محمد ابراهيم نقد : صفحات من سيرة الشمولية السودانية ..

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-05-2024, 10:13 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2014م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-02-2014, 01:02 PM

Abdel Aati
<aAbdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
محمد ابراهيم نقد : صفحات من سيرة الشمولية السودانية ..

    محمد ابراهيم نقد :صفحات من سيرة الشمولية السودانية

    (1)
    في ذكرى رحيل القيادي الستاليني محمد ابراهيم نقد يحاول البعض ان يجعل من فسيخ سيرة الرجل شربات، ونسوا ان نقد كان من مؤسسي الشمولية السودانية ، كلس ودمر الحزب الشيوعي وذهب به في طريق اليمين الرجعي ، شارك بالتواطؤ في اغلب انقلابات السودان وخصوصا انقلابي مايو 1969 ويوليو 1971 وغض النظر عن انقلاب الانقاذ وهو يعلم به ..مارس التسلط حين بقى في قيادة حزبه حتى بلغ ارذل العمر، ولم يسن سنة حسنة بالتنحي حتى حينما اصيب بالمرض، فكان احد ديناصورات السياسة السودانية وانانييها.
    كان الرجل لطيفا مع اعداء الشعب جلفا مع من هم اضعف منه، اساء للأموات ممن قدموا لحزبه ولشعب السودان، مثل شيبون وخضر نصر ووصفهم بالجنون .لم يكن الرجل امينا حتى مع سلفه حين اخفي اوراق عبد الخالق محجوب الاخيرة فتآمر بذلك على التاريخ وحق الناس في المعرفة .
    كان الرجل مستهزئا متعاملا بخفة مع القضايا الوطنية ويتضح ذلك في حديثه القبيح عن قضية حلايب المحتلة وعن الجنوب الذي تحدث باحتقار عنه وعن طموحاته . كان الرجل ممثلا للثقافة العروبية - الاسلاموية بلا منازع رغم شيوعيته المزعومة .

    (2)
    والشمولية السودانية أسستها الاحزاب العقائدية وعلى رأسها الحزب الشيوعي والاخوان المسلمين بتفرعاتهم المختلفة والعروبيين من ناصريين وبعثيين، كما كان لحزب الامة دور كبير في تأسيسها. نشرت هذه الاحزاب في مجملها ايدلوجيات معادية للديمقراطية مرات باسم الطبقة ومرات باسم الدين ومرات باسم القومية. سمت هذه الاحزاب انفسها بالأحزاب الطليعية والرسالية، ودعت الى ديكتاتوريات الطبقة العاملة او الاغلبية المسلمة الخ . نشرت ما يسمي باقكار الديمقراطية الجديدة او الاسلامية والتي كانت في تضاد بل وصراع مع افكار الديمقراطية الليبرالية ، بل تآمرت على الديمقراطية ونظمت ودعمت الانقلابات العسكرية الناجحة والفاشلة، ونشرت اساليب العنف السياسي واغتيال الشخصية والقيادة الابدية وما بدلت تبديلا.
    بالنسبة للحزب الشيوعي فله دور كبير وخاص في ذلك، باعتباره من اول احزاب الشمولية السودانية ومن ناشرة الايدلوجية الشيوعية وهي ايدلوجية شمولية بامتياز ، بل هي من الشموليات الكبرى في القرن العشرين . دخل ذلك الحزب في مختلف الانقلابات العسكرية، وكان اول من جند ضباطا في الجيش لهذا الغرض ، حيث انشا تنظيما شيوعيا سريا للضباط ، يقول محمد محجوب عثمان في توثيق هذا النشاط "يعود تاريخ النشأة الحقيقية وعملية التأسيس إلى ما قبل الاستقلال السياسي للسودان بداية عام 1954 ، وما صحب هذا من زخم وانفتاح ديمقراطي نسبى ، أتاح الفرصة لعناصر متفتحة من الحركة الطلابية لولوج المؤسسة العسكرية . " إلى أن يقول " وفى تلك الظروف تفتحت الفرص أمام مجموعات من الطلاب ذوى الميول الديمقراطية و آخرين من أعضاء الحزب –رابطة الطلبة الشيوعيين – للدخول للكلية الحربية والتخرج منها كضباط صغار في الجيش . ولقد شكل ذلك النواة الأولى لتنظيم الضباط الشيوعيين " .( كتاب كتاب الجيش والسياسة في السودان ) كما يكتب محمد سعيد القدال " وكان الحزب الشيوعي قد بدأ منذ الخمسينات في إقامة تنظيم داخل الجيش تحت إشراف عبد الخالق مباشرة " –كتاب معالم من تاريخ الحزب الشيوعي السوداني صفحة 211-.
    وقد انخرط الشيوعيون الانقلابات العسكرية وفتحوا شهية غيرهم لها ، وفي هذا يقول مؤرخ الحزب الدكتور محمد سعيد القدال:"وكان للحزب الشيوعي دور في كل المحاولات الانقلابية التي تمت ، والتي انتهت بالفشل وبالإعدام والسجن والتشريد للعناصر الوطنية في الجيش " ( المرجع السابق)
    وكان للحزب الشيوعي دور كبير في الهجوم على الديمقراطية بالمقابل، وفي اشاعة العقلية الانقلابية ، وفي تنظيم الانقلابات من بعد ، وفي السكوت عنها. في كل هذا كان لمحمد ابراهيم نقد القدح المعلي، والدور الكبير. (لمزيد من التفاصيل راجع مقالنا التالي http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=4768)

    (3)
    ويقال ان محمد ابراهيم نقد الذي تستر على انقلاب مايو وشارك بنصيب الاسد في انقلاب 19 يوليو 1971، بل كان من مدبريه وفقا لشهادة الاستاذة فاطمة احمد إبراهيم، قد علم بانقلاب الانقاذ بكل تفاصيله ، ولم يفعل شيئا غير ان يبلغ الحزب الحاكم حينها ، الفاشل رئيسه والضعيف، فكأنه بذلك ساهم في نجاح ذلك الانقلاب. وفي هذا يقول الاستاذ الخاتم عدلان : ((و لكن النقطة الأكثر تدنيا في مسيرة الحزب الشيوعي السوداني تمثلت في فشله الذريع في التصدي لإنقلاب الجبهة الإسلامية القومية في يونيو 1989، فقد توفرت لقيادة الحزب معلومات موثوقة حول التخطيط للإنقلاب، و الأسلحة التي سينطلق منها، و بعض أسماء قادته، و توقيته على وجه التقريب، توفرت هذه المعلومات الخطيرة لقيادة الحزب الشيوعي فلم تعلن حالة الطوارئ داخل صفوف الحزب، لم تدعو هيئاته و فروعه للإجتماعات الطارئة، لم تطرح أمامها كل المعلومات المتوفرة لديها حول الإنقلاب، لم تطرح عليها الخطط المحددة لمواجهته و هزيمته، لم تعلن التعبئة العامة في الشارع السياسي، لم تبصر الشعب بالخطر الداهم و كيفية مواجهته، لم تدع التجمع الوطني و تخاطبه على أعلى المستويات، لم تضع الجميع أمام مسئولياتهم المنصوص عليها في ميثاق الدفاع عن الديمقراطية.
    لم تفعل قيادة الحزب شيئا من ذلك، مع إنها لو فعلت لتمكنت من سحق الإنقلاب في مهده، لأن سحق الإنقلابات لا يحتاج إلى قوة عسكرية مكافئة بل يحتاج إلى إلغاء الشرط الأساسي لنجاحه و هو السرية.و بدلا من ذلك اختارت قيادة الحزب أسلوبا أمنته بطول الممارسة، هو أسلوب "البلاغات" العادية التي نقلتها إلى مدير الاستخبارات وإلى وزير واحد في الحكومة. و فعلت ذلك و هي تتوهم أنها تمارس نوعا من السياسة العليا، لا تكشف أسرارها لرجرجة الحزب و دهماء الشعب. إن قيادة الحزب بمسلكها هذا مسئولة أكثر ممن عداها عن نجاح الإنقلاب، بحكم دقة معلوماتها، و بحكم إستبانتها للخطر الماحق الذي تمثله الجبهة الإسلامية على حزبها بالذات. ))
    المرجع : استقالة الراحل الخاتم عدلان و رفاقه من الحزب الشيوعي السوداني!!! -
    ويمكن لمن اراد ان يسمعها من فم الخاتم نفسه ، وقد عاش الخاتم بعد ذلك عشرة سنوات ، ونقد 15 سنة ، لم ينفي فيها نقد ولا الحزب الشيوعي هذه المعلومات ولم يرد على ذلك التحليل http://www.youtube.com/watch?v=85MxM3pSgEc
                  

04-02-2014, 01:04 PM

Abdel Aati
<aAbdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمد ابراهيم نقد : صفحات من سيرة الشمولية السودانية .. (Re: Abdel Aati)

    (4)
    ويبدو ان نقد قد ندم على ادواره تلك؛ او خاف. في مقال د. عبد السلام نور الدين التقديسي عن الرجل والموسوم (قد ذهب في غيبة كبري ذلك الفذ في تجليات الظهور والخفاء)، والذي قد نأتي لنقده في مناسبة اخرى، لفتتني هذه النقطة : ((حينما تولى التنظيم العسكري (وقد هدد محمد ابراهيم نقد قبل انقلاب 19 يوليو بحله) مسئؤولية ما أطلق عليها تحرير عبد الخالق محجوب من محبسه في السجن العسكري بالشجرة، قدم الأخير عنقه، ثمناً لذلك الغياب والقرار))
    وقد حل نقد ذلك التنظيم فيما بعد ؛ خوفا وفرقا من مصير عبد الخالق محجوب كما يزعم البعض؛ او خلطا في التحليل وانتقال من النقيض للنقيض. ولا غرابة . يحكي الخاتم عدلان في مذكرات سجلتها له الصديقة ماجدة نوري في 1995 كيف انه لما صعد لسكرتارية اللجنة المركزية وكان الحزب الشيوعي مطاردا وفي نفس الوقت يتحدث عن رد الصاع صاعين، انه تسلم مسؤلية الاشراف على الجناح العسكري سياسيا ، ولذلك طلب مرارا اللقاء مع مسئول ذلك الجناح ولكن كانت هناك مماطلات ..في النهاية توفق بلقاء الرجل والذي اتضح انه ضابط صف، وقد سأله الخاتم: كيف الوضع ؟ فرد الرجل وضع شنو ؟ اعاد سؤاله عن وضع الجناح العسكري وكم فيه من ضباط وضباط صف ؟ اجاب الرجل مستغربا انه ليس هناك جناح عسكري ، وان مهمته كانت تتمثل في حل هذا الجناح وتفكيكه ، باوامر مباشرة من محمد ابراهيم نقد ، وذلك حتى لا يقوم هذ الجناح بانقلاب اخر .
    قال الخاتم انه لم ينم الليل في ذلك اليوم ، وقال انه لما سمع تصريحا اخر لقيادي في الحزب الشيوعي انهم مستعدون لحرب المدن ، عرف ان الرجل يكذب بوقاحة ..

    من نافل القول التأكيد اني لا اعتقد انه على الاحزاب السياسية اقامة اجنحة عسكرية ، ولكن ما دامت قد اقامتها فليتم حلها بقرارات تنظيمية من الهيئات القيادية وليس قرارا فرديا من احد، وليتم تقييم سياسي للامر وليس ان يكون الامر خوفا وفرقا ، كما يمكن ان نستصحب فكرة السيد عبد الرحمن بركات والتي قال فيها انه كان يمكن تغيير العقيدة العسكرية لذلك التنظيم بأن لا يلجأ للانقلابات ولكن ان يحمي الديمقراطية والنظام الدستوري .
    الغريبة انه حتى بعد ذاك دخل الحزب الشيوعي في مغامرات عسكرية وبدأ في ارسال شباب للتدريب العسكري لموسكو في فترة الديمقراطية الثالثة ( هناك وثيقة عن ذلك من ارشيف الحزب الشيوعي السوفيتي) ، كما ارسل بعد هذا الانقلاب مجموعة تدربت في لبنان عند منظمة العمل الشيوعي ، وانضمت للقيادة الشرعية ودخلت في مغامرات عسكرية كانت ستكون وخيمة العواقب عليهم وعلى مستقبل النضال الديمقراطي لو نجحت .

    (5)
    ومن المغالطات المشهودة في حياة الرجل منصبه في قيادة الحزب الشيوعي، والاستهبال المصاحب لذلك . فقد انتخب نقد سكرتيرا سياسيا للجنة المركزية في 1971 بعد اعدام عبد الخالق ورفاقه، وليس سكرتيرا عاما ،ولكن كان الشيوعيون يسمونه بالسكرتير العام وكان يقبل هذا اللقب ، وطوال فترة الديمقراطية الثالثة وما بعدها كاان يوصف في جريدة الميدان بالسكرتير العام دون وجه حق وكان موافقا على ذلك؛ و لم يصحح المعلومة الا بعد ان انتشرت المعلومات التي نقلها الاستاذ بشرى الصائم والاستاذ محمد علي خوجلي وآخرون عن الشهيد خضر نصر ي اوردوا فيها معلومة ان انتخابه كان سكرتيرا سياسيا وليس سكرتيرا عاما ، وبعدها بدأ نقد يقول انه ليس هناك سكرتير عام في الحزب الشيوعي ، وفي هذه فهو كان يكذب فقد كان عبد الخالق محجوب سكرتيرا عاما، كما ان منصب السكرتير العام موجود في كل الاحزاب الشيوعية .. نقد لم يجد في نفسه الجرأة والشجاعة الكافية ليعترف بصحة معلومات اساتذتنا محمد علي خوجلي وبشرى الصايم ( ومن خلفهما الشهيد خضر نصر ) ، وفي نفس الوقت كان ذكيا كفاية ليتنصل من المسألة بالقول لاحقا في حالة اتضاحها انه انكر ان يكون سكرتيرا عاما وأنه مجرد سكرتير سياسي ، وهذا هو ما يسمى بالاستهبال السياسي .
    طبعا في المؤتمر الاخير وما بعده اصر نقد على الشيوعيين المغيبين (اللجنة المركزية) ان ان يكون المنصب سكرتيرا سياسيا، ووافق هؤلاء دون ان يعرفوا السبب ، واذا عرف السبب بطل العجب .. لمزيد من التفاصيل عن هذا الأمر وعن ظروف انتخاب محمد ابراهيم نقد سكرتيرا سياسيا في 1971 وما لحق بمخالفيه من بعد راجع مقال الاستاذ بشرى الصائم مصطفى بعنوان (الشهيد خضر نصر والمؤتمر الخامس للحزب الشيوعي السوداني).

    (6)
    في موضوع تصريحات نقد المخزية عن حلايب واخفاءه لرسالة عبد الخالق محجوب الاخيرة فقد سودنا الصفحات ويمكن لمن يريد ان يبحث في مواقع الانترنت عن الامرين؛ حتى نوثق كل ذلك في مقال منفصل يوما ما . عموما فقد قلت مؤخرا انني لا اريد ان اخوّن نقد وقد انتقل من عالمنا ولم يعد فاعلا، ولكن موقفه من قضية حلايب مريب ولا يتفق مع المصلحة الوطنية العليا، وهو جزء من موقف شيوعي متساهل من القضية منذ الخمسينات ، وموقفه لا يزال يؤثر على موقف الشيوعيين ويقعد بهم ، وقد يستغله المصريون ضدنا، ونحن لا نقبل بهذا ابدا ، لأنه يهدد السيادة الوطنية ببساطة .. لذلك اذا لم نرد التخوين وردود الفعل فليكف الناس عن محاولات التقديس الفارغة وصناعة الاصنام الخاوية، لان كل فعل له رد فعل .

    (عدل بواسطة Abdel Aati on 04-02-2014, 01:13 PM)

                  

04-02-2014, 01:06 PM

Abdel Aati
<aAbdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمد ابراهيم نقد : صفحات من سيرة الشمولية السودانية .. (Re: Abdel Aati)

    (7)
    اما في مسألة القيادة الابدية والتسلط ، فأقول اني شخصيا عاتب على الراحل العظيم الخاتم عدلان رغم موقعه في قلبي انه لم يتخل عن قيادة حركة حق في حياته، وخصوصا بعد مرضه ، وكان بذلك سيسن سنة حسنة ، رغم انه ترأس الحركة لعشر سنوات فقط ، بينما ترأس نقد حزبه لاكثر من 40 عاما ، ولن يمنعني حبي واحترامي للخاتم العظيم من ان اسجل ان هذه كانت واحدة من سلبياته واخطائه . وقد يسألني سائل ما بالي ااتي لهذه المسألة والرجل قد مات ، وأقول لهم ان الرجل مات ولكن تجربته لم تمت ، وانما تعيد انتاج نفسها وتتناسل في غيرها، و مثلنا السوداني يقول: الحفلن خلوهن اقرعوا الواقفات .. لماذا يصر العجائز على ان يقودوا احزابنا مع هرمهم ومرضهم ؟؟ لماذا اختار الحزب الشيوعي عجوزا في السبعين ليخلف نقد في مجتمع 60% منه هم دون الثلاثين ؟؟ ذلك لأن نقد خط لهم سنة سيئة، هي الاستمرار في السلطة حتى بعد ان بلغ الثمانين ... هذا المنطق لا يجدي وكلام كبار العائلة هنا لا يفيد فنحن نناقش مستقبل وطن وليس قضايا اسرة او عائلة ..

    (8)
    ومعروف ان نقد قد توفي في لندن بعد ان ذهب لها للعلاج، وكان قد سافر من قبل لكوبا للعلاج او كاد . والسؤال هنا كم من الشيوعيين البسطاء المرضى ، ذُهب بهم الى لندن طلبا للعلاج ؟ انا شخصيا اعرف عددا من الشيوعيين ومن افراد أسرهم ممن ماتوا في ريعان شبابهم، ولم يُذهب بهم للقاهرة ، ناهيك عن لندن للعلاج ، فما بالك تاخذ رجلا بلغ الثمانين لتعالجه في لندن ؟؟؟ وهل للهرم علاج ؟؟
    لو ذهب نقد بامواله الخاصة او اموال اسرته فلا جناح في ذلك ، ولكن ان ذهب بأموال الحزب الشيوعي المجموعة من عضويته، فهذا انتهاك منه ومن القائمين على تلك الاموال لمبدأ تكافؤ الفرص والشفافية والمحاسبية في ادارة المال العام .
    وقد قال بعض الشيوعيون انهم قابلون لصرف اموالهم بهذا الشكل ، أي لعلاج نقد ، وقد قلت لهم انهم يمكن ان يتنازلوا عما يخصهم، ولكن الفرد لا يمكن ان يتنازل عن حق عام هو ملك للشعب ، خصوصا ان بعض اموال الحزب الشيوعي تأتي من المتعاطفين وليس الاعضاء فقط. مبدأ تكافؤ الفرص وعدم المحسوبية والتوزيع المنطقي للموارد الصغيرة هي من مبادئ الحق العام ، وهي ما يجب ان تحرص عليه الاحزاب، رغما عن عواطف عضويتها ، اذا ما اردنا بناء بديل معافي قائم على مبادئ الحقوق المتساوية والمحاسبية والعقلانية .
    الحزب الشيوعي السوفيتي صرف اموالا طائلة على علاج برجنيف وابقاءه على قيد الحياة ، بعد ان تجاوز الثمانين، وهي الاموال التي كان يمكن ان تعالج مئات ان لم نقل الاف من الشباب والاطفال المصابين بامراض خطيرة . الان علاج الدولة للبشير في الخارج يصب في نفس المجري السيء ، في وقت لا يجد فيه المواطن العادي الدواء في بلده، وهو أمر مرفوض تماما ...

    (9)
    وقد قال البعض ان خروج الالاف في تشييع نقد انما هو اعتراف بدوره الايجابي، وقد رددت ان الشعب السوداني مسكين يتيم يبحث عن بطل في وسط هذا الحطام العظيم ، وهو شعب مغيب عن المعلومات للاسف ، ويمارس الشيوعيون وغيرهم عليه تجهيلا ممنهجا، لخلق الاصنام . عموما كنا قد كتبنا صديقي عثمان محمد صالح وشخصي مقال عن الظاهرة في وقته بعنوان ((تأملات في مراسم تشييع السيّد محمد إبراهيم نقد )) فليرجع له من يريد .

    (10)
    وقد سأل السائل هل أرى للرجل فضلا ، و هل هدف لغير مصلحة هذا الوطن والشعب ، وأي فائدة جناها من الحياة بلا أسرة ولا ثروة ولا أبناء؟ وقد قلت اني لا ابخس الناس حقهم ، ,انه جاء في الاثر " ولا يجرمنكم شنان قوم الا تعدلوا" ، وانا احاول ان اتحرى العدالة ما وسعي ، ولكني للأسف لا اجد للرجل ايجابيات كثيرة بل اعتبره مثله مثل الترابي والصادق من الذين افسدوا الحياة السياسية السودانية ، ولو جمعت سيئاته الكثيرة مع حسناته القليلة المجهولة بالنسبة لي لمحقتها محقا .. بالقطع كتبه التوثيقية حول علاقات الرق وحول قضايا الارض لا باس بها ، ولكن كما يقول اهلنا القلم ما بيزيل بلم ولقد كتب الصادق اكثر منها وربما افضل ولكن ما الفائدة ؟؟
    واقول ان هدف الرجل ربما لم يكن المال ، ولكن هدفه كان السلطة ولو في حزب صغير ، والدليل انه لم يتخل عنها حتى بعد ان بلغ ارذل العمر وبعد ان نخره المرض ، وهو في هذا ساهم في السنة السيئة لأبدية القيادات .. وأنا شخصيا لا اعتبره زاهدا فقد عاش بشكل مرفه على حساب الفقراء ، وقد حكى بنفسه كيف ان طعامه الفواكه والخضروات وكيف تأتيه الكتب من مشارق الارض ومغاربها، فوق ان امراضه تعالج في لندن وغيرها .. ولكن حتى لو كان زاهدا فهذا لا يغير من الامر شيئا ، وقديما قال الشاعر : وقد صبرت عن لذة العيش أنفس * وما صبرت عن لذة النهي والأمر!!

    (11)
    فلترحمه السماء ان ارادت اما موقعه في تاريخ شعبنا السياسي فسلبي .

    عادل عبد العاطي
                  

04-02-2014, 01:18 PM

Abdel Aati
<aAbdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمد ابراهيم نقد : صفحات من سيرة الشمولية السودانية .. (Re: Abdel Aati)

    مقال كنا قد كتبناه عثمان محمد صالح وشخصي في غمار الهستيريا العظيمة التي سادت بعد وفاة هذا الشمولي السوداني

    Quote:
    تأملات في مراسم تشييع السيّد محمد إبراهيم نقد

    ليس من مهام هذا المقال دراسة سيرة محمد إبراهيم نقد؛ ولا تحليل تأثيره على الحياة السياسية في السودان. إن غاية ما يطمح إليه هو تحليل شلال الرثاء الذي إنفجر في موكب تشييع السيّد محمد إبراهيم نقد ، ثم فاض محتوياً سراديق العزاء التي نصبت له ؛ ثم طفح إلى الصحف السيّارة ومواقع حوارات السودانيين على الانترنت غامراً كل ذلك بعبرات مشبعة بأحاسيس اليتم والفاجعة وانكسار المِرق وتشتت الرصاص وانسداد أفق الحياة . كل شيء كان حاضراً في ذلك "الماراثون القومي" للرثاء بإستثناء الحس النقدي.

    القائد الخالد :

    جاءت المنيّة التي وافت السيّد محمد إبراهيم نقد في 22.03.2012 وهو في سدة الحزب الشيوعي السوداني مصداقاً لنبوءة أطلقها السيّد خالد المبارك حين اُستطلعَ رأيه بصحيفة "الرأي العام" السودانية في عددها الصادر بتاريخ 08.06.2004 . على سؤال عمّا إذا كان السيّد محمد إبراهيم نقد سيقود الحزب الشيوعي السوداني في المرحلة القادمة، أم أنه سيتنازل عن منصبه لشخصية قيادية جديدة ?. أجاب السيّد خالد المبارك بالآتي : " حسب تقاليد اليسار المعروفة والمحفوظة لا يتخلى نقد عن القيادة إلا محمولا إلى القبر مع أنه يوجد في الصف الثاني قادرين على قيادة الحزب في المرحلة القادمة لو أتيحت لهم الفرصة ".

    أطلقتْ هذه النبوءة قبل قرابة الخمسة أعوام من تاريخ انعقاد المؤتمر الخامس للحزب الشيوعي السوداني الذي أعاد إنتخاب السيّد م .ا. نقد سكرتيراً سياسياً للحزب، وكان وقتها في نهاية السبعين من العمر!.

    شلال الدموع وتشابه الوجوه :

    من بين فئات المشاركين في مراسم تشييع السيّد نقد تستوقف المتأمل ثلاث فئات :

    - تضم الفئة الأولى أعضاء عاديين في الحزب الشيوعي ذرفوا - للمفارقة - عبرات اليتامى على أحد أفراد الكادر الحزبي المتفرغ الذي إختطف حزبهم وغيّب صوتهم وكبّل إرادتهم لعقود ســــخّـــرهم لإنجاز مآثر الخيل في المثل الشعبي المعروف فيذهب الشكر كله والثناء لحمّاد !.

    - أما الفئة الثانية فتتشمل ممثلين لصفوة الحكم الإنقاذي وممثلين لأحزاب يمينية معارضة وقيادات طائفية وممثلين لطرق صوفية ؛ وهؤلاء ماجاءت مشاركتهم في مراسم التشييع إلا إعراباً عن تقدير مضمر للدور الذي لعبه السيّد نقد في تدجين الحزب الشيوعي السوداني وتحويله إلى خيال مآتة "يساري" لا يفزع أهل الجاه والسلطان؛ منخرط في تسييد العقلية الأبوية التي ترى في الزعيم قائداً للأبد حتى وهو يبلغ من العمر عتيا، بل وحتى وهو يُحمل من مقعد الزعامة إلى القبر . فلهؤلاء يجسّد محمد ابراهيم نقد المعادل اليساري لتغييب غمار الناس وتصفيدهم في محابس الأبوية : حزبية كانت أم طائفية!.

    - قوام الفئة الثالثة خليط من المثقفين اليساريين والطائفيين والخاتفين للونين؛ وشبيبة أرهقتها سلطة "الانقاذ" فظنت كل سراب بقيعة ماء؛ وثمة أيضاَ ناشدون للجديد ممن ضاع منهم الدرب وأصابهم عمى ألوان جعلهم يرون في من تربع على قمة هرم حزبه 40 عاما دون أن يفكر في التنحي رمزاً للديمقراطية والتحرر! . قد يكون تبجيل هذه الفئة الهجين للسيد نقد نكايةً في سلطة "الإنقاذ"؛ لكن ما يغيب عنها هو أن سلطة "الإنقاذ" هي الرابحة من مهرجان تبجيل "الأب اليساري" وهو يوسّد الثرى.

    هؤلاء لا يعنيهم السيّد نقد إلابما هو تجسيم للمواقف الرمادية ؛ ولايعنيهم أيضاً أيّ مصير سيؤول إليه الحزب الشيوعي السوداني طالما أن ما يقع فيه يعمل على ترسيخ القديم . غاية هؤلاء أن يجد الشيوعيون نُقدا جديدا يسير في الطريق القديم العقيم .
    في مراسم التشييع امتدح السيّد حسن الترابي الشيوعيين؛ وصلى السيد الصادق على روح الميت ؛ ونعاه أهل السلطة وآخرون كثر؛ ولم يتوانى أحد عن المشاركة في الماراثون القومي للرثاء ، حيث تمازجت الدموع واختلطت الوجوه فلم يعد يُعرف مَنْ مَنْ ، ففي قلب الدموع المتفجرة تصير جميع الوجوه سواء ، يصبح الشيوعي ختمياً ، ويصير نصير الترابي شيوعياً ، ويبدو منسوب "حق" أنصارياً . حينها حار البعض في التفسير، وأشار البعض في فخار: أنظروا! هذا هو السودان؛ ونسوا أن يضيفوا له نعت القديم .

    دلالات التشييع :

    بتشييع السيّد نقد إلى مثواه الأخير ، تكون طقوس الوداع قد أقيمت لمن دانت له الشياخة لأربعة عقود على أفراد طريقة يسارية أورادها الأدب السياسي الذي يتنزل عليها من لدن قيادة الحزب ، وللمدائح التي تؤديها استدعاء لأرواح الشهداء، وتمتيناً لأواصر التضامن بين الأحياء، لبوس شعر ثوري مغنّى .

    لمن فقد اليقين الديني القديم؛ دون ان يبلغ وعيا نقدياً جديداً؛ كان السيد نقد أبا خالداً. ليس ذلك المبجل في السماء البعيدة، بل هنا على الأرض , عندما مات ستالين إنتحر البعض لأن المستبد كان قد أضحى معياراً ومعنى لحياته المقموعة ، فقضى خشية العيش في عالم خاو مختل المعيار .

    بتشييع السيّد نقد يكون قد وورى الثرى "البرجوازي الصغير" المتفرغ لستين عاما لقيادة "حزب الطبقة العاملة "، أطعمه حزبه وسقاه ودبّر أمور دنياه من مأوى وطبابة وسفر من كدح الشغيلة الشيوعية الذين جفت لهات حاديهم فأصابتهم السكتة وفقدان الهوية والإتجاه ، وأمسى حضورهم وغيابهم سواء ، ليس على لسانهم ما يذيعونه غير بضع حكايات تليدة عن شهداء مضوا ، وعن زهد شيخ طريقتهم من أنه لا يملك من حطام الدنيا إلاّ ما يستر جسده ، وأنه وهب حياته للقضية التي فصل بسببها من الدراسة الجامعية على عهد الاستعمار ثم سُجن لمدة شهر ، وأنه غالب نداء الوظيفة في مطلع حياته مؤثراً عليها سكة التفرغ الحزبي .

    بتشييع السيد نقد وهو في سدة الحزب الشيوعي تجد الهياكل الطائفية في السودان مسوغاً يبرر خلود زعاماتها تواجه به منتقديها بأن هذا هو السودان؛ حيث يتحوّل القائد السياسي إلى أب مطاع لا راد لكلمته في جماعته ؛ وليس له بديل ؛ أيبدل الإنسان أبيه؟! . لهذا فليس من قبيل الصدفة تحوّل الشيوعيون عن وصف قادتهم بالرفيق أوالزميل إلى نعوت من شاكلة العم ومعادلها إذا تعلق الأمر بقائدة ؛ وهكذا إندحر مفهوم الحزب بوصفه اتحاداً طوعياً لمناضلين أحرار ؛ متساوين في الحقوق والواجبات؛ في تنظيم يحاسب قائده ويعاقبه بالفصل إذا عطّل العمل بدستور التنظيم وتربّع في منصبه القيادي لايزيحه منه إلا الموت !.

    عادل عبد العاطي ، عثمان محمد صالح
    31.03.2012


    تأملات في مراسم تشييع السيّد م. إ. نقد - عثمان م. صالح وعادل ع. العاطي
                  

04-02-2014, 01:33 PM

عمر عبد الله فضل المولى
<aعمر عبد الله فضل المولى
تاريخ التسجيل: 04-13-2009
مجموع المشاركات: 12113

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمد ابراهيم نقد : صفحات من سيرة الشمولية السودانية .. (Re: Abdel Aati)

    سلام يا اخ عادل

    التحية للراحل نقد لما قدمه للوطن والمواطن
                  

04-02-2014, 01:47 PM

Abdel Aati
<aAbdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمد ابراهيم نقد : صفحات من سيرة الشمولية السودانية .. (Re: عمر عبد الله فضل المولى)

    الاخ عمر تحياتي

    Quote: التحية للراحل نقد لما قدمه للوطن والمواطن
    امسك لهم ضرعا يحلبوه لك ( او لمن تحب) غدا
                  

04-02-2014, 01:57 PM

Abdel Aati
<aAbdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمد ابراهيم نقد : صفحات من سيرة الشمولية السودانية .. (Re: Abdel Aati)

    قتلني وأنكرني قاتلي

    وهو يلتف بردان في كفني

    وأنا من ؟!

    سوى رجل واقف خارج الزمن

    كلما زيفوا بطلاً

    قلت ..

    قلبي على وطني !!!!!!!




    الفيتوري
                  

04-02-2014, 08:33 PM

Abdel Aati
<aAbdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمد ابراهيم نقد : صفحات من سيرة الشمولية السودانية .. (Re: Abdel Aati)

    لا لصنع الاصنام
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de