|
في دار حميد بالحاج يوسف
|
حدث هدا في العام 2006 حيث سافرت للسودان لقضاء اجازة بين ربوع الاهل ... وحضور زواج شقيقي الاصغر ابو القاسم ...
في صبيحة احد ايام الجمعة كتبت نصاً مطولاً زكرت فيه حميد ... ومحي الدين فارس والفيتوري واللدين تربطني بهما وشائج لا اريد الافصاح عنها ... ولا يعرفها الا القليل من الزملاء هنا من ضمنهم المطرطش طارق ود جبرين الدي اخبرته مؤخراً ....
ما علينا كتبت دلك النص وعزمت ان اقراه على حميد ... وكنت اعرف انه يسكن الحاج يوسف حيث اقطن ... فقلت لقاسم اخوي وصديق عمره نادر من منكما يعرف منزل محمد الحسن سالم حميد ... فقال نادر انا ... فركبنا عربتي وتحركنا صوب المنزل ... حقيقة لقد دخنا السبع دوحات كما يقول اخوتنا المصريين حتى عثرنا على المنزل ...
بادرنا هاشا باشاً وكان معه قريب له ويبدو انهما كانا على وشك الخروج ... اد كانا يرتديان الجلباب الابيض والعمامه والمراكيب .... اجلسوتا تحت ظل شجرة نيم وارفة الظلال وتحتها مزيره .... ادكر اننا جلسنا في مقاعد بلاستيك وجلس حميد وقريبه على عنقريب بالقرب منا ....ارسلوا من احضر لنا الحاجه البارده من المتجر القريب ... وبعد ان احتسيت كوبي سالت حميد وانا يعتريني الخجل الشديد اد اردت تناول سفة صاعوط ... معليش يا استاد مضطر ان اسف في حضرتك ... فقال لي : ما عليك يا زول كلنا ناس تمبكه ....
قرات عليه النص الدي كنت احمله معي ... فاغرورقت عيناه بالدموع ... فقلت له : والله يا استاد انا ما زلت احبو في سكة الادب والشعر ...... فقال لي بتواضع العظماء : لا يا خوي انتا بتركض ركض ....
سالته عن سر علاقته بصلاح ادريس ... فقال لي صلاح مجرد صديق ...والدليل على دلك انني ما زلت اسكن في بيت إيجار يا ادريس اخوي....
انا اعرف انه كان بامكانه ان يسكن الفلل والقصور لو جامل قليلاً ولكن هيهات ... وكان معروفا بالكرم واغاثة كل محتاج ملهوف ... وتروى عنه الكثير من القصص في دلك المجال ... وكان ادا راى محتاجاً دفع له بكل ما معه ... واحيانا يستدين حتى يتمكن من مساعدة الاخرين ... ودائماً ما كان يجمع المال ممن حوله من الاهل والاصدقاء في سبيل مساعدة مريض او رفع الحاجة عن كاهل فقير ....وكل من حوله يعرف عنه هده الشيم والفضائل والخصال الرائعه ....
قلت له انني صديق مقرب لمحمد عبد الجليل - زميلنا في البورد - وكنت اعرف ان حميد كان يسكن معه ابان تواجده بالعاصمة السعودية الرياض .... فقال حميد : يا سلام ...ود عبد الجليل ده زول إنسان .... وقد صدق ....
بعد دلك عرضت عليه ان اقوم بتوصيلهم لوجهتهم ...فقال الشاعر الحساس : شكرا ليك يا خوي ... اصلنا ماشين لي فاتحه في الحله الجديده ... ومواعدين لينا زول جايينا بعد شويه بعربيتو ....
استادنته وخرجنا ... واصر على تشييعنا حتى الباب الخارجي ...
والله ايام يا زمان .... والله
|
|
|
|
|
|
|
|
|