختلط بسعال الدخان ودموعه وعثمان يقول : - هههههههه بالله كان مقلب ؟؟ وإسمو عبد العظيم كمان ؟ هههههههه والله بت بورتسودان دي شالت منك حقها تب - دي شالتو بزيادة كمان والله أنهى حجره ولف خرطوم الشيشة حولها وهو يسألني : - أها وتاني بعد مروي مشيت وين ؟ رفعت حقيبة الظهر التي وجدني أحملها في السوق العربي وقلت له مبتسما : - أنا وصلت من مروي الليلة يداب - يعني لسه حكاية المقلب دي طازجة ؟ - ههههه أي لسه سألني بعد برهة : - لو عايز نصيحتي أمشي لبت عمك وبطل حركات التلفونات دي .. أهي تغطية قدحك لكن بطريقة عصرية طالما هي متعلمة ومثقفة وقال لي الشاب : - المعلم ده كلامو صح والله أسمعو وأمشي رضي أبوك وأنسى شغلانة الحب دي أخوك معرس واحدة كان حابيها زمان والله هسع طالعة لي في راسي فوق ضحكنا أنا وعثمان ونحن ننهض لنغادر وندفع الحساب .. خمسة أحجار .. أنا أثنين وعثمان مثلهما والشاب واحد .. كان رأسي خفيفا وأنا أنزل السلم الضيق مع عثمان وأودعه وهو يقول لي قبل التحرك : - ما تنسى تعزمني العقد ياخ معاك رقم تلفوني تركني وذهب ومضيت أنا شاقا طريقي وسط السوق العربي .. سأذهب للبيت .. مضت أيام طويلة وأنا متهرب من لقاء أبي ولكن الآن يجب أن أتقبل مصيري بشجاعة بعد الملحمة التي خضتها خلال الشهور الماضية عبر مدن السودان المختلفة .. أبتسم وأتذكر إنه لا أحد بخلافي طاف هكذا غير في كتاب الجغرافيا للمنهج القديم حين كنا نزور القولد وطيب الذكر صديقنا منقو .. رحت أدندن بالنشيد القديم وحورته مع اللحن ليناسب حالتي وغنيت : لمن بديت القصة والحكاية ماكنت عارف إنها النهاية فتشت كل مرة عن عروسة عشان تشاركني الحياة المنحوسة ولمن أقرب منها وأصرح بركب براي ماسورة تسعة بوصة رحت أدندن الأبيات وأنا أسير ثم رن هاتفي لأجد رقم أبي يتصل بي : - إزيك يا دكتور - أهلاااااا أبوي كيفك ؟ والله مشتاقين رد لي ببرود : - بالأكتر .. أها عملت شنو ؟ - والله بعد تفكير عميق قررت أنفذ كلامك وأجرب بت عمي - تجرب ؟ - ههههههه قصدي أعقد عليها يعني .. هي إسمها شنو بالمناسبة ؟ قال لي : - عليك الله إنت ما رمة ؟ بت عمك ما عارف إسمها منو ؟ ما بوريك ليهو أعرفو براك وتعال البيت بعد ده عشان نشوف الموضوع ده - دقيقة يا حاج طيب ممكن تديني رقمها أتكلم معاها ؟ قال لي مفكرا : - دقيقة واحدة أطلعو من الموبايل .. ثم : - سجل عندك : زيرو مية ستة وعشرين .. - كم ؟؟؟؟؟؟؟؟ - مية ستة وعشرين مالك مندهش كده أول مرة تسمع رقم زي ده ؟ - سوداني ؟ - أيوا سوداني .. إنت شارب حاجة ؟ بتسأل أسئلة غريبة قلت له ضاحكا بهستريا : - لا والله بس أنا بتفاءل باأرقام سوداني الماشة بترتيب معين دي .. كمل الرقم أملاني الرقم ، فسجلته وضغطت على الأزرار وأنا أبتسم إبتسامة عريضة .. زيرو مية ستة وعشرين ..ستة أرقام ليست عشوائية .. جرس طويل ثم :
- ألو
(تمت )
| |
|
|
|
|
|
|
Re: على أنغام الشيشة _سرد قصصى رااائع (Re: عثمان الأمام)
|
سائلين عليك كل العباد ـــــــــــــــــــــــــــــــ
بدأت القصة بداية روتينية مملة جدا .. إستدعاني أبي قائلا : - شوف يا مهند بما إنك عاطل ومعندك شغلة أنا عندي ليك شغلانة يميل أبي دائما لبدء كلامه بجملة تشجيعية مثل الجملة أعلاه لهذا لم أحبط ووقفت أمامه متأدبا وأنا أتساءل : - خير يا حاج ؟ قال لي وهو يطوي الجريدة : - في واحد شاب إتقدم لأختك وأنا شخصيا ما بعرفو ، عايزك تمشي تستفسر عنو قلت له مندهشا : - نسرين ؟ في زول عاقل بمخو وعندو أهل بيسألو عنو جا يتقدم للمجنونة دي ؟ قال لي زاجرا : - إحترم نفسك هربت من أمامه وذهبت لها داخلا في الموضوع مباشرة : - شوفي يا دكتورة إنتي عارفة إنو الدنيا دي مصالح وأي زول مفروض يشوف مصلحتو وين .. صح ؟ قالت لي مندهشة : - بسم الله الرحمن الرحيم .. المقدمة دي لزومها شنو ؟ - الحاج عايزني أستفسر عن الزول بتاعك وأجيب ليهو تقرير كامل عنو .. التقرير ده بعتمد إعتماد تام على مدى تعاونك إنتي معاي قالت لي مذعورة : - قصدك شنو ؟ - الزول ده جاهز ؟ يعني زول عرس حيخلص الموضوع في مباشرة ؟ - أيوا وضعو كويس جدا وعندو عربية كمان وأخلاقو ما شاء الله وزول ملتزم ومحترم بالجد قلت لها مبتسما بظفر وإنتصار : - ظااااابط .. إنتي تديني إسمو ورقمو وإسم حسابو في الفيسبوك ومعاهم اللابتوب والجلاكسي إس فور بتاعاتك وأنا حأظبط ليك تقرير هائل عنو يخلي أبوي يعقد ليك بكرة .. رأيك شنو ؟ أنا متأكد إنو حيجيب ليك لابتوب وجلاكسي أحسن من ديل نظرت لي بإحتقار وهي تقول : - إستغلالي .. بديك التلفون بس .. اللابتوب محتاجة ليهو لأني محتفظة بشغلي كلو فيهو بسرعة البرق أخرجت من جيبي ( هاردسك ) محمول وأنا أقول بصوت متعاطف : - تصدقي بالصدفة عندي الهاردسك ده .. مية وعشرين قيقا فاضية ممكن تشيلك إنتي ذاتك جوه .. أها قلتي شنو ؟ عشان تقريري ما يجي ناقص حاجة قالت لي بقلة حيلة وأنا متأكد إنني ضربت على الوتر الحساس : - خلاص إتفقنا لكن ما بديك ليهم إلا أسمع موافقة أبوي مفهوم ؟ غادرتها وأنا مبتسم حتى الضرس الأخير وهناك فكرة شيطانية رهيبة تتبلور في رأسي .. وفي الأسبوع التالي بعد خطوبة نسرين وإستلامي رشوة التقرير المذهل الذي سلمته للحاج والذي يحوي تفاصيل خارقة تليق بولي من أولياء الله وليس مجرد عريس ، بدأت خطتي الطويلة نحو الثراء .. بعت الجلاكسي إس فور وبالمبلغ نشرت إعلان في أكبر صحيفتين في البلد .. قوون والإنتباهة .. لم أختر الصحف إعتباطا ،بل لأنها أكثر الصحف التي يشتريها الأشخاص المعنيون بالإعلان .. الآباء .. إعلان ظريف سريع الإيقاع يقول : ( عزيزي الأب .. عزيزي الأخ .. عزيزتي الأم : هل تقدم لإبنتكم شاب غريب لا تعرفون عنه أي شئ ؟ هل يريد ولدكم الزواج من فتاة لا تعرفون عنها وعن أهلها أي شئ ؟ هل أنتم مترددون في قبوله أو قبولها ؟ هل أنتم قلقون من أخلاقه/ا ومدى إلتزامه /ا ؟ أرجوكم لا تتسرعوا وتذهبوا لتسألوا عنه أهله أو جيرانه في منطقتهم .. هذه هي الغلطة الكبرى التي تؤدي دئما لمحاكم الأحوال الشخصية .. حين يتعلق الأمر بالزواج يتكرم الجميع بإعطائك أزهى صورة للشاب .. دائما هو رائع .. دائما هو أخو أخوان ودخري حارة .. دائما هو شيال للحمول دخرينا الفارس أخوك يالزينة .. الناس لا تكون موضوعية أبدا حين يتعلق الأمر بالسؤال عن الزواج .. كل ما يهمهم هو ضرب أي رأسين في الحلال وبعدها أنتم وحدكم من ستقع عليكم بلاوي الطلاق والمحاكم .. الآآآآآآن لأول مرة في السودان .. وكالة خاصة للتحري الأسري السري جدا بأحدث وسائل العصر الحديث .. فقط إتصل بالرقم ( *************) ونحن سنساعدك .. معنا مستقبل أبنائك دائما بخير ) إعلان رائع ومعه صورة لعريس وعروس يركبان عربة تجرها الخيول البيضاء تحلق حولها العصافير .. إعلان باهظ الثمن كلفني ثمن الجلاكسي إس فور ولكن ما حدث بعدها جعلني أنسى ألثمن والجلكسي .. ترررررررن يرن هاتفي ونسمع أول مكالمة ونقول : ألو ( يتبع )
| |
|
|
|
|
|
|
Re: على أنغام الشيشة _سرد قصصى رااائع (Re: عثمان الأمام)
|
سائلين عليك كل العباد ـــــــــــــــــــــــــــــــــ (2) تلك كانت أول مكالمة بدأت بها العمل ... صوت رجل عميق يشي بأنه في العقد السادس من العمر ويرتدي نظارة وطاقية ويتحدث معي من صالون البيت .. صوت أب قلق على مستقبل إبنته جدا : - ألو .. إنتو الوكالة المتخصصة في التحري عن الناس قبل الزواج ؟ قلت له بلهجة مهنية تدربت عليها طويلا : - أيوا يا أستاذ نحن وكالة ( سائلين عليك كل العباد ) ، وكالة تحري خاصة مكونة من خبرات أمنية ممتازة لضمان سلامة المعلومات الحابين تعرفوها عن الزول المتقدم لبنت أو إبن حضرتكم تنفس بإرتياح وقال لي : - شوف يا أستاذ أنا بتي متقدم ليها واحد وأنا ما عارف أي حاجة عنو .. نتكلم بصراحة إنت عارف إنو شباب اليومين ديل مازي زمان يعني البت بقت تجر ليها واحد من رقبتو وتجيبو ليك عادي عشان يخطبها منك ، الكلام ده زمان ماف .. حاليا أنا عايزكم تجيبو لي معلومات كاملة عن الود ده .. أي حاجة عنو .. وياريت لو لقيت أي حاجة كعبة في سلوكياتو م تدسها مني قلت له بكبرياء : - لا يا أستاذ نحن وكالة محايدة وما عندنا أي مصلحة لا معاك لا معاهو .. الحاجة اللقيناها حنديك ليها في تقرير كامل إن شاء الله قال لي : - تمام أنا حأديك إسم الشاب ورقمو ومحل سكنو قلت له : - برضو يا ريت تكلم بتك عشان تدينا حسابو في الفيسبوك عشان بيدينا فكرة كويسة عنو سمعته ينادي إبنته وسمعت صوت ضحكات مكتومة ومزاح ثم صوت نهرة من الأب ألخ ألخ قبل أن يرد علي : - حأرسل ليك البيانات كلها في رسالة وإنت رسل لي أتعابك المطلوبة كم .. إتفقنا ؟ - إتفقنا أغلق الخط وبعد دقائق وصلتني رسالة فيها إسم بيانات الشاب ، وقبل أن أفتح اللابتوب لأبدأ العمل رن هاتفي للمرة الثانية .. صوت فتاة هذه المرة .. صوت واثق ملئ بالتصميم يقول :
| |
|
|
|
|
|
|
Re: على أنغام الشيشة _سرد قصصى رااائع (Re: عثمان الأمام)
|
- ألو .. إنتو الوكالة الإتصل عليكم عم مصطفى قبل شوية ؟ قلت لها بطريقة حذرة : - منو معاي ؟ إنتي بنتو ؟ قالت لي بوضوح : - لا أنا ما بنتو .. أنا صحبتها وكنت معاها قبل شوية لما أتصل هو عليك - إتفضلي يا أفندم قالت لي بصراحة متناهية : - شوف أنا ما حألف وأدور كتير .. التقرير الحتجيبو لعم مصطفى بعد كم يوم ده أنا عايزاهو تقرير سلبي زي الزفت وعايزاهو يرفض الشاب ده رأيت بعين خيالي إبليس وهو يضع يده على خده متعجبا ، فقلت لها بدهشة : - يا آنسة الكلام ده غلط ونحن أخلاقنا و.... - حأدفع ليك عشرة مليون كاش - ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ - ومعاهم عشرة تانية لما التقرير يجي سلبي .. إتفقنا بدأ إبليس يصفق طربا في هذه اللحظة وأنا أقول متلعثما : - والله كده الواحد حيظلم ليهو زول و... قاطعتني بلهجة حادة : - تظلم شنو وتظلم منو ؟ هو أساسا ود بايظ ما نافع يعني الحتجيبو عنو كفاية يخلي أبوها يرفض قلت لها بعد برهة من الصمت : - وإنت مصلحتك شنو في كده ؟ - كده بس .. أها إتفقنا عشان ترسل لي حساب البنك بتاعك وأرسل ليك العربون ؟ أشار لي إبليس بطرف عصاته فقلت لها : - إتفقنا وأنهيت المكالمة وأنا محتار ولكن إبليس قال لي : - عشرين مليون بداية كويسة ما بطالة قلت له متحيرا : - البنات ديل بيعملن كده ليه ؟ هز رأسه بحكمة وقال لي : - يا ولدي كل الفلاسفة ما قدرو يجاوبو السؤال ده إتصلت على حبيبتي نوسة التي تعرف حكاية الوكالة وقلت لها : - ننو .. أخبار هايلة تعالي لي سريع في كافتريا ( ) جاءت لي فحكيت لها الموضوع فضحكت حتى دمعت عيناها وهي تخبرني إن الغيرة تفعل أكثر من هذا ، فقلت لها وأنا أناولها هاتفي : - عايزك تتصلي بالشاب ده وتعملي فيها إنك ضاربة غلط وحاولي جرجريهو في الكلام بعد دقيقتين كلام فقط عرفت أي وع م الشباب هو .. يبدو إن رأي صديقة الفتاة فيه صحيح للأسف .. قال لنوسة في نهاية المكالمة : - أسمعي تلفونك فيهو واتساب ؟ قلت لها بغيظ وأنا أتناول الهاتف : - واتساب ؟ إبن ال... حأوريك يا ###### في اليوم التالي وصلتني عشرة مليون كاملة فتحمست وبدأت أراقب الفتى من بعيد حتى صرت أعرف معظم تفاصيل حياته .. بعد ثلاثة أيام كنت قد أعددت تقريرا ممتازا بإشراف إبليس شخصيا وأتصلت على والد الفتاة : - ألو .. السلام عليكم معاك وكالة سائلين عليك كل العباد - وعليكم السلام يا ولدي أنا منتظر مكالمتك دي من مدة .. إن شاء الله خير ؟ قلت له بتردد : - أحم .. والله يا أستاذ أنا ما عارف أقول ليك شنو .. أرسل ليك التقرير المكتوب ده أحسن ؟ قال لي بقلق : - لا ماف داعي قول وأنا سامعك - أحم .. الحقيقة إنو زي ماعارف نحن ناس محايدين وهدفنا في النهاية صلاح المجتمع والشاب المتقدم لبتك ده زول كويس ما عليهو غبار يعني بس حاجات بسيطة كده ممكن تكون عليها شوية تحفظات قال لي بقلق أكثر : - حاجات زي شنو ؟ - أحم .. طبعا زي ما عارف إنو التمباك والسجاير دي ما عيب كبير في الزول لدرجة إنو يترفض بسببها .. أنا تابعتو كم يوم ومالقيت حاجة كده شاذة عنو .. يعني مثلا يوميا بيمشي بعربيتو الجامعة مع إنو إتخرج قبل خمسة سنة وطوالي شايف واحدة بتركب معاهو .. غالبا هي أختو بيرجعها البيت لكن المشكلة إنو كل فترة بتتغير بت جديدة والله أعلم يكون عندو أخوات بالكمية دي .. تاني حاجة شايفو طوالي بيمشي حي الديم .. أيواا حي الديم زاتو .. عادي الحكاية دي يمكن عندو أهل هناك عشان كده ختيت النية البيضاء ومشيت وراهو .. الحتة المشى ليها مجموعة بيوت مفصولة من الحي زاتو و 99 % من سكانها من دولة مجاورة عاصمتها إسمها أديس أبابا .. عادي يعني ممكن الواحد في المية ديل يكونو ناس خالتو والله أعلم ، المهم أنا راقبتو وأول أمس جات كشة من ناس شرطة النظام العام وقبضو كل الناس الفي البيوت دي وهو كان معاهم .. عادي ياعم مصطفى إنت عارف إنو ناس الشرطة مرات ما بيفرقو بين زول برئ ومتهم المهم ساقوهو معاهم وأنا مشيت القسم وراهم ..ما حصل حاجة كتيرة وأطلقو سراحو بعد أدوهو مية وأربعين جلدة .. أي والله يا عم مصطفى مية وأربعين جلدة المسكين .. شخصيا ما عارف الجريمة العقوبتها قدر كده دي شنو بس شكلها دي جريمتين ما واحدة .. ألو .. عم مصطفى إنت معاي ؟ تيت .. تيت .. تيت أغلق الخط إنفجر إبليس ضاحكا بينما أنا أقول متحيرا : - وطيب باقي قروشي حيديني ليها منو ؟
***************************************** ونسمع مكالمة جديدة ونقول : ألو ( يتبع )
| |
|
|
|
|
|
|
|