محمد أحمد محجوب شلال : الفائز بذهبية بكين للإختراع
رماة الحدق - حوار : نبوية سرالختم صالح
كان منذ صغره يفكك الأجهزة الإلكترونية ويعيد تركيبها رغم أنه كان يفشل فى إعادتها الى سابق عهدها لم يتوقف وظل على حبه لهذه الهواية مخلصا لها أمه أحلام كان يزعجها جدا تعطيله للأجهزة لكنها لم تقف حائلا بينه وبين ما يهوى هكذا تدرج فى عشقه للإلكترونيات حتى جاءت مرحلة الإختيار .أقنع والدته بمن سيرتبط بها مصيره كانت تريد له دراسة الطب واختار هو المحبوبة فتم التوافق وسارت المركب وكل يوم يحدث نفسه ببراءة الاختراع وظل يحدث من أجل الحلم القديم الذي لم يفارقه لحظة ودنا الحلم إلى الواقع واقترب وأصبح واقعا من خلال مشروع التخرج الذي أعده مع عدد من الزملاء هم ياسر عثمان ،محمد سعيد ،مبشر جلال وحقق النجاح بامتياز .. مشروع مضمونه يتحدث عن ماكينة إعداد كراسات الشهادة السودانية للتصحيح نوقش هذا المشروع تحت سقف جامعة النيلين كلية الهندسة الإلكترونية التى أحبها وفاز المشروع بالأفضلية فى تلك السنة .. حكاية الإبداع ومشوار الإختراع ..المشروع الحلم الذى إجتاز إخفاقات السياسة والتربع فى ذيل قائمة الدول التى يطلق عليها دول العالم الثالث ليأتى بتفوق عقلى يحسب لصالح السودان ويضعه في المرتبة الأولى محرزا الميدالية الذهبية في مسابقة تبارى فيها مع علماء ومخترعين قدموا من دول متقدمة وتتوفر فيها كل الظروف والعوامل التي تهئ بيئة البحث والاختراع العلمي. محمد أحمد محجوب شلالى شاب لم يتجاوز العقد الثالث من عمره إلتقته الصحافة فى حوار الإنجاز كأول حوار تجريه صحيفة سودانية فإلى مضابط الحوار :
* في البداية حدثنا عن علاقتك بالإلكترونيات متى بدأت ؟
- بدأت العلاقة منذ الصغر كنت أهوى فتح الأجهزة الكهربائية فى محاولة لإكتشافها وكثيرا ما كنت أتسبب فى تعطلها وكان الجميع يتضايق من سلوكى هذا، شيئاً فشيئا حتى أصبحت قادرا على فتح وإغلاق الأجهزة دون أى أعطال. هذا الشغف بالأجهزة الالكترونية قادني مستقبلا في مشواري الدراسي إلى اختيار كلية الهندسة الإلكترونية.
* ألم تتدخل الأسرة فى اختيارك هذا بمعنى ألم تكن هنالك رغبات للوالد أو الوالدة تتعارض مع هذه الرغبة ؟
- لم تتعارض رغبتى مع رغبة الأسرة فهى عززت من إختيارى وساعدتنى كثيرا فى تحقيق ما أطمح إليه فكما هو معروف ان مجال الهندسة مرغوب لدى الأسر السودانية كما الطب فالأسرة كما هو معلوم لها دور كبير فى صقل المواهب وإكتشافها وأحيانا توجيهها ولكن يتطلب الامر جهدا كبيرا وأساليب متعددة ولاينفع بتاتا إجبار الابناء على إنتهاج تخصص معين فلابد ان يأتى هذا المجال متوافقا مع ميوله ورغباته وأعتقد أنني كنت محظوظا في هذا لأن أسرتي احترمت رغبتي واختياري بل هي كما أسلفت شجعتني.
*الفوز بجائزة ذهبية على مستوى العالم ليس بالأمر السهل حدثنا عن الإختراع الذهبى والفكرة التى يقوم عليها ؟
- الاختراع عبارة عن ماكينة إعداد كراسات الشهادة السودانية للتصحيح والإسم السودانى لها هو : ماكينة وبرامج حاسوبية ، يخدم عدة قطاعات إبتداء بقطاع التعليم بزيادة عامل السرية والنزاهة فى مراحل عملية التصحيح تصل سرعتها الى 7 الف و200 كراسة فى الساعة ويمكن أن تزيد إلى عشرة ألف كراسة وهذا يظهر ميزتها فى إختصار الوقت بجانب ذلك لها ميزة فى إختصار الجهد فهى تحتاج إلى عامل واحد لتشغيلها والإشراف عليها كما أنها لاتحتاج إلى صيانة وتعمل بمواد خام بسيطة تتمثل فى الحبر الإلكترونى وطاقة كهربائية منخفضة مما يقلل التكلفة التشغيلية للعملية برمتها مقارنة مع الطريقة اليدوية المعمول بها حاليا لنسبة تصل إلى 80 %.
* ماهى القطاعات الأخرى التى من الممكن تستفيد من هذا الاختراع؟
- ممكن أن تستخدم فى عملية فرز الأصوات فى الإنتخابات وكذلك فرز العطاءات والاستبيانات وإستطلاعات الرأى العام وكل مجال يتطلب فى عمله قدرا من السرية والتشفير فى المعلومات
* حسنا ما هي مكونات الجهاز ؟
- مكوناتها عبارة عن محركات موتورات كهربائية ومجموعة من الحساسات ونظام حاسوبى يسهل ربطها بالشبكات بمختلف انواعها تقوم بالعمل من خلال اربع مراحل تبدأ بإدخال الكراسة إلى نظام نقل بواسطة سيور ، فى المرحلة الثانية تتم طباعة الشفرة السرية بتقنية حديثة تسمى and#1026; الباركود and#1026; بواسطة بخاخات حبر إلكترونية ، وفى المرحلة الثالثة يتم قطع وإزالة البيانات من الكراسة بواسطة قاطع حديدى ويتم حفظ الجزء المقطوع فى صندوق خاص لتذهب باقى الكراسة وتجمع فى طاولة يمكن تصحيحها لتكون خالية من أية معلومات تتعلق بالطالب .
* الحديث عن برامج حاسوبية فى التصميم يتطلب بالضرورة وجود نظام حماية للمعلومات يمنع من إختراقها ؟
- بالنسبة للنظام فإنه يعتمد على أنظمة حاسوبية كما أن الشفرة المستخدمة لايمكن قراءتها الا بواسطة أجهزة معينة يصعب الحصول عليها بجانب ذلك هنالك برامج للحماية المزدوجة داخل التصميم .
*هل تمكنت من تنفيذ الاختراع على أرض الواقع فى شكل أجهزة محسوسة يمكن الوقوف عليها ؟
- الجهاز غير منفذ حاليا ولكن كل ماتم كان عبارة عن محاكاة أى تمثيلية بواسطة برامج الحاسوب لكل مكونات الماكينة ، وادت الى نتائج مشابهة للواقع بنسبة كبيرة ومن المعلوم أن المحاكاة هى أول مرحلة فى التنفيذ الواقعى والتى غالبا ماتستغرق 70 % من زمن التصميم ، وبذلك تكون الماكينة فى مراحل متقدمة للتشغيل أو التنفيذ .
* هل تتوفر مكونات صناعتها وتركيبها بالشكل المطلوب لدينا فى السودان ؟
- بالنسبة لنا فى السودان فإن 60 % من مكوناتها يمكن أن تصنع فى السودان و40 % منها عبارة عن مواد ذات حساسية عالية لذلك لابد من إستيرادها من الخارج ولكن هذا لايمنع إذا توفرت الإمكانيات بأن تصنع جميع المكونات محليا .
* وماذا عن الجدوى الإقتصادية للماكينة؟
- إقتصاديا تكلفة إنشاء وحدة واحدة فى حدود 150 ألف جنيه سودانى يمكن أن تتقلص بتنفيذ عدد كبير من الوحدات ، كما أن الجهد والتكاليف التي يوفرها الجهاز حال تنفيذه لا يقارن بهذه التكلفة ويمكن أن تسترجع الماكينة رأس المال في دورة أقل من عامين ، وهذا من المنظور الإقتصادى يعد أمرا نادرا إذ أن معظم المشاريع تتطلب مابين 5 إلى 10 أعوام لإستعادة رأس المال وبذلك تكون الماكينة ذات جدوى إقتصادية كبيرة كما أنها تساهم فى خفض التكلفة التشغيلية وبذلك فإنها تخدم الإقتصاد الكلى للدولة فإذا توفرت هذه المواد يمكن أن تصنع منها الكثير من الوحدات وتستخدم على نطاق واسع بالمدارس والجامعات وكذلك لأغراض الإحصاء البسيط .
* من أين جاءت فكرة هذا الإختراع بعد أن وقفنا عليه ؟
- الفكرة بدأت فى جامعة النيلين ونحن نستعد لإعداد مشروع التخرج في كلية الهندسة الإلكترونية فى العام 2004 وكان المشروع إقتراح من أستاذ بالجامعة وهو دكتور أبوبكر الصديق ميرغنى ، وهو متخصص فى مجال الحاسوب والإلكترونيات قدم المقترح بواسطة 4 طلاب بمن فيهم المخترع وثلاثة آخرين هم ياسر عثمان ، ومحمد سعيد ، ومبشر جلال ، حصل المشروع على تقدير إمتياز كأفضل مشروع تخرج فى ذلك العام.
* هذا يعنى أن الطريق الى بكين والفوز بالذهبية إستغرق 4 سنوات حدثنا عن هذا المشوار ؟
- بعد حصولنا على إمتياز المشروع من الجامعة تمت إجازته من قبل مطابع العملة والحصول على براءة إختراع في العام 2005 وفى نفس العام شارك فى الملتقى الأول لطلاب الهندسة والحاسوب بقاعة الصداقة والذى نظمته هيئة رعاية الإبداع العلمى وفى عام 2007 تم تطوير الماكينة وتأهيلها للمشاركة فى المعرض الدولى الأول للإختراعات فى الشرق الأوسط والذى أقيم فى دولة الكويت وتحصل على الميدالية الفضية ، وتم بعدها الترشيح لنهائى المسابقة الدولية للإختراعات المنفذة بواسطة الحاسوب والتى أقيمت فعالياتها فى دولة الصين ليتحقق الإنجاز الكبير بحصول السودان على الميدالية الذهبية فى منافسة شارك فيها متسابقون من 86 دولة بالإضافة إلى الصين بمايقارب 300 إختراع
* حدثنا عن فعاليات الإحتفال الختامى وكيف كانت مشاركة السودان ؟
- شملت الفعاليات الإحتفال بالعيد الأربعين للإتحاد الدولى للمخترعين ، والجمعية العامة التى شارك فيها السودان بوفد من الإتحاد السودانى للمخترعين برئاسة البروفيسور محمد الامير السنهورى رئيس الإتحاد كما اقيم مؤتمر بعنوان المستقبل شاركت فيه جميع الدول وكان للسودان حضور متميز حيث أشاد ممثل المنظمة العالمية للملكية الفكرية بإختراع السودان الامر الذى شجع الحاضرين وشوقهم لزيارة الجناح لرؤية الإبتكار السودانى .
* هل توقعت الفوز بالذهبية ؟
- فى البداية وقبل السفر كان أقصى مانطمح إليه هو المشاركة الفاعلة لكن لم أتوقع أبدا أن أحصل على الذهبية لان المشاركات كانت قوية والمنافسة كبيره لعدد كبير من الإختراعات ولكن بفضل الله وتوفيقه وجهود السادة أعضاء الوفد تحصلنا على النجاح، وأنتهز الفرصة واشكر بنك السودان الراعى الرسمى للمخترعين والذى كان خير معين لنا فى الفعاليات
* ماذا تمثل لك هذه الجائزة ؟
- ماتمثله لى هذه الجائزة يمكن أن اختصره فى بعدين فى البعد العالمى تمكنا من عكس صورة طيبة ومشرقة جدا عن السودان وفى البعد المحلى ستزيد من اهتمام الدولة بالمخترعين ورعايتهم، وبحمد الله من اللحظة الأولى من وصولى السودان بعد الفوز تلقيت وعودا بالتمويل وتنفيذ المشروع وغيره من الإختراعات المحلية كما ان مثل هذه الإختراعات تسلط الضوء على إمكانيات العقول السودانية وتزيد من الروح المعنوية للمخترع السودانى وترفع ثقته بنفسه وهذا يشجعنا على تطوير مخترعاتنا والمضى قدما لتنفيذها على أرض الواقع .
* علمت قبل الحوار أنك تحصلت قبل ستة أشهر تقريبا على عضوية إتحاد المخترعين هذا يجعلنا نسألك من واقع قربك من الإتحاد عن مايحتاجه هذا الإتحاد ليبرز المزيد من الإبداعات ؟
- الإتحاد يحتاج الى الدعم المادى وحتى الآن ليس لديه مقر دائم كما يعتمد فى ميزانيته على الأفراد وبعض الدعم الحكومى والذى بدأ مؤخرا ويعد الفوز الأخير الذى حققه السودان مدعاة للاهتمام أكثر بالمخترعين وانا أعتبرها الخطوة الأولى ونتوقع المزيد ومن هنا أشكر كل من ساهم فى هذا الإنجاز أسرتى الصغيرة وكلية الهندسة جامعة النيلين وهيئة الإبداع العلمى واتحاد المخترعين السودانيين وبنك السودان وحكومة السودان ممثلة فى وزارة الثقافة والشباب والرياضة التى إحتفت بالحدث ووعدت بالكثير فى سبيل تطبيقه على أرض الواقع .
........................................................... يقول ( تلبس ) المدهش فى الأمر من أبناء المغتربين نواة العلم بالمملكة العربية السعودبة أدام الله عزها
قال شتو قال ( شهادة عربية ) قال !!
الله غالب يمهل ولا يهمل ونعم بالله
(عدل بواسطة ادم الهلباوى on 04-06-2014, 05:22 AM) (عدل بواسطة ادم الهلباوى on 04-06-2014, 05:26 AM)
04-06-2014, 06:34 AM
ادم الهلباوى ادم الهلباوى
تاريخ التسجيل: 06-27-2004
مجموع المشاركات: 9291
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
ادم الهلباوى
عبد الله شم
شهاب الفاتح عثمان
Mandingoo
ذواليد سليمان مصطفى
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست