انا لله وانا اليه راجعون ..وفاة الاستاذ الصحفى طه على ..صاحب مجلة حضارة السودان.

Quote: ثلاثي جميل وفريد في العطاء والإنسانية ، الأساتذة طه علي، بشار الكتبي، سامي سالم، ثلاثتهم رحلوا عنا في الآونة الأخيرة، الرحمة تغشاهم والبركة في أسرهم جميعاً وفي وطنهم الذي أحبوه وعملوا ببذل وإخلاص من أجل رفعته.. فقدناكم ولكن سيركم العطرة وميراثكم الإبداعي بيننا تليداً ومفخرة. لكم الرحمة والمغفرة

Quote: اللهم أرحم العم طه علي ،وارحم كل زملائه الذين ذكرناهم هنا ونحن نودعه ونحيي ذكراهم الماجدة، فات علىّ أن أذكر من ضمن القواسم المشتركة بين الأساتذة الراحلين الثلاثة طه علي وبشار وسامي سالم أن ثلاثهم كانوا محبين للثقافة الشعبية ويهتمون بأمرها ويجيدون الحديث عنها بسرد ممتع يجبر السامع على الإنصات والمتابعة ويحشده بالمتعة، أيضاً ومع حبهم الكبير للوطن تشاء الظروف ويرحل ثلاثتهم في بقاع نائية قاسية وباردة بعيداً عن الوطن.. فقبل سنوات رحل سامي في كندا ذات الطقس البارد، ثم أعقبه بفترة قصيرة رحيل بشار الكتبي بولاية كلورادو الباردة بأمريكا، وبعدهم بسنوات قليلة يرحل عمنا طه بولاية "مين" الأمريكية الباردة أيضاً، فياللؤم الطقس وقسوة برده في تلك البقاع القصية خاصة حينما يتبعه رحيل مُر لثلاثة من أنبل الفرسان وأكثرهم إيماناً بالحق وبالإنحياز له وقلوبهم عامرة بحب الوطن وترابه ونيله. إلى حين عودة

Quote: كان الفقيد طه علي يحب العمل الصحفي وبالذات مجلته ذات الإخراج المميز وكان يقول عنها إنها بالنسبة له كإحدى كريماته تماماًـ لذا كان يتحرك بكل همة ومجهود عند التحضير لكل عدد رغم عامل السن ورغم إنه كان يعاني من مرض السكري، كان ودوداً طيباً، أذكر في إحدي المرات كان في مشوار بالقاهرة، وفي الطريق قابل من ابلغه بخبر وفاة العم جبرالله رفيقه وصديقه الأثير،فكان أن ترك المشوار وذهب على الفور للأستاذ فاروق أبوعيسى بمكتبه بدار المحامين العرب تسبقه دموعه، ذهب لأبي عيسى لأنه شعر في تلك اللحظة بأنه لايقوى على الأحزان لوحده، فواساه الأستاذ فاروق وذكّره بأن لاحيلة لنا في مثل هذا الخطب إلاّ الصبر والترحم على الفقيد الراحل،خرج بعد ذلك وأتي إلى مكتبه بالمجلة ووجهه مبلل بالدموع وبدأ يتذكر بعض مواقف وأحاديث صديقه الراحل، وفي اليوم التالي لذلك طلب من أحد المحررين كتابة نعي للراحل العظيم، ولما فرغ المحرر من صياغة النعى وسلمه المكتوب نظر فيه وفاضت دموعه من جديد وكادت أن تبلل الورقة فمسح الدمع بطرف عماماته وأطرق لبرهلة، لذا قلت سابقاً إنه كان ودوداً ومحبا لزملائه وأصدقائه كثيراً، تلك شذرات أجمعها من الذاكرة في لحظة الكتابة وأنا تحت ضغط الحزن، أسأل الله أن ينزل شآبيب الرحمة على عبده طه علي محمد مصطفى ويغمره بفيض من الغفران ،خالص العزاء لزوجته ورفيقة دربه السيدة الفاضلة سامية سليمان التي أحسنت رعايته دائماً وخاصة في أوضاع المرض العصيبة، والعزاء موصول لأبنائه وبناته ولكل زملائه وأصدقائه وعارفي فضله ولوطنه السودان.

Quote: له الرحمه