|
المقامة السّرْدِية في أحوال البلاد والرعية
|
متكئا على راحتي يديه ، قال ( المتباوق ) : أحكي لنا عن فعايل الخميس و ما يتبعه من هسهسة ( قرمصيص ) : فقال الراوي : عندما تصاعدت أبخرة الطلح والشاف .. وعبَّقَ الجو خليطهما وأنعدمت الرؤيا حتى على بُعد شبر واحد من مسرح العمليات.. حينها : لم يتحرك زولنا قَيْد ( شَمْلة ) وعندما اندلقت حبات العرق في حفرة الدخان وهي تُمَوسِق المزاج بنغمة كنغمة وقوع شحم الشيّة على جمر الكانون ، قال مرغما : لا بد من لم (الشمل على الشملة ) .. و لات حين لملمة ، حتى صاح ديك الصباح فسكت عن شرب المديدة المباح.
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: المقامة السّرْدِية في أحوال البلاد والرعية (Re: ابو جهينة)
|
وحدثنا ( خليل ) عن جاره ( حيطة بالحيطة ) (صالح) أنه قرأ في مشروع كتاب أسمه ( شمول الشامل في وصفة ود الكامل ) .. بأنه جاء في إحدى فصول الكتاب بأن مؤلف الكتاب ينصح في حال أنْ كثُر ( العجاج ) وزاد عن حده بأن يتم ردْم ( فوهة البركان ) سراً وفي عتمة الليل.. حتى تتم السيطرة على (الحِمَم) وتلافي جريان المواد ( المنصهرة ) و التي يمكن أن تصبح بعد جمودها سلاحا لا يمكن السيطرة عليه .. وبحسب تجاربه فإن ( صحن القراصة الماكن يفي بردم الفوهة ). و بما أنه عقِب كل فورة من فورات ( فوهة البركان ) تحدث تغيرات ( سايكوبايولوجية ) .. ينصح الكاتب بالتمرّد على شرب كل أنواع ( المدائد ) .. ومفردها ( مديدة ) .. و هو اختراع تفردَ به أهل ما بين النهرين ( الأزرق والأبيض ) و الذين تفرعتْ منهم قبائل وأفخاذ ( ويقال و العهدة على الراوي بأن مقولة : يخونك العيش و الملح أصلها : تخونك عمايل الحفرة ).. صححه البُوخاني.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: المقامة السّرْدِية في أحوال البلاد والرعية (Re: ابو جهينة)
|
يقول ( أبو النور ، و هو رجل مشهود له بطول الباع في علوم الحفر ) .. أن ما جاء في الأغنية إياها ( الطابق البوخة ) .. دعوة سافرة إلى التمترس في ( أُوَض النوم ) و أن (مملوخة) هو وصف يراد به الترويج لأيادٍ في مقدورها نزْع رؤوس الدجاجة وهي حية دون الحاجة إلى استعمال السكين ....ويقول ( أبو النور ) أن صديقه في محلية ( قنتي ) قد شكا له بأن ( صاحبة الإيد المملوخة هذه ) قد حاولتْ عمل مساج له بمادة ( الدلكة ) ، ورغم أنه أستمتع ( بالتدليك السادِي ) .. إلا أن كل ( شعرات ) ساقيه النحيفتين قد التصقت في حميمية بكرات الدلكة مما جعلها كجلد ( المعزة كريت ) بعد فعائلها في القرض. أما ( عمر ).. فيقول أنه قرأ في كتاب ( أسرار الفوز في حبات اللوز ) .. بأن هذه الحبيبات السمراء في غلافها الخارجي و ( بيضاء الضمير ) .. تجعل الرصيد ينافس ( جوال السوداني عند شرائه ) .. و أنه يورِث ( الخُلْعة ) .. حتى أن العيون يمكن أن تومض بوميض حشرة اليراع في ( نص الضلمة ) .. و في نفس الكتاب آنف الذكر .. يقول عمر .. بأن هناك باباً إسمه ( إشرب .. و لا تشرب ) .. على وزن ( قل و لا تقل ) .. جاء في هذا الباب بأن شرب ( الشاى بالقرنفل ) يجعل الرجل ( أباطو و النجم ) ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: المقامة السّرْدِية في أحوال البلاد والرعية (Re: ابو جهينة)
|
و في مجلس ضم ( مولانا القانوني ) و ( النطاسي البارع ) و ( أبو النور ) و ( عمر) و(المتجيهن الأممي ) .. إتفق الجميع ( بروح تسودها فش الغبائن ) إتفقوا على أن ( نون النسوة ) تم اشتقاقه من كلمة ( الدخان ) .. بل هو آخر حرف في الكلمة .. فالدخان .. يأتي أولاً ثم نار ( المرأة ) .. فلا نار بلا دخان .. و الرجل يسعى جاهداً لإرضاء المرأة .. و يلهث و يتعب للزواج منها .. حتى يقول و لسانه (مدلدل) مترين خارج فمه : ( دُخْنا ) .. و الكلمة مكونة من نفس حروف الدخان. و إذا اجتمعت النسوة فإنهن يتفقن على جملة واحدة : ناخد و ناخد ( و هي نفس حروف الدخان ).
| |
|
|
|
|
|
|
Re: المقامة السّرْدِية في أحوال البلاد والرعية (Re: ابو جهينة)
|
ثم حكى ( النطاسي أب شنب ) قصة الرجل الذي جمع أجاويد الحى و قال لهم : يا أنا يا الحفرة دي في البيت دة. ( كان يتمنى أن يقولوا له : فلتبقَ الحفرة وتغور أنت ). إلا أنهم خذلوه خذلانا مبينا. ثم تم ردم الحفرة في احتفال حزين حضرته من نساء الفريق المدعوة : خادم الله أم نفسين والداية ( حسينة ) أم السيدة المعروفة في الفريق بإسم : شلهتة.. و لسان حال الشملة يقول : لا يزال الدخان في الحفرة .. ( على وزن : لا تزال الرصاصة في جيبي ).
| |
|
|
|
|
|
|
Re: المقامة السّرْدِية في أحوال البلاد والرعية (Re: جلال عثمان)
|
عجائب البيضان على أهل السودان واضحة وضوح القهوة في الفنجان وبائنة بينونة الذِّمّة في الميزان، و أنه في غبرة هذا الزمان ، توالد أهل السودان توالُد البعوض والضبان و تَرَسُوا كل أرجاء المكان و أختلط حابل الألوان بنابل الأبدان. والعهدة على الراوي، بأن الهيفاء ابنة وهبي ( الغنُّوجة الشركسية ) قالت عندما رأتْ لفيفا من نسوتنا المشلهتات في سبيل عيش ٍكريم ولقمة تسد سوء الضيم، ووجوههن التي لفحتها شمس الصحراء يفترشن الأرض ويلتحفن السماء، قالت : معقولة هادولي حريم ؟ وعندما لم تجد الرد السديد الذي يُفحِم تساؤلها ############، أقنعتْ نفسها على نغمات أغنيتها الشهيرة : بوس الواوا، صَحِّي الواوا، وبعد أن قامت بمشاورة أبن دفعتها الراغب أبو علامة، تأكد لها أن (إِلْوَاوَا يمكن أن تكون من جزيرة ناوا )، وأنه بإمكانها أن تمد بوزها لتبوس أهلنا في حلفا فيصحو على طرقعتها سكان ديار الزغاوة. تنويه : لا علاقة للواوا إياها بالواو الضكر، لأن الغنوجة لا تستطيع أن تبوسه أو تصحيه.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: المقامة السّرْدِية في أحوال البلاد والرعية (Re: ابو جهينة)
|
وكالعادة المشمولة استنادا على المقولة التي مفادها أن: ( العهدة دائما على الراوي ) فإنه تفاديا لأي ملاحقة قضائية من ذوي الحقوق الفكرية، فإن الشاب ( أبو السيد ) شاب نوبي الهوية، ولكنه ناصع بياض البشرة والســجية ( وعيونه ( خُدُّر ) زى عيون الممثلة ( زبيدة ثروت ) المصرية، كان يجلس على كرسي في مقهى بمدينة وادي حلفا يرتشف شايا أسودا بعد ليلة قضاها في ضيافة الفنجري (عيدروس) يحتضنان جركانة تُضاهي خمرتها خمرة باخوس، وأشياء أخرى تبهج النفوس. يومها بجانب أبو السيد في المقهى جلس اثنان من أبناء المنطقة يبحلقان في ملامحه المنمّقة، فقال أحدهما للآخر في أنِفَة وزندقة : القبطي دة ال جابو حلفا شنو ؟ IN GIBTEEG MIN HALFAL EKKIRO فضحك أبو السيد حتى إنبهلت نواجذه وأحمرّتْ خدوده ، وقال لهما بلغة نوبية يحسـده عليها العم الضليع ( بِرْكيّة ) : GIBTEELLON INAINGA ……..
( ولكم أن تكملوا الجملة في محل النقط حسب أمزجتكم وقت قراءة هذه الجملة التي تقول ترجمتها : قبطي لمّا ...... أمك). قال أبو السيد هذه الجملة الغتيتة وهو يقوم بحركة عصبية من يده اليمنى بإتجاه الشابين تؤكد وتترجم جملته. وكادت أن تحدث معركة حامية ا########س لولا تدخل الأجاويد بالتهدئة والتحنيس، حيث أقنعوا الشابين بأن أبو السيد عندما تكون ( بايتة معاه ) فإنه ينقلب إلى إبليس وأن لسانه يتبرأ منه.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: المقامة السّرْدِية في أحوال البلاد والرعية (Re: ابو جهينة)
|
ثم جاء في إحدى فصول الكتاب، بأن العم ( صالحين ) الزول الفحل تزوج امرأة من (دار جعل) ورزقه المولى عز وجل البنين والبنات، وبما أن الأعمال بالنيات، فقد نصحه شيخه (أبْ جلحات ) بالتوجه إلى الجزيرة المروية، فالرزق يحب الخِفِّيّة، وكشحه بزخمٍ وافر من الدعوات. وهناك تزوج العم ( صالحين ) من امرأة بيضاء بهجة تسر الناظرين، حلبية تمتد أحماضها النووية إلى بلاد ما بين النهرين، إلا أن لهجتها تفوق لهجة (عشمانة بت عوضين)، وأيضا رزقه الله منها الذرية، وهناك عاش عيشة رضية ، و نسِىَ أو تناسَى زوجته الأوّلانية، إلى أن وافتْه المَنِيّة بعد عمر طويل ومديد، وتفرق نسله بين السافل والصعيد، فمنهم القروي ومنهم من هاجر ومنهم الأمدرماني، وحدَثَ أن أبن أخيه (أبو العز ) الشيوعي العلماني، بعد الخلاف في قسمة إرْث المال والمباني ، قال ذات فورة غضب وهو يضرب كفا بكف العجب : كلو منو، مرّة حلب ومرّة عرب. وحذّرَ الوارثين من سوء المنقلَب. وقد كان. وجاء في الأثر نقلا عن الفصيح ( الباتع سِرُّو ) : ( كلُّ ضب يدخل جُحْرُو ) ... إلا أن تلميذه الأديب قال أن أصل المثل : ( كل قرد يطلع شدرتو ) ... وبكل حسن نية، تساءل أحد المستجدين ( في عفوية): أليس هذا يندرج تحت : ( العرجا لِمُراحا ؟؟؟؟ ) فقال الملأ من ذوي الخبرة بأسرار الزرائب : ( لقد ولّى زمن العرجاوات ... كل ذات أربع أظلافٍ سليمة فقط ) ... ثم أشار أحدهم إلى أُذّنه.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: المقامة السّرْدِية في أحوال البلاد والرعية (Re: ادريس خليفة علم الهدي)
|
هههههه يا للمقامات الرفيعة والأحوال البديعة والنظرات الفريدة والهبشات البعيدة والجدعات العنيدة
ههههه
والله متعة يا عمك متعة مافي بعد كدا
عليك الله ما تقيف
......
أكثر من نظرٍ أدارني باتجاهاته الشتى لكني غمزت لهن كلهن بطرفٍ خفي أن ابتهجي يا نفس ولا تبحثي دائماً في ما بين السطور ابتهجي فحسب لكنما لكنما ...
تحياتي، محبتي واحترامي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: المقامة السّرْدِية في أحوال البلاد والرعية (Re: عبداللطيف شريف على)
|
قلنا لـ( ود الناظر ) أن ما فات من سرد ما هي إلا المناظر ، وأن وأن ما سيأتي من حكاوي ، تصلح أن تكون من الغناوي. أما بعد : قال الشاعر الأُمِي ( سعد العطا في ضواحي أرقو ..رحمه الله حيا و ميتا ) : لو كنت بعرف القراية و الكتابة ، كنت كتبت ليكم في ضهر سحلية جارية وبالليل في ضو البرق .. أهناك فصاحة ومبالغة أكثر من هذه الكلمات التي قالها .. ؟؟
أما الشاعر الجاهلي ( ميمون البكري ) والملقَّب بالأعشى .. مات سنة 7 هـ و لم يكن قد أسلم وأظن أن بعض شعرائنا في السودان ينتمون إليه ( جينيا ) إن كان الشعر يملك حمضا خاصا به في جسم الإنسان.. لأن معلقته المشهورة تقفز بنا من عهده الجاهلي إلى كل حقب السودان (قديمها وعهودها الوسيطة و حديثها و ربما مستقبل أيامها ) .. السودان .. في البدء كان الرحيل قدرا و مصيرا .. أنظروا إلى هذه الافتتاحية :
ودّع هريرة إن الركب مرتحل ... .............و هل تطيق وداعاً أيها الرجل
كل بيت في السودان فيه راحلين ركبانا و وحدانا.حتى ضاقت بنا أركان الدنيا الأربع ففقْنا سكان العالم أجمع. و لا يمر يوم دون وداع .. وخاصة هذه الايام... حيث إختلط حابل الرعية بنابل الحكام. و ما أكثر الرجال الذين لا يطيقون الوداع .. فالجرْسة حق مشاع ... لل... جــ بـــ ا ن والشجاع وكاذب من يتجلد يوم الوداع .. كاذب من قال أنه أستطاع حبْس دموعه ( انزلقت أم لم تنزلق ) و هل تطيقونه أيها الأشاوس كما قال الأعشى بحدسه السادس؟؟
***
يقول الأعشى : وقد غدوت إلى الحانوت يتبعني .......... شاوٍ مشلٌ شلولٌ شلشلٌ شول
الحانوت يعادل عندنا ( الإنداية ) .. حيث كانت أيامها مرفوعة الأعلام الحمراء دلالة على تدفق المريسة الشهباء ، بكل أنواعها والبقنية بماركاتها المختلفة .. والذبائح تعلق من عراقيبها .. و ( ريحة الشية) تطغى على كل رائحة .. وأظن أن هذه الطلاسم ( شاو مشل شلول شلشل شول ) هي الشية وتوابعها ( من لحم سنكيت وسيخ وفحم وهبابة وكانون وشطة وليمون ).. وقد نطقها الشاعر بهذا الشكل لأنها مصطلحات بين أصدقاءه وأكواد سر حتى لا يفهمها الناس أصحاب الشلاقة الذين يأتون للشرب كل يوم معهم (ملح ساكت ) دون أن يدفعوا الشيرنق Sharing.. مع إنو ال ( Bottle Night ) بدعة أبتدعها الرجل سيء السمعة أبو نواس ويقال أنها من إختراع عمر الخيام في بداية كتابة رباعياته..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: المقامة السّرْدِية في أحوال البلاد والرعية (Re: ابو جهينة)
|
ثم يقول الأعشى :
لا يستفيقون منها و هي راهنةٌ .......... إلا بهات و إن علوا و إن نهلوا
***
من هنا يتضح لنا أن الجماعة قد وصلوا إلى مرحلة من السكر بحيث صاروا يشربون ( حسادة ساكت وربما رشَفَ البعض الكأس وهي فارغة ) رغم أنهم وصلوا إلى مرحلة ( سكرة يني المشهورة في كتاب غينيس السوداني صفحة الكاتول ) ..
| |
|
|
|
|
|
|
|