(نص قاتم يمكنك الابتعاد عنه الآن، كما فعلت أنا مراراً.) ___________________ في ممرٍ معتمٍ لا عقل فيه لأن يدركَ شيئٌ ضدَه أو ربما ..... ....... صحتُ فيه: مماتي؟ ياالهي أين كنتَ وكيف تتركني مع تلك التي أسميتَها حياتي! يا لَروعي من مدى الحُلمِ لديها إنها الأحلامُ فوق تواتر الأحلامِ فوق تواتر الأحلام جثثُ الوهمِ الغريقةْ نازلٌ أنت إليها صاعدٌ أنت عليها وعلي ماذا تني؟ ليس لي من يُعلِمَني لم يُوفق ظالمٌ أو عالمْ عاشقٌ أو غاشمٌ أن يفك جزيءَ حلمٍ ليطلع منه على الناس بما يعدِلُ ما عندك، خِلّي، ها هنا مطلقٌ أنت ومزهوٌ بصمت الأبدية لا أحب الحُلم يخرج مني ليدخل في غطيط الغير أو منى إلى طفلٍ رضيعْ أو حتى و ض يعْ حريصٌ أنا (أكتب هذي بحيث يراها القادمون) أن يكون الحلمُ حلماً لنفسه بمعزلٍ عن كوننا نحن ضحاياه أو ضحايانا ، وأكثرْنا الرجاءْ!
مماتي جالسٌ أنت على كنزٍ، صديقي! فالناس مازالوا يولولون عند وداع صاحبهم ولا ينتظرون كي يلتمسوا بصيصاً من سعادته، تلك التي أغدقت أنت عليه منها توَ أخذه! أرأيت كيف يولَونها الأدبارَ كي يحكوا على نكهة قهوةْ أو ثرثرةٍ لرئيسِ تحريرٍ ما ثم تسخو أمتعةَ المعزين الكرماءْ بما يطيب من الشواءْ! إنهم أهلُ الحياةْ! أليسوا؟ بئسَ هم أهلُ الحياةّْ
يا مماتي هل هناك جديدٌ بعد إغفاءٍ أبيدْ؟ من يحوّلني على ظهري أو صفحتي اليمنى ريثما تفنى حروب الكونِ أو ترعدُ في درب التبانةِ اصواتُ المغنين الطغاةْ باناشيدَ من الزهو العدمي؟ ثم هذا الظلام— لا تقل لي إنه ليس سوى غيبةُ الضوءِ هذه شوكولاتا بائسةْ! ولا يليق بك اللجوء لفيزياء العهود البائدة! و.... حدثني عن ذلك الظلام! هل لازال ناشف الطباع؟ هل يمارس، بعدُ، حبَ الدمِ وتباريحَ النهشِ وأخلاقَ السباعْ؟ هل هو زومبي؟ كي أكون! أم دراكولا بكامل وجدِهِ الوطواط؟ أم مزيجٌ من (حكاوي) الصهريجِ* على طرفِ النيلْ وقهقهة الدرويش على طبلِ الموتى بحمد النيلْ** !
مماتي يا حبيبي في (الحياة) القادمة ابذلِ الآن مصيري! وتغمدَني بسُكنى محكمةَ الصمتِ لست أطمع أن تحوّلني لطاقةْ ربما كنتَ على أمرِ تقشفْ أو كما أوردتَ في متن كتاب الآبدين لست أبغي أن أكونَ صغيرَ المُنظرَين أو سيدَ شهداءِ المجرةْ لست أبغي!
أتدري يا حياتي جئتك الزاهدُ في غير سكونِك فتقبلني بشيئ من ذهابِ الخُيلاءِ. أوَ تدري كيف أعني تقبلني بشيئ من ذهابِ الخيلاء!
----------------------- * صهريج بيت المال. مكان في أم درمان. يقال إنه مسكون. ** مكان آخر في أم درمان. كنا نعبث فيه على طبل الدراويش تحت سمع وبصر الموتى، ننسى أنه مقبرة.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة