هؤلاء هم الأخوان المسلمون: (مجموعة كتيبات نقدية أخرجها الجمهوريون في هذا التنظيم الدخيل)

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-10-2024, 05:15 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2014م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-09-2014, 10:40 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
هؤلاء هم الأخوان المسلمون: (مجموعة كتيبات نقدية أخرجها الجمهوريون في هذا التنظيم الدخيل)

    ak.JPG Hosting at Sudaneseonline.com

    http://www.alfikra.org/book_view_a.php?book_id=131
    Quote:
    هؤلاء هم الأخوان المسلمون
    الجزء الأول


    الطبعة الأولى – رمضان 1398 أغسطس 1978



    الإهـداء

    إنما يهدى هذا الكتاب إلى عامة الناس!! وبوجه عام.. ولكنه، إنما يهدى بوجه خاص، إلى الأخوان المسلمين!! ويهدى بوجه أخص إلى قاعدة التنظيم من الشباب!!
    تبينوا أمركم، فإن هذه الدعوة، إنما هي فتنة!! لاخير في شجرتها!! ولا خير في ثمرتها!! وأنت لا تجني من الشوك العنب!!

    ====


    هؤلاء هم الأخوان المسلمون
    الجزء الأول





    بسم الله الرحمن الرحيم
    ((وما تأتيهم من آية من آيات ربهم إلا كانوا عنها معرضين * فقد كذبوا بالحق لما جاءهم فسوف يأتيهم أنباء ما كانوا به يستهزئون))
    صدق الله العظيم



    المقدمة

    يقدّم هذا الكتاب دراسة نقدية لتنظيم "الأخوان المسلمين" تتناول، في بابها الأول، المقومات الفكرية لهذا التنظيم، موزونة بميزان "التوحيد"، ومقاسة إلى حكم الوقت، ومراد الدين.. وذلك إعتمادا على أبرز أقوال مؤسس الدعوة: الشيخ حسن البنا، وملفسفها: الأستاذ سيد قطب، وذلك في الدلالة على هذه المقومات الفكرية.. كما تتناول، هذه الدراسة، في بابها الثاني، ممارسات هذا التنظيم في مصر، موطنه الأول، وفي السودان، موطنه الثاني، وذلك من حيث أنه تنظيم يستغل الدين، في الأغراض السياسية التي تستهدف الوصول الى السلطة، أو إحتواءها..
    فليس هذا الكتاب بحثا "اكاديميا" يستقصي تاريخ هذا التنظيم، ويرصد مواقفه، ويترجم لمؤسسيه ومفكريه، ويتناول سائر كتاباتهم – شأن البحوث الأكاديمية في هذا المضمار..
    وتنظيم الأخوان المسلمين، من حيث الفكرة، إنما هو صورة للفهم الديني الذي تقوم عليه، اليوم، سائر الدعوات الإسلامية، كالطائفية، والوهابية.. وسائر المؤسسات الدينية: كالأزهر، ورابطة العالم الإسلامي، والجامعات الإسلامية، وكليات الشريعة، ووزارات الشئون الدينية.. وتلاميذ هذه المؤسسات من الفقهاء، والقضاة الشرعيين، ومعلمي مناهج الدين.. فتنظيم الأخوان المسلمين لا يختلف عنها الا من حيث أنه تنظيم له فعالية الحركة "المنظمة" في السعي الى إحراز السلطة لتطبيق فكرته.. ولذلك قامت بين هذا التنظيم وهذه الدعوات، والمؤسسات الدينية علاقات عضوية، لا تتفاوت الا بين درجتي التعاطف، والتحالف.. كما سنرى في هذا الكتاب..
    ولذلك فإننا سنتناول في هذه المقدمة ذلك الفهم الديني المشترك بين الأخوان المسلمين وهذه الدعوات والمؤسسات الدينية، في ضوء الفهم الصحيح للإسلام الذي تطرحه "الدعوة الاسلامية الجديدة"، وهي تقيم عليه الحجة، وتقدم له السند من القرآن الكريم، والسنّة النبوية..


    الشريعة ليست هي الدين!!

    هذا الفهم الديني الشائع الذي يمثل الأخوان المسلمون رأس السهم فيه إنما يقوم على الدعوة الى "تحكيم" الشريعة الإسلامية بكل صورها، من جديد، في حياة الفرد، وفي حياة الجماعة، اليوم.. وهذا الفهم إنما يعوزه الفهم الدقيق لروح هذه الشريعة، ولروح هذا العصر.. فلدى الفهم الدقيق فإن هذه الشريعة ليست هي الدين!! وإنما هي المدخل على الدين.. هي الطرف القريب الذي تنزّل من الدين، في القرن السابع الميلادي، الى أرض الناس لينظم حياتهم وفق طاقتهم وحاجتهم، البسيطتين، المحدودتين، يومئذ.. ولا يزال الدين أمامنا لنستنبط منه شريعة جديدة تستوعب حاجة، وطاقة، الفرد، والجماعة، في القرن العشرين الميلادي.. ولا يكاد المرء يحتاج الى التدليل على مبلغ ما تطوّر اليه الفرد، أو المجتمع، خلال القرون السالفة، من نضج، واستواء، فذلك أمر جد ظاهر..
    واستنباط هذه الشريعة الجديدة ليس نبوة جديدة، ولا وحيا جديدا، فقد ختمت النبوّة بهذا النص الصريح: ((ما كان محمد أبا أحد من رجالكم، ولكن رسول الله، وخاتم النبيين..)) .. حتى لقد استقر جميع خبر السماء بين دفتي المصحف.. ولكن هذا لا يعني، على الإطلاق، أنه ليس هناك أمر في الدين مستأنف تنتظره البشرية.. ذلك بأنه لا بد من فهم جديد للقرآن، مؤدب بأدب القرآن، وبمنهاج التّعلّم القرآني: ((واتقوا الله، ويعلمّكم الله)) - فهم جديد للنصوص القرآنية القديمة – فهو ينفذ الى أصول القرآن ليستنبط منها شريعة جديدة تتوّفر على حل مشكلات الحياة المعاصرة.. وفيما يلي صورة لهذا الفهم.
    لقد ظل القرآن الكريم يخاطب الناس، طوال العهد المكي، على أساس أنهم أحرار، ومسئولون عن حق الحرية، ويمنع كل صورة الوصاية عليهم.. وذلك بمثل قوله: ((فذّكر!! إنما أنت مذكّر* لست عليهم بمسيطر)).. وقوله: ((وقل الحق من ربكم، فمن شاء فليؤمن، ومن شاء فليكفر!!)).. إلى غير ذلك من الآيات المكية التي ترسي الحقوق الأساسية للبشر.. وجماعها حق الحياة، وحق الحرية.. فتساوى بينهم في الحقوق وفي الواجبات، بلا تمييز بسبب العنصر، أو العقيدة، أو الجنس (الذكورة والأنوثة).. وهذه الحقوق الأساسية إنما هي آصل أصول الدين.. وجماع أغراضه، على الإطلاق، لأنها إنما تقرر الكرامة البشرية التي انماز بها البشر على سائر أنواع الخليقة.. والأصل في الإسلام أن الإنسان حر.. فإذا أحسن التصرف في هذه الحرية، لم يكن عليه من سبيل ((ما على المحسنين من سبيل))، وإذا أساء التصرّف في هذه الحرية، بأن أظهر قصوره عن أداء واجبها، (إذ لكل حق واجب يقابله) صودرت منه: ((جزاءا وفاقا))، مصادرة مؤقتة، فيها يتعلّم حسن التصرّف في حق الحرية، في مستأنف تجربته، فيسترد هذا الحق كاملا..
    ولقد عبّر المجتمع "الجاهلي" عن رفضه للدعوة الإسلامية، التي تدعوه الى عقيدة التوحيد، ونبذ عقيدة التعدّد، بشتى صور الرفض، حتى لقد بلغ حدّ التآمر على حياة صاحب هذه الدعوة!! فظهر، بذلك، ظهور التجربة التي تقام عليها الحجة، ((لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل))..
    إن الفرد البشري، في عمومه، يومئذ، قد كان قاصرا عن النهوض بواجب المسئولية الكاملة عن حق الحرية، وكذلك فرضت عليه شريعة الوصاية الرشيدة، وذلك عقب الهجرة، من مكة الى المدينة، حيث نزلت آيات القرآن المدني ناسخة لآيات القرآن المكي، في مستوى التشريع العام.. فنسخت آية السيف وأخواتها آيات الإسماح والحرية، ونسخت آية الشورى آيات الديمقراطية، ونسخت آيات الرأسمالية آيات الإشتراكية، ونسخت آيات قوامة الرجال على النساء، آيات المساواة بين الرجال والنساء.. وهكذا أديل التشريع، في أسلوب الدعوة، وفي نظام الحكم، وفي نظام الإقتصاد، وفي نظام الإجتماع، من مستوى الحرية الى مستوى الوصاية.. ((وسنتناول تفصيل ذلك عند حديثنا عن الجهاد، وعن الديمقراطية، وعن الإشتراكية، وعن حقوق المرأة في متن هذا الكتاب)) .. فقامت الشريعة الموروثة بين أيدينا اليوم، على مستوى الوصاية ناسخة لمستوى الحرية.. فقامت بذلك، على فروع القرآن ناسخة لأصوله..
                  

03-09-2014, 11:19 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هؤلاء هم الأخوان المسلمون: (مجموعة كتيبات نقدية أخرجها الجمهوريون في هذا التنظيم الدخيل) (Re: عبدالله عثمان)

    Quote: الشريعة ليست هي السنّة!!

    ولقد نسخت آيات الوصاية أيات الحرية، كتشريع عام للأمة، وذلك على حسب طاقتها وحاجتها، يومئذ، بينما ظلت آيات الحرية هذه هي عمدة عمل النبي، صلى الله عليه وسلّم، في خاصة نفسه، وذلك تشريعا فرديا له فيما يطيق هو ويحتاج.. فهو، وحده، الذي كان، يومئذ، في ذلك المجتمع القاصر، مسئولا مسئولية كاملة، وحرّا حرية فردية كاملة.. فكان عمله في المال، مثلا، الزكاة الكبرى.. إنفاق العفو وهي الركن التعبّدي الأصلي، والذي لم ينزّل منه إلى الركن التعبّدي الفرعي – الزكاة ذات المقادير- الا بسبب حكم الوقت .. (وسنتناول ذلك بتفصيل أكثر عند حديثنا عن الإشتراكية في هذا الكتاب) – وكانت صلاة الثلث الأخير من الليل فرضا مكتوبا عليه، بينما لم تكن في حق الأمة الا من قبيل الندب والتطوّع.. هذان مثلان للتفريق بين السنّة والشريعة، فإن ما عليه الفهم الديني السائد اليوم، أن السنّة والشريعة، إنما يعنيان شيئا واحدا!! وهو فهم قد آن الأوان لتصحيحه.. ذلك بأن الوقت الحاضر إنما هو وقت إحياء السنّة، وذلك لحاجة البشرية الماسة إلى بعث الإسلام.. وبعث الإسلام، جاءت به البشارة النبوية هكذا: ((بدأ الإسلام غريبا، وسيعود غريبا، كما بدأ، فطوبى للغرباء!! قالوا: من الغرباء يا رسول الله؟؟ قال: الذين يحيون سنتي بعد إندثارها!!)).. وإحياء السنّة إنما يجب أن يقوم على فهم صحيح للسنّة.. فالسنّة إنما هي عمل النبي الكريم في خاصة نفسه، وما يتعلّق بهذا العمل من قول.. أما قوله واقراره اللذان أراد بهما الى التشريع والتعليم للناس في ذلك القرن، في مستوى ما يطيقون وما يحتاجون، فلا يلحق بسنته.. وإنما هما يلحقان بالشريعة..


    تطوير التشريع الإسلامي:

    التفريق بين الدين والشريعة، أو بين السنّة والشريعة، إنما يطرح مسألة تطوير التشريع الإسلامي، توّا، وبالحاح!! فلبعث، ولتحكيم الإسلام في حياتنا، من جديد، لا بدّ من تطوير التشريع الإسلامي!! وهذا التطوير ليس خروجا عن القرآن الكريم، وليس تطويعا متعسفا لنصوصه لتناسب الحياة المعاصرة!! كلا!! إنما هو انتقال من نص الى نص في القرآن.. انتقال من نص فرعي الى نص أصلي فيه، فهو، بذلك، دخول في الدين أكثر، واستلهام لأغراضه أكثر.. ذلك أن النص الفرعي ما تنزّل من النص الأصلي، فنسخه، الاّ لحكم الوقت.. واليوم، فإنا، إنما نرجع بتشريعنا من النص الفرعي الى النص الأصلي لينسخه بسبب من حكم الوقت، أيضا.. فالوقت وقت الحرية، لا وقت الوصاية.. هو وقت الحرية السياسية، المتمثّلة في الديمقراطية، ووقت الحرية الإقتصادية، المتمثّلة في الإشتراكية، ووقت الحرية الإجتماعية، المتمثلة في المساواة بين الناس، وعدم التفريق بينهم بسبب الذكورة والأنوثة، أو بسبب الدين، أو بسبب عدم الدين!!
    فتطوير التشريع الإسلامي، بذلك، إنما هو إنتقال من العمل بالشريعة إلى العمل بالسنة – هو إتجاه لجعل السنّة، وهي شريعة النبي الفردية، شريعة جماعية، لعامة الناس، بقدر ما يطيقون منها، وما يحتاجون..
    دعوة الأخوان المسلمين الى تحكيم الشريعة:

    قال مؤسس هذه الدعوة، ومرشدها الأول، الشيخ حسن البنا في مجموعة رسائله، وتحت عنوان: ((أصلحوا القانون)):
    ((إن لكل أمة قانونا يتحاكم إليه أبناؤها ، وهذا القانون يجب أن يكون مستمدا من أحكام الشريعة الاسلامية، مأخوذا عن القرآن الكريم، متفقا مع أصول الفقه الإسلامي)) ص 148.. وهذه العبارات لا تحمل تفريقا دقيقا بين الشريعة والقرآن، من حيث أن الشريعة إنما كانت تمثّل فروعه، بينما لا تزال أصوله تنتظر التطبيق.. حيث ستقوم عليها شريعة جديدة، ولقد بيّنا نحن الفرق بين الشريعة والدين.. كما لا تحمل عبارات الشيخ البنا تفريقا دقيقا بين الشريعة والفقه.. حيث أن الفقه إنما هو القول بالرأي فيما ليس فيه نص شرعي.. ولقد نشأ الفقه على أيدي من أصبحوا يعرفون بالفقهاء وأظهرهم أصحاب المذاهب.. ولقد أخذ هؤلاء يعملون الرأي فيستنبطون، ويقيسون، ويجتهدون حتى تداعى بهم الرأي الى البعد عن روح الشريعة وروح الدين، ولم يسفروا الا عن هذه المتون والحواشي والشروح والمطوّلات والفروض، التي حجّرت الدين، وبعدت به عن بساطته ونقائه، وزهّدت الشباب المعاصر فيه، وصرفته عنه.. والأخوان المسلمون، بذلك، إنما يدعون الى تحكيم الشريعة الموروثة في هذا العصر الذي استعدت فيه البشرية ليشرّع لها في مستوى أصول القرآن، والسنّة النبوية، تشريعا إسلاميا جديدا يستوعب طاقاتها، ويلبّي حاجاتها، بعد أن أدّت بعض صوّر هذه الشريعة الموروثة دورها كاملا في خدمة هذه البشرية – أدّته حتى استنفدته!! إن العيب ليس هو عيب هذه الشريعة، وإنما هو عيب العقول التي تريد أن تنقلها، بجميع صورها، لوقت غير وقتها، ولأمة غير أمتها..
    قال تعالى: ((واتبعوا أحسن ما أنزل إليكم من ربكم، من قبل أن يأتيكم العذاب بغتة وأنتم لاتشعرون)).. فاذا جاء الوقت لإتباع أحسن ما أنزل إلينا من ربنا، وهو آيات الأصول التي قامت عليها السنّة، وذلك بأن نجعل السنّة، وهي شريعة النبي الفردية، شريعة عامة لكل الناس، ونسخ ما هو دونها، وهو آيات الفروع التي قامت عليها الشريعة، فإن الدعوة الى تحكيم هذه الفروع، في هذا الوقت – الدعوة الى تحكيم الشريعة الموروثة، من غير تطوير، إنما هي دعوة معوّقة لبعث الإسلام، ولإحياء السنّة!! ونحن لا نرى الا أن دعوة الأخوان المسلمين كذلك!! أكثر من ذلك!! فإن ضررها أكبر من ضرر المؤسسات الدينية، والدعوات الإسلامية الأخرى!! ذلك لأنها إنما تأخذ شكل العمل التنظيمي المؤثر، وتعمل بأسلوب العنف، والإرهاب، والإثارة، وتسعى، لفرض أفكارها، الى السلطة بكل سبيل.. ولذلك فإن هذه الدعوة، إنما تجسّد أسوأ تناقضات ذلك الفهم الديني السلفي، مع الشريعة، ومع العصر – كما سنبين في هذا الكتاب..
    إن هذا الكتاب إنما يستهدف تحديد هذه التناقضات وهذه المفارقات، التي يتورّط فيها الأخوان المسلمون، وذلك عن رغبة صادقة، منا، في درء خطرهم على الناس، وفي استنقاذهم، هم، أنفسهم!! ولذلك فإن أشخاص مرشديهم، وزعمائهم، الأحياء منهم والأموات، إنما هي موضع إحترامنا وحبنا!! ثم إننا لنستهدف، فوق ذلك، تمهيد الطريق أمام البعث الإسلامي الصحيح الذي نعيش اليوم، إرهاصاته المباركة، وفجره الصادق.. وسيصدر هذا الكتاب في جزئين: أولهما يحوي الباب الأول الذي أشرنا اليه في صدر هذه المقدمة، والثاني يحوي الباب الثاني.. والقول في ((تنظيم الأخوان المسلمين)) ذو سعة، لأن المادة عنهم كثيرة، ولأن ممارساتهم مثيرة، ولكنا رأينا أن نتناول جوهر فكرتهم، وطائفة صالحة من ممارساتهم، في مصر، وفي السودان، وفيها أوردنا الكفاية.. وعلى الله قصد السبيل..
                  

03-09-2014, 11:21 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هؤلاء هم الأخوان المسلمون: (مجموعة كتيبات نقدية أخرجها الجمهوريون في هذا التنظيم الدخيل) (Re: عبدالله عثمان)

    Quote: الباب الأول

    تنظيم الأخوان المسلمين في مجال الفكرة


    الفصل الأول

    ضعف التوحيد لدى الأخوان المسلمين

    إن مبلغ الأفكار من الصحة، أو الخطل، إنما يلتمس، أول ما يلتمس، في مبلغ حظها من التوحيد .. فهي إنما توزن، عند أهل التوحيد، بميزان التوحيد الدقيق، الذي لا يضل ولا يجور.. فإن كانت ضعيفة التوحيد كانت واهية الجذور، قريبة الفروع، بادية التخليط والتخبّط، وكذلك جاءت ((فكرة)) الأخوان المسلمين!! وسنأخذ الأستاذ سيد قطب في كتابه ((معالم في الطريق)) نموذجا لضعف التوحيد لدى هذه الجماعة، وهو من أكبر مفلسفيها، إن لم يكن أكبرهم على الإطلاق، وكتابه هذا أكثر المراجع تداولا بين أفرادها، وأعمقها أثرا في رسم تصورهم..
    قال في الباب الثاني من ذلك الكتاب: ((نحن اليوم في جاهلية كالجاهلية التي عاصرها الإسلام أو أظلم.. كل ما حولنا جاهلية.. تصورات الناس، وعقائدهم، عاداتهم وتقاليدهم، موارد ثقافتهم، فنونهم وآدابهم، شرائعهم وقوانينهم، حتى الكثير مما نحسبه ثقافة إسلامية، ومراجع إسلامية، وفلسفة إسلامية وتفكيراً إسلامياً.. هو كذلك من صُنع هذه الجاهلية)) .. ثم حدّد الأستاذ سيد قطب مهمة الأخوان المسلمين في نفس الباب حين قال: ((إن مهمتنا الأولى هي تغيير هذا الواقع .. هي تغيير هذا الواقع الجاهلي من أساسه، هذا الواقع الذي يصطدم اصطداما أساسيا بالمنهج الإسلامي، وبالتصوّر الإسلامي)). – انتهى – الخطوط من تحت الكلمات من وضعنا.
    هكذا رسم أحد كبار مفكري الأخوان المسلمين تصوّرهم للجاهلية الراهنة، وهو أنها ((كالجاهلية التي عاصرها الإسلام أو أظلم))!! ومن ههنا يبرز ضعف التوحيد في فكرة الأخوان المسلمين بروزا تاما!! صحيح أن البشرية المعاصرة إنما تعيش الجاهلية الثانية، وقد عاشت في القرن السابع الميلادي الجاهلية الأولى التي وجدها عليها الإسلام .. ولقد أشار القرآن الكريم الى هذه الجاهلية الثانية، إشارة لطيفة، حين قال: ((ولا تبرّجن تبرج الجاهلية الأولى!!)).. ولكن ليس صحيحا أن هذه الجاهلية الثانية ((كالجاهلية التي عاصرها الإسلام أو أظلم)).. إن التوحيد ليقول بأن خط تطوّر الحياة البشرية، في مجموعها، إنما يسير، في مدى الأربعة عشر قرنا السالفة، أكثر من أي وقت مضى، صعدا الى الكمال.. فقد قطعت البشرية شوطا كبيرا، في طريق الرجعى الى الله، نحو تحقيق جماع أغراض الدين، وهي كرامة الإنسان المتمثلة في حريته، وذلك حين توافت على الأعراف والقوانين التي تتجه إلى اقرار الحقوق الأساسية للإنسان.. وهذه الأعراف والقوانين، وإن كانت قد نشأت خارج ظل الشريعة الإسلامية.. فإنها ليست باطلا مطلقا (فالباطل المطلق لا يدخل في الوجود) وهي إنما نشأت وفق الإرادة الإلهية التي تسيّر الحياة، بحقها، وباطلها، الى رضاء الله العظيم.. وقد قلنا، في مقدمة هذا الكتاب، إن هذه الإرادة لا مكان للباطل المطلق فيها، ومن ثمّ، فهذه الأعراف والقوانين ليست باطلا مطلقا.. بل أن حقها لأكبر من باطلها.. ثم أنها لتخطو خطوات واسعات لتهييء الأرض لإستقبال أصول القرآن الكريم التي عندها، وحدها، تتحقّق الحقوق الأساسية الكاملة للإنسان.. والبعث الإسلامي، اليوم، إنما يجيء لتهذيب هذه الأعراف، والقوانين، وللتسامي بها الى أصول القرآن، حيث يتخذها بمثابة البناء التحتي له، عليها يقيم بناءه الفوقي.. فهو، إذن، لا يعمد الى إلغائها، من أساسها، كما يرى الأستاذ سيد قطب، حين قال، عن مهمة الأخوان المسلمين: ((هي تغيير هذا الواقع الجاهلي من أساسه)).. ذلك بأن هذا الواقع، برغم ما به من جاهلية، ليس رجسا من عمل الشيطان!! وهو ليس، كما يعني الأستاذ سيد قطب، حين قال: ((من صنع الجاهلية))!! وإنما هذا الواقع من صنع الإرادة الإلهية الهادية الحكيمة!!
    وما هي هذه الأعراف، والقوانين، والثقافات، التي يرى الأستاذ سيد قطب أنها تشّكل جاهلية كالجاهلية الأولى أو أظلم؟؟ إن البشرية إنما تسير، في تطوّرها، كما يسير الفرد البشري، على رجلين، رجل المادة، ورجل الروح.. وهي، في كل حركة، من حركات تطوّرها، إنما تقدّم احدى الرجلين على الأخرى.. فحينما تقدّم رجل المادة على رجل الروح تسمي ذلك عهد "فترة" – وهي هي الجاهلية – وحينما تقدّم رجل الروح على رجل المادة تسمي ذلك عهد "بعثة" – وهي تجديد الدين، وهي هي البعث الإسلامي.. وقد قدّمت البشرية، اليوم، ومنذ حين، في حركة من حركات سيرها، وتطوّرها، رجل المادة، وذلك إنما يتمثّل في هذه الحضارة المادية الآلية التي لم يسبق لها ضريب في تاريخ البشرية.. وهي، الآن، إنما تحتشد، وتتأهب، لتقدّم رجل الروح حتى تخطو خطوة في مجال البعث الإسلامي ليس لها ضريب في تاريخها أيضا!!
    إن لهذه الجاهلية الراهنة سلبياتها ولها ايجابياتها، غير أن إيجابياتها أكثر، بما لا يقاس، من سلبياتها، فها هي حركة الشعوب للتحرّر من الإستعمار، ومن التفرّقة العنصرية تحقق رصيدا هائلا من الإنتصارات.. وها هي الشعوب تتوافى على ميثاق منظمة الأمم المتحدة الذي يرسي كثيرا من الحقوق الأساسية للإنسان، وتنضوي تحت لواء هذه المنظمة الدولية.. وها هو الرأي العام العالمي الذي يشجب العدوان، والإستغلال، والتمييز، وأساليب العنف، يأخذ في التبلوّر، والبروز، فيخرج الإنسان، بذلك، من عهد الغابة حيث "الحق للقوة"، وحيث يحتكم الناس الى القانون الدستوري، الذي للضعيف فيه حق مساو لحق القوي.. ها هو العلم الحديث، والتكنلوجيا، توحّدان هذا الكوكب، عن طريق وسائل الإتصال، والمواصلات، توحيدا جغرافيا يكاد أن يكون تاما.. وينجزان في مجال الكشف والإختراع، الإنجازات المذهلة التي تيّسر الحياة البشرية، وتؤمنها.. وها هي المرأة تخرج من عهد قصورها الطويل، لتصل الى أقصى مراحل التعليم، ولتتسنّم أرفع الوظائف التشريعية، والتنفيذية، والقضائية، ولتبدع في شتى مجالات الإبداع الفني، والأدبي، والعلمي، وهي التي كانت في الجاهلية الأولى إنما توأد حية مخافة الفقر، أو عار السبي!! ها هي الجماعة البشرية تتطّلع إلى العدالة الإجتماعية الشاملة المتمثّلة في الإشتراكية، والديمقراطية، والمساواة بين الناس، من حيث هم ناس.. وها هو الفرد البشري يتطّلع الى الحرية الفردية المطلقة، وهو يناضل ليخرج من وصاية كافة الأوصياء عليه، حتى يكون القانون الدستوري هو الوصي الوحيد على جميع الأفراد – رجالا أكانوا أم نساء.. ها هي البشرية تبلغ في ميادين الآداب والفنون والثقافات أرقى ما بلغته من الحيوية الفكرية، والشعورية، ومن رقي الذوق العام، ومن رهافة الحس، ومن إتّساع المدارك..
    إن هذا التراث البشري برمته إنما هو موروث البعث الإسلامي، ومادته الخام، يزنه بميزان التوحيد الدقيق، فيطرح سلبياته، وينمي ايجابياته الى حيث مراد الدين.. فإن كل ما وافق الفطرة السليمة، وحقّق أغراض الدين (وجماعها تحقيق كرامة الإنسان) إنما هو من صميم الإسلام، والإسلام به أولى.. حتى هذه الفلسفات "الجاهلية"، والإلحادية منها، كالماركسية، إنما يجيء الإسلام ليصحّح أخطاءها، ويتسامى بأوجه الصحة فيها.. ولذلك فإن إعتبار الواقع الجاهلي باطلا مطلقا يتعيّن تغييره من أساسه إنما هي نظرة خاطئة توحيديا.. ثم هي غير ممكنة عمليا!!
    وضعف التوحيد هذا إنما مردّه الى الجهل بقانون حركة التطور.. وهو قانون التوحيد الكلي الذي يوّحد بين المتناقضات، وإيجاد كل متسق من المظاهر المختلفة في الوجود.. وفي غياب العلم بقانون التوحيد هذا يجيء مثل قول الأستاذ سيد قطب عن "الواقع الجاهلي": ((هذا الواقع الذي يصطدم إصطداما أساسيا بالمنهج الإسلامي، وبالتصوّر الإسلامي))!! ولذلك يرى الأستاذ سيد قطب: ((تغيير هذا الواقع الجاهلي من أساسه)).. فهو لا يرى الا ((إصطداما أساسيا))، وصراعا، محتدما، لا يهدأ، بين المتناقضات!! وبذلك يلتقي الأخوان المسلمون، من حيث لا يشعرون، مع الماركسيين، إلتقاءا تاما!! فالديالكتيك الماركسي إنما هو صراع المتناقضات القائم على إختلاف النوع.. ومن هنا يجيء عنصر العنف، عند الماركسيين، كما يجيء عند الأخوان المسلمين لحسم الصراع والتناقض، وذلك في عهد خرجت فيه البشرية من عهد الغابة الى عهد المدنية، فدخلت بذلك قيمة جديدة للتغيير، غير قيمة العنف، هي القيمة الفكرية والخلقية..
    إن قيام دعوة الأخوان المسلمين على أسلوب العنف – كما سنرى في أحد فصول الكتاب، إنما مرده، أساسا، إلى ضعف التوحيد، حيث يرى مفكرو الأخوان المسلمون أن حسم الصراع بين العقائد والأفكار سيظل في مستقبل البشرية، كما كان في ماضيها، قائما أيضا على عنصر العنف، من غير إعتبار للظروف المرحلية الموضوعية التي أملت الجهاد في الشريعة الإسلامية في الماضي، ومن غير إدراك لكون الطبيعة البشرية المسالمة هي الفطرة، وأن الطبيعة البشرية المحاربة إنما هي طبيعة عارضة، وهي مسخ للفطرة السليمة وهي إذن رهينة بملابسات التاريخ.. فالإنسان إنما من الله تعالى صدر، واليه آيب، والله تعالى هو السلام..
    والبشارات القرآنية، والبشارات النبوية، إنما تبشّر بعودة الإسلام، من جديد، ليعقب هذه الجاهلية الثانية، فيرتفع إلى قمة جديدة لم يكن له بها سابق عهد، فها هو القرآن الكريم يقول: ((هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله، وكفى بالله شهيدا)).. فظهور الإسلام على سائر الأديان، وعلى سائر الفلسفات، إنما هو أمر لا بد أن تستشرفه البشرية اليوم، طالما لم تعهده من قبل، وقال النبي الكريم: ((بدأ الإسلام غريبا، وسيعود غريبا، كما بدأ فطوبى للغرباء!! قالوا: من الغرباء يا رسول الله؟ قال: الذين يحيون سنتي بعد إندثارها!!)) فالإسلام، في بعثه الجديد، إنما يقوم على إحياء السنّة، وذلك، كما أسلفنا، في مقدمة هذا الكتاب، بجعل هذه السنّة، وهي شريعة فردية، تتعلّق بعمل النبي في خاصة نفسه، شريعة عامة لكل الناس، في منهاجهم التعبدي، وفي تنظيمهم الإجتماعي.. وليتم بعث الإسلام، في هذا المستوى، الذي لم تشهده البشرية من قبل، لا بد أن يعقب جاهلية أرفع من الجاهلية الأولى التي أعقبها بعثه الأول.. ذلك بأن الجاهلية، في أي وقت، إنما هي الواقع الذي سيبنى البعث الإسلامي على ايجابياته بناءه الفوقي.. فعلى قدر الجاهلية تقاس درجة البعث الإسلامي الذي سيعقبها، ولذلك فإن إعتبار الجاهلية المعاصرة ((كالجاهلية التي عاصرها الإسلام أو أظلم))، كما ذهب الى القول سيد قطب، إنما هو دلالة على قصور التصوّر الصحيح لصورة البعث الإسلامي المرتقب.. وهذا القصور، كما بيّنا، إنما مرده إلى ضعف الفكرة التوحيدية..
    الفصل الثاني

    إنعدام المذهبية المتكاملة عند الأخوان المسلمين

    ومن أبرز سمات دعوة الأخوان المسلمين إنعدام المذهبية المتكاملة التي تطرح محتوى فكريا تفصيليا يعالج قضايا السياسة، والإقتصاد، والإجتماع.. هذا مع أن من أوجب واجبات الداعية الإسلامي، اليوم، أن يبرز أمتياز الإسلام على كل فلسفة إجتماعية معاصرة، وعلى كل دين، في جميع قضايا الحياة العامة، بصورة علمية تقنع العقول الذكية.. لاسيما أن هذه الفلسفات إنما تطرح، اليوم، محتوياتها الفكرية التفصيلية حول هذه القضايا، وتتجه إلى تطبيقها في واقع الحياة المعاش..
    ومرد إنعدام المذهبية المتكاملة، عند الأخوان المسلمين إنما هو إلى القصور عن فهم حقائق الإسلام، وحقائق العصر.. مما جعلهم يعيشون تناقضا شديدا بين الولاء للشريعة الموروثة التي لا يرون تطويرها، وبين الإستجابة للحاجات الملّحة، والطاقات الهائلة التي تزّخر بها الحياة المعاصرة.. فهم لم يستطيعوا أن يعيشوا هذه الشريعة في صدق، كما أنهم لم يستطيعوا أن يتفاعلوا مع روح العصر.. ولذلك عمدوا إلى التعميم، وإلى التعمية وإلى التمويه، في كثير من آرائهم، لإخفاء ذلك القصور، وذلك التناقض..
    ها هو هنداوي دوير، أحد كبار الأخوان المسلمين، بمصر، يقول عن أستاذه الشيخ حسن البنا: ((فكان رأيه أن محاولة صياغة رأي الأخوان في القضايا التفصيلية، وكيفية تطبيق الشريعة الإسلامية على حياة المجتمع المعاصر هي محاولة، ضررها أكثر من نفعها، فلذا كانت صياغة مثل هذه قادرة على مواجهة الخصوم السياسيين الذين أخذوا على الأخوان دائما أنهم يطرحون شعارات عامة ولا يقدمون حلولا تفصيلية للمشاكل، فإنها تفتح الباب في نفس الوقت لشقاق كبير بين المسلمين أنفسهم لتعدّد المذاهب والإجتهادات)) .. – كتاب ((الأخوان المسلمون)) لريتشارد ب متشيل.
    أما الأستاذ سيد قطب فيرى أن السؤال عن تفاصيل دعوتهم إنما هو لإحراج دعاتها!! ويدعوهم الى الإرتفاع عن ذلك! يقول: ((إن الجاهلية التي حولنا، كما أنها تضغط على أعصاب بعض المخلصين من أصحاب الدعوة الإسلامية فتجعلهم يتعجلون خطوات المنهج الإسلامي، هي كذلك تتعمد أحياناً أن تحرجهم. فتسألهم: أين تفصيلات نظامكم الذي تدعون إليه؟؟ ماذا أعددتم لتنفيذه من بحوث و دراسات، ومن فقه مقنن على الأصول الحديثة؟؟)) إلى أن يقول: ((وهي سخرية هازلة يجب أن يرتفع عليها كل ذي قلب يحس لهذا الدين بحرمة!!)) (معالم في الطريق) صفحة 58 – طبعة دار دمشق..
    هكذا يرى مؤسس دعوة الأخوان المسلمين أن تقديم رأيهم في "القضايا التفصيلية" وفي "كيفية تطبيق الشريعة الإسلامية على المجتمع المعاصر" إنما هو "محاولة ضررها أكثر من نفعها!!" أما إذا كان يرى صلاحية الشريعة الإسلامية الموروثة لحل مشكلات الحياة المعاصرة، فلماذا يرى أن تقديم هذا الرأي بصورة مفصّلة "محاولة ضررها أكثر من نفعها" وهو مطالب بإقامة الحجة على فضيلة هذه الشريعة على سائر الفلسفات المعاصرة، وعلى سائر الأديان في تقديم الحلول المفصّلة المبوّبة للمشكلات الماثلة؟ إلا إذا كان يرى أن تقديم هذا الرأي المفصّل قد يعرّض هذه الشريعة في صورة دون مستوى تطلعات وقدرات الحياة المعاصر!! والسبب الذي ساقه الشيخ البنّا في أن محاولة تقديم آرائهم التفصيلية حول القضايا المعاصرة إنما "هي محاولة ضررها أكثر من نفعها" لأنها "تفتح الباب لشقاق كبير بين المسلمين" وهم متعدّدو المذاهب والإجتهادات.. هذا السبب ليس له أدنى حظ من الإقناع، ذلك بأن الداعية الإسلامي الذي يثق في صحة دعوته لا يخشى "تعدد المذاهب والإجتهادات" ومن ثمّ فهو لا يمكن أن يعمد إلى إخفاء الرأي التفصيلي لدعوته حول القضايا الحيوية التي يعايشها الناس!! ثم أن من يريد أن يدعو الناس الى واضحة من أمر الدين، فيصدقهم القول، إنما عليه أن يطرح الصورة المتكاملة لدعوته في مواجهة "المذاهب" المتعددة!! ثم هو يدير بينها وبين هذه المذاهب الحوار الفكري الرشيد، المؤدب بأدب الدين حتى يلتقي الناس، في نهاية المطاف، حول المذهبية الصالحة، فتتم لهم بذلك الوحدة الفكرية الشاملة.. فإن ذلك خير من أخفاء المحتويات التفصيلية للدعوات إتقاء "للشقاق" بين المذاهب بينما الخلافات الفكرية قائمة فيما بينها، فعلا..
    ولماذا يعتبر سيد قطب أن السؤال عن تفصيلات النظام الذي يدعو إليه إنما هي محاولة لإحراجهم؟! إن إنسان القرن العشرين، الذكي، المتفتح، الذي يسأل، ويستقصي، ويطلب الإقناع، وهو يتعرّض لتيارات فكرية عالمية ومحلية متابينة، عن طريق تطوّر وسائل التعليم والإتصال، إنما صار سؤاله عن تفاصيل الدعوات المطروحة عليه حقا طبيعيا ومشروعا له.. لا سيما أن الإذعان الأعمى لم يعد اليوم هو قصارى ما تطالب به الدعوات الدينيات وغير الدينيات.. ولماذا يعتبر سيد قطب أن مثل هذا السؤال "سخرية هازلة يجب أن يرتفع عليها كل ذي قلب يحس لهذا الدين بحرمة"؟؟! إن حرمة الدين الحقيقية إنما تستمد من مقدرته على حل قضايا الإنسان المعاصر، مقدمة في صورة تفصيلية مقنعة.. وليست حرمة الدين أمرا مبهما يقوم على "ترّفع" الدعاة عن أداء أوجب واجباتهم وهو التدليل على صلاحية الدين على حل مشاكل الحياة الماثلة!! فالداعية الإسلامي الجاد إنما يجب الاّ ينطلق من عقد نفسية تسوّل له أن يظن أن السؤال المشروع الذي يوجه اليه "سخرية هازلة" به..
    والحقيقة إن الأخوان المسلمين، بسبب إنعدام المذهبية المتكاملة، إنما لا يملكون الإجابة على مثل هذا السؤال!! فهم عاجزون، تماما، عن استنباط الحلول العلمية المقنعة لمشكلات الحياة المعاصرة من الشريعة الإسلامية الموروثة.. وذلك لأن هذه المشكلات لا تجد حلها في هذه الشريعة، وإنما تجد حلّها في الشريعة الجديدة التي تقوم على أصول القرآن والسنّة النبوية التي لا يعرفون اليها السبيل.. أكثر من ذلك!! فقد اتخذ الأخوان المسلمون من العجز فضيلة فذهبوا ينسبون قصورهم إلى الإسلام!! يقول الأستاذ سيد قطب عن دعوتهم: ((إن قاعدة الدعوة أن قبول شرع الله وحده أيَّاً كان، هو ذاته الإسلام، وليس للإسلام مدلول سواه فمن رغب في الإسلام ابتداء فقد فصل في القضية، ولم يعد بحاجة إلى ترغيبه بجمال النظام وأفضليته .. فهذه إحدى بديهيات الإيمان..)) – "معالم في الطريق" ص 48.
    هذه هي قاعدة دعوة الأخوان المسلمين كما يقدمها سيد قطب!! ولكن كيف يتم " قبول شرع الله وحده ورفض كل شرع غيره أيَّاً كان"؟؟ أليس واجب الداعية الإسلامي أن يبيّن فضيلة شرع الله على غيره من الشرائع حتى يتم قبوله؟! وكيف يرغب الفرد البشري المعاصر في الإسلام من غير أن يقدّم له في مستوى حل مشاكله الماثلة بتفصيل مقنع؟؟ أم كيف ينشأ "الإيمان" في نفس هذا الفرد من غير أن تبرز له أفضلية الإسلام على غيره من الفلسفات والأديان في صورة مذهبية متكاملة تواجه الواقع المعاصر بكل تعقيداته ومشاكله؟؟ والأخوان المسلمون إنما يرون أن الإذعان الأعمى هو مدلول الاسلام "الذي ليس للإسلام مدلول سواه".. فيحكمون، بذلك، على الدين بالقصور عن إقناع الإنسان المعاصر الذكي، الحائر، المتسائل.. ولذلك سيبقى السؤال الذي أشار اليه سيد قطب يواجه الأخوان المسلمين بإلحاح شديد: "أين تفصيلات النظام الذي تدعون اليه؟" وهو سؤال موضوعي، وطبيعي، وجاد، وليس "سخرية هازلة" ولن يغني في الرد عليه الهروب الذي يلبسونه ثوب المنطق!!
                  

03-09-2014, 11:22 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هؤلاء هم الأخوان المسلمون: (مجموعة كتيبات نقدية أخرجها الجمهوريون في هذا التنظيم الدخيل) (Re: عبدالله عثمان)

    Quote: الفصل الثالث

    أسلوب العنف عند الأخوان المسلمين



    مرحلية الجهاد في الإسلام

    لقد جاءت الدعوة الإسلامية في مكة تركز على الإقناع، وتمنع العنف، وتحترم الحرية، بصورة لم يسبق لها مثيل في التاريخ.. يقول تعالى لنبيه الكريم: ((فذّكر!! إنما أنت مذّكر * لست عليهم بمسيطر)) إلى آخر هذه الآيات التي تنهي النبي الكريم، على ما عرف عنه من نزوع طبيعي إلى عدم السيطرة، عن السيطرة!! فلما أساء الناس التصرّف في هذه الحرية الواسعة التي كفلت لهم، برفضهم دعوة التوحيد، كما بيّنا في مقدمة هذا الكتاب، صودر من حريتهم القدر الذي لا يطيقون حسن التصرّف فيه.. فكانت هذه المصادرة بالنسبة للمشركين، وأهل الكتاب، عن طريق الجهاد.. وكذلك شرع الجهاد .. فالسبب في استعمال العنف قد كان بسبب سوء التصرّف في ممارسة الحرية المتمثّل في الكفر.. قال تعالى: ((وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة، ويكون الدين لله، فإن إنتهوا فلا عدوان الاّ على الظالمين)).. ونزلت آية السيف ناسخة لجميع آيات الإسماح والحرية: ((فإذا إنسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم، وخذوهم، وأحصروهم واقعدوا لهم كل مرصد، فإن تابوا، وأقاموا الصلاة، وآتوا الزكاة، فخلّوا سبيلهم، إن الله غفور رحيم)).. وهذه في حق المشركين.. وقد نزلت في حق أهل الكتاب آية الجزية: ((قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله، ولا باليوم الآخر، ولا يحرمون ما حرّم الله ورسوله، ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب، حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون..)) و"صاغرون" معناها حقيرون ذليلون.. وهنا جاء الحديث الشريف: ((أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا الاّ اله الاّ الله، وأن محمدا رسول الله، ويقيموا الصلاة، ويؤتوا الزكاة، ويصوموا الشهر، ويحجوا البيت، فإذا فعلوا عصموا مني دماءهم، وأموالهم، الاّ بحقها.. وأمرهم الى الله..))، "وأمرهم الى الله" تعني أن الناس إنما لا يحملون على العقيدة المستكنّة في الصدور بالإكراه، وإنما يحملون بالإكراه على الإذعان لسلطان المسلمين..
    والحكمة من وراء الجهاد في الإسلام إنما هي طرف من الحكمة من وراء العذاب – عذاب الدنيا، وعذاب الآخرة.. قال تعالى في الأمر بالجهاد: ((قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم، ويخزهم، وينصركم عليهم، ويشف صدور قوم مؤمنين)).. وهي حكمة تعليمية.. فليس العذاب إلاّ تجربة أليمة ترد النفس إلى الجادة في مقبل حياتها الدنيا، أو الأخرى، وذلك بعد أن تكون قد خوطبت بسوء العاقبة فعجزت عن تخيلها.. قال تعالى، في حكمة العذاب التعليمية: ((ما يفعل الله بعذابكم، إن شكرتم، وآمنتم؟؟ وكان الله شاكرا عليما..)).. ولقد كانت الأمم المكذّبة برسلها إنما تعذّب بالعناصر الطبيعية كالطوفان، والريح، والصواعق، حيث يلاقي سائر أفرادها المكذبين الهلاك الذريع، ذلك بأن تلك الأمم قد كانت من الغلظة، والفظاظة، بحيث لا يفضي تعذيبها إلى الحكمة منه الاّ بتلك الصورة الغليظة، الفظّة.. ثم لمّا صار الناس إلى اللطافة ورهافة الحس هونا ما، فصاروا يرتدعون بأقل من التعذيب بالعناصر الطبيعية المهلكة، شرع الجهاد بالسيف، عند البعث الإسلامي الأول، فجعل تعذيب المكذبين بأيدي المؤمنين .. ولقد جاء في ذلك قوله تعالى: "قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم، ويخزهم، وينصركم عليهم، ويشف صدور قوم مؤمنين.." .. تأمل!! يعذبهم الله "بأيديكم" هذه كرامة تحصل لأول مرة فيستبدل الله، في تعذيب المكذبين، أيدي المؤمنين، بدلا من العناصر الطبيعية، الصماء، التي تجتاح إجتياحا، وتعمّم تعميما.. وهذه في حد ذاتها لطف ورحمة!! السبب الذي استحقوا به هذا اللطف هو، إلى جانب الفضل الإلهي، لطافة طبعهم نسبيا، ويقظة عقولهم.. ولقد قال تعالى في ذلك: ((وَإِذْ قَالُوا اللَّـهُمَّ إِن كَانَ هَـand#1648;ذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِندِكَ فَأَمْطِرْ‌ عَلَيْنَا حِجَارَ‌ةً مِّنَ السَّمَاءِ، أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ * وَمَا كَانَ اللَّـهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ، وَمَا كَانَ اللَّـهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُ‌ونَ..)).. تأمل!! "وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم" وهذا محض الفضل، وفيه إشارة لطيفة إلى يقظة عقولهم مما أوجب التخفيف عليهم، وتحويل تعذيبهم من العناصر إلى أيدي إخوانهم المؤمنين.. ثم تجيء الإشارة الصريحة إلى ذلك في قوله تعالى: ((وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون!!))
    وفي خط التحوّل من العذاب بالعناصر الصماء إلى العذاب بسيوف ورماح المؤمنين يجيء قوله تعالى من آية شاملة وواضحة: ((قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم، أو من تحت أرجلكم، أو يلبسكم شيعا، ويذيق بعضكم بأس بعض.. أنظر كيف نصرف الآيات لعلهم يفقهون!!)).. هذه علّة العذاب!! "لعلهم يفقهون"..
    وكما كان التعذيب ببأس الطبيعة مرحلة منصرمة في تاريخ الدعوات الدينية فإن للتعذيب ببأس الحرب (الجهاد) نفس المرحلية التي اقتضتها الظروف التاريخية المحيطة بتطوّر الفرد البشري من الغلظة إلى اللطف.. والحكمة من وراء الجهاد بالسيف حكمة تعليمية كما أسلفنا فالمكذّب، يومئذ، قد احتاج تجربة الحرب والموت، أو الخضوع لوصاية المؤمنين عن طريق السيف، وهو القاصر الذي لا يعرف مصلحته الحقيقة.. وكذلك شرّع القتال في الإسلام تلطفا بالمدعوين من تبعة باهظة لا يقوون عليها، وهم قصّر، وهي حسن التصرّف في الحرية .. كما شرّع في وقت كانت فيه الحرب لا تزال لها المقدرة على حل كثير من المشاكل.. والحرب – الجهاد بالسيف – لا يمكن أن تكون أصلا من أصول الإسلام، وإنما أصل الإسلام السلام .. ولذلك فقد كان النبي الكريم يقول رجعنا من الجهاد الأصغر – الحرب – إلى الجهاد الأكبر – مجاهدة النفس بالرياضات والعبادات..


    سقوط أسباب الجهاد اليوم!!

    وسبب لجوء الاسلام إلى السيف إنما يجيء من جهتين:
    أولاهما المقاومة التي لقيها من أصحاب النفوذ، وممن وقعوا تحت تضليلهم، او تحت إرهابهم، من المستضعفين، وأخراهما إستحالة الإقناع في وقت لم تكن العقول فيه مستنيرة بانتشار التعليم، ولا القلوب فيه سليمة بتوّفر أسباب الأمن.. فالناس لذلك قد كانوا في طور قصور يحتاجون فيه الى وصي رشيد يحملهم على مصلحتهم بالإكراه.. وأما اليوم!! فإن البشرية، في جملة أفرادها، قد قطعت مرحلة كبيرة نحو النضج والأستواء، بسبب انتشار وسائل التعليم، ووسائل الإتصال، وتوّفر أسباب الأمن، وبروز كثير من مظاهر حكم القانون، وذلك بحيث صار أفرادها قادرين على رؤية الحق، وعلى التمييز الدقيق بينه وبين الباطل.. وصارت قوة الحق كافية لإحداث التغيير إلى الأحسن من غير حاجة إلى ممارسة العنف، لا سيما وقد خرج الأفراد من كثير من صور الإستضعاف، والتضليل، والإرهاب التي وقع فيها أسلافهم على يدي أصحاب النفوذ، وذلك إلى حيث صاروا أكثر إدراكا لمصلحتهم الحقيقية، وأكثر إستعدادا للتجاوب مع دعوة الحق..
    هذه التحولات الكبيرة تلقى على الدعاة الإسلاميين واجبات جديدة، تمام الجدّة!! وهي أن يقدموا الدعوة في صورة مقنعة ومؤثرة.. وذلك بان يطبقوا ما يدعون إليه على أنفسهم قبل مباشرتهم هذه الدعوة حتى تكون دعوتهم بلسان الحال، وهو الأخلاق، سابقة للسان المقال، وذلك توّرعا من نذير هذه الآية: ((يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لاتفعلون؟؟ * كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون!!)).. ولذلك فقد آن الأوان أن يرتفع أسلوب الدعوة الإسلامية من الجهاد للآخرين بالسيف، الذي اقتضاه حكم الوقت الماضي، إلى مستوى جهاد النفس.. وهذا ما سماه النبي بالجهاد الأكبر، وبفضل هذا الجهاد نرتفع الى مستوى الإقناع، والإسماح، والسلام، الذي تقوم عليه آيات أصول القرآن..


    مفهوم الجهاد عند الأخوان المسلمين

    وفي هذا الوقت الذي تهيأت فيه البشرية للتبشير بالإسلام في مستواه العلمي القائم على الإقناع، والإسماح، والسلام، حيث اتجه الرأي العالمي إلى نبذ العنف، ولم تعد الحرب لتحل مشكلة من المشاكل، يجيء تنظيم الأخوان المسلمين ليدعو المسلمين إلى الجهاد!! فها هو الشيخ حسن البنا، مؤسس الدعوة، يفرد رسالة خاصة بالجهاد، أسماها "رسالة الجهاد" أورد فيها العديد من النصوص التي تحّض على الجهاد، داعيا إلى إتخاذه أساسا لأسلوب الدعوة الإسلامية اليوم، وقد وجه في خاتمة هذه الرسالة هذه الدعوة إلى الأخوان المسلمين:
    ((أيها الأخوان إن الأمة التي تحسن صناعة الموت وتعرف كيف تموت الموتة الشريفة يهب لها الله الحياة العزيزة في الدنيا، والنعيم الخالد في الآخرة، وما الوهن الذي أذلنا الاّ حب الدنيا، وكراهية الموت، فأعدوا أنفسكم لعمل عظيم واحرصوا على الموت توهب لكم الحياة)) صفحة 6 – مجموعة رسائل حسن البنا.
    والشيخ البنا كثير الحديث عن "صناعة الموت" فقد كتب عام 1934 (مقالا عن الجهاد أسماه "صناعة الموت"، وفي أوج نشاط الجهاز السرّي وقوته أعاد البنا نشر نفس المقال بعد أن غيّر العنوان ليصبح أكثر غرابة "فن الموت") ص 132 من كتاب "حسن البنا متى.. وكيف.. ولماذا؟" للدكتور رفعت السعيد – أخذا عن جريدة "الأخوان المسلمون" عدد 16/8/1946..
    هكذا يدعو الشيخ حسن البنا إلى إتقان "صناعة الموت" او "فن الموت" في هذا العصر الذي يوجب علينا الإسلام أن نتعلّم "فن السلام"، وأن نعلّمه البشرية التي قضت تاريخها كله محاربة حتى لم تعد الحرب لتحل مشكلة واحدة من مشاكلها، وحتى صارت حاجتها إلى السلام هي حاجة حياة أو موت..
    لقد لبّست على الدعاة الأسلاميين، كالشيخ حسن البنا، أمر الجهاد تلك النصوص الصريحة المستفيضة في القرآن، والحديث الشريف التي تحض عليه.. فخفيت عليهم حكمته، واتسامه بسمة الموقوتية.. وفي أصل الدين، الذي لم تكن الظروف التاريخية، يومئذ، ملائمة للتشريع في مستواه، كما أسلفنا، فإن الحياة في سبيل الله أولى بالإنسان من الموت في سبيل الله.. الحياة في سبيل الله تقتضي مجاهدة النفس، التي أسماها النبي الكريم الجهاد الأكبر، في مقابل جهاد الأعداء الخارجيين – الجهاد الأصغر – ذلك بأن أعدى الأعداء، بالنسبة لكل منّا، إنما هو نفسه.. قال النبي الكريم ((إن أعدى أعدائك نفسك التي بين جنبيك)) حتى لقد ذهب بعض العارفين يؤّل قوله تعالى: ((يا أيها الذين آمنوا قاتلوا الذين يلونكم من الكفار، وليجدوا فيكم غلظة، وأعلموا أن الله مع المتقين..)) بأن من يلوننا من الكفار، وهم أقربهم إلينا، إنما هم نفوسنا.. فالكفار في خارجنا إنما هم آيات آفاق، ويقابلهم الكفار في داخلنا – وهم نفوسنا .. ((سنريهم آياتنا في الآفاق، وفي أنفسهم، حتى يتبين لهم أنه الحق!! أو لم يكف بربك أنه على كل شيء شهيد؟؟))
    هذا، والحياة في سبيل الله أصعب، وبما لا يقاس، من الموت في سبيل الله، ذلك بأن الحياة في سبيل الله تقتضي التطوّر، في مضمار النفس، من النفس الحيوانية إلى النفس الإنسانية.. بترويض النفس، واستئناسها، وكبح جماح أهوائها، ومراغمة بدواتها.. وهو عمل تربوي جد عسير، وجد طويل.. فدعوة الشيخ حسن البنا إلى إتقان "صناعة الموت" إنما هي تنّكب عن أصل الدين، في وقت إستبعد فيه الفرد البشري، والمجتمع البشري، لأن يشرّع له في مستوى هذا الأصل الذي لم ينّزل عنه التشريع، إلى الفرع، في الماضي، الاّ بسبب حكم الوقت.. فالدعوة إلى الحرص على الموت، كما جاء على لسان الشيخ حسن البنا: ((وأحرصوا على الموت توهب لكم الحياة))، في هذا العصر، إنما هي دعوة إلى النصول عن الواجب الديني المباشر، وهو تسليك النفس، وفق المنهاج النبوي في العبادة، وفي العادة، وما تقتضيه من مجاهدة جادة، وطويلة.. ويلبّس هذا النصول عن هذا الواجب بطلب الإستشهاد!! مع أن طلب الإستشهاد، مع غياب حكم الوقت الذي يقتضيه، إنما هو استجابة لحظ من حظوظ النفس، وهو من أهوائها، هو اصطناع البطولة، وتصيّد السمعة..
    ومع أن مفهوم الجهاد، عند الأخوان المسلمين، مستمد، أساسا من مؤسس الدعوة الشيخ حسن البنا، الاّ إن كتابات الأستاذ سيد قطب هي التي بلورت هذا المفهوم، وركزت عليه، أشد التركيز.. قال في كتابه "معالم في الطريق": "إن الجهاد ضرورة للدعوة إذا كانت أهدافها هي إعلان تحرير الإنسان إعلانا جادا يواجه الواقع العملي بوسائل مكافئة له في كل جوانبه، ولا يكتفي بالبيان الفلسفي النظري!! سواء كان الوطن، الإسلامي – وبالتعبير الإسلامي الصحيح: دار الإسلام – آمنا أم مهددا من جيرانه"!!
    هذا ما قاله الأستاذ سيد قطب.. وهي قولة تحتاج إلى قدر كبير من المراجعة.. فتحرير الإنسان في هذا العصر، لا يتم عن طريق الجهاد، وإنما يتم عن طريق تقديم الإسلام كعلم نفس، يحرّر الإنسان من الجهل بحقيقة الوجود، ومن الخوف الموروث، والمكتسب، نتيحة لذلك الجهل.. أكثر من ذلك!! فإن الجهاد كأسلوب للدعوة الإسلامية، في هذا العصر، إنما هو معوّق، أشد التعويق، لتحرير الأنسان – الذي أخذ يشب عن طوق الوصاية في شتى صورها.. وما هو "الواقع العملي" الذي يعنيه الأستاذ سيد قطب، وهو يتحدّث عن الجهاد كأسلوب للدعوة، "يواجه الواقع العملي بوسائل مكافئة له في كل جوانبه"؟؟ أليس هو الواقع العملي للحياة المعاصرة الذي لم تعد فيه الحرب بقادرة على حل المشاكل، وأصبح قصاراها أن تسوق المتحاربين إلى تربيزة المفاوضات لحل مشاكلهم بالتفاوض؟؟ أليس هو الواقع العملي للحياة المعاصرة الذي تطوّرت فيه أسلحة الحرب تطوّرا جعل الجهاد "عمليا" غير ممكن، إلى جانب أنه دينيا غير مطلوب؟!
    وسيد قطب، وهو يرى أن الجهاد ضرورة لا تنفك للدعوة لتحرير الإنسان، في هذا العصر، إنما يلتقي تماما، ومن غير وعي منه، مع الماركسيين، الذين يرون أن العنف، والقوة، شرطان ضروريان لإحداث أي تغيير إجتماعي أساسي!! هو يلتقي بهم هذا الإلتقاء في أمر العنف وذلك بعد أن خلّفت البشرية عهد التغيير بالعنف، وأخذت تستقبل عهد التغيير الفكري.. أو "الثورة الفكرية".. والأستاذ سيد قطب إذ يرى أن الجهاد "ضرورة" للدعوة الإسلامية، لا ينفك عنها، على الإطلاق، كأنه يرى أن ليست ثمة صورة يقدم فيها الإسلام إلى البشرية المعاصرة سوى صورة الوصاية.. وها هو الشيخ البنا يقرّر ذلك بصورة مباشرة فيقول، بعد أن أورد نصا من نصوص الجهاد: ((ومعنى هذا أن القرآن الكريم يقيم المسلمين أوصياء على البشرية القاصرة، ويعطيهم حق الهيمنة والسيادة على الدنيا لخدمة هذه الوصاية النبيلة.. وإذن فذلك شأننا لا من شأن الغرب ولمدنية السلام لا لمدنية المادة)) – مجموعة رسائل حسن البنا – ص 127 – هذا ما قاله الشيخ حسن البنّا، وهو لا يرى للدعوة الإسلامية من صورة، الاّ صورة الوصاية .. أكثر من ذلك!! فإنه يرى أن المسلمين أولى بأن يكونوا أوصياء على البشرية المعاصرة من الغرب!! مفترضا أن هذه البشرية قاصرة!! مفترضا أنها ستذعن لوصاية المسلمين، بعد أن تتحرّر من وصاية الغرب!! فهل يمكن أن يقبل الإنسان المعاصر، بذكائه، وتفتحه، على دعوة تعلن هذا الرأي الغريب عنه؟؟
    ثم يتحدّث الشيخ البنا عن "مدنية الإسلام" و"مدنية المادة"، وهو يخلط بين المدنية والحضارة خلطا واضحا.. فإن ما عليه الغرب اليوم من تقدّم مادي إنما هو حضارة وليس مدنية.. فالحضارة هي هذا الإرتفاق بوسائل الحياة الحديثة التي أنتجها العلم الحديث، والتكنلوجيا، بينما المدنية هي الإلتزام الأخلاقي الذي ينم عن حرية الفرد الداخلية.. ولذلك فإن عبارة الشيخ البنا "مدنية المادة" عبارة تحتاج إلى قدر كبير من المراجعة..
    ومفهوم الجهاد عند الأخوان المسلمين لا يقف عند حد الحرب لنشر الدعوة الاسلامية، وإنما هو عبارة عن عملية تحطيم شاملة!! فقد قال الأستاذ سيد قطب: ((وكما أسلفنا فإن الإنطلاق بالمذهب الإلهي تقوم في وجهه عقبات مادية من سلطة الدولة، ونظام المجتمع، وأوضاع البيئة، وهذه كلها هي التي ينطلق الإسلام لتحطيمها بالقوة!!))
    وأعمال العنف التي يسميها الأخوان المسلمون جهادا في سبيل الله، ويسمون الموت فيها استشهادا، إنما هي موجهة أساسا للمسلمين!! هذا في حين أن الأمر للنبي الكريم بالقتال إنما هو يعصم دماء، وأموال، الناس إذا ما شهدوا الشهادة، وأقاموا أركان الإسلام الأخرى.. حتى ولو كانوا بذلك منافقين!! كما قرّر الإسلام، بصورة لا لبس فيها ولا غموض، أنه: ((كل المسلم على المسلم حرام: دمه، وماله، وعرضه، وأن يظن به ظن السوء!!)) وقد نهى النبي الكريم، نهيا قاطعا، عن قتال أي فرد يشهد الشهادة، حتى ولو كان إنما يشهدها تقية منه للقتل!! رويّ أن أحد الأصحاب قال: ((يا رسول الله أرأيت لو أن مشركا قاتلني، فضرب يدي، فقطعها، ثم لاذ بشجرة، وقال: "أشهد الاّ إله الاّ الله، وأشهد أن محمدا رسول الله.." أأقتله؟؟ قال: لا!! قال: ولكنه إنما قالها ليحمي نفسه مني!! فقال: لا تقتله!! فإنك إن تقتله تكن في مكانه قبل أن يقولها، ويكن في مكانك قبل أن تقتله!!)) .. وقال النبي الكريم: ((إنه يستعمل عليكم أمراء، فتعرفون وتنكرون، فمن كره فقد بريء، ومن أنكر فقد سلم، ولكن من رضي وتابع!! قالوا: يا رسول الله الا نقاتلهم؟؟ قال: لا!! ما أقاموا فيكم الصلاة!!)) ومن هنا تبرز مفارقة الأخوان المسلمين التامة لأحكام الجهاد.. فالجهاد إنما كان موجها أساسا لغير المسلمين، ثم إنه كان لا يقوم على الغدر، وأسلوب الإغتيال الذي يمارس الأخوان المسلمون اليوم.. وسنرى في الباب الثاني من هذا الكتاب: ((الأخوان المسلمون في مجال الممارسة)) كيف يمارس الأخوان المسلمون أسلوب الإغتيالات الفردية للمسلمين، وكيف اشتركوا في تخطيط، وتنفيذ الغزو الأجنبي، والمؤامرات الدموية التي راح ضحيتها عشرات المسلمين!!


    الأساليب التي تغذّي روح العنف عند الأخوان المسلمين

    وهكذا يلتقي الأخوان المسلمون، من حيث لا يشعرون، في ضرورة أسلوب العنف لإحداث أي تغيير أساسي في المجتمع، مع الماركسية التي يعادونها بغير وعي.. وقد ظلّ العنف هو السمة الملازمة لسلوك الأخوان المسلمين، كتنظيم، وكأفراد، منذ أن نشأت حركتهم في مصر، في حوالي عام 1928.. ويرجع ذلك إلى عدة أسباب، منها ضعف التوحيد عند أساتذتهم، مما جعل دعوتهم تقوم على فهم خاطيء للجهاد، كما رأينا، ومنها غياب المذهبية الفكرية المحددة، ومنها إغفال أساليب التربية، والتسليك الديني، والإستعاضة عن كل أولئك بالحماس العقيدي..
    ثم أن هناك عدة روافد غذّت هذا الإتجاه إلى العنف عند الأخوان المسلمين.. منها، مثلا، أن أغلبية الذين ينتمون إلى تنظيمهم من الطلاب، ومن الشباب، ممن يعيشون في مرحلة المراهقة، أو ممن يتأثرون بآثارها، وهم، بذلك، إنما يميلون إلى الإندفاع، والحماس، ويملكون من الطاقات الجسدية، والعاطفية، ما لاتجد، عند تنظيم الأخوان المسلمين، المنهاج التربوي الذي يستوعبها، ويهذبها، ويحد من إندفاعاتها.. بل، على العكس من ذلك تماما، فهي لا تجد عند هذا التنظيم الاّ الإثارة التي تغذيها، وتلهبها، وتبرّر إتجاهها إلى الحماس الطائش!! أضف إلى ذلك الملابسات التاريخية التي نمّت عند هذا التنظيم روح العنف، ولبسته عليه بمفهوم الجهاد في البعث الإسلامي الأول.. تلك الملابسات التي صحبت نشأة هذا التنظيم في مصر من المشاركة في بعض الأعمال العسكرية في حرب فلسطين، وحرب السويس.. ومن الصراع العنيف الذي دار بينهم وبين الحكومات المختلفة في مصر، وما تعرضوا له من إضطهاد وتصفية، وما قاموا به من محاولات للوصول إلى السلطة عن طريق القوة، ومن محاولات لإرهاب، أو أغتيال، خصومهم السياسيين.. ومن العوامل التي تغذى اتجاهات العنف عند الأخوان المسلمين أساليب التعبير.. فهي أقرب إلى الأحاديث الإنشائية الأدبية منها الى التعبير العلمي الذي تصحبه الضوابط الفكرية.. فهم شديدو الإهتمام بالخطابة، وبالشعر الحماسي، مما يحد من الفكر الموضوعي، ويذّكي الإندفاعات، والإنفعالات العاطفية.. كما ظلّ الأخوان المسلمون، دائما، شديدي الإهتمام بضروب التدريبات العسكرية والرياضة البدنية، التي تعدّهم لأعمال العنف.. وهم إنما يتخذون من أشكال التنظيم ما يتمشى مع روح العسكرية، عندهم، فيقسمون أنفسهم إلى وحدات، مثل: "الأسرة" و"الكتيبة" .. بل أن لهم فرقا عسكرية بحتة مثل: "فرق الجوّالة"، و"الكتائب"، ولهم تنظيمات فدائية معدّة بالسلاح، وبالتدريب على استعماله، كما أن لهم تنظيما سريا كان يسمى عندهم في مصر "بالنظام الخاص" حيث كانوا يتخذون من الأناشيد الحماسية ما يغذي فيهم روح العنف، مثل هذه الأبيات من نشيد "الكتائب" – كما جاء في مجموعة رسائل حسن البنا:

    هو الحق يحشد أجناده ويعتد للموقف الفاصل
    فصفوا "الكتائب" آساده ودكوا به دولة الباطل
    تآخت على الله أرواحنا إخاء يروع بناء الزمن
    وباتت فدى الحق آجالنا بتوجيه "مرشدنا" المؤتمن
    أخا الكفر إما اتبعت الهداة فأصبحت فينا الأخ المقتدى
    وإما جهلت فنحن الكماة نقاضي الى الروع من هددا
    إذا لأذقناك ضعف الحياة وضعف الممات ولن تنجدا!!

    والأخوان المسلمون يعتبرون أنفسهم "جنودا" للدعوة، ويسمون دعوتهم غيرهم للإنضمام إليهم "تجنيدا".. وهكذا فإن مفهوم الدعوة العقيدي البحت، وأشكال التنظيم فيها، والظروف التاريخية التي مرت بها، وأسلوب التعبير، والإصطلاح، إنما هي، جميعا، تغذّي ذلك الإتجاه الى العنف، والإرهاب، وتنميه.. كما يربط الأخوان المسلمون إتجاه العنف عندهم بتصوّر خاطيء للبطولة، مما يزيد إغراء المراهقين بهذا الإتجاه.. وحسب "البيعة"، وهي قسم الولاء الذي يؤديه الأخوان المسلمون، يصبح الجهاد في سبيل الله هو الجهاد في سبيل دعوتهم!! وقد أورد الدكتور رفعت السعيد، نص البيعة، كما يلي: ((أعاهد الله العلي العظيم على التمسّك بدعوة الأخوان المسلمين والجهاد في سبيلها والقيام بشرائط عضويتها والثقة التامة بقيادتها، والسمع والطاعة في المنشط والمكره، وأقسم بالله العظيم على ذلك، وأبايع عليه.. والله على ما أقول وكيل)) ص 52 من كتاب ((حسن البنا متى.. كيف.. ولماذا؟)).. ويزيد من خطر هذه البيعة أنها – كما هو واضح من نصها – إنما هي بيعة بالولاء لتنظيم الأخوان المسلمين، وليس للإسلام.. وهي بيعة غير مشروطة!! فهي لا تنص صراحة على اشتراط الا تحيد دعوة الأخوان المسلمين عن مباديء الإسلام، وذلك مما يجعل المبايع ملتزما بحرفية هذه البيعة، وإن حادت الدعوة عن مباديء الإسلام، ومما يجعله مطيعا لقائده وإن كانت أوامر، وتوجيهات هذا القائد مفارقة للدين.. وهذا ما حدث بالفعل كما سنرى في هذا الكتاب...
    هذا مع أن البيعة في العهد الأول إنما كانت تقوم على الطاعة في المعروف، وليست على الطاعة المطلقة: ((يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَىand#1648; أَن لَّا يُشْرِ‌كْنَ بِاللَّـهِ شَيْئًا، وَلَا يَسْرِ‌قْنَ، وَلَا يَزْنِينَ، وَلَا يَقْتُلْنَ أَوْلَادَهُنَّ، وَلَا يَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ يَفْتَرِ‌ينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْ‌جُلِهِنَّ، وَلَا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُ‌وفٍ، فَبَايِعْهُنَّ، وَاسْتَغْفِرْ‌ لَهُنَّ اللَّـهَ، إِنَّ اللَّـهَ غَفُورٌ‌ رَّ‌حِيمٌ)).. تأمل!! ((ولا يعصينك في معروف!!)) هذا حديث يساق للنبي نفسه!! ولقد سار على هذه البيعة أبوبكر حينما ولي أمر المسلمين، فقال: ((لقد ولّيت عليكم، ولست بخيركم، فإن رأيتموني على حق فأعينوني، وإن رأيتموني على باطل فسددوني!! أطيعوني ما أطعت الله فيكم، فإذا عصيته فلا طاعة لي عليكم))!!
    هذه هي شروط البيعة في الإسلام.. إلتزام من جانبي البيعة على طاعة الله..

    وشعار مجلة "الدعوة" التي تصدر الآن، بمصر، إنما يعبّر، تماما، عن روح العنف التي يقوم عليها تنظيم الأخوان المسلمين، ويغذيها، وينميها بين أعضائه، فهو عبارة عن صورة "حمراء" للمصحف فوق سيفين مشرعين، تحتها عبارة "وأعدوا" وهي مأخوذة من آية من آيات الجهاد هي ((وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم)).. وهو استخدام خاطيء للآية الكريمة.. إذ هو استغلال للجهاد، بعد إنصرام حكم وقته، في الأغراض السياسية.. بينما نزلت الآية تحض على الإعداد للجهاد حينما كان للجهاد حكم الوقت، وحيث استخدم أحسن الإستخدام في سبيل نشر الإسلام..
                  

03-09-2014, 11:24 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هؤلاء هم الأخوان المسلمون: (مجموعة كتيبات نقدية أخرجها الجمهوريون في هذا التنظيم الدخيل) (Re: عبدالله عثمان)

    Quote: الفصل الرابع

    الأخوان المسلمون والديمقراطية


    ليس في الشريعة ديمقراطية!!

    ليس في الشريعة الإسلامية، الموروثة، ديمقراطية، لأن البشرية في القرن السابع الميلادي لم تكن مستعدة للحكم الديمقراطي، وإنما كان الحكم الإسلامي، يومئذ، هو حكم الشورى، وهو حكم الفرد الرشيد الوصي على قوم قصّر، والذي قد أمرّ أن يستشيرهم ليشعرهم بكرامتهم الإنسانية، وليعطيهم فرصة في مباشرة شئونهم حتى يتعلموا، تحت توجيهه، كيف يحسنون التصرّف فيها، وليتأهلوا لمرحلة الحكم الديمقراطي، حينما يخرجون من القصور الى الرشد!! والشورى ليست ديمقراطية، لأن الوصي ليس ملزما بإتباع رأي القاصر، إذا رأى رأيا يخالفه.. فالشورى مشاورة تملك حق المخالفة، وما هكذا الديمقراطية، فإن الحكم الديمقراطي يقتضي الإلتزام برأي الأغلبية.. وآية الشورى هي: ((فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ، وَلَوْ كُنتَ فَظّاً، غَلِيظَ الْقَلْبِ، لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ، فَاعْفُ عَنْهُمْ، وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ، وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْر،ِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ، إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ..)) – وقد نزلت آية الشورى هذه ناسخة لآيتي الديمقراطية حينما أديل مستوى التنزيل من المسئولية على الوصاية.. وآيتا الديمقراطية هما: ((فذّكر!! إنما أنت مذّكر* لست عليهم بمسيطر!!)) .. أما اليوم، وقد تهيأت البشرية للحكم الديمقراطي، فقد أنّى أن يتطوّر التشريع من مستوى الشورى إلى مستوى الديمقراطية، بعد أن خدم حكم الشورى غرضه – خدمه حتى استنفده – ولقد كان أمثل أنظمة الحكم في عهده ..
    إن جوهر الديمقراطية لهو المسئولية الفردية في ممارسة حق الخطأ.. ولقد كان النبي الكريم، وحده، في الماضي، هو المسئول مسئولية فردية، فيما يأتي، وما يدع، أمام الله تعالى، بينما كان سائر الناس على درجة من القصور إستوجبت وصاية النبي الكريم عليهم.. ولذلك فليس في الشريعة، (مستوى عمل الأمة)، ديمقراطية، وإنما تلتمس الديمقراطية في السنّة (مستوى عمل النبي..)..


    الأخوان المسلمون يدعون إلى حكم الوصاية في عهد الديمقراطية

    يقول الأستاذ سيد قطب ((كذلك لم أستسغ حديث من يتحدثون عن "إشتراكية الإسلام" و"ديمقراطية الإسلام"..)) "العدالة الإجتماعية في الإسلام – صفحة 97"..
    فسيد قطب، بذلك، إنما يرفض أن يكون الإسلام إشتراكيا، وديمقراطيا!! في هذا العصر الذي أصبحت فيه الإشتراكية، والديمقراطية جماع تطلعات الشعوب، وجماع حاجاتها.. حتى صارت سائر الفلسفات، وسائر الأنظمة في العالم اليوم إنما تدّعيها، حتى ولو كان بعضها لا يعنيهما، وقد عجزت جميعها عن تحقيقهما.. وبذلك يجرد الأخوان المسلمون الإسلام من أخص خصائصه التي ترشحه لحل أزمة "التنظيم الإجتماعي" التي تواجهها البشرية المعاصرة وهو العجز عن الجمع بين الإشتراكية والديمقراطية في جهاز حكومي واحد – وذلك حيث عجزت عن ذلك الفلسفات الإجتماعيات، جميعا.. فكأن سيد قطب حينما لم "يستسغ" أن يكون الإسلام ديمقراطيا وإشتراكيا، أراد أن ينزّه الإسلام عن نقص يلحقه به بعض المسلمين!! ولعل في ذهنه تلك الصورة الشائهة للديمقراطية، والإشتراكية، التي أخذها عن التطبيق الخاطيء لهما في عالم اليوم.. فدفعته هذه الصورة الشائهة لرفض الديمقراطية والإشتراكية في جوهرهما!! وليست الإشتراكية هي الماركسية.. وإنما الماركسية مدرسة من المدارس الإشتراكية، سيئآتها أكبر من حسناتها.. وإنما يأتي الإسلام ليصحّح تلك الممارسات، وليحقّق الديمقراطية الصحيحة، والإشتراكية الصحيحة.. فإن الإسلام، في أصوله، إنما هو أولى بهما من غيره، فما ينبغي أن ننسب اليهما تزييف المزيفين لنجرّد الإسلام منهما، وهما من أكبر فضائله..
    ولا يرى سيد قطب الاّ أن تقوم سياسة الحكم في الإسلام على أساس: ((العدل من الحكام، والطاعة من المحكومين، والشورى بين الحاكم والمحكوم)) صفحة 101 المصدر السابق – فهو لا يرى نظاما للحكم في الإسلام سوى الشورى.. وهو نظام الوصاية الذي إقتضاه حكم الوقت المتمّثل في قصور الناس في الماضي.. فليس هناك اليوم، رجل هو من الكمال بحيث يؤتمن على حريات الآخرين فيقام عليهم وصيا، وإنما صار ثمن الحرية الفردية هو دوام سهر كل فرد عليها، وإرتفاعه إلى مستوى حسن التصرّف فيها.. وذلك إنما هو مراد الدين بالأصالة حيث نهى الله تعالى نبيه، وهو على ما هو عليه من كمال الأخلاق، والترفع عن السيطرة على الآخرين – نهاه بقوله: ((فذّكر!! إنما أنت مذكّر* لست عليهم بمسيطر))!! وكذلك يرى الشيخ حسن البنا صلاحية نظام الشورى لهذا العصر فيقول بالنسبة للحاكم والأمة: ((وعليه أن يشاورها وأن يحترم إرادتها، وأن يأخذ الصالح من آرائها))!! – مجموعة رسائل حسن البنا صفحة 361 – فهي دعوة للوصاية في غير وقتها، ذلك بأن الشعوب قد تهيأت لها أسباب الإستنارة، وأسباب الأمن، بدرجة أبرزت شخصيتها ونضجها مما يتقاضى الحاكم "ان يحترم إرادتها" المتمثلة في إرادة أغلبية مجموعها، وأن يأخذ برأي الأغلبية.. فلا يعطي نفسه الحق في تقدير ما هو صالح من آرائها، وما هو طالح، للأخذ بالأول وإطّراح الثاني.. وإنما تريد الشعوب، اليوم، أن ترى إرادتها نافذة، وأن يكون الحكام تجسيدا لهذه الإرادة، وتنفيذا لها .. وهذا، كما أسلفنا، مراد الدين بهذه الشعوب بالأصالة..
    فالأخوان المسلمون، بذلك، إنما لا يرون مرحلية الوصاية في حكم (الشورى) التي استوجبها حكم الوقت في الماضي – حكم الوقت المتمّثل في قصور الناس عن ممارسة حقوقهم الديمقراطية في المسئولية الفردية، والحرية الفردية.. ولذلك يتحدّث الشيخ البنا عن (الشورى) كصورة واحدة لنظام الحكم، في الإسلام، في كل العصور..
    قال العشماوي، عضو مكتب الإرشاد لجماعة الأخوان المسلمين: ((عند أوّل عهدي بعضوية مكتب الإرشاد ثار البحث: هل الشورى في الإسلام ملزمة أم غير ملزمة؟؟ أي هل يتقيّد فضيلة المرشد العام برأي مكتب الإرشاد أو يخالفه إذا شاء؟؟ وكان رأي الإمام الشهيد أن الشورى ليست ملزمة، وللمرشد ان يأخذ برأي المكتب، ويجوز له أن يخالفه)) – كتاب "حسن البنا .. متى .. كيف.. ولماذا؟" للدكتور رفعت السعيد – ص 51 – نقلا عن مجلة الدعوة عدد 12/2/1952.
    صحيح أن المرشد الديني، صاحب الدعوة الدينية، الذي يدعو الناس الى الدين، فيلتف حوله الأتباع، إنما هو، في أي زمان، وفي أي مكان، في وضع الوصي الرشيد على أتباعه.. ذلك بأنه مصدر التلقي، والفتوى، في أمر ترشيدهم، وتسليكهم، فلا يعقل أن يكون ملزما بالأخذ برأي تلاميذه، وإطرّاح رأيه، في مسألة تتعلّق بهذا الترشيد والتسليك.. ولما كان هذا الوقت هو وقت الحكم الديمقراطي، وليس هو وقت الشورى في الحكم، فإن دأب المرشد الديني، اليوم، هو أن يبلغ أتباعه، عن طريق الترشيد، والتسليك، والتربية، مبلغ النضج، والرشد، الذي يؤهلهم لممارسة حقوقهم الديمقراطية في الحكم كاملة، فيرفع عنهم جميع صور الوصاية المرحلية عليهم.. حتى أنه ليخرج نفسه تماما من بينهم وبين ممارسة الحكم الديمقراطي الكامل كلما وسعهم ذلك.. غير أن الأخوان المسلمين لا يرون هذه المرحلية للوصاية، وإنما هم يسحبونها على نظام الحكم، في هذا الوقت، الذي إستأهلت فيه الشعوب نظام الحكم الديمقراطي.. ومن ثم يتوّرط الأخوان المسلمون في التخليط بين الوصاية في أمر الإرشاد الديني، والوصاية في أمر الحكم.. كما يتّضح من أقوال الشيخ البنا..
    أكثر من ذلك!! فإنهم إنما يتورطون في التخليط بين أحكام الشريعة الإسلامية والأنظمة الحديثة للحكم، من غير أن يقدموا فكرة محددة لسياسة الحكم.. قال الشيخ البنا: ((بهذا الإعتبار يمكن أيضا أن نقول في إطمئنان ان القواعد الأساسية التي قام عليها الدستور المصري لا تتنافى مع قواعد الإسلام، وليست بعيدة عن الإسلام، ولا غريبة عنه)) مجموعة رسائل حسن البنا صفحة 366. هذا ما قاله الشيخ البنا وهو يحاول التوفيق بين أحكام الشريعة الإسلامية و" القواعد الأساسية التي قام عليها الدستور المصري" وهو يعني، هنا، دستور عام 1923.
    أما بالنسبة للقواعد الأساسية لذلك الدستور، ونحن نفترض هنا أن الشيخ البنا يعني بالقواعد الأساسية الحقوق الأساسية التي نصّ عليها ذلك الدستور، فقد جاء في المادة الثالثة منه: ((المصريون لدى القانون سواء، وهم متساوون في التمتّع بالحقوق المدنية والسياسية وفيما عليهم من الواجبات والتكاليف العامة لا تمييز بينهم في ذلك بسبب الأصل أو اللغة أو الدين)).. ونصت المادة 12 من ذلك الدستور على: ((حرية الإعتقاد مطلقة)) .. ونصت المادة 13 على: ((تحمي الدولة حرية القيام بشعائر الأديان والعقائد طبقا للعادات المرعية في الديار المصرية على الاّ يخل ذلك بالنظام العام ولا ينافي الآداب)).. وتنص المادة 14: ((حرية الرأي مكفولة، ولكل إنسان الإعراب عن فكره بالقول أو الكتابة أو بالتصوير أو بغير ذلك في حدود القانون)).. وتنص المادة 15: ((الصحافة حرة في حدود القانون، والرقابة على الصحف محظورة وإنذار الصحف أو وقفها أو إلغاؤها بالطريق الإداري محظور كذلك إلا إذا كان ذلك ضروريا لوقاية النظام الاجتماعي))..
    وتنص المادة 20: ((للمصريين حق الاجتماع في هدوء وسكينة غير حاملين سلاحا..)).. وتنص المادة 21: ((للمصريين حق تكوين الجمعيات، وكيفية استعمال هذا الحق يبينها القانون))..
    إذا كان الشيخ البنا يعني بـ "القواعد الأساسية" للدستور المصري هذه الحقوق الأساسية: ((المساواة أمام القانون، حرية الإعتقاد، وحرية الرأي، وحق الإجتماع، وحق تكوين الجمعيات الخ..)) ويعني بـ "قواعد الإسلام" أحكام الشريعة الإسلامية الموروثة.. فليس في هذه الشريعة حقوق أساسية، لأنها قامت، كما أسلفنا في مقدمة هذا الكتاب، على الوصاية، بل أن آياتها قد نزلت ناسخة لآيات الحقوق الأساسية، ومن ثمّ فليس في هذه الشريعة دستور.. وإنما الحقوق الأساسية "الدستور" في أصول القرآن الكريم التي نسختها فروع القرآن (الشريعة الموروثة).
    ثم أنه لا عبرة بالحقوق الإساسية التي نصّ عليها دستور 1923 المصري، فهي قد كانت حبرا على ورق.. وتمويها للديمقراطية، وتضليلا للشعب المصري.. فالمادة الأولى من ذلك الدستور تنص علي: ((مصر دولة ذات سيادة، وهي حرة مستقلة ملكها لا يجزأ ولا ينزل عن شيء ومنه وحكومتها ملكية وراثية وشكلها نيابي)).. والمادة 33 من ذلك الدستور تقول: ((الملك هو رئيس الدولة الأعلى وذاته مصونة لا تمس))!! ولا يمكن أن يكون الحكم ديمقراطيا، ولا الحقوق الأساسية للمواطنين مرعية، في نظام ملكي مطلق، يتمتّع فيه الملك ببقايا حق الملوك المقدس، إذ أن: ((ذاته مصونة لا تمس))، وهو الحق الذي عطل حركة الشعوب نحو الحرية، وأخّر مجيء الديمقراطية في العالم.. ثم أن ذلك الدستور ليتنافى، أشد التنافي، مع أحكام الشريعة الموروثة التي تقوم على الوصاية الرشيدة، وليس على الحكم المطلق الغاشم، أو "الملكية الوراثية".. وأين الإقرار بأن ذات الملك "مصونة لا تمس" من قول أبي بكر غداة توليه الخلافة: ((وإن رأيتموني على باطل فسددوني))؟؟. إن دستور 1923 المصري ليتنافى مع أصول القرآن، كما يتنافى مع الشريعة الإسلامية الموروثة .. وليس رأي الأخوان المسلمين عنه إلا من قبيل مخططاتهم السياسية لممالأة الحكام من أجل إحتواء السلطة.. وإلاّ فكيف يجوز لدعاة إسلاميين أن يخاطبوا الملوك بهذه العبارات: ((إلى سدة صاحب الجلالة الملكية حامي الدين ونصير الإسلام والمسلمين مليك مصر المفدى))!! كما فعل الأخوان المسلمون – مذكرات الدعوة والداعية صفحة 156؟؟
    هذا!! والدستور المصري لسنة 1923 إنما كان يعتبر منحة من الملك للشعب.. جاء في كتاب (موجز القانون الدستوري) للدكتور عثمان خليل والدكتور سليمان الطماوي (الطبعة الثالثة 51-1952) صفحة 265-266:-
    (2) الدستور المصري منحة: وذلك إستنادا إلى نصوص، وتصريحات رسمية مختلفة رافقت وضع الدستور، وأبدت صراحة، أو ضمنا، فكرة المنحة هذه.. جاء في ديباجة الدستور:-
    ((نحن ملك مصر - بما أننا مازلنا منذ تبوأنا عرش أجدادنا، وأخذنا على أنفسنا أن نحتفظ بالأمانة التي عهد الله تعالى بها إلينا، نتطلب الخير دائما لأمتنا بكل ما في وسعنا، ونتوخى أن نسلك بها السبيل التي نعلم أنها تفضي إلي سعادتها وارتقائها وتمتعها بما تتمتع به الأمم الحرة المتمدينة.))
    ((ولما كان ذلك لا يتم على الوجه الصحيح إلا إذا كان لها نظام دستوري كأحد الأنظمة الدستورية في العالم وأرقاها.))
    ((وبما أن تحقيق ذلك كان دائما من أجل رغباتنا ومن أعظم ما تتجه إليه عزائمنا.))
    ((أمرنا بما هو آت...))
    كونت "لجنة الثلاثين" لوضع الدستور.. قال السيد يحيي ابراهيم باشا في جلساتها: ((على أنه فيما يتعلّق بمصر يجب لأجل تعيين السلطة التي تتولى وضع الدستور الرجوع إلى قانوننا العام، وقد جرى الأمر فيه على أن تصدر القوانين النظامية من ولي الأمر وحده.))..
    ولعل في طريقة تكوين لجنة الثلاثين وفي كون الدستور قد ترك بعد هذه اللجنة بين يدي "اللجنة الحكومية" (وهي اللجنة الإستشارية التشريعية) التي عدّلت بعض أحكامه ما يؤيد فكرة المنحة التي نحن بصددها..)


    رأي الإخوان المسلمين في حقوق غير المسلمين

    أما فيما يتعلّق بحقوق غير المسلمين في الدولة التي تحكم بالشريعة الإسلامية الموروثة، والتي يدعو اليها الإخوان المسلمون فيقول الشيخ حسن البنا في "مذكراته" – ص 184:
    ((فلم يصدر – الإسلام – دستوره المقدس الحكيم الاّ وقد اشتمل على النص الصريح الواضح الذي لا يحتمل لبسا ولا غموضا في حماية الأقليات، وهل يريد الناس أصرح من هذا النص ((لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين، ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا اليهم إن الله يحب المقسطين)) فهذا نص لم يشتمل على الحماية فقط، بل أوصى بالبر والإحسان إليهم)) .. هكذا يعمد الأخوان المسلمون إلى التمويه الذي يبلغ مبلغ التزييف فيما يتعلّق بحقوق أهل الكتاب في الشريعة الإسلامية الموروثة التي يرون صلاحيتها وتطبيقها بكل صورها، على مجتمع القرن العشرين، بغير تطوير إلى أصول القرآن الكريم.. والشيخ حسن البنا يتحدّث هنا عن "دستور" الإسلام.. وهو يعني الشريعة الإسلامية الموروثة، كما قد بيّنا في مقدمة هذا الكتاب.. وقد أشرنا في هذا الفصل إلى أنه ليس في هذه الشريعة ديمقراطية، وأنها قد قامت على الوصاية، ومن ثمّ فليس فيها دستور، وإنما الدستور في أصول القرآن، وفي السنّة النبوية، بل إن هذه الشريعة، حينما شرّعت، فقد نسخت آياتها آيات الحقوق الأساسية، مثل: ((وقل الحق من ربكم، فمن شاء فليؤمن، ومن شاء فليكفر.. )).. والدستور هو القانون الأساسي، وهو إنما سميّ بالقانون الأساسي لأنه يدور، كله، حول مركزية الحقوق الأساسية.. ومع هذا التمويه الذي حاول الشيخ حسن البنا أن يسبغه على حقوق غير المسلمين في الشريعة الإسلامية الموروثة ذهب ليصفهم بـ "الأقليات".. مما يدل على ما يراه، في دخيلته، من التمييز بينهم وبين المسلمين: "الأغلبية"!! وأورد الشيخ البنا آية يستدل بها على ما أسماه: "حماية الأقليات"، وهو يجب أن يعني أهل الكتاب، فإن من سواهم من غير المسلمين إنما يعتبرون محاربين، وموقف المسلمين منهم: إما الدخول في الإسلام وإما القتال.. وما يسميه الشيخ البنا: "الحماية" ويستحسنه بالصورة التي ذكرناها عنه، هو في حد ذاته، إهانة في مفهوم حقوق المواطن في الوقت الحاضر..
    وفي الحقيقة إن حكم الآية التي أوردها الشيخ البنا منسوخ بآية الجزية: ((قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله، ولا باليوم الآخر، ولا يحرمون ما حرّم الله ورسوله، ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون)).. قال ابن كثير في تفسير هذه الآية: "وهذه الاَية الكريمة أول الأمر بقتال أهل الكتاب، بعدما تمهدت أمور المشركين، ودخل الناس في دين الله أفواجاً واستقامت جزيرة العرب، أمر الله ورسوله بقتال أهل الكتابين اليهود والنصارى.." وقال في تفسير: ((حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون)): "إن لم يسلموا: {عن يد وهم صاغرون} أي عن قهر لهم وغلبة {وهم صاغرون} أي ذليلون حقيرون مهانون.. فلهذا لا يجوز إعزاز أهل الذمة ولا رفعهم على المسلمين بل هم أذلاء صغرة أشقياء.. كما جاء في صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لا تبدأوا اليهود والنصارى بالسلام وإذا لقيتم أحدهم في طريق فاضطروهم إلى أضيقه))". هذا ما قاله ابن كثير، وهو ما عليه الأمر في الشريعة .. فالشريعة قد كانت حكيمة، كل الحكمة، وعادلة كل العدل، في فرض الجزية على أهل الكتاب، وفي التضييق عليهم بتلك الصورة.. فقد أرادت، بكل أولئك، أن تحملهم على مصلجتهم بالإكراه، حتى يحفزهم التمييز ضدهم إلى الدخول في الإسلام فينتقلوا من حالة دفع الجزية، وهي حالة مهانة، إلى حالة دفع الزكاة، حيث وجدت، وهي حالة كرامة.. ذلك أن مال الزكاة عبادة، ومال الجزية عقوبة.. ثمّ إن أهل الكتاب حين يعيشون في المجتمع الإسلامي بهذه الصورة إنما يعيشون فترة إنتقال يعرفون خلالها الإسلام مطبّقا ومعاشا في حياة المسلمين، فتبرز لهم فضائله، وتتّضح لهم أوجه صحته.. وهم أثناء ذلك ملتزمون بعقد الذمة على إعطاء الجزية للمسلمين، وعلى إلتزام أحكام الشريعة الإسلامية في المعاملات، والعقوبات، مقابل عدم قتلهم، وإقامتهم في دار الإسلام على دينهم، يمارسون شعائره، ويتزاوجون وفق شريعته.. هذا هو معنى "حماية الأقليات".. حمايتهم من القتل، وحمايتهم في ممارسة شعائر دينهم، ما أعطوا الجزية..
    هذا هو وضع أهل الكتاب، اليهود والنصاري، في الشريعة الإسلامية الموروثة.. فعلى الدعاة الإسلاميين أن يبرزوه في إطاره التاريخي، الحقيقي، وأن يقدموا مبرراته المرحلية المقنعة.. ثم يجب أن يقدموا، اليوم، الإسلام في صورة دستور إنساني يقوم على أصول القرآن التي تقر الحقوق الأساسية للإنسانية، فلا تميز بين المسلم ولا غير المسلم..
    هذا خير للدعاة الإسلاميين من تزييف الشريعة لإتقاء معارضة المواطنين غير المسلمين، الذين يعيشون بينهم، وللظهور بمظهر التقدمية والعصرية الزائف..
    ويقول محمد قطب، وهو من كبار مفكري الأخوان المسلمين، في كتابه "شبهات حول الإسلام" الصفحة 53 (ولقد كان مقررا على طلبة المدارس الثانوية العليا في السودان):- ((فمن أبى الإسلام وأراد أن يحتفظ بعقيدته في ظل النظام الإسلامي - مع إيمان الإسلام بأنه خير من هذه العقيدة وأقوم سبيلاً - فله ذلك دون إكراه ولا ضغط، على أن يدفع الجزية مقابل حماية الإسلام له، بحيث تسقط الجزية أو ترد إن عجز المسلمون عن حمايته))!! فهو يرى أن الجزية على غير المسلم في الشريعة إنما هي ثمن لحماية المسلمين له!! وهذا مما يتنافى مع حكمة الجزية التي بيناها، تماما!! فالجزية إنما كانت تسقط عمّن تعجز الدولة الإسلامية عن حمايته بسبب خروجه عن سلطانها إلى سلطان آخر بحيث لم يصبح من رعاياها.. ولا ترد الجزية عن أي فترة سابقة في هذه الحالة..
    ومثل آخر لهذا الإتجاه إلى تمويه حقوق أهل الكتاب في الشريعة الإسلامية الموروثة هو ما ذهب اليه الدكتور حسن الترابي، زعيم الأخوان المسلمين في السودان في محاضرة له بجامعة الخرطوم في يوم 26/12/77 (قمنا بالتعليق عليها في كتابنا "الدكتور الترابي يخرج عن الشريعة باسم تحكيم الشريعة") وذلك حينما طوّقه بعض الطلاب المسيحيين من الإقليم الجنوبي للسودان ببعض الأسئلة حول حقوق غير المسلمين.. فقال: ((ليس هناك ما يمنع رجلا في جنوب السودان أو في شرقه أو في شماله أن يكون رئيسا لجمهورية مسلمة، ليس هناك ما يمنعه، ليس الذي يمنعه كونه جنوبيا وإنما الذي يمنعه كون حزبه يخالف حزب الأغلبية، فإما أن ينضم إلى حزب الأغلبية أو أن يقنع الأغلبية بالإنضمام إلى حزبه)) فالترابي يرى أن للمسيحي الحق في أن يكون رئيسا لدولة تحكم بالشريعة الإسلامية الموروثة!! ثم يستدرك فيشترط أن ينضم إلى حزب الأغلبية بأن يصير مسلما!! أو أن يقنع حزب الأغلبية، وهم المسلمون، بالإنضمام إلى حزبه، وهو المسيحية!! ثم ذهب ليفتي بجواز خروج المسلم عن الإسلام بقوله: ((وأود أن أقول أنه في إطار الدولة الواحدة، والعهد الواحد يجوز للمسلم كما يجوز للمسيحي أن يبدّل دينه إذا لم يخرج على جماعة الأمة وعلى الدولة))!! يفتي الدكتور الترابي بذلك من غير أن يقيم فتواه على سند من الكتاب الكريم، أو على سند من الحديث الشريف.. هذا مع أن الرسول الكريم يقول: ((من بدّل دينه فأقتلوه!!)) ويقول: ((لا يحل دم إمري مسلم الاّ بإحدى ثلاث: كفر بعد إيمان، وزنا بعد إحصان، وقتل نفس بغير نفس!!))..
    إن أولى بالدعاة الإسلاميين أن يعرفوا للشريعة الإسلامية الموروثة مرحليتها، والأغراض الجليلة التي خدمتها، ومقدرتها، وانفتاحها على التطوّر بدلا من هذه المحاولات القاصرة لتمويهها، وتزييفها، وإلباسها غير لبوسها.. فليس هناك في هذه الشريعة ما يعيبها حتى تجرى تلك المحاولات لتمويهها، وتعميتها، فقد كانت بمثابة القفزة بالنسبة لما ساد البشرية في ذلك الوقت من شرائع وأعراف.. وإنما العيب هو في محاولة نقلها إلى غير وقتها، وإلى غير أمتها لتحل مشاكل جديدة، كل الجدة عليها، لا تتسع لها الا شريعة جديدة عمدتها آيات أصول القرآن، وسنّة النبي الكريم.. العيب في العقول التي تتحدّث عن الشريعة، وليس العيب في الشريعة!!
                  

03-09-2014, 11:25 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هؤلاء هم الأخوان المسلمون: (مجموعة كتيبات نقدية أخرجها الجمهوريون في هذا التنظيم الدخيل) (Re: عبدالله عثمان)

    Quote: الفصل الخامس

    الأخوان المسلمون والإشتراكية


    ليس في الشريعة إشتراكية

    الحقوق الأساسية هي حق الحياة، وحق الحرية.. ففي حين أن حق الحرية يتمثّل في الديمقراطية، فإن حق الحياة يتمثّل في الإشتراكية .. والديمقراطية والإشتراكية صنوان، لا إنفصام لهما، إذ لا يقوم المجتمع الصالح الاّ عليهما، معا، وفي وقت واحد..
    والإشتراكية تعني، فيما تعني، أن يكون الناس شركاء في خيرات الأرض على قاعدة الحقوق لكل الناس، وليس على قاعدة الحق للبعض، والصدقة للبعض الآخر.. والتعريف العلمي للإشتراكية أنها النظام الإقتصادي الذي تكون فيه وسائل الإنتاج، ومصادر الإنتاج، مملوكة للأمة، محرّمة الملكية على الفرد الواحد، وعلى الشركات، وذلك لتحقيق كفاية الإنتاج، وعدالة توزيع الدخول.. بينما التعريف العلمي للرأسمالية أنها النظام الإقتصادي الذي يملّك وسائل الإنتاج، ومصادره، للفرد الواحد، أو الشركات.. ولقد صارت الإشتراكية ممكنة اليوم نتيجة للصراع الطويل بين المستغِلّين والمستغَلّين، ونتيجة لزيادة الإنتاج باستخدام الالة بعد الثورة الصناعية في أوربا.. وبذلك فإن النظام الإقتصادي في الشريعة لم يكن إشتراكيا، وإنما هو صورة ملطفة للرأسمالية، إقتضتها الضرورة حينما لم يكن العهد عهد الاشتراكية.. وهو الزكاة ذات المقادير التي تبيح ملكية وسائل الإنتاج للأفراد.. وآيتها: ((خذ من أموالهم صدقة تطهرهم، وتزكيهم بها، وصل عليهم، إن صلاتك سكن لهم..)).. وهي آية من آيات فروع القرآن، وقد نسخت آية الإشتراكية التي هي من آيات أصول القرآن: ((ويسألونك ماذا ينفقون؟؟ قل العفو!!)) وإنفاق العفو هو إنفاق ما زاد عن الحاجة الحاضرة.. وقد كانت آية إنفاق العفو فرضا، ثمّ نسخت بآية الزكاة ذات المقادير.. هذا بينما لم يقع النسخ في حق النبي الكريم الذي كانت سنته تقوم على أصول القرآن.. فقد كانت زكاته وعلى طول المدى، هي إنفاق العفو.. ومن سنته أيضا، عدم جواز مال الزكاة له ولا لآل بيته، وهو الذي قال: ((الصدقة أوساخ الناس، وهي لا تجوز لمحمد، ولا لآل محمد..)).. وهذا أبلغ دلالة على مرحلية تشريع الصدقات الذي اقتضته الضرورة.. واليوم فإن العهد هو عهد الإشتراكية، وهو عهد بعث السنّة النبوية.. حيث يجب أن يقف جميع الناس عن أكل الصدقة، تأسيا بالسنّة النبوية الكريمة.. ومن ثمّ فلا بد من تطوير التشريع، في مجال الإقتصاد، من الزكاة الصغرى التي كانت عليها الأمة (الشريعة)، إلى الزكاة الكبرى التي كان عليها النبي الكريم (السنّة).. غير أن الزكاة الكبرى – انفاق العفو – إنم يتم تطبيقها الجماعي عن طريق الإجراءآت الإشتراكية التي تحرّم ملكية وسائل الإنتاج على الأفراد، وتضع حدا أعلى، وحدا أدنى للدخول، لا يتفاوتا تفاوتا يؤدي إلى الطبقية في المجتمع، وعلى أن يكون الحد الأدنى كافيا لصيانة الكرامة البشرية، ومكفولا لجميع العاجزين عن الإنتاج.. والإسلام، وحده، دون الفلسفات والأديان، هو القادر على تحقيق هذه الإشتراكية، وذلك لأنه يجعل الرقيب على المنتج ضميره، ولأنه يجعله راضيا بذهاب الفائض من إنتاجه، عن حاجته للعاجزين عن الإنتاج .. فإنه لكي تتم الكفالة الإجتماعية بالإشتراكية لا بد أن يذهب الفائض من إنتاج وحاجة المنتجين لسد حاجة العاجزين عن افتتاج، وذلك بما يتوّفر عليه الإسلام من منهاج العبادة، والمعاملة، الذي تفتقر إليه الماركسية حينما قطعت صلتها بالغيب، وجعلت بذلك القيمة كلها للمادة، في حين أن في الإسلام القيمة على مستويين: مستوى مادي ومستوى روحي.. والرغبة في القيمة الروحية مرّجحة على الرغبة في القيمة المادية.. هذا هو أساس التربية في الإسلام..


    النظام الإقتصادي عند الأخوان المسلمين

    ولا يملك الأخوان المسلمون سوى أن يقدموا النظام الرأسمالي لحل المشكلات الإقتصادية المعاصرة!! يقول الشيخ حسن البنا: ((وتوجب علينا روح الإسلام في تشريعه الإقتصادي أن نبادر بتنظيم الضرائب الإجتماعية وأولها ضريبة الزكاة..))!! – مجموعة رسائل حسن البنا صفحة 404.. فنظام الإقتصاد الذي يراه الأخوان المسلمون، لحاضر هذه البشرية، ومستقبلها، هو النظام الذي يبيح ملكية وسائل الإنتاج للأفراد، على أن تفرض عليهم ((الضرائب الإجتماعية وأولها ضريبة الزكاة..))!! هذا بينما الوقت قد جاء للتأسي بالسنّة، في أن يعف الناس عن مال الصدقة، ليكون لكل مواطن، في خيرات بلاده، حق مكفول بالقوانين التي تنّظم الدخول.. فعبارة الشيخ حسن البنا عن أن ((روح الإسلام)) توجب علينا فرض الزكاة – وهو يعني الزكاة ذات المقادير – إنما يعوزها التفريق الدقيق بين زكاة النبي الكريم (السنّة)، وهي "روح الإسلام" وبين زكاة الأمة (الشريعة) وهي الطرف من (الإسلام) الذي تنزّل إلى حكم الوقت في الماضي – ذلك بان "روح الإسلام" إنما تلتمس في عمل النبي الكريم لا في عمل الأمة .. تلتمس في أصول القرآن لا في فروعه..
    ويتحدث الشيخ حسن البنا عن أن الزكاة ضريبة ويعدها من "الضرائب الإجتماعية" التي تفرضها الحكومات "العلمانية" على مواطنيها بقوانين، مع أن الزكاة ركن تعبدي يعتبر مستطيعها الذي يمتنع إيتائها، في الشريعة، مرتدا، وخارجا على سلطان الدولة الإسلامية، ومن ثم كان يجب على خليفة المسلمين قتاله، وهكذا فعل أبو بكر الصديق فيما عرف في التاريخ الإسلامي بحرب الردّة.. ثم أن الضريبة اليوم إنما تفرض على المواطنين، بغير تمييز بينهم بسبب العقيدة.. بينما لا تفرض الزكاة، في الشريعة، إلاّ على المسلمين، أما اهل الكتاب فعليهم الجزية..
    وعلى أي حال فالدعوة الإسلامية الصحيحة اليوم إنما يجب أن تكون إلى "الإشتراكية" إستلهاما من السنّة النبوية، حيث تقتضي هذه السنّة اليوم كفاية حاجة الفرد بحيث تحرّم عليه ملكية وسائل الإنتاج، وبحيث لا يفوق دخله الحد الأدنى من الدخول بأضعاف مضاعفة تؤدي إلى التمييز الطبقي.. وعلى هذا الأساس من العدالة الإجتماعية تخطط الدخول، بحيث لا يقوم النظام الضرائبي الذي يعتبر سمة من سمات النظام الرأسمالي.


    الملكية الفردية ليست من الفطرة البشرية

    والإخوان المسلمون إنما يعتبرون أن قاعدة النظام الإقتصادي في الإسلام، في الماضي والمستقبل، هي حق الملكية الفردية – وبالطبع فانهم لا يرون مرحلية تشريع الزكاة الذي كان يعطي حق الملكية الفردية لوسائل الإنتاج – ولذلك فإنهم يدافعون عن الملكية الفردية غير المحدودة، وعن حق تنميتها بالسبل المشروعة.. فالأستاذ سيد قطب يقول: ((يقرر الإسلام حق الملكية الفردية للمال – بوسائل التمّلك المشروعة التي سيرد بيانها بعد قليل – ويجعلها قاعدة نظامه، ويرتب على هذا التقرير نتائجه الطبيعية في حفظ هذا الحق لصاحبه وصيانته له)) ثم يمضي حتى يقول: ((لا شبهة في تقرير هذا الحق الواضح الصريح في الإسلام، ولا شبهة كذلك في أنه قاعدة الحياة الإسلامية وقاعدة الإقتصاد الإسلامي)) – كتاب "العدالة الإجتماعية في الإسلام" – صفحة 111.. ويحدد الأستاذ سيد قطب عشرة من ميادين التملّك الفردي، ومنها "ملكية السلب" – على حد تعبيره – إذ يقول ((سابعا – الغزو وينشأ عنه ملكية السلب وهو كل ما مع القتيل المشرك الذي يقتله مسلم)) صفحة 124 – والعيب ليس أن هذا مصدر من مصادر التملّك في ماضي التشريع، وإنما العيب هو الا يرى المفكرون الأسلاميون مرحلية الجهاد فتقوم دعوتهم عليه بمثل هذه الصورة في هذا العصر!!
    ويقوم الدفاع عن الملكية الفردية، عند الأخوان المسلمين، على أساس أن حب التملّك غريزة، وأنه إنما يتمشى مع الفطرة.. وفي ذلك يقول الأستاذ سيد قطب: ((وتقرير حق الملكية الفردية يحقق العدالة بين الجهد والجزاء، فوق مسايرته للفطرة، واتفاقه مع الميول الأصلية في النفس البشرية)) المصدر السابق صفحة 112.
    والقول بأن الملكية الفردية غريزة، وأنها إنما تساير الفطرة إنما هو، دينيا، خاطيء.. فالغريزة الأساسية هي "الحياة" وبسبب الخوف الذي إحتوش الحياة منذ بدايتها – الخوف من الجوع، والخوف من الموت جوعا – إلتوت غريزة الحياة في التعبير عن نفسها، فاتجهت إلى إقامة الحوائل بينها وبين الجوع، ومن ههنا نشأت الملكية الفردية .. فهي ليست غريزة، وإنما هي صورة لإلتواء الغريزة.. ولو كانت الملكية الفردية غريزة تساير الفطرة، لكانت أولى بان تكون سنّة النبي الكريم، وهو صاحب الفطرة السويّة.. فهو لم يكن يملك ما يزيد عن حاجته الحاضرة، وإنما كان يصرف عنه كل ما زاد عن حاجته الحاضرة للحظته!!
    ويدافع الأخوان المسلمون عن التفاوت في الأرزاق، ويعتبرونه الصورة المثلى للعدل التي يرضى عنها الإسلام.. يقول الأستاذ سيد قطب: ((لا يفرض الإسلام إذن المساواة الحرفية في المال لأن تحصيل المال تابع لإستعدادت ليست متساوية، فالعدل المطلق يقتضي أن تتفاوت الأرزاق، وأن يفضل بعض الناس بعضا فيها)) – المصدر السابق صفحة 32. هذا هو رأي سيد قطب .. وهو رأي خاطيء، وضار في آن معا.. وهو إنما كان خاطئا وضارا لأنه ضد التوحيد وضد تكافل المجتمع – ضد التوحيد وضد الإشتراكية .. ففي الدين إن هذا التفاوت الظاهر الذي إنبنت عليه الدخول المتفاوتة، إنما هو نفسه إمتحان لنا، لينظر ربنا إلى عملنا في دخلنا الزائد، هل نعلم أنه رزق الأخرين الذين حرموا من المواهب الظاهرة في كسب المال، لنوصله اليهم، ونكون على ذلك من الشاكرين لله، على إختصاصه لنا بأن جعلنا سبيلا لإجراء أرزاق عباده على ايدينا، ثم على أن وفقنا في إمتحانه لنا فعلمنا ان الزايد عن حاجتنا من دخلنا ليس هو ملكنا، وإنما هو ملك من يحتاجونه في اللحظة الحاضرة، ثم على أن قد قدرنا على أنفسنا فلم يقعد بنا الشح عن أن نوصل الحق لأصحاب الحق؟؟ والإدّخار إنما هو نقص في قولنا "لا إله الاّ الله"، وهو إستجابة للخوف الذي أملى علينا سوء الظن بالله: ((الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ،‌ وَيَأْمُرُ‌كُم بِالْفَحْشَاءِ .. وَاللَّـهُ يَعِدُكُم مَّغْفِرَ‌ةً مِّنْهُ وَفَضْلًا .. وَاللَّـهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ * يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاءُ، وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرً‌ا كَثِيرً‌ا .. وَمَا يَذَّكَّرُ‌ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ )) و"الفحشاء" هنا تعني البخل.. وإنما عن البخل جاء الإدّخار، وجاء حب التملّك، وهو من خوف الفقر.. و"الحكمة" المشار اليها هنا هي معرفة أسرار الدين في أمر المال، وأمر الملكية .. ولا عبرة هنا بالأمر الشرعي وذلك حين قال: ((وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَىand#1648; عُنُقِكَ، وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَّحْسُورً‌ا..)) وهو إنما لم يكن به عبرة هنا لأنه إنما جاء تجاوبا مع حرصنا، وخوفنا من الانفاق، ومن ترك الإدّخار.. وهو ليس مراد الدين بالأصالة، وإنما هو تدريج لضعفنا نحن، وغيره أولى بنا لو كنا نعلم، ولو كنا نستطيع، إذ "لا يكلف الله نفسا الاّ وسعها".. وهذا الأمر جميعه إنما ترشدنا إليه هذه الآية: ((وَاللَّـهُ فَضَّلَ بَعْضَكُمْ عَلَىand#1648; بَعْضٍ فِي الرِّ‌زْقِ ، فَمَا الَّذِينَ فُضِّلُوا بِرَ‌ادِّي رِ‌زْقِهِمْ عَلَىand#1648; مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ، فَهُمْ فِيهِ سَوَاءٌ .. أَفَبِنِعْمَةِ اللَّـهِ يَجْحَدُونَ؟؟)) وروح هذه الآية في قوله تعالى: ((فهم فيه سواء.. أفبنعمة الله يجحدون؟؟))ففيها إشارة المساواة، وفيها توبيخ خفيف، ولطيف، على تركنا للمساواة بخلا، وجحدا، لا بنعمتنا، في الحقيقة، وإنما بنعمة الله!!
                  

03-09-2014, 11:26 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هؤلاء هم الأخوان المسلمون: (مجموعة كتيبات نقدية أخرجها الجمهوريون في هذا التنظيم الدخيل) (Re: عبدالله عثمان)

    Quote: الفصل السادس

    الأخوان المسلمون والمرأة


    حقوق المراة بين الشريعة والدين

    لقد جاء الإسلام فوجد المرأة في المجتمع الجاهلي، وهي تسلب حق الحياة.. فتوأد حية .. ((وإذا الموءودة سئلت * بأي ذنب قتلت!!)) لأنها في نظر ذلك المجتمع مجلبة لعار السبي، ولذل الإملاق، ولذلك كانت توهب، وتباع، وتسبى، وتسلك في عداد الرقيق.. كما جاء الإسلام فوجد العرف الإجتماعي الموروث، والسائد، هو أن يفرض الرجل على المرأة وصاية غاشمة، لا حق، من حقوق الحياة، والحرية، لها فيها.. والمرأة وهي تنوء بموروث قديم من مظاهر هوانها، وضعفها، أصبحت ناقصة العقل لقلة تجربتها الحياتية، ضعيفة الشخصية لما ترّسب فيها من عقد النقص..
    ومن ثمّ، فقد أتخذ الإسلام أسلوب التدريج في النهوض بالمرأة، آخذا في الإعتبار مقدرتها، هي، على التطوّر، ثمّ مقدرة المجتمع على استيعاب تطورها.. وقد كان ذلك التدريج نفسه بمثابة الطفرة، قياسا بوضع المرأة في المجتمع العربي الجاهلي، أو في المجتمع الدولي، يومئذ، فجعلت الشريعة الإسلامية المرأة على الربع من الرجل في الزواج، وعلى النصف منه في الشهادة، وفي الميراث، وأعطته حق الطلاق، وسائر حقوق الوصاية عليها.. وآية الشريعة التي تقوم عليها هذه الوصاية هي: ((الرِّ‌جَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ، بِمَا فَضَّلَ اللَّـهُ بَعْضَهُمْ عَلَىand#1648; بَعْضٍ، وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ، فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ، حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ، بِمَا حَفِظَ اللَّـهُ، وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ، فَعِظُوهُنَّ، وَاهْجُرُ‌وهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِ‌بُوهُنَّ.. فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا.. إِنَّ اللَّـهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرً‌ا)).. وواضح أن المفاضلة بين الرجل والمرأة إنما كانت قائمة على إعتبارات تاريخية: فالرجل إنما كان يمتاز على المرأة في مجتمع الغابة، الذي وجدهما فيه الإسلام، بالمقدرات الجسدية، التي أتاحت له فرص حماية المرأة، والنفقة عليها.. فاذا تحوّل المجتمع إلى المدينة، سقطت أسباب تلك القوامة بتحوّل الفضائل من القيمة الجسدية إلى القيمة الفكرية والخلقية، وبحوالة الحماية على القانون، والنفقة على الكفالة الإجتماعية، في النظام الإشتراكي..
    وآية المساواة بين الرجال والنساء، في الحقوق والواجبات، هي: ((ولهن مثل الذي عليهن، بالمعروف، وللرجال عليهن درجة..)).. فإذا ساوت واجبات المرأة واجبات الرجل، وجب أن تساوي حقوقها حقوقه.. وإنما تستمد المساواة بين الرجال والنساء أمام القانون من مبدأ المساواة بينهما في المسئولية الفردية أمام الله ((ولا تزر وازرة وزر أخرى)).. و((كل نفس بما كسبت رهينة)).. فغرض الدين الأساسي أن تكون المرأة مسئولة، مسئولية فردية كاملة، أمام المجتمع، كما هي، كذلك، أمام الله تعالى.. وما حال بينها وبين ممارسة هذه المسئولية أمام المجتمع في الماضي الاّ الملابسات التاريخية التي جعلتها على درجة من القصور استوجبت وصاية الرجل عليها.. وبزوال تلك الملابسات، التي أشرنا اليها في هذا الفصل، يعود وضع المرأة إلى حيث مراد الدين بها من تمام المساواة، في الحقوق والواجبات، مع الرجل..
    واليوم، قد صار من العرف غير المنكر أن تؤدي المرأة، في الحياة العامة، نفس الواجبات التي يؤديها الرجل.. وسيجيء الإسلام يوم يجيء عائدا من جديد، ليجعل واجبها الأساسي، وهو الأمومة، أكبر من سائر الواجبات التي يؤديها الرجل، وذلك مما يزيد في حقها، لأن به مزيدا من عرفان واجبها.. والإسلام، حينما يجيء إنما يجيء ليوجه هذا العرف الذي يتجه نحو تحقيق كرامة المرأة، فيجنبه مثالبه، ويتسامى به الى مراد الدين الأساسي بالمرأة من أن تكون مسئولة، قيّمة بأمر نفسها، عفيفة، طيبة السيرة.. وذلك عن طريق التربية على المنهاج النبوي، في المقام الأول، وعن طريق تشريع المسئولية، والحرية، في المقام الثاني.. إن مراد الدين، بالأصالة، هو المساواة التامة بين الرجال والنساء في الحقوق والواجبات، وهذا لا يتحقّق الاّ بتطوير الشريعة الإسلامية من آية القوامة إلى آية المساواة..


    الإختلاط بين الشريعة والدين

    ومن صور قوامة الرجال على النساء في الشريعة الحجاب، ومنع النساء من الإختلاط بالرجال.. ومن آيات الحجاب: ((وقرن في بيوتكن، ولا تبرجن تبّرج الجاهلية الأولى)) ومنها: ((وإذا سألتموهن متاعا، فأسألوهن من وراء حجاب)).. ذلك بأن النساء، يومئذ، لم يكنّ في مستوى النهوض بمسئولية الإختلاط والسفور.. ولذلك لم تعط الشريعة المرأة حقها كاملا في مسئوليتها عن عفة نفسها، وإنما جعلت هذا الحق للرجل، فصار عليه أن يضرب الحجاب على من يقوم بولايتهن من النساء..
    والحجاب في الشريعة الموروثة صورتان: الحجاب بالبيت، والحجاب بالثوب. أما الحجاب بالقرار في البيت: ((وقرن في بيوتكن)) فهو القاعدة في تلك الشريعة.. وأما الحجاب بلبس الثوب عند خروج المرأة لكسب عيشها، حينما لا يكون لها عائل من الرجال، فهو استثناء من تلك القاعدة إقتضته الضرورة في تلك الشريعة.. ولدى هذه الضرورة كان يباح للمرأة السفور، وهو الكشف عن وجهها، ويديها، ولا يباح لها التبّرج (وهو إبراز المفاتن، والظهور بالمظهر الخليع) – كما يباح لها الإختلاط بالرجال، ولا تباح لها الخلوة (وهي إختلاء المراة بالرجل الأجنبي بحيث يأمنان الاّ يطّلع عليهما أحد من الناس) والضرورة، في الشريعة الموروثة، التي تبيح للمرأة السفور، والإختلاط إنما هي صورة لإنفتاح هذه الشريعة على التطوّر.. ذلك بان النساء، اليوم، قد خرجن، سافرات، مختلطات، في كل مجالات الحياة، لضرورات العرف الذي يسير في إتجاه غرض الدين – كخروج المرأة للتعليم، وللعمل – العمل من أجل كسب عيشها، ومن أجل نضج شخصيتها بزيادة تجربتها ..
    ويجيء البعث الإسلامي، اليوم، ليرشّد هذا العرف عن طريق التربية، وعن طريق القانون.. فهو، أولا، إنما يربي المرأة على المنهاج النبوي في العبادة، وفي العادة، لتكون عفيفة، صيّنة، مسئولة، حسنة التصرّف في حرية السفور، والإختلاط.. ثم هو، ثانيا، إنما يجعل القانون هو الوصي عليها، تمارس تحت ظله هذه الحرية، وهي تتحمّل مسئولية ممارستها، فيصادر منها هذه الحرية إذا أساءت إستعمالها، بالتبّرج، او الخلوة.. فإن التبّرج والخلوة سيظلان ممنوعين في التشريع الإسلامي المطوّر كما كانا ممنوعين في الشريعة الإسلامية الماضية، والآية التي توقع بموجبها العقوبة على من تسيء حرية السفور والإختلاط هي: ((واللائي يأتين الفاحشة من نسائكم فاستشهدوا عليهن أربعة منكم، فإن شهدوا فامسكوهن في البيوت حتى يتوفاهن الموت أو يجعل الله لهن سبيلا!!)).. والفاحشة، هنا، كل عمل يعد طرفا من الزنا، وأن لم يبلغ مستوى الزنا، وذلك كالتبّرج والخلوة، فإن عقوبة الزنا ليست هي كما جاء في هذه الآية من عقوبة، وإن كانت عقوبة الزنا قد جعلت هي السبيل المذكور في هذه الآية الكريمة..
    هذا والإختلاط النظيف، المؤدب بأدب الدين، إنما هو غرض من أكبر أغراض الدين، وحكمته، في الدين، إنما تقوم على هذه الأسس:-
    (1) الإختلاط ليس غاية في ذاته، وإنما الغاية الحرية.. والحرية هي آصل أصول الاسلام، لأنها حق مقدس للرجال، والنساء، على السواء.. وللحرية، كحق، ثمن، هو حسن التصّرف فيها.. وحكم الوقت الراهن يقضي بأن تكون المرأة مساوية للرجل، تمام المساواة، في المسئولية الفردية، ترفع عنها، كما ترفع عنه، سائر قيود الوصاية، لتمارس الإختلاط، ولتتحمّل نتيجة هذه الممارسة إجتماعيا، وقانونيا.. لا وصاية على الرجل الاّ من القانون، ولا وصاية على المرأة الاّ من القانون.. والتربية تعينها، وإنما تكون التربية لكليهما بإتباع منهاج محمد في العبادة، وفي العادة – في العبادة وفي المعاملة ..
    (2) مراد الإسلام الأساسي تحقيق عفة المرأة.. وهذه العفة إنما تجيء نتيجة التربية المسدّدة، وفق النهج النبوي .. والعفة لا تتحقق ولا تنضج، ولا تظهر، الاّ بالإختلاط، لأن الإختلاط إنما يهيء للمرأة بيئة إجتماعية متكاملة، فيها تمتحن ممارستها الخاصة في العبادة، وتصحّح موازين القيم عندها.. فالعفة الحقيقية ليست في الحجاب، وإنما هي في الإختلاط النظيف الرشيد..
    (3) يهيء الإختلاط أمام المرأة فرصا واسعة من التجربة والممارسة الضرورية لنضوج عقلها.. فإن من أسباب نقصان عقلها، الذي بسببه فرضت عليها وصاية الرجل نقصان تجربتها الحياتية بسبب الحجاب..


    رأي الأخوان المسلمين في الإختلاط

    والأخوان المسلمون، وهم لا يدركون مرحلية أحكام الشريعة فيما يتعلّق بحقوق المرأة، إنما هم مقيمون، من الناحية النظرية، على مبدأ قوامة الرجل على المرأة، الذي اقتضاه حكم الوقت في الماضي، والذي يمنع المرأة من ممارسة حق السفور والإختلاط الاّ لضرورة ضيقة – هي ضرورة كسب العيش الشريف بالعمل الشريف خارج المنزل.. فالشيخ البنا يرى أنه من ضمن خطوات الإصلاح، اليوم: ((منع الإختلاط بين الطلبة والطالبات، وإعتبار خلوة أي رجل وإمرأة لا تحّل له جريمة يؤاخذان عليها)) ص 194 "مجموعة رسائل حسن البنا".. فالشيخ البنا يربط ربطا مباشرا بين الإختلاط والخلوة وكأنهما صنوان متلازمان.. مع أنه، حتى في مستوى الشريعة المرحلي، قد يتم الإختلاط، للضرورة، ولا تقع الخلوة .. والشيخ البنا لم يعط الصورة التي يتم بها تعليم المرأة، الذي لم يقل بمنعه، وإنما قال: ((منع الإختلاط بين الطلبة والطالبات))!! كيف يمكن أن تتلقى الفتاة تعليمها من غير أن تخرج سافرة، مختلطة، في الشارع، والمركبات العامة؟؟ كيف يدعو الشيخ البنا إلى منع الإختلاط بين الطلبة والطالبات بينما يشيع الإختلاط بين الفتيان والفتيات، في المجتمع المصري الذي عاصره البنا في كل مجالات الحياة؟؟ اللهم الاّ اذا كان البنا يرى أن يضرب الحجاب على المرأة المعاصرة، مرة أخرى، بصورة تامة، وفي ذلك من قلة الإدراك لحكمة الحجاب التي تقتضي موقوتيته ما يتنافى مع مراد الدين بالمرأة من الكرامة، ومع تطوّر المجتمع، وتطوّر المرأة، من القصور إلى النضج – كما بيّنا في هذا الفصل..
    ويرى الشيخ البنا أن من ضمن خطوات الإصلاح، أيضا، من نفس الصفحة ومن نفس المصدر: ((إعادة النظر في مناهج تعليم البنات ووجوب التفريق بينها وبين مناهج تعليم الصبيان في كثير من مراحل التعليم..)) فالشيخ البنا يرى الاّ تتلقى الفتاة، اليوم، نفس التعليم الذي يتلقاه الفتى، وبذلك يرى الا يكون لها حق المساواة مع الرجل في التعليم.. ذلك بأنه ما دامت المرأة، وبخاصة، في المجتمع المصري، الذي عاصره البنا، قد خرجت سافرة، مختلطة، تشارك الرجل في جميع مجالات الحياة العامة يجب أن يكون التعليم إعدادا كاملا لها، وترشيدا شاملا لها، لتمارس هذه الحياة، وحقا متساويا لها مع الرجل، وهو يمارس نفس الحياة.. وإعادة النظر في مناهج تعليم البنات والأولاد، على كل حال، ليس بالأمر الهيّن، اليسير، الذي يمر عليه صاحب دعوة إلى الإسلام كالشيخ حسن البنا بهذه البساطة، وهذا اليسر، فإنه، إنما هو، جوهر دعوة كل داع إلى الإسلام، وفي الوقت الحاضر بالذات.. ولكن الشيخ البنا لا يرى أن يفّصل دعوته، ورأيه في هذا أوردناه آنفا، وعلقنا عليه بما يكفي، ويغني عن تعقبه هنا.


    تقلّد المرأة لمناصب الدولة عند الأخوان المسلمين

    يقول ابو الأعلى المودودي، الذي يعتبر الأخوان المسلمون كتاباته من مصادرهم الفكرية الأساسية: (("الرجال قوامون على النساء".. "لن يفلح قوم ولّوا أمرهم إمرأة".. هذان النصان يقطعان بأن المناصب الرئيسية – في الدولة – رئاسة كانت، أو وزارة، او عضوية مجلس الشورى، أو إدارة مختلف مصالح الحكومة، لا تفوّض إلى النساء.. وبناء على ذلك فمما يخالف النصوص الصريحة أن تنزل النساء تلك المنزلة في دستور الدولة الإسلامية، أو أن يترك فيه مجال لذلك، وإرتكاب تلك المخالفة لا يجوز البتة لدولة قد رضيت لنفسها التعبّد بإطاعة الله ورسوله)) – الكتاب المترجم للمحاضرة التي ألقاها بمراكش في نوفمبر 1952..


    تناقضات الأخوان المسلمين وحقوق المرأة

    والأخوان المسلمون إنما يقفون، (يقف بعضهم، فهم غير متفقين)، مع وضع المرأة المرحلي في الشريعة، نظريا.. بينما هم يخرجون عن هذه الشريعة خروجا صريحا في ممارساتهم اليومية.. فرجالهم ونساؤهم إنما يمارسون الإختلاط بصورة طبيعية في دور العلم، وفي المكاتب، وفي المجالات السياسية، وفي كل مكان!! بل أن الأخوان المسلمين في السودان قد أعطوا المرأة حق التصويت، وحق الترشيح، على قدم المساواة مع الرجل، في الإنتخابات قبل ثورة مايو، وكانوا يقومون بالعمل على كسب صوتها في تلك الإنتخابات!! هذا بينما وقف ممثّل الأخوان المسلمين في الجمعية التأسيسية، محمد صالح الكاروري يطالب بحرمان المرأة من حق الإنتخاب!!
    جاء في جريدة السودان الجديد بتاريخ 7/2/1967: ((الكاروري يطالب بحرمان المرأة من حق الإنتخاب - محمد صالح الكاروري: طالب بعدم السماح للمرأة بحق الإنتخاب والترشيح وقال: وذلك حفاظا عليها لأنها قارورة، والقارورة إذا عرضت للإحتكاك والمصادمات لا بد أن تنكسر، وقال: إن المرأة يجب أن يكون مكانها البيت لتتفرّغ للأمومة والطفولة ورعاية الأسرة))!! ومع ذلك دفع الأخوان المسلمون، بمرشحتهم، ثريا أمبابي، إلى دوائر الخريجين في إنتخابات الجمعية التأسيسية، وظلوا يرشحون الأخوات المسلمات لعضوية إتحاد طلاب جامعة الخرطوم!! واليوم فإن الأخوات المسلمات عضوات في المجلس الأربعيني لهذا الإتحاد، وعضوات في اللجنة التنفيذية له!!
    وقد قدمت جماعة الأخوان المسلمين إمراة شابة لتحاضر طلبة معهد المعلمين العالي في بعض شئون المراة المسلمة عام 1965 – تلك المحاضرة الشهيرة التي تداعت الأحداث على إثرها إلى حل الحزب الشيوعي – كما سنرى في هذا الكتاب –
    هذه صورة لتناقضات الإخوان المسلمين مع الشريعة، ومع العصر، ولتخبطهم بينهما.. وقد ذهب زعيم الأخوان المسلمين، بالسودان، الدكتور حسن الترابي، في محاضرة له بجامعة الخرطوم في ديسمبر 1973 ليقول: ((للمرأة حرية الاّ يكون للرجل قوامة عليها، ذلك الاّ تتزوج))!! وبذلك رفع الدكتور الترابي قوامة الرجل على المرأة ما لم تكن متزوجة!! مما يخالف عموم هذه القوامة في الشريعة.. هذا، وإن المرء ليأسف أشد الأسف، لما إتجه إليه بعض كتابهم من نظرة غير إنسانية للمرأة.. لا سيما الأستاذ محمد قطب في كتابه ((شبهات حول الإسلام)) .. فقد قال، وهو يتحدّث عن تأديب الرجل للمرأة في الشريعة: ((وهنا شبهة الإهانة لكبرياء المرأة، والفظاظة في معاملتها، ولكن ينبغي ان نذكر من جهة ان السلاح الإحتياطي لا يستعمل الاّ حين تخفق كل الوسائل السلمية الأخرى، ومن جهة ثانية أن هناك حالات إنحراف سيكولوجي لا تجدي معه الاّ هذه الوسيلة، وعلم النفس يقرّر الا تخفق الوسائل السابقة مع شخص الاّ أن يكون في الغالب – مصابا بإنحراف جنسي – سيكولوجي يطلقون عليه إسم "الماسوشزم" فلا يطيب مزاجه ولا يعتدل الاّ بعد تلقي معاملة قاسية حسية ومعنوية!! وإن هذا اللون من الإنحراف أكثر حدوثا في النساء منه في الرجال (إذ يصابون أكثر بإنحراف "السادية" وهو الإلتذاذ بإحداث القسوة))!! ص 136 – ثم يمضي الأستاذ محمد قطب ليقول، في هذا الكتاب، حول تعدّد الزوجات: ((وهناك حالات فردية معروفة لدى الفقهاء، يكون تعدد الزوجات فيها ضرورة، منها الطاقة الجنسية الشاذة التي لا تكتفي بواحدة ولا يمكن لصاحبها الصبر عليها))!!
    ونحن نترك هذه الآراء الغريبة لأحد كبار مفكري الأخوان المسلمين، من غير تعليق، فهي كافية لتتحدث عن نفسها!!

                  

03-09-2014, 11:30 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هؤلاء هم الأخوان المسلمون: (مجموعة كتيبات نقدية أخرجها الجمهوريون في هذا التنظيم الدخيل) (Re: عبدالله عثمان)

    Quote: الفصل السابع

    الإنصراف عن التربية عند الأخوان المسلمين



    خصائص الداعية الإسلامي

    إن على الداعية الإسلامي، المرشد، الذي يدعو إلى البعث الإسلامي، ويربي، ويرشد، تلاميذه ليكونوا دعاة إلى هذا البعث، أن عليه لأن يكون على نسق عال من التأسي بالسنّة النبوية، بحيث يكون محييا لها بعد إندثارها، فيكون له بذلك قدم عال في العبودية، يتحقّق له بـ "الإسلام" – وهو، في سبحاته العليا، الإستسلام الراضي بالإرادة الإلهية، من غير إعتراض عليها، لا في السر، ولا في العلن.. فيتنضّح هذا "الإسلام" على أخلاقه ليكون عزوفا عن شهوة السيطرة على الآخرين، وعزوفا عن شهوة التملّك.. فهو لا يسعى إلى السلطان، ولا يتخضّع، ويتملّق السلاطين، وهو على معيشة الكفاف التي يقتنع فيها بسد حاجته الماثلة.. ثم تنعكس هذه الحرية الداخلية على فكره صفاء، وعلى قلبه سلاما، فينفذ، بفضل الله، ثم بفضل كل أولئك، إلى معرفة حقائق الدين، فيستنبط منها من الحلول لمشاكل الحياة المعاصرة، عن وعي عميق بهذه المشاكل، ما يبرز فضيلة الإسلام على سائر الأديان، وعلى سائر الفلسفات.. وذلك في صورة "فكرة" متكاملة، مصبوغة بصبغة التوحيد التي تتحلّى بها نفس الداعية المرشد.. ثم هو كلف بتربية أتباعه على منهاج السنّة النبوية هذا، في العبادة، وفي العادة، بوعي شديد، وبتجويد دقيق.. وهو المنهاج الذي يوّسع حرياتهم، ويبرز شخصياتهم، ويفجّر طاقاتهم.. فيحمل الأتباع على تطبيق منهاج السنّة النبوية، في أنفسهم، قبل مباشرتهم إليه، وذلك حتى يقيموا الحجة على صدق دعوتهم بلسان الحال قبل لسان المقال، فإذا استقامت نفوسهم على الجادة أذن لهم في دعوة الناس، ثم هم، في هذا الصدد، من سعة الصدر بحيث لا ينكرون على الآخرين حقهم في الرأي، ومن حلاوة الشمائل بحيث يألفون، ويؤلفون حتى من الذين يخالفونهم في الرأي!!
    هذا ما نرى أن تكون عليه صفات الداعية الراشد، والداعية السالك.. وهو ما نلتزمه، نحن الجمهوريين، في الدعوة الإسلامية الجديدة!!


    الأخوان المسلمون والإنصراف عن التربية

    ونقص التربية، والترشيد، في تنظيم الأخوان المسلمين، إنما مرده إلى غلبة روح التنظيم على العمل التربوي.. وذلك بأن حركة الأخوان المسلمين قد نشأت على أساس المواجهات السياسية، والمصادمات الدموية، والتصفيات الجسدية، فصار الإهتمام عندهم يولي بما يقوم به عضو التنظيم من عمل خارجي في إتجاه العنف، أكثر من العناية بالتربية الداخلية.. وحتى ما يتلقاه عضو التنظيم من "تربية" إنما ليجعله على درجة عالية من المقدرة والحماسة لخدمة أغراض التنظيم "العنيفة"!!
    والتعاليم التي يتلقاها الأخوان المسلمون من مرشديهم إنما لتعمق فيهم روح الوصاية، والإستعلاء، على كافة الناس ممن لا ينضوون تحت لواء تنظيمهم – فالأخ المسلم، ولو كان عمره في التنظيم لا يعدو الأيام القليلة، إنما يوجه ليشعر بكمال دينه، وبنقصان دين الآخرين، ومن ثمّ بروح الإستعلاء عليهم.. ويسمى الأستاذ سيد قطب ذلك: ((إستعلاء الإيمان))، ويفرد له بابا كاملا بهذا الإسم في كتابه: ((معالم في الطريق)).. وهذه التوجيهات إنما لها آثار تربوية سيئة، وسلبية في نفوس النشء، والشباب، بما تبذره في نفوسهم من الإستخفاف بقيم المجتمع، والجرأة على الكبار.. وبما تصرف عنه النظر إلى العيوب الذاتية، وذلك حيث يكون إهتمام الفرد منصبا على عدوه الخارجي!!
    وليست مظاهر التعصب، والتشنّج، والميل إلى العنف، والإرهاب، والإثارة، التي عرف بها الأخوان المسلمون، في جميع الأوساط، إلاّ أثرا طبيعيا لضعف قيمة التربية في هذا التنظيم.. ونورد هنا أحد توجيهات وإرشادات، الشيخ حسن البنا إلى الأخوان المسلمين: ((نحن أيها الناس، ولا فخر، أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحملة رايته من بعده، ورافعو لوائه كما رفعوه، وناشرو لوائه كما نشروه، وحافظو قرآنه كما حفظوه، والمبشرون بدعوته كما بشروا، ورحمة الله للعالمين، "ولتعلمّن نبأه بعد حين".. أيها الأخوان المسلمون: هذه منزلتكم، فلا تصغروا من أنفسكم، فتقيسوا أنفسكم بغيركم!!))!!
    هكذا يضع الشيخ حسن البنا أعضاء تنظيمه في منزلة أبي بكر وعمر وعثمان وعلي!! وهو، بدلا من ان يدعوهم إلى النظر إلى دخيلتهم لإصلاح عيوب السلوك، يشغلهم بإدّعاء مقامات الصحابة، وبالفضيلة على كل أحد خارج تنظيمهم!!
    وعند الأخوان المسلمين السلطة مقدمة على التربية، فهم يرون أن تفاصيل الفكرة الإسلامية أمر يجيء الإهتمام به بعد الإستيلاء على السلطة، معتمدين في ذلك على فهم خاطيء لهذه القولة الحكيمة: ((إن الله ليزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن))، وفاتهم أن السلطان المعني، هنا، إنما هو "السلطان" الذي جسّد القرآن، وتأدب بأدبه، وتربى بتربيته، وليس مجرد "السلطان" كما يسعون هم لإقامته بكل سبيل.. وإنما كان ذلك كذلك لأن القرآن العظيم شرفه في الصدور بأكثر مما هو في السطور!! قال تعالي: ((بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم، وما يجحد بآياتنا إلاّ الظالمون..)).. فالسلطان، بهذا الفهم الجلي، يعني تطبيق الشريعة الجماعية ممن تخلّق، وتحقّق، بظاهرها، وباطنها.. وهذا يعني أن التربية بأدب العبادة والمعاملة أساس، وسابقة، على التطبيق الجماعي.. والمجتمع المطبّقة عليه الشريعة الجماعية وسيلة، ومعين، على التربية الفردية.. والعكس غير صحيح تماما..



    خاتمة الجزء الأول من الكتاب

    تناول هذا الجزء الأول من الكتاب تنظيم الأخوان المسلمين من حيث "الفكرة" أما الجزء الثاني الذي يعقب هذا، من ناحية التسلسل المنهجي، فيتناول تنظيم الأخوان المسلمين من حيث "الممارسة".. فلا غنى لقارئنا بأحدهما عن الآخر، إذ هما متكاملان، مترابطان.. يفضي الأول، وهو يطرح الخلفيات الفكرية لهذا التنظيم، إلى الثاني الذي يطرح إنعكاسات هذه الخلفيات الفكرية على الممارسات العملية لهذا التنظيم، بدءا بنشأة التنظيم في مصر، وإنتهاء بمواقفه الراهنة من سلطة (مايو) في السودان!!
    ونحب، هنا، وقد تناولنا "فكرة" الأخوان المسلمين، من حيث انها تقوم على الفهم الديني السائد، اليوم، الذي يدعو إلى "تحكيم" الشريعة الإسلامية الموروثة، بجميع صورها، على حياتنا المعاصرة، بغير تطوير، أن نطرح الأسس التي تقوم عليها حكمة تطوير التشريع الإسلامي في الدعوة الإسلامية الجديدة.. داعين الأخوان المسلمين، بخاصة إلى مراجعة مواقفهم "الفكرية"، و"الخلقية" بإزائها:
    (1) الشريعة، بالغة ما بلغت من السموق والتسامي، إنما هي، في نهاية المطاف، وسيلة لتحقيق كرامة الإنسان، من ذكر وأنثى. وهذه الكرامة إنما تتحقّق ببلوغ الإنسان مبلغ الحرية، والمسئولية، وبالتشريع له في هذا المستوى.
    (2) تُلتمس حكمة تطوير التشريع، أول ما تُلتمس، في التوحيد، فإن كل ما خلا الذات الإلهية، فهو خاضع لسنّة الدثور والتطوّر، والشريعة من باب أولى، ذلك بأنها إنما تجيء لتنظيم طاقات الإنسان وحاجاته، وهذه الطاقات والحاجات، إنما هي متجددة تجدّد الحياة..
    (3) كمال الشريعة ليس في بقائها جامدة على صورة واحدة بحجة: ((الشريعة صالحة لكل زمان ومكان))، وإنما كمالها في مقدرتها على التطوّر.. فالشريعة ليست صالحة لكل زمان، وكان.. وإنما الدين، بما اشتمل عليه من مستويين للتشريع، مستوى الوصاية، ومستوى المسئولية – كما بيّنا في مقدمة هذا الكتاب – هو الصالح لكل زمان، ومكان..
    (4) البعث الديني، حينما يجيء، إنما يجيء فيجد المجتمع البشري قد كوّن شتى الأعراف التي تقوم عليها حياته، والتي إنما تقف الإرادة الإلهية الخفية وراء تكوينها، ومن هذه الأعراف ما هو حق مشوب بالباطل، ومنها ما هو حق، إذ لا يدخل الباطل المطلق في الإرادة الإلهية، فيعمد البعث الديني إلى محو ما هو باطل من هذه الأعراف، وإثبات ما هو حق: ((ويمحو الله الباطل، ويحقّ الحق بكلماته، إنه عليم بذات الصدور))..
    (5) الأصل في الإسلام الحرية، وما جعلت الوصاية الرشيدة فرعا منها الاّ لأنها إنما إليها تؤدي.. ولذلك فإن نسخ آيات الحرية في الماضي ليس نسخا سرمديا، وإنما هو إرجاء لها حتى تبلغ البشرية مبلغ الحرية فتبعث من جديد، ناسخة لآيات الوصاية، وكذلك تعود الأمور إلى أصولها..
    (6) الحرية حق يقابله واجب، هو حسن التصرّف فيها، ولقد كانت الشريعة في الماضي، عادلة، وحكيمة، حينما لم تعط الفرد البشري، يومئذ، من الحرية أكثر مما يطيق النهوض بواجب حسن التصرّف فيه، ومن ثمّ فلا بد من تطوير التشريع اليوم، لئلا يعطى الفرد البشري من الحرية أقل مما يطيق النهوض بواجب حسن التصرّف فيه.. إذ: ((لا يكلف الله نفسا الاّ وسعها))، وإذ ((لا يظلم ربك أحدا))
    (7) يشمل تطوير التشريع الإسلامي أوجه الحياة التي تخضع، بصورة أظهر، لحركة التطوّر، كالسياسة، والإقتصاد، والإجتماع، ولا يمس تشريع الحدود والقصاص، ولا تشريع العبادات، ما خلا الزكاة ذات المقادير.. فتشريع الحدود والقصاص أدخل في أصول الدين الثوابت لأنه صورة لقانون المعاوضة في الحقيقة، والذي يقوم وراء العقيدة: ((فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره * ومن يعمل مثقال ذرة شر يره))، كما هو يحقق، وفي أرقى مستوى، التوفيق بين حاجة الجماعة إلى الأمن، وحاجة الفرد إلى الحرية، في وقت واحد.
    هذه هي أسس فكرة تطوير التشريع.. وصورة هذا التطوير كما بيّناها في مقدمة هذا الكتاب، إنما هي الإنتقال من نص فرعي في القرآن الكريم إلى نص أصلي فيه.. أو بمعنى آخر جعل شريعة النبي الفردية (سنته) شريعة جماعية لعامة الناس..
    ونحن نتوجه إلى الأخوان المسلمين ليعيدوا النظر في فكرة البعث الإسلامي على ضوء هذا الفهم الصحيح، ذلك بأننا إنما نبغيهم الخير، ولا نألو جهدا في توصيله اليهم .. ثم نحن لا نحمل إزاءهم أي ضغن، مهما بلغوا في معارضتنا مبلغ الشطط، وكثيرا ما يفعلون فيخرجون، في هذه المعارضة، عمّا يليق بالدعاة الإسلاميين!!
    هذا وإلى الجزء الثاني من الكتاب، الذي يرصد أبرز مواقف الأخوان المسلمين في مصر، وفي السودان، من حيث أنهم تنظيم كلف، أشد الكلف، بإحراز السلطة، ويستغل في هذا السبيل الدعوة إلى الدين، فيتوّرط، من حيث لا يشعر، في تشويه صورة الدين..
    والله المستعان..



    _________________________________________________

    الأخوان الجمهوريون
    أم درمان ص. ب 1151 تلفون 56912
    الطبعة الأولى 31 أغسطس 1978 الموافق 27 رمضان 1397
                  

03-09-2014, 05:23 PM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 37021

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هؤلاء هم الأخوان المسلمون: (مجموعة كتيبات نقدية أخرجها الجمهوريون في هذا التنظيم الدخيل) (Re: عبدالله عثمان)

    الكتب دي محتاجين ليها في مراكز الدراسات في الامارات" كلم الاخوان هناك اي عبدالله
    شدو حيلكم..خلاص مدرسة السودان الفكرية حتملى الفارغ الفكري للفجر الكاذب في المنطقة وصدق الوعد
                  

03-10-2014, 05:47 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هؤلاء هم الأخوان المسلمون: (مجموعة كتيبات نقدية أخرجها الجمهوريون في هذا التنظيم الدخيل) (Re: adil amin)

    شكرا جزيلا يا أستاذ عادل محمود الأمين
    Quote: الكتب دي محتاجين ليها في مراكز الدراسات في الامارات"

    الحقيقة هذه الكتب محتاج لها كل العالم لأن الأخوان المسلمين الآن يمثلون قطب الشر في العالم
    هذا هو الكتاب الثاني وستليه أخريات ان شاء الله
    ik.JPG Hosting at Sudaneseonline.com

    مكتبة الفكرة الجمهورية
    هؤلاء هم الأخوان المسلمون الجزء الثاني
    الأخوان الجمهوريون الطبعة الأولى - ديسمبر 1978
    http://www.alfikra.org/book_view_a.php?book_id=134
    Quote: الإهداء:-
    إنما يهدى هذا الكتاب إلى عامة الناس!! وبوجه عام.. ولكنه، إنما يهدى بوجه خاص، إلى الأخوان المسلمين!!
    ويهدى بوجه أخص إلى قاعدة التنظيم من الشباب!!
    تبينوا أمركم، فأن هذه الدعوة، إنما هي فتنة!!
    لا خير يرجى من ورائها!!
    ولاخير في شجرتها!!
    ولاخير في ثمرتها!!
    وأنت لا تجني من الشوك العنب!!
                  

03-10-2014, 05:49 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هؤلاء هم الأخوان المسلمون: (مجموعة كتيبات نقدية أخرجها الجمهوريون في هذا التنظيم الدخيل) (Re: عبدالله عثمان)

    Quote: بسم الله الرحمن الرحيم
    (يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما تفعلون * كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لاتفعلون)
    صدق الله العظيم



    المقدمة

    هذا هو (الجزء الثاني) من كتاب (هؤلاء هم الأخوان المسلمون) ويتناول تنظيم الأخوان المسلمين، في مجال الممارسة، بعد أن تناول الجزء الأول منه هذا التنظيم في مجال الفكرة.. والجزءان يكادان أن يكونا بابين لكتاب واحد، بل هما كذلك، فهما متكاملان، يمهد أولهما، ويفضي الى الثاني.. وخطأ، أو صحة، الفكرة، دائما، إنما يلقي ظلاله على الممارسة.. ولما جاءت (فكرة) الأخوان المسلمين متناقضة، أشد التناقض، مع مراد الدين، ومتناقضة، كذلك، مع واقع الحياة المعاصرة، إتسمت ممارساتهم بالتناقض أيضا... فهم لم يستطيعوا أن يعيشوا حتى مستوى الدين الذي يدعون اليه، كما لم يستطيعوا أن يعيشوا مستوى هذه الحياة المعاصرة.. أسوأ من ذلك!! فقد إندفعوا في طلب السلطة لتنفيذ (فكرتهم) إلى حيث إتخذوا أساليب العنف، والإثارة، والإرهاب، والإحتواء، والإغتيال!!
    وهذا الجزء من الكتاب إنما يسلّط الضوء على ابرز الممارسات التي تشكّل الخط الأساسي للإخوان المسلمين كتنظيم يسعى إلى السلطة بكل سبيل، وبأي سبيل.. أما في مصر، موطن التنظيم الأول، فسنرى أنه قد نشأ على إعداد أعضائه، وتسليحهم لممارسة أعمال العنف، ثم أخذ يتّصل بالعسكريين، ويخطط للإنقلابات، حتى لقد توّرط في الإغتيالات الفردية!! أما بالنسبة لأساليب العمل السياسي الأخرى، في مصر، فسيعرض هذا الكتاب أسلوب الأخوان المسلمين في إحتواء السلطة، بالتقرّب، والتزّلف، إلى الملك، وفي "توريط" المسئولين في إتجاه مخطط تنظيمهم، وفي فرض جو عام من الإرهاب، بإسم الدين..
    ثم تتناول الفصول الأخرى ممارسات الأخوان المسلمين في السودان التي تكاد أن تكون صورة مطابقة لممارساتهم في مصر، وذلك من حيث العمل وفق مخطط مبيّت لإحتواء السلطة.. وسنركّز في ذلك على الصلة العضوية التي قامت بين الأخوان المسلمين والطائفية، كدعوتين تستغلان الدين في الأغراض السياسية، والمواقف التي وقفتاها قبل ثورة (مايو) لإجهاض ثورة (أكتوبر)، وتصفية مكتسباتها، ثم صور المقاومة العنيفة التي إتخذتاها ضد ثورة (مايو) من انقلابات، وأعمال شغب، وغزو أجنبي!! ويعطي هذا الكتاب، أيضا، نماذج لممارسات تنظيم الأخوان المسلمين في جامعة الخرطوم التي تعتبر أكبر مراكز ثقلهم، في السودان، وذلك من حيث إتجاههم العنيف مع خصومهم من التنظيمات الطلابية الأخرى، وعملهم لتسيير الحركة الطلابية وفق المخطط الطائفي، خارج الجامعة، الذي يمثلون أحد أركانه الأساسية..
    ويقوم آخر فصول هذا الكتاب بتحليل موقف الأخوان المسلمين من المصالحة الوطنية في السودان، ومخططهم لإحتواء السلطة، بالسيطرة على الأجهزة التنظيمية، والتشريعية والإعلامية، والتربوية..
    هذه مادة هذا الكتاب.. وقد إعتمدنا، في رصد الأحداث، سواء في مصر أو في السودان، على أقوال زعماء الأخوان المسلمين أنفسهم، وعلى البيانات التي أصدروها، أو اشتركوا في إصدارها، وعلى الأخبار التي تناقلتها عنهم الصحف، ولم يصدر منهم ما يكذبها... فنحن لم نبن أحكامنا على رأي خصوم الأخوان المسلمين فيهم، أو ما نسبوه من ممارسات اليهم... ذلك بأننا نعلم أن قدرا من التشويه لا بدّ أن يكون قد لحق بممارساتهم على أيدي خصومهم السياسيين والفكريين – لا سيما إبان اصطداماتهم مع النظام الناصري في مصر... فلم نأخذ، مثلا، بما نشره، أو أذاعه، ذلك النظام عن محاكماتهم... وذلك لما دار حولها من شبهات التلفيق، أو الإعتراف تحت ضغط التعذيب.. كما حرصنا على تحقيق، وتوثيق، سائر مواقفهم السياسية في السودان، وذلك من صحيفتهم نفسها، ومن الصحف غير المتهمة بمواقف معادية لهم، واستبعدنا كليا في هذا الجزء من الكتاب الإعتماد على الكتابات التي كتبها عنهم من قد تقع عليه أدنى شبهة من شبهات الخصومة الفكرية، أو السياسية، معهم ككتاب (الأخوان المسلمون) لريتشارد ب. متشيل.. هذا ونحن لم نورد في الجزء الأول من كتابنا هذا لـ (متشيل) هذا الاّ ما أيدته أقوال زعماء الأخوان المسلمين أنفسهم.. فما نسبه هنداوي دوير، أحد زعماء الأخوان المسلمين بمصر، الى الشيخ البنا، فيما نقله (ميشيل) حول عدم (صياغة رأي الأخوان في القضايا التفصيلية، وكيفية تطبيق الشريعة على حياة المجتمع المعاصر) إنما يقول الأستاذ سيد قطب بنفس محتواه، وبصورة أكثر تطرّفا، في كتابه (معالم في الطريق)... وقد أوردنا النصين، معا، وقمنا بالتعليق عليهما، معا – صفحة 19 من الجزء الأول من كتابنا (هؤلاء هم الأخوان المسلمون) – أما ما أوردناه من كتاب الدكتور رفعت السعيد (حسن البنا .. متى .. كيف.. ولماذا؟) – وهو كتاب واضح الخصومة الفكرية للأخوان المسلمين – فهو لا يتعدى أن يكون أخذا عن جريدة الأخوان المسلمين عدد 16/8/1946، وعن مجلة (الدعوة) للإخوان المسلمين عدد 12/12/1952.. ففي الأولى أشار الى مقال للشيخ البنا بعنوان (فن الموت).. وقد أوردنا هذه الإشارة بعد أن نقلنا طرفا من خاتمة (رسالة الجهاد) للشيخ البنا من كتاب (مجموعة رسائل البنا).. وفيها التعبير – بـ (صناعة الموت)، المرادف للتعبير (فن الموت) – صفحة 37 من الجزء الأول من كتابنا .. وفي الثانية أشار الى ما نسبه العشماوي من رأي للشيخ البنا حول معنى الشورى من أنها ليست ملزمة، وهو معنى الشورى كما في الشريعة الإسلامية، وكما وقع به التطبيق، في العهد الإسلامي الأول.. وقد أوردنا هذه الإشارة بعد أن علقنا على رأي البنا في صلاحية نظام الشورى لهذا العصر، كما نقلناه من مجموعة رسائله، وقد جاء فيه نفس المحتوى لمعنى الشورى – صفحة 43 من الجزء الأول من كتابنا..
    أما نص (البيعة)، وهو قسم الولاء الذي يؤديه عضو تنظيم الأخوان المسلمين، كما نقلناه عن كتاب رفعت السعيد، فهو وارد في (قانون النظام الأساسي للأخوان المسلمين)، كما اقرته الهيئة التأسيسية في اجتماعها بتاريخ 21/5/1948 (صفحة 264) من كتاب (الشيخ حسن البنا ومدرسته) لرؤوف شلبي – وقد ورد في الباب الثالث – الأعضاء وشروط العضوية – المادة 4.
    وبذلك فإن كتابنا هذا، بجزئيه، إنما اعتمد، في الأساس، على أقوال الأخوان المسلمين أنفسهم – قمة زعامتهم دون قاعدة جماعتهم – وعلى ممارساتهم التي شهدوا هم بها، أو لم يبدر منهم تكذيب لها ..
    وقد حرصنا، هذا الحرص، على عدم أخذ الأخوان المسلمين بشبهة مغرضة، أو إتهام لا يقوم على دليل، استشعارا منّا لمسئوليتنا الدينية، في المقام الأول، عن تحرّي الصدق، ولرغبتنا، في المقام الثاني، في أن يرى الأخوان المسلمون، بأنفسهم، خطل دعوتهم، حتى يعملوا على استنقاذ أنفسهم، بالتماس الدعوة الإسلامية الصحيحة في مظانها... فعملنا هذا، في تقويم حركة الأخوان المسلمين، إنما هو مقصود به إلى أن يمهد الطريق إلى البعث الإسلامي الصحيح، وذلك بالتوعية بمقومات هذا البعث، وبتقديم القيمة الأخلاقية التي تعبّر عنه، وبتسليط الضوء على المعوّقات التي تعوقه.. فإلى الكتاب.. وعند الله نلتمس السداد..

                  

03-10-2014, 05:49 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هؤلاء هم الأخوان المسلمون: (مجموعة كتيبات نقدية أخرجها الجمهوريون في هذا التنظيم الدخيل) (Re: عبدالله عثمان)

    Quote: الباب الثاني
    الفصل الأول

    الأخوان المسلمون في مصر وأسلوب العنف


    ينسب إلى تنظيم الأخوان المسلمين، في مصر، كثير من أعمال العنف، والإرهاب، والإغتيالات.. ومع أننا، ونحن لا نتحرّى تجريم هذا التنظيم بكل سبيل، نأخذ هذه الإتهامات بشيء من التحفّظ، وهي تصدر من خصوم فكريين، وسياسيين، للإخوان المسلمين، الاّ أننا، مع ذلك، لا نبرئهم منها، تماما، اذ هناك العديد من الدلائل على صحة الكثير منها – كتوجيهات زعمائهم اياهم، والتي يلبسونها صورة الدعوة إلى الجهاد في سبيل الله، وكالروح العسكرية التي تسود تنظيماتهم، وكمذكرات كبار زعمائهم، وكممارسات تنظيمهم النظير في السودان... وعلى أي حال، فإن ما واجهه تنظيم الأخوان المسلمين من سجن، واضطهاد، وتعذيب، وتصفيات دموية على يدي النظام الناصري، قد يمكن أن يفسر بأنه مواجهة للطبيعة العنيفة، ولمواقف العنف التي كان يقفها تنظيمهم، وذلك على قاعدة (العنف يوّلد العنف)..


    توجيهات زعماء الأخوان المسلمين إلى العنف

    جاء في كتاب (مذكرات الدعوة والداعية)، بقلم الشيخ حسن البنا، طبعة دار الشهاب – صفحة 144 ما يلي: (واستصدر الأخوان بعد ذلك رخصة أخرى بمجلة النذير "سياسية اسبوعية"، وصدر العدد الأول منها بتاريخ 29 من ربيع الأول 1357 هـ يوافق مايو 1938م، وقد ظهر منها واضحا اتجاه الأخوان الوطني، وابتداء اشتراكهم في الكفاح السياسي، في الداخل، والخارج، اذ كانت الدعوة قد اتمت عشر سنين، ومن الخير أن ننقل هنا إفتتاحية العدد الأول اذ أنها تصوّر اتجاه الأخوان، اذ ذاك تمام التصوير:
    بسم الله الرحمن الرحيم
    خطوتنا ثابتة
    بقلم صاحب الفضيلة استاذنا المرشد العام للأخوان المسلمين، إلى الأمام دائما – الدعوة الخاصة بعد الدعوة العامة .. أيها الأخوان تجهزوا)
    ويمضي الشيخ حسن البنا ليقول في تلك الإفتتاحية للأخوان المسلمين، وتحت عنوان (ما خطوتكم الثانية):
    (أقول لكم فاسمعوا
    سننتقل من حيّز دعوة العامة الى حيّز دعوة الخاصة ومن دعوة الكلام وحده إلى دعوة الكلام المصحوب بالنضال والأعمال وسنتوجه بدعوتنا إلى المسئولين من قادة البلد وزعمائه ووزرائه وحكامه وشيوخه ونوابه واحزابه وسندعوهم إلى مناهجنا ونضع بين أيديهم برنامجنا وسنطالبهم بأن يسيروا بهذا البلد المسلم بل زعيم الأقطار الإسلامية في طريق الإسلام في جرأة لا تردد معها وفي وضوح لا لبس فيه ومن غير مواربة أو مداورة فإن الوقت لا يتسع للمداورات فإن اجابوا الدعوة وسلكوا السبيل إلى الغاية آزرناهم وإن لجأوا الى المواربة والروغان وتستروا بالأعذار الواهية والحجج المردودة فنحن حرب على كل زعيم أو رئيس حزب أو هيئة لا تعمل على نصرة الإسلام ولا تسير في الطريق لإستعادة حكم الإسلام ومجد الإسلام سنعلنها خصومة لا سلم فيها ولا هوادة معها حتى يفتح الله بيننا وبين قومنا بالحق وهو خير الفاتحين.) – الخطوط تحت الكلمات من وضعنا –
    ويمضي الشيخ البنا ليقول للإخوان المسلمين:
    (كان ذلك موقفكم أيها الأخوان سلبيا هكذا فيما مضى أما اليوم وأما في هذه الخطوة الجديدة فلن يكون كذلك، ستخاصمون هؤلاء جميعا في الحكم وخارجه خصومة شديدة لديدة إن لم يستجيبوا لكم ويتخذوا تعاليم الإسلام منهاجا يسيرون عليه ويعملون له) إلى أن يقول الشيخ البنا:
    (أيها الأخوان – أعلن لكم هذه الخطوة على صفحات جريدتكم هذه لأول عدد منها وأدعوكم إلى الجهاد العملي بعد الدعوة القولية، والجهاد بثمن، وفيه تضحيات وسيكون من نتائج جهادكم هذا في سبيل الله والإسلام أن يتعرّض الموظفون منكم للإضطهاد وما فوق الإضطهاد. وأن يتعرّض الأحرار منكم للمعاكسة وأكثر من المعاكسة وأن يدعى المترفون منكم إلى السجون وما هو أشق من السجون ولتبلوّن في أموالكم وأنفسكم فمن كان معنا في هذه الخطوة فليتجهز وليستعد لها ومن قعدت به ظروفه أو صعبت عليه تكاليف الجهاد سواء أكان شعبة من شعب الأخوان أم فردا من أعضاء الجماعة فليبتعد عن الصف قليلا وليدع كتيبة الله تسير ثم فليلقنا بعد ذلك في ميدان النصر إن شاء الله ولينصرن الله من ينصره ولا أقول لكم الا كما قال ابراهيم من قبل (من تبعني فإنه مني ومن عصاني فإنك غفور رحيم). وأن لنا في جلالة الملك المسلم أيده الله أملا محققا وفي الشعب المصري الذي صقلته الحوادث ونبهته التجارب ومعه الشعوب الإسلامية المتآخية بعقيدة الإسلام نظرا صادقا وتأييد الله ومعونته قبل ذلك وبعده فإلى الأمام دائما) إنتهى.
    ونحب ان نركّز من توجيهات الشيخ البنا إلى الأخوان المسلمين على هذه العبارات (فنحن حرب على كل زعيم أو رئيس حزب أو هيئة لا تعمل على نصرة الإسلام ولا تسير في الطريق لإستعادة حكم الإسلام ومجد الإسلام سنعلنها خصومة لا سلم فيها ولا هوادة معها).. وبالطبع فإن الشيخ البنا يعني بالإسلام هنا الإسلام كما يراه الأخوان المسلمون، ولذلك قال: (وسندعوهم إلى مناهجنا ونضع بين أيديهم برنامجنا)... وقال أيضا (ستخاصمون هؤلاء جميعا في الحكم وخارجه خصومة شديدة لديدة إن لم يستجيبوا لكم ويتخذوا تعاليم الإسلام منهاجا يسيرون عليه ويعملون له..) الخطوط تحت الكلمات من وضعنا .. فالشيخ البنا يعني بالإستجابة لمنهاج الإسلام الإستجابة للإخوان المسلمين.. فمن لم يستجب لهم عند الشيخ البنا، لم يستجب للإسلام!! فهي حرب، يعلنها الشيخ البنا، على كل من لا يستجيب لدعوة الأخوان المسلمين، من الزعماء، والرؤساء، والهيئات، ويعدّد، في نهاية إعلانها، التضحيات التي تنجم عنها، وهو يتنبأ بما سيواجهه الأخوان المسلمون من إضطهاد، وسجون، وتصفيات جسدية، في مصادماتهم للسلطة التي لا تستجيب لهم.. غير أنه ذهب في ختام "نذارته" في العدد الإفتتاحي لمجلة (النذير) يتحدّث عن ملك مصر بصورة لا تليق بمن أخذ على عاتقه الدعوة إلى حكم الإسلام، معلنا الحرب على كل من يقف في سبيلها.. حيث قال: (وأن لنا في جلالة الملك المسلم أيده الله أملا محققا).. فهو يرجو أن يحقّق له ملك مصر أملا في سبيل (استعادة حكم الإسلام ومجد الإسلام)!! ويصفه بـ (الملك المسلم)!! وهو لا بد أنه كان يعلم أن الملكية الوراثية ليست من الإسلام في شيء، لا سيما إذا كانت على ذلك التسلّط الذي كانت عليه الملكية المصرية..
    وقد أشرنا في الجزء الأول من هذا الكتاب إلى رسالة الجهاد الشهيرة التي وجهها الشيخ البنا إلى الأخوان المسلمين حيث دعاهم، في خاتمتها، إلى أن يحسنوا: (صناعة الموت).. وقال لهم (فأعدوا أنفسكم لعمل عظيم وأحرصوا على الموت توهب لكم الحياة).. وقد أشرنا هناك الى الفكرة الخاطئة للجهاد الإسلامي التي كان يروّج لها الشيخ البنا، والأستاذ سيد قطب، وقد فاتهما إدراك مرحلية الجهاد، وضرورة تحوّل اسلوب الدعوة في هذا العصر، الى وسائل الإقناع بالنموذج، وبالحوار الفكري، كما فاتهما إدراك أحكام الجهاد الإسلامي، في وقته، حيث كان يتوّجه المسلم بجهاده إلى غير المسلم، فلا يقاتل مسلما، يشهد الشهادتين، ولو كان منافقا بهما!!


    الروح العسكرية التي تسود تنظيماتهم


    فرقة الرحلات

    جاء في كتاب (الشيخ حسن البنا ومدرسته) للدكتور رؤوف شلبي – وهو كتاب يمجّد الشيخ البنا، ويحمل على غلافه شعار الأخوان المسلمين: (السيفان المشرعان، وفوقهما صورة حمراء للمصحف وتحتهما كلمة "واعدوا"):
    (كذلك إتّسع نشاط الأخوان وهم بالإسماعيلية الى مزاولة النشاط الرياضي وذلك انبثاقا من فكرة الجهاد الإسلامي، وتحقيقا للأمر الإسلامي وتحرجا مما جاء في الحديث الشريف: "من مات ولم يغز ولم ينو الغزو مات ميتة جاهلية"..
    فتألفت فرقة الرحلات للأخوان المسلمين على غرار النظام الكشفي وانتقلت بعد ذلك من الإسماعيلية الى شعب الأخوان الأخرى التي انتشرت في قرى الريف فكانت للمستقبل نواة الجوالة) ص 159 – وقال الشيخ البنا في (مذكرات الدعوة والداعية) صفحة 238: (فرق رحلات الأخوان:
    كانت فرق رحلات الأخوان المسلمين قد كثر عددها في ذلك التاريخ وهي بعينها فرقة الجوالة، واصبحت في الإسماعيلية وبورسعيد والسويس وابوصوير والبحر الصغير وبلاده وفي كل شعبة من شعب الأخوان تقريبا، وقد أنشئت هذه الفرقة عقب نشأة الدعوة وكادت تلازم أول شعبها وجودا، وقد ألفت بنفسي أول فرقة وكنت أزاول تدريبها بشخصي على بعض التمرينات الرياضية التي كنا نزاولها بالمدارس حتى أتاح الله الأخ الرياضي الفاضل محمد مختار اسماعيل أفندي فكان له في إنشائها وتدريبها والرحلة اليها والمرور عليها فضل كبير جزاه الله خيرا، وقد ساعده على النجاح طبيعته الرياضية الصوفية اذ كان صالحا مستقيما. وكان معلم الرياضة فاجتمع له بهاتين الصفتين رياضة الروح البدن)..


    الجهاز السري للإخوان المسلمين

    ويتحدّث الدكتور شلبي في كتابه عن (النظام الرتبي للإخوان المسلمين) فيقسم جماعة الأخوان المسلمين إلى أربعة مستويات هي:
    (* مستوى التبعية التي ترغب في الإنتساب للجماعة
    * مستوى الإنضمام الى أصحاب هذه التعاليم ليكون أخا لهم
    * مستوى الخضوع والإمتثال العملي
    * مستوى الجهاد في سبيل الله) صفحة 219
    ويتحدّث الدكتور شلبي عن المستوى الرابع (الإنضمام الجهادي) فيقول: (وفوق هذا المستوى العملي للإخوان العاملين مستوى رابع هو مستوى من حق الذروة أو هو مستوى الجهاد الحقيقي في سبيل الله، وهو مستوى من حق مكتب الإرشاد أن يمنحها لمن يثبت أنه أدى واجباته في مستوى العاملين، وتكون واجباته في مستوى الذروة او مستوى الجهاد) صفحة 221.. كما ذكر أن من واجبات هذا المستوى:
    (الإستعداد لقضاء مدة التربية الخاصة بمكتب الإرشاد ويسمى أخا مجاهدا) – صفحة 221 – نفس المحتوى وارد في صفحة 193 – وصفحة 194 من كتاب (مذكرات الدعوة والداعية) للشيخ البنا ولعل هذا المستوى الرابع (مستوى الذروة) أو (مستوى الجهاد في سبيل الله) هو الجهاز السري الذي تحدّث عنه حسن العشماوي في مذكراته (صفحة 74، وصفحة 75) قائلا:-
    (وأنا أعرف محمود عبداللطيف منذ كان يعمل في معركة قناة السويس عام 1951 وأعلم أنه انضم للجهاز السري أيضا..) ويمضي العشماوي ليقول: (ولكن ما كنت أتصوّر أنه رئيس مسئول بالجهاز السري لأنه رحمه الله عصبي المزاج سريع الإنفعال بحيث لا يصح وضعه كمسئول في أي نظام سري)..
    فرقة الجوالة:-
    قال الدكتور شلبي في كتابه وهو يتحدّث عن (النظم الكشفية والمعسكرات) في تنظيم الأخوان المسلمين عن (المنهج الكشفي):
    (وضع المنهج الكشفي لكي يكفل للشباب أسلوبا كاملا للتكوين الفردي) حتى قال: (قسّم المنهج الى أربع مراحل لكل مرحلة منها درجة من العلم والجهد تتناسب مع طلابها كما يلي:
    * درجة الحديث
    * درجة الراقي
    * درجة الأرقى
    * درجة الجوال.) صفحة 7
    وقال عن (درجة الحديث) من نفس الصفحة: (يجب على كل أخ أن ينال هذه الدرجة قبل اعتماده عضوا مسجلا بفرقة جوالة الأخوان المسلمين واستخراج البطاقة الخاصة بذلك.) وقال عن برنامج هذه الدرجة:
    (التدريبات العسكرية وتشمل:
    - الإنتباه – العد – الوضع صفا، استرح – الخطوات بأنواعها – السير بأنواعه – تبديل الخطوة – تغيير الإتجاه – التشكيل بكل أنواعه – التحية والإنصراف) ص 228
    وقال عن برنامج (الجوالة):
    (2- الرياضة البدنية:
    - سويدي شاق – العدو لمسافة من 100 الى 500 متر – سباق الموانع الصناعية والطبيعية – القفز العالي من إرتفاع خمسة أمتار – تسلّق الحبال المعقدة والأعمدة الرأسية – المصارعة اليابانية- قيادة السيارات – إتقان السباحة) صفحة 235
    وقال الدكتور شلبي في كتابه تحت عنوان (ماذا يريد الأخوان بهذه النظم؟) ما يلي (إن من أهداف "النظام الكشفي والمعسكرات" هو "إعداد الرجل القوي لأعباء الجهاد لا للبطش الجاهل ولا للمظاهرات السياسية المصطنعة المغرضة) صفحة 237
    وقال الشيخ البنا في (مذكرات الدعوة والداعية) صفحة 246 تحت عنوان (من نماذج التوجيهات الأخوانية) : (3- يوم المعسكر: الجندية، التدريب، الإستعداد للجهاد المقدّس ذلك هو ما يعني به الأخوان المسلمون كل العناية، فيه يتكوّن الجيش الإسلامي وبه يستطيع أن يحقّق الأمل ويرفع اللواء عاليا.)


    الكتائب

    ومن تنظيمات الأخوان المسلمين (الكتائب)، ولعل هذا الإسم قد اشتق من وصف الشيخ حسن البنا نفسه لتنظيم الأخوان المسلمين بكتيبة الله!! وذلك فيما نقلناه عنه في كتابه (مذكرات الدعوة والداعية) من افتتاحية العدد الأول لجريدتهم (النذير) حيث قال: (ومن قعدت به ظروفه، أو صعبت عليه تكاليف الجهاد سواء أكان شعبة من شعب الأخوان، أم فردا من أعضاء الجماعة فليبتعد عن الصف قليلا وليدع كتيبة الله تسير..)!! صفحة 144.
    هذا وقد أوردنا بعض الأبيات من نشيد (الكتائب) في الجزء الأول من هذا الكتاب... ومنها:
    هو الحق يحشد أجناده ويعتد للموقف الفاصل
    فصفوا (الكتائب) آساده ودكوا به دولة الباطل
    (مجموعة رسائل حسن البنا)
    فاذا أخذنا تقريرات مؤسس هذا التنظيم، الشيخ البنا، بأن تنظيمهم (حرب) على كل من يعارضه، لأن من يعارضه إنما هو، في زعمه، يعارض الإسلام، من الزعماء ورؤساء الأحزاب والهيئات!! واذا أخذنا نذارته لهؤلاء (بخصومة شديدة لديدة)... (لا سلم فيها ولا هوادة معها)... واذا أخذنا بتوجيهاته لجميع أفراد جماعته (بالجهاد العملي بعد الدعوة القولية) واشاراته لما سيلاقونه في هذا (الجهاد العملي) من اضطهاد، وسجن، وموت.. ثم أخذنا الروح العسكرية التي تسود تنظيماتهم من تدريبات بدنية شاقة، وتدريبات عسكرية منظمة.. وعناية الشيخ البنا، شخصيا بها، حيث كان، كما نقلنا عنه في مذكراته، يشرف بنفسه على التدريب البدني لفرقة الجوالة عند نشأتها في صورة فرقة الرحلات... حتى لقد قال، كما نقلنا عنه، آنفا:
    (الجندية، التدريب، الإستعداد للجهاد المقدس ذلك هو ما يعني به الأخوان المسلمون كل العناية).. اذا أخذنا كل هذه الإعتبارات، الى جانب العلاقة التي قامت بين هذا التنظيم والجيش المصري، وما كان يتلقاه منه من تسليح، وتدريب، كما سنرى في الصفحات التالية – بدت صحة بعض ما نسب الى الأخوان المسلمين من اعمال عنف بلغت حد الإغتيال ... كاغتيال الخازندار، والنقراشي، ومحاولة اغتيال عبدالناصر.. على أساس أن هذه الشخصيات قد وقفت عقبة في طريق دعوتهم التي يرون انها هي الإسلام.. ألم يقل الشيخ البنا (فنحن حرب على كل زعيم أو رئيس حزب أو هيئة لا تعمل على نصرة الإسلام ولا تسير في الطريق لإستعادة حكم الإسلام)؟.
    هذا وقد أثبت تنظيم الأخوان المسلمين، في السودان، سيره في نفس خط المواجهة العنيفة، والدموية، لمعارضيه، وخصومه، من المواطنين، والمسئولين.. وذلك في سعيه الى السلطة بكل سبيل، وبأي سبيل... فاشترك، مع الطائفية، في كل مواجهاتها الدموية لسلطة ثورة مايو، فكان من جرائها موت عشرات المدنيين والعسكريين – كما سنرى في هذا الجزء من الكتاب.


    العلاقة بين تنظيم الأخوان المسلمين والجيش المصري

    استطاع تنظيم الأخوان المسلمين، في سعيه الى السلطة، أن يتغلغل في صفوف الجيش المصري، فصار له فيه كثير من العسكريين، بحيث ارتبط تنظيم الضباط الأحرار الذي تمت على يديه حركة 23 يوليو 1952.. وعن ذلك يقول حسن العشماوي في مذكراته – صفحة 14: (وقد بدأت جماعة الضباط الأحرار أصلا كمجموعة من مجموعات الأخوان المسلمين في الجيش، لكنها انفصلت عام 1948 حينما استطاع جمال عبدالناصر – الذي كان قد تردد قبل ذلك على أكثر من هيئة سياسية احتفظ بزملاء له فيها – أن يقنع رئيسه المرحوم الضابط المتقاعد محمود لبيب بانفصالها واستقلالها في كثير من أمورها الخاصة، على أن يكون اللقاء في الخطوط الرئيسية والأهداف)
    وقد بلغ ارتباط تنظيم الإخوان المسلمين بتنظيم الضباط الأحرار في الجيش المصري حد الإشتراك في التخطيط للإنقلاب العسكري في 21 يوليو 1952 – وعن ذلك يقول العشماوي في مذكراته: (واستمر الإعداد للثورة العامة التي تبدأ بتحرّك عسكري، فدعي ضباط الأخوان المسلمين للمشاركة فيها، ودعى عامة الشباب ليكونوا على أهبة الإستعداد لحماية الوضع الجديد)..


    تسليح الجهاز السري للأخوان المسلمين

    ومن مصادر تسليح الجهاز السري للأخوان المسلمين الجيش المصري!! ويبدو، فيما يروي حسن العشماوي نفسه، أن الأسلحة والذخيرة كانت تأتيه من هذا المصدر عن طريق السرقة!! فقد قال في مذكراته صفحة 15: (وكان مفهوما أن هذه الذخيرة مسروقة من الجيش المصري ولكني لم أجد حرجا في تسلمها)!! وهكذا لا يجد أحد زعماء الأخوان المسلمين، وأحد كبار المسئولين عن تنظيمهم، في مصر، حرجا في تسلم ممتلكات عامة مسروقة!! مما يدل على عدم النضوج التربوي لهؤلاء الزعماء – كما سنرى في نهاية هذا الفصل عندما نتحدث عن الممارسات الفردية لمرشد الأخوان المسلمين، في مصر، وهو وحده، يكفي، بعد أن نكون قد تناولنا ابرز ممارسات تنظيمهم – ومما يدل، ايضا، على أن سعي الأخوان المسلمين الدؤوب الى السلطة، بكل سبيل قد ورّطهم، من حيث يشعرون، أو من حيث لا يشعرون، في إتجاه (الغاية تبرّر الوسيلة)!! فهذا أحد كبار زعمائهم لا يتحرّج من استلام الممتلكات العامة المسروقة لأنه قد يرى أنها ستستخدم في سبيل غاية كبرى!! ولذلك، وبنفس الحجة، فإن الأخوان المسلمين قد لا يجدون حرجا في إغتيال أي شخصية تشّكل عقبة كبيرة في سبيل إنتصار دعوتهم التي يرون أنها هي الإسلام!! وبذلك تسقط، لدى الأخوان المسلمين، إعتبارات الإلتزام الأخلاقي، بالوسائل الأخلاقية، في سبيل تنفيذ مخططهم للوصول الى السلطة!! وكذلك تورطوا، مع الطائفية في السودان، كما سنرى، في أعمال العنف – التي راح ضحيتها عشرات المواطنين من المسلمين!!


    الإغتيالات الفردية التي توّرط فيها الأخوان المسلمون بمصر

    اغتيل المستشار أحمد بك الخازندار، فاتّهم إثنان من الأخوان المسلمين باغتياله.. وذلك بسبب إصدار المستشار حكما ظنوه قاسيا على عضو بتنظيمهم كان قد اتهم بالهجوم على مجموعة من الجنود الإنجليز في أحد الملاهي الليلية..
    واتهم الأخوان المسلمون بإثارة موجة من أعمال العنف، في القاهرة، إبان عام 1948.. وضبطت أسلحة، ومتفجرات، نسبت اليهم.. فأصدر رئيس الوزراء محمود فهمي النقراشي، (وكان الحاكم العسكري العام حيث أعلنت الأحكام العرفية بسبب حرب فلسطين)، قرارا عسكريا بحل تنظيم الأخوان المسلمين من تسعة مواد، تنص مادته الأولى، فيما تنص، على الآتي: (تحل فورا الجمعية المعروفة باسم جماعة الأخوان المسلمين بشُعبها أينما وجدت وتغلق الأمكنة المخصصة لنشاطها وتضبط جميع الأوراق والوثائق والسجلات والمطبوعات والمبالغ والأموال وعلى العموم كافة الأشياء المملوكة للجمعية..) مجلة الدعوة – يونيو 1977 – صفحة 32. وعلى اثر ذلك وقع اغتيال رئيس الوزراء النقراشي باشا، فامتدت أصابع الإتهام الى تنظيم الأخوان المسلمين!! وقد جاء في مذكرات حسن العشماوي ما يؤكد مسئولية هذا التنظيم عن هذه الإغتيالات (صفحة 32) : (حين شكلت وزارة الرئيس نجيب كان بعض الأخوان المسلمين الذين سبق أن حكم عليهم في قضايا سياسية في العهد الماضي لا يزالون في السجون، وكانت الحكومة لا تمانع في العفو عن جميع الجرائم السياسية السابقة ما عدا جرائم القتل والتخريب، وكان من الأخوان من حكم عليه في مقتل المستشار أحمد الخازندار ورئيس الوزراء محمود فهمي النقراشي وطلب مني الأخوان أن أتحدث مع عبدالناصر في شأن العفو عن هؤلاء) وهكذا تدل عبارات العشماوي على أن وزارة الرئيس نجيب كانت على صلة من الصداقة للإخوان المسلمين لا تمانع معها في العفو عن جميع الجرائم السياسية التي أرتكبها الأخوان المسلمون في عهد الملك، ولكنها، مع ذلك، تستثني جرائم القتل والتخريب، مما يدل على ثبوتها عليهم بشهادة أصدقائهم في العهد الجديد.. فلو قد كان الأخوان المسلمون براء، حقا، من تهمة تلك الإغتيالات لوجدوا كل الإنصاف من هذا العهد الجديد الذي أشركهم في التخطيط لإنقلابه، وابدى استعداده للعفو عن سائر جرائمهم الأخرى!! ذلك بأن الخلاف، والإصطدام بينهم وبين هذا العهد، لا سيما إبان حكم عبدالناصر، لم يكن قد برز يومئذ..
    وعن محاولة اغتيال جمال عبدالناصر جاء في مذكرات حسن العشماوي (صفحة 74، وصفحة 75):
    (ومع الصباح علمنا أن الذي أطلق النار هو المرحوم محمود عبداللطيف وأنه اعترف بأن محرّضه هو المرحوم هنداوي دوير المحامي بامبابة. وأنا أعرف محمود عبداللطيف منذ كان يعمل في معركة قناة السويس عام 1951 وأعلم أنه انضم للجهاز السري أيضا، وأعرف مهارته في إصابة الهدف بالمسدس على نحو غير طبيعي، ثم أنا أعرف الأستاذ هنداوي دوير ولكن ما كنت أتصوّر أنه رئيس مسئول بالجهاز السري لأنه رحمه الله عصبي المزاج سريع الإنفعال بحيث لا يصح وضعه كمسئول في أي نظام سري)..
    وهكذا فإن التوجيهات الفكرية لمؤسس حركة الأخوان المسلمين، والروح العسكرية التي تسود تنظيماتهم، وتسليحهم، وتدريبهم على أساليب العنف، وما أدلى به حسن العشماوي عن جرائم القتل، والتخريب، التي دخل بسببها بعض أفراد التنظيم السجون، وما عرف عن الممارسات العنيفة لتنظيمهم النظير في السودان، والذي تتلمذ على يدي التنظيم الأم، في مصر، هذه جميعا، شواهد، على الأقل، بصحة بعض ما نسب اليهم من أعمال العنف والإغتيال..
    ألم تكن هذه الأعمال تنفيذا حرفيا لتوجيه المرشد العام، الشيخ البنا، بأن يكونوا حربا على كل زعيم حزب، أو رئيس هيئة، يعترض سبيل دعوتهم؟؟ وقد بينّا في الجزء الأول من هذا الكتاب مفارقة أعمال العنف، والإغتيال، التي مارسها الأخوان المسلمون لأحكام الجهاد في الإسلام، وذلك بسبب ان من راحوا ضحيتها كانوا من المسلمين، ناهيك عن، مرحلية الجهاد في الإسلام نفسه، إذ صار حكم الوقت يقتضي أن يدال أسلوب الدعوة الإسلامية الى الإسماح، والإقناع الفكري، وإقامة الحجة بالنموذج الصالح!!
                  

03-10-2014, 05:51 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هؤلاء هم الأخوان المسلمون: (مجموعة كتيبات نقدية أخرجها الجمهوريون في هذا التنظيم الدخيل) (Re: عبدالله عثمان)

    Quote: الفصل الثاني

    الأخوان المسلمون وأخلاقيات العمل السياسي

    أشرنا، في الفصل الأول، الى اسلوب (الغاية تبرّر الوسيلة) الذي انتهجه أحد كبار زعماء الأخوان المسلمين، حسن العشماوي، حينما لم يشعر، على حد قوله بالحرج، من تسلّم ذخيرة مسروقة من الجيش المصري، وهو يعلم ذلك.. وهو الإسلوب الذي اتسمت به سائر مواقفهم السياسية في مصر – لاسيما اسلوب احتواء السلطة الحاكمة.. فقد حملهم سعيهم الدؤوب الى إحراز السلطة على التقرّب الى الملك، وتملّقه، واسباغ نعوت العظمة عليه، وذلك بغرض كسب جانبه، ودرء خطره، حتى ينفّذوا مخططهم في توسيع دائرة نفوذهم الى حيث يطيحون بعرشه!! وقد رأينا في الفصل الأول مشاركتهم، بصورة أو أخرى، في التخطيط للإنقلاب العسكري في يوليو 1952..
    فقد رفع (مجلس الشورى العام للإخوان المسلمين) مذكرة للملك فؤاد جاء فيها (كما وردت في كتاب "مذكرات الدعوة والداعية" بقلم الشيخ حسن البنا صفحة 156):
    (بسم الله الرحمن الرحيم، والحمدلله وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلّم. الى سدّة صاحب الجلالة الملكية حامي الدين، ونصير الإسلام والمسلمين مليك مصر المفدّي. يتقدّم أعضاء مجلس الشورى العام للإخوان المسلمين المجتمعون بمدينة الإسماعيلية بتاريخ 22 صفر 1352 والممثلون لخمسة عشر فرعا من فروع جمعية الأخوان المسلمين، برفع أصدق آيات الولاء والإخلاص للعرش المفدى ولجلالة المليك وسمو ولي عهده المحبوب)!! وتمضي المذكرة الى أن تقول: (وقد جعلكم الله تبارك وتعالى حماة دينه والقائمين بحراسة شريعته والذائدين عن حياض سنة نبيه وقد عرف العالم كله لجلالتكم المواقف المشهورة والمشاهد المذكورة في الإستمساك بحبل الدين المتين والحرص على آدابه وشعائره وحمايته من المعتدين عليه ونشر تعاليمه)!! وهذه العريضة قد رفعها (مجلس الشورى العام للإخوان المسلمين) المنعقد في الإسماعيلية بدعوة من المرشد العام، الشيخ حسن البنا، وكان من مقرراته تأليف (هيئة مكتب الإرشاد العام للإخوان المسلمين) وعلى رأسها المرشد العام .. (صفحة 156 وصفحة 161 من كتاب "الدعوة والداعية" بقلم الشيخ حسن البنا)..
    وهكذا يخاطب المرشد العام للإخوان المسلمين، وهو الزعيم بأنه داع الى "حكم الإسلام" في "نذارته" بافتتاحية العدد الأول لمجلة (النذير) كما جاء في الفصل الأول من كتابنا هذا – هكذا يخاطب ملكا من ملوك العروش الوراثية في البلاد الإسلامية، والتي تعد مظهرا لتداعي، وانحطاط، أمر المسلمين، بعد إنصرام عهد الخلافة الرشيدة، والتي جاءت لها النذارة النبوية: (الخلافة بعدي ثلاثون عاما ثم تكون ملكا عضودا).. أي ملكا موروثا، يتوارثه الأبناء عن الآباء... وهو دليل على النصول عن أسس الحكم الإسلامي في العهد الأول.. ويحدثنا القرآن الكريم عن فساد الملوك، حيث كانوا، فيقول: (إن الملوك، اذا دخلوا قرية، أفسدوها، وجعلوا أعزّة أهلها أذلة.. وكذلك يفعلون!!) وعبارة (وكذلك يفعلون) تعني، فيما تعني، أنهم، دائما، إنما يفعلون ذلك.. ولقد خيّر النبي، عليه أفضل الصلاة، وأتم التسليم، بين أن يكون نبيا ملكا، أو أن يكون نبيا عبدا ... فأختار أن يكون نبيا عبدا، ذلك بأن الملك تسلط على الآخرين، وإدّعاء ربوبية!! ومع ذلك يخاطب المرشد العام للإخوان المسلمين (الملك) بعبارات من التقديس لا تليق بداعية إسلامي على الإطلاق: (الى سدّة صاحب الجلالة الملكية حامي الدين، ونصير الإسلام والمسلمين مليك مصر المفدّي)!! ومع أن مجرّد قيام الحكم الملكي مفارقة للدين، ومخالفة لأحكام الشريعة، ولأحكام السنّة، يذهب الشيخ البنا، ويذهب (مجلس الشورى العام للإخوان المسلمين) ليقول عن ملك مصر: (وقد جعلكم الله تبارك وتعالى حماة دينه، والقائمين بحراسة شريعته، والذائدين عن حياض سنة نبيه)!!
    ويقدّم (مجلس الشورى العام للإخوان المسلمين) بيعته للعرش الملكي بهذه الصورة التي لا تمت بأدني صلة لشروط البيعة في العهد الإسلامي الأول، والتي تتقاضى طرفي البيعة طاعة الله تعالى، (برفع أصدق آيات الولاء والإخلاص للعرش المفدى ولجلالة المليك وسمو ولي عهده المحبوب)!! واذا كانت هناك بيعة ولاء للملك فؤاد لأسباب ذكرها الأخوان المسلمون هي ما عرف عن هذا الملك من (المواقف المشهورة والمشاهد المذكورة في الإستمساك بحبل الدين المتين والحرص على آدابه وشعائره، وحمايته من المعتدين عليه ونشر تعالميه)، فعلى أي أساس يقدّم الأخوان المسلمون (آيات الولاء والإخلاص) (لسمو ولي عهده المحبوب) الذي لم يعرفوا، يومئذ، عن دينه شيئا؟؟ ليس ثمة مبرر لعبارات الملق التي احتشدت بها تلك العريضة سوى أن الأخوان المسلمين، في مخططهم للوصول الى السلطة، إنما يتخذون أساليب مرحلية ملتوية من محاولات الإحتواء للسلطة الحاكمة، كتكتيك نحو الإستراتيجية الأساسية، مما يتنافى مع الأخلاقيات الدينية التي تقتضي تحرّي الصدق، في سائر الأقوال، والممارسات، وتلتزم بالجادة في سائر المواقف.. وهذه دلالة على ضعف القيمة التربوية لدى هذا التنظيم الذي يستغل الدين، استغلالا سيئا، في الأغراض السياسية..
    ويكشف العشماوي عن غرض الأخوان المسلمين من اتجاهاتهم الى إحتواء الحكومات، أو المشاركة فيها، بقوله في صفحة 30 من مذكراته: (كان من رأيي الموافقة على اسناد الوزارة الى الرئيس نجيب وأن يدخل الأخوان وزارة نجيب كي يكونوا على بيّنة من سير الأمور وحتى لا نترك الإنتهازيين والمنافقين يلتفون حول عبدالناصر وزملائه يوجهونهم للسيطرة والإستبداد)... هذه هي إحدى الإستراتيجيات السياسية الأساسية عند تنظيم الأخوان المسلمين والتي إنما يلتقون فيها مع الشيوعيين، تماما، من حيث لا يشعرون.. وهي إنما تقوم على دخول الحكومات، والأجهزة، والمؤسسات السياسية، حتى يستطيعوا العمل من داخلها، وحتى يستطيعوا أن يكشفوا اتجاهات تلك الحكومات ويعرفوا اسرارها، وحتى يستطيعوا، أيضا، ومن مواقع المسئولية، أن يعزلوا خصومهم السياسيين، والفكريين، الذين عبّر عنهم العشماوي بـ "الإنتهازيين والمنافقين" – هم يفعلون كل ذلك لكي يستأثروا بالسلطة آخر الأمر..
    وقد حاول الأخوان المسلمون في مصر استغلال ثورة 23 يوليو منذ بدايتها.. فتواطأوا على حل التنظيمات، والأحزاب الأخرى، بينما عملوا على ابقاء تنظيمهم هم، وذلك على الرغم من أنهم كانوا يزعمون أنهم ساندوا ثورة الجيش لتأتي بحكم دستوري يكفل الحريات للجميع.. وعن هذا الأمر يقول حسن العشماوي في صفحة 32 من مذكراته: (ولم يخف عني عبدالناصر أن قانون تنظيم الأحزاب ليس الا خطوة نحو إلغائها فحرصنا معا على الاّ ينطبق على هيئة الأخوان المسلمين وقد بذل عبدالناصر في هذا السبيل جهدا لا أنكره برغم معارضة بعض زملائه له، وبرغم ما وجد في هذا السبيل من متاعب من الأخوان أنفسهم).. ويمضي العشماوي ليقول في صفحة 44: (في صبيحة يوم صدور قرار حل الأحزاب في يناير 1953 حضر الى مكتب البكباشي جمال عبدالناصر الصاغ صلاح شادي والأستاذ منير الدّلة وقالا له الآن وبعد حل الأحزاب لم يبق من يؤيد الثورة الا هيئة الأخوان ولهذا فإنهم يجب أن يكونوا في وضع يمكنهم من أن يردوا على كل أسباب التساؤل فلما سألهم ما هو هذا الوضع المطلوب أجابا بأنهم يريدون الإشتراك في الوزارة فقال لهما اننا لسنا في محنة واذا كنتم تعتقدون أن هذا الظرف هو ظرف المطالب وفرض الشروط فأنتم مخطئون فقالوا له اذا لم يوافق على هذا فإننا نطالب بتكوين لجنة من هيئة الأخوان تعرض عليها القوانين قبل صدورها للموافقة عليها وهذا هو سبيلنا لتأييدكم إن أردتم التأييد فقال لهم جمال: لقد قلت للمرشد سابقا أننا لن نقبل الوصاية وأنني أكررها اليوم مرة أخرى في عزم وإصرار..)..
    وكما أسلفنا فإن من أسباب دخولهم الحكومات، والهيئات، والمؤسسات الرغبة في الحصول على المعلومات السرية التي يستعينون بها في مواجهة هذه الحكومات، أو في الإطاحة بها في اللحظة المناسبة، ومن ذلك ما قاله العشماوي (في صفحة 66):
    (وكان أخطر ما حصلنا عليه في هذه الفترة هو التقرير السري الذي أعدته إدارتا المخابرات الحربية، والمباحث العامة بالإستعانة ببعض الضباط القدامى في البوليس السياسي ورفعوه الى رئيس الحكومة ووزير الداخلية وضمنوه الإسلوب الذي يرون إتباعه مع جماعة الأخوان المسلمين وقد استطعنا أن نحصل على صورة رسمية لهذا التقرير السري بما عليه من توقيعات).. ولم يذكر العشماوي الصورة التي حصلوا بها على هذا التقرير "السري"، ولكنها، على أي حال، لا يمكن أن تكون صورة شرعية!!


    أُسلوب الإثارة

    ومن أساليب الأخوان المسلمين استغلال العقيدة الدينية في إرهاب مخالفيهم في الرأي، وإثارة العاطفة الدينية لدى المواطنين، و"توريط" الجهات الرسمية في السير نحو أغراضهم المرسومة.. يقول البنا في كتابه (مذكرات الدعوة والداعية) صفحة 250: (وأذكر أننا في أغسطس 1935 اجتمع لدينا عدد كبير من عرائض المطالبة بالتعليم الديني في المدارس، وكان على رأس الوزارة حينذاك نسيم باشا رحمه الله، وفي وزارة المعارف نجيب الهلالي باشا، وفي مشيخة الأزهر فضيلة الأستاذ المراغي رحمه الله، فجمعنا هذه العرائض وألفنا وفدا كبيرا في مقدمته فضيلة الأستاذ الشيخ محمد عبدالله دراز المدرس بالأزهر...) ويمضي الشيخ حسن البنا ليقول (في صفحة 252): (وفي مجلس النواب بعد ذاك تقدّمت لجنة المعارف وعززها الأستاذ سعد اللبان بتقرير تناصر فيه فكرة جعل الدين مادة أساسية، فرأى الأخوان توريطها وتوريط النواب والشيوخ في هذا الشأن، ووجهوا إليهم الدعوة لحفل تكريم جامع دعت اليه (النذير) في عددها التاسع عشر من السنة الثانية).. وفي معرض الدعوة لهذا الحفل يقول البنا عن الأخوان المسلمين: (فهم قد رأوا في مجلس النواب والشيوخ معركة كلامية طالما أذكوها ومهّدوا لها وهم الآن يريدون تدعيمها)... (الخط تحت بعض الكلمات من وضعنا)
    وبغض النظر عن الهدف الذي كان يسعى اليه الأخوان المسلمون من هذا العمل، حتى ولو كان يتعلّق بالمطالبة بالتعليم الديني في المدارس، ولو أن البعث الديني الحقيقي لا يتم عن هذا الطريق، فإن اسلوب "توريط" المسئولين في هذا الإتجاه إنما هو اسلوب غير أخلاقي... لأنه أسلوب ملتو يتسّم بالتآمر... والأهداف الصحيحة خصوصا ما تعلّق منها بالدين إنما يتوسل اليها بالأساليب الصريحة، المعلنة.. لأن الوسيلة من جنس الغاية، فهي لا تنفك عنها، ولا تختلف... وذلك مما يؤكد ما ذهبنا اليه من أن هذا التنظيم إنما هو يستغل الدين في الأغراض السياسية، متورطا، بذلك في المبدأ اللا أخلاقي: (الغاية تبرّر الوسيلة)!!
    ومن أساليبهم في العمل السياسي، تقديم العرائض، وارسال الوفود، ويجنحون ايضا الى تحريك المظاهرات بغية الإطاحة بالسلطة!! يقول حسن العشماوي في مذكراته عند تعرّضه لخلافهم مع جمال عبدالناصر عام 1954: (حدد يوم الخميس التالي 29 أكتوبر لإنعقاد الهيئة التأسيسية الجديدة التي سيحضرها الأستاذ الهضيبي شخصيا على أن تخرج الهيئة بعد الإجتماع ومع أفراد الجماعة – في مظاهرة سلمية يحميها بعض الأفراد المسلحين، ويسير في المظاهرة بعض كبار الساسة في الأمة، وكنا على إتفاق معهم في ذلك، وكان المفروض أن هذه المظاهرة، بما يحميها من أفراد مسلحين، ستكون نقطة الإنطلاق تسعى لإسقاط الدكتاتورية العسكرية).. ص 66.
    هذه بعض ممارسات الأخوان المسلمين كتنظيم سياسي لا يلتزم، في سعيه الدائب الى السلطة، بأخلاقيات الدين، ولا بأخلاقيات العمل السياسي الشريف.. فهو يبيح لأفراده السرقة، والإغتيال، والتملّق، والإرهاب!! وفيما يلي نقدّم بعض ممارسات مرشده الذي تقع عليه مسئولية وضع الأسس الأخلاقية لتنظيمهم، في سلوكهم الفردي، وفي ممارساتهم التنظيمية.. فإن صحة الدعوة إنما تلتمس في أثرها على التكوين الخلقي لمؤسسها... فليس هناك داعية إسلامي مأذون له في الدعوة، وهو، من ثمّ، مستجاب الى دعوته، الا وهو داع بلسان حاله، وبلسان مقاله، ودعوته بلسان الحال أبلغ من دعوته بلسان المقال.. وكلاهما فصيح، ومبلّغ، وبالغ أمره.. وسنرى من النماذج التي نسوقها من ممارسات الشيخ البنا أنه على النقيض من ذلك.. ونحن لا نسوق ممارسات الشيخ البنا من مصدر غير مصدره هو نفسه، وهو يحكي عن نفسه، أو من مصدر أحد مريديه، هو الدكتور رؤوف شلبي، من كتابه: (الشيخ حسن البنا ومدرسته)، وهو كتاب، كما ذكرنا آنفا، إنما وضع ليمجد الشيخ البنا، ويمجّد سيرته.. فهو، من ثمّ، غير متهم، ولا ظنين..
    وسنرى عند حديثنا عن ممارسات الأخوان المسلمين في السودان صور مشابهة لهذه التناقضات والمخالفات التي تورطوا فيها في مصر.. وذلك بدافع السعي لإحتواء السلطة، ثم الإنفراد بها.. كأسلوب (توريط) المسئولين في إتجاه مخططاتهم، وكاستغلال السلطة في ضرب وتصفية خصومهم السياسيين.


    الشيخ حسن البنا .. بعض مظاهر سلوكه الفردي

    ونعرض هنا بعض مظاهر سلوك المرشد العام لتنظيم الأخوان المسلمين، وهو مؤسس الدعوة، حيث كان في موضع النموذج السلوكي والقدوة الأخلاقية لهذا التنظيم، وذلك أخذا مما كتبه هو عن نفسه في مذكراته بعنوان (مذكرات الدعوة والداعية).


    هبة شركة القنال

    تحت هذا العنوان قال الشيخ البنا في صفحة 94، وصفحة 95 من مذكراته حول بناء مسجد الأخوان المسلمين بالإسماعيلية: (وقبل أن يتم بناء المسجد بقليل وقد أوشكت النقود المجموعة أن تنفد، وأمامنا بعد مشروع المسجد مشروع المدرسة والدار وهي من تمامه بل كلها مشروع واحد تصادف أن مر البارون دي بنوا مدير شركة القنال ومعه سكرتيره المسيو بلوم فرأى البناء فسأل عنه وأخذ عنه معلومات موجزة، وبينما أنا في المدرسة اذ جاءني أحد الموظفين يدعوني لمقابلة البارون بمكتبه بالشركة فذهبت اليه فتحدث الى عن طريق مترجم بأنه رأى البناء، وهو يود أن يساعدنا بتبرع مالي وهو لهذا يطلب منا رسما ومذكرة للمشروع، فشكرت له ذلك وأنصرفت ووافيته بعد ذلك بما طلب.. ومضى على ذلك شهور كدنا ننسى فيها البارون ووعده ولكني فوجئت بعد ذلك بدعوة ثانية منه الى مكتبه، فذهبت اليه فرحب بي ثم ذكر لي أن الشركة اعتمدت مبلغ خمسمائة جنيه مصري للمشروع، فشكرت له ذلك وأفهمته أن هذا المبلغ قليل جدا ولم يكن منتظرا من الشركة تقديره لأنها في الوقت الذي تبني فيه على نفقتها كنيسة نموذجية تكلفتها 500,000 (خمسمائة ألف جنيه) أي نصف مليون جنيه تعطي المسجد خمسمائة جنيه فقط، فاقتنع بوجهة نظري وأظهر مشاركتي فيها ولكنه أسف لأن هذا هو القرار، ورجاني قبول المبلغ على أنه إذا استطاع أن يفعل في ذلك شيئا فلن يتأخر. وشكرت له مرة ثانية وقلت له أن تسلّم المبلغ ليس من إختصاصي ولكنه من إختصاص أمين الصندوق الشيخ محمد حسين الزملوط الذي تبرع وحده بمثل ما تبرعت به الشركة وسأخبره ليحضر لتسلمه، وقد كان. وتسلّم أمين الصندوق المبلغ، وطبعا لم يفكر البارون في عمل شيء آخر ولم نفكر نحن في أن نطلب منه شيئا كذلك.


    فقه معوّج

    وثارت ثائرة المغرضين حين علموا هذا النبأ وانطلقت الإشاعات تملأ الجو” الإخوان المسلمون يبنون المساجد بمال الخواجات" وآزرتها الفتوى الباطلة ممن يعلم وممن لا يعلم: كيف تصح الصلاة في هذا المسجد وهو سيبنى بهذا المال؟ وأخذنا نقنع الجمهور بأن هذه خرافة فهذا مالنا لا مال الخواجات والقناة قناتنا والبحر بحرنا والأرض أرضنا وهؤلاء غاصبون في غفلة من الزمن... وأراد الله أن يكون المسجد قد تم والحمد لله فلم توضع فيه أموال الخواجات، ووضعت في دار الإخوان المسلمين بالذات ((وكان الله عل كل شيء قديرا)) وبذلك سكنت الثائرة وانطفأت الفائرة وهكذا يكون الفقه الأعوج، ولله في خلقه شئون.)!! وقال الشيخ البنا عن افتتاح ذلك المسجد تحت عنوان (المساجد في الإسماعلية وافتتاح مسجد الأخوان) في صفحة 93 من مذكراته: (وكان افتتاحه في حفل فخم دعى اليه الأخوان من الإسماعيلية ومن شبراخيت، وقد أجمع الأخوان على أن أكون الإمام في أول صلاة لهذا المسجد وصمموا على ذلك كما صمموا على أن يكون الإفتتاح بيدي ايضا قطعا لأطماع الطامعين ممن لا يستحقون. ولكن الأستاذ أحمد السكري رئيس الأخوان بالمحمودية حينذاك فاجأ الحاضرين بأن تقدّم الى شريط الباب فقطعه واعلن الإفتتاح فقضى بذلك على آمال المترقبين وكان لطمة لهم يستحقونها، وفاجأتهم أنا في المحراب بتقديم الأخ الأستاذ الشيخ حامد سكرية الى صلاة أول فريضة في هذا المسجد اعترافا بفضله في إنشائه والعمل على اتمام مشروعه، وقضى الأمر)!!
    هذا مظهر من مظاهر سلوك الشيخ البنا لعله سجله على نفسه بنفسه لكي يقطع الطريق أمام الشبهات التي لابد أن تكون قد أثيرت حول هذا الحادث، ابان نشأة التنظيم... وقد أشار الشيخ البنا الى بعض هذه الشبهات والتي قد لا تخلو من الصحة تماما!! وذلك لعدة أسباب هي:
    1/ المسجد، وكما وصفه الشيخ البنا بنفسه، هو مسجد الأخوان المسلمين.. فقد ذكر أنه يشكل، مع المدرسة، والدار، (دار الأخوان المسلمين)، مشروعا واحدا.. ولذلك جرت الإتصالات بشأن تبرع شركة قناة السويس لبنائه مع المرشد العام للإخوان المسلمين نفسه .. ثم هو قد أشار الى إجماع الأخوان المسلمين على أن يكون هو الإمام في أول صلاة فيه، غير أنه آثر أن يكون الإمام غيره، في تلك الصلاة، كما أفتتحه أحد كبار زعماء الأخوان المسلمين.. فتبرع شركة قناة السويس أو (هبة شركة القنال)، كما وصفها الشيخ البنا، لإتمام بناء المسجد إنما هو تبرع لمشروع من مشروعات الأخوان المسلمين!! وقد رأينا أن الشيخ قد حوّل التبرع أخيرا لصالح دار الأخوان المسلمين!! وقد كان ينبغي على الدعوة التي تزعم أنها تضطلع بدعوة المسلمين الى السير في الطريق (لإستعادة حكم الإسلام ومجد الإسلام) حتى أنها لتعلن الحرب على كل من يعترض هذا الطريق، كان ينبغي لها أن تعِفّ عن كل مال يأتي من جهة متهمة بالخصومة للإسلام، أو بالغرض في إحتواء هذه الدعوة!!
    2/ المبرر الذي ساقه الشيخ البنا لقبول تبرع الشركة البريطانية مبرر ضعيف، أشد الضعف.. فالقول: (فهذا مالنا لا مال الخواجات والقناة قناتنا والبحر بحرنا والأرض أرضنا وهؤلاء غاصبون في غفلة من الزمن).. قول مردود، ذلك بأن تلك الشركة إنما تتولى إدارة القناة وبعد اتفاقية سارية المفعول، يومئذ.. فالمال، في إعتبارها هي، كما هو في الإعتبار القانوني، والعرفي السائد، مالها هي.. ويظل ذلك الإعتبار قائما حتى يتم تغيير ذلك الواقع.. وقد تبرعت الشركة لإتمام بناء المسجد باسمها، لا باسم الشعب المصري، كما قبل الشيخ البنا تبرعها، وشكر مديرها، ثلاث مرات، على هذا الأساس.. وقد حددت هي المبلغ، فلم تزده برغم طلب الشيخ البنا اليها بالزيادة!! واذا كان الشيخ البنا يعتبر المال مالهم (لا مال الخواجات) فلماذا عبر عنه في نهاية الأمر بقوله (وأراد الله أن يكون المسجد قد تم والحمد لله فلم توضع فيه أموال الخواجات)؟؟ ولماذا لم يواجه الشيخ البنا مدير الشركة بحقيقة اعتباره لذلك المال عندما طرح المدير الأمر عليه بقوله، كما نقل عنه الشيخ البنا: (وهو يوّد أن يساعدنا بتبرع مالي)؟
    3/ شركة قناة السويس بادية الغرض من هذا التبرع.. فهي إنما تريد أن تظهر بمظهر التسامح الديني، والرعاية لسائر شئون المسلمين الدنيوية والدينية.. شأن الإستعمار في كثير من البلاد المستعمرة.. وقبول ذلك التبرع إنما هو بسبيل من تحقيق تلك الأغراض الأستعمارية، من حيث لا يشعر الأخوان المسلمين..
    4/ وحتى اذا كان قبول التبرع عن تحسين نية في إغراض الشركة فإن موقفها من الكنيسة (إنفاق نصف مليون جنيه في بنائها) يكفي سببا لرفض تبرع بسيط (500 جنيه) لبناء مسجد، وهو تبرع، كما ذكر الشيخ البنا، قد قدّم مثله أحد المواطنين..
    5/ مجرّد تدّخل شركة استعمارية في بناء المسجد بحيث تطلب الى الشيخ البنا رسم المشروع ومذكرة عنه، فيوافيها بهما، لتتبرع بقليل أو كثير، إنما كان ينبغي أن يكون أمرا مرفوضا، ومستنكرا، من دعاة اسلاميين يواجهون مستعمرا..
    6/ ثم!! هل يجوز للمسلمين، استقراء من سيرة العهد الإسلامي الأول، واستنادا لأحكام الشريعة الإسلامية الموروثة، أن يسمحوا لغير المسلمين بمساعدتهم في بناء مساجدهم، مهما بدا حول هذه المساعدة من شبهة أو حسن نية؟؟


    إله يعبد!!

    وتحت هذا العنوان ذكر الشيخ البنا حكاية عن إشاعة أشاعها عنه شيخ عالم، وهي ان الشيخ البنا يدعو تلاميذه إلى أن يعبدوه من دون الله، وأن تلاميذه يعتقدون أنه إله يعبد!! فقد ذهب الشيخ البنا، في جماعة من تلاميذه، الى ذلك الشيخ لإستجلاء الأمر.. وهناك جرى بينهما هذا الحديث كما يرويه الشيخ البنا: (قلت: وأنت يا أستاذ متى سمعت مني هذا القول فقال: أتذكر منذ شهر تقريبا أننا كنا جالسين في (صندورة) المسجد فدخل علينا أحد المدرسين وأسمه محمد الليثي أفندي وجلس معنا، وجاء الأخوان يسلمون عليك في شغف شديد وأحترام فقال لك هذا المدرس يا أستاذ أن الأخوان يحبونك الى حد العبادة، فقلت له اذا كان هذا الحب خالصا لوجه الله فأنعم به من حب، ونسأل الله أن يزيدنا منه، وتمثلت بقول الشافعي: إن كان رفضا حب آل محمد فليشهد الثقلان اني رافض فقلت له نعم أذكر هذه الحكاية فقال أليس معنى هذا أنهم يعبدونك، وهنا رأينا أحد الأخوان من أصدقائه المدرسين الذين معي قام من فوره وانهال عليه شتما وهمّ به ليضربه في بيته فأخذ يخاطبه أهذا ما تعلمته يا أستاذ وهذا مبلغك من الفهم ومن الأمانة في المجالس ومن الصدق في نقل القول. ولكنا حلنا بينهما والتفت اليه وقلت له أستاذ قد ذكرت هذا ولك أن تفهم فيه ما تشاء ولكنك اضفت أنني أنا الذي آمر الأخوان بعبادة غير الله (حاشى لله وتعالت دعوته عن ذلك علوا كبيرا) وان هذه هي عقيدة الأخوان التي سمعتها مني، وحذفت من القول أنني عاتبته على هذا التعبير عتابا قاسيا وقلت له أن هذا تعبير غير إسلامي جاءنا به الأدب الأوربي والميوعة الغريبة وانزلق الى السنتنا واقلامنا بحكم التقليد الأعمى، وان من واجب كل مسلم أن يحترس من مثل هذه التعبيرات والألفاظ. لقد ذكرت الحكاية يا أستاذ ونسيت هذا التعليق، وعلى كل حال فحسبنا هذا منك وقد وضح الصبح لذي عينين، ولكن الأخوان الحاضرين وكلهم أصدقاؤه لم يكتفوا بهذا وألزموه أن يوّضح الأمر توضيحا جليا في حفل عام من أحفال الأخوان والاّ فهم سيعلمون كيف يعاقبونه أشد العقاب، وقد كان، ونزل الرجل على حكم أصدقائه، وفي أول محاضرة اسبوعية وقف فأعلن الحكاية وأعلن أنه لم يقصد الاّ مجرّد نقلها كما هي، وأنه شاكر للأخوان دعوتهم جميل أثرها في نفوس الأمة عامة والشباب خاصة، وقضي الأمر)!! ص 114 من (مذكرات الدعوة والداعية) بقلم الشيخ البنا..
    لهذه الحكاية دلالات غريبة نسوقها فيما يلي:
    1/ نحن أميل الى إعتبار أن ما أشاعه (الشيخ العالم) عن الشيخ البنا، وتلاميذه، أمر غير صحيح، بل ربما كان بغرض تشويه سمعة تلك الجماعة.. ولكننا، هنا، بصدد الإسلوب الذي إتخذه الشيخ البنا، وتلاميذه في دحض تلك الإشاعات الكاذبة.. فقد وقع على ذلك الشيخ إرهاب شديد، من الأخوان المسلمين في حضرة مرشدهم البنا، وذلك حينما (ألزموه أن يوّضح الأمر توضيحا جليا في حفل عام من أحفال الأخوان والاّ فهم سيعلمون كيف يعاقبونه أشد العقاب) – كما يروي الشيخ البنا وقد قام الرجل، فعلا، بما ألزمه به الأخوان المسلمون، وذهب، تحت ظل الإرهاب، الى تملّقهم بالإشادة بدعوتهم.. جرى كل أولئك بإقرار الشيخ البنا.. أكثر من ذلك!! فقد نشر الشيخ البنا الحكاية في مذكراته، وهو في موضع القدوة السلوكية بالنسبة للإخوان المسلمين، في عهده، أو من بعده، أو هكذا يجب أن يكون!! ولعل ما عرف عن تنظيم الأخوان المسلمين، حيث كان، من اتجاه الى الإرهاب أن يكون مصدره سلوك الشيخ البنا نفسه، باقراره اسلوب الإرهاب، وبتوجيهاته، المباشرة، وغير المباشرة، الى الأعمال الإرهابية. وفي هذه الحكاية هزم الأخوان المسلمون غايتهم، وهي السعي الى تصحيح ما لحق بسمعتهم من تشويه، بوسيلة غير أخلاقية، هي استخدام الإرهاب..
    2/ وتمثّل الشيخ البنا بقول الشافعي:
    إن كان رفضا حب آل محمد فليشهد الثقلان أني رافض
    وهو يعبر عن حب تلاميذه له.. وذلك مما قد يوحي لتلاميذه بأن حبه من حب آل محمد، أو هو حب آل محمد!! وتلك من الدعاوى التي تضر بسلوك الأتباع، فتنحرف بعقيدتهم الى صور الطائفية التي تجمد فكرهم، وتضعهم في خدمة المصالح الخاصة للزعماء – من غير أن يعوا تنكب هؤلاء الزعماء عن جادة الدين..
    3/ ومن أسوأ صور الضعف التربوي الذي نأخذه على تنظيم الأخوان المسلمين ما جرى من أحد تلاميذ الشيخ البنا، في هذه الحكاية، مع الشيخ العالم وفي حضرته هو، من سوء السلوك حين (قام من فوره وانهال عليه شتما وهمّ به ليضربه في بيته) كما يروي الشيخ البنا!! فلم يزد الشيخ البنا على أن اشترك في الحيلولة بينهما، واستمر في نقاشه مع الشيخ العالم، فلم يذكر أنه أدان سلوك تلميذه – الشتم، والنزعة للضرب – وهو سلوك غير اسلامي، على الإطلاق!! لقد كان هم الشيخ البنا، جميعه، من رواية هذه الحكاية في مذكراته، أن يدل على بطلان ما يشاع عنه، وعن جماعته، من الشبهات المغرضة.. ولكنه أكد ما هو أسوأ من تلك الشبهات.. وهو ضعف عنصر التربية، والتسليك، في تنظيم الإخوان المسلمين..


    التماثيل حرام!!

    ويروي الدكتور رؤوف شلبي في كتابه (الشيخ حسن البنا ومدرسته)، طرفا من سيرة الشيخ البنا وقد جاء في أهدائه (الى أول داعية في الإسلام .. الى الصحابي الجليل مصعب بن عمير أهدى هذه السيرة العطرة السمحة ونحن على العهد والدرب محافظون) فهو كتاب يمجد الشيخ البنا، ويمجد سيرته.. ويحمل على غلافه كما ذكرنا – شعار الأخوان المسلمين .. يروي في صفحة 35 عن الشيخ البنا أنه: (زار مرة بعض مريديه من الموظفين في بعض دوائر المساحة فرأى على مكتبة بعض تماثيل من الجبس فسأله: ما هذا يا فلان؟؟ فقال: هذه تماثيل من الجبس فسأله: ما هذا يا فلان؟؟ فقال: هذه تماثيل نحتاج اليها في عملنا!! فقال له: إن ذلك حرام وأمسك الشيخ بالتمثال وكسر عنقه. ودخل المفتش الإنجليزي في هذه اللحظة ورأى هذا المنظر فناقش الشيخ فيما صنع ولم يتركه حتى أفهمه بالحكمة والموعظة الحسنة أن الإسلام جاء ليقيم التوحيد الخالص لله في القلب وفي السلوك وليقضي على مظاهر الوثنية في كل صورها ولهذا فقد حرّم الله صناعة التماثيل حتى لا تكون ذريعة للعبادة.)!! ولهذه القصة دلائل غريبة أيضا:
    1/ فالشيخ البنا يرى أن إتخاذ التماثيل حرام حرمة مطلقة، حتى بعد ذهاب الحكمة من تحريمها في العهد الإسلامي الأول!! ذلك بأنها لم تحرّم، يومئذ، الا خوفا من ان تذكر العرب، بعبادة الأوثان، وهم قريبو عهد بها، فيحنّوا اليها.. أما وقد صارت التماثيل، اليوم لا توحي للنفس بأدنى خاطر تعبد، فقد سقطت حرمتها، تماما... أكثر من ذلك!! فإنها قد صارت اليوم إنما تستخدم للتعبير عن القيم الجمالية، ولتمجيد عظماء الأمم – مما قد يحولها من جانب الحرام الى جانب الحلال المرغوب فيه .. وهذه النظرة التي تشغل مرحلية بعض أحكام الشريعة التي ارتبطت بالظروف التاريخية، وحكم الوقت، إنما تطبع سائر أفكار الشيخ البنا – كما رأينا في الجزء الأول من هذا الكتاب ذلك الجزء المتعلّق بالأخوان المسلمين في مجال الفكرة..
    2/ الإسلوب الذي إتخذه الشيخ البنا في بيان حرمة التماثيل لتلميذه، بكسر عنق التمثال الذي أوضح تلميذه أنه يحتاج اليه في عمله، إنما يتسّم بالحدة، والشدة، مما يعوق أغراض التربية، والتسليك، كما يدل، دلالة واضحة، على إتجاه الشيخ البنا الى ترسيخ اسلوب العنف في نفوس تلاميذه.. ثم لماذا اتجه الشيخ البنا الى اسلوب (الحكمة والموعظة الحسنة..) مع المفتش الإنجليزي؟؟
    هذه بعض مظاهر السلوك الفردي لشخصية مؤسس حركة الأخوان المسلمين.. كما رواها بنفسه، أو كما رواها عنه بعض أشياعه في مضمار تمجيد سيرته .. وهي وجدها كافية لتضع ايدينا على مفتاح هذه الشخصية، ولتمكننا من تتبع إنعكاسات سلوكها الفردي على حركة هذا التنظيم في جميع تطوراتها، في مصر، وفي السودان ... فروح الإرهاب، والعنف، وضعف عنصر التربية في تكوين شخصيات الدعاة، والتساهل في إتخاذ الورع من التوّرط في المخالفات، والمفارقات الأخلاقية – هذه المظاهر، جميعا، لازمت سلوك أفراد هذا التنظيم، ولازمت مواقف هذا التنظيم، في جميع تطورات الأحداث في مصر، وفي السودان.. وما نرى الا أنها قد جاءت من ظلال ألقتها القيادة الأولى لهذا التنظيم على أفراده..
    هذه نبذة من ممارسات مرشد (الأخوان المسلمين)، ومؤسس دعوتهم.. وهي نبذة مبتسرة، ولا ريب، ولكنها، مع ذلك، شديدة الدلالة على تكوين تلك العقلية.. ونحن نوقن أن كل مفارقات، ومخالفات، تنظيم (الأخوان المسلمين) انما مردها الى هذه العقلية غير الناضجة... الى هذه العقلية يرجع ضعف الفكرة، وضعف السلوك، الذي منيت به دعوة (الأخوان المسلمين) في جميع أطوارها.. ولا عجب!! فأنت لا تجني من الشوك العنب!!
                  

03-10-2014, 05:53 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هؤلاء هم الأخوان المسلمون: (مجموعة كتيبات نقدية أخرجها الجمهوريون في هذا التنظيم الدخيل) (Re: عبدالله عثمان)

    Quote: الفصل الثالث

    مواقف الأخوان المسلمين السياسية قبل ثورة مايو



    نشأة تنظيم الأخوان المسلمين في السودان

    نشأ تنظيم الأخوان المسلمين بالسودان، أولا، بقيادة الشيخ علي طالب الله، في أواخر الأربعينات وأوائل الخمسينات، كامتداد طبيعي للتنظيم الأم بمصر، فتتلمذ عليه، واتخذ كثيرا من أساليب عمله.. ففي أوائل 1949 كان مقتل الشيخ حسن البنا، مرشد الأخوان المسلمين بمصر، وكانت تلك المحنة الأولى، وكان الطلبة الأخوان من السودانيين بمصر في هذه الأثناء، بمثابة حلقة الوصل بين التنظيم الأم والتنظيم بالسودان..
    ثم جاءت محنتهم الثانية في 1954 على يدي جمال عبدالناصر، رئيس جمهورية مصر العربية السابق، فتمكن، في ذلك الوقت، عدد كبير من الأخوان المسلمين المصريين، بمساعدة بعض الطلبة الأخوان من السودانيين بمصر من التسلّل الى السودان، فأقاموا فيه وقتا طويلا يقومون بدور المعلمين، والمرشدين (للأسر)، والمدربين للكتائب.. فأستطاعوا بذلك أن يصبغوا التنظيم بالسودان بكل ما أصطبغ به التنظيم بمصر.. وفي وقت مبكر، اختلف الأخوان المسلمون من طلبة كلية الخرطوم الجامعية، وكانوا أغلبية آنذاك، مع الشيخ علي طالب الله، وأنشقوا عليه، واختاروا الرشيد الطاهر رئيسا للتنظيم.. وفي وقت مبكر أيضا، إنشق بابكر كرار، وميرغني النصري، عن تنظيم الأخوان بالجامعة، وأسموا جماعتهم (بالجماعة الإسلامية).. ثم انشق على جماعة (الأخوان المسلمين) الرشيد الطاهر وانضم الى الحزب الوطني الإتحادي، وعن ذلك قالت (الرأي العام) يوم الأحد 18/7/1965:- (الرشيد الطاهر يستقيل من جبهة الميثاق الإسلامية: قرر السيد الرشيد الطاهر زعيم المعارضة ووزير العدل والثروة الحيوانية السابق الإستقالة من تنظيم جبهة الميثاق الإسلامي، وأصدر السيد الرشيد بيانا آخر قال فيه: انه نتيجة لظروف يعرفها المكتب التنفيذي للأخوان المسلمين ونتيجة لخلافات لعل الرأي العام قد اطلّع على بعضها فقد قررت الإستقالة من هذا التنظيم. كما قال أن من ضمن الأسباب التي أدت الى استقالته موقف الجبهة الأخير من محاكمة مدبري إنقلاب 17 نوفمبر..) (سنتعرض لمحاكمة مدبري انقلاب 17 نوفمبر في مكانها من هذا الجزء من الكتاب).. وأعقبه على رئاسة التنظيم رئيسه الحالي وهو الدكتور حسن الترابي.. ونحن هنا لا نعنى برصد تاريخ حركة الأخوان المسلمين بقدر ما نعنى بالمعالم البارزة في ممارساتهم التي تشكّل خط تنظيمهم العام، وهو السعي الدؤوب الى السلطة، واستغلال الدين، أسوأ استغلال، في هذا الغرض السياسي..
    ويمكن أن يقال، بصورة عامة، إن مركز الثقل لنشاط هذا التنظيم، كان ولا يزال، هو الوسط الطلابي، ثم أنه هو لم يبرز الى الحياة السياسية العامة كحزب من الأحزاب الا بعيد ثورة أكتوبر 1964..


    المنطلقات المشتركة بين الطائفية والأخوان المسلمين

    كما أسلفنا القول فقد برزت حركة الأخوان المسلمين، في الحياة السياسية العامة، في السودان، عقب ثورة 21 أكتوبر 1964، كأحد أركان التحالف الذي نشأ بين الأحزاب الطائفية – فيما سمي: (الجبهة القومية للأحزاب) – وذلك لمناهضة، وإجهاض ثورة اكتوبر، عن طريق الإطاحة بحكومتها الشعبية، وعن طريق تصفية التنظيم السياسي الذي يدعمها، وهو (الجبهة الوطنية للهيئات).. وقد ضمت (الجبهة القومية للأحزاب) حزب الأمة، وحزب الوطني الإتحادي، وجماعة الأخوان المسلمين.. بينما ضمت (الجبهة الوطنية للهيئات) الهيئات المهنية، التي قادت الإضراب السياسي بعيد إندلاع الثورة، كالقضاة، والمحامين، واساتذة الجامعة، والأطباء، وكانت (الجبهة الوطنية للهيئات) صورة لأول تنظيم سياسي يتصدى لتصفية آثار الحكم العسكري، والإعداد لحكومة شعبية... وكانت تلك الجبهة، فوق ذلك، صورة للوحدة الشعبية التي تخطّت حواجز الولآءات الحزبية القديمة .. ودخول الأخوان المسلمين في تحالف مع الأحزاب الطائفية الذي كان من جرّائه إجهاض ثورة أكتوبر، وتصفية مكتسباتها، إنما هو وضع الأخوان المسلمين الطبيعي كتنظيم تجمعه بالطائفية المنطلقات التكوينية الواحدة، والإستراتيجيات السياسية المشتركة، والتي منها:-
    1/ الفهم المتخلّف للإسلام الذي لا يسفر الا عن التناقض مع روح الإسلام، ومع روح العصر..
    2/ استغلال الدين في الإغراض السياسية، ومحورها إحراز السلطة..
    3/ تجميد الوعي الديني والسياسي لدى المواطنين لضمان ولائهم الأعمى للزعامات الطائفية..
    4/ العمل لإستثارة العاطفة الدينية لدى المواطنين، وتأليبهم ضد الخصوم السياسيين، وتكتيلهم لتحقيق الأغراض الطائفية..
    5/ العمل لتضليل المواطنين، باسم الدين، عن مصالحهم الحقيقية، ووضعهم في خدمة المصالح الطائفية..
    6/ الضغوط الإرهابية لإحتواء السلطة وهي في أيدي خصومهم السياسيين كخطوة نحو الإطاحة بهم، والتفرّد بالسلطة..
    ولذلك برزت حركة الأخوان المسلمين، في معسكر الطائفية، كرافد طبيعي من روافدها، وكرصيد تنظيمي جاهز لتنفيذ مخططاتها – كما سنرى في هذا الفصل..
                  

03-10-2014, 05:54 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هؤلاء هم الأخوان المسلمون: (مجموعة كتيبات نقدية أخرجها الجمهوريون في هذا التنظيم الدخيل) (Re: عبدالله عثمان)

    Quote: التقويم العلمي لثورة أكتوبر

    (إن ثورة أكتوبر ثورة فريدة في التاريخ، وهي لم تجد تقويمها الصحيح إلى الآن، لأنها لا تزال قريبة عهد، فلم تدخل التاريخ بالقدر الكافي الذي يجعل تقويمها تقويما علميا ممكنا ... ولقد يكفي أن يقال الآن إنها ثورة فريدة في التاريخ المعاصر تمكن بها شعب أعزل من إسقاط نظام عسكري استأثر بالسلطة مدى ست سنوات .. ثم كانت ثورة بيضاء، لم ترق فيها الدماء .. وكانت، إلى ذلك، ثورة بغير قائد، ولا مخطط، وبغير خطباء، ولا محمسين للجماهير وتم فيها إجماع الشعب السوداني، رجالا، ونساء، وأطفالا، بشكل منقطع النظير، فلكأنها ثورة كل فرد، من أفراد الشعب، تهمه بصورة مباشرة، وشخصية .. ولقد كانت قوة هذه الثورة في قوة الإجماع الذي قيضه الله لها .. ولقد كان من جراء قوة هذا الإجماع، ومن فجاءة ظهوره، أن انشل تفكير العساكر فلم يلجأوا إلى استعمال السلاح، مما قد يفشل الثورة، أو يجعلها، أن نجحت، تنجح على أشلاء ضحايا كثيرين .
    وعندنا أن أكبر قيمة لثورة أكتوبر أن الشعب السوداني استطاع بها أن يدلل على خطأ أساسي في التفكير الماركسي، مما ورد في عبارة من أهم عبارات كارل ماركس، في فلسفته، فيما عرف (بالمادية التاريخية) .. وتلك العبارة هي قوله: (العنف، والقوة، هما الوسيلتان، الوحيدتان، لتحقيق أي تغيير أساسي في المجتمع) فما برهنت عليه ثورة أكتوبر هو أن القوة ضرورية للتغيير، ولكن العنف ليس ضروريا .. بل أن القوة المستحصدة، التامة، تلغي العنف تماما .. فصاحبها في غنى عن استخدام العنف، وخصمها مصروف عن استخدام العنف بما يظهر له من عدم جدواه، وحين تنفصل القوة عن العنف يفتح الباب للبشرية لتفهم معنى جديدا من معاني القوة، وتلك هي القوة التي تقوم على وحدة الفكر، ووحدة الشعور، بين الناس، بعد أن لبثت البشرية في طوال الحقب لا تعرف من القوة إلا ما يقوم على قوة الساعد، وقوة البأس .. .. ومفهوم القوة، بهذا المعنى الأخير، هو تراث البشرية من عهد الغابة .. عهد الأنياب الزرق، والمخالب الحمر .. وهذا المفهوم هو الذي ضلل كارل ماركس، فاعتقد أن مستقبل البشرية سيكون صورة لامتداد ماضيها، وغاب عنه أن العنف سيفارق القوة، بالضرورة، في مستقبل تطور الإنسان، حين يصبح الحق هو القوة ..
    ومهما يكن من الأمر، فان شعب السودان، في ثورة أكتوبر، قد كان قويا بوحدته العاطفية الرائعة، قوة أغنته هو عن استخدام العنف، وشلت يد خصومه عن استخدام العنف .. وتم بذلك إلغاء العنف من معادلة التغيير الماركسي .. إذ قد تم التغيير بالقوة بغير عنف .. وهذا، في حد ذاته، عمل عظيم وجليل ..
    وثورة أكتوبر ثورة لم تكتمل بعد .. وإنما هي تقع في مرحلتين .. نفذت منهما المرحلة الأولى، ولا تزال المرحلة الثانية تنتظر ميقاتها .. المرحلة الأولى من ثورة أكتوبر كانت مرحلة العاطفة المتسامية، التي جمعت الشعب على إرادة التغيير، وكراهية الفساد، ولكنها لم تكن تملك، مع إرادة التغيير، فكرة التغيير، حتى تستطيع أن تبني الصلاح، بعد إزالة الفساد .. من أجل ذلك انفرط عقد الوحدة بعيد إزالة الفساد، وأمكن للأحزاب السلفية أن تفرق الشعب، وأن تضلل سعيه، حتى وأدت أهداف ثورة أكتوبر تحت ركام من الرماد، مع مضي الزمن .. وما كان للأحزاب السلفية أن تبلغ ما أرادت لولا أن الثوار قد بدا لهم أن مهمتهم قد أنجزت بمجرد زوال الحكم العسكري، وان وحدة صفهم، قد استنفدت أغراضها ..
    والمرحلة الثانية من ثورة أكتوبر هي مرحلة الفكر المستحصد، العاصف، الذي يتسامى بإرادة التغيير إلى المستوى الذي يملك معه المعرفة بطريقة التغيير.. وهذه تعني هدم الفساد القائم، ثم بناء الصلاح مكان الفساد.. وهي ما نسميه بالثورة الفكرية.. فإن ثورة أكتوبر لم تمت، ولا تزال نارها تتضرم، ولكن غطى عليها ركام من الرماد.. فنحن نريد أن تتولى رياح الفكر العاصف بعثرة هذا الرماد.. حتى يتسعر ضرام أكتوبر من جديد، فتحرق نارها الفساد، ويهدي نورها خطوات الصلاح.. وليس عندنا من سبيل إلى هذه الثورة الفكرية العاصفة غير بعث الكلمة: "لا إله إلا الله" جديدة، دافئة، خلاقة في صدور النساء، والرجال، كما كانت أول العهد بها، في القرن السابع الميلادي) – كتاب (لا إله الا الله) للأستاذ محمود محمد طه – الطبعة الأولى يوم 25 مايو 1969..
                  

03-10-2014, 05:54 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هؤلاء هم الأخوان المسلمون: (مجموعة كتيبات نقدية أخرجها الجمهوريون في هذا التنظيم الدخيل) (Re: عبدالله عثمان)

    Quote: إتجاه الأحزاب الطائفية لإحتواء ثورة أكتوبر



    محاولة إحتواء الإضراب السياسي

    وكانت ثورة أكتوبر، بعفويتها، وبسرعة أحداثها، وبوحدتها الشعبية التي تخطت حواجز الولاءآت الحزبية القديمة، بمثابة المفاجأة المذهلة بالنسبة لزعامات الأحزاب الطائفية.. اذ قد استطاع العهد العسكري أن يكسر شوكة تلك الزعامات، وأن يشل حركتها، وأن يعزلها عزلا تاما، عن الشعب طوال سني حكمه الست، حتى استنامت، أو كادت، فلم تستيقظ الاّ وقد إندلعت الثورة على يدي قيادة جديدة كل الجدة.. هي قيادة الشعب بأسره!! فأخذت تلك الزعامات الحزبية في البداية، تلم شملها، وتسعى سعيا يائسا، وكأنها تلهث لهثا، لمواكبة الحدث الثوري الجديد، والدخول في صورة العمل السياسي مرة أخرى.. ثم أحست بخطر الثورة الشعبية على نفوذها الطائفي، ومصالحها المرتبطة بالسلطة.. لا سيما وقد أخذ الشعب يرفع، في مظاهراته، شعارات معادية لها كشعار: (لا زعامة للقدامى) وكشعار (لا حزبية بعد اليوم)!! وذلك بعد أن خبر تلك الزعامات في الحكم منذ الإستقلال، فلم يشهد على يديها الاّ الإحتراب على كراسي الحكم، والفساد، والعجز عن الإصلاح!! فأخذت هذه الأحزاب، تحت الشعور بالخطر الذي يتهدد وجودها، تخطط لإجهاض ثورة أكتوبر وتصفية مكتسباتها.. وكانت الخطوة الأولى في هذا المخطط هي إحتواء الثورة وإنتحال مكتسباتها، والتظاهر بتبني شعاراتها!! فادّعت هذه الأحزاب، كتنظيمات حزبية، مشاركتها في فكرة الإضراب السياسي، وانتحلت توجيهها له، وذلك في بيان لها باسم: (الجبهة الوطنية الديمقراطية) – والتي عرفت فيما بعد (بالجبهة القومية للأحزاب) – موّقع أساسا من (الأنصار، والحزب الوطني الإتحادي، والأخوان المسلمين)، دعت فيه الى الإضراب السياسي.. ومما جاء فيه: (وقد تأكد لدى كل الهيئات السياسية والمهنية ضرورة الإضراب السياسي الشامل...) .. (فالى سائر قطاعات الشعب أن ينفذ الأضراب السياسي فورا...)!! – جريدة (الرأي العام) بتاريخ 1/11/1964.
    هذا مع أن فكرة الإضراب السياسي قد نشأت قبل ذلك بأيام وأخذت تنفذ بنجاح تام.. وذلك، كما تحكيه جريدة (الرأي العام) بتاريخ 3/11/1964 تحت عنوان (كيف نشأت فكرة الإضراب السياسي): (على غير موعد سابق تجمع المحامون بعد تشييع جثمان الشهيد أحمد القرشي بمكتب الأستاذ عابدين اسماعيل نقيب المحامين ليبحثوا الخطوات اللازمة لمواجهة الموقف، واتخذ الإجتماع الذي استمر منذ الثانية عشر ظهرا حتى الثانية عدة قرارات هامة تتعلّق برأي المحامين في الوضع السياسي السابق والذي أعلنوه في مناسبات كثيرة وقدموا بشأنه وجهة نظرهم بمذكرات مختلفة).. (أبرز هذه القرارات كانت المذكرة القانونية ..) .. (تتضمّن رأي القانونيين في عدم شرعية دخول رجال البوليس للحرم الجامعي باعتباره محلا خاصا وعدم قانونية إطلاق الرصاص على الطلبة الأبرياء..) .. (وقد نحى الأستاذ عابدين اسماعيل جانبا في مكتبه وأوكل للأستاذ أحمد جمعة رئاسة الإجتماع وعاد بعد قليل ليقرأ على الإجتماع المذكرة السالفة الذكر والتي وجدت التأييد الكامل من المجتمعين..
    وقد بلغ الحماس ذروته من رجال القانون فتقدّم الأستاذ شوقي ملاسي المحامي باقتراح يدعو جميع طبقات الشعب، وفئاته، الى إعلان العصيان المدني، والإضراب السياسي.. وقد ثنى الأستاذ محمد أحمد محجوب هذا الإقتراح، ووصفه بأنه الطريق العملي، وأجازته الجمعية العمومية بالإجماع على أن توّسع نقابة المحامين في اتصالاتها ببقية الهيئات المختلفة واقناعها بوجاهة هذا الإقتراح ودعوتها للموافقة عليه ووضعه موضع التنفيذ، واتخذ قرار ثالث لتسيير موكب يوم السبت الموافق 22/10/1964، لرئاسة القوات المسلحة أو القصر الجمهوري وتسليم المذكرة سالفة الذكر على أن يكون الموكب صامتا حزينا وعلى أن يرتدي المحامون أروابهم السوداء إمعانا في الحزن وتعميقا لفكرة الإضراب السياسي على أن يوّسع الموكب لتنضم اليه أي فئة.
    (ولأسباب خاصة تتعلّق بسلامة الطلبة والأمن رؤي أن يقتصر الموكب على القانونيين والأساتذة..) (وجاء عدد من الأطباء والطبيبات يرتدون (مريلة) و(طاقية) خضراء مما يشير الى أنهم قادمون لتوهم من المشرحة ممثلين للجمعية الطبية)، (وأعلن الأستاذ عابدين اسماعيل عقب عودته من تسليم المذكرة نيابة عن الهيئات أنه نسبة لتعنّت السلطات المسئولة في السماح للموكب المسالم فقد قررت الهيئات مجتمعة إعلان الإضراب السياسي فورا.
    كانت الساعة الواحدة والثلث فأستجاب الحاضرون وهللوا وعند الواحدة والنصف أغلقت المحاكم أبوابها ونفذ قرار الهيئات) ..
    هكذا نشأت فكرة الإضراب السياسي... استيحاء من حركة الثورة الشعبية في الشارع، حيث أعلن، وحيث نفذ للتو!! فلم يكن، بذلك، للإحزاب التقليدية، كتنظيمات حزبية، دور في ذلك الإضراب، سواء من ناحية التخطيط أو من ناحية التنفيذ. وحتى قرار إنهاء الإضراب السياسي فقد جاء من الجبهة الوطنية للهيئات.. فقد أصدرت بيانا، بذلك، تقول فيه: (الآن وقد حققت ثورة 21 أكتوبر انتصارها في الإلتفاف التام حول نداء الجبهة بتنفيذ الإضراب السياسي العام بصورة جماعية في كل أنحاء البلاد، وبذلك التضامن الرائع حقق شعبنا المنتصر إرادته في تصفية الحكم العسكري الغاشم وفرض حكومة انتقالية وطنية تمثلت في إختيارها رغبة وإرادة شعبنا الجبار) ويمضي بيان الجبهة الوطنية للهيئات ليقول: (وتعلن لكم الجبهة إنهاء قرارها الخاص بالإضراب السياسي العام الذي أعلنه ممثل الجبهة في موكبها الشعبي وأن تعودوا الى أعمالكم منتصرين فرحين بهذا الإجماع الرائع والمكاسب الوطنية، وعليكم باليقظة الدائمة للضرب بيد من حديد على عناصر التخريب والإنقسام) الرأي العام 1/11/1964


    محاولة الطائفية لإحتواء الجبهة الوطنية للهيئات

    واتجهت الأحزاب الطائفية متمثلة في (الجبهة القومية للأحزاب) التي تضم حزب الأمة، والوطني الإتحادي، والأخوان المسلمين، الى إحتواء الجبهة الوطنية للهيئات نفسها، حيث دعتها الى الإجتماع في بيت المهدي، فتكوّنت من الجبهتين (الجبهة القومية المتحدة) التي أصدرت بيانا جاء فيه: (.. وقد زاد الأمر تأججا أن الهيئات المهنية من أساتذة وأطباء ومحامين عندما همّوا أن يعبّروا عن شعورهم ورأيهم في موكب سلمي اعترضتهم الحكومة بالسلاح فالتزموا بالتوقف عن العمل وناشدوا الشعب الإضراب عن العمل اضرابا سياسيا غير موقوت الا بزوال الوضع القائم. وقد اجتمعت قيادة الجبهة الوطنية فورا بعد هذا الموقف وأيّدت الإضراب السياسي الكامل الشامل وناشدت الشعب الإجماع والأستعداد لمقاومة شعبية حتى الخلاص. بعد هذا الموقف إجتمع ممثلوا الهيئات المهنية وكونوا جبهة تضم نقاباتهم وشرعوا يعملون عملا وطنيا صريحا)
    (رأت الجبهة الوطنية والجبهة المهنية ضرورة العمل الموّحد فعقدوا اجتماعا موحدا في دار الإمام المهدي نشأت عنه الجبهة القومية الموّحدة التي أعلنت الميثاق..) الرأي العام 3/11/1964
    هكذا برزت الأحزاب الطائفية من جديد في صورة (الجبهة القومية للأحزاب) بعد أن اندلعت ثورة اكتوبر على يدي الشعب السوداني بأسره، وبعد أن نجح سلاح الإضراب السياسي، وتبلورت صورة تنظيم سياسي جديد، من صميم حركة الثورة في الشارع، هو (الجبهة الوطنية للهيئات)... فسعت هذه الأحزاب الطائفية، في البداية، الى استعادة مواقعها السياسية القديمة عن طريق احتواء الإضراب السياسي، وعن طريق احتواء الجبهة الوطنية للهيئات نفسها!!


    محاولة إنتحال شعارات أكتوبر التقدمية

    ثم سعت هذه الأحزاب الى انتحال الشعارات التقدمية التي رفعتها تلك الثورة، إمعانا في عملية الإحتواء، وهي الشعارات التي كان يمثلها الإتجاه التقدّمي الذي كانت عليه الجبهة الوطنية للهيئات... ذلك بأن تلك الأحزاب قد كانت أحزابا طائفية، بلا مذهبية.. كانت تعتمد في الكسب السياسي على (الإشارة) من زعيم الطائفة، وعلى (الطاعة العمياء) من القاعدة الطائفية.. وقد نشأت هذه الأحزاب نشأة طائفية، إبان الحركة الوطنية، فكانت تكتلات همها التنظيم، لا الفكر.. وكانت تلك الأحزاب إنما ترمي، من وراء تكتيل رجال الطائفية لجماهيرهم الى استعمال تلك الجماهير كوسيلة الى السلطة.. ولذلك لم يكن لأي منها خط فكري، أو برنامج سياسي يدعو اليه الشعب، ويعمل على تنفيذه في الحكم... ولذلك توّرطت هذه الأحزاب، قادتها، وقاعدتها، في فساد، وعجز، قل أن يكون لهما مثيل في سيرة الحكومات.. مما أدى الى الحكم العسكري في 17 نوفمبر 1958: وعن ذلك الفساد، وذلك العجز، اللذين هما النتيجة الحتمية لإنعدام المذهبية لدى هذه الأحزاب، قال الجمهوريون في بيانهم المنشور 12 نوفمبر 1964 بجريدة (السودان الجديد):-
    (إن ما وفق اليه هذا الشعب الكريم، من تمام الوحدة وسلامة الفطرة، وصلابة العود، وسداد الرأي في مقاومة الحكم العسكري لهو مثل يحتذى، وهو على كل حال مثل تقل نظائره في التاريخ.
    ونحن الآن نعيش في نشوة الظفر، وما ينبغي لنا أن نذهل عما ينطوي عليه الموقف من جلائل العبر.. إن الحكم العسكري سيء، من حيث هو عسكري، ولا يجد له ما يبرره على الإطلاق إلا أمراً واحداً هو قصور الشعب الذي يخضع له، وعجزه عن حكم نفسه بأساليب الكرامة والشرف. ولقد تعرضنا لهذا العجز المهين في ساعة من ساعات تاريخنا القصير في ممارسة حكم أنفسنا، حتى استهدفت البلاد للنفوذ الخارجي حين باع نوابنا أنفسهم لمن يدفع أكثر، وأصبحت حكومتنا الدستورية معرضة للسقوط غداة فتح البرلمان.. ولمصلحة من سقوطها؟؟ لمصلحة الدولة التي تقدمت بدفع ثمن النواب على أيدي ساسة يعرفهم الناس جيداً..
    ما ينبغي أن نذهل في نشوة الظفر بإسقاط الحكم العسكري عن حقيقة هامة وهي أن هذا الحكم جاء في ساعة رهيبة كان فيها بمثابة إنقاذ للبلاد من النفوذ الخارجي الذي مكن له فشل قادة الأحزاب. إننا إن ذهلنا عن هذه الحقيقة نكون حريين أن نتورط في نفس الخطأ الذي جعل الحكم العسكري على سوئه بمثابة إنقاذ للبلاد.. وما ينبغي أيضاً أن نفهم من هذه العبارة، أن قادة الأحزاب رجال شريرون، قليلو الوطنية.. بل على النقيض، فإنهم رجال طيبون شديدو الوطنية، ولكنهم لا يملكون فلسفة الحكم التي تعصمهم عن الخطأ، وتجعلهم قادة للشعب عن كفاية ومقدرة.. وظاهرة إنعدام فلسفة الحكم ظاهرة اتسمت بها حركتنا الوطنية منذ فجرها الباكر، وكثيراً ما نعاها عليها الحزب الجمهوري في كتاباته المستفيضة. والآن فإن الخطر ماثل.. وهو ماثل في صعيدين.. الصعيد الأول أن الأحزاب، وقد علمت شدة كراهية الناس لماضي حكمها، ستعود تحت تكتلات جديدة، وبأسماء جديدة، وستتبنى شعارات جديدة في عبارات منمقة ومزينة بفنون الصياغات الفنية. ولكنها في حقيقتها، ما هي إلا الخواء القديم، ونحن نخشى أن كثيراً من الناس سينخدع لهذا المظهر الكاذب، ونعلم أن قادة الأحزاب أنفسهم سينخدعون له.. ولا عاصم للناس من أن ينخدعوا إلا إذا علموا أن فلسفة الحكم عند الأحزاب لا تهبط عليها فجأة، وإنما هي امتداد لفلسفة قادتها، ونظرتهم للحياة، وأخلاقهم، وميزان القيم عندهم، في معيشتهم اليومية. فالقادة المحبون للرئاسة، الكلفون بالتسلط، الفرحون بالجاه والثروة، لا يمكن أن يعطوا أحزابهم فلسفة حكم صالحة.. "فأنت لا تجني من الشوك العنب").
    هكذا كانت أحزابنا الطائفية – أحزابا بلا مذهبية، وبلا فلسفة حكم، وبلا برنامج سياسي وبلا، حتى، دستور حزبي!! فلما جاءت ثورة اكتوبر بتيار جديد من الوعي، فارتفعت الشعارات التقدمية، (كالإشتراكية)، أخذت هذه الأحزاب تتزين بزي المذهبية، وتنتحل الشعارات التقدمية، وذلك بعد أن أفاقت، هونا ما، من فجأءة الحدث الثوري المذهل .. فأخذنا نقرأ في الصحف أخبارا غريبة كهذه (السكرتارية التمهيدية لحزب الأمة يسرها أن تعلن على الشعب السوداني الكريم عن قيام حزب الأمة(!!) وأنها الآن بصدد إعداد دستور الحزب(!!) وبرنامجه السياسي الذي سوف يعرض على الجمعية العمومية التمهيدية لإقراره ودعوة السودانيين أجمع للإنضمام له والعمل المشترك لبناء الوطن) – الرأي العام 7/11/1964
    (ذكر السيد عبدالماجد ابو حسبو الناطق الرسمي باسم الحزب الوطني الإتحادي أن اللجنة التنفيذية ستبحث في أجتماع اليوم برنامج الحزب وفلسفته على ضوء الظروف الجديدة)!! – الرأي العام 8/11/1964.
    وجاء في بيان للإخوان المسلمين موّقع من الدكتور حسن الترابي (الأمين العام للإخوان المسلمين) عن فلسفة الحكم التي تطرحها جماعتهم: (لزوم الشورى كأساس للحكم)!! 5/11/1964... وهو تعميم لا يدل الاّ على إنعدام المذهبية المتكاملة لدى هذه الجماعة.. وهو، الى ذلك، تخليط شنيع بين الشورى والديمقراطية – وقد بينّا الفرق بينهما في الباب الأول من هذا الكتاب في فصل: (الأخوان المسلمون والديمقراطية)... فالترابي إنما كان يحاول أن يرفع شعار (الديمقراطية) الذي كان أكبر مكتسبات ثورة اكتوبر.. ولكنه، في نفس الوقت، كان يحاول أن يظهر بالمظهر الإسلامي، فتوّرط في ذلك التخليط!!
    ثم ظهرت الأحزاب الطائفية، بعد قليل، بشعارات تقدمية، تحاول أن تواكب بها روح ثورة أكتوبر التي سيطرت على جو الحياة السياسية، يومئذ... فخرجت الصحف بمثل هذه الأخبار: (أزهري يعلن للصحفيين بأن برامج الوطني الإتحادي تقوم على المباديء الإشتراكية!! (الرأي العام – 13/12/1964) .. (أعد حزب الأمة مشروعا تمهيديا لدستور الحزب وقد جاء في الدستور أن هدف الحزب هو خلق مجتمع اسلامي متطوّر يستفيد من تجارب الإنسانية، وتقدّم العلم (!!)، وكفل حرية الأديان السماوية (!!) .. وأوضح الدستور ان منهاج الحزب هو: 1- الإسلام توجيها وثقافة وسلوكا 2- العروبة تعبيرا وثقافة وحضارة 3- الإشتراكية الهادفة للكفاية والعدل (!!) والتعمير تخطيطا واقتصادا) (الرأي العام 14/11/1964)
    وهكذا اتجهت الأحزاب التقليدية، في البداية، الى إحتواء ثورة أكتوبر، بانتحال شعاراتها، وسرقة مكتسباتها، كخطوة أولى نحو اجهاضها وتصفيتها!! كما سنرى في هذا الفصل. وبالطبع فإن أقوال، وممارسات (الجبهة القومية للإحزاب) ليست هي مسئولية الأخوان المسلمين، وحدهم!! غير أنهم ليسوا بمنجاة تماما، عن تحمل المسئولية عن هذه الأقوال، والممارسات، فقد وقفوا، مع الأحزاب الأخرى، على البيانات الأولى، لهذه الجبهة، كما كانت هذه الجبهة إنما تتحدّث باسم هذه الأحزاب جميعا، ولقد ظلّوا يعملون مع هذه الأحزاب، في صف واحد، للإطاحة بحكومة تلك الثورة حتى تمّ لهم ذلك، كما سنرى في هذا الفصل..

    (عدل بواسطة عبدالله عثمان on 03-10-2014, 05:58 AM)

                  

03-10-2014, 05:59 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هؤلاء هم الأخوان المسلمون: (مجموعة كتيبات نقدية أخرجها الجمهوريون في هذا التنظيم الدخيل) (Re: عبدالله عثمان)

    Quote: اشتراك الأخوان المسلمين مع الشيوعيين في حكومة واحدة!!

    ودخل الأخوان المسلمون الحكومة الإنتقالية التي قامت بموجب (الميثاق الوطني) والتي ضمت، على الأقل، وزيرا شيوعيا يمّثل الحزب الشيوعي، وذلك بموجب ذلك الميثاق.. وقد جاء فيه تحت عنوان (الحكومة الإنتقالية): (كذلك قررت الجبهة القومية الموّحدة أن تؤلف الحكومة على الوضع الآتي:
    1- أن يمثّل كل من الأنصار والحزب الوطني الإتحادي والختمية والأخوان المسلمين والشيوعيين بوزير واحد يختاره حزبه وتواقف عليه الجبهة القومية الموّحدة، وتضم الحكومة القومية ثمانية وزراء ترشحهم الجبهة القومية المهنية وتوافق عليهم الجبهة القومية الموّحدة). وقد وقّع على ذلك الميثاق ممثلوا الأحزاب، وممثلوا الجبهة الوطنية للهيئات.. ووقع عليه عن الأخوان المسلمين: محمد يوسف محمد المحامي والسيد الصادق عبدالله عبدالماجد.. وعن الشيوعيين: السيد أحمد سليمان المحامي، والسيد عزالدين علي عامر (الرأي العام 10/11/1964) وتمّ تكوين الحكومة الإنتقالية برئاسة السيد سرالختم الخليفة على النحو التالي:
    سر الختم الخليفة - الرئاسة والدفاع
    محمد أحمد المحجوب - الخارجية
    مبارك زروق - المالية والإقتصاد
    عابدين اسماعيل - الحكومات المحلية
    كلمن أمبورو - الداخلية
    أحمد سليمان - الزراعة والغابات
    عبدالرحمن العاقب - الأشغال والثروة المعدنية
    الأمين محمد الأمين - الصحة
    عبدالكريم ميرغني - التجارة والصناعة والتموين
    محمد صالح عمر - الثروة الحيوانية
    أمبروز وول - المواصلات
    خلف الله بابكر - الإستعلامات والعمل
    أحمد السيد حمد - الري والقوى الكهربائية
    ممثل العمال - لشئون الرئاسة. (الرأي العام 31/10/1964)
    وقد جاء في التعريف بالوزراء الجدد أن السيد محمد صالح عمر (عضو في جماعة الأخوان المسلمين) الرأي العام 31/10/1964. وقد شغل منصب وزير شئون الرئاسة في هذه الحكومة، بعد أيام، السيد الشفيع أحمد الشيخ.. كما جاء في جريدة (الرأي العام) بتاريخ 22/11/1964: (أدى مساء أمس السيد الشفيع أحمد الشيخ ممثل العمال في الحكومة القسم أمام السادة رئيس الوزراء والوزراء وفضيلة مفتي الديار في قاعة إجتماعات مجلس الوزراء..)
    وهكذا اشترك الأخوان المسلمون في تلك الحكومة التي ضمت أكثر من وزير شيوعي، وأكثر من وزير مسيحي!! وهي، على أية حال، لم تكن حكومة تحكم بالشريعة الإسلامية التي يدّعون الدعوة الى تحكيمها.. فهم يرون أن الأنظمة التي لا تدين بالحاكمية لله – لا تحكم بما أنزل الله – إنما هي أنظمة جاهلية حتى ولو قامت في البلاد (الإسلامية)!!
    قال الأستاذ سيد قطب في كتاب (معالم في الطريق) – الصفحة 120: (ولكن ما هو "المجتمع الجاهلي؟ وما هو منهج الإسلام في مواجهته؟؟"
    إن المجتمع الجاهلي هو كل مجتمع غير المجتمع السليم!! وإذا أردنا التحديد الموضوعي قلنا: إنه هو كل مجتمع لا يخلص عبوديته لله وحده.. متمثلة هذه العبودية في التصور الاعتقادي، وفي الشعائر التعبدية، وفي الشرائع القانونية.. وبهذا التعريف الموضوعي تدخل في إطار"المجتمع الجاهلي" جميع المجتمعات القائمة اليوم في الأرض فعلا)!! ويمضي الأستاذ سيد قطب ليقول: (وأخيرا يدخل في إطار المجتمع الجاهلي تلك المجتمعات التي تزعم لنفسها أنها "مسلمة"! وهذه المجتمعات لا تدخل في هذا الإطار لأنها تعتقد بألوهية أحد غير الله، ولا لأنها تقدم الشعائر التعبدية لغير الله أيضا. ولكنها تدخل في هذا الإطار لأنها لا تدين بالعبودية لله وحده في نظام حياتها. فهي - وإن لم تعتقد بألوهية أحد إلا الله - تعطي أخص خصائص الألوهية لغير الله؛ فتدين بحاكمية غير الله، فتتلقى من هذه الحاكمية نظامها، وشرائعها وقيمها، وموازينها، وعاداتها وتقاليدها.. وكل مقومات حياتها تقريبا.
    والله سبحانه يقول عن الحاكمين:
    "ومن لم يحكم بما انزل الله فأؤلئك هم الكافرون")
    هذه هي (نظرة) الأخوان المسلمين الى الأنظمة القائمة اليوم في البلاد (الإسلامية)!! وهي بالطبع نظرة تحتاج الى قدر كبير من المراجعة والتصحيح.. فالشريعة الإسلامية التي هي صاحبة الوقت، اليوم، والتي يجب على الدعاة الإسلاميين أن يعملوا لإقامتها، ليست هي الشريعة الإسلامية الموروثة، التي خدمت غرضها أجل خدمة، خدمته حتى استنفدته، فحلّت مشاكل القرن السابع الميلادي، باقتدار تام.. وإنما هي شريعة اسلامية جديدة، متطوّرة على تلك عمدتها أصول القرآن، والسنّة النبوية – كما بينّا في مقدمة الجزء الأول من هذا الكتاب.. صحيح أن الأنظمة، والمجتمعات اليوم، أنظمة ومجتمعات جاهلية .. فهي تعيش الجاهلية الثانية، ولكنها إنما تتهيأ ليبعث فيها الإسلام، من جديد، ولتقام فيها شريعة اسلامية جديدة، تكافيء الإمكانات، والتطلّعات البشرية الجديدة.. وعلى الرغم من ذلك فإن الأخوان المسلمين، في ممارساتهم، كما رأينا في إشتراكهم في حكومة ثورة أكتوبر – إنما يخرجون عن تلك النظرة التي يقررونها لأنفسهم – يقررها مفكروهم وفلاسفتهم – وذلك تحت تأثير السعي الى السلطة، والصراع حولها!! اللهم الاّ إذا كانوا لا يرتبطون بمفكريهم وفلاسفتهم ذلك الرباط العضوي الذي ينبغي أن يربط بين أعضاء التنظيم الواحد، الملتزم، قمته وقاعدته، بأسس فكرية واحدة!! وفي الحقيقة فإن ما يتوّرط فيه الأخوان المسلمون من تناقض لدى الممارسة، مع أفكارهم المعلنة، ومن تناقض، فيما بينهم، في سائر الأقوال، والممارسات إنما هو نتاج طبيعي لإنعدام الفكرة التوحيدية، والمذهبية المتكاملة، والتربية السليمة الصادقة التي تقوم على وحدة الفكر، والقول، والعمل، على نحو ما يدعو اليه أدب القرآن الكريم حيث يقول جلّ من قائل: (يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون؟؟ كبر مقتا، عند الله، أن تقولوا ما لا تفعلون!!)..
                  

03-10-2014, 06:00 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هؤلاء هم الأخوان المسلمون: (مجموعة كتيبات نقدية أخرجها الجمهوريون في هذا التنظيم الدخيل) (Re: عبدالله عثمان)

    Quote: اشتراك الأخوان المسلمين في إجهاض ثورة أكتوبر

    وبعد أن استعادت الأحزاب الطائفية اشكالها التنظيمية أخذت تتحرك، حثيثا، نحو القضاء على الحكومة الثورية التي تمخّضت عنها ثورة أكتوبر، وذلك بحجة إجراء الإنتخابات في الموعد المحدد لها في الميثاق الوطني، إلتزاما، في إدّعائها، بنصوص الميثاق!! وذلك حتى لو كانت الإنتخابات جزئية، لا تشمل جنوب السودان الذي لم تكن ظروف الحرب الأهلية، يومئذ، لتسمح بإجراء الإنتخابات فيه، وحتى قبل التوّصل الى حل لمشكلة الجنوب، وهي المشكلة التي عمل الحكم العسكري على تفاقمها، فتداعت الأحداث حول مناقشتها، بجامعة الخرطوم، الى قيام ثورة أكتوبر!! وادّعاء جبهة الأحزاب التمسك بالميثاق الوطني إنما كان، في الواقع، كلمة حق أريد بها باطل.. فذلك الميثاق إنما كان، في جوهره، يستهدف تحقيق مصالح البلاد العليا، والإنتخابات الجزئية، بما تكرّسه من عوامل التجزئة، إنما كانت عملا ضد تلك المصالح العليا.. كما أن الميثاق عندما يتحدّث عن الإنتخابات قائلا (إجراء إنتخابات عامة لإنتخاب جمعية تأسيسية لوضع الدستور الدائم للبلاد) – جريدة الرأي العام يوم 31/10/1964 – إنما كان يعني بإنتخابات عامة انتخابات شاملة لكل أجزاء البلاد حتى تأتي جمعية تأسيسية تمثل كل المواطنين السودانيين بغرض وضع الدستور الدائم للبلاد.. وهو أمر لا يتحقّق، مطلقا، الاّ بعد أن يكون الجنوب، من الناحية الأمنية، في وضع يمكنه من إجراء الإنتخابات. أما تحديد الميثاق لفترة الحكومة الإنتقالية فكان يمكن أن تتفق الأطراف الموقعة عليه على تعديله بحيث يساعد على الإعداد الكافي لتلك الإنتخابات العامة – خدمة للمصلحة العليا ... إن جبهة الأحزاب إنما كانت، في الواقع، تخفي مخططها الطائفي الذي يستهدف إجهاض ثورة اكتوبر، واستعادة نفوذها في السلطة، من جديد، عن طريق أغلبيتها الميكانيكية في الإنتخابات.. وسنرى كيف عدّلت الدستور المؤقت لأغراض حزبية ضيقة، ولإنتهاك الحقوق الأساسية للمواطنين.
    وعن تحركات جبهة الأحزاب للقضاء على الحكومة الثورية أوردت الرأي العام يوم 18/11/1965 تصريحا للترابي (الأمين العام للإخوان المسلمين) جاء فيه: (إن المهمة الأساسية لهذه الحكومة لم تزل هي إجراء الإنتخابات، وهي مهمة عاجلة لا يحتمل الشروع فيها التأجيل يوما واحدا.. ويجب الاّ يصرفنا عنها أي داع لأنه لا يوجد في واقع الأمر ما يسوّغ تأجيل البدء في إجراءاتها)..
    هذه صورة لدور الأخوان المسلمين في التآمر على الحكومة الثورية، فالدكتور الترابي يتحدّث، هنا، عن الإنتخابات، كأنها غاية في ذاتها، حتى ليصح أن يضحي في سبيلها حتى بمصلحة البلاد العليا!! وقد جعل المهمة الأساسية للحكومة الثورية، التي جاءت بها الثورة الشعبية، هي إجراء الإنتخابات.. وكأن الإنتخابات مطلب شعبي، أو شعار ثوري، رفعته جماهير الشعب، في تلك الثورة، وهو يعلم رأي الشعب، إبان الثورة، في الحزبية الطائفية التي ستبرز في الإنتخابات والتي حكمت البلاد من قبل، فبلغت من الفساد والعجز مبلغا جعل إنقلاب نوفمبر 1958 بمثابة إنقاذ للبلاد!! فقد رفع الشعب شعار (لا حزبية بعد اليوم) أو (لا أحزاب بعد اليوم)... أو (لا زعامة للقدامى)!!
    ولكن الترابي إنما كان يريد لتنظيمه بأن يبرز لأول مرة، في إنتخابات عامة، ويتعجّل ذلك، أشد العجلة، حتى أنه ليصف مهمة الإنتخابات بأنها (مهمة عاجلة لا يحتمل الشروع فيها التأجيل يوما واحدا)!! لا سيما وأن تنظيم الأخوان المسلمين قد كان يخطط للإحتواء، والتأثير، على (مختلف الإتجاهات السياسية) في تلك الإنتخابات، وذلك باستدرار عاطفة الشعب السوداني الدينية بمسألة الدستور الإسلامي.. فقد صرّح الدكتور الترابي لجريدة (الرأي العام) يوم 8/12/1964 (بأنهم لن يخوضوا المعركة الإنتخابية ولكنهم سيلتقون مع آخرين في جبهة اسلامية عريضة على أساس ميثاق يحدد المباديء الدستورية الإسلامية والمباديء الإقتصادية والإجتماعية) قال الدكتور الترابي أن الجبهة المقترحة ستعمل للتأثير على مختلف الإتجاهات السياسية والترشيح في بعض الدوائر اذا لزم الأمر. واستطرد الأمين العام للأخوان بأن هذه الجبهة (لن تندمج في أي حزب ولكنها ستتعاون مع المرشحين المؤتمنين على ميثاقها أو أي حزب يلتزم به)!! هذا هو مصدر عجلة الأخوان المسلمين لإجراء الإنتخابات!! وبالفعل تم تكوين (جبهة الميثاق الإسلامي) وعلى رأس قيادتها الأمين العام للإخوان المسلمين!!
    وبعثت جبهة الأحزاب الى الحكومة الثورية بمذكرة وقعها السادة: اسماعيل الأزهري (الوطني الإتحادي)، أمين التوم (حزب الأمة)، حسن الترابي الترابي (الأخوان المسلمون)، ميرغني حمزة (مستقلون)، علي طالب الله والصائم محمد إبراهيم (الجبهة الإسلامية)، بابكر كرار (الحزب الإشتراكي الإسلامي) جاء فيها: (نريد أن نؤكد ما سبق وأكده الشعب السوداني كله في أن ثورة الحادي والعشرين الشعبية المجيدة اندلعت من أجل الديمقراطية وسيادة الشعب، وأن هذه الوزارة الإنتقالية تفقد شرعيتها فقدانا تاما في نهاية مارس القادم وأن الميثاق الوطني تنحل روابطه كلها وفي نفس هذا التاريخ، وأن المهمة الأساسية لهذه الحكومة هي إجراء إنتخابات عامة في موعدها المنصوص عليه في الميثاق. إن الجبهة القومية الموّحدة تطلب من سيادتكم بناء على ما سلف ذكره أن تصدروا بيانا رسميا في الحال يؤكد للشعب أن الإنتخابات العامة جارية في ميعادها المحدد في الميثاق وإن كان مجلس الوزراء غير واثق من قدرته على إجرائها في الميعاد المحدد فعلى هذه الوزارة أن تستقيل فورا وتفسح المجال للشعب ليشكّل وزارة قومية تستطيع أن تفي بهذا الإلتزام الجليل للشعب كله حتى يستطيع أن يتخذ من الإجراءات ما يراه) جريدة الرأي العام يوم 20/1/1965
    ومن جهة أخرى أصدرت الحكومة الثورية قرارا حول الإنتخابات روته الرأي العام يوم 6/2/1965 فيما يلي: (حسم مجلس الوزراء الموقف بإعلان قراره في منتصف ليلة اليوم الأول للعيد اذ أقرّ أمر توزيع الدوائر الإنتخابية على أن تجرى الإنتخابات في كل أجزاء القطر في وقت واحد لا يتعدّى اليوم الحادي والعشرين من ابريل 1965.. أوضح مجلس الوزراء أنه اذا اتضح له أن ذلك غير ميسور فسيعلن هذا الأمر ويطلب تجديد تفويضه أو انهائه).. ثم أذاع السيد خلف الله بابكر وزير الإستعلامات بيانا حول مذكرة جبهة الأحزاب جاء فيه، كما ترويه جريدة الرأي العام يوم 7/2/1965: (إن الأحزاب التي أصدرت البيان لها ممثلون في مجلس الوزراء وهي الأمة والوطني الإتحادي والأخوان المسلمون) وتساءل في بيانه عن الغرض من وراء البيان الذي أصدرته الجبهة الموّحدة وقال: (إن الحكومة تسعى الى تماسك الأمة وتصر على إجراء انتخابات في جميع أنحاء القطر وان إجراء الإنتخابات في الشمال فقط معناه تقسيم القطر)..
    كما روت جريدة الرأي العام في نفس العدد أن السيد رئيس مجلس الوزراء سرالختم الخليفة أصدر بيانا أكد فيه: (إن بيان وزير الإستعلامات قصد به توضيح قرار الحكومة القاضي بإجراء الإنتخابات العامة في جميع أجزاء القطر في موعدها، وقصد به الدفاع عن هذا القرار ولم يقصد به أي اتهام للوزراء المشار اليهم في ذلك البيان)..
    وكانت حشود الأنصار قد أخذت تفد الى العاصمة من الأقاليم في أعداد ضخمة، مما حقق حالة من التوّتر، والقلق، في الحياة السياسية.. فأصدر حزب الأمة بيانا حاول أن يبرر فيه وفود الحشود من أنصاره الى العاصمة جاء فيه، كما روته جريدة الرأي العام يوم 11/2/1965: (إن المسئول عن هذه التجمعات هو بيان وزير الإستعلامات الأخير الذي استفز جماهير الأمة والوطني الإتحادي والأخوان فخفوا للعاصمة لحماية أحزابهم من إعتداء الوزير)!! وتصاعد توتر الموقف السياسي من جراء جو الإرهاب الذي أشاعته الأحزاب الطائفية الثلاثة .. ومضت هذه الأحزاب في مخططها للقضاء على الحكومة الثورية الى نهاية الشوط.. تروي جريدة الرأي العام يوم 18/2/1965 ما يلي: (وأمس واصلت الأحزاب السياسية اجتماعاتها وعقدت أحزاب الوطني الإتحادي والأمة والأخوان المسلمين وهيئة التجار اجتماعا بمنزل السيد الأزهري حيث جرت مشاورات حول الأزمة السياسية الراهنة وقد رفعت هذه الأحزاب مذكرة الى السيد رئيس مجلس السيادة والسيد رئيس الوزراء تتضمّن وجهة نظر الأحزاب (الوطني الإتحادي والأمة والأخوان المسلمين) حول الأخطاء الدستورية التي ارتكبتها الحكومة وتطالب الحكومة بالإستقالة وتطلب من السيد رئيس مجلس السيادة التدّخل السريع لحل الأزمة السياسية الحالية حتى يعود للبلاد الإستقرار الذي تنشده. وذكرت وكالة الأنباء السودانية أن السيد محمد صالح عمر وزير الثروة الحيوانية وممثل الأخوان المسلمين في الوزارة الإنتقالية الحالية قد تحدّث في مستهل الجلسة التي عقدها أمس مجلس الوزراء نيابة عن ممثلي أحزاب الأمة والوطني الإتحادي والأخوان المسلمين فأعلن للمجلس عن رغبة هذه الأحزاب في تغيير الوزارة الحالية بسبب فشلها في أداء المهمة الملقاة على عاتقها، وقد عقّب عدد من السادة الوزراء على حديث ممثل الأحزاب الكبيرة فأكدوا ضرورة بقاء هذه الحكومة. هذا وقد استمّر ممثلوا الأحزاب الثلاثة في حضور جلسة مجلس الوزراء حتى إنفضاضها)...
    وقدّم السيد سرالختم الخليفة رئيس الوزراء استقالته فجأة!! وعن ذلك تروي جريدة الرأي العام يوم 20/2 ما يلي: (أصدر الليلة الماضية وزراء الهيئات بيانا أكدوا فيه أن استقالة رئيس الوزراء كانت مثار الدهشة لهم. عبّر الوزراء عن أسفهم لإستجابة السيد رئيس الوزراء لوسائل الضغط والإرهاب التي يعلمون أنها مؤامرة حيكت في الداخل والخارج).. وتقول الجريدة (كانت الأحزاب أول من علم باستقالة السيد رئيس الوزراء أمس الأول وكان الوزراء السابقون هم آخر من علم بأمر الإستقالة)!!
    وهكذا استطاعت الأحزاب الطائفية القضاء على تلك الحكومة الثورية باضطرار رئيس وزرائها الى الإستقالة تحت ضغوط الإرهاب، وإشاعة حالة الإضطراب، وخلق الأزمة السياسية.. أكثر من ذلك!! فقد إتجه، تحت هذه الضغوط، الى تكوين حكومة حزبية صرفة مع أن الميثاق كان ينص على: (قيام حكومة قومية انتقالية تمثل هيئات الشعب المختلفة وأحزابه السياسية)، - الرأي العام يوم 1/11/1964.. وعلى أساس هذا التكوين قامت الحكومة الأولى وهي تضم ممثلين (لجبهة الهيئات) و(لجبهة الأحزاب).. ونصّ الميثاق على أنها حكومة إنتقالية، وحدّد واجباتها، ولم يشر الى أي حكومة تعقبها في تلك الفترة.. وتمّ تكوين مجلس الوزراء الجديد برئاسة السيد سرالختم الخليفة وعلى أساس تمثيل الأحزاب: الأمة والوطني الإتحادي وحزب الشعب الديمقراطي والأخوان المسلمين والشيوعيين والجنوبيين، غير أن حزب الشعب الديمقراطي والحزب الشيوعي رفضا الإشتراك في تلك الحكومة بدون إشتراك العمال والمزارعين (الرأي العام يوم 28/2/1965)
    وهكذا خلا الجو لإحزاب الأمة والوطني الإتحادي والإخوان المسلمين للسيطرة على الوزارة، وتوجيهها وفق مخططاتها الطائفية، فيتمّ بذلك، على يدي تلك الأحزاب إجهاض ثورة اكتوبر، وتصفية مكتسباتها..
    وتم إجراء الإنتخابات الجزئية في شمال السودان في 21 ابريل 1965 وفق قرار مجلس السيادة (الرأي العام 7/4/1965( وقد خصصت تلك الإنتخابات 15 دائرة للخريجين، فأسفرت نتائج الإنتخابات عما يأتي:
    نال حزب الأمة 74 مقعدا
    والحزب الوطني الإتحادي 51 مقعدا
    والمستقلون 15 مقعدا
    ومؤتمر البجا 10 مقاعد
    وجبهة الميثاق الإسلامي 3 مقاعد (جريدة الرأي العام يوم 12/5/1965)
    وكانت نتيجة انتخابات دوائر الخريجين كما يلي: (فاز الشيوعيون بأغلبية المقاعد اذ حصلوا على أحد عشر مقعدا وحصل الحزب الوطني الإتحادي على مقعدين وجبهة الميثاق الإسلامي على مقعدين... وهذه هي أصوات المرشحين الذين فازوا في دوائر الخريجين والأصوات التي نالها كل منهم:
    الدكتور حسن الترابي 7191 جبهة الميثاق
    صالح محمود اسماعيل 6346 الوطني الإتحادي
    الآنسة فاطمة أحمد ابراهيم 5918 الحزب الشيوعي
    حسن الطاهر زروق 5510 الحزب الشيوعي
    محجوب محمد صالح 5098 مؤتمر اشتراكي
    جوزيف قرنق 4719 الحزب الشيوعي
    عزالدين علي عامر 4411 الحزب الشيوعي
    محمد توفيق 4312 الحزب الوطني الإتحادي
    عبدالرحمن عبدالرحيم الوسيلة 4297 الحزب الشيوعي
    الرشيد نايل 3990 الحزب الشيوعي
    عمر مصطفي المكي 3950 الحزب الشيوعي
    الطاهر عبدالباسط 3908 الحزب الشيوعي
    محمد ابراهيم نقد 3817 الحزب الشيوعي
    محمد سليمان محمد أحمد 3844 المعلمين
    محمد يوسف محمد 3841 جبهة الميثاق
    وعن تشكيل الحكومة الإئتلافية تقول الرأي العام يوم 11/5/1965: (حكومة إئتلافية من الوطني الإتحادي والأمة. مجلس السيادة برئاسة أزهري. محجوب رئيسا للحكومة. شداد رئيسا للجمعية التأسيسية. الوزارة الجديدة 6 أمة 6 وطني اتحادي 3 للجنوبيين)... وبقي الأخوان المسلمون كجناح في المعارضة، بينما أخذ الشيوعيون يقودون جناح المعارضة الأكبر..
    وبذلك تلقى الأخوان المسلمون أول هزيمة لهم في إنتخابات عامة من الشعب السوداني (المسلم) الذي يدعون قيادة العمل لوضع دستور اسلامي له!! ولقد يكون من مبررات هذه النتيجة عندهم أنهم لم يقوموا بالترشيح في كل الدوائر لإنحصار حركتهم في أوساط المثقفين!! ولكن هزيمتهم كانت أكثر بروزا في دوائر الوعي التي قاموا بالترشيح فيها، كدوائر مديرية الخرطوم، وكدوائر الخريجين. فلم يفز من مرشحيهم الاّ ثلاثة في الدوائر الإقليمية هم السادة: الرشيد الطاهر بكر، وسليمان مصطفى ابكر، والطاهر الطيب بدر (الرأي العام 12/5/1965)... وحتى هؤلاء لم يكونوا، جميعهم، أخوانا مسلمين وإنما كان بعضهم مرشحين لجبهة الميثاق الإسلامي.. وقد فوّز هؤلاء اتباع بيوتهم ولم يفوزوا لأنهم كانوا أخوانا مسلمين.. وقد سقط من مرشحي الأخوان المسلمين في دوائر الخريجين السادة: يس عمر الإمام، حسين أحمد الفكي، علي عبدالله يعقوب، حسن محمد عمر، عبدالله سليمان، أحمد زين شدّاد، محي الدين خليل الريّح، عبدالله التهامي (جريدة الرأي العام يوم 23/11/1965 ومرشحو الأخوان المسلمين للإنتخابات)..
    وبدأ الأخوان المسلمون، بعد ذلك، خطوة جديدة في مخططهم لإحتواء السلطة .. هي التحالف مع الأحزاب الطائفية لتصفية الخصوم السياسيين، وفرض الدستور الإسلامي المزيف!!
                  

03-10-2014, 06:01 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هؤلاء هم الأخوان المسلمون: (مجموعة كتيبات نقدية أخرجها الجمهوريون في هذا التنظيم الدخيل) (Re: عبدالله عثمان)

    Quote: الأخوان المسلمون وحل الحزب الشيوعي

    ولعب الأخوان المسلمون الدور الأساسي في مؤامرة حل الجزب الشيوعي التي خططتها، ونفذتها الأحزاب الطائفية، حماية لمصالحها التي أخذ الحزب الشيوعي يشكّل خطرا كبيرا عليها، لاسيما بفوزه الساحق في إنتخابات دوائر الخريجين، وبالمعارضة القوية التي كان يقودها ضد حكومتها، في الجمعية التأسيسية.. ومن صور هذه المعارضة تحكى محاضر مداولات تلك الجمعية في جلستها بتاريخ 8/11/1965 (الصفحات من 18 الى 24) أن أحد النواب الشيوعيين قدم إقتراحا بسحب الثقة من الحكومة لعجزها عن تحقيق الإستقرار السياسي، وعن حل الأزمة الإقتصادية. وذهب في توضيح اقتراحه ليعدّد مظاهر الأزمة الإقتصادية فقال (الصفحات 30، 31، 32 من نفس محضر الجلسة): (ارتفع غلاء المعيشة من 120 نقطة الى 172 نقطة في عهد السيد رئيس الوزراء الحالي) وقال (ولا يخفى على أي مواطن حالة الكساد التي تشكو منها البلاد) وقال (بل يكفينا الإرتفاع المدهش في عدد العاطلين الذين لا يراهم السيد رئيس الوزراء... وقد بلغ عدد المسجلين 23000 عاطل وبلغ عدد المسجلين في خلال الفترة من يونيو حتى الآن 5432 عاطلا منهم 2309 من سكان العاصمة الأصليين، وبلغ عدد خريجي الجامعات والمعاهد لعام 64/1965 – 635 استخدم منهم فقط 273 الى يوم 20/10...) ومضى ليقول عن سياسة الإقتراض التي كانت تتبعها الحكومة (كانت جملة الديون علينا حتى نهاية عام 1964 التي تعاقدت عليها الحكومات الماضية وعلى الأخص الحكم العسكري البائد 140 مليون جنيه ونجد أن هذه الحكومة ايضا في الفترة القصيرة من عمرها تعاقدت مع دول أجنبية ومؤسسات عالمية بلغت جملة قروضها 100 مليون 350 ألف. إن هذه الحكومة قد سبقت جميع سابقاتها في هذا المضمار)
    هكذا كان النواب الشيوعيون يشكلون تهديدا ماثلا للكيانات الحزبية الطائفية، وحكومتها.. فاستغلت هذه الأحزاب، عن طريق الأخوان المسلمين، حادث طالب معهد المعلمين الشهير لتنفيذ مؤامرة حل الحزب الشيوعي.. والحادث هو أن أحد الطلاب وقف أثناء ندوة كانت تقدمها السيدة سعاد الفاتح – وهي من الأخوات المسلمات – لطلاب ذلك المعهد، ليعلن أنه ملحد، متعرضا، أثناء حديثه للبيت النبوي الشريف تعرّضا غير كريم.. وهذا الموقف، من هذا الطالب، إنما كان موقفا فرديا، ربما ساهمت فيه السيدة سعاد الفاتح نفسها وذلك بما بدر منها من استفزاز حكته عنها جريدة (الميثاق) الناطقة بلسان (جبهة الميثاق الإسلامي)، في عددها بتاريخ 14/11/1965، حيث قالت على لسان رئيس إتحاد طلاب معهد المعلمين العالي: (لقد حضرت الجزء الأخير من الندوة، وتعرضت السيدة سعاد الفاتح الى موقف الشيوعيات، ووصفتهن بعدم الجرأة في إبدأ موقفهن بصراحة، وفي غير تردد، ويبدو أن هذا الحديث قد أثار الطالب شوقي الذي وقف فقال أنا شيوعي ملحد)!! هذا ما أدلى به رئيس اتحاد معهد المعلمين.
    فما كان من الأخوان المسلمين الاّ أن خرجوا، عقب ذلك، في مظاهرات معبأة، ومنظمة، ومسلحة بالعصي، وفروع الشجر، ليصعّدوا هذا الحادث الفردي، حتى يصنعوا منه عملا موجها ضد الحزب الشيوعي، مصورين ذلك الحادث على أنه عمل منظم قصد منه الشيوعيون النيل من الإسلام!! والحادث وما أحاط به ملابسات، لو أخذ في إطاره الموضوعي، ما كان يمكن أن يؤدي الى الإضطرابات، والأزمات السياسية التي أعقبته.. فقد كان يمكن أن تقف آثار الحادث عند حد تقديم الطالب الى المحاكمة لينال جزاءه وفق القانون.
    وعلى الرغم من أن تقرير الطبيب قد أكد أن الطالب إنما كان يعاني من إختلال في قواه العقلية، وعلى الرغم من أن الحزب الشيوعي قد نفى إنتساب الطالب الى عضويته، اتجه الأخوان المسلمون الى تصعيد الحادث، بكل سبيل، ليؤدي الى حل الحزب الشيوعي بغض النظر عن ذلك الحادث!! فقد جاء في بيانهم الذي اصدروه حول الحادثة على لسان جريدة (الميثاق) بتاريخ 14/11/1965 قولهم: (إن حل الحزب الشيوعي المقيم في السودان هو هدف رئيسي ودائم من أهدافنا وليس مقيدا بالأزمة الراهنة)!!

                  

03-10-2014, 06:02 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هؤلاء هم الأخوان المسلمون: (مجموعة كتيبات نقدية أخرجها الجمهوريون في هذا التنظيم الدخيل) (Re: عبدالله عثمان)

    Quote: أسلوب الإثارة والمظاهرات

    وأتجه تنظيم الإخوان المسلمين الى تحريك الطلاب، ومن ورائهم عامة المواطنين، عن طريق إثارة العاطفة الدينية، للخروج في مظاهرات تطالب بحل الحزب الشيوعي.. وعن هذه المظاهرات تقول جريدة (الميثاق) في عددها بتاريخ 14/11/1965: (طلاب العاصمة يخرجون في مظاهرات صاخبة تحمل المصاحف!! حل الحزب الشيوعي واجب أساسي وسريع لتأمين الجبهة الوطنية)!! وأصدر الأخوان المسلمون منشورا يتجه، اتجاها واضحا، الى التحريض على الفتنة تحت هذا العنوان المثير: (يا أتباع محمد دافعوا عن رسولكم)!! وقد نشرته (جريدة الميثاق) بتاريخ 14/11/1965، وجاء فيه (أصدرت جبهة الميثاق البيان التالي صباح الجمعة ووزعت منه كميات كبيرة في كل مساجد العاصمة عقب صلاة الجمعة: لقد سقط القناع عن وجه الشيوعيين الكالح فجاهروا بالكفر بمكبرات الصوت، وعلى مسامع المسلمين....) وهكذا إتجه الأخوان المسلمين الى تحريض جمهور المساجد على الفتنة، بإثارة عاطفته الدينية، والإيحاء له بأن عليه أن يعمل لحماية عقيدته المهددة بالخطر الشيوعي!! وذلك عن طريق الخطب، والمنشورات، والضغط على الجمعية التأسيسية حتى يتم حل الحزب الشيوعي!! ومع ذلك يدّعي الأخوان المسلمون أن حل الحزب الشيوعي كان مطلبا جماهيريا!! وبعد التعبئة العامة التي اشتركت فيها، الى جانب الأخوان المسلمين، الأحزاب الطائفية، قام عدد كبير من جماهيرها المعبئة، خصوصا من طائفة الأنصار والأخوان المسلمين، بمحاصرة الجمعية التأسيسية، بصورة غوغائية كان الغرض منها ارهاب النواب ليصوتوا الى جانب حل الحزب الشيوعي.

                  

03-10-2014, 06:03 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هؤلاء هم الأخوان المسلمون: (مجموعة كتيبات نقدية أخرجها الجمهوريون في هذا التنظيم الدخيل) (Re: عبدالله عثمان)

    Quote:

    حل الحزب الشيوعي والجمعية التأسيسية

    في جلسة الجمعية التأسيسية بتاريخ 15/11/1965 قدم اقتراح من ستة من النواب هم: الطيب جدّو، عبدالرحمن أحمد عديل، عبدالقادر أوكير، مضوي محمد أحمد، محمد كرار كجر، ومحمد يوسف محمد بتكليف الحكومة بالتقدم بمشروع قانون حل الحزب الشيوعي. وقد عقّب السيد رئيس الجمعية على الإقتراح بقوله: (وحسب علمي فإن هذا الإقتراح الذي نحن بصدده اقتراح دستوري وأود أن أؤكد بأنه في حالة عمل الحكومة بهذا الإقتراح فإنه من الممكن اللجوء الى الهيئة القضائية فإذا رات أنه غير دستوري فسوف يصبح الإقتراح لاغيا)!! وتحدّث في تلك الجلسة الدكتور حسن الترابي مؤيدا الإقتراح بقوله (يحلو للشيوعيين أن يفسروا الظواهر بأنها مؤامرات حتى ولو كان أحدهم جالسا تحت شجرة وبال عليه الطير لقال أن الأمريكان وراء ذلك الطير)!! ونحن نعتذر للقاريء عن إيراد هذا التعبير النابي، الذي اردنا بإثباته هنا على زعيم الأخوان المسلمين أن ندّلل على مبلغ ما عند هذا التنظيم من أدب الدين!! فهذا التعبير يرد من دكتور في القانون، وزعيم لقبيل يدّعي العمل في مجال الدعوة الإسلامية، أمام جمعية تأسيسية منوط بها أمر التشريع، ووضع الدستور!!
    ومضى الترابي يقول: (اننا لا نطالب بحل الحزب الشيوعي لأن طالبا قد قال ما قال وصحيح أنه أشعل تلك العاطفة الجامحة ولكن الناس قد خرجوا على اختلاف ميولهم الحزبية كأفراد وموظفين ومثلما خرجوا في الحادي والعشرين من أكتوبر)!! أنظر كيف يقارن الدكتور الترابي خروج الناس في ثورة أكتوبر بخروج الأنصار والأخوان المسلمين والمضللين في مظاهرات حل الحزب الشيوعي!!
    وفاز الإقتراح، بالطبع!! فالمؤامرة كان قد أعد لها المسرح، تماما!!
    وفي جلسة الجمعية التأسيسية بتاريخ 22/11/1965 قدّم مشروع قانون التعديل.. ونصه: (تعدّل المادة 5 من دستور السودان المؤقت (المعدّل سنة 1964) على الوجه التالي: يضاف الحكم الشرطي الآتي في آخر البند (2) من المادة 5: - (على أنه لا يجوز لأي شخص أن يروّج أو يسعى لترويج الشيوعية سواء كانت محلية أو دولية أو يروّج أو يسعى لترويج الإلحاد أو عدم الإعتقاد في الأديان السماوية أو يعمل أو يسعى للعمل عن طريق استعمال القوة أو الإرهاب أو بأي وسيلة غير مشروعة لقلب نظام الحكم)
    يضاف البند الجديد الآتي بعد البند (2) من المادة 5: ("3" كل منظمة تنطوي أهدافها أو وسائلها على مخالفة الحكم الشرطي الوارد في ذيل الفقرة (2) تعتبر منظمة غير مشروعة وللجمعية التأسيسية أن تصدر أي تشريع تراه لازما لتنفيذ أحكام ذلك النص)
    وفي جلسة الجمعية التأسيسية رقم 34 بتاريخ 8/12/1965 أجيز مشروع قانون التعديل بالأغلبية.. وكان ممّن عارضه في تلك الجلسة السيد كمال الدين عباس الذي قال: (إن هذا التعديل الذي يقضي بطرد النوّاب إنما هو طعنة نجلاء للنظام الديمقراطي فالدساتير لم تقم لحماية الأغلبية من الأقلية وإنما قامت وتقوم لحماية الأقلية من تغوّل الأغلبية) وقال (إن دوائر الخريجين قد أقيمت لكي تمكن فئة من أبناء هذا الشعب من الإشتراك في تمثيل إرادة الشعب وهذه الفئة تمتاز بالثقافة على بقية قطاعات الشعب وهم أصحاب العقل المستنير والرؤوس المفكرة..)
    وفي جلسة للجمعية التأسيسية بتاريخ 16/12/1965 قدّم الدكتور الترابي اقتراحا يقول (أرجو أن اقترح انه من رأي هذه الجمعية أن: 1- تقرّر أنه بحكم الدستور والقانون قد سقطت العضوية من السادة: حسن الطاهر زروق، عزالدين علي عامر، محمد ابراهيم نقد، عمر مصطفى المكي، الرشيد نايل، عبدالرحمن عبدالرحيم الوسيلة، الطاهر عبدالباسط، جوزيف قرنق.
    2- وان تكلّف رئيسها بحفظ النظام في الجلسات بابعاد أولئك الأفراد.) ورفعت الجلسة، وقد اتخذ قرار اسقاط عضوية النواب الشيوعيين الثمانية من الجمعية التأسيسية!!


    الأزمة الدستورية

    ورفع النواب الشيوعيون المبعدون قضية دستورية لدى المحكمة العليا ضد تعديل الدستور، وكل ما ترتب عليه من آثار... فحكمت تلك المحكمة بعدم دستورية ذلك التعديل. وقد جاء في قرار المحكمة (مجلة الأحكام القضائية 1968 صفحة 10) ما يلي: جوزيف قرنق وآخرون ضد مجلس السيادة وآخرين م ع/ت م/93 /1965
    يقول السيد صلاح الدين حسن قاضي المحكمة العليا: (فإذا قبلنا زعم محامي المدّعي عليه بامكان تعديل هذا الدستور المؤقت بدون أي قيود، كما تعدّل القوانين العادية، فإن ذلك ينتهك النظرية الأساسية للدساتير المكتوبة باعتبارها قوانين عليا وأساسية، كما يقول البند (3). كما أن ذلك الزعم ينتهك الضوابط والضمانات للحقوق الأساسية. هذا بالإضافة الى أننا سنحصل على نتائج غريبة جدا. فمثلا وحسب نص البند (55) فإن 2/5 أعضاء الجمعية التأسيسية يشكلون النصاب القانوني، وهذا يعني 93 عضوا فقط. وهكذا، فيمكن لأغلبية النصاب القانوني والتي قد تكون 98 عضو فقط أن تمحو الفصل الثاني تماما، وهو الفصل المتعلّق بالحقوق الأساسية، كما يمكنها أن تزيل الهيئة القضائية. وهكذا فإن هذه الفكرة تهدم أساس الدساتير المكتوبة).
    هكذا كان رأي المحكمة العليا... غير أن السيد الصادق المهدي، رئيس الوزراء، آنذاك، أعلن: (إن الحكومة غير ملزمة بأن تأخذ بالحكم القضائي الخاص بالقضية الدستورية) – الرأي العام يوم 13/1/1967. وهكذا تعرّض القضاء السوداني على يدي الصادق المهدي لما لم يتعرّض له، حتى في عهد الإستعمار من تحقير – وذلك بإعتبار أحكامه أحكاما تقريرية غير ملزمة التنفيذ. ونشأت بذلك الأزمة الدستورية، وأصدر الدكتور الترابي كتابه (أضواء على المشكلة الدستورية) في الدفاع عن قرار الجمعية التأسيسية. وقد صدر، في الرد عليه، كتاب (زعيم جبهة الميثاق الإسلامي في ميزان: (1) الثقافة الغربية (2) الإسلام) للأستاذ محمود محمد طه وقد جاء فيه، تحت عنوان (عقلية الترابي) صفحة 8: (ومفتاح عقلية الدكتور الترابي ومفتاح ثقافته، في هذا الباب، يمكن أن يلتمس في فقرات كثيرات من كتابه هذا الغريب، ولكننا نرشح هنا لهذا الغرض قوله من صفحة 16 ((وليس في متن الدستور ولا في مبادئ التفسير بالطبع ما يعول عليه للتفريق بين نص ونص على أساس أن هذا قابل للتعديل والآخر غير قابل، ولا ما يسند الزعم بأن لفصل الحقوق الأساسية خاصية تميزه في هذا الصدد عن سائر الفصول، فكلها تستوي في قوة مفعولها، وأيما قانوني تعلل بمجرد الأهمية النسبية لهذا الفصل أو ذاك في تقديره الشخصي، فإنما هو متكلف لا شاهد له من الدستور، ومغالط لا حجة له من القانون، ومعتبط يتجنى على القانون. ولو صحت المفاضلة القانونية بين فصول الدستور لكان فصل الحريات من أضعفها لأنه يخضع للتشريع)) ) وجاء في الرد على هذه العبارات من كتاب الأستاذ محمود صفحة 13، وصفحة 14 ما يلي: (وإنما قام نظام الحكم الديمقراطي ليجعل كل هذه الحقوق الأساسية مكفولة، والدستور الذي هو لازمة من لوازم الحكم الديمقراطي: هو القانون الأساسي، وهو إنما سمي قانونا أساسيا لأنه ينصص على هذه الحقوق الأساسية، وإنما سميت الهيئة التي تضع الدستور جمعية تأسيسية لأنها تضع القانون الأساسي، وواضح أن الحقوق الأساسية إنما سميت حقوقا أساسية لأنها تولد مع الإنسان .. الحياة والحرية، هي حقوق لأنها لا تمنح ولا تسلب في شرعة العدل .. وهي أساسية لأنها كالغذاء وكالهواء والماء .. ويمكن إذن أن يقال أن الدستور هو (حق حرية الرأي) وأن كل مواد الدستور الأخرى، بل وكل مواد القانون، موجودة في هذه العبارة الموجزة كما توجد الشجرة في البذرة) ويمضي الأستاذ محمود ليقول (ولو كان الدكتور الترابي قد نفذ إلى لباب الثقافة الغربية لعلم أن المادة 5 (2) من دستور السودان المؤقت غير قابلة للتعديل . وهذه المادة تقول "لجميع الأشخاص الحق في حرية التعبير عن آرائهم والحق في تأليف الجمعيات والاتحادات في حدود القانون" وهي غير قابلة للتعديل لأنها هي جرثومة الدستور، التي إنما يكون عليها التفريع .. وهي الدستور، فإذا عدلت تعديلا يمكن من قيام تشريعات تصادر حرية التعبير عن الرأي فان الدستور قد تقوض تقوضا تاما .. ولا يستقيم بعد ذلك الحديث عن الحكم الديمقراطي إلا على أساس الديمقراطية المزيفة .. وهي ما يبدو أن الدكتور الترابي قد تورط في تضليلها). .
    وجاء في صفحة 27 من كتاب الأستاذ محمود (الشيوعية مذهبية زائفة في جوهرها، ولكن لها بريقاً خلاباً - وهي لا تحارب إلا بالفكر الإسلامي الواعي - وهو في السودان موجود . ولكن حل الحزب الشيوعي يحرم الفكر الإسلامي الواعي من فرصة مواجهة الشيوعية لتخليص الناس من شرورها .
    و الشيوعية تشكل خطراً على البلاد ويزيد من خطر الشيوعية وجود الطائفية .. والحق أن الخطر الماثل على البلاد إنما هو من الطائفية، ومحاربة الشيوعية بهذه الصورة الزرية يصرف الناس عن خطر ماثل إلى خطر بعيد . فلمحاربة الشيوعية حاربوا الطائفية.
    و تزييف الطائفية للدين قد أيأس شبابنا من الدين، وجعلهم يلتمسون حلول مشاكل بلادهم في مذهبيات أخرى، وعلى رأسها الشيوعية، فالطائفية مسئولة مسئولية غير مباشرة، ولكنها مسئولية فعالة، عن نشر الشيوعية، والترابي وقبيله سمحوا لأنفسهم أن يكونوا ذيلاً للطائفية، فهم يحاربون الشيوعية باللسان وينشرونها بالفعل. إن مثلهم مع الشيوعية، ومع هذه البلاد، مثل الصديق الجاهل، الذي يريد أن ينفع فيضر)
    وهكذا كانت معارضتنا لحل الحزب الشيوعي، لا دفاعا عن الشيوعية بقدر ما كان دفاعا عن الديمقراطية حتى لا يقع عليها التزييف باسم حماية العقيدة الدينية، مما له أبلغ الضرر بالتربية السياسية لهذا الشعب. وقد بينا رأينا في الماركسية في العديد من كتبنا ومنشوراتنا وأحاديثنا... من حيث الأخطاء الأساسية في النظرية، وما القته من ظلال على التطبيق ... ككتاب (الماركسية في الميزان) وكتاب (الرسالة الثانية من الإسلام) وكتاب (مشكلة الشرق الأوسط) وكتاب (التحدي الذي يواجه العرب)...







                  

03-10-2014, 06:03 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هؤلاء هم الأخوان المسلمون: (مجموعة كتيبات نقدية أخرجها الجمهوريون في هذا التنظيم الدخيل) (Re: عبدالله عثمان)

    Quote:


    الخاتمة

    لقد رأينا، بعد الفراغ من طباعة مقدمة هذا الجزء الثاني من كتابنا، التوّسع قليلا في الفصل الأخير منه، رغبة منّا في مزيد من توثيق المعلومات، وتأكيد الدلائل... فوجدنا أن هذا التوّسع الضروري سيزيد من حجم هذا الجزء الثاني بحيث يصعب إعداده فنيا... فأضطررنا ذلك الى أن نخرج كتابنا في ثلاثة أجزاء، بدلا من جزأين، كما كان وعدنا للقراء.. فوقع سائر حديثنا عن موقف (الأخوان المسلمين) من ثورة (مايو) في الجزء الثالث، وأكتفينا، في هذا الجزء الثاني، بتاريخهم السياسي في مصر، وبطرف من تاريخهم السياسي في السودان، فيما قبل ثورة (مايو).. ولذلك فإن أي إشارة الى مواقفهم السياسية فيما بعد ذلك، وردت في مقدمة هذا الجزء الثاني، على أساس أنها سترد في الجزء الثالث.. ولسوف يخرج الجزء الثالث والأخير من كتابنا، والذي يكاد الآن يكون في حكم المعد، بعد أيام، إن شاء الله، ولذلك لزمنا لقرائنا الإعتذار.. وما دفعنا الى التوّسع في مادة هذا الكتاب الاّ الرغبة الأصيلة، عندنا، في مزيد من توثيق المعلومات وتأكيد الدلائل، حتى لا نأخذ هذا التنظيم بالشبهة التي لا تقوم على سند، كما يتوّرط خصومنا الفكريون في خصومتهم لنا.. فأمرنا، كله، وحتى ونحن نواجه ألد الخصام، وأفجره، إنما هو دين، يتأدب بأدب الدين، ويتخلّق بخلق الدين... فلا يحيد عن تحرّي الصدق قيد أنملة.. هذا هو جهدنا الجهيد..
    هذا.. وعنوان هذا الكتاب هو (هؤلاء هم الأخوان المسلمون)... ولكنا رأينا، بعد صدور الجزء الأول منه، والذي يختص بتنظيم (الأخوان المسلمين) في مجال الفكرة، أن نبرز موضوع الجزء الثاني، وموضوع الجزء الثالث من الكتاب كعنوان للجزء، يعبّر عن محتوياته، تحت العنوان الأساسي للكتاب... ويلاحظ القاريء أن هذا الجزء قد تميّز بالحديث عن تاريخ (الأخوان المسلمين) في السعي الى السلطة في مصر، وفي السودان ... كما سيتميّز الجزء الثالث بتخليل موقف الأخوان المسلمين السياسي الراهن....
    وعند الله، وحده، نلتمس تسديد النية، وتخليص العمل لوجهه الكريم..

    الأخولن الحمهوريون
    أم درمان ص ب 1151
    تلفون 56912
                  

03-10-2014, 08:34 AM

عبد الحي علي موسى
<aعبد الحي علي موسى
تاريخ التسجيل: 07-19-2006
مجموع المشاركات: 2929

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هؤلاء هم الأخوان المسلمون: (مجموعة كتيبات نقدية أخرجها الجمهوريون في هذا التنظيم الدخيل) (Re: عبدالله عثمان)

    Quote: تبينوا أمركم، فإن هذه الدعوة، إنما هي فتنة!! لاخير في شجرتها!! ولا خير في ثمرتها!! وأنت لا تجني من الشوك العنب!!

    الشجرة دي دحين مُش ياها شعار مرشحهم!!!؟
    الحلول الأمنية وحدها لا تكفي ولكن تعريتهم فكريا هي التي يتخوفون منها أكثر من تخوفهم من حاملي السلاح. أنظر تجنيدهم (لعلماء)، بل جهلاء، الدين بمجرد النية لتسجيل الحزب الجمهوري.
    تحياتي
                  

03-10-2014, 12:44 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هؤلاء هم الأخوان المسلمون: (مجموعة كتيبات نقدية أخرجها الجمهوريون في هذا التنظيم الدخيل) (Re: عبد الحي علي موسى)

    وهي، هي أيها العارف بالله عبدوالحي وهي "الشجرة الملعونة في القرآن"
    الجزء الثالث من كتاب هؤلاء هم الأخوان المسلمون" لم تكتمل طباعته ولكن أثبت منه هنا الوثيقة التي بالعمل بها "قضوا" على الأخضر واليابس بالسودان
    Quote: وثيقة خطة الاخوان المسلمين لعام 78/79
    (المداخل:
    1) الاشتراك الفعال والمؤثر في التنظيمات السياسية القائمة، بدء بالوحدات الأساسية الى أعلى مراكز التنظيم...
    2) المشاركة في المنظمات الإجتماعية والثقافية والنقابية مثل: مجلس الآباء، اتحادات المعلمين، الجمعيات التعاونية، لجان تطوير الريف، النقابات الفئوية، والأندية الثقافية، والإجتماعية والرياضية.. والتغلغل الى اداراتها..
    3) التركيز على نشاطات الشباب في مراكز الشباب، والرواد والكشافة الخ..
    4) الاهتمام الخاص بمجالات الإرشاد والتوجيه: صحافة، تلفزيون، إذاعة الخ... والاستفادة من الشئون الدينية، ومراكز أحياء النشاط الاسلامى. والتغلغل الى إدارات المساجد..
    5) الاهتمام بالعمل عن طريق الواجهات المشروعة (المنظمات)
    توجيهـــــــات:
    1) ضرورة العمل الفعال في كل الساحات والمنابر لتأمين سيرها نحو الإسلام..
    2) الحركة تقوم وسط الأفراد، فيجب حل قضايا الأفراد الأسرية والخاصة والرسمية لكسبهم..
    3) يتفاوت الناس في الذكاء، فيجب الإستفادة من كل حسب مقدراته وذكائه..
    4) التدابير التي يجب على كل شعبة اتخاذها هي: وضع خطة لكل شعبة – تثقيف الأفراد – تحديد الواجبات – الصلة المستمرة بادارات التنظيم..
    5) مضاعفة حجم الأسر الى 10 أضعاف في العام
    6) الإهتمام بمشاكل الجماهير ومساعدة الإفراد والإتجاه الى تجنيد الشباب مستغلين في ذلك استعدادهم الديني للدخول في التنظيم
    7) الرجوع للعناصر القديمة من الأخوان المسلمين الذين تركوا التنظيم لاسباب معينة في الماضي واغراؤهم للعودة لمواصلة الجهاد..
    8) التركيز على الإجتماعات والقاء مزيد من الأعباء على القياديين لإعلاء كلمة الله، وتوضيح الدعوة وتعميقها في نفوس الأعضاء الجدد والقدامى..
    9) اذا لم يتم النجاح، الآن، في توّلي ادارات المنظمات فيجب أن يبرز الأخوان فيها ليؤهلوا أنفسهم للقيادة في المستقبل..
    10) التقدم بمشروعات اصلاحية في المواقع التي بها فساد حتى يخلف الأخوان العناصر الفاسدة في القيادة..
    11) اكتساب قواعد المنظمات المحايدة بالنقد البانى، والعمل لتغيير أوجه القصور.) انتهى..

    نقلا عن كتاب (هؤلاء هم الأخوان المسلمون: الجزء الثالث) والذي اصدره الأخوان الجمهوريون
                  

03-10-2014, 12:48 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هؤلاء هم الأخوان المسلمون: (مجموعة كتيبات نقدية أخرجها الجمهوريون في هذا التنظيم الدخيل) (Re: عبدالله عثمان)

    df1.JPG Hosting at Sudaneseonline.com

    الكذب وتحرّى الكذب عند الأخوان المسلمين
    الطبعة الأولى – نوفمبر 1979 – محرم 1400
    http://www.alfikra.org/book_view_a.php?book_id=173
    Quote: الإهداء

    السيد مدير جامعة الخرطوم،
    السادة الأساتذة الأجلاء،
    الطلاب، والطالبات!!
    ان اعتداءات الأخوان المسلمين الآثمة قد لطخت وجه الجامعة!!
    وانتهكت حرمتها، وأذلت مكانتها!!
    ولأنتم جميعا عن هذا مسئولون!!
    فان أردتم ان تمحو عن جامعتكم هذا العار
    فانشروا التوعية في ربوعها..
    انصبوا المنابر الحرة!!
    واسهروا على حمايتها!!
    ينقشع ليل الجهل الأسود!!
    ويختفي خفاف الأحلام!!
    صغار العقول!!
    ضعاف التقوى!!


    ====
    بسم الله اللرحمن الرحيم
    (فِي قُلُوبِهِم مَّرَ‌ضٌ فَزَادَهُمُ اللَّـهُ مَرَ‌ضًا and#1750; وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ and#64831;*and#64830; وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْ‌ضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ and#64831;*and#64830; أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَـand#1648;كِن لَّا يَشْعُرُ‌ونَ)
    صدق الله العظيم..



    المقدمة

    على اثر الهزيمة الساحقة، التى لحقت بالإخوان المسلمين، في الإنتخابات الأخيرة، لإتحاد طلاب جامعة الخرطوم، وبعد فشل الأخوان الذريع في تزييف هذه الهزيمة، للحد الذي جعلهم يكتبون في صحيفتهم (الرائدة) بجامعة القاهرة – الفرع، وتحت عنوان الاتجاه الإسلامي يحقق إنتصارا كبيرا في جامعة الخرطوم!! (والجدير بالذكر انه لم يبق للإتجاه الإسلامي الا ثلاثين مقعدا فقط ليسيطر على المجلس الأربعينى) !!! أخذ الأخوان المسلمون ينحون منحى، جديدا، يحاولون به إثارة جو عام من الإرهاب في الجامعة، يقصدون به، في المقام الأول، تعطيل حركة التوعية الفكرية التى كانت السبب المباشر، في هزيمتهم في الانتخابات.. ثم وضع الإتحاد الجديد، امام مشاكل عديدة، تظهره بمظهر الضعف، وتشغله عن انجاز مهامه الأساسية، حتى يفشل مبدأ التمثيل النسبى نفسه، ويعود الأخوان المسلمون مرة أخرى الى القيادة التى فقدوها.. كما ان الغرض من إشاعة الإرهاب، اشعار الإدارة، والتنظيمات السياسية، والطلاب، بأن الأخوان المسلمين ما زالوا أقوياء، مما يدفع كثيرا من المترددين الى صفوفهم ابتغاء السلامة..
    ولقد بدأت اشاعة جو الإرهاب في الجامعة، باعتداء اثنين من الأخوان المسلمين على الطالب عثمان حمدان، عضو الجبهة الديمقراطية، والسكرتير الإجتماعى للإتحاد، وذلك في نهار الأربعاء 14/11/1979م، ثم تبع ذلك اعتداء ثلاثة، من الأخوان المسلمين على الطالب صديق الزيلعى، عضو الجبهة الديمقراطية، والسكرتير العام للإتحاد وذلك في مساء الجمعة 16/11/1979م.. ثم حدث بعد ذلك اعتداء ثلاثة من الأخوان المسلمين على الطالبين عمر القراى، والنذير محى الدين، أعضاء رابطة الفكر الجمهوري، وذلك نهار الأحد 18/11/79.. ولقد كان الأخوان المسلمون في كل هذه الإعتداءات، يفوقون خصومهم عددا، ويباغتونهم من الخلف، دون أى إنذار، مما يصم هذا العمل بالغدر وبالخيانة، ويجرده، تماما، من الرجولة العادية، دع عنك أخلاق الدين الحنيف.. ولقد صحبت هذه الإعتداءات تهديدات، لأفراد من التنظيمات الأخرى، ومن المستقلين، بلغت حد التهديد بالقتل!!

                  

03-10-2014, 12:49 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هؤلاء هم الأخوان المسلمون: (مجموعة كتيبات نقدية أخرجها الجمهوريون في هذا التنظيم الدخيل) (Re: عبدالله عثمان)

    Quote: الإعتداء الأثيم

    وفى نهار الإثنين 19/11/1979م ترصدت مجموعة من الأخوان المسلمين تبلغ حوالى الأربعين، لسبعة من الأخوان الجمهوريين، وراقبتهم، في شكل مجموعات، من على البعد، وتبعتهم الى خارج الجامعة، حيث تقدم احدهم، ويدعى مطرف صديق، وسأل الأخ احمد المصطفى دالى قائلا: (لقيتوا الأموال السرقوها الأخوان المسلمين من الإتحاد؟؟) فأجابه دالى بقوله: (نحن ما دايرين معاك نقاش).. فقال مطرف صديق: (نحنا ما جينا لى نقاش نحن جينا ناس ضرب)!! ثم بدأ بالفعل يضرب، وفجأة هجمت تلك المجموعات من جميع الجهات، وبدأت تضرب الأخوان الجمهوريين.. ولقد كان الأخوان المسلمون يستهدفون الأخ أحمد المصطفى دالى بصورة خاصة باعتباره مؤسس حركة الحوار الحر في الجامعة، ومحور التوعية المكثفة التى كشفت تنظيمهم، ومزقت قاعدته، وتسببت في هزيمتهم في الإنتخابات الأخيرة.. ثم انهم لم يكفوا عن ضرب الأخ دالى حتى حين سقط، وهو ينزف بشدة، على الأرض، بل راحوا يركلون رأسه الدامى بأحذيتهم الثقيلة، بصورة جنونية، في محاولة وحشية لإسكاته الى الأبد، دونما مراعاة لأى قدر من الشرف في الخصومة، أو للرجولة في المواجهة.. ولم يسلم الأخوان الجمهوريون الذين كانوا يحاولون جهدهم، دفع العدوان عن دالى، من الأذى، وهم يقاومون هجوما مباغتا من جماعات تفوقهم عددا، تحاصرهم من جميع الجهات..
    وفى اليوم التالى وزع الأخوان الجمهوريون في الجامعة منشورا يدين هذا الحادث المشئوم، جاء فيه (إن ما يجرى اليوم في جامعة الخرطوم على يدى الأخوان المسلمين من خصومة فجرت، فخرجت على أخلاق البيت السودانى الأصيلة، وقيّم الدين السامية، وخصال الرجولة الحقة، إنما هو سبة على جبين هذه الجامعة!! فقد جمع هذا الحادث الغدر، والخيانة، والجبن، معا، وفى أسوأ صورها!! فالمعتدون، وهم كثرة، يستأسدون على قلة على حين غرة ومن الخلف، ثم يواصلون العدوان، في خسّة، على هدفهم، حتى بعد الحاق الأذى به، وسقوطه نازفا على الأرض!! وذلك أثناء عطلة الجامعة، وفى غياب القاعدة الطلابية العريضة!! الخسّة التى لا حدود لها!!).. كما أقاموا ركنا للنقاش، في ذلك الصباح، ندّدوا فيه بالسوء الذي أوغل فيه الأخوان المسلمون مخلفين وراءهم كل قدر من مسكة العقل، أو مسحة الدين..
    بيان الاتجاه الإسلامي عن الأحداث

    ولقد شاع نبأ الإعتداء الأثيم بين الطلاب الموجودين بالجامعة، فاستنكروه، وادانوه، مما دفع الاتجاه الإسلامي ليخرج بيانا عن هذا الموضوع نثبت فيما يلى نصه كاملا:
    (بسم الله الرحمن الرحيم – بيان من الاتجاه الإسلامي بجامعة الخرطوم..
    فى يوم أمس 20/11/1979 والذي يوافق عطلة المسلمين ببداية قرن هجرى جديد وذكرى رسول كريم، وبينما كانت الجامعة مغلقة والطلاب في داخلياتهم اذا الرابطة الجمهورية ومن خلفها الجبهة الشيو-بعثية تفاجىء الطلاب بحشد عدد من النساء والرجال ينزلون فجأة من البصات الأهلية ويتركونها أمام بوابة الجامعة الرئيسية، وينتظمون في حلقة تبلغ المائة والخمسين – جلهم من غير الطلاب – يتوسطهم الناطق الأوحد باسم الرابطة الجمهورية وذلك بعد ان ابلغوا الحرس الجامعي أن يأخذ حذره وان يستعد لأن هناك معركة رهيبة بين الطلاب سوف تحدث!! وللإنسان ان يعجب من رابطة كهذه تبحث عن الإشتجار وتستجديه وهى تدّعى زعامة الفكر وتتوشح بشعار الحوار والمنطق له بعد ذلك أن يدرك ان الإحتشاد التحرشي الذي قام به بالأمس الجمهوريون مع حلفائهم الأقربين لم يكن مجرد صدفة، ولم يهبطوا على الركن من حيث لا حيث وانما كان هناك سابق تخطيط وسلسلة اجراءات أعلن ناطقهم الأوحد طرفا منها حينما استخف به الطرب عشية الإنتخابات قائلا انهم سيقومون بحملة تفتيش واسعة على حجرات الأخوان ليخرجوا ما سرق الأخوان من ممتلكات الإتحاد.. ولم يكترث الطلاب وهم يغادرون الجامعة في العطلة الشتوية اذ كانوا يعتبرونه ظاهرة من ظواهر الشطح التى تعترى الجمهوري اذا انتشى، ولكن الأمر كان استراتيجية متكاملة فقد قامت عرائس المسرح الشيو- بعثية بالتنفيذ واقتحموا حجرة أحد الطلاب من أعضاء الاتجاه الإسلامي وقد رأس الحملة السكرتير الإجتماعى (شيوعي) وسكرتير الشئون الخارجية (بعثي) مستعينين بكتيبة من الحرس ولمّا لم يجدوا مالا مسروقا، ولا خزينة مخبأة، أبت على السكرتير الشيوعي عبقريته الفذة الاّ ان يغافل الجميع – كما يفعل رعاة البقر – ويغلق الحجرة من الخارج على الطالب المعتدى عليه وعلى زميله السكرتير وعلى الحرس الجامعى ثم يذهب ليبلّغ رئاسة الحرس بأن هنالك مشاجرة بين الطلاب في أحد الحجرات المغلقة.. ثم ليتضح بعد ذلك أن البلاغ من أساسه كاذب وأن الحجرات ليست تابعة للإتحاد وذلك (بشهادة قسم شئون الطلاب) وان ليس بها ثروة مسروقة!!! ويسجل هؤلاء العباقرة جرائم كلها تنضح بالخزى الذي لم يفارقهم.. فهم (أولا) قد اتهموا طالبا بريئا اتهاما يمس الشرف دون اى تثبت او ظن راجح وهم (ثانيا) قد تهجموا على طالب آمن في حجرته دون وجه حق وهم (ثالثا) قد انتحلوا صفة التفويض من الإتحاد وما كانوا مفوضين، ثم هم (رابعا) قد خرجوا على كل أعراف العمل النقابي وهبطوا بالممارسة السياسية في الجامعة الى مرحلة الإسفاف والتفاهة ولكن النقطة الإستراتيجية التى تبقى وراء كل هذه الأحداث ماثلة لكل عين هى أن رابطة الجمهوريين وحلفائها يبحثون لهم عن مشاجرة – ايا كان نوعها ليكثر التباكي يومها على الحرية والمنطق ويزرف الدمع الجمهوري الغزير (لكى لا تكون الجامعة غابة) وتكتب بعض الكتب في هذا المعنى وتوزع في الأسواق.. الإستراتيجية هى إذن ان يستفز الأخوان المسلمون بكل صورة من الصور كأن يهتف الشيوعيون مثلا بسقوط الإسلام أو تتمنى شيوعية أن ترقص في مسجد البركس بعد سقوط الحر المباشر، أو يقتحم سكرتير الشئون الإجتماعية حجرة أحد الأخوان وبعد ذلك يثور أحد الأخوان لكرامته الشخصية كما حدث بالفعل فيخرج الجمهوريون في الأسواق يتحدثون عن (أخسّ اعتداء وأسوأ انتهاك وأردأ إمتهان لحرمة الجامعة)! ثم يتبجحون بأن الأخوان صاروا يضربون قوى التمثيل النسبى (نتيجة للهزيمة الساحقة التى منىّ بها تنظيمهم)
    وان لم يكن ما ذكرنا صحيحا فكيف نفسر (أولا) حادثة الإعتداء على طالب آمن في حجرته؟ أو كيف نفسّر (ثانيا) احتشاد الجمهوريين الذي جرى أمس؟ واذا لم يكن الغرض هو اتهام الأخوان بضرب النساء فلماذا بحشود من النساء وهم يتوقعون معركة (كما ابلغوا الحرس بذلك)؟ او اذا كان الغرض هو فضح ممارسات الإتحاد السابق فلماذا لا يتولى هذا الأمر الإتحاد الجديد بنفسه؟ ولماذا تعطى مكاتبات الإتحاد الرسمية لشخص ليس هو عضو في الإتحاد ولا طالب في الجامعة ليقيم بها محاكما في الأسواق؟ واذا كان المقصود هو الحوار الموضوعى لتوعية طلاب السنة الأولى كما ذكروا في كتابهم الأخير فلماذا الإصرار على أن ينعقد (الركن) والجامعة مغلقة والطلاب غائبون؟ واذا كان حقا ان رئيس الرابطة الجمهورية قد دخل في مشاجرة يحميه عدد من أعضاء رابطته وقد فتح بلاغا عند البوليس وما زال الأمر كله قيد التحرى ولم تثبت ادانة بعد ضد أى شخص او جهة فلماذا خرج على قرار الطبيب وعاد الى الجامعة ليعيد التحدى والإستفزاز لذات الشخص الذي رفع قضية ضده، ثم اذا كان رئيس الرابطة الجمهورية قد تعهد لنائب مدير الجامعة الاّ يعود هو وأعضاء رابطته الى استفزاز أحد لحين الفراغ من النظر في القضية فلماذا نقض العهد وعاد لسيرته الأولى في اثارة الناس وشتم أعراضهم؟ الإجابة الوحيدة لكل هذه الأسئلة هى ان استراتيجية الجمهوريين وحلفائهم تقوم على البحث عن مشاجرة مع الأخوان تؤدى الى صرف النظر عن القضايا الجوهرية التى تتعلق بالإتحاد ودستور الطلاب وقضاياهم القومية والنقابية..
    أما نحن في هذا المقام فنحب أن نؤكد الآتى:
    أولا: ان المشاجرات التى تقوم بين طالب وآخر في مختلف الزمان ولشتى الأسباب هى قضايا تنتهى عادة عند مخافر الشرطة ودوائر القضاء ونحن كتنظيم سياسي لا ندعو لها ولا نشعل نارها.
    ثانيا: ان العضو من جماعتنا اذا استفز في دينه او شتم في عرضه او تحرش به سفيه فلن نطالبه بأن يكون مسيحيا.
    ثالثا: ان المبادرة، التى قامت، بها الرابطة الجمهورية وحلفائها من الشيوعيين والبعث يوم أمس تعنى لدينا اعلانا للحرب الجماعية المنظمة بين الجهات كأسلوب جديد في ممارسة السياسة في الجامعة ونحن ندين هذا الأسلوب لأنه دعوة للفتنة وافساد في الأرض بغير حق.
    رابعا: على الجهات السياسية الموغلة في القدم والغارقة في الثورة والحداثة ان توضح موقفها سلبا أو إيجابا فيما أعلنه الجمهوريون وحلفاؤهم كخط جديد.
    خامسا: ان جماعتنا قادرة على ان تخوض كل معاركها بشرف ورجولة وان تختار الميادين التى تقاتل فيها دون ان تفقد عقلها أو تفرط في حقوق أفرادها.
    سادسا: اتحاد الطلاب وادارة الجامعة اذا اختاروا طريق التفرج على ما يفعله الجمهوريون والشيوعيون او اعجبهما ذلك فسوف يجدان ان الجامعة ذات يوم كوما من رماد.
    سابعا: ان خصمنا ليس هو من يقف مع التمثيل النسبى أو من يدعو اليه فهذه قضية تقديرية للطلاب اطلاق الحرية في تقريرها وانما خصمنا هو الذي يهتف بسقوط الإسلام ويدعو له ويخطط لتصفيته تنظيميا ويجاهر بذلك فهؤلاء لن يرضى الله عنّا اذا رضينا عنهم – وما نحن بفاعلين.
    ويضل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء.
    الاتجاه الإسلامي جامعة الخرطوم
    2 محرم 1400 هـ
    الموافق 21/11/1979)
                  

03-10-2014, 12:50 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هؤلاء هم الأخوان المسلمون: (مجموعة كتيبات نقدية أخرجها الجمهوريون في هذا التنظيم الدخيل) (Re: عبدالله عثمان)

    Quote: الاتجاه الإسلامي والكذب المفضوح!!

    لقد جاء بيان الاتجاه الإسلامي، هذا الذي بين أيدينا، كرد فعل لسخط الطلاب على شغب الأخوان المسلمين، فحاول جاهدا ان يتنّصل عن مسئولية ما حدث، فاتسم بالكذب الصراح، والتناقض المزري، وهو، رغم كل هذا، قد عجز عن تبرير تلك المواقف الشائنة التى تردى فيها الأخوان المسلمون، مما اضطره لمحاولة اظهار الجمهوريين كمتحرشين، ومعتدين، على الأخوان المسلمين!! فهو يقول (وللإنسان ان يعجب من رابطة كهذه تبحث عن الإشتجار وتستجديه وهى تدّعى زعامة الفكر وتتوشح بشعار الحوار والمنطق له بعد ذلك أن يدرك ان الاحتشاد التحرشي الذي قام به بالأمس الجمهوريون مع حلفائهم الأقربين..) الى ان يقول (ولكن النقطة الإسترتيجية التى تبقى وراء كل هذه الأحداث ماثلة لكل عين.. هى أن رابطة الجمهوريين وحلفائها يبحثون لهم عن مشاجرة ايا كان نوعها.) انتهى.. والحق الذي لا مراء فيه ان الجمهوريين لم يعرفوا، طوال تاريخهم، بحادث اعتداء واحد، على أى شخص، أو جماعة، مهما كان الخلاف بينهم.. ولقد جاء الجمهوريون عقب الحادث لركن النقاش ليثبتوا ان حقهم الطبيعى في الحرية والتعبير لا يمكن ان يتنازلوا عنه بسبب عنف الأخوان المسلمين وغوغائيتهم.. ولو كان الجمهوريون يقصدون الإعتداء لاعتدوا على العدد القليل الذي حضر هذا الركن من الأخوان المسلمين، ولما اقاموا حوارا موضوعيا فتحوا فيه الفرصة حتى للأخوان المسلمين أنفسهم!! وبيان الاتجاه الإسلامي يسوق دليلا ساذجا على زعمه بأن الجمهوريين جاءوا لإحداث مشاجرة، اسمعه يقول: (وإذا كان المقصود هو الحوار الموضوعى لتوعية طلاب السنة الأولى كما ذكروا في كتابهم الأخير فلماذا الإصرار على أن ينعقد (الركن) والجامعة مغلقة والطلاب غائبون؟) انتهى.. ان القصد من قيام الركن بعد الحادث مباشرة هو التوعية.. وامر التوعية يشمل الأخوان المسلمين أنفسهم، وهو، في حقهم، يعنى توعيتهم بأن أساليب العنف، والإرهاب، لن توقف الحوار الديمقراطى، الحر، وهى توعية هم في أشد الحاجة اليها.. ومهما يكن من أمر فان الطلاب لم يكونوا غائبين كما زعم الأخوان المسلمون بدليل بيان الاتجاه الإسلامي نفيه الذي قال (..اذا الرابطة الجمهورية ومن خلفها الجبهة الشيو-بعثية تفاجىء الطلاب بحشد عدد من النساء والرجال)!! وبدليل ان الركن قد حضرته أعداد كبيرة من الطلاب.
    وما جاء في بيان الاتجاه الإسلامي هذا العجيب (.. الإستراتيجية هى إذن ان يستفز الأخوان المسلمون بكل صورة من الصور كأن يهتف الشيوعيون مثلا بسقوط الإسلام أو تتمنى شيوعية أن ترقص في مسجد البركس بعد سقوط الحر المباشر) انتهى.. ولم يثبت ان أحدا من الشيوعيين هتف بسقوط الإسلام، بل أن الثابت هو محاولة الأخوان للبس هذه الجريمة حتى يبرروا احداث الشغب التى يثيرونها، فقد ذكر الأخوان المسلمون من قبل، في منشور لهم عقب الإنتخابات، يصفون مظاهرة الطلاب التى سيّروها ابتهاجا بسقوطهم، انها مظاهرة شيوعية، وزعموا انها كانت تهتف (الجامعة تدين تجار الدين) فان كذّب الاتجاه الإسلامي على مظاهرة بأجمعها فمن ذا يصدّقه حين يدّعى ان شيوعية أعلنت على الملأ انها تتمنى ان ترقص في مسجد!! لقد بنى الأخوان المسلمون مجدهم كله على الكذب على الشيوعيين ومحاولة إظهارهم بمظهر الذي يسئ الى الإسلام وإظهار أنفسهم بمظهر الغيور على الإسلام المدافع عنه في وجه اساءة الشيوعيين له، وفى هذا قدر كبير من الخديعة للشعب السودانى المسلم وليس للأخوان المسلمين غرض في حماية الدين وإنما غرضهم في استغلال الدين لأغراضهم السياسية..
    ومن الكذب المخجل الذي جاء في بيان الاتجاه الإسلامي (وبعد ذلك يثور أحد الأخوان لكرامته الشخصية كما حدث بالفعل فيخرج الجمهوريون في الأسواق يتحدثون عن "أخسّ اعتداء وأسوأ انتهاك وأردأ إمتهان لحرمة الجامعة").. انتهى. فكأن هذا البيان، الكاذب، يريد أن يقول ان الذي اعتدى على سبعة من الجمهوريين واصاب أحدهم بأذى جسيم حجز بسببه في المستشفى وأصاب بقية الجمهوريين بصور متفاوتة من الأذى أحد الأخوان المسلمين، وهو يثور لكرامته الشخصية!! ومن عجب الأمر ان الاتجاه الإسلامي، قد لقن، هذه الكذبة للأخ المسلم المدعو مطرف صديق فذكر في تأييد البلاغ أمام القاضي وبعد ان أدى القسم، انه جاء للجمهوريين وحده!! وأنه سألهم مجرّد سؤال فابتدره اثنان منهم بالضرب!! وانه واصل الدفاع عن نفسه فحدث ما حدث لبقية الجمهوريين!! واننا لنعجب من اتجاه إسلامي يكذب، ويتحرى الكذب، ويخطط له، ويلقّنه اتباعه الذين لا يتحرجون من الكذب حتى بعد أن يؤدوا القسم على المصحف الشريف!!
    جاء في بيان الاتجاه الإسلامي (ولماذا تعطى مكاتبات الإتحاد الرسمية لشخص ليس هو عضو في الإتحاد ولا طالب في الجامعة ليقيم بها محاكما في الأسواق؟) وهذه العبارة على قصرها حوت العديد من الكذب، فلم تعط مكاتبات الاتحاد لأي شخص، والشخص المقصود هنا هو الأخ أحمد المصطفى دالى وهو طالب بكلية الدراسات العليا وهو عضو في الإتحاد بنص الدستور وهو لم يقم أى محاكم في الأسواق!!
    وجاء في بيان الاتجاه الإسلامي ايضا (اذا كان رئيس الرابطة الجمهورية قد تعهد لنائب مدير الجامعة الاّ يعود هو وأعضاء رابطته الى استفزاز أحد لحين الفراغ من النظر في القضية فلماذا نقض العهد وعاد لسيرته الأولى في اثارة الناس وشتم أعراضهم) انتهى.. والحق انه لم يتعهّد اى من الجمهوريين بأى شىء لنائب مدير الجامعة.. والجمهوريون لا يمكن ان يتعهدوا بعدم الإستفزاز لأنهم أساس لم يستفزوا أحدا، ولم يكن في حديثهم، قبل وبعد الحادث، استفزازا، أو خوض في أعراض الناس، ومثل هذا الكذب، قصير الأجل، لأن التأكد منه ميسور بالرجوع الى نائب المدير!!
                  

03-10-2014, 12:50 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هؤلاء هم الأخوان المسلمون: (مجموعة كتيبات نقدية أخرجها الجمهوريون في هذا التنظيم الدخيل) (Re: عبدالله عثمان)

    Quote: فرية الإعتداء على حجرة أخ مسلم!!

    ويحاول الأخوان المسلمون، في هذا البيان العجيب ان يشيروا الى أنهم فعلوا كل هذه الحماقات بسبب اعتداء السكرتير الإجتماعى للإتحاد على غرفة أحد أعضاء الاتجاه الإسلامي!! ويصورون ان هذا الإعتداء قد تمّ بإيعاز من الجمهوريين!! جاء في البيان عن هذا الموضوع (وانما كان هناك سابق تخطيط وسلسلة اجراءات أعلن ناطقهم الأوحد طرفا منها حينما استخف به الطرب عشية الإنتخابات قائلا انهم سيقومون بحملة تفتيش واسعة على حجرات الأخوان ليخرجوا ما سرق الأخوان من ممتلكات الإتحاد) انتهى.. والحقيقة انه لم يرد في نقاش الجمهوريين اتهام لأفراد من الاتجاه الإسلامي بأنهم سرقوا أموالا ويجب أن تفتش حجراتهم!! وانما جاء الحديث عن ان إتحاد الأخوان لم يراجع الميزانية بواسطة مراجع قانونى كما ينص الدستور!! وان أموال الطلاب يجب أن تعرف، وان تحدد مصارفها، وذلك بالمراجعة الدقيقة لكل ما كان يحدث في هذا المجال!! ويستمر البيان حتى يقول (ولكن الأمر كان استراتيجية متكاملة فقد قامت عرائس المسرح الشيو- بعثية بالتنفيذ واقتحموا حجرة أحد الطلاب من أعضاء الاتجاه الإسلامي وقد رأس الحملة السكرتير الاجتماعي (شيوعي) وسكرتير الشئون الخارجية (بعثي) مستعينين بكتيبة من الحرس ولمّا لم يجدوا مالا مسروقا، ولا خزينة مخبأة، أبت على السكرتير الشيوعي عبقريته الفذة الاّ ان يغافل الجميع – كما يفعل رعاة البقر – ويغلق الحجرة من الخارج على الطالب المعتدى عليه وعلى زميله السكرتير وعلى الحرس الجامعى ثم يذهب ليبلّغ رئاسة الحرس بأن هنالك مشاجرة بين الطلاب في أحد الحجرات المغلقة.. ثم ليتضح بعد ذلك أن البلاغ من أساسه كاذب وأن الحجرات ليست تابعة للإتحاد وذلك (بشهادة قسم شئون الطلاب) وان ليس بها ثروة مسروقة!!) انتهى..
    ولقد أخرج الإتحاد بيانا بصدد هذه الأحداث التى شوهها الأخوان المسلمون بتاريخ 21/11/1979 جاء فيه (أما موضوع الحدث فهو مخازن داخلية القاش وليس حجرة طالب بداخلية القاش وهذه المخازن مفصولة عن سكن الطلاب وحسب معلومات الإتحاد المستقاة من أوراق رسمية معتمدة قد سكن هذه المخازن بعض اعضاء الإتحاد الأسبق بصفتهم أعضاء في قيادة الإتحاد ولتسهيل راحة أعضاء الإتحاد لأنه لا يحق للطالب العادى السكن في داخلية كلية أخرى دع عنك مخازن لا تمت لكليته بصلة) انتهى.. فالحجرة التى دخلها السكرتير الإجتماعى اذن هى عبارة عن مخزن تابع للإتحاد، على عكس ما أدعى الأخوان، وله الحق في الإطلاع على ما بداخلها، وهو حين أغلقها على من فيها لم يفعل ذلك الاّ بعد أن حاول الأخ المسلم اخراج بعض محتويات الحجرة ودخل في مشادة مع الحرس، جاء في بيان الإتحاد عن هذا الأمر (فوجدوا أجهزة طباعة كاملة وحدثت مشادة بين الطالب مكى عساكر المكى والحرس وحينها قام السكرتير الإجتماعى بإغلاق المخزن وبه سكرتير الشئون الخارجية واثنين من الحرس والطالبين)..
    فان كان الأخوان يعترضون على هذا الأسلوب ويعتبرونه اعتداء عليهم، فليرفعوا شكوى ضد السكرتير الإجتماعى، والاّ فان هذا العمل، لا يبرر كل تلك الإعتداءات الآثمة التى قاموا بها..
    ولقد كان من الضرورى ان يتم عمل كهذا، تظهر منه مثل هذه الحقائق الغريبة، التى تشير الى ان الأخوان المسلمين كانوا يستغلون امكانيات الجامعة لخدمة اشخاصهم أبشع استغلال حتى ان الواحد منهم يملك أكثر من مكان واحد للسكن!! جاء في بيان الإتحاد (أما السكن للعام الدراسى 78/79 كالآتى: المخزن الغربى الطابق الأرضى: سيد محمد الحسن الخطيب 3 علوم، المخزن الغربى الطابق الثالث، مطرف صديق 5 طب، المخزن الشرقى الطابق الرابع سيف الدين عمر 1 طب مطرف صديق 5 طب) وجاء في بيان الإتحاد أيضا (سيف الدين عمر السكرتير الثقافى السابق ومطرف صديق السكرتير العام الأسبق وكلاهما بكلية الطب حيث يسكن الأول الحجرة 77 داخلية حسيب والثانى الحجرة رقم 4 الداخلية القديمة بالطب) إنتهى.. ومن هذه البيانات يتضح ان مطرف صديق وهو الأخ المسلم الذي بادر بالاعتداء على الجمهوريين كان يسكن في ثلاثة أماكن!! المخزن الغربى الطابق الثالث والمخزن الشرقى الطابق الرابع والحجرة رقم 4 بداخلية الطب القديمة!! فان فقد مثل هؤلاء القادة هذه المناصب وهذه الإمتيازات ثم بدأت تكشف مثل هذه الحقائق، فلا غرابة في ان يطير صوابهم ويلجأوا الى ما اجترحوا من العنف والبربرية..
    وعن ما وجد بالحجرة المذكورة جاء في بيان الإتحاد (ويهمنا ان نعلن لطلاب الجامعة ان هؤلاء الطلاب قد استغلوا سكن الإتحاد لأغراض منافية لدستور الإتحاد علما بأن الطالب مكى عساكر المكي الذي وجد بالمخزن وهو السكرتير الإجتماعى الأسبق قد كتب إقرارا للحرس بأن الموجودات الآتية ملكه الخاص، علما بأنه غير مسجل للسكن بهذا المخزن.. والموجودات هى: عدد 6 بكتة ورق طباعة أبيض، راديو بمسجل، مكنة رونيو، مكنة طباعة)!! ونحن نتسآءل ان كانت كل هذه الأشياء ملك للأخ المسلم مكى عساكر فما الذي أتى بها الى غرفة لم يكن مكى عساكر مسجلا للسكن فيها؟!!

                  

03-10-2014, 12:51 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هؤلاء هم الأخوان المسلمون: (مجموعة كتيبات نقدية أخرجها الجمهوريون في هذا التنظيم الدخيل) (Re: عبدالله عثمان)

    Quote: الاتجاه الإسلامي يتنصل عن المسئولية!!

    جاء في بيان الاتجاه الإسلامي (اما نحن في هذا المقام فنحب ان نؤكد الأتى: أولا: ان المشاجرات التى تقوم بين طالب وآخر في مختلف الزمان ولشتى الأسباب هى قضايا تنتهى عادة عند مخافر الشرطة ودوائر القضاء ونحن كتنظيم سياسي لا ندعو لها ولا نشعل نارها) انتهى .. ان الاتجاه الإسلامي كتنظيم سياسي يدعو الى المشاجرات ويشعل نارها، وندوة الاتجاه الإسلامي في مساء الثلاثاء 23/10/79 ليست ببعيدة عن الأذهان حيث قال ابن عمر محمد أحمد (ان رؤوسا كثيرة ستتطاير في هذه الجامعة)!! وقال (اننا سوف نعريهم وبعد التعرية الجلد والضرب والقتل)!! وقال داؤد يحى بولاد (اننى أحذر الشيوعيين والمحموديين بالذات فإننا قد اطلقنا سراح أخوتنا)!! هذا هو خط التنظيم كما أعلنه من منبره في ندوته السياسية، ولقد كانت الإعتداءات التى أعقبت هذه التصريحات منظمة، ومرتبة، وجماعية، ويقوم بها كبار قادة التنظيم، وقياديو الإتحادات السابقة، مثل الدرديرى محمد أحمد رئيس وحدة الجمعيات بالإتحاد السابق، وفتح الرحمن خليل السكرتير المالى السابق، ومطرف صديق السكرتير العام الأسبق، الذين اشتركوا في الاعتداء الأخير!! فان جاء الأخوان المسلمون، بعد كل هذا، ليخبرونا ان هذه مشاجرات فردية، وان التنظيم لا يدعو لها، فان ذلك لا يدل الاّ على تنازل من موقفهم، وتنصل عن مسئوليتهم، املته عليهم المواجهة الصادقة، والإصرار الذي لمسوه عند خصومهم..
    والأخوان المسلمون لا يتنصلون عن مسئولية ما دبروا من عنف فحسب، بل يدينونه أيضا!! فان لم تصدق هذا فأقرأ مرة أخرى قولهم: (ان المبادرة، التى قامت، بها الرابطة الجمهورية وحلفائها من الشيوعيين والبعث يوم أمس تعنى لدينا اعلانا للحرب الجماعية المنظمة بين الجهات كأسلوب جديد في ممارسة السياسة في الجامعة ونحن ندين هذا الأسلوب لأنه دعوة للفتنة وافساد في الأرض بغير الحق)!!! ولا يستحى الأخوان المسلمون من ان يقولوا: (ان جماعتنا قادرة على ان تخوض كل معاركها بشرف ورجولة وان تختار الميادين التى تقاتل فيها دون ان تفقد عقلها أو تفرط في حقوق أفرادها) انتهى .. والذي دلت عليه التجارب ان الأخوان المسلمين لا يعرفون شرف المواجهة، ولا رجولتها.. وهم لا يختارون من الميادين الاّ ما كانوا فيه كثرة، وخصومهم قلة، يباغتونهم من حيث لا يشعرون!!
    أما قول الاتجاه الإسلامي (اتحاد الطلاب وادارة الجامعة اذا اختاروا طريق التفرج على ما يفعله الجمهوريون والشيوعيون او اعجبهما ذلك فسوف يجدان ان الجامعة ذات يوم كوما من رماد)!! فهو لا يعدو ان يكون ضربا من ضروب الخطابة الجوفاء التي مرد الاتجاه الإسلامي على تشويه أخلاق شبابه بتغذيته بها.. انه كذب بغير ذكاء، وبغير حياء أيضا.. انها طبيعة تنظيم الأخوان المسلمين دائما!!
    وبعد كل هذا الكذب المتعمّد، والتزييف الموبق، والتناقض المسف، لا يخجل الاتجاه الإسلامي من ارتداء ثوب الدين ليقول (وانما خصمنا هو الذي يهتف بسقوط الإسلام)!! كل ذلك من أجل تضليل الشعب عن حقيقتهم التى تستغل الدين، أسوأ استغلال، ليصلوا الى كراسى الحكم!! ان خصوم الإسلام، في الحقيقة، والواقع، انما هم الأخوان المسلمون الذين يخونونه ويخونون باسمه الشعب الطيب، ويخونون الله.. ولكن لا ضيّر!! فان كيدهم سيكون في تضليل، ذلك (وان الله لا يهدى كيد الخائنين..)
                  

03-10-2014, 12:52 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هؤلاء هم الأخوان المسلمون: (مجموعة كتيبات نقدية أخرجها الجمهوريون في هذا التنظيم الدخيل) (Re: عبدالله عثمان)

    Quote: خاتمة
    ان هذه الإعتداءات الآثمة تعد وصمة عار في جبين المؤسسة الجامعية برمتها.. وادارة الجامعة، واساتذتها، وطلابها، مسئولون أمام الشعب السوداني، الذي يدفع من كده، وجهده، ليصل أبناؤه الى هذا المستوى من التعليم، عمّا لحق بجامعته من التردى الى درك الفوضى، والهمجية، ولا عذر لديهم اذا هم لم يعملوا على اجتثاث هذا الكابوس الأرعن من سطح الحياة الجامعية بالتوعية الجادة، والمحاسبة الصارمة، حتى تقوم الجامعة وقد أرسيت فيها دعائم الخلق القويم، والسلوك الرفيع..
    ان على إدارة الجامعة لأن تضع حدا لهذه العبث بمؤاخذة هؤلاء الجناة وفق قوانين الجامعة ولوائحها، والاّ تلوّح وبأى مستوى بعرقلة النشاط الفكرى بحجة استتباب الأمن، فتكون بذلك قد تبنت خط دعاة الشغب، والفوضى، دون أن تشعر.. ان التوعية بالمنابر الحرة هى السبيل الوحيد للأمن وتحريك الطلاب نحو مسئوليتهم في الحفاظ على الحرية والكرامة في الجامعة..
    اما نحن الجمهوريين فاننا قد أخذنا على أنفسنا ان نرفع بلادنا، ومن ورائها الإنسانية جمعا، عن وهدة الجهل والتخلف، ولن نتوانى، أو نتراجع، أو نتهاون، في هذا الواجب المجيد، رغم ما يعترضنا من هوس الأخوان المسلمين، وعنفهم.. ولسوف نصر على المنابر الحرة، حتى تقتلع هذه الشجرة الخبيثة من تراب أرضنا الطاهرة باذن الله.. ونحن على يقين ان هذا الأمر لن يطول به الأمر، ذلك بأن خيانة الأخوان المسلمين، وكذبهم، وسوء خلقهم وقلة دينهم، ستتضّح لشعبنا بصورة جلية، عمّا قريب، ويومها سيتم العزل التام – عزل الأخوان المسلمين عن هذه الدعوة الدينية التى يتشدقون بها – وسيطّهر الأسلام مما يلصقونه به من تشويه، ومن شوائب..
    هذا وعلى الله قصد السبيل!!

    عن موقع الفكرة
    www.alfikra.org
                  

03-11-2014, 11:53 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هؤلاء هم الأخوان المسلمون: (مجموعة كتيبات نقدية أخرجها الجمهوريون في هذا التنظيم الدخيل) (Re: عبدالله عثمان)

    نسخة غير رسمية - تحتاج لبعض المراجعة الإملائية
    hawas.JPG Hosting at Sudaneseonline.com

    الطبعة الأولى مايو 1983 رجب 1403

    Quote: الإهــــداء
    إلى الشعب السوداني العزيز!!
    "فسيكفيكهم الله، وهو السميع العليم"


    بسم الله الرحمن الرحيم
    "يأيها الذين آمنوا، إن جاءكم فاسق بنبأ، فتبينوا، أن تصيبوا قوما بجهالة، فتصبحوا على ما فعلتم نادمين"..
    صدق الله العظيم
    المقدمة:
    لا شئ أدعى لاستثارة روح المسئولية لدى المواطن الصالح، أو المسئول المخلص، سوى استشعار الخطر الذي يمس أمن البلاد السياسي، ووحدتها الوطنية، والعمل على توقّيه.. وليس هناك من خطر كهذا أكبر من خطر الهوس الديني الذي يلقي بأبناء البلد الواحد في أتون القطيعة، والحرب، ثم يخلف من آثار الموجدة، والنقمة ما يصعب تجاوزه حتى مع مرور الأيام.. ولا تزال أحداث مصر، ولبنان، وإيران ماثلة، ضاغطة على الواقع بكل آثارها.. ثم إن أي تفريط في أية ظاهرة مؤدية إلى خطر الفتنة الدينية إنما يعادل، تماما، التفريط في الوحدة الوطنية، والأمن القومي للبلاد بأسرها.. وسنثبت في هذا الكتاب بالدلائل القطعية، وقرائن الأحوال القوية أن هناك تفريطا كهذا، قد وقع، ولا تزال دائرته تتسع من غير أن تناله يد المحاسبة، والتصحيح.. فهناك فقيه مصري وافد للعمل في بلادنا بجامعة امدرمان الإسلامية، مرتبط، بصورة أو بأخرى بأحداث (الزاوية الحمراء) بمصر، والتي انفجرت منها الفتنة الطائفية بين المسلمين والمسيحيين حتى تصاعدت الأحداث التي أودت بزعيم مصر الشهيد السادات.. هذا الشيخ، باعترافه، كان إماما لهذه الزاوية.. وقد أخذ هذا الشيخ، وهو بهذه الخلفية السياسية والدينية المشبوهة، يمارس نشاطا صريحا في إثارة الفتنة الدينية بين المواطنين، وفي التكفير، والتحريض، وفي تحقير موروثات الشعب المقدسة، وفي تشويه أفكار الدعوات الدينية، وفي التدخل السافر في شئون البلاد الداخلية.. وهو ينطلق بهذا النشاط الهدّام من (مسجد التقوى) الذي تنسب رعايته للنائب الأول ورئيس جهاز أمن الدولة، مما أكسب هذا النشاط صفة الشرعية، ومد له في التمادي، حتى تصاعد إلى أجهزة الإعلام فاتخذ صورة متوالية منظّمة.. وذلك مما ينبئ عن معالم مخطط واسع لنقل موجة الهوس الديني من مصر إلى السودان، ولإقامة دولة الهوس عليه، مما أخفقت فيه الجماعات الإسلامية بمصر وذلك استغلالا لعوامل شتى منها جو التكامل، ومنها الإسماح الأمني النسبي، ومنها طبيعة هذا الشعب المحب للدين.. وهذا الشيخ، بذلك، لا بد أن يكون هو رأس السهم في هذا المخطط.. إن التفريط الذي يقابل به المسئولون الأمنيون، والسياسيون، والإعلاميون هذا النشاط إنما هو بمثابة جواز المرور لينتقل إلى كافة المساجد، وإلى كافة المنابر العامة، وليدخل أعرافا غريبة على بيئتنا، من صراع اجتماعي، وعصبية دينية.. وهذا الشيخ، بهذا الصنيع، إنما يسيء للعلاقة بين البلدين أسوأ الإساءة، ويسعى ليحوّل التكامل ليكون تكاملا بين عناصر الهوس لفرض الإرهاب والتخلّف على البلدين ولقد استهدف هذا الشيخ الفكر الجمهوري، بوصفه المعوّق الأساسي الذي يقف في طريق مخططات الهوس والإرهاب في البلاد، فذهب يشوه هذا الفكر بصورة تنضح بسوء الغرض، وتدعو للرّيبة، وتكشف عن روح التآمر.. ولا يزال مسئولونا السياسيون والأمنيون، والإعلاميون في سكوت تام عن هذا النشاط الإرهابي.. مما يدعو للتساؤل: هل مرد هذا التفريط إلى الغفلة، أم إلى السقوط ضحية الإرهاب أم إلى التواطؤ؟؟ ولماذا يجد هذا الأجنبي الحق في التعبير الذي لا نجده، وأبسطه حق الدفاع عن النفس؟؟
    ونحن على يقين تام بأن الله تعالى لن يخلي بين هذا الشعب وبين الطامعين في وحدته، وأمنه، وحريته، ولسوف يصل عادته في العناية بهذا الشعب.. ونحن كذلك، على يقين تام بأن دعوتنا، بما هي، وحدها، اليوم الناطقة عن المصحف، الهادية إلى السنّة، إنما مآلها إلى الظهور والاستعلان.. فالله، وحده، هو كفيلها "إن الله يدافع عن الذين آمنوا"، وذلك برغم التآمر الواسع عليها، الذي إنما هو يقوم على جرف هار من سقوط المروءة وموت الوجدان..


    الفصل الأول
    مخطط الهوس الديني يستهدف تشويه الفكر الجمهوري
    لم تكن موجة الهوس الديني، التي تصاعدت في مصر حتى أودت بحياة الشهيد السادات، تستهدف قلب نظام الحكم فحسب وإنما كانت تسعى لتغيير وجه الحياة في مصر، تماما، بالقضاء على مظاهر الدولة الحديثة، وتصفية العناصر المتحررة، ومصادرة المكتسبات التقدمية، وفرض صور التخلف، والإرهاب، باسم الدين، وعلى غرار حركة الخميني في إيران.. وذلك مما كان سيدخل مصر في فتنة دينية، وحرب أهلية لا قرار لها.. ولكن هذا المخطط قد أخفق، وتم كشفه كاملا، وأمكن احتواؤه أمنيا إلى حين.. وهو لا يزال، وفي غياب الوعي الديني الصحيح، يتهدد مصر تهديدا ماثلا، مما اضطر النظام المصري لمد فترة الأحكام العرفية عاما آخر.. ولا يمكن، بالطبع، فصل مخطط الهوس الديني في مصر عن مخططه في السودان.. فكلاهما، في حقيقة الأمر، مخطط واحد، متكامل الأهداف، والوسائل.. فهذا المخطط إنما يسعى ليحقق في السودان ما عجز عن تحقيقه في مصر، وذلك بإقامة دولة الهوس الديني في السودان، وحتى يستطيع عن طريقها التحكم في كلا البلدين، وفي كل المنطقة.. وهذا المخطط إنما يستغل في السودان حب الشعب للدين، مما يغري بتضليله، وفرض الوصاية الدينية عليه، ويستغل جو التكامل وما أفرزه من حرية الحركة بين البلدين، ويستغل الإسماح الأمني النسبي في السودان.. وهذا المخطط، فوق ذلك، إنما يجد تربة خصبة في السودان فيما حققه تنظيم الاخوان المسلمين من تغلغل في أجهزة السلطة، وفي المساجد، وفي الجامعات، وفي وسائل الإعلام، تحت ظل (المصالحة الوطنية) إلى جانب قيام دعوات الهوس الديني الأخرى كدعوة الوهابية، وقيام المؤسسات الدينية التقليدية التي تشكل رصيدا جاهزا للهوس الديني.. فأخذت عناصر الهوس الديني تنتقل إلينا لتمارس نشاطها الهدام في حرية تامة.. ولكن هذا التكامل بين عناصر الهوس الديني في البلدين إنما يصطدم، بمعوق ضخم لنشاطها في السودان وهو الفكر الجمهوري الذي ظل يقوم بدور مؤثر في التوعية، والتربية الإسلامية الصحيحة، ويعمل، وحده، في ميدان الدعوة الإسلامية الجادة الواعية، وهو ما فتئ يكشف زيف دعوات الهوس الديني، وتحجّر وتجمّد المؤسسات الدينية السلفية، ومبلغ تعويق هذه الدعوات، والمؤسسات للبعث الإسلامي.. ولذلك اتجه مخطط الهوس الديني، أول ما اتجه، إلى تشويه الفكر الجمهوري الذي يعوق مسعى هذا المخطط، ويدرأ عن البلاد خطره..
    ويمثل، اليوم، رأس السهم في حملة التشويه المنظمة ضد الفكر الجمهوري فقيه مصري يعمل استاذا بجامعة امدرمان الإسلامية "محمد نجيب المطيعي".. وقد استغل منبر "مسجد التقوى"، المنسوبة رعايته للسيد النائب الأول لرئيس الجمهورية، ورئيس جهاز أمن الدولة، فبدأ منه حملة هذا التشويه، وذلك لإكسابها صفة الشرعية، حتى لقد نقلت الإذاعة خطبة له في صلاة الجمعة بهذا المسجد وهي تنضح بالتشويه، والتأليب علينا، مما أعطاه الجرأة لتصعيد حملته ضدنا من هذا المسجد، ومن التلفزيون، بصورة متوالية أشبه بالحلقات، مما يدل على أنه إنما يقوم بعمل منظّم، ومتصاعد وفق مخطط مرسوم وثابت يستهدف تشويه فكرنا.. وذلك تحت سمع، وبصر، كبار المسئولين السياسيين، والأمنيين، والإعلاميين.. فلكأن الهوس قد صار يستظل بهؤلاء المسئولين الذين تقتضيهم مسئولياتهم الوطنية، والدينية درء خطر هذا الهوس عن الشعب، وتحقيق العدالة بين جماعاته، وأفراده، وحماية حقوقهم الأساسية في حرية الرأي والاعتقاد.. وسنفرد هذا الفصل لكشف صور التشويه المنكرة التي يمارسها هذا الشيخ ضد فكرنا، بما يدل على سوء الغرض بأكثر مما يدل على سوء الفهم، وبما يشير إلى ما وراء ذلك من مخطط متكامل للهوس الديني، تأخذ معالمه في الاتضاح يوما بعد يوم، وهو لا يستهدفنا نحن فحسب، وإنما يستهدف من ورائنا هذا الشعب ـ قيمه الدينية، ومكتسباته التقدمية، ووحدته، وأمنه، وسيادته.. ونحن إنما نأسى، أشد الأسى، لما بلغه خصومنا، وبخاصة علماء الإسلام، من شطط منكر في معارضة هذه الدعوة، وهم يفارقون أبسط قواعد الأمانة العلمية التي يفرضها الدين.. حتى لكأنهم قد جعلوا حرمة الله وراء ظهورهم، فنسوا أنهم موقوفون ومحاسبون وموزورون على هذا الصنيع: "إذ تلقونه بألسنتكم، وتقولون بأفواهكم ما ليس لكم به علم، وتحسبونه هينا، وهو عند الله عظيم!!" إن دعوتنا غريبة، ما في ذلك ريب!! ولكن أليس موعود الدين أن يعود غريبا؟؟ بلى!! إن ظاهرة الغربة في هذه الدعوة إنما هي مدعاة صحة بأكثر مما هي مدعاة خطأ، ولذلك فهي حرية بأن تحمل هؤلاء العلماء على استقصاء كل وسائل البحث فيها، وعدم إعجال أنفسهم في الحكم عليها، وعلى معارضتها، إذا دعا الحال للمعارضة، في الالتزام بأدب الدين، من إحسان الظن، وتوخي الأمانة، وإعفاف اللسان.. هذه الدعوة إنما هي، في جوهرها، الدعوة إلى طريق محمد، عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم بغير زيادة أو نقصان، وعن وعي، وفي إتقان.. وقد جاءت هذه الدعوة على تناه من الزمن، واقتراب من الساعة، لترد المسلمين إلى جادة دينهم، ولتصنع بهم مدنية كوكبية جديدة تحرّر، وتوحّد هذه البشرية، الحائرة، الضائعة.. وكل مدعو إلى طريق محمد إنما لزمته الإجابة، مهما كان مصدر الدعوة.. فأنّى تُصرفون؟؟
                  

03-11-2014, 11:54 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هؤلاء هم الأخوان المسلمون: (مجموعة كتيبات نقدية أخرجها الجمهوريون في هذا التنظيم الدخيل) (Re: عبدالله عثمان)

    Quote: تشويه الشيخ لرأينا في ظاهرة الهيبز:
    زعم الشيخ المطيعي أننا نؤيد دعوة الهيبز، على ما هي عليه من انحلال وفساد خلقي، وأننا ننادي بأن الهيبز على حق، وذلك في حديث الشيخ التلفزيوني يوم 12ـ4ـ1983.. وقد جاء فيه: "نجد في عصرنا هذا من ينادي بأن الهيبز على حق، آي والله، وقرأت لمن يقول أن الهيبز الذين يتحللون من كل المثل، ولا يدينون بدين، ولا يتأدبون بأدب، وليس لهم نظام حياة يمكن أن تقبله العقول السليمة، وإنما يحيون حياة شاذة هذا قرأته في رسالة لا أدري ما اسمها، اسمها الصلاة، أو شئ من هذا.. وقرأت فيها تمجيدا للهيبز، ويقولون أن الهيبز علامة صحة لا علامة مرض.. فالذي يقر مثل هذه الأشياء إنما قد انسلخ انسلاخا كاملا من فضائل الإسلام، ومن قيوده، ومن آدابه، ومن أحكامه" انتهى.. هذا ما قاله المطيعي عنّا، وهو في جميع أحاديثه عنا، والتي تناهت إلينا، لا يذكرنا بالاسم، وإنما يعرض بنا بصورة مكشوفة لا تخفى على أحد من المواطنين غير أن هذا الشيخ قد قرأ نصّا من كتابنا "رسالة الصلاة"، وقد قرأه مبتورا، حتى يخرّج عليه ما يريد من تخريجات، وذلك في حديثه في التلفزيون يوم 19ـ4ـ1983، حيث جاء فيه (نرى في مجتمعنا هذا، ونرى في بيئتنا المسلمة، من يمجّد هذه الهيبز، ومن يحكم بأنها طريق صحيح.. انظر إلى هذا القول، وإلى هذا الصوت الناشز، وإلى هذا اللفظ الخبيث، الذي يستدرج الإنسان، ويستدرج بخاصة الشباب، هذا المجتمع الطاهر البرئ الذي يرتبط بعلاقة وثقى بالإسلام، وبالفضائل الإسلامية، وبالمثل العليا، انظر إليه وهو يقول: " من أجل ذلك فإنّا لا نعتبر حركات الشباب التي تتجه اتجاه الهيبز علامة مرض، وإنما هي عندنا علامة صحة، وهذا هو الذي جعلنا نجزم بأننا إنما نعيش في أخريات أيام مرحلة التطور العضوي ـ العقلي) انتهى.. ثم يمضي الشيخ ليتهمنا بأننا نعمل على تدمير قيم الشباب، ونعمل على القضاء على الإسلام، فيقول: (هذا التمجيد لمبدأ الهيبز، وأنه ليس علامة مرض وإنما هو علامة صحة يعني أنه دعوة الشباب إلى الهيبز، وهذه الدعوة إنما هي دعوة يجب أن يتصدى لها كل إنسان حر غيور، ويجب أن يعرف أن هذه الدعوة الباطلة قامت من أجل تدمير الشباب، ومن أجل تدمير قيمه ومثله، وإنهاء كل هذا الدرب الطويل الذي يبدأ منذ أن بعث رسول الله إلى اليوم، من أجل القضاء على الإسلام، ومن أجل التآمر الصهيوني الخبيث) انتهى.. هذا بعض ما قاله الشيخ المطيعي في تشويه دعوتنا، وفي التحريض علينا، من حديث طويل له لا يرمي فيه إلا إلى إثارة الفتنة.. وكل هذه الاتهامات الباطلة إنما بناها المطيعي على نص قد نقله مبتورا من كتابنا، ثم ذهب يخرّجه بما يتناقض مع ما رمينا إليه من عبارتنا.. فنحن عندما قلنا أن ظاهرة الهيبز في الغرب ظاهرة صحة، وليس ظاهرة مرض إنما على اعتبار أنها تملك فضيلة الشعور بالمشكلة، وإن لم تهتد إلى الحل، وهذا أمر لم يتوفر للكثيرين في الغرب.. ثم إننا قد دعونا إلى هداية الهيبز عن طريق الإسلام.. فأقوالنا عن الهيبز أقوال واضحة لا تحتمل هذا التحريف مطلقا..
    فماذا قلنا عن الهيبز؟؟ ولنبدأ بإيراد النص الكامل من "رسالة الصلاة"، الصفحة 49، الطبعة السابعة، والذي بتر منه الشيخ ما بتر، ثم نذهب إلى نصوص أخرى حول هذه الظاهرة.. فقد جاء في ذلك النص: (وفي سبيل هذا التفهم برزت في أوربا، وفي أمريكا، أساليب في الحياة، والفكر، كأساليب "الهيبز" وأساليب "اللامعقول" ولكنها أساليب تدل على الحيرة، وعلى القلق، وعلى الجهل بأصل المشكلة.. ومع ذلك فإنها تملك فضيلة الاعتراف بهذه المأساة في حياتنا التي تحاول الكثرة الغالبة تجاهلها.. ومن أجل ذلك فإنّا لا نعتبر حركات الشباب التي تتجه اتجاه "الهيبز" علامة مرض، وإنما هي عندنا علامة صحة.. وهذا هو الذي جعلنا نجزم بأنّا نعيش الآن في أخريات مرحلة التطور العضوي ـ العقلي) انتهى.. وهكذا بتر الشيخ حديثنا عن ظاهرة الهيبز بأنها ظاهرة تدل على الحيرة، وعلى القلق، وعلى الجهل بأصل المشكلة، ثم ذهب ليتهمنا تلك الاتهامات الباطلة.. وقد أهمل هذا الشيخ تعليلنا لهذه الظاهرة بأنها ظاهرة صحة، حيث بتر النص الذي يرد فيه هذا التعليل والذي يقول: (ومع ذلك فإنها تملك فضيلة الاعتراف بهذه المأساة في حياتنا، التي تحاول الكثرة الغالبة تجاهلها) ففي حين أننا نقول أن هذه الظاهرة مأساة، يقول هو عنّا أننا ندعو إلى الهيبز ونمجدهم!! وإليكم ما قاله الأستاذ محمود محمد طه في تحليل ظاهرة الهيبز في كتاب "القرآن ومصطفى محمود والفهم العصري"، صفحة 6: (فأما حاجة هذا العصر فإلى الهداية.. فإن البشرية لم تكن يوما في التيه كما هي اليوم.. وسمة هذا العصر هي القلق، والحيرة، والاضطراب.. هذا عصر الثورات: الثورة الثقافية، والثورة الجنسية، وثورة الشباب، وكلها دليل على القلق، والحيرة، والاضطراب.. هذا عصر "الهيبيز".. جماعات من الشباب، من الجنسين، يزيد عددهم كل يوم، ويستطير شرهم كل يوم، حتى عم جميع الأقطار.. يقوم مجتمعهم على الرفض، فهم قد وجدوا مجتمع الحضارة الغربية، الآلية، مجتمع إنتاج واستهلاك، فقد الإنسان المعاصر فيه روحه، وقيمته، وحريته، واستحال إلى آلة تنتج وتستهلك، فرفضوه، ورفضوا معه كل عرف، ودين.. وفزعوا إلى صور من مجتمعات الغابة، فهم يلبسون المرقعات، ويسيرون حفاة، ويرسلون شعورهم، ويبيتون على الأرصفة، والطرقات، ويستبيحون بينهم من العلائق الجنسية ما ظلت البشرية على صيانته حريصة خلال تاريخها الطويل.. هم يبحثون عن حريتهم، وعن إنسانيتهم، وعن فرديتهم، فلا يكادون يجدون غير الضياع، وغير القلق، وغير الإضطراب.. فهل عند مصطفى محمود إدراك واسع لهذه الظاهرة، واهتمام بها، وسعي لإيجاد الهداية لها من القرآن بتفسيره العصري؟؟) انتهى.
    هل يمكن لمن يقول مثل هذا القول عن الهيبز يمكن أن يتهم بأنه يمجد ظاهرة الهيبز ويدعو لها؟؟ هل القول بأن الهيبز "شرهم يستطير كل يوم"، والقول بأنهم "لا يكادون يجدون غير الضياع وغير القلق، وغير الاضطراب"، هل مثل هذا القول يمكن أن يتهم بأنه دعوة إلى الهيبز كما زعم الشيخ المطيعي؟؟ ولكن رغم ذلك أقسم الشيخ المطيعي بالله على أننا ننادي بأن الهيبز على حق!! في الوقت الذي نستنكر فيه على الهيبز أنهم "يستبيحون بينهم من العلائق الجنسية ما ظلت البشرية على صيانته حريصة خلال تاريخها الطويل" يقول عنا المطيعي أننا ندعو إلى هدم القيم والمثل عند الشباب!! إن اتهام المطيعي رد عليه، فإن الأستاذ محمود إنما هو المثل الأعلى للعفّة والعفاف والإعفاف، وهو يربي أعف مجتمع، وأحرصه على قيم الدين ومثله.. ودعوة الأستاذ محمود إلى بعث الإسلام إنما تبشّر، في حقيقة الأمر، بمستوى من الكمالات الإنسانية لا يحلم بها أكثر الناس تطلّعا إلى الكمال، وبمستوى من العلاقة بين الرجل والمرأة هي فوق خيال كل دعاة العفة والصون.. وهي مستويات نحن على يقين من أنها ستتحقق على هذه الأرض، وبين جميع أبنائها وبناتها.. وفي ذلك يقول الأستاذ محمود محمد طه في كتاب "القرآن ومصطفى محمود والفهم العصري" صفحة 141 ما نصّه: سيجئ وقت، قريبا، إن شاء الله، تكون فيه العفة، والصون، أمرا ثابتا في صدور النساء، والرجال.. ويكون جميع النساء، إلا امرأة واحدة، لدى كل رجل، كأنهن أخواته، أو أمه.. فلا تتحرك فيه رغبة جنسية لإحداهن، على الإطلاق.. ومثل هذا يقال عن المرأة بين الرجال، إلا رجلا واحدا، هو زوجها" انتهى.. هذا ما يدعو إليه الأستاذ محمود ويبشر به، فهل يمكن أن تتهم هذه الدعوة بأنها تدعو إلى الهيبز أو تقر الإباحية؟؟ وقد أعاد الشيخ المطيعي نفس اتهامه إيانا بالدعوة إلى الهيبز وإقرار إباحيتهم في حديثه بالتلفزيون يوم 26ـ4ـ1983، وبعبارات مسفة نعف عن إيرادها هنا.. ونكتفي بإيراد قوله (وانظر إلى هذا وأمثاله ممن يشجعون على نوع من التبرج، التبرج الجاهلي إلى جانبه تصوّن) انتهى. وهو يعنينا نحن.. ويكفي، هنا، أن نرد على هذا الاتهام الباطل، الممعن في البطلان، بما جاء في وصية الأستاذ محمود محمد طه للنساء، في خاتمة كتابه "تطوير شريعة الأحوال الشخصية"، من قوله: (اعلمن أن الغيرة الجنسية هي من أكبر أسباب تسلط الرجال على النساء.. وستظل غيرة الرجال على النساء قائمة.. لأنها هي صمام العفة، وضمانها.. والعفة أعظم مزايا النساء، على الإطلاق.. وما جعلت قوامة الرجل على المرأة إلا من أجلها، في المكان الأول.. فكن عفيفات، صينات، تكن لكن القوامة على أنفسكن.) ومضى يقول في هذه الوصية: (أسفرن، ولا تبرجن.. فإن التبرج دليل على خفة العقل، ورقّة الدين، وسوء الخلق.. ولا تستحق المتبرجة أن تتمتع بحرية السفور، يقول تعالى في ذلك ((واللاتي يأتين الفاحشة من نسائكم فاستشهدوا عليهن أربعة منكم.. فإن شهدوا، فأمسكوهن في البيوت حتى يتوفاهن الموت، أو يجعل الله لهن سبيلا..)) ففي هذه الآية إذن بالسفور لمن تحسن التصرف في حرية السفور.. وفيها أمر بمصادرة حرية من تسيء التصرف في السفور.. كأن تكون متبرجة بالثياب الخليعة، أو بالمظهر الذي تستعرض به أنوثتها أمام الرجال..) انتهى.. هذا ما قاله الأستاذ محمود فأين هو من الاتهامات الباطلة التي يذيعها هذا الشيخ عنا؟؟ ألا يرجو هذا الشيخ لله وقارا؟؟

                  

03-11-2014, 11:55 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هؤلاء هم الأخوان المسلمون: (مجموعة كتيبات نقدية أخرجها الجمهوريون في هذا التنظيم الدخيل) (Re: عبدالله عثمان)

    Quote: تشويه الشيخ "للحرية الفردية المطلقة":
    ويقول الشيخ المطيعي، في ذلك الحديث التلفزيوني، إمعانا في تشويه فكرنا: (وهو ـ يعني الأستاذ محمود ـ لا يتقيد بقيد لأنه يدعو للحرية المطلقة) ومضى يقول (وهذه الحرية المطلقة التي لا تتقيد بشريعة سماوية، ولا تتقيد بآداب نبوية) انتهى.. هذا ما قاله الشيخ المطيعي عن مفهومنا للحرية الفردية المطلقة، وهو قول بادي البطلان، بادي الغرض.. وسنورد هنا بعض تعريفاتنا للحرية الفردية المطلقة كما وردت في كتبنا.. فقد جاء في كتاب (رسالة الصلاة)، صفحة 60، مانصه: (وفي الحق أن الحرية في الإسلام مطلقة، على أن تؤخذ بحقها.. وحقها، كما قلنا، حسن التصرف فيها ولا يستطيع أن يأخذها بحقها إلا من جوّد العبادة، وأوفى في ذلك بوصية المعصوم حيث قال "تخلقوا بأخلاق الله، إن ربي على سراط مستقيم".. فمن تخلّق بأخلاق الله فقد سار من المحدود إلى المطلق، فأحرز من استقامة السيرة، وسلامة السريرة ما يجعل نتائج عمله كلها خيرا وبرّا بالأحياء والأشياء، حتى لا يكون للقوانين عليه من سبيل) .. انتهى.. وقال الأستاذ محمود في كتاب "الثورة الثقافية"، طبعة مايو 1972، صفحة 32، ما نصه: (قد قال المعصوم: "الدين المعاملة"، وقال: "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق".. و "مكارم الأخلاق" هي حسن التصرف في الحرية الفردية المطلقة..) ويمضي النص فيقول (وحسن التصرف في الحرية، إذا كانت في قاعدتها ـ الحرية المقيدة بالقانون ـ أو في قمتها ـ الحرية المقيدة بالأخلاق ـ لا يتأتى إلا إذا تهذب الداخل، واستقام، فسلم القلب من مذام الأخلاق، وصفا العقل من أوضار الأباطيل والخرافات..) انتهى.. وهكذا فإن الحرية الفردية المطلقة هي قمة الأخلاق، لأنها هي التخلق بخلق الله الأعظم.. وهذه الحرية مقيدة في قاعدتها بالقانون، وفي قمتها بالأخلاق، وصاحبها، فيما يأتي وما يدع، لا يصدر منه إلا الخير والبر بالأحياء والأشياء.. فأين هذا المفهوم مما خرّجه الشيخ؟؟ إن الحرية الفردية المطلقة التي ذهب الشيخ يشوهها بغير علم إنما هي سنة النبي الكريم، وقد كان أقدر الناس على حسن التصرف في الحرية الفردية المطلقة.. وفي هذا الصدد جاء في كتابنا "الرسالة الثانية من الإسلام" صفحة 22، الطبعة الخامسة، ما نصّه: (ولقد كان محمد أقدر الناس على حسن التصرف في الحرية الفردية المطلقة، وذلك لشدة مراقبته لربه، ولدقة محاسبته لنفسه، على كل ما يأتي وما يدع، في جانب الله، وفي جانب الناس، أليس هو القائل "حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا!!" بلى!! إن حسن التصرف في الحرية الفردية المطلقة إنما هو سنة النبي التي طالما تحدث عنها الناس من غير أن يدركوا حقيقتها) انتهى.. هذا ما قلناه عن الحرية الفردية المطلقة، فأين هو مما قاله المطيعي عنها، بأنها "لا تتقيد بشريعة سماوية، ولا تتقيد بآداب نبوية"؟؟ ففي الوقت الذي نقول فيه أن حسن التصرف في الفردية الحرية المطلقة هي سنة النبي يقول هذا الشيخ أن هذه الحرية لا تتقيد بشريعة سماوية ولا بآداب نبوية!! تشويه واضح ليس له من دافع سوى سوء الغرض..

    تشويه الشيخ "لصلاة التقليد":
    ويذهب الشيخ المطيعي مذهبا مسفّا، وهو يعرّض بالأستاذ محمود بقوله: (فيجعل الصلاة تقليدية ـ صلاة تقليد.. ومعنى تقليدية أنك كالقرد حين تصلي) ويمضي فيقول (ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في الصلاة "ليس لك من صلاتك إلا ما عقلت منها"، فهنا لا يكون تقليد، وإنما يكون اتباع، اتباع في الجوهر الباطن واتباع في الهيكل الظاهر) ويمضي فيقول (هذه الصلاة ليست هيكلية فقط، وإنما لها جوهر، وجوهرها أن تعقل ما تقول، فلا تكون هذه الصلاة تقليدية، ولا صلاة هيكلية) انتهى... فالشيخ يتهمنا في حديثنا عن صلاة التقليد بأننا ننفي الجوهر الباطن للصلاة، ونقول بصلاة هيكلية فحسب!! وهذا اتهام باطل، تشهد جميع كتبنا التي أصدرناها عن الصلاة ببطلانه.. فنحن الدعاة الحقيقيون للصلاة، العارفون بأسرارها، وبقيمتها، الحريصون على الحضور فيها، العليمون بوسائل هذا الحضور، الملمّون بكيفيتها الصحيحة، وبآثارها العميقة.. ويكفي في الرد على اتهام هذا الشيخ قول الأستاذ محمود في كتاب "رسالة الصلاة"، صفحة 76، تحت عنوان: "التقليد"، حيث جاء: ("صلوا كما رأيتموني أصلي!!" هكذا أمر النبي في تبليغ رسالة ربه، فالصلاة معراج النبي بالأصالة، ومعراج الأمة من بعده بالتبعية والتقليد.. وكلمة "رأيتموني أصلي" لها معنى بعيد، ومعنى قريب.. فأما معناها البعيد فهو أن نرى بعين البصيرة حالة قلب النبي من صدق التوجه حين يقوم للصلاة) ويمضي النص فيقول (وأما معناها القريب فهو أن نرى بعين البصر حركات النبي الظاهرة في صلاته، فنتقنها أيضا.. فنحن بدون أن نراه بعين البصيرة، وبعين البصر ـ وبعبارة أخرى، بدون أن نعرف حالة قلبه وحركات جسده لا نكون قد رأيناه) انتهى.. فهل مع هذا التعريف الواضح لصلاة التقليد يمكن أن يقوم زعم بأننا نقول بأنها صلاة هيكلية فحسب، ليس فيها اتباع في الجوهر الباطن؟؟ ... وعن الاتباع الباطني في الصلاة يجيء قولنا من نفس الموضع في "رسالة الصلاة" (ويحدثنا القرآن فيقول "قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله" فهل يظن أحد أنه يمكن أن نحوز حب الله إذا اتبعنا النبي في ظاهر أمره من الحركات والسكنات، ثم أهملنا الاتباع الباطني) انتهى.. هكذا تقوم الحملة التي يشنها علينا هذا الشيخ بصورة منظمة، ومتصاعدة، على التشويه المنكر، فيتهمنا بما نحن على النقيض منه تماما، وهو نادرا ما يستند على حقيقة أقوالنا كما جاءت في مصادرنا، وإذا استشهد بنص منها، بتره، وصرفه عن وجهه، وذهب في تخريجات مغرضة ـ مما يبرهن على صحة ما ذهبنا إليه من أن هذا الشيخ إنما هو رأس السهم في مخطط واسع، منظّم، لتشويه فكرنا في إطار إثارة الهوس، وفرض الإرهاب.. ولسنا، بالطبع، بصدد تتبع كل صور هذا التشويه بقدر ما نسعى إلى الإشارة لدلالاته..
                  

03-11-2014, 11:56 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هؤلاء هم الأخوان المسلمون: (مجموعة كتيبات نقدية أخرجها الجمهوريون في هذا التنظيم الدخيل) (Re: عبدالله عثمان)

    Quote: الفصل الثاني
    من المسئول عن التمكين للهوس الديني في البلاد؟؟
    لا يمكن، كما ألمحنا في الفصل الأول، فصل مخطط الهوس الديني في مصر عن مخططه في السودان.. ولذلك فسنقدم في بداية هذا الفصل تحليلا موجزا لموجة الهوس الديني في مصر حى تتضح أبعادها، وهي تستهدف بلادنا.. وسنرى التطابق في الأهداف والمناهج بين المخططين، لا سيما وقد صارت هناك حلقات وصل وثيقة بينهما، تتمثل في مثل نشاط الشيخ المطيعي في بلادنا..

    موجة الهوس الديني في مصر:
    كان لتنظيم الاخوان المسلمين اليد الطولى في إشاعة موجة الهوس الديني في مصر، ومنها في البلاد الإسلامية الأخرى، وذلك عن طريق ما وضعه زعماء هذا التنظيم من أسس نظرية لهذا الهوس ومن ممارسات عملية له.. فمؤسس الدعوة حسن البنا، يدعو تنظيمه إلى تغيير الأنظمة بالقوة بقوله (فنحن حرب على كل زعيم، أو رئيس حزب، أو هيئة لا تعمل على نصرة الإسلام، ولا السير في الطريق لاستعادة حكم الإسلام) ـ (مذكرات الدعوة والداعية)، صفحة 144 دار الشهاب.. ويقول سيد قطب في كتابه (معالم في الطريق): (وكما أسلفنا فإن الانطلاق بالمذهب الإلهي تقوم في وجهه عقبات مادية من سلطة الدولة، ونظام المجتمع، وأوضاع البيئة، وهذه كلها هي التي ينطلق الإسلام لتحطيمها بالقوة) انتهى.. والاخوان المسلمون وهم يتحدثون عن الإسلام إنما يعنون تصورهم، هم، للإسلام، وهو تصور قاصر أشد القصور، وهو لا يدرك الحكمة من مرحلية الجهاد، كما سنبين في هذا الفصل.. وأنشأ تنظيم الاخوان المسلمين (الجهاز السري) للقيام بعمليات الاغتيال والتخريب (مذكرات حسن العشماوي)، واتهم بعدة عمليات في الاغتيال السياسي، والتخريب الارهابي.. وقام عهد فاروق، وعهد عبد الناصر بقمع وكبت هذا التنظيم، فلما جاء عهد السادات أطلق الحريات، وقام بشبه مصالحة مع التنظيمات الاسلامية فاستغلت هذه التنظيمات هذا المناخ في الازدهار من جديد، وكانت في بداية أمرها تأخذ صور الإصلاح الأخلاقي ريثما يقوى عودها فتبرز في صورتها الارهابية الحقيقية.. ذلك بأن القمع، والكبت، على عهد عبد الناصر لم يستطع القضاء على جذور هذه التنظيمات، بل إن غياب الوعي السياسي والديني، في ذلك العهد، قد ساعد على ظهور هذه التنظيمات بصورة أكثر تطرفا من ذي قبل.. فأخذت هذه التنظيمات تبسط سيطرتها على المساجد وعلى الجامعات ـ أساتذتها، وطلابها، وإداراتها، عن طريق الارهاب والعنف.. وكان لظهور حركة الخميني أثر فعال في إذكاء اتجاهات التطرف بين هذه التنظيمات.. وجاء حادث اغتيال الشيخ الذهبي (وزير الأوقاف الأسبق) وحادث الكلية الفنية العسكرية، اللذان كان وراءهما هذه التنظيمات، إيذانا ببدء المواجهة بينها وبين السلطة.. فأعلنت هذه الجماعات معارضتها لاتفاقية كامب ديفيد، وأخذت تثير العاطفة الدينية ضدها.. ولم يستطع النظام، عندها، القضاء على هذه المواجهة المتصاعدة من التطرف الديني، بسبب ضخامة عضوية جماعاته، وتغلغلها في المحافظات.. وكانت هذه الجماعات وراء الفتنة الطائفية بين المسلمين والمسيحيين في أسيوط والمنيا، وقد أقامت هذه الجماعات المؤتمرات التي هاجمت فيها وجود شخصيات مسيحية في الحكومة المصرية!! (الشرق الأوسط 6ـ4ـ1980)، وكانت أحداث الزاوية الحمراء، وما وقع فيها من صدام مسلح بين المسلمين والمسيحيين أبرز معالم تلك الفتنة.. وجرت حملة الاعتقالات الأخيرة، قبيل اغتيال السادات، لوقف تحركات هذه الجماعات لقلب نظام الحكم.. وكان ممن تم اعتقالهم وجرى التحقيق معهم التلمساني المرشد العام للاخوان المسلمين الذي اتهم بإثارة ائمة المساجد ضد النظام، وفي تداول مسائل تمس الوحدة الوطنية، والجزار، أمير الجماعات الاسلامية الذي اتهم بالمشاركة في الندوات والمؤتمرات والمعسكرات التي تعقدها هذه الجماعات، وبالهجوم على كامب ديفيد في المساجد..
    وجرى حادث اغتيال السادات على يدي عناصر الهوس الديني. وكان مخطط الهوس يستهدف نسف منصة العرض العسكري بمن فيها من القيادات المدنية والعسكرية، وإحداث حالة من الارتباك العام في أجهزة السلطة، مما يشلها عن مواجهة تحرك هذه الجماعات في القاهرة والمحافظات للاستيلاء على الحكم.. وقد أعد التنظيم أشرطة كاسيت لإذاعة بيان ثورتهم من المساجد، ثم تحريك الشعب لتأييد هذه الثورة عن طريق المساجد (الأخبار 24ـ10ـ1981).. ولكن اغتيال السادات في الدقائق الأولى وفشل المخطط في نسف المنصة أطاح بالمخطط مما مكن من كشفه، واحتوائه، وملاحقة عناصره.. وقد كشفت التحقيقات والدراسات تأثر هذه الجماعات بأفكار وممارسات الاخوان المسلمين (فقيادات جماعة التكفير والهجرة كانت من الاخوان المسلمين، وقد تأثرت هذه القيادات بحسن البنا وسيد قطب ـ المصور 30ـ10ـ1981).. وكان السادات، قبيل اغتياله، قد اتهم الاخوان المسلمين بإخفاء جهازهم السري في صورة هذه الجماعات الدينية، وأشار إلى استغلال هذه الجماعات للجامعات والمساجد في العمل لقلب نظام الحكم، وإلى دور بعض أئمة المساجد في الفتنة الطائفية) بيان السادات في الصحافة المصرية 14ـ9ـ1981) كما كشفت هذه التحقيقات تأثر هذه الجماعات بحركة الخميني، وأفكاره، وهو يدعو إلى (تشكيل الحكومة الإسلامية) وإلى (محاربة حكم الطاغوت) (الحكومة الاسلامية للخميني) فصار من دستور التنظيم الإرهابي (الإطاحة بنظام الحكم الجاهلي وإقامة الدولة على نهج الخميني) ومن دستوره (الجهاد فرض عين لقلب النظام القائم بالبلاد والعمل على التصفية الجسدية لكل من يشكل معوّقا أو خطرا أو معارضة مع فكر التنظيم).. وجاء في كتاب (الفريضة الغائبة) الذي يشكّل مذهبية هذا التنظيم (حكام هذا العصر في ردّة من الاسلام) (فواجب على المسلمين أن يرفعو السيوف في وجه هؤلاء القادة) (أخبار اليوم 12ـ12ـ1981).. وكان من شُعب هذا التنظيم (شعبة الدعوة من خطباء المساجد والمدرسين الخ..).. بهذا التحليل الموجز لموجة الهوس الديني في مصر، والتي تسعى لاجتياح بلادنا، تبرز السمات الأساسية لهذه الموجة المتصاعدة فيما يلي:
    1. القاسم المشترك بين سائر هذه التنظيمات هو تكفير الحكام، وسائر العناصر التي تعوق حركتها، واستباحة دمائهم، والسعي لقلب نظام الحكم، وفرض دولة الهوس على نهج دولة الخميني..
    2. الدور الرئيسي الذي لعبته المساجد في انتشار خلايا هذه التنظيمات، وفي التأليب على السلطة، وفي إثارة الفتنة الدينية بين المسلمين والمسيحيين، وتهديد الوحدة الوطنية، وكان لبعض أئمة المساجد دور بارز في سائر هذه الأحداث..
    3. إثارة الفتنة الطائفية بين المسلمين والمسيحيين كوسيلة لإثارة الهوس الديني..
    4. اتجاه الجماعات الاسلامية إلى النيل من التصوف، ومن الصوفية.. فقد ذكرت مجلة "الوطن العربي" ـ 8ـ7ـ1977 أن جماعة التكفير والهجرة تدعو إلى العودة بالدين إلى منابعه وتجريده من البدع، وقد قام أعضاء هذه الجماعة بحرق أضرحة الأولياء في محافظة الشرقية!! فهذه الجماعات متأثرة بابن تيمية ("كتاب الفريضة الغائبة") وبتلميذه محمد بن عبد الوهاب، مؤسس المذهب الوهابي، والذي يقوم على تكفير الصوفية.. والوهابية لا يدعون إلى هدم قباب الأولياء، فحسب، وإنما إلى هدم قبّة النبي الكريم نفسها. جاء في كتاب لجماعة الوهابيه كتبه التقلاوي عن العقيدة، صفحة 128 قوله (إن هدم قبة الرسول صلى الله عليه وسلم وصاحبيه هي أعظم ما يقوم به مسلم يرجو القربى من الله، ولا يخشى سواه) انتهى.
    5. السيطرة على الجامعات وفرض صور الإرهاب عليها، واستغلالها في أهداف هذه التنظيمات في إثارة الفتنة وفي قلب نظام الحكم، على غرار الجامعات الإيرانية التي انخرط طلابها في "حرس الثورة"!!
    هذه هي السمات الأساسية المشتركة بين الجماعات الإسلامية بمصر، ومن الملاحظ تأثر الجماعات الإسلامية بالسودان بهذه السمات، وبخاصة جماعة الاخوان المسلمين، وجماعة الوهابية، مما يشكل تربة خصبة لموجة الهوس الديني الوافد من مصر، ومما ينبئ عن مبلغ خطر النشاط الهدام الذي يقوم به مثل الشيخ المطيعي في إثارة الهوس والفتنة ..
                  

03-11-2014, 11:56 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هؤلاء هم الأخوان المسلمون: (مجموعة كتيبات نقدية أخرجها الجمهوريون في هذا التنظيم الدخيل) (Re: عبدالله عثمان)

    Quote: الشيخ المطيعي عنصر من عناصر الهوس الوافدة:
    نحن لا نتجنى على الشيخ المطيعي في هذا الاتهام، وإنما نحن نستقي هذا الاتهام من خلفيته السياسية، والدينية، المشبوهة، المرتبطة بعناصر الهوس الديني في مصر، ثم من خطبه، وأحاديثه من "مسجد التقوى"، ومن التلفزيون، والتي تنضح بالدعوة إلى الهوس والفتنة.. وذلك كما تدل عليه الشواهد الواضحة، وقرائن الأحوال القوية، فيما يلي:
    1. الشيخ المطيعي، باعترافه هو نفسه، في خطبة الجمعة بمسجد التقوى يوم 15ـ4ـ1983، كان إمام "الزاوية الحمراء" التي راح ضحية الصراع الدامي فيها 17 قتيلا، ثمانية من المسلمين، وتسعة من المسيحيين (من خطاب الرئيس السادات "الأيام" 7ـ9ـ1981) وذلك بقوله: (إن المسيحيين متعصبون دائما، وأنا إمام الزاوية الحمراء التي انفجرت منها كل المسائل التي تعرفونها، وكنت قد نصحت المسلمين بمقاطعة المسيحيين، نصحتهم بذلك حتى لا يؤدي تعاملهم معهم للإحتكاك والاشتباك، ولكن لم يسمعوا نصيحتي فتداخلوا معهم في التعامل مما أدى إلى الاحتكاك والاشتباك وحدوث كل ما حدث..) انتهى حديث الشيخ وذلك حسب رواية أخينا الذي حضر تلك الصلاة.. ألا تكفي الدعوة إلى هذه المقاطعة بين مواطني بلدة واحدة لخلق جو من التوتر بينهم يؤدي إلى الفتنة في أي وقت؟؟ ولماذا لم يدع المواطنين المسلمين إلى التصالح والاسماح مع المواطنين المسيحيين في هذه البلدة، مما يمليه عليه واجبه الديني، والوطني وهو في موقع قيادي بالنسبة للمسلمين؟؟ ثم إن عمل المطيعي المتصاعد، المنظم من هذا المسجد "مسجد التقوى" ومن التلفزيون، في إثارة الفتنة الدينية، وهو منتدب في عمل بالسودان فحسب، كاف للدلالة على أنه يقوم بدور رئيسي في الفتنة الدينية، في بلاده، لا سيما وهو يحمل ذلك الرأي السيء عن المسيحيين، ويتولى الإمامة في تلك "الزاوية" في بلدة مشحونة بالتوتر بين الطائفتين، وفي ظل موجة من الهوس الديني العام تجتاح مصر، وتخطط لقلب نظام الحكم، وقد رأينا دور المساجد، وأئمتها في تلك الأحداث التي أدت إلى اغتيال السادات!! أليست هذه الخلفية، وحدها، كافية لتعامله أجهزة الأمن كمشبوه يخضع للرقابة حتى ولو لم يقم بنشاط ملحوظ في إثارة الفتنة؟؟ أليس من التفريط في المسئولية الأمنية أن يقوم هذا الشيخ، وهو بهذه الخلفية السياسية والدينية بنشاط هدّام في نفس اتجاه الفتنة الدينية من مسجد تنسب رعايته إلى رئيس جهاز أمن الدولة، وهو مسجد كان ينبغي أن يتميز عن المساجد الأخرى بحساسية أمنية زائدة؟؟ ثم أليس إمعانا في التفريط في المسئولية الأمنية أن يجد نشاط هذا الشيخ جواز المرور من المسجد إلى أجهزة الإعلام، ليدخل كل بيت؟؟
    2. وقام الشيخ المطيعي، في نفس تلك الخطبة، من نفس ذلك المسجد، وبالفعل، بالدعوة إلى إثارة الفتنة بين الشماليين والجنوبيين!! فقد تحدث أحد أبناء الإقليم الجنوبي في ذلك الوقت عن وضع الجنوبيين المسلمين بالإقليم، وأشار إلى أن المسلمين بالشمال لا يقدمون شيئا لإخوانهم المسلمين في الجنوب، وإلى أن الجنوبيين المسيحيين يعاكسون الجنوبيين المسلمين في الحياة العامة، فهم يضيقون عليهم فرص التعليم والعمل، ويتهكمون من الأسماء العربية كعبد الله ومحمد!! فعقّب الشيخ المطيعي على حديث هذا المواطن، فأكد ضرورة مد يد العون للمسلمين بالجنوب، وقال: يمكن إيواء أطفالهم في الشمال لتعليمهم اللغة العربية والاسلام، ويجب أن يكون هناك اهتمام بهم في إقليمهم حتى لا يتمكن المسيحيون من معاكستهم، وقد أشار إلى الإسلام دين تسامح، وأن المسلمين متسامحون ونزيهون، ولكن المسيحيين متعصبون لبعضهم، معاكسون للمسلمين، وضرب عدة أمثلة لذلك، منها أنه وجد معاكسة، هو وابنته، من موظف مسيحي بالسودان في استرجاع قيمة تذاكر سفر!! ثم ذهب يذكر صلته بأحداث "الزاوية الحمراء" بمصر، والتي وقع فيها الاشتباك الدامي بين المسلمين والمسيحيين!! أليست هذه دعوة صريحة للفتنة الدينية بين الشماليين والجنوبيين، بل بين أبناء الإقليم الجنوبي أنفسهم؟؟ أليست هذه دعوة صريحة لإثارة الكراهية بين المواطنين السودانيين بسبب اختلاف العقيدة؟؟ ثم أليس هذا تدخلا سافرا من هذا الأجنبي في الشئون الداخلية للبلاد، وفي أكثرها حساسية، وارتباطا بالوحدة الوطنية؟؟ إن هذا الشيخ يسعى لنقل بذور الفتنة الدينية من مصر إلى بلادنا التي عرفت، على طول المدى، بالإسماح الديني، والمساواة الطبيعية في حقوق المواطنة، والتعايش الطيب بين المواطنين على اختلاف أديانهم ومذهبياتهم!! مهما كانت صحة حديث هذا المواطن من الإقليم الجنوبي، ومهما كانت بواعثه، فليس من حق هذا الشيخ أن يتدخل في هذا الأمر الداخلي البحت، ناهيك عن أن يقر هذا المواطن على حديثه، أو يذهب في استغلاله لإثارة الفتنة الدينية!! لقد كان هذا الموقف، وحده، كافيا، لأن يخضع هذا الشيخ لأشد المؤاخذة من الأجهزة الأمنية، خاصة أن دعوته إلى الفتنة الدينية قد انطلقت من مسجد له هذه العلاقة بالنائب الأول لرأس الدولة، ورئيس جهاز أمن الدولة.. أليس التفريط في اتخاذ إجراء فوري، وحاسم ضد هذا الشيخ تفريطا في أمن البلاد الداخلي ووحدتها الوطنية؟؟ ولكن هذا التفريط قد تمادى إلى حد إعطائه الحرية الكاملة لمخاطبة الشعب من أجهزة الإعلام التي تصل إلى كل أقاليم السودان.. لكأن حديثه من هذا المسجد قد اكتسب الشرعية، والرضا الضمني من السلطة!! انظر كيف تستظل دعوة الفتنة والهوس بمسئولينا السياسيين، والأمنيين والإعلاميين
    3. وقام الشيخ المطيعي، في حديثه من التلفزيون السوداني، يوم 12ـ4ـ2002 بأسوأ صور النيل والتحقير، وذلك لأكابر الصوفية، كابن عربي والجيلي، موردا من أبيات للشيخ الأكبر محي الدين ابن عربي قوله:-
    لقد صار قلبي قابلا كل صورة * فمرعى لغزلان وديرا لرهبان وبيتا لأوثان وكعبة طائف * وألواح توراة ومصحف قرآن
    قصّر عن فهم معانيها السامقة، فراح يشنّع بهذا القطب الرباني الكبير، في سخرية لا تليق قط بمن له أدنى مسكة من دين، وذلك بقوله (معنى هذا أنه صار مزبلة) يعني قلبه!! وذهب في تكفير ابن عربي بقوله (وإذا كان القلب مهيئا لنقل هذه الصور الخبيثة كلها كان هو الشرك بعينه، وكان هو الكفر بعينه) انتهى. أليس هذا هو اتجاه الجماعات الإسلامية المتطرفة في مصر لتكفير الصوفية، وحرق أضرحة الأولياء؟؟ ثم ذهب المطيعي يفرّق بين هؤلاء الأكابر من الصوفية وبين "التصوف الحق"، على حد زعمه، وهو يعلم أن محي الدين ابن عربي هو الشيخ الأكبر بالنسبة لسائر الطرق الصوفية، وله مكانة خاصة عند متصوفة السودان، حتى لقد قال السيد الحسن الميرغني: (والله ولاية لابن عربي تمسّخ على الناس ولاياتهم)، وهذا النيل، وهذا التحقير لهؤلاء الأكابر من الصوفية إنما هو، في الحقيقة نيل وتحقير لأعز الموروثات الروحية لهذا الشعب، فإن الإسلام لم يدخل بلادنا إلا عن طريق الطرق الصوفية، وقد حفظ الميراث الصوفي على هذا الشعب دينه وخلقه، وأعطاه طبيعته المتميزة بالإسماح الديني، والتطلع إلى المعرفة الدينية.. وما من سوداني أصيل إلا وينطوي صدره على تقديس الأولياء، والعرفان بفضلهم، والاقرار بكراماتهم، والتعلق بشمائلهم.. أليس تحقير هذا الشيخ لموروثاتنا المقدسة كافيا لحرمانه من شرف العيش بيننا؟؟ ولكن المسئولين الأمنيين يفتحون أمام هذا الشيخ فرص التعبير الكامل عن هذا التحقير في أجهزة إعلامنا!!
    4. ويقول الشيخ المطيعي في خطبته "بمسجد التقوى" يوم الجمعة 15ـ4ـ1983: (يقولون لك ـ يعني الجمهوريين ـ ناظرونا، لكن المرتد لا يناظر، وإنما يستتاب ثلاثة أيام فقط، فإن تاب فيها، وإلا قتل) انتهى.. أليس هذا هو اتجاه التكفير الذي تمارسه الجماعات الاسلامية بمصر؟؟ وهو دعوة صريحة، أيضا، للفتنة الدينية باستباحة الدماء، والتحريض على القتل، وإلى إحلال الارهاب، والكبت محل الإسماح، والحوار؟؟ وهي دعوة لانتهاك حكم القانون، ولمصادرة الحقوق الأساسية للمواطنين التي نصّ عليها الدستور!! وأردف الشيخ هذا التحريض بإشارته في حديثه بالتلفزيون يوم 19ـ4ـ1983، إلى دعوة زعم أنها ظهرت في التاريخ الإسلامي، شبيهة بدعوتنا، وقد قام الحاكم العباسي بقتل صاحبها، والقضاء على دعوته!! هل يريد هذا الشيخ لبلادنا أن تدخل في أتون الفتنة الدينية التي لا زالت تصطلي بها مصر؟؟ ثم من هو المرتد؟؟ أليس أكابر الصوفية الأجلاّء عند هذا الشيخ مرتدين؟؟ ألا تكفّر الفرق الإسلامية المتهوسة بعضها بعضا؟؟ أم هل يعني بالردة تلك المهزلة الهزيلة التي اصطنعتها "دوائر الأحوال الشخصية" عام 1968، والتي كان قضاتها مخلب قط في تنفيذ الكيد السياسي الداخلي والخارجي ضد الأستاذ محمود محمد طه؟؟ إن الأستاذ محمود هو، وحده، اليوم، دون سائر الدعاة الدينيين، الذي يدعو إلى البعث الاسلامي الصحيح على هدى، وبصيرة، فيجسّد آصل قيم الإسلام، ويعبّر عن أدق أسراره، وما يدعو إليه إنما هو الإسلام الذي لا إسلام غيره منذ اليوم!! ثم إن الحرية في الإسلام، وكما هي مدخرة لإنسانية القرن العشرين إنما تبلغ مبلغ ما تحكيه الآية الكريمة: (وقل الحق من ربكم!! فمن شاء فليؤمن!! ومن شاء فليكفر!!)..
    وهذا الاتجاه إلى الإرهاب، والكبت الديني، إنما هو على النقيض، تماما، من سياسة الدولة المعلنة في حرية الاعتقاد، وفي حرية الاجتهاد، والتجديد الديني، وفي التصدي للفكر بالفكر.. فقد قال السيد رئيس الجمهورية أما اللجنة المركزية للاتحاد الاشتراكي في مارس 1979: (لا انتهاك لحقوق الانسان الثابتة في الدستور بدعاوى الدين، والعقيدة) وقال: (وفي مرونة الاسلام واتساع آفاقه ما يسمح بتجديد الدين بتجدد مجالات الحياة) وقال في "النهج الإسلامي لماذا؟؟" : (لكل مسلم أن يخوض في شئون دينه، وأن يجتهد عن طريق تثبيت إيمانه، فلا حواجز، ولا حدود، ولا سدود أمام مجتهد مهما كان نصيبه من العلم).. وقال في هذا الكتاب حتى عن الشيوعيين: (لن تجد اتهامات العمالة، ولن تفيد اتهامات الخيانة، ذلك أسهل الطرق لتجريد أنفسنا عن مسئولية التصدي بالفكر للفكر حتى ولو كان وافدا غريبا).. وقال: (لو كنا نعيش الاسلام كما نعتنق الاسلام، هل كان منهم من يضل السبيل؟؟ هل وجدوا فينا قدوة تمثل قيم الاسلام في سلوكها؟؟) انتهى.. ألا يكفي الواجب السياسي، والالتزام الوظيفي، للوفاء بسياسة الدولة العامة ولدستورها، ومواثيقها، في وقف هذا النشاط الهدام لهذا الشيخ؟؟ وقول هذا الشيخ في نفس الخطبة (في كل بلد هناك دعوات غريبة لكن الأمنيين والمسئولين السياسيين يتولون مهمة محاسبة هذه الدعوات ووقفها) انتهى.. فهذا الشيخ يقوم بتحريض هؤلاء المسئولين لمصادرة حرية الرأي، والعقيدة، وهو يستكثر على شعبنا ما يتمتع به من قدر كبير من الحرية الفكرية والإسماح الديني، ثم هو ينعي على هؤلاء المسئولين تقصيرهم في مسئولياتهم.. أليس هذا التدخل السافر في شئوننا الداخلية كافيا لإيقاف هذا الشيخ عند حده؟؟
    5. ويقول الشيخ المطيعي، في نفس الخطبة أيضا: (يقولون ـ يعني الجمهوريين ـ نرجع للقرآن المكي، وذلك لأنهم يريدون الذل للمسلمين، ويريدون لنا أن نرجع لعهد مكة حيث الهوان وعدم الدفاع عن النفس) انتهى.. فالشيخ المطيعي يرى أن المسلمين بمكة قد كانوا في ذل وهوان!! وهذا فساد في العقيدة لا يعطي صاحبه الحق في الخوض في أي أمر من أمور الدين.. فالنبي الكريم وأصحابه إنما كانوا، وهم يتحملون أذى كفار مكة في صبر، يمتثلون للأمر الإلهي لهم، بمثل قوله تعالى: (ادع إلى سبيل ربك بالحكمة، والموعظة الحسنة، وجادلهم بالتي هي أحسن.. إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله، وهو أعلم بالمهتدين * وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به.. ولئن صبرتم لهو خير للصابرين * واصبر!! وما صبرك إلا بالله.. ولا تحزن عليهم، ولا تك في ضيق مما يمكرون * إن الله مع الذين اتقوا، والذين هم محسنون) وبمثل قوله (فذكّر إنما أنت مذكر * لست عليهم بمسيطر)، وبمثل قوله (وقل الحق من ربكم!! فمن شاء فليؤمن!! ومن شاء فليكفر!!) أليس في مجرد هذا الامتثال للأمر الإلهي العزة كل العزة، والشرف، كل الشرف للنبي الكريم، ولأصحابه؟؟ قال تعالى: (ولله العزة، ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين لا يعلمون) وقال: (ولا تهِنوا، ولا تحزنوا، وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين).. أليست في معية الله للنبي، ولأصحابه العزة، كل العزّة، والشرف، كل الشرف، وهو يقول لهم (إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون)؟؟ ثم أليس الانتصار في الجهاد الأكبر ـ وهو جهاد النفس، أكبر من الانتصار في الجهاد الأصغر، الجهاد بالسيف؟؟ ألم يكن النبي يقول لأصحابه عقب كل غزوة من غزواته (رجعنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر ـ جهاد النفس)؟؟ وجهاد النفس أشق من الجهاد بالسيف، والانتصار فيه انتصار على أعدى الأعداء، قال النبي الكريم: (إن أعدى أعدائك نفسك التي بين جنبيك).. ثم أليس الدعوة إلى الرجوع إلى قرآن مكة دعوة إلى أصل الدين المتمثل في الحرية، والإسماح، والذي ما نزل القرآن عنه إلى الفرع، وهو الوصاية، والإكراه، إلا لحكم الوقت المتمثل في قصور تلك البشرية عن مستوى الدعوة بالحرية، والإسماح؟؟ ومن ههنا تجيء الحكمة من مرحلية الجهاد.. وإذا كان هذا العصر هو عصر الحرية، والإسماح، وإذا كانت البشرية تستجيب للدعوة في مستوى الحرية، والإسماح، أفلا يكون من أسباب عزة المسلمين وشرفهم أن يقدموا الإسلام في هذا المستوى؟؟ أليست الكرامة البشرية تتحقق أكثر وتتأكد أكثر إذا دُعيت البشرية في مستوى الحرية، والاسماح، فاستجابت للدعوة؟؟ فالشيخ المطيعي إنما يدعو دعوة الجماعات المتطرفة بمصر، إلى الجهاد بالسيف، الذي انتهى إليه القرآن المدني، فيرفض الرجوع إلى القرآن المكي الذي يقوم على الدعوة بالاسماح، والاقناع، والتي بدأت بها الدعوة بمكة.. فقد جاء في كتاب "الفريضة الغائبة" وهو مذهبية هذه الجماعات،: (فنحن لا نبدأ بما بدأ به النبي، ولكن نأخذ بما انتهى إليه الشرع) انتهى.. يجري ذلك من هذه الجماعات ومن الشيخ المطيعي من غير فهم لمرحلية الجهاد الأصغر ـ الجهاد بالسيف..
    ثم إن هذه الدعوة إلى استخدام العنف في الدعوة إنما تتناقض مع النهج الإسلامي للدولة كما يمثله كتاب "النهج الإسلامي لماذا؟؟" فقد جاء في صفحة 416: (إن العودة بالأمة للإسلام بعد ليل الاغتراب الطويل إنما ينبغي أن تبدأ، ومرة أخرى، كما بدأت الدعوة) وقال في صفحة 370 (هو الإسلام الذي قرّر أن يكون الالتزام وليس الإلزام هو مدخل الإنسان لقناعته حتى بوجود ربه) انتهى.. الا تشكل دعوة هذا الشيخ إلى أساليب العنف والإرهاب، ونبذ أساليب الحوار والإقناع خطرا أمنيا يسترعي انتباه المسئولين الأمنيين، لا سيما وهذه الدعوة تجري في مسجد كهذا له علاقة برئيس جهاز أمن الدولة؟؟ ثم ألا يسيء مثل هذا الشيخ إلى العلاقة بين الشعبين، وإلى التكامل المرتقب بينهما؟؟
    إن الشيخ المطيعي داعية من دعاة الهوس الديني يسعى لنقل موجته التي تجتاح مصر إلى السودان، وهو إنما يستغل منبر "مسجد التقوى"، وأجهزة الإعلام، ليعطي الشرعية لدعوة الهوس الديني حتى تنتشر إلى المساجد الأخرى، وإلى سائر المنابر العامة، فيقوى عودها، فتستفحل حتى تحقق مخططها في إقامة دولة الهوس بالسودان، كما كان مخططها في مصر.. ومن الغفلة ومن التفريط في المسئولية الوطنية والدينية أن يجد هذا الشيخ مسرحا لنشاطه الهدام في مساجدنا، وأجهزة إعلامنا.. ولماذا يسكت كبار المسئولين الأمنيين، والسياسيين، والإعلاميين عن نشاط هذا الشيخ؟؟ هل هي الغفلة؟؟ هل هو السقوط في قبضة الإرهاب الديني؟؟ أم هل هو التواطؤ؟؟ إن أيا من هذه الأسباب بسكوت هؤلاء المسئولين لكاف لتجريدهم من حق الاضطلاع بهذه المسئوليات الباهظة..
                  

03-11-2014, 11:57 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هؤلاء هم الأخوان المسلمون: (مجموعة كتيبات نقدية أخرجها الجمهوريون في هذا التنظيم الدخيل) (Re: عبدالله عثمان)

    Quote: من المسئول عن إعطاء الحرية لهذا النشاط الهدام؟؟
    هذا الشيخ المطيعي مشبوه الخلفية السياسية والدينية، كما أسلفنا، ومع ذلك يجد الفرصة في مسجد له علاقة بالنائب الأول، ورئيس جهاز أمن الدولة، فيدعو إلى إثارة الفتنة الدينية بين الشماليين والجنوبيين، وبين الجنوبيين أنفسهم، ويقوم بتكفير الطوائف الأخرى من المواطنين، ويدعو إلى استباحة دمائهم، ويحرّض المسئولين على مصادرة حرية الفكر والعقيدة، وينعي عليهم تقصيرهم في مسئولياتهم في تدخّل سافر في شئوننا الداخلية.. وذلك مما أكسب نشاطه هذا صفة الشرعية فشجّعه على التمادي فيه، فصعّده إلى التلفزيون، في أحاديث مسلسلة، استهدفت تشويه فكر طائفة من المواطنين محرومة من حق الدفاع عن نفسها، لا من منبر هذا المسجد ولا من خلال هذه الأجهزة، كما استهدفت تحقير معتقدات، ومقدسات هذا الشعب، المتمثلة في تراثه الصوفي.. وهو يدعو إلى الإكراه الديني بدلا عن الاسماح الديني في بلد متعدد الثقافات، يسعى لتحقيق الوحدة الوطنية، والسلام الاجتماعي بين أجزائه، وأفراده.. وكل هذه جرائم تمس الوحدة الوطنية، والحقوق الأساسية للمواطنين، وسياسة الدولة العامة، وتهدد مكتسبات هذا الشعب، وأمنه، واستقراره، ووحدته.. وهي جرائم تقع في مثل هذا المسجد فلا تجد رقيبا ولا حسيبا.. إن خطب هذا الشيخ وأحاديثه لا بد أن تكون قد بلغت النائب الأول، وهو أيضا المسئول الأول عن الأمن، في البلاد، كما بلغت سائر المواطنين من أجهزة الإعلام.. ألم تكن المسئولية السياسية والأمنية للنائب الأول تقتضي وقف نشاط هذا الشيخ من أول بادرة هدامة له في هذا المسجد؟؟ ألا تفرض هذه المسئولية السياسية والأمنية على النائب الأول رعاية حقوق المواطنين فلا يجري النيل من طائفة منهم من منبر يقع تحت سمعه وبصره، وهي لا تملك حق الدفاع عن نفسها من هذا المنبر؟؟ ألا يعتبر التفريط الذي أدى إلى توسيع نشاط هذا الشيخ، وهو يثير الفتنة الدينية، تفريطا في أمن البلاد، ووحدتها؟؟ ألم يعط هذا المسجد صبغة شرعية وجواز مرور لهذا الشيخ ليصعّد نشاطه الهدام في أجهزة الإعلام؟؟ ومن المسئول عن هذا المسجد؟؟ أليست للنائب الأول أية مسئولية عنه؟؟ أليس لنشاط هذا الشيخ، في إثارة الفتنة الدينية، تبعات خطيرة تمتد المسئولية عنها إلى النائب الأول بما له من علاقة بالمسجد الذي تصاعد منه هذا النشاط؟؟ ثم أليس التفريط في المسئولية السياسية والأمنية، والذي يترتب عليه خطر يتهدد وحدة البلاد، وأمنها، من هذا المنبر الرفيع في الدولة مما يجعل صاحبه غير جدير به؟؟
    ثم أليس السيد وزير الإرشاد والإعلام، ومعه المسئولون الإعلاميون مسئولين عن التفريط في رسالتهم الإعلامية بإتاحة الحرية التامة في أجهزة الإعلام لهذا الشيخ ليقوم بنشر دعوته إلى الفتنة الدينية وإلى تحقير المعتقدات الروحية لهذا الشعب؟؟ أليست أجهزة الإعلام من الخطورة على تربية هذا الشعب بحيث لا يسمح لها بما يسيء إلى هذه التربية؟؟ وكيف تظل أجهزة الإعلام موصدة أمامنا، نحن المواطنين السودانيين، فنُسلب حقنا الأساسي في التعبير، ليُعطى لأجنبي يسيء استخدامه، فيستغله ضد مصلحة هذا الشعب؟؟ وكيف نُحْرم من أبسط مقتضيات العدالة، فلا نُعْطى مجرد حقنا الطبيعي للدفاع عن أنفسنا، من هذه الأجهزة، بينما تُطْلق يد هذا الشيخ ليمارس تشويهه لفكرنا، ولإثارة الفتنة الدينية ضدنا، على أوسع نطاق، وبصورة منظمة، متصاعدة، من هذه الأجهزة؟؟ ألا تفرّط هذه الأجهزة بذلك في حق أساسي للمواطنين، وتشارك هذا الشيخ في التبعة المترتبة على نشاطه، والمهددة لأمن البلاد، والمخلّة بتربية الشعب؟؟ ألا يجب إعادة النظر في السياسة الإعلامية، وفي رسالة المسجد، حتى تخدما، وعلى أيسر تقدير، سياسة الدولة العامة المعلنة؟؟ ثم لا بد من التحقيق مع سائر هؤلاء المسئولين في هذا التفريط والتقصير في المسئوليات الجسيمة التي يتولونها.. إننا لسنا هنا بصدد حقنا القانوني، وإن كنا نعلم أن هناك مخالفات خطيرة قد وقعت في حق البلاد، وفي حقنا.. ولكننا إنما نتخذ نشاط هذا الشيخ نذيرا بما ينتظر هذه البلاد من مغبة الهوس والإرهاب الديني لو قدّر له أن يتحكّم في مصير هذه البلاد.. كما أننا لا ندعو إلى قمع وكبت اتجاهات الهوس بقدر ما ندعو إلى الحوار، وعلى أساس العدالة والتكافؤ بين الدعوات الدينية، فإن الوعي الديني الصحيح هو السبيل للقضاء على الهوس والإرهاب.. غير أنه لا بد من تدخل سياسي وأمني لوقف أي جنوح لاتجاهات الهوس والإرهاب، حتى يؤدي مناخ الإسماح، والحوار أغراضه في تسليح الشعب بالوعي الديني والسياسي الصحيح..

                  

03-11-2014, 11:58 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هؤلاء هم الأخوان المسلمون: (مجموعة كتيبات نقدية أخرجها الجمهوريون في هذا التنظيم الدخيل) (Re: عبدالله عثمان)

    Quote: تحركات الهوس الديني ضدنا في مصر:
    استطلعت جريد "المساء" المصرية، ذات الاتجاه الديني السلفي، بتاريخ 16ـ3ـ1983 طائفة من رجال الدين الأزهريين حول التحقيق الصحفي الذي نشرته للأستاذ محمود محمد طه بمجلة "الوادي" في عددها الأخير، مارس 1983، والذي أوقفت من الصدور بعده.. وقد ذهب الاستطلاع مذهب الشيخ المطيعي في التشويه، والتكفير، والإثارة مما يدل على وحدة اتجاهات الهوس. فقد زعم الشيخ "د. الحسيني هاشم" الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية أنه حينما كان أستاذا بجامعة أم درمان فوجئ بأن الأستاذ محمود (يعلن أن الصلاة ليست لها قيمة إذا وصل الإنسان إلى درجة الصلاح والاتصال بالله) انتهى.. ولكن هذا الشيخ لم يستند في هذا الاتهام الباطل إلى أي نص من مصادرنا، وقد أغفل سائر ما قاله الأستاذ محمود عن صلاة التقليد، وعن صلاة الأصالة.. ومنه قوله في كتاب "من دقائق حقائق الدين" عن تقليد النبي الكريم: (فنحن يجب أن نقلده في صلاته ليصبح لنا حظ من حاله.. فهو يعرج بصلاة معراجه إلى صلاة صلته.. فحاله الفردية دائما.. ونحن حين نتقن تقليده في هذا المستوى تتم لنا الجمعية بعد التشتت، وتتم لنا السلامة الداخلية بعد الانقسام.. فنكون بذلك قد جوّدنا التقليد حتى أدّى بنا إلى الأصالة، وعند الأصالة يسقط عنا التقليد، ولا تسقط عنا الصلاة، لأن الصلاة الحاجة إليها قائمة قياما سرمديا، ولكنها تلطف، وتدق كل حين) انتهى.. فهل من يقرأ هذا الكلام، بأمانة علمية، يحق له أن ينسب إلى صاحبه أنه (يعلن أن الصلاة ليست لها قيمة إذا وصل الإنسان إلى درجة الصلاح والاتصال بالله)؟؟ ويقول الشيخ "د. الحسيني أبو فرحة" عميد كلية الدعوة الإسلامية عن الأستاذ محمود (يريد النيل من القرآن فيدّعي أنه ينقسم إلى أصول وفروع) انتهى.. وذلك من غير أن يقيم أدنى دليل، أو يقدم أية حجة على دعواه بأن القرآن مستوى واحد لا أصول فيه ولا فروع.. وهل يمكن أن يتساوى عمل النبي، في خاصة نفسه "السنة"، مع مستوى عمل الأمة "الشريعة"، وكلاهما يستند على نصوص القرآن؟؟ أليست آية زكاة النبي (ويسألونك ماذا ينفقون قل العفو) هي الأصل بالنسبة لآية زكاة الأمة (خذ من أموالهم صدقة تطهرهم، وتزكيهم بها)، وهي الفرع؟؟ ويمضي هذا الشيخ فيقول عن الأستاذ محمود أنه (يحارب الجامعات الإسلامية، ومنها جامعة الأزهر، والكليات الإسلامية بالسودان باعتبارها معاقل للفكر الإسلامي التي تضم خيرة علماء السودان) انتهى.. وهنا لا بد من كلمة عن الأزهر، وعن نمط التعليم الديني الذي يمارسه، وعن تاريخ الأزهر في تكفير معارضيه، وفي تملّق حكامه.. ذلك بأننا لا نناهض الأزهر إلا بما يشكله من عقبة في سبيل البعث الإسلامي الصحيح..


    الأزهر لا يمثل الإسلام:
    يفرض الأزهر صورة منكرة من الإرهاب الديني بمصر، فيحتكر الحديث باسم الإسلام، ويجنح إلى تكفير كل خارج على سلطانه.. وهذه القداسة الزائفة قد امتدت إلى رصيفاته من المؤسسات الدينية في البلاد الإسلامية، ولا سبيل إلى بعث الإسلام إلا بتحطيم هذه القداسة، ووضع الأزهر في إطاره كمؤسسة حفظت التراث الديني حينا من الدهر، ثم تحجرت، وتجمدت، فلم تعد صالحة لتقديم الإسلام في مستوى حل مشكلات الفرد، أو الجماعة، المعاصرة.. فماذا فعل الأزهر طوال الألف عام من عمره نحو إصلاح الحياة المصرية وهي تتداعى في الانحطاط الديني، وتعيش على أخلاط من قشور الحضارة، وقشور الدين.. حتى لقد إيفت هذه الحياة المصرية بشر مستطير يتهدد تقدمها، ومصيرها، وهو شر التطرف الديني والهوس الديني.. والأزهر هو المسئول الأول عن ظهور جماعات الهوس الديني، بما يقدمه من صورة شائهة للإسلام صرفت الشباب عنه، وبما يفرزه هو نفسه، من اتجاهات التكفير والارهاب.. ويقوم نمط التعليم الديني في الأزهر على أسس مناقضة تماما لنهج التعليم الإسلامي.. فالتعليم في الأزهر إنما يقوم على التحصيل النظري في اجترار المطولات الفقهية، وأخلاط المتون والحواشي.. بينما يقوم التعليم في الدين على الهيئة والقدوة.. والقاعدة فيه من القرآن (واتقوا الله ويعلمكم الله، والله بكل شئ عليم)، ومن الحديث النبوي (من عمل بما علم أورثه الله علم ما لم يعلم).. أي من عمل بعلم الشريعة، وهي علم ما لا تصح العبادة إلا به، في بساطة شديدة، علّمه الله علم الحقيقة، وهو الذي لا تصح العبودية إلا به.. فديننا علم، وعمل بمقتضى العلم.. فلم يكن الدين تحصيلا، أو شهادة، أو حرفة.. وللأزهر، بذلك أكبر الأثر في ظهور أو اتشار طبقة رجال الدين، الغريبة، الوافدة على ديننا، من اليهودية والنصرانية.. أما مادة التعليم في الأزهر، فهي، أساسا، الفقه.. والفقه في أخريات الأيام، قد تشعّب وتعقّد، وصار قولا بالرأي ففارق حكمة الشريعة، وروح الدين.. ومن هذه المفارقات ما يتعلمه، وما ينشره الأزهريون من بعض صور الفقه التي لا تمت إلى الإسلام بصلة، وخاصة فيما يتعلق بالعلاقة بين الزوج والزوجة.. فعن شروط استحقاق نفقة الزوج على الزوجة ما جاء في كتاب "الأحوال الشخصية حسب المعمول به في المحاكم الشرعية المصرية والسودانية" لمعوض محمد مصطفى سرحان.. فقد جاء في صفحتي 236، 237: (استحقاق النفقة منوط باحتباس مشروع أو استعداد له يستطيع الزوج أن يصل به إلى حقه في الاستمتاع متى أراد) انتهى.. فهم لا يعرفون من حكمة الحياة الزوجية سوى الاستمتاع.. أكثر من ذلك!! فإن هؤلاء الأشياخ يتتلمذون على فقه يرى ألاّ نفقة على الزوج للزوجة أثناء مرضها، كما ليس من حقها عليه شراء الدواء لها لعدم صلاحيتها للاستمتاع!! (الجزء الرابع، الفقه على المذاهب الأربعة).. ألا تفارق هذه الصورة الفقهية المتخلفة مفارقة تامة حكمة الشريعة وروح الدين، المتمثلة في قوله تعالى: (ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها، وجعل بينكم مودة، ورحمة..)!!
    وتاريخ الأزهر كله، إنما هو تاريخ الإرهاب، والتكفير، في مصر.. فقد كفّر الأزهريون الشيخ عبد الرازق، ومحمد رشيد رضا، ووصموا عمر لطفي المحامي بالإلحاد لدعوته إلى إقامة الجمعيات التعاونية، وكفّروا طه حسين، وقاسم أمين، ولم ينج من طائلة الاتهام بالخروج على الدين حتى جمال الدين الأفغاني، ومحمد عبده.. فلم يكن بدعا أن يصدر الأزهر فتوى في تكفيرنا، وكان آخر ضحايا الإرهاب الديني توفيق الحكيم..
    وتاريخ الأزهر هو، أيضا، كله السير في ركاب السلطة، وتمليقها، والافتاء وفق أهوائها. فقد قام علماء الدين المصريون بتخذيل ثورة الشعب المصري بالحملة الفرنسية ببيانهم الذي جاء فيه: (ونصيحتنا لكم ألا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة) (تاريخ الجبرتي).. وقد استصدر منهم الاحتلال الانجليزي عام 1914 بيانا يدعو الشعب إلى (إطاعة الحكومة) ("حوليات مصر السياسية" لأحمد شفيق باشا).. وقد قال شيخ الأزهر محمد مصطفى المراغي في تمجيد فاروق (إنه مثال من مثل الخير العليا، وصورة كاملة من صور الفضيلة المحببة للنفوس) ـ (مجلة الأزهر 1139).. وكتبت مجلة الأزهر عام 1963 مقالا بقلم رئيس تحريرها أحمد حسن الزيات يفضّل فيه اشتراكية جمال عبد الناصر على اشتراكية محمد بن عبد الله!! وقال، في معرض نقاشه مع العقاد حول تلك المفاضلة (إن وقفة جمال عبد الناصر في ميدان التحرير تعدل كل العهود التي انكفأ العقاد يؤلف عبقرياتها)!! مع أن من بين تلك "العبقريات" "عبقرية محمد"!! وكتبت مجلة الأزهر بتاريخ 2ـ6ـ1962 في وصف ميثاق عبد الناصر بقولها (إن ميثاقك الذي عاهدت الله على الوفاء به، وعاهدك الشعب على اللقاء عليه، حروف من كلمات الله، لم يؤلفها أحد قبلك في أي عهد لا في القديم، والحديث، لا في الشرق والغرب!!). ودعا الشيخ شلتوت شيخ الأزهر في مجلة الأزهر ديسمبر 1960 إلى طاعة الحكومة بقوله (ما دام عملها في المصلحة العامة) وأردف (لا فرق في ذلك بين حكومة علمانية أو حكومة دينية) انتهى..
    ألا يكفي هذا التاريخ غير المشرّف للأزهر لأن تتحطم من حوله القداسة الزائفة وأن تكشف مفارقاته، بغية أن يجيء البعث الإسلامي على جادة الدين؟؟ ألسنا محقين إذ نناهض الأزهر والمؤسسات الدينية الرصيفة له في البلاد الاسلامية، وهي، بذلك إنما تشكّل معوقا أساسيا للبعث الإسلامي الصحيح؟؟

    إيقاف مجلة "الوادي" وحرية الفكر والصحافة:
    وادعت جريدة "المساء"، في ذلك العدد، أن إيقاف مجلة "الوادي" قد ارتبط بالتحقيق الصحفي الذي نشرته المجلة للأستاذ محمود محمد طه، وهي تحسب أن ذلك (لطمة ) على حد تعبيرها لجريدة الأهالي (الشيوعية) التي ادعت أن الإيقاف تم بسبب نشر مذكرات لجمال عبد الناصر على حلقات.. ومهما كانت دوافع إيقاف المجلة فإن تهليل جريدة المساء به إنما يدل على العقلية الدينية التي تسود مصر والتي لا تعرف سوى الإرهاب، والكبت، كما يشكل هذا الإيقاف مصادرة لحرية الفكر، والصحافة، وهي بداية غير حميدة لمسار العلاقات بين البلدين تحت ظل التكامل، حيث أن هذه الحرية هي المناخ الذي تترعرع فيه الوحدة الفكرية المرتقبة بين البلدين..
                  

03-11-2014, 11:59 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هؤلاء هم الأخوان المسلمون: (مجموعة كتيبات نقدية أخرجها الجمهوريون في هذا التنظيم الدخيل) (Re: عبدالله عثمان)

    Quote: خاتمة:
    لقد وقع على هذه الدعوة من التشويه ما لم تمتحن به دعوة في التاريخ.. ولقد وقع هذا التشويه أكثر ما وقع، على حواشي هذه الدعوة ـ وقع على المعارف من التشويه، ما صرف كثيرا من الناس عن جوهرها.. هذا مع أن هذه المعارف لم يرد بها إلا إلى الدلالة على هذا الجوهر، وإلا إلى شحذ الهمم للإلتزام به.. وجوهر هذه الدعوة هو طريق محمد، عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، هو تجويد إتّباعه وإتقان تقليده، بغير زيادة، أو نقصان.. ذلك بأن طريق محمد هو باب الدخول على الحضرة الإلهية، وهذه المعارف ما هي، في حقيقة الأمر إلا ثمرة العلم اللدني المكتسب من السير في طريق محمد.. قال تعالى: (واتقوا الله، ويعلمكم الله!! والله بكل شئ عليم) أي اعملوا بالشريعة، أول الأمر، ثم بالسنة النبوية، آخر الأمر، في إتقان واع، ويعلّمكم الله العلم اللدنّي، على تفاوت بين الحالين.. والعلم اللدنّي هو العلم الذي يؤخذ عن الله، من القرآن، بغير واسطة.. وفي هذا المستوى يجيء قول النبي الكريم (من عمل بما علم أورثه الله علم ما لم يعلم).. هذه الدعوة التي ندعو بها إنما هي، وحدها، اليوم، المهدية بمحمد، والهادية إليه، على هدى، وعلى بصيرة.. وهي، وحدها، اليوم، التي تقدم المعرفة التامة بمحمد ـ مقاماته القائمة بين ربه وبين خلقه، وشمائله الدالة على كمال حريته، ومناهج السلوك على طريقه، ودقائق الأدب معه..
    ولكن كثيرا من الناس، وبخاصة (العلماء)، لعله لتنكبهم الجادة، لم تسترعهم هذه الدعوة إلى الطريق النبوي، ولم تحملهم على أخذها مأخذ الجد، فذهبوا يتسقطون الشبهات التي تثار حولها، فيصرفون معارفها عن غير وجهها، ويشوهونها، ويحجبون أنفسهم، ويحجبون غيرهم عنها.. ولو أمعنوا النظر، وأنصفوا الحكم، لما وجدوا أنها هي سوى (طريق محمد)، حيث تطالعهم هذه الدعوة في كتاب "طريق محمد" للأستاذ محمود محمد طه بقولها: (ثم أما بعد، فإن هذه دعوة إلى الله، داعيها محمد، وهاديها محمد.. وهي دعوة وجبت الاستجابة لها أمس، وتجب الاستجابة لها اليوم، كما وجبت أمس، وبقدر أكبر، إذ الحجة بها اليوم ألزم منها بالأمس. ((قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله)) وإلا فلا.. يا أهل القرآن، لستم على شئ، حتى تقيموا القرآن. وإقامة القرآن كإقامة الصلاة، علم، وعمل بمقتضى العلم، وأول الأمر في الاقامتين، اتباع بإحسان، وبتجويد لعمل المعصوم.. أقام الله القرآن، وأقام الصلاة، وهدى إلى ذلك البصائر والأبصار، إنه سميع مجيب.)..
    فهذه الدعوة، بما هي، في جوهرها، السير الجاد الواعي في طريق محمد، قد وقفت بهذا السير على أسرار القرآن، فقدمت فهما رشيدا، ودقيقا له.. والقرآن (لا تنقضي عجائبه) كما قال النبي الكريم.. فبقدر حسن الاتباع، والأدب مع النبي يتأتى حسن الفهم عن الله من القرآن.. وقد قال علي بن أبي طالب (ما عندنا شئ أسرّه إلينا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، سوى كتاب الله تعالى إلاّ أن يؤتي الله عبدا فهما من كتابه).. وهذا الفهم الذي تقدمه هذه الدعوة إنما يتوفر على حل مشكلات الأفراد، والمجتمعات المعاصرة، والتي تختلف عن مشكلات الأفراد والمجتمعات الماضية، كل الاختلاف فيتوفر على إقامة المدنية الكوكبية الجديدة، على تزاوج وشيج بين الحضارة والدين..
    ولكن كثيرا من "العلماء" قد حمله سوء الفهم، أو سوء القصد، أو الاثنان معا، على إنكار هذه الدعوة، وعلى تشديد النكير عليها، فشوهوها، وذهبوا، هم أنفسهم، ضحية لهذا التشويه، حتى انصرفوا عن النظر فيها، ووطنوا أنفسهم على حربها.. وإذا كان هؤلاء "العلماء" أصحاب مصلحة في تعويق مسعى هذه الدعوة، وفي الائتمار عليها، وهم يجدون تعارضا بين مصلحتهم وبينها، فينظرون إليها نظرة الضّرة إلى الضرّة، فما بال المثقفين والمسئولين يسقطون تحت قبضة الإرهاب الديني فيلوذون بمؤامرة صمت مطبق نحو الصراع بين هذه الدعوة، وخصومها، وهو صراع ليسوا هم بمنجاة عن تبعاته من حيث هو صراع حول قيمة الحرية، أو هم يسلّمون أمر دينهم لهؤلاء "العلماء" وهم يحسبون أن الدين هو "العلماء"، فيتركون ساحة الدين لاحتكار "العلماء"، فيمنحونهم أوسع فرص التعبير، وأفعلها أثرا، بينما هم يحجرون على دعوتنا أية فرصة لممارسة حقها الأساسي في التعبير، أو أبسط حقوقها في الدفاع عن النفس..
    فمتى يعلم هؤلاء وهؤلاء أن الإبطاء في الاستجابة لهذه الدعوة، ناهيك عن إنكارها، أو تخذيلها، أو الائتمار عليها إنما هو تفريط في الدين لا يورث سوى المقت الإلهي؟؟ (ومن أظلم ممن افترى على الله الكذب، وهو يُدعى إلى الإسلام، والله لا يهدي القوم الظالمين..)
                  

03-12-2014, 08:49 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هؤلاء هم الأخوان المسلمون: (مجموعة كتيبات نقدية أخرجها الجمهوريون في هذا التنظيم الدخيل) (Re: عبدالله عثمان)

    هذه نسخة غير رسمية وقد يكون بها بعض أخطاء في الطباعة، لذا لزم التنويه
    fg.JPG Hosting at Sudaneseonline.com

    Quote: الإهداء
    الشعب السوداني الكريم!!
    ما أكثر المضللين باسم الله!!
    وما أقل الناصحين!!
    ولكن لا ضير!!
    فإنك بالغ أمرك!!
    ان الله معك!!
    (اذا كان الله معنا فمن علينا؟؟)!!

    بسم الله الرحمن الرحيم
    (فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم، ثم يقولون هذا من عند الله، ليشتروا به ثمنا قليلا.. فويل لهم مما كتبت أيديهم.. وويل لهم مما يكسبون..)!!
    صدق الله العظيم

    المقدمة
    هذا الكتاب انما هو رصد موّثق لأبرز أفكار، وممارسات تنظيم الأخوان المسلمين، التى تنم عن المفارقة الصريحة للشريعة، وللدين.. وذلك فى إطار سلسلتنا من الكتب التى نخرجها عن هذاالتنظيم، والتى صدر منها حتى الآن: (الدكتور حسن الترابى يخرج عن الشريعة باسم تحكيم الشريعة)، و(خلف الله الرشيد وقامة رئيس القضاء)، و(لجنة تعديل القوانين لن تفلح الاّ فى خلق بلبلة)، و(هؤلاء هم الأخوان المسلمون) بأجزائه الثلاثة، و(مخطط الصادق والترابى والهندى لإحتواء نظام مايو)... وسوف تتلوها كتب أخرى من نفس السلسلة..
    إننا نستهدف من هذه السلسلة، وما يصحبها من العمل الواسع فى التوعية الشعبية، فى المنابر الحرة، أن يقر فى أذهان الواطنين، والمسئولين، وبلا لبس، أو ريب، أن هذا التنظيم لا يمثل الإسلام فى شىء، على الإطلاق!! أكثر من ذلك!! ان هذاالتنظيم أكبر معوّق فى سبيل عودة الإسلام!! فهو أسوأ تنظيم يستغل الدعوة الإسلامية، فى الأغراض السياسية، أسوأ استغلال.. ولهذا يتورط – قيادته وقاعدته – فى مفارقات، لا حصر لها، للشريعة الإسلامية التى يدّعى العمل على تحكيمها، بغير وعى، وبغير صدق.. ولقد أحدثت المصالحة الوطنية تحولا أساسيا فى خطط العمل التى يعمل هذا التنظيم وفقها.. فبعد الفشل الذريع الذى منى به فى سائر المواجهات الدموية التى اشترك فيها، فى اطار (الجبهة الوطنية) ضد نظام مايو، وآخرها الغزو الأجنبى فى 2 يوليو 1976، وجد هذا التنظيم إن المصالحة تتيح امامه فرصا واسعة لاحتواء الشعب، ولإحتواء النظام، على السواء!! ورأس الرمح فى خطى الإحتواء، هذه، انما هى الدعوة الى (تحكيم الشريعة)، أو (المنهج الإسلامى)، أو(تعديل القوانين لتتناسب مع الشريعة الاسلامية)!! ولذلك فإن (خطة العمل لعام 78/1979) التى وضعها تنظيم الأخوان المسلمين لتعمل كوادره، فى جميع مستوياتها، فى جميع مواقعها، وفقها، ليست الاّ مخططا واسعا، لإحتواء الشعب، كأفراد، وكتنظيمات، وكأوجه نشاط، اجتماعى، وثقافى، ودينى، وفنى، ورياضى... ولإحتواء النظام، كمؤسسات سياسية، ودستورية، وتنفيذية، وتشريعية... ولقد كشفنا عن (وثيقة خطة العمل لعام 78/1979)، هذه، فى كتابنا (مخطط الصادق والترابى والهندى لإحتواء نظام مايو)، ونعيد طرحها، هنا، كنذير بالخطر الذى يشكله هذا التنظيم، على أمن هذه البلاد، وعلى وحدة هذه البلاد، وعلى المكتسبات التقدمية لهذه البلاد...
    ويسمى تنظيم الأخوان المسلمين نفسه فى هذه الوثيقة (الحركة الإسلامية)، ويسمى (دعوته) الإسلام، ويسمى خطه فى العمل السياسى (الجهاد)..
    ومحور هذه الوثيقة هذا التوجيه: (ضرورة العمل الفعّال فى كل الساحات والمنابر لتأمين سيرها نحو الإسلام)!! فهذا التنظيم انما يردي ان يضلل قاعدته، وان يضلل الشعب، وان يضلل السلطة، بأنه يباشر (العمل الفعال) فى سبيل (الإسلام)!! حتى لكأن دعوته انما تعنى معنى مرادفا، تماما، للإسلام!! فهو يريد ان يحتكر الدعوة الى الإسلام، وان يصبغ عمله السياسى فى الإحتواء بصبغة زائفة من الإسلام، وذلك حتى (يورط) الشعب، والسلطة، فى تبنى اتجاهاته السياسية، عن طريق فرض الإرهاب الدينى، وإثارة العاطفة الدينية، وحتى يبدو كل خصم لدعوته وكأنه انما يخاصم الإسلام!! وهذه أنكر صور الإنتهازية السياسية، على الأطلاق...
    هذا!! بينما التنظيم يكاد ان يكون نقيضا تاما للإسلام، وذلك حيثما أخذته... فى مجال الفكرة، أو فى مجال الممارسة!! أسوأ من ذلك!! فان المرشد العام لهذا التنظيم، فى السودان – الدكتور حسن الترابى – انما هو يستهتر بالإسلام، استهتارا بشعا، وهو يقول بكل ما يعن له من الخواطر الفجة، كفتاوى دينية، من غير ان يقدم لها سندا واحدا من القرآن الكريم، أو السنة المطهرة!! وهذا مرصود فى هذا الكتاب..
    ونحن اذ نعيد نشر هذه الوثيقة السرية (لخطة العمل لعام 78/1979) التى يطرحها تنظيم الأخوان المسلمين، على كوادره، للعمل وفقها، ثم نرصد صورا لمفارقة هذا التنظيم للشريعة، وللدين، انما لننبه الى التشويه المنكر الذى يلحقه هذاالتنظيم بالإسلام، وهو يستغله، هذا الإستغلال السىء الهدّام، فى الأغراض السياسية – مما يعوق عودة الإسلام، بما يزهّد فيه، وينّفر عنه!! ثم لننبه الى الأخطار الجسيمة التى يعرّض هذا التنظيم، بهذا المخطط، البلاد لها، أخطار تتهدّد وحدته، وتتهدّد أمنه، وتتهدّد سائر مكتسباته التقدمية ..
    تنظيم الأخوان المسلمين يريد تكوين (جبهة ميثاق اسلامى) أخرى، تخلف (الإتحاد الإشتراكى)!!، وذلك عن طريق احتوائه، من قاعدته الى قمته، وإفراغه من محتوياته التقدمية... ويريد تعديل الدستور الراهن، شيئا فشيئا، حتى يتحول الى ذلك (الدستور الاسلامي "المزيف") – الدستور الطائفى – الذى كانت تسعى الطائفية، قبل 25 مايو 1969، لفرضه، بالتواطوء مع هذا التنظيم.. ويريد، هذا التنظيم، استغلال حب هذا الشعب للإسلام، ليكتله، ويستقطبه حول الدعوة الزائفة للإسلام التى يدّعيها، حتى يصل الى السلطة، منفردا بها، أو متواطئا فيها مع الطائفية!! ولكن .... (وان الله لا يهدى كيد الخائنين)!!

                  

03-12-2014, 08:50 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هؤلاء هم الأخوان المسلمون: (مجموعة كتيبات نقدية أخرجها الجمهوريون في هذا التنظيم الدخيل) (Re: عبدالله عثمان)

    Quote: مخطط الأخوان المسلمين لإحتواء الشعب والسلطة
    (المدخل:
    1) الإشتراك الفعال والمؤثر فى التنظيمات السياسية القائمة، بدء بالوحدات الأساسية الى اعلى مراكز التنظيم...
    2) المشاركة فى المنظمات الإجتماعية والثقافية والنقابية مثل: مجلس الآياء، اتحادات المعلمين، الجمعيات التعاونية، لجان تطوير الريف، النقابات الفئوية، والأندية الثقافية، والإجتماعية والرياضية.. والتغلغل الى ادارتها..
    3) التركيز على نشاطات الشباب فى مراكز الشباب والروّاد والكشافة الخ ..
    4) الإهتمام الخاص بمجالات الإرشاد والتوجيه .. صحافة، تلفزيون، اذاعة الخ .. والإستفادة من الشئون الدينية، ومراكز احياء النشاط الإسلامى، والتغلغل الى ادارات المساجد..
    5) الإهتمام بالعمل عن طريق الواجهات المشروعة (.....)
    توجيهات:
    1) ضرورة العمل الفعّال فى كل الساحات والمنابر لتأمين سيرها نحو الإسلام..
    2) الحركة تقوم وسط الأفراد، فيجب حل قضايا الأفراد الأسرية والخاصة والرسمية لكسبهم..
    3) يتفاوت الناس فى الذكاء، فيجب الإستفادة من كل حسب مقدراته وذكائه..
    4) التدابير التى يجب على كل شعبة اتخاذها هى: وضع خطة لكل شعبة – تثقيف الأفراد – تحديد الواجبات – الصلة المستمرة بإدارات التنظيم ..
    5) مضاعفة حجم الأسر الى 10 أضعاف فى العام
    6) الإهتمام بمشاكل الجماهير ومساعدة الأفراد والإتجاه الى تجنيد الشباب مستغلين فى ذلك استعدادهم الدينى للدخول فى التنظيم
    7) الرجوع للعناصر القديمة من الأخوان المسلمين الذين تركوا التنظيم لأسباب معينة فى الماضى وأغراؤهم للعودة لمواصلة الجهاد ..
    8) التركيز على الإجتماعات والقاء مزيد من الأعباء على القياديين لإعلاء كلمة الله، وتوضيح الدعوة وتعميقها فى نفوس الأعضاء الجدد والقدامى..
    9) اذا لم يتم النجاح، الآن، فى توّلى ادارات المنظمات فيجب ان يبرز الأخوان فيها ليؤهلوا أنفسهم للقيادة فى المستقبل..
    10) التقدم بمشروعات اصلاحية فى المواقع التى بها فساد حتى يخلف الأخوان العناصر الفاسدة فى القيادة ..
    11) اكتساب قواعد المنظمات المحايدة بالنقد البانى، والعمل لتغيير أوجه القصور) انتهى..

    الأخوان المسلمون حرب على المسلمين
    قال الشيخ حسن البنا، المرشد العام الأول للأخوان المسلمين ومؤسس الدعوة، وهو يوجه أعضاء هذا التنظيم الى ما أسماه (الجهاد العملى) بقوله: (سنتوجه بدعوتنا الى المسئولين من قادة البلد، وزعمائه، ووزرائه، وحكامه، وشيوخه، ونوابه، واحزابه، وسندعوهم الى مناهجنا، ونضع بين أيديهم برنامجنا) ... ثم مضى ليقول(فان اجابوا الدعوة وسلكوا السبيل الى الغاية آزرناهم، وان لجاوا الى المواربة، والروغان، وتستروا بالأعذار الواهية والحجج المردودة، فنحن حرب على كل زعيم، أو رئيس حزب، أو هيئة لا تعمل على نصرة الإسلام، ولا تسير فى الطريق لإستعادة حكم الإسلام، ومجد الإسلام، سنعلنها خصومة لا سلم فيها، ولا هوادة معها، وحتى يفتح الله بيننا وبين قومنا بالحق، وهو خير الفاتحين) ومضى ليقول ايضا (كان ذلك موقفكم ايها الأخوان سلبيا هكذا فيما مضى اما اليوم واما فى هذه الخطوة الجديدة فلن يكون كذلك، ستخاصمون هؤلاء جميعا، فى الحكم، وخارجه، خصومة شديدة لديدة ان لم يستجيبوا لكم وتتخذوا تعاليم الإسلام منهاجا يسيرون عليه ويعملون له) حتى قال(ايها الأخوان – أعلن لكم هذه الخطوة على صفحات جريدتكم هذه لول عدد منها، وادعوكم الى الجهاد العملى بعد الدعوة القولية ..) كتاب (مذكرات الدعوة والداعية) بقلم الشيخ حسن البنا – طبعة دار الشباب – صفحة 144.
    هذا هو توجيه المرشد العام الول للأخوان المسلمين الى ما اسماه (الجهاد العملى بعد الدعوة القولية) ...فهو يعتبر ان (دعوتهم) و(مناهجهم) و(برامجهم)، انما هى الإسلام!! فمن عارضها، فقد عارض، عنده، الإسلام!! وسنرى، هنا، مفارقة هذه الدعوة الصريحة للإسلام!! فقد كان لمثل هذا التوجيه السىء أسوأ العواقب على ممارسات هذا التنظيم، فى مصر، والسودان ... حيث استباح هذاالتنظيم دماء المسلمين، من المسئولين، والمواطنين، فى سبيل الوصول الى السلطة، باسم الجهاد...
    ففى مصر قام هذا التنظيم بإغتيال المستشار أحمد بك الخازندار، ورئيس الوزراء محمود فهمى النقراشى، لوقوفهما ضد التنظيم.. كما قام بمحاولة لإغتيال جمال عبد الناصر... وكان مسئولا عن كثير من أعمال التخريب والإرهاب...
    جاء فى كتاب (الأخوان والثورة)، الذى سجل فيه حسن العشماوى، وهو من كبار زعماء الأخوان المسلمين بمصر، مذكراته، المتعلقة بتاريخ هذا التنظيم ... (صفحة 32):
    (حين شكلت وزارة الرئيس نجيب كان بعض الأخوان المسلمين الذين سبق ان حكم عليهم فى قضايا سياسية فى العهد الماضى لا يزالون فى السجون، وكانت الحكومة لا تمانع فى العفو عن جميع الجرائم السياسية السابقة ما عدا جرائم القتل والتخريب، وكان من الأخوان من حكم عليه فة مقتل المستشار أحمد الخازندار ورئيس الوزراء محمود فهمى النقراشى، وطلب منى الأخوان ان أتحدث مع عبدالناصر فى شأن العفو عن هؤلاء)..
    وعن محاولة اغتيال عبدالناصر جاء فى صفحة 74: (ومع الصباح علمنا ان الذى اطلق النار هو المرحوم محمود عبد اللطيف، وانه اعترف بأن محرّضه هو المرحوم هنداوى دوير المحامى بأمبابة. وأنا أعرف محمود عبداللطيف منذ كان يعمل فى معركة قناة السويس عام 1951 واعلم انه انضم الى الجهاز السرى أيضا، واعرف مهارته فى اصابة الهدف بالمسدس على نحو غير طبيعى، ثم انا اعرف الأستاذ هنداوى دوير ولكن ما كنت اتصور انه رئيس مسئول بالجهاز السرى لأنه رحمه الله عصبى المزاج سريع الإنفعال بحيث لا يصح وضعه كمسئول فى اى نظام سرى)..

                  

03-12-2014, 08:51 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هؤلاء هم الأخوان المسلمون: (مجموعة كتيبات نقدية أخرجها الجمهوريون في هذا التنظيم الدخيل) (Re: عبدالله عثمان)

    Quote: الأخوان المسلمون يقتلون المسلمين
    أما فى السودان فقد ثبت اشتراك الأخوان المسلمين فى الحرب ضد نظام مايو، فى أحداث الجزيرة أيا عام 1970، وفى الغزو الأجنبى عام 1976..
    جاء فى كتاب (المتآمرون) الذى أصدرته شركة الأيام للطباعة فى يوليو 1970، حول أحداث الجزيرة أبا:
    (ولعل اصدق تعبير عن هذا التحالف وهذا التنسيق ما ورد فى الإعتراف القضائى للمتهم بابكر العوض عبدالله – أحد زعماء الأخوان المسلمين – بتاريخ 13/4/1970 من اتصال محمد صالح عمر به وبآخرين من اعضاء جبهة الميثاق الإسلامى بالسعودية لإقناعهم وتجهيزهم للتسلل للسودان عن طريق اثيوبيا الى الجزيرة أبا حيث نقطة تجميع اعضاء جبهة الميثاق والأخوان على حد تعبير محمد صالح عمر) ويقول (وصلنا المعسكر انا وعبدالمطلب ومحمد صالح عمر ومهدى ابراهيم وهناك تدربنا على السلاح وشرح لنا واحد اثيوبى طريقة استعمال السلاح) ويقول ايضا (ومحمد صالح عمر كان يدّرب الناس على السلاح فى الجزيرة أبا. كان فى واحد يجيه يقول ليه فى جماعة جاهزين للتدريب ويطلع معاه، كان يدرب معاه ايضا مهدى ابراهيم. وقد جاء اعتراف المتهم الهادى يس مطابقا لهاذ الإعتراف) هذا وقد ذهب ضحية هذه الحرب، بالجزيرة أبا، عشرات المسلمين، من عسكريين، ومدنيين، وقد تبين من هذهالوثائق، تعمّد جانب الأخوان المسلمين لإثارتها، وتصعيدها، بالتسليح، والتدريب.
    وعن دور الأخوان المسلمين فى الغزو الأجنبى فى يوليو 1976 جاء فى جريدة الصحافة بتاريخ 30/8/1976:
    (واستمعت المحكمة لإعترافات المتهم يس الحاج عابدين موظف سابق بالإرصاد الجوى والتى القت الضوء على دور الأخوان المسلمين فى المؤامرة واستعدادتهم التى سبقت التنفيذ، وقال فى اعترافاته ان مجموعة من الأخوان المسلمين كانت تقيم قبل تنفيذ المؤامرة فى منزل باللاماب بعد ان تم تدريبهم خارج اللاد، وانه كان يشارك الى جانب عدد آخر من المتآمرين فى اعاشة هذه المجموعة والتى قال انه علم بأنها جزء من الحركة العسكرية ضد النظام). كما جاء فى جريدة الصحافة يوم 31 يوليو 1976: (كشفت أقوال المتهم الأول محمد نور سعد عن علاقة الأخوان المسلمين بعملية الغزو الأجنبى المندحرة اذ ان أحد قادة الأخوان المسلمين يدعى عبدالعظيم عبدالله كان على اتصال بالمتهم الأول وقد استلم بواسطة أحمد سعد 300 بندقية كلاشنكوف لتسليح جماعة الأخوان الذين احتلوا دار الهاتف والمطار)!!
    وجاء فى جريدة الصحافة، فى نفس العدد: (قال العميل محمد نور سعد فى اعترافاته التى تلاها شاهد الإتهام الأول فى محكمة أمن الدولة بالخرطوم بحى صباح أمس انه كان ينوى اذاعة بيان صباح الجمعة قام بكتابته الصادق المهدى باسم الجبهة الوطنية، وقال ان البيان قد اشتمل على اعلان بقيام مجلس رئاسة يتكون من الصادق المهدى، وحسن الترابى، ورئيس الحزب الوطنى الإتحادى، وممثلين بالأقاليم)!!
    وعن الخسائر فى الأرواح والممتلكات التى نجمت عن الغزو الأجنبى جاء فى جريدة الصحافة يوم 13/7/1976:
    (وتحدث الشاهد عن الخسائر التى نجمت عن الغزو المندحر موضحا ان مجموع الشهداء من الضباط تسعة والمصابين من الضباط سبعة، وان الشهداء من ضباط الصف والجنود بلغوا 73 شهيدا، والمصابين من ضباط الصف والجنود بلغوا 78 مصابا والمفقودين من قوات الشعب المسلحة بلغوا 15 مفقودا. وعرض الشاهد على المحكمة صور القتلى من المدنيين، وصورا من التخريب الذى مارسه الغزاة متحدثا عن تخريبهم للإذاعة، وكيف دمروا كل المدرعات التى كانت فيها وحرق بعض الطائرات فى وادى سيدنا، والتخريب الذى حدث فى دار الهاتف، واحدى عمارات التعاون بالجيش، وواجهة القيادة العامة. حتى الممتلكات الخاصة لم تسلم من تخريبهم..)
    هكذا اشترك الأخوان المسلمون فى قتل المسلمين من عسكريين، ومدنيين، وفى تخريب الممتلكات العامة، والخاصة،مما قدّر بعشرات الأرواح، وعشرات الملايين من الجنيهات!! مما يعد انتهاكا بشعا للحرمات فى الإسلام، وذلك بمقتضى قول النبى الكريم، عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم: (كل المسلم على المسلم حرام: دمه، وماله، وعرضه، وان يظن به ظن السوء)...
    وناهيك عن سقوط اسباب الجهاد المرحلية، بتحول اسلوب الدعوة الإسلامية، فى هذا العصر، من الإكراه الى الإسماح – مما عالجناه فى كثير من كتبنا – فان تنظيم الأخوان المسلمين انما يخرج، خروجا صريحا، على أشراط الجهاد، فىالشريعة التى يدّعى العمل على تحكيمها. فالمسلم منهى، فيها، عن قتال المسلم، باسم الجهاد، نهيا قاطعا. والمسلم، هنا، كل من شهد الشهادة، حتى ولو قالها نفاقا، أو اتقاء للسيف.. روى اسامة بن زيد انالرسول، صلى الله عليه وسلم، قد بعثهم فى سرية الى بعض القبائل، فلما علموا بمقدمهم هربوا. قال اسامة: فأدركنا رجلا فلما غشيناه قال: لا اله الا الله، فضربناه، حتى قتلناه، فذكرته للنبى، فقال: من لك بلا اله الاّ الله يوم القيامة!! فقلت له: انما قالها مخافة السلاح!! قال: أفلا شققت عن قلبه حتى تعلم من أجل ذلك قالها أم لا!! من لك بلا اله الاّ الله يوم القيامة!! فما زال يقولها حتى وددت انى لم أسلم يومئذ!!
    ولقد نهى النيى الكريم عن مجّرد الإشارة الى مسلم بسلاح، سواء بالجد أو المزاح .. فعن ابى هريرة ان رسول الله صلي الله عليه وسلم قال: (لا يشر أحدكم الى أخيه بالسلاح فانه لا يدرى لعل الشيطان ينزع فى يده فيقع فى حفرة من النار!!) ومع ذلك يخوض الأخوان المسلمون، بلا ورع ولا تقية، فى دماء المسلمين، سفكا، وفى ممتلكاتهم، تخريبا .. وذلك بإسم الجهاد، وبإسم تحكيم الشريعة!! فى مخالفة صؤيحة لأشراط الجهاد، ولأحكام الشريعة!!
    وربما يتعلل الأخوان المسلمون فى ذلك بالعمل لتغيير الحكم الىالحكم الإسلامى... ولكن النبى الكريم قد نهى، نهيا قاطعا، عن قتال الحاكم (المسلم) مهما كانت مفارقته للإسلام!! فقال: (سيكون عليكم أمراء تعرفون منهم وتنكرون، فمن أنكر فقد برىء، ومن كره فقد سلم ولكن من رضى وتابع ابعده الله تعالى .. قيل: أفلا نقاتلهم؟؟ قال: لا، ما صلوا!!) رواه مسلم من حديث أم سلمة (إحياء علوم الدين للغزالى – الجزء الأول ، صفحة 115 طبعة دار الشعب). وهل يحق لمن يقتل المسلمين ان يتحدث عن الإسلام، أو الحكم الإسلامى؟؟ فان هذه الكبيرة، (قتل النفس التى حرّم الله الاّ بالحق)، لهى كافية، تماما، لتجريد تنظيم الأخوان المسلمين من كل صلة بالدعوة الإسلامية.. ان الأرواح الزكية التى أزهقها الأخوان المسلمون، وما وراءها من ثكلى، وارامل، وايتام، لسوف تبقى مسئولية فادحة على اعناقهم، قيادة، وقاعدة، أبد الدهر. واليوم!! يتبوأ الدكتور الترابى عضوية المكتب السياسى، ومنصب مساعد الأمين العام للإعلام والشئون الخارجية بالإتحاد الإشتراكى، بعد ان أدى قسم الولاء لثورة مايو، بمؤسساتها ومواثيقها!! كما يدخل أعضاء تنظيمه من الأخوان المسلمين فى كافة مستويات الإتحاد الإشتراكى التنظيمية، وروافده، وفى مجلس الشعب، وفى مجالس الحكم الشعبى!! فلماذا حملوا السلاح، من قبل، فى وجه هذا النظام، وقتلوا، وخرّبوا، فاستباحوا حرمات الدين؟؟ ولماذا لا يحلون تنظيمهم، الذى تبرز صورته فى المؤسسات التعليمية، كالجامعة، ليدمجوه فى فروع الإتحاد الإشتراكى، ووحداته الأساسية؟؟
                  

03-12-2014, 08:52 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هؤلاء هم الأخوان المسلمون: (مجموعة كتيبات نقدية أخرجها الجمهوريون في هذا التنظيم الدخيل) (Re: عبدالله عثمان)

    Quote: الأخوان المسلمون يدعون لأنفسهم مقامات الصحابة
    يقول الشيخ حسن البنا، مؤسس دعوة الأخوان المسلمين: (نحن أيها الناس، ولا فخر، اصحاب رسول الله صلي الله عليه وسلم، وحملة رايته من بعده، ورافعوا لوائه كما رفعوه، وناشروا لوائه كما نشروه، وحافظوا قرآنه كما حفظوه، والمبشرون بدعوته كما بشروا، ورحمة الله للعالمين (ولتعلمّن نبأه بعد حين) ... أيها الأخوان المسلمون: هذه منزلتكم، فلا تصّغروا من أنفسكم، فتقيسوا أنفسكم بغيركم!!) – مجموعة رسائل حسن البنا صفحة 320.
    هكذا يدّعى الأخوان المسلمون لأنفسهم مقامات الصحابة، بغير ورع، ولا تقية.. بل أنهم ليدّعون لأنفسهم أكبر من هذه المقامات!! ألم يقل الشيخ البنا انهم (رحمة الله للعالمين)؟؟ ورحمة الله للعالمين انما هى النيى الكريم، عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، الذى قال الله تعالي عنه (وما أرسلناك الاّ رحمة للعالمين)!! هذا الإدعاء الفارغ، وهذا الغرور الجاهل، انما هما شديدا الدلالة على ضعف المقومات التربوية لهذا التنظيم – وهو ما لا يعجزك التماسه فى اى عضو من أعضائه!! ولذلك استباح هذا التنظيم حرمات المسلمين، من أرواح، وأموال، بغير ورع ولا تقيّة – ثم أخذ يستبيح، اليوم، الكيد والدس لهم، بهذا المخطط الخائن لإحتواء السلطة، ولإحتواء الشعب، بغير خجل ولا حياء!!

    الأخوان المسلمون يتملقون الملوك والحكام لإحتوائهم
    ويتورط الأخوان المسلمون، فى سعيهم الى إحتواء الملوك والحكام، الى التملق الرخيص لهم، واسباغ نعوت القدسية والربوبية عليهم!! فقد رفع (مجلس الشورى العام للأخوان المسلمين) مذكرة للملك فؤاد جاء فيها: (بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله، وصلي الله على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه وسلّم. الى سدة صاحب الجلالة الملكية حامى حمى الدين، ونصير الإسلام والمسلمين، مليك مصر المفدّى. يتقدم أعضاء مجلس الشورى العام للأخوان المسلمين المجتمعون بمدينة الإسماعيلية بتاريخ 22 صفر 1352 والممثلون لخمسة عشر فرعا من فروع جمعية الأخوان المسلمين، برفع أصدق آيات الولاء والإخلاص للعرش المفدى ولجلالة المليك وسمو ولى عهده المحبوب)زز وتمضى المذكرة لتقول: (وقد جعلكم الله تبارك وتعالى حماة دينه والقائمين بحراسة شريعته والذائدين عن حياض سنة نبيه، وقد عرف العالم كله لجلالتكم المواقف المشهورة والمشاهد المذكورة فى الإستمساك بحبل الدين المتين، والحرص على آدابه وشعائره وحمايته من المعتدين عليه ونشر تعاليمه)!! – صفحة 156 من كتاب (مذكرات الدعوة والداعية) بقلم الشيخ حسن البنا – هذه المذكرة وحدها كافية لتتحدث عن حظ الأخوان المسلمين من الدين، كما هى ل تحتاج الى تعليق يكشف عن مفارقتها الصريحة للدين!!
    وهى تذّكر المرء بالملق الذى يتورط فيه الدكتور الترابى، اليوم، لنظام مايو، وللرئيس نميرى، بالذات، وهو يحاول احتواءه، بلا حياء أو خجل!! فقد قال لجريدة الأيام يوم 13/12/1977: (ان الأخ جعفر محمد نميرى هو الذى قدّم المعالجات السياسية لمشكلة الجنوب الى التمام واكتسب بذلك ثقة كبيرة فى الجنوب وتقديرا فى دول كثيرة تتعرّض للمشاكل الإقليمية المماثلة)!! وقال بجريدة الأيام يوم 21/8/1978 (جاء الأخ جعفر الى السلطة يحاول الشيوعيون اكتنافه وتسخيره للإحاطة به ثم الإنقلاب عليه فغالب غدرهم، ونصره الله عليهم، وقد جاء بقوة حركة عسكرية وكان له ان يقتصر على بيروقراطية استبداد يحميها السلاح والمخابرات، وخاض مع معارضته الوطنية صراعات دامية كان لها أن تملأه بحمية الحقد ولكنه اليوم آثر التى هى أحسن وبادر بمصالحة اخوانه فى الدين والوطن على كلمة سواء...)!!
    فاذا كان الترابى يعرف للرئيس نميرى، هذا القدر، فلماذا حمل عليه تنظيمه السلاح، فى الغزو الأجنبى الذى يأتى بعد سنوات من حل مشكلة الجنوب، والإنقلاب الشيوعى؟؟ لماذا توّلى تنظيم الأخوان المسلمين عملية المطار، بالذات، وهى العملية التى استهدفت حياة الرئيس نميرى؟؟ قال الرئيس نميرى فيما ترويه جريدة الصحافة يوم 7/7/1976: (ولقد بدأت قوات الغزو تباشر أولى مهامها باطلاق نيران كثيفة استهدفت شخصى والوفد المرافق لى وجميع المسئولين السياسيين والتنفيذيين الذين كانوا فى استقبالى، وبتدخل من عناية الله وحده فشلت قوات الغزو الأجنبى فى تنفيذ أولى مهامها).. وقد ثبت، من وثائق المحاكمات، كما رأينا، ان الأخوان المسلمين قد تولوا أولى مهام الغزو الأجنبى، وهو عملية المطار التى استهدفت حياة الرئيس نميرى!! وقال الترابى فى محاضرته بجامعة الخرطوم فى ديسمبر 1977:
    (ومبلغ علمى وظنى وتقديرى ان رئيس الجمهورية الذى كان له الفضل فى انشاء هذه اللجنة - لجنة تعديل القوانين – تجد كل الجد فى امر تعديل القوانين، ولكن بين هذه القيادة التى تكاد تكون معزولة فى اتجاهها هذا وبين جمهور الأمة وقاعدتها تقوم جهات وسيطة، فى هذه الجهات تنبث عناصر كثيرة لا تريد للإسلام ان يحكم ولكنها تخشى غضبة القائد، كما تخشى عضبة الشعب) .... هذا النوع من الملق الذى يقوم به المرشد العام للأخوان المسلمين انما هو بادى الغرض، كما كان ملق المرشد العام الأول لهذا التنظيم للملك فؤاد، والملك فاروق – غرضه احتواء الحكام، مرحليا، للإطاحة بهم فى النهاية، وقد رأينا كيف اشترك الأخوان المسلمون فى الانقلاب العسكرى ضد الملكية فى 23 يوليو 1952 (كتابنا "هؤلاء هم الأخوان المسلمون" الجزء الثانى)

                  

03-12-2014, 08:53 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هؤلاء هم الأخوان المسلمون: (مجموعة كتيبات نقدية أخرجها الجمهوريون في هذا التنظيم الدخيل) (Re: عبدالله عثمان)

    Quote: رصيد الترابى من التناقضات والمفارقات
    نرصد، هنا، طائفة من تناقضات الترابى مع ما يدعو اليه من الدين، ومفارقته له، مما يجرّد دعوته الدينية الزائفة من أى حظ من الجد والصدق .. وسنرى كيف ينقض عرى الشريعة الاسلامية، عروة عروة، ويقول باسم تحكيمها، بالرأى الفطير، وبالخاطر الفج ... وذلك حتى يظهر بمظهر تقدمى مقبول لدى الطبقات المستنيرة، ولدى السلطة التقدمية، ريثما يحكم عملية الإحتواء للشعب، وللسلطة ... والغريب ان الترابى، وهو يخوض هذا الخوض الجرىء فى أمر الدين، انما يرسل (فتاويه) الغريبة من غير أن يقيم عليها سندا واحدا من النصوص الدينية – القرآن، أو السنة، أو حتى أقوال الفقهاء!!
    1) عندما أصدرت حكومة أكتوبر الشعبية قرارها بإعطاء المرأة حق الترشيح والإنتخاب لأول مرة فى تاريخ السودان سارع الترابى، مجاراة للإتجاهات التقدمية لتلك الحكومة، بتأيدد هذا القرار!! فقد جاء فى جريدة الرأي العام بتاريخ 1/12/1964: (صرح الدكتور حسن الترابى الأمين العام للأخوان المسلمين ان اعطاء المرأة حقوقها السياسية عمل يتفق وتعاليم الإسلام)!! ومضى ليقول: (ان الدين الإسلامى يكفل لها هذا الحق)!! ولكن الترابى لم يأت بأى سند من الشريعة الاسلامية التى يدعو قولا، الى تحكيمها، يكفل للمرأة حق الترشيح والإنتخاب للمجالس التشريعية!! صحيح أن الإسلام، فى أصوله، انما يكفل للمرأة المساواة التامة مع الرجل فى الحقوق والواجبات (ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف) - أى لهن من الحقوق مثلما عليهن من الواجبات. ولكن الشريعة الاسلامية الموروثة التى يدعو الترابى، قولا، الى تحكيمها، لم تنبن على هذا الأصل الإسلامى، وانما أنبنت على قوامة الرجل على المرأة، وفى إطار هذه القوامة جاء قول الرسول، صلي الله عليه وسلم (ما أفلح قوم ولّوا أمرهم إمرأة)، فليس فى هذه الشريعة ما يكفل للمرأة حق الترشيح والإنتخاب من الأسانيد، واذا أردنا ان نعطى المرأة المعاصرة، هذا الحق، الذى أستأهلته، من الإسلام، فقد وجّب ان نفكر، بجد، ووعى، فى تطوير التشريع الاسلامي من نصوص قوامة الرجل على المرأة الى نصوص مساواة المرأة بالرجل!! وهو ما يعارضه الترابى وتنظيمه، أشد المعارضة!! وفى الحقيقة ان الترابى لم يؤيد حق المرأة فى الترشيح والإنتخاب الاّ جريا وراء الكسب السياسى... كسب أصوات النساء التى كانت، يومئذ، على الأبواب.
    والترابى، فى هذا الرأى المهزوز، انما يتناقض حتى مع مفكرى دعوته!! ها هو أبو الأعلى المودودى يقول: ("والرجال قوامون على النساء" النساء 34 "لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة" رواه البخارى. هذان نصّان يقطعان بأن المناصب الرئيسة فى الدولة، رئاسة كانت أو وزارة أو عضوية مجلس شورى، أو ادارة مختلف مصالح الحكومة لا تفوّض الى النساء .. وبناء على ذلك فما يخالف النصوص الصريحة ان تنزل النساء تلك المنزل فى دستور الدولة الإسلامية، او ان يترك فيه مجال لذلك، وارتكاب تلك المخالفة لا يجوز لذلك، وارتكاب تلك المخالفة لا يجوز البتة لدولة قد رضيت لنفسها التعبد باطاعة الله ورسوله) – الكتاب المترجم للمحاضرة التى ألقاها بمراكش فى نوفمبر 1952.
    والترابى انما يتناقض حتى مع أعضاء تنظيمه!! اذ تروى جردية السودان الجديد بتاريخ 7/2/1976 ان (محمد الصادق الكارورى طالب بعدم السماح للمرأة بحق الإنتخاب والترشيح وقال: وذلك حفاظا عليها لأنها قارورة، والقارورة اذا عرّضت للإحتكاك والمصادمات لا بدّ ان تنكسر)!! ولا نزال نتسآءل ما هو سند الترابى، من الشريعة، الذى يعطى المرأة حق الترشيح والإنتخاب للمجالس التشريعية؟؟ وما هو سنده، من الشريعة، الذى يعطى المرأة حق توّلى الوظائف القيادية، فى التنظيم السياسى، حيث يشارك هو فى السلطة؟؟ أو فى المجلس الأربعينى لإتحاد طلاب جامعة الخرطوم حيث يسيطر أعضاء تنظيمه على الإتحاد؟؟
    2) اشترك الأخوان المسلمون مع الشيوعيين والمسيحيين فى حكومة واحدة، هى حكومة اكتوبر الأولى برئاسة سرالختم الخليفة ... وهى (كما تروى جريدة الرأي العام يوم 31/11/1964، على هذا النحو:
    سرالختم الخليفة – الرئاسة والدفاع
    محمد أحمد محجوب – الخارجية
    مبارك زروق – المالية والإقتصاد
    عابدين اسماعيل – الحكومات المحلية
    كلمنت امبورو – الداخلية
    رحمة الله عبدالله – التربية والتعليم
    أحمد سليمان – الزراعة والغابات
    عبدالرحمن العاقب – الأشغال والثروة المعدنية
    الأمين محمد الأمين – الصحة
    عبدالكريم ميرغنى – التجارة والصناعة والتموين
    محمد صالح عمر – الثروة الحيوانية
    امبروز وول - المواصلات
    خلف الله بابكر – الإستعلامات والعمل
    أحمد السيد حمد - الرى والقوى الكهربائية
    ممثل العمل – لشئون الرئاسة (وقد توّلاها الشفيع أحمد الشيخ - الرأي العام 22/11/1964)
    فبأى سند، من الشريعة ، التى يدّعون العمل على تحكيمها، يحتج الأخوان المسلمون فى اشتراكهم فى هذه الوزارة التى ضمت وزراء شيوعيين، ومسيحيين حسب ما نصّ الميثاق الوطنى (الرأي العام يوم 1/11/1964)؟؟
    3) أسس الأخوان المسلمون، مع الصادق المهدى، وحزب سانو، ما كان يعرف (بمؤتمر القوى الجديدة) – مع ان حزب سانو كان يعارض الدستور الاسلامي المزيف!! جاء فى جريدة الصحافة يوم 29؟1؟1968: (النواب المسيحيون يطالبون بإدخال 25 تعديلا على الدستور. التعديلات تنادى بإلغاء الصوص الإسلامية وتطالب بعلمانية الدستور وانتخاب نائب رئيس الجمهورية من الجنوبيين) .. كما أوردت يوم 30/1/1968: (انسحب جميع نواب سانو من الجمعية وكذلك بعض نوا بكتلة النوبة ما عدا الأب فيليب عباس ولويجى أدوك وثمانية من النواب الجنوبيين المنتمين للأحزاب الشمالية. أجرى التصويت على القراءة الثانية لمشروع الدستور ففاز بأغلبية 68 نائبا، ووقف ضده النواب الشيوعيون الأربعة) والمقصود، هنا، مشروع الدستور الاسلامي (المزيف). كما اوردت الصحافة يوم 4/2/1968 ما يؤكد استمرا الأخوان المسلمين حلفاء لحزب سانو فى (مؤتمر القوى الجديدة) برغم موقفه من الدستور الاسلامي (المزيف): (اجتمع مؤتمر القوى الجديدة ووقف على آخر تطورات المشاورات التى كانت جارية لتكوين حكومة قومية، ولوضع التدابير اللازمة لاجازة الدستور، وقد احاط الإجتماع بالموقف الذى اتخذته احزاب الحكومة اخيرا وقرر باجماع اطرافه تأييد اقتراح طرح الثقة المقدم بالفعل من أجل اسقاط هذه الحكومة الراهنة لتقوم مكانها حكومة قومية) – الخط تحت العبارة من وضعنا. فتحالف الأخوان المسلمين مع حزب سانو المسيحى، انما المقصود منه معارضة الحكومة فحسب!! فكيف يجوز، فى الشريعة الاسلامية، ان يتحالف مسلم مع غير مسلم ضد مسلم؟؟
    4) قال الترابى فى محاضرته بجامعة الخرطوم فى ديسمبر 1977 حول مشروع قانون حظر الخمور الذى أصدرته (لجنة تعديل القوانين لتتناسب مع الشريعة الاسلامية)، وهو عضو بارز فيها: - (فيما يتعلق بالخمر فى الشريعة الاسلامية السلفية رأيان: رأى ان شرب الخمر له حد مقدّر، وهو الجلد أربعين أو ثمانين .. ورأى آخر ان عقوبة شارب الخمر عقوبة تعزيرية، والذى وضعناه والذى اختارته اللجنة ان تضع كل هذه العقوبات خيارا للقاضى.. وضعت لشارب الخمر اما الجلد اربعين جلدة، أو السجن شهرا، أو الغرامة، أو غير ذلك)!! هكذا (عطّل) الترابى حدّا من حدود الله تعالى، فذهب يزيفه، ويميّعه، بهذه الصورة، وقد (وضع)، من عنده، عقوبة (وضعية) لحد الخمر الثابت فىالشريعة..
    1) فلا يمكن ان يكون للشريعة فى عقوبة الخمر رأيان... فهى اما ان تكون حدا، واما ان تكون تعزيرا..
    2) هناك فرق كبير بين الحد والتعزير فالحد عقوبة مقدرة من الله تعالى لا يجوز نقصها او زيادتها، او استبدالها بعقوبة اخرى. اما التعزير فهو عقوبة متروك تقديرها للإمام أو القاضى...
    3) حد الخمر ثابت فى السنة النبوية بأربعين جلدة .. روى مسلم عن أنس ان الرسول صلي الله عليه وسلم كان يضرب فى الخمر بالنعال والجريد اربعين. وعن ابى هريرة ان الرسول صلي الله عليه وسلم قال: (من شرب الخمر فاجلدوه).. وورد عن ابى داؤود والنسائى قولهما: (ثم اتى ابوبكر بسكران فتوّخى الذى كان من ضربهم عن رسول الله صلي الله عليه وسلم فضربه اربعين. واخرج مسلم: (ان عثمان، أمرّ عليا بجلد الوليد بن عقبة فى الخمر، فقال على لعبدالله بن جعفر: اجلده!! فجلد، فلمّا بلغ اربعين قال: امسك!! جلد رسول الله صلي الله عليه وسلم اربعين، وجلد ابوبكر اربعين، وجلد عمر ثمانين، وكل سنة، وهذا أحب الى.).. وقال على بن ابى طالب: (ما أحد اقيم عليه الحد، فيموت، فاجد فى نفسى منه شيئا، الحق قتله، الاّ شارب الخمر، فانه شىء رأيناه بعد رسول الله صلي الله عليه وسلم، فان حدّ شارب الخمر اربعين فمات منها كانت نفسه هدرا، وان حدّ ثمانين، فمات ضمنت نفسه) – صفحة 228 وصفحة 229 (الأحكام السلطانية لأبى سعيد الماوردى)
    4) أكدّ كتابنا (لجنة تعديل القوانين لن تفلح الاّ فى خلق بلبلة) ثبوت عقوبة الخمر كحد، لا كتعذير، عند جمهور الفقهاء المتقدمين منهم، والمتأخرين، فأورد أقوال الشافعية، والحنفية، والمالكية، والحنبلية، كما أورد رأى ابن تيمية، ورأى ابن القيّم الجوزية.
    5) وقال الترابى فى محاضرته تلك، وهو يتحدث عن حقوق الذميين فى الدولة الإسلامية التى يزعم الدعوة لقيامها: (ليس هناك ما يمنع رجلا من جنوب السودان أو من شرقه أو من شماله ان يكون رئيسا لجمهورية مسلمة، ليس هناك ما يمنعه، ليس الذى يمنعه كونه جنوبيا وانما الذى يمنعه كون حزبه يخالف حزب الأغلبية، فاما ان ينضم الى حزب الأغلبية، أو أن يقنع الأغلبية بالإنضمام الى حزبه) .. فالترابى يرى ان للمسيحى الحق فى ان يكون رئيسا لدولة تحكم بالشريعة الإسلامية!! ثم يستدرك فيشترط ان ينضم الى حزب الأغلبية، وهو الإسلام، أو ان يقنع المسلمين بالإنضمام الى حزبه وهو المسيحية!!
    ويقول الترابى فى تلك المحاضرة أيضا: (ولا يمنع كون الشريعة الاسلامية هى مصدر القوانين لا يمنع ذلك الجنوبيين من ان يشتركوا فى السلطة التشريعية!! يمكن ان يشتركوا أولا ليعارضوا القوانين) فالترابى يرى أنه من حق المسيحى الإشتراك فى السلطة التشريعية فى الدولة التى تحكم بالشريعة الإسلامية!! ثم يستدرك، أيضا، فيقول: (يمكن ان يشتركوا أولا ليعارضوا القوانين) ولكنه لا يخبرنا عن مصير اشتراكهم فى السلطة التشريعية بعد ان تصير القوانين اسلامية حسب رأيه. هل سيكون كل حق المواطن الجنوبى، فى الإشتراك فى السلطة التشريعية هو معارضة القوانين، فحسب؟؟
    6) وقال الترابى فى تلك المحاضرة العجيبة: (وأود ان اقول انه فى اطار الدولة الواحدة والعهد الواحد يجوز للمسلم كما يجوز للمسيحى ان يبدّل دينه اذا لم يخرج على جماعة الأمة وعلى الدولة) ... ورأى الترابى هذا يصطدم توا بقول النبى الكريم، فى اطار الشريعة الاسلامية، (من بدّل دينه فاقتلوه)!! وبقوله ايضا (لا يحل دم امرىء مسلم الاّ باحدى ثلاث: كفر بعد ايمان، وزنا بعد احصان، وقتل نفس بغير نفس)!! والترابى ليس داعية الى تطوير التشريع الاسلامي حيث تبلغ حرية الرأى مبلغ ما تحكيه الآية الكريمة: (وقل الحق من ربكم، فمن شاء فليؤمن، ومن شاء فليكفر)!! بل انه ليعارض دعوتنا الى هذا التطوير، اشد المعارضة بغير وعى، وبغير جد!! وانما هو يدّعى الدعوة الى تحكيم الشريعة الاسلامية، كما هى، من غير تطوير لأى من صورها، على (اوضاعنا القانونية) كما جاء فى عنوان محاضرته!! وهذه الشريعة انما انبنت على التفريق بين المسلم وغير المسلم، تفريقا بيّنا، فى الحقوق والواجبات.. حيث قامت على الوصاية (آية السيف، والجزية طرف منها). ثم يذهب الترابى الى تزييف هذه الشريعة، وتمويهها، بهذه الصورة المزرية!!
                  

03-12-2014, 08:54 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هؤلاء هم الأخوان المسلمون: (مجموعة كتيبات نقدية أخرجها الجمهوريون في هذا التنظيم الدخيل) (Re: عبدالله عثمان)

    Quote: 1)
    2) وقال الترابى، من غير سند، ولا دليل، ولا بينة من الشريعة الاسلامية: (أما ان للرجل قوامة على المرأة، فبالطبع للمرأة حرية الاّ يكون للرجل قوامة عليها ذلك الاّ تتزوج)!! فالترابى، يخالف نص قوامة الرجال العامة على النساء مخالفة صريحة (الرجال قوامون علي النساء بما فضل الله بعضهم علي بعض، وبما أنفقوا من أموالهم...) ثم يذهب ليحصر هذه القوامة فى قوامة الزوج على زوجته!! فأين هى قوامة الرجل على بنته؟؟ وقوامته على أخته؟؟ بل قوامته على ساير النساء؟؟
    3) ويذهب الترابى فى تحليل الربا بحجة (الضرورة) فيقول فى تلك المحاضرة التى لا تنقضى تناقضاتها: (ولو أن السودان ألجأته الضرورة الملّحة الى ان يقترض ولو لم يجد الاّ موردا يقرضه بالربا، عندئذ نطبق الإسلام، وواحد من مبادىء الإسلام يقوم على طريق الضرورة وذلك امر تقديرى نقدّره ان شاء الله)!! وقال (بالطبع يحدثنى الناس ان السودان يتعامل بالربا مع الدول الأجنبية، وبالطبع هذه ضرورات) – ونسى الترابى أن الضرورة، الملجئة، فى الشريعة، هى الإشراف على الموت!! ولكنه أراد هنا ان يظهر بمظهر تقدمى وتحررى ليكون مقبولا لدى السلطة، ولدى الطبقات الحديثة!! حتى ولو كان ذلك بتزييف الشريعة، وتشويهها، ومسخها، بهذه الصورة!!
    4) وأخيرا، وبعد ان دخل الترابى فى المصالحة الوطنية، وشارك فى السلطة، واخذ ينفذ مخطط التنظيم لإحتواء النظام، أخذ يتورط فى تناقضات انكر، وأغرب!! فقد نشرت جريدة الأيام يوم 22/8/1978 هذا الخبر (استقبل الدكتور حسن عبدالله الترابى مساعد الأمين العام للإعلام والشئون الخارجية، أمس الأول، بمكتبه بالإتحاد الإشتراكى السودانى سعادة سفير كوريا الديمقراطية بالخرطوم، وقد كانت المقابلة للوداع بمناسبة انتهاء عمل السفير بالسودان. ومن جانب آخر تم بحث الجوانب المتعلقة باشتراك الإتحاد الإشتراكى السودانى فى احتفالات كوريا بالعيد الثلاثين لتأسيسها)!! فالترابى انما يبحث مع السفير الكورى الإشتراك فى الإحتفالات بتأسيس الدولة الشيوعية فى كوريا!! الإحتفال بتأسيس دولة شيوعية!! أليس هو الترابى نفسه الذى قال عن تأسيس الدول الشيوعية، فى الجمعية التاسيسية يوم 15/11/1965، وهو يقود الحملة لحل الحزب الشيوعى وطرد نوابه الثمانية من الجمعية: (النظرية الشيوعية هى الوصول للحكم عن طريق الثورة المسلحة ودكتاتورية الطبقة العاملة. وقد تثور بعض البلدان التى يسيطر عليها الشيوعيون، كما حدث فى هنقاريا، ولكن سرعان ما تلبث القوات الشيوعية ان تكتم أنفاسها)؟؟ أين سند الترابى، من الشريعة التى يدّعى العمل لتحكيمها، فى بحثه أمر الإحتفال بتأسيس هذه الدولة الشيوعية؟؟ وهو الذى قال فى جلسة الجمعية التاسيسية تلك عن عداوة الشيويعة للدين: (فلا يسمح فى روسيا اطلاقا بأن ينظم الدين ولو انها لا تعذب من ينظم الصلاة وقد يتظاهرون فى دساتيرهم بأنهم يؤدون الدين، ولكن هذا مجرد إيهام للناس) وقال (أما عن مبدأ الأخلاق فان الشيوعية تتنافى مع الأخلاق لأن نظريتها مبنية على أساس ان الغاية تبرر الوسيلة ولو كانت الوسيلة هى المكر والخداع والنفاق وهذا ما يمارسه الشيوعيون فى كل بلد).. ان الترابى، اليوم، انما يتورط فى هذه التناقضات لأنه يزاول مخططه لإحتواء النظام، التظاهر بمظهر تقدمى زائف!!
    5) وان الترابى ليتناقض مع نفسه، حتى فى تصريحاته فى تحقيق صحفى واحد!! لقد جاء فى جريدة الأيام بتاريخ 21/8/1978 قوله: (ولذلك لا يتعسر على الأخوان أبدا أن يعملوا أفرادا فى اطار قومى اذا كانت اهدافه تتوخى المنهج الإسلامى الذى يرفض الإرتماء فى أحضان الفكر الغازى ويرفض الركود الى الفكر الدينى التقليدى) ثم يقول فى التحقيق الصحفى نفسه (ان اليسار المتطرف من حيث هو اتجاه فكرى مدعو ابدا للحوار والمشاركة وللتفاعل)!! فكيف يرى أن (يشارك) اليسار المتطرّف (الحزب الشيوعى) فى السلطة، كما يشارك هو، لتطبيق (المنهج الإسلامى الذى يرفض الإرتماء فى أحضان الفكر الغازى)؟؟ اين سند الترابى، من الشريعة التى يدّعى العمل على تحكيها، فى اشراك الشيوعيين فى السلطة؟؟

    الترابى لا يتحرى الصدق فيما يقول
    واخيرا نعرض لثلاث من صور الكذب الذى يتورط فيه الترابى، وهو يداهن النظام، لحتويه، ويتسلق الى مناصبه...
    1) يقول الترابى عن الإشتراكية فى محاضرته بجامعة الخرطوم فى ديسمبر 1977: (الإشتراكية أصبحت كلمة حمّالة فى معناها ويمكن ان تنتهى فى الآخر الى شعار لا يعنى أكثر من ان تقوم عدالة إجتماعية ويمكن ان تصف بها نظام الإقتصاد البريطانى مثلا أو تصف بها نظام الإقتصاد الهندى أو تصف بها النظام الإقتصادى السودانى مثلا)!! فالإشتراكية، عند الترابى، ليست ذات معنى محدد وانما هى (حمّالة فى معناها)!! وذلك بحيث يمكن ان نصف نظام الإقتصاد، فى كل من بريطانيا، والهند بأنه اشتراكى!! مع ان من له أدنى معرفة بالإقتصاد لا يتردد فى تصنيفهما كدولتين رأسماليتين!! ولكن الترابى يرجع ليقول فى كلمة بجريدة الأيام يوم 23/12/1977: (وقد كانت الإشتراكية، قبلا، شعارا برّاقا فى الدعاية الحزبية، ولكنها بعد مايو اصبحت حقيقة فى السياسة) مع انه لا يعرف محددا للإشتراكية ... ومع ان مفكره سيد قطب قد قال (لم استسغ حديث من يتحدثون عن (اشتراكية الإسلام)، و(ديمقراطية الإسلام)!! العدالة الإجتماعية فى الإسلام صفحة 97.
    2) ويشترك تنظيم الأخوان المسلمين فى كل المواجهات الدموية التى وقفتها الطائفية ضد نظام مايو بدء بأحداث الجزيرة أبا حتى الغزو الأجنبى الأخير .. ومع ذلك يقول الترابى فى جريدة الأيام يوم 23/12/1977: (ومهما يكن من سياسات اتخذتها مايو ازاء الطائفية فقد انكسرت اليوم شوكتها، وتهيأت حركة، وسياسة حديثة، نحو الإسلام، مبرأة من الجمود والقيود تتجه نحو المستقبل وتنفتح للأمة الموحدة)!! لماذا إذن وقف الترابى ضد عمل مايو لكسر شوكة الطائفية؟؟ لماذا كان حليفا للطائفية ضد نظام مايو، فى كل معاركها، وهو سىء الرأى فى الطائفية بهذه الصورة؟؟ الترابى، هنا، انما يكذب على الشعب، وعلى السلطة .. كذبة لا تجوز ولا تنطلى عليها!!
    3) والترابى يقول فى محاضرته بجامعة الخرطوم فى ديسمبر 1977، بعد أن عدّد المراحل التى تسبق تطبيق قانون حظر الخمور: (فبيننا وبين قيلم الدين الأتم اكثر من عامين)!! هكذا يكذب الترابى على الله، وعلى الشعب، وعلى السلطة!! بقى أكثر من عامين لقيام الدين الأتم!! وماذا يعنى بالدين الأتم؟؟ انه انما يعنى دعوة الأخوان المسلمين، هذه الصورة المشوّهة، الممسوخة للدين، التى يستغلونها فى الوصول الى السلطة، عن طريق فرض الإرهاب الدينى، وإثارة العاطفة الدينية!!

    الخاتمة
    أما بعد،
    فهذه طائفة لتناقضات الأخوان المسلمين للشريعة، وللدين، قدّمناها، فى هذا الكتاب لنفصل، فصلا قاطعا، لا لبس فيه، ولا غموض، ولا ريبة، بين الإسلام والأخوان المسلمين .. الأخوان المسلمون ليسوا على شىء من الإسلام، بل انهم ليشكلون، فى مجالى الفكرة، والممارسة، تناقضا حادا مع الإسلام .... ونحن كدعاة الى البعث الاسلامي انما نسعى، ونحن نبسط فكرتنا عن هذا البعث الى تسليط الضوء على زيف الدعوة الدينية التى يحملها الأخوان المسلمون، مما يشكلون به عقبة امام هذا البعث..
    ونحب ان يتبّصر افراد هذا الشعب هذه التناقضات، والمفارقات، الصريحة للإسلام التى يتورط فيها هذا التنظيم، حتى لا تجوز عليهم دعاويه الدينية، وهو يعمل، اليوم، وفق خطة مرسومة، لإحتوائهم اليه، وتكتيلهم حوله، بإثارة العاطفة الدينية لدى بسطائهم، وفرض الإرهاب الدينى على أحرارهم!!
    ان محبتكم للإسلام يجب ان تجعلكم حريصين عليه، اشد الحرص، حتى لا تضلّلوا، باسمه، لخدمة المصالح السياسية لتنظيم الأخوان المسلمين فى إحراز السلطة ... ان محبتكم للإسلام يجب ان تجعلكم ضنينين به على ان يصبح نهبا للتشويه، والمسخ، على يدى تنظيم الأخوان المسلمين، ومطية، عندهم، الى الحكم!!
    الأخوان المسلمون والإسلام نقيضان!! فقد استباح الأخوان المسلمون دماء المسلمين، وممتلكات المسلمين، فى مصر، وفى السودان ... ثم انهم، وعلى لسان مرشدهم العام، انما يزيفون الشريعة، ابشع تزييف، فيستهترون بأمر الدين، اشنع استهتار!! راقبوهم!! هل هم يحكّمون هذه الشريعة على حيواتهم، ويطبقونها فى انفسهم؟؟ هل هم اليوم، وهم يشاركون فى السلطة التى ناصبوها الحرب، يحكمون بالشريعة الإسلامية؟؟ وما هى الواجبات الدينية (الشرعية) التى يتقاضى الترابى عليها مرتبه، ويتمتع بمخصصاته؟؟
    وتنظيم الأخوان المسلمين اخطر من خطر الطائفية التقليدية .. فالطائفية التقليدية بادية البطلان، وبطلانها لا يجوز على المستنيرين من المواطنين ... ثم هى انما تبسط نفوذها فى مناطق الريف المتخلفة...
    اما هذا التنظيم فشديد التضليل عن مفارقته الدينية بدعواه العريضة الى (تحكيم الشريعة)، وهو، بعد، يتمتع بخصاص التنظيم التى تمكّنه من التغلغل الى الإتحادات والنقابات، العمالية، والطلابية، والمهنية – كما تمكّنه من التغلغل الى المؤسسات الدينية، كالمساجد، والنشاطات الثقافية، والرياضية، والعلمية!! اكثر من ذلك!! فهو، بهذه الخصائص التنظيمية، انما يستطيع احتواء مؤسسات النظام السياسية، والدستورية، جميع!!
    ومرشده العام، اليوم، مساعد الأمين للإعلام والشئون الخارجية حيث يمكن احتواء اجهزة الإعلام فى الداخل، والإتصال التنظيمى بالخارج!! كما هو المشرف السياسى لمديرية من المديريات ذات الجماهير المحبة للدين، هى مديرية جنوب دارفور، والتى يمكن ان يلعب تنظيمه دورا فعّالا فى التأثير عليها، لإحتوائها، باسم الدين.
    هذا !! واذا راجعنا (خطة العمل العام 78/1979) التى يتبناها تنظيم الأخوان المسلمين، كما عرضناها فى بداية هذا الكتاب، لأدركنا الخطورة الماثلة من التهاون، أو الغفلة فى التعامل مع هذا التنظيم الذى مرد على السعى الى السلطة بصورة جعلته يرتضى ان يموّل ويسلّح من دولة ذات تبعية للنفوذ الشيوعى السوفيتى فى المنطقة العربية، والمنطقة الأفريقية، وان يتخذ أراضى تلك الدولة (ليبيا) معسكرات لتدريبه، ومنطلقات لغزو البلاد، وقتل المسلمين فيها، من العسكريين، والمدنيين، وتهديد حياة رئيسها، وأعوانه، بالموت!!
    ميّز أيها الشعب بين الإسلام والأخوان المسلمين، وتنبّه الى محاولات اعضائه لإحتوائك وانت تباشر مسئولياتك الوطنية، أو تمارس نشاطاتك النقابية، أو الإجتماعية، أو الثقافية، أو الرياضية، أو الفنية ....
    وهم، على أى حال، بإذن الله، مخذولون ... ذلك (ان الله لا يحب الخائنين)

    الأخوان الجمهوريون
    أم درمان ص ب 1151
    تلفون 56912
                  

03-12-2014, 12:34 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هؤلاء هم الأخوان المسلمون: (مجموعة كتيبات نقدية أخرجها الجمهوريون في هذا التنظيم الدخيل) (Re: عبدالله عثمان)

    نسخة غير رسمية - ربما تقابلكم بعض أخطاء في الطباعة
    wq.JPG Hosting at Sudaneseonline.com

    Quote:

    الاهــــــــــــــــداء:

    الى شعبنا المخلص المحب للديــــــــــــــن!!
    الى كل داعية لعودة الاســـــــــــــــــــلام!!
    اعلمــــــــــوا، وعــــــــــــوا :
    فان الاسلام، دين الحق، والصـــــــــــدق!!
    وهو لن يبعث الاّ بالصدق، والاخلاص، من الدعــــــــاة!!
    والاّ بالوعى، واليقظة من المدعويــــــــن!!
    استقيموا، ولا تأخذوا ممن قالــــــــــــــوا!!
    ولكن خذوا ممن استقاموا، نفلحـــــــــــوا!!

    ===
    بســـم الله الرحمـن الرحيـــــــــــم

    (وما ظن الذين يفترون على الله الكذب يوم القيامة؟؟ ان الله لذو فضل على الناس، ولكن اكثرهم لا يشكرون ..)
    صدق الله العظيم ..

    مقدمـــــــــــــــة:
    فى الآونة الاخيرة حيث بلغ الهوس الدينى اوجّه فى العالم الاسلامى، وبصورة خاصة ماكان منه فى ايران، على يد الخمينى، اخذت تنشط من جديد، فى بلادنا القوى السلفية المتمثلة فى الطائفية، وفى الاخوان المسلمين، ليعيدوا المسرح السياسى الى ما يشبه الحال الذى كان عليه قبيل قيام ثورة مايو، من مزايدة باسم (الدستور الاسلامى)، ومن محاولات لتضليل الشعب باسم الدين، حينما انكشف امر الاحزاب الطائفية بوجهها السياسى التقليدى، فأخذ الشعب يواجهها بقصور برامجها، وبفساد سياسييها .. فأرادت هذه الاحزاب الطائفية، فى ذلك الوقت، ان تأتى للشعب بوجه جديد، يلتحف قداسة الدين، ويلبس على سواد الشعب، وعلى المثقفين، امر الطائفية، وامر احزابها، واغراضها السياسية التى تتستر وؤاء الواجهة الدينية .. ولقد ساعد (الاخوان المسلمين) الطائفية بالامس، مساعدة فعالة فى ذلك التضليل، وفى تلك المحاولة الماكرة لتمرير ما كان يسمى زورا (بالدستور الاسلامى) وذلك بدفعهم زعماء الطائفية لتبنى قضية (الدستور الاسلامى)، وبا فتعال اثارة العواطف الدينية وسط جمهور المساجد، وبإفتعال ارسال البرقيات باسمهم لمطالبة زعماء الطائفية بالعمل لإجازة (الدستور الاسلامى) المزيف ..
    ان (الاخوان المسلمين) قد كانوا قبل مايو، بعملهم ذاك اداة فى يد الطائفية التى استغلّتهم، والتقطت من يدهم دعوى (الدستور الاسلامى) ، وكادت، بذلك، ان تنجح فى استعادة قواها، وتمكين قبضتها من رقاب الناس، لولا فضل الله الذى قيض مايو لتسحب البساط من تحت اقدام الطائفية، فى مايو 1969، نفس الشهر الذى عقد فيه زعماء الطائفية اجتماعهم الشهير، حيث ايقنوا ان حاجتهم للاتفاق على حبك مؤامرة (الدستور الاسلامى) هى حاجة حياة او موت، وبالفعل خرجوا ببيان يكشف عن مخططهم، ويؤكد اصرارهم على تنفيذ ذلك المخطط الذى به يتقرّر مصيرهم فى الاحتفاظ بالحكم والمضى لأمد اطول فى استغلال هذا الشعب ..
    وهاهم الاخوان المسلمون، لمّا يزالوا مستغلّين من قوى الطائفية – فى الداخل والخارج – يحاولون بعث الحياة الهامدة فى تنظيمهم راكبين موجة العاطفة الدينية التى انبعثت بقيام حركة الخمينى فى ايران، فأخذوا ينتهزون كل فرصة تواتيهم، سواء اكان ذلك من خلال المنابر العامة، ام من خلال الاجهزة الرسمية التى رضوا ان ينخرطوا فيها، او من خلال تنظيمات الطلاب، وجمهور المساجد، ليثيروا العاطفة الدينية، بغير علم، وبغير صدق، وبغير حق، ليرهبوا المثقفين، وليحملوا السلطة لتيبر فى ركبهم، فى طريق تزييف الشريعة، وتقنين الهوس الدينى الذى يبرأ منه الاسلام، وهو طريق يجهل (الاخوان المسلمين) انفسهم معالمه، وانما هو التيه، وانما هى الهاوية التى نردى فيها شعب ايران على يد الخمينى، ولا منقذ له من مأساته التى يقف العالم كله عاجزا حائرا بازائها ..
    ومصداق هذا الذى نقول هو مواكب تأييد ايران التى ينظمها، ويسيرها تنظيم الاخوان المسلمين، وهو التصريحات التى يطلقها زعماء هذا التنظيم، الترابى وزملاؤه، والتى يكيلون فيها الثناء على الخمينى، ويبررون فيها مفارقاته وفوضى الحكم التى فرضها على شعب ايران.
    ان تحرّك الاخوان المسلمين،وتآمرهم مع الطائفية بالامس، هو، هو تحركهم اليوم للتآمر، والوثوب الى السلطة باسم (النهج الاسلامى) وباسم (القوانين الاسلامية)، وباسم (الدستور الاسلامى) مستغلّين حب هذا الشعب للدين، وممجدين، بغير صدق، وبغير اخلاص، كل كلمة عن الدين تجرى على لسان قيادة الثورة، ليحملّوا الكلمات فوق ما تحتمل، وليخرجوا بها عن مدلولها الواضح المحدد الذى لا يعنى، بأى حال من الاحوال، غير تقدير السلطة للاسلام، وغير رغبتها فى ان تسود روحه، وقيمه المجتمع، بالوجه الذى يحفظ للوطن وحدة بنيه ووحدة ترابه.
    انه لمن حسن التوفيق ان اختلف الامر وسط الشعب، اليوم، عنه بالامس، قبل ثورة مايو، فقد ارتفع مستوى الوعى بحقيقة الاخوان المسلمين، وازدادت معرفة الشعب لمصلحته،ومصلحة دينه، بحيث ضاقت فرص انخداعه بالدعوة الزائفة للحكم الاسلامى التى يتبنّاها الاخوان المسلمين، ويحاولون ان يرهبوا الناس بها، وان يقسروهم على قبولها ..
    ولكن، مهما يكن نت الامر، فان اتساع دائرة الوعى لا يعنى ان ندع اليقظة، او ان نتخلى عن الحذر من التآمر السلفى، وانما يجب أن يزداد وعينا، وان يكون كل حادب، وكل مخلص لهذا الشعب، واع بمصلحته، هلى درجة كبيرة من اليقظة، ومن الشجاعة لكشف، ودحض، كل دعوة زائفة من الطائفية، ومن اعوانها، حتى تتأمن مسيرة شعبنا، وحتى يكتمل وعيه، فيسد بذلك الطريق امام المخادعين، المتاجرين باسم الدين، وحتى يجئ، من ثم، البعث الدينى الصحيح.
                  

03-12-2014, 12:35 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هؤلاء هم الأخوان المسلمون: (مجموعة كتيبات نقدية أخرجها الجمهوريون في هذا التنظيم الدخيل) (Re: عبدالله عثمان)

    Quote:
    الدستور الاسلامى المزيــــــــف
    فى الستينــــــــــــــــــــــــــــــات:
    ان الدعوة المزيفة للدستور الاسلامى، التى تطل برأسها فى هذه الايام تحت ما يسمى بتعديل القوانين لتتمشى مع الشريعة الاسلامية، او ما يسمى (النهج الاسلامى)، هذه دعوة ليست بجديدة، وانما هى نغمة ظلّ يرددها السلفيون، من اخوان مسلمين وطائفيين، منذ عهود حكم احزاب الطائفية .. وهم قد كانوا، وما زالوا، يريدون التوسل بها لامتلاك السلطة ..
    ولقد واجه الجمهوريون تلك الدعوة الخادعة مواجهة حاسمة، وكشفوا زيفها، وبطلانها، منذ بروزها فى منتصف الستينات.
    ولقد اسمى الجمهوريون ذلك الدستور الذى تبنته الطائفية واحزابها : (الدستور الاسلامى المزيف) .. وفى سبيل كشف ذلك الزيف اقاموا، ضمن ما اقاموا، وما قّدموا، (اسبوع مناهضة الستور الاسلامى المزيف)، حيث كثفوا العمل فى ذلك الاسبوع بالمحاضرات، والمنشورات، والمقالات الصحفية، التى تدحض دعوى السلفيين، وتبين للناس الاغراض السياسية المستترة وراءها.
    ازهرى والدستور الاسلامى:
    ومن ضمن تلك المواجهة من الجمهوريين للطائفية، وللاحزاب السلفية، نورد عن جريدتى الرأى العام، والصحافة خبرا، وتعليقا على خطبة المرحوم السيد اسماعيل الازهرى رئيس مجلس السيادة فى ذلك الوقت ..
    خطبـــــة ازهـــــــــــرى:
    قالت جريدة الرأى العام، بتاريخ 25/12/1968م : (.. هذا وكان السيد اسماعيل الازهرى رئيس مجلس السيادة قد القى خطابا عقب صلاة العيد فى ميدان عبد المنعم حيث اعلن انه يعمل على ان يكون للبلاد دستور اسلامى، كما انه سيعمل على ان تكون كلمة القضاء الاولى للقضاء الشرعى، وليس المدنى) ..
    تعليق الجمهوريين عام 1968م :
    ولقد تناول الجمهوريون هذه الخطبة، فى حينها، ناقدين لها، ومبينين خطورتها .. وفى ذلك تقول جريدة الصحافة 25/12/1968م :-
    (جاءن التعليق التالى من الاستاذ محمود محمد طه رئيس الحزب الجمهورى: لقد جاء خطاب السيد الازهرى فى الوقت المناسب، وعلى المثقفين الحادبين على مستقبل هذا الشعب ان يوسعوا هذا الخطاب العجيب شرحا، وتعليقا، وعليهم الا يدعوه يغيب عن بال الشعب ..
    ان هذا الخطاب تحتوشه الاخطاء من جميع اقطاره، وتجرى فى جميع عباراته،وهو خير دليل على مبلغ الجهل الذى يتمتع به من يوجهون مصير هذا البلد المنكوب ..
    وسيكون هذا الخطاب العجيب بداية انطلاقة لارادة التغيير التى بدأت تظهر من الشعب السودانى منذ حين للتخلص من اوضاع فاسدة، جاهلة، رزح تحت اعبائها عقدا كاملا من الزمان.) انتهى.
    هكذا جاء تعليق الجمهوريين فى حينه .. ولقد قيض الله لهذا الشعب، بالفعل، ان يكون ذلك الخطاب، بما اتاحه من يقظة، بداية لارادة التغيير ..
    اجتماع القصـــــــر:
    ان زيف دعوة الطائفية للدستور الاسلامى لم يكن ليحتاج لاعمال فكر،وانما هو ظاهر، ومكشوف، ويكفى للتدليل على ذلك ان الطائفية بكل استغلالها للناس، وبكل امتصاصها لعرقهم، وجهدهم، قد تزعمت تلك الدعوة، ولقد كاد قادة الطائفية، الهادى المهدى على وجه التحديد، ان يحكموا قبضتهم على هذا البلد، باسم الدين، لولا فضل الله، ثم لولا الجهد الذى بذله الجمهوريون فى التوعية، والتعبئة ضد كيد الطائفية، وضد الدستور الاسلامى المزيف، حتى قيض الله ثورة مايو، فى ساعة الصفر، لتسحب البساط من تحت ارجل الطائفية، وتحول بينها وبين الشعب ..
    ففى شهر مايو عام 1969م، شهر الثورة نفسه، اجتمع السلفيون فى القصر الجمهورى، عندما ايقنوا ان الوعى بزيف دعوتهم للدستور الاسلامى قد تصعد، وسط المثقفين، بالصورة التى وضح منها ان هذا الستور لن يمرر من خلال الجمعية التأسيسية، فدبّروا امرهم ليتجاوزوا عقبة الجمعية التأسيسية، بأن يعرضوا مسودة (الدستور الاسلامى المزيف) فى استفتاء عام، وهم يعلمون، بطبيعة الحال، حب سواد شعبنا للدين، وتأييده، الفطرى لكل داعية له، مما يضمن لهم فوز الدستور الاسلامى المزيف بواسطة الاستفتاء العام.
    والسطور التالية، المنقولة من جريدة الصحافة، تكشف عن ذلك المخطط الذى دبّره، بليل، زعماء الطائفية واعوانهم من السلفيين ..
    بيان زعماء الطائفيــــــــــة:
    الصحافة 8/5/1969 : (اصدر الحزبان المؤتلفان البيان التالى حول مفاوضاتهم التى تمت مساء امس الاول بالقصر الجمهورى :-
    اتفق الحزبان على اسس الدستور الرئيسية على ان تقدم مسودة الستور للجمعية فى شهر يوليو 1969 بحيث تتمكن الجمعية من اجازته فى وقت اقصاه آخر ديسمبر، فاذا حان ذلك الوقت ولم تتمكن الجمعية من اجازته فى مرحلة القراءة الثانية تعرض المواد الرئيسية التى لم تجز على استفتاء شعبى تكون نتيجته ملزمة وهى :-
    " اسلامية الدستور او علمانيته، رئاسية الجمهورية او برلمانيتها، اقليمية الحكم او مركزيته، وان يشمل الاستفتاء اية مواد اخرى يتفق على اهميتها حينذاك، والتزم الحزبان على ان يتفاوضان مع الاحزاب والهيئات الاخرى لجمع كلمتها حول هذا المشروع والتزما ان يسجلا فى الاتفاق النقاط اللازمة لضمان حقوق الاقليات والحريات الدينية، والله ولى التوفيق "
    امضاء : محمد عثمان المرغنى – اسماعيل الازهرى – الهادى عبد الرحمن، على عبد الرحمن الامين، الصادق المهدى، عبد الحميد صالح – حسين الهندى) انتهى.
    ولقد وطّن الجمهوريون انفسهم على تفشيل خطة الطائفية الرامية لتمرير دستور مزيف ينتحل اسم الاسلام، ولقد صدر كتابهم (لا اله الا اله) فى طبعته الاولى، صبيحة 25 مايو 1996 – وهو يحمل فى مقدمته السطور التالية، فى سبيل كشف زيف دعوة الطائفية للدستور الاسلامى: (ليس لهذه البلاد دستور غير الدستور الاسلامى، ولكن يجب ان نكون واضحين فان الدستور الاسلامى الذى يدعو له العاة الحاضرون – جبهة الميثاق، و الطائفية وانصار السنة، والفقهاء- ليس اسلاميا، وانما هو جهالة تتستر بقداسة الاسلام، وضرره على البلاد محقق، ولكنهم مهزومون بعون الله، وبتوفيقه، ولن يبلغوا بهذه الجهالة طائلا) ..
    ولقد هزموا يومها، وهم الآن ايضا، بعون الله مهزومون، (ولن يبلغوا بهذه الجهالة طائلا) ..
    لماذا تتكرر التجربـــــــة:
    والآن وبعد مضى عشر سنوات على مؤامرة الدستور الاسلامى المزيف، وبعد معاداة لثورة مايو، ومواجهة مسلّحة لها، من دعاة ذلك الدستور، يجئ الاخوان المسلمون، اليوم، محاولين بعث ما اندثر من امر تلك المؤامرة الطائفية التى كانت يتغتال حرية الشعب السودانى وتذهب بوحدته ..
    الاخوان المسلمين واتجاه مايو للديــــــن :
    ان الاخوان المسلمين يزعمون انهم انما رجعواعن معارضتهم لثورة مايو لأن نميرى فى برنامجه للولاية الثانية اتجه نحو تحكيم الاسلام ومما ورد على لسان زعيم الاخوان المسلمين، الدكتور حسن الترابى بهد المصالحة الوطنية، فى هذا الشأن، حديثه فى جريدة الايام بتاريخ 21/8/1978م فقد قال : (لا يعسر على الاخوان ابدا ان يعملوا افرادا فى اطار قومى اذا كانت اهدافه تتوخى المنهج الاسلامى). هذا ما قاله الترابى تبريرا لقبولهم المصالحة مع النظام، ولكن ليس الاتجاه الاسلامى، وتقرير الدين، وابتغاء ان يؤثر فى حياة المجتمع، وفى ضبط سلوك افراده، هو امر مؤكد فى اتجاه الرئيس نميرى منذ قيام الثورة؟؟ بلى!! ان هذا الاتجاه قد برز منذ الوهلة الاولى لثورة مايو، بالرغم من محاولة الشيوعيين، فى ذلك الوقت، لا حتوائها، وتسييرها فى خطهم، وهى محاولة موازية لمحاولة الاخوان المسلمين لاحتواء النظام اليوم! ..
    خطاب نميرى عام 1971م والنهج الدينى :
    لقد جاء خطاب الرئيس نميرى، فى العيد الثانى للثورة – الثلاثاء 25/ مايو 1971م – ما يؤكد اصالة التيار الدينى لدى الثورة، بحكم ان ابناءها قد انبعثوا من صميم هذا الشعب المحب للدين، وها نحن، هنا، ننقل بعض فقرات ذلك الخطاب، ليرى القارئ ان اتجاه الرئيس نميرى للدين ليس جديدا كما حاول الترابى ان يصوره ليجد لنفسه مندوحة فى مصالحته للنظام، بعد ان كان يشهر السلاح فى وجهه، جنبا الى جنب مع الطائفية .. يقول الخطاب:-
    (غير ان كل هذا العمل العظيم مواطنى الشرفاء، كان هذا فى اطار مجالس القرى او كتائب النساء والشباب يصبح عملا غير مكتمل ان لم نحطه بسياج من المثل والاخلاق الفاضلة التى تعمّق فى الشباب نكران الذات والاستعداد للتضحية متوخيا الامانة فى كل جهوده، ولا يغرس كل هذا فى نفوسهم بجانب ممارسة العمل كفضيلة اساسية الا التربية الدينية السليمة التى تدخل الدين السمح وتعليمه السامية كضابط اساى يحكم تصرَفات شبابنا وشيوخنا ونسائنا) ..
    (لقد جاء الاسلام على يد محمد الامين نقيا من الشوائب .. جاء درعا للخائف وكرامة للمسحوق وخبزا للجائع والهاما لخاوى الروح ومنارة للنضال)
    ( والثورة فى بعثها الروحى انما تؤمن ايمانا عميقا وصادقا بأن الاسلام الذى هو دين السواد الاعظم من اهل بلانا سيظل هاديا للناس ومرشدا للعمل فى سبيل اسعادهم وتبديل حياتهم والخروج بهم من ظلمات التخلّف الى نور العصر .. دين بلا كهنوت، واسلام بلا ظلال لله فوق ارضه .. وانتهى عهد الوسطاء الذين قاتلناهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين لله) ..
    (ان الاغلبية المسلمة هنا فى السودان لتحترم الاديان السماوية جميعا وتكفل لكل مواطن على اختلاف معتقده الدينى الحق المتساوى فى وطنه وفى التمتع بحمل مسئولية بنائه وتقدمه فالدين لله كما قلت والوطن للجميع) .. انتهى –
    ولقد ظل الرئيس نميرى يعبّر بشتى صور التعبير، وفى عديد المناسبات، عن هذا الاتجاه الدينى ..
    واماالاتجاه الى صياغة الحكم صيغة اسلامية، الامر الذى يريد الاخوان المسلمون ان يدفعوا السلطة دفعا للتورط فيه، بغير تدبّر، وبغير ادراك عميق لمتطلبات هذه الديانات، هذا الاتجاه لا يورث غير تأخير عقارب الصاعة، ولا ينتهى الا بتفتيت وحدة البلاد، واشعال نار الفتنة وسط شعبها، ذلك بأن الفهم السطى، الذى تقوم عليه حركة الاخوان المسلمين، انما ييبذر التفرقة والشقاق بين المسلمين وغير المسلمين ... اذ ما هو وضع الاقلّيات غير المسلمة، فى فهم الاخوان المسلمين للاسلام؟؟ ما هو موقف الاسلام من قضية المرأة؟؟ وكيف يتم التوفيق بين ما نالته المرأة من مكتسيات مدنية، وبين وضعها فى الشريعة التى تجعلها تحت وصاية الرجل؟؟ .. بل ما هو موقف الاسلام من الاشتراكية؟!
    هذه كلّها قضايا كبيرة، لا يسعف فهم الاخوان المسلمين القاصر للاسلام فى الاجابة عليها، بالصورة التى تفض التعارض البادى بين الشريعة الاسلامية، التىراعت ملابسات المجتمع فى القرن السابع، وبين تطور المجتمع المعاصر .. ذلك التطور الذى نال فيه الفرد البشرى، رجلا كان او امرأة، من الحقوق فى مجال الحرية والمساواة ما لم يكن يتمتع به فى السابق، حتى تحت ظل الشريعة الاسلامية، التى تقيدت بحكم وقتها، وراعت حالة القصور التى كان عليها الفرد، وكان عليها المجتمع فى القرن السابع ..
                  

03-12-2014, 12:36 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هؤلاء هم الأخوان المسلمون: (مجموعة كتيبات نقدية أخرجها الجمهوريون في هذا التنظيم الدخيل) (Re: عبدالله عثمان)

    Quote: هذه محاولة مرفوضـــــــة:
    ومن هنا فانّا نقرّر ان محاولة الاخوان المسلمين لاحتواء ثورة مايو، واقحام صورة زائفة للشريعة على السلطة، وعلى المجتمع، هى محاولة مكشوفة، و مرفوضة، ولن تجد لها سندا عند احد يتمتع بالوعى السياسى، والدينى، وتهمه وحدة هذا البلد، ويهمه ان يعم الوعى الدينى المواطنين جميعا حتى لا تجوز بينهم دعوة دينية زائفى، ولا تهدد وحدتهم جوائح الفتنة الدينية الهوجاء .. ولقد كان المؤتمر القومى الثالث للاتحاد الاشتراكى، كما كانت اقوال الرئيس نميرى فى رحلته الاخيرة للجزيرة توكيدا للخط الواعى، المدرك لمتطلبات الواقع السودانى، الحريص على صون وحدته، والمتيقظ لحماية الوطن من بوادر الهوس الدينى الاهوج، ومن عودة احزاب الطائفية الجاهلة الى السلطة مرة اخرى ..
    وبكلمات بسيطة، وشجاعة، وحاسم، ومدركة للغرض السياسى المتستر وراء الدعوة الزائفة (للدستور الاسلامى) حدد الرئيس نميرى موقف السلطة الواضح وهو : وقوف مع الدين، ورفض للصور القاصرة التى تدعى الدين وهى بعيدة عن حقيقته ومجافية لروحه ..
    فقد جاء فى خطابه بقرية الفادنى ما يلى :-
    جريدة الايام 23/12/1979م
    (بقرية ود الفادنى اعلن الرئيس القائد جعفر نميرى ان الدستور الحقيقى الذى ستتمسك به الثورة وتنتهجه لخلق المجتمع الاسلامى، هو القرآن، وقال: أنا لا أريد الدستور الاسلامى ولا اعلم بدستور اسمه الدستور الاسلامى فان دستورنا الحقيقى الذى يجب ان نتمسك به عملا والتزاما وتكييفا لأنفسنا، هو كتاب الله، وان ما ينادى به من دستور اسلامى لا يشكل الا جزءا يسيرا مما يتضمنه القرآن الكريم) ..
    وفى المؤتمر الثالث تأكد خط الثورة هذا، كما تأكد وعى قادتها بمحاولات الانحراف بها عن هذا الخط السليم .. فقد جاءت كلمات الرئيس فى ختام المؤتمر هكذا :-
    (الا تراجع عن ميثاق عملنا الوطنى ول بديل لدستورنا الدائم – الصحافة 2/2/1980 ..
    (الا مجال لمزايدة باسم الدين. فلا مزايدة فى الاسلام ذلك اننا على طريقة ونهجه انما ندعو بالموعظة الحسنة والقدوة الحسنة) – الصحافة 3/2/1980 ..
    ان محاولة السلفين لاستغلال النهج الاسلامى لثورة مايو، والخروج به عن مدلوله، هى كما قلنا محاولة مكشوفة، وقد جاء فى لقاء المكاشفة الاخير ما يؤكد قولنا هذا ..
    فقد قال الرئيس نميرى فيه:-
    (لقد سمعنا ايها الاخوة من يزايد على نهجنا الاسلامى رغم اننا كنّا السبّاقين ليس لمجرد الدعوة له وانما طرحناه بالقدوة اولا وبالعمل ثانيا فى مجالات التشريع ومجالات التعليم والتربية لقد طرحناه منهجا للولاية الثانية وارسيناه معلما للسيرة كلّها وارتضيناه طريقا يفرض وجوده بالقناعة لا بالقهر .. بالاقتناع لا بالقسر)
    (وما كنّا لنرى فى انفسنا الا روّادا فى اطار واقعنا لا نتجاهل ظروفه ولا نتعامى عن مكوناته ولا نسعى بين الناس الا بما يوحد الناس بحيث يجتمعون على الاسلام لا يفترقون حوله) الصحافة 19/2/1980م.
    وبطبيعة الحال، فان مزايدة الاخوان المسلمين، والطائفيين بالاسلام، انما هى مزايدة ذات خطر متعد، فهى اولا تبتغى عودة الطائفية الى السلطة .. ومما لا شك فيه ان عودة الطائفية الى الحكم تقوض مكتسبات الشعب، وتعود به الى عهود التيه التى عانى منها فى الماضى الأمرّين .. واسوا من ذلك، فان هذه المزايدة، باسم الاسلام، انما تفتح الباب للفتنة وسط ابناء البلد الواحد، وتهدد وحدة ارضهم .. ولذلك فانه ينبغى علينا ان نواجه هذا التحرّك السلفى الطائفى بالوعى، وبالحسم، حتى نؤيس المزايدين باسم الاسلام، ونسد الطريق امامهم سدا لا يستطيعون له نقبا ..
    الخمينــــــــى والترابــــــــــى!
    ان من اكبر ما يكشف عن حقيقة تفكير الترابى، ويميط اللّثام عن التحرّك الخفى لتنظيمه، رأيه وتصريحاته التى يبثها حول حركة الخمينى .. فهو قد بادر بالثناء على الخمينى فى مؤتمر التخطيط الثقافى – فبراير 1979 حيث قال:
    (ولقد ذكّرنا الخمينى، يجزيه الله خيرا، ان كل نظام قهرى لايمكن ان يثبت او يدوم مهما كانت القوة التى تدعمه) ..
    وفضلا عن ان تقويم الترابى لحركة الخمينى يكشف عن حقيقة نواياهم لجعل السودان (ايران اخرى) فان نقويمه هذا يكشف عن احد امرين : امّا خطأ موبق فى فهم حركة الخكينى، وامّا محاولة لتزييف امرها، وصرف الانظار عن حقيقتها .. وليس فى كلا الامرين خير.
    لقد قال الترابى محاولا تبرير مفارقات حركة الخمينى، فى مجلة الحوادث 8/2/1980 ما يلى:
    (فى رأيى ان الثورة الايرانية هى اكبر عامل فى تجاوز الخلاف الطائفى خاصة بين السنّة والشيعة) .
    ان هذا القول يهزمه واقع التحرّكات المذهبية: والعرقية: التى اخذت مواقعها فى مسرح السياسة ايران بعد حركة الخمينى، مما ادى الى النزاع، والى الحرب الاهلية بين الاكراد وبين الشيعة.
    وليس ادل على خطل رأى الترابى عن (تجاوز الخلاف الطائفى) من كون الدستور الايرانى الذى وضعه الخمينى، قد نص على ان المذهب السيعى هو المذهب الرسمى للدولة، ولذلك توكيدا للصبغة الطائفية للحكم الجديد!! وهناك ايضا خطا محزن فى الرأى عن الخمينى، وعن الاسلام، تكشف عنه اجابة الترابى على سؤال مجلة الحوادث الذى وجهته له هكذا:
    (هل يمكننا وصف الاسلوب الذى يتبعه الخمينى بأنه اسلوب دكتاتورى؟)
    قال الترابى فى اجابته :
    (لا يمكننا الحديث عن الدكتاتورية فى امام مسلم. فالامام المسلم حتى لو تفرّد بالسلطة ولو خلصت اليه كل السلطات فان سلطات المجتمع المسلم بأسرها خاضعة للاطار الشرعى)
    ان الترباى ليس جادّا، ولا هو بصادق فى قوله هذا .. والا فكيف يريدنا ان نسلّم لكل من تزعّم فرقة اسلامية واعتقدت فيه جماعته بأنه (امام) مسلم، والا نتحدث عن ممارساته الدكتاتورية مهما كانت مجافية للاسلام، وللعقل وللمكتسبات الانسانية فى مجال الحرية؟؟ وكيف يريدنا الترابى ان نسلّم للخمينى، ولمذهبه السيعى الذى يخول للامام الشيعى السلطان المطلق؟؟ الم يطّلع الترابى على المذهب الشيعى، أو لم يقرأ قول آية الله روحانى عن ائمة الشيعة، (الامام المنتظر قد عين فى وصية له خلفاء هؤلاء الخلفاء هم الائمة وفى هذه الوصية قال : طول فترة غيابى عليكم اطاعة الذين يمثلوننى " آيات الله " وبالتالى هم المقيمون عى القانون والحكمة الالهية انهم القرآن الناطق وبصفتهم هذه هم معصومون عن الخطأ. والطاعة المتوجبة لهم هى واجب مقدس)؟؟
    واين هذا القول الشيعى من قول سيدنا ابو بكر عندما ولىّ امر الناس : (لقد ولّيت عليكم ولست بخيركم، فان رأيتمونى على حق فأعينونى، وان رأيتمونى على باطل فسددونى، اطيعونى ما اطعت اللع فيكم، فذا عصيته فلا طاعة لى عليكم)؟! ..
    ان حركة الخمينى ليست بعيدة من الاسلام، او مناقضة له وحسب، بل هى مفارقة لأبسط مقتضيات العقل والعدل، وقد عادت بالناس الى مستوى من التخلّف تجاوزته الانسانية منذ امد بعيد ..
    وممارسات حركة الخمينى ليست باشتطاط ثورة يرجى ان تعتدل بعد حين، وانما هى ممارسات مقننة، ومرتكزة على تخلّف، وفهم خاطئ عند الشيعة
    الترابى والتقويم الرسمى للخمينى :
    ان ايسر ما يقال عن الرأى الفج الذى يحمله الترابى، عن حركة الخمينى، ويذيعه من المنابر المختلفة، انه رأى يناقض ما عليه كل من له عقل من المواطنين، بل هو يناقض رأى الدولة، ورأى التنظيم السياسى الذى يتبوأ فيه الترابى مقعدا قياديا، الامر الذى يلزم الترابى بأحد امرين: اما ان يحتفظ برأيه لنفسه فلا يذيعه، ولا يدعو اليه منالمنابر العامة مضلّلا به الناس، واما ان يثير هذا الرأى، ويدافع عنه، فى داخل اجهزة الاتحاد الاشتراكى ليقنع به التنظيم قبل ان يقنع به بقية الناس ..
    اما ان يجرى التقد القوى الواضح للخمينى، فى داخل الاتحاد الاشتراكى، ثم يصمت عنه ليجئ دفاعه فى التحقيقات الصحفية، فانه تناقض وتقاعس لا يليقان بأحد على الاطلاق ..
    ان شجب اتجاهات الاخوان المسلمين، ورفض محاولاتهم سوق البلاد فى طريق هوي الخمينى قد اكد بصورة حاسمة فى المؤتمر القومى الثالث للاتحاد الاستراكى .. وقد نقلت جريدة الايام بتاريخ 28/1/1980، فى معرض وصفها للجلسة الثانية للمؤتمر، ما يلى: (فى معرض تعقيبه على ما اثاره احد الاعضاء حول جماعة الاخوان المسلمين قال الرئيس القائد : ان الثورة ترفض الخمينيات فى السودان) ..
    وقبل ذلك بنحو ثلاثة اسابيع جاء فى اجابة للرئيس نميرى على سؤال مجلة الحوادث البيروتية 4/1/1980، قوله: (ان ما حدث فى ايران انما هو تحرّك، او هو ثورة او تغيير يوصف بأنه اسلامى وقد يكون هذا هو الهدف فى البداية او هو المنطلق لكن ما اراه الآن لا يشعرنى بأنه منطلق من هذا الفهم فمعطم الحوادث التى جرت فى ايران لا اتصور انها حتى قريبة من مبادئ الاسلام).
    ولقد كان تقويم الجمهوريين لحركة الخمينى، من اول وهلة، انها فتنة ستجر على ايران، وعلى العالم، وعلى الاسلام، شرا مستطيرا.
    ولقد جاءت الاحداث، تباعا، تؤكد هذه الحقيقة التى لمّا يزل الترابى، بدافع الرقية والرهبة، يموه الحديث، ويعممه بشأنها .. راجع كتابينا (فتنة ايران) و (الخمينى يؤخر عقارب الساعة) ..


    المسيحيون والقوانين الاجتهادية :
    ان المزايدة باسم الاسلام، والخوض فى امر الدين، بغير صدق، وبغير علم، لا يورث غير الربكة والحيرة، وهذا هو حال الاخوان المسلمين الذين يزايدون اليوم باسم الاسلام:
    وهاكم مثلا: قال الترابى فى لجنة الدستور القومية عام 1968 عند مناقشة امر (الدستور الاسلامى) ليس هناك ما يمنع غير المسلمين من انتخاب الرئيس المسلم، الدولة تعتبر المسلمين وغير المسلمين مواطنين، اما فيما يتعلّق بالمسائل الاجتهادية فاذ لم يكن هناك نص يترك الامر للمواطنين عموما لأن الامر يكون عندئذ متوقعا على المصلحة العامة. يترك للمواطنين عموما ان يقدّروا هذه المصلحة وليس هناك ما يمنع غير المسلمين ان يشتركوا فى انتخاب المسلم او ان يشتركوا فى البرلمان لوضع القوانين الاجتهادية التى لا تقيدها نصوص من الشريعة) ..
    والخلل واضح فى هذا القول الحائر اذ انه – فى الشريعة الاسلامية – حتى المسلمين انفسهم ليس لهم حق الاجتهاد فيما فيه نص، ثم انهم اذا اجتهدوا فيما ليس فيه نص، متوخين المصلحة العامة، فان اجتهادهم هذا مشروط بأن لا يتعارض مع غرض من اعراض الاسلام، وهذا امر يرعاه المسلم، ويلتزم به، اما غير المسلم، فانه قد يرى المصلحة العامة بصورة تتعارض مع احد اغراض الاسلام ..
    ان الرؤية الصحيحة لهذا الامر تبين ان الشريعة الاسلامية لا تبيح لغير المسلم ما اباحه له الترابى. وان الامر انما يستقبم بمعرفة الحكمة التى اقتضت هذا الموقف فى الماضى، ثم معرفة ما ينبغى عمله اليوم، من فهم جديد للدين، وعلى ضوء هذا الفهم يضع الناس الدستور، ومن ثم يعتبر التشريع حقا متى توافق مع الدستور، او يكون باطلا متى ما تعارض مع هذا الدستور، وان اجازه البرلمان .. اذ لا يصبح القانون قانونا ما لم يكن دستوريا ..
    ومن هنا يتضح ان قول الترابى السابق ينطوى على تمويه اراد به ايجاد مخرج من مواجهة الموقف المحدد الذى ووجه به فى تلك اللجنة : ما هو مصير غير المسلمين فى الدولة المسلمة؟! .. وسنبين بعد قليل كيف يخلط الدعاة السلفيون بين الشريعة والدين، وكيف يجئ الدستور الاسلامى من اصول الدين لا من الشريعة ..
    1) انظر كتابنا (فتنة ايران)
    2) راجع كتابنا (الشريعة الاسلامية تتعارض مع الدستور الاسلامى) .
                  

03-12-2014, 12:37 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هؤلاء هم الأخوان المسلمون: (مجموعة كتيبات نقدية أخرجها الجمهوريون في هذا التنظيم الدخيل) (Re: عبدالله عثمان)

    Quote: نهج الترابى فى مواجهة الحقائق:
    ان نهج الدكتور الترابى قد اتسم بعدم الوضوح وعدم المواجهة، وهو نهج قديم، لازمه منذ ان برز الى مسرح السياسة فى البلا بعد ثورة اكتوبر 1964 – وقد اخذ عليه الجمهوريون هذا المسلك منذ ذلك الحين، ونقدوه، وبينوا ما ينطوى عليه من زيف، وتناقض، وسطحية تفكير ..
    ومن المؤسف حقا ان تمضى السنون والترابى مقيم على ما هو عليه .. فما من لقاء صحفى معه، او محاضرة له، او مقال يكتبه، الا ويطالعنا نفس التناقض، ونفس عدم الوضوح .. وفى آخر لقاء صحفى معه اجرته مجلة (سواناو) فبراير 1980 – سئل الترابى هذا السؤال : (هل يمكن للاسلام ان يوحد المسلمين وغير المسلمين، اولا تعتقد ان تطبيق الشريعة قد يشجع النزعات الانفصالية فى الجنوب والاجزاء الاخرى من السودان؟)
    وكنت اجابته كما يلى:
    (بمقدور الاسلام ان يخلق وحدة وطنية بين المسلمين وغير المسلمين) (واذا كونت دولة الاسلام فان المسيحيين سيجدون انها تختلف عن الفهم الخاطئ الذى وضعوه لها وستحترم هذه الدولة حقوق الفرد بصرف النظر عن معتقده الدينى ..
    لا اعتقد ان الاسلام يشجع المزعات الانفصالية) ..
    وواضح من هذه الاجابة انه لم يواجه السؤال بتحديد ووضوح .. وخلاصة السؤال هى : هل يشجع تطبيق الشريعة الاتجاه الانفصالى فى الجنوب لما تنطوى عليه الشريعة من تفرقة بين المسلمين وغير المسلمين؟
    ومعلوم ان الاسلام عند معالجته القضايا فى القرن السابع فرّق فى الشريعة الاسلامية بين المسلم وغير المسلم بما يجعل الاخير مواطنا من الدرجة الثانية، ولكن الترابى يتغافل عن هذا، حين لا يجد له تعليلا، فيجيب هكذا:
    (وستحترم هذه الدولة حقوق الفرد بصرف النظر عن معتقده الدينى) ..
    ولو ان المحرر حازما لحاصر الترابى، ولاضطر هو، اذن، للاجابة المحددة، ولأقرّ بالتفرقة، فى الشريعة الاسلامية، بين المسلم وبين غير المسلم، مثلما اقرّ بذلك، فى عام 1968، فى لجنة الدستور القومية حينما حوصر بالسؤال المحدد من رئيس اللجنة عندما مناقشة مشورع الدستور الاسلامى ومن فيلب عباس غبوش، وقد كان ذلك الموقف كما يلى، نقلا عن محضر اللجنة القومية للدستور، المجلد الثانى 1968 –
    س – السيد فيليب عباس غبوش :
    أود ان اسال ياسيدى الرئيس فهل من الممكن للرجل غير المسلم ان يكون فى نفس المستوى فيختار ليكون رئيسا للدولة؟.
    ج – الدكتور حسن الترابى :
    الجواب واضح ياسيدى الرئيس شروط اهلية اخرى كالعمر والعدالة مثلا وان يكون مرتكب جريمة، والجنسية، والى مثل هذه الشروط القانونية.
    * السيد الرئيس : السيد فيليب عباس غبوش يكرر السؤال مرة اخرى.
    * السيد فيليب عباس غبوش : سؤالى يا سيدى الرئيس هو نفس السؤال الذى سأله زميلىقبل حين، فقط هذا الكلام بالعكس : فهل من الممكن ان يختار فى الدولة – فى اطار الدولة بالذات رجل غير مسلم ليكون رئيسا للدولة؟
    *الدكتور حسن الترابى : لا يا سيدى الرئيس)!!

    ولقد وضعنا نحن الخطوط تحت العبارات التى تبين كيف كان سؤال السيد فيلب محددا وكيف حاول الترابى التهرّب من مواجهته حتى اضطره السيد رئيس اللجنة، والسيد فيلب عباس لموجههته، والاقرار بأنه، فى فهم الترابى السلفى للدين، ولا يحق لغير المسلم ان يترشح ليكون رئيسا للدولة المسلمة، وهذا الاقرار يناقض اجابته على سؤال مجلة (سوداناو) بل يهزم قوله فيها : (لا اعتقد ان الاسلام يشجع الحركات الانفصالية) .. اذ كيف لا يشجع الحركات الانفصالية فى الجنوب، كون المسيحيين الجنوبيين، فى الدولة المسلمة، بمفهوم الترابى، لا يحق لهم الترشيح لمنصب رئيس الجمهورية؟؟
    مواجهتنا للترابى مبد ئيــــــة :
    ونحن الآن، اذ يحزننا ان يظل الدكتور الترابى مقيما على نهجه السابق، نحب ان نؤكد اننا فى سبيل تبيين خطل تفكير الترابى، وعدم تمثيله لحقيقة الاسلام، وقد واجهناه منذ عام 1965 وقد اصدرنا عنه كتابا ابّان الازمة الدستورية بعنوان: (زعيم جبهة الميثاق فى الميزان (1) الثقافة الغربية (2) الاسلام) .. كما اننا فى عام 1968، اوردنا فى كتابانا (الدستور الاسلامى .. نعم!! ولا!!) موقف الترابى من سؤال السيد فيليب عباس غبوش وقلنا عنه فى ذلك الكتاب، ص 4، ما يلى:-
    (هذه صورة مما جرى فى بداية معارضة اقتراح الدستور الاسلامى الكامل. ويلاحظ محاولة الدكتور الترابى التهرب من الاجابة مما اضطر معه السيد ؤئيس اللجنة ان يطلب من السيد فيلب ليعيد السؤال بغية ان يتلقى اعادة لم يجد الدكتور الترابى بدا من الاجابة بـ "لا"!!
    وتهرب الكتور الترابى فى اول امره عن الرد المحدد ليس امرا عرضيا وانما هو امر شديد الدلالة على مبلغ التناقض الذى يرزح تحته الدكتور الترابى وزملأوه، من دعاة الاسلام، ممن تلقوا ثقافة غربية واسعة، فهم يشعرون بضرورة مسايرة العصر الحاضر فى منشأته التقدمية، وبصورة خاصة الديموقراطية، والاشتراكية، ثم انهم لا يجدون فى الفكر الاسلامى الذى تتلمذوا عليه ما يسعفهم بهذه المسايره، فظلّوا يعيشون تناقضا مزعجا جنى على ملكاتهم، وعطّل طاقاتهم، واظهرهم بمظهر ييستوجب الرثاء ويستر الاشفاق) ..
    نفى الترابى لوجود التنظيم يكذبه الواقع :
    ان امثلة المراوغة وعدم الصدق، ومجافاة الحق، لا حد لها عند الترابى ففى مقابلة تلفزيونية، فى برنامج الكرسى الساخن، الذى يقدمه الصحفيان حسن ساتى واحمد البلال، سئل الترابى: كيف يوفق بين عضويته فى الاتحاد الاشتراكى وبين انتامئه، بل رئاسته، لجماعة الاخوان المسلمين؟
    فكانت اجابته على هذا النحو : (ان الامر يعتمد على ماذا تفهم او تعنى بأخ مسلم فاذا كنت تعنى تنيظا محددا فليس هناك وجود لمثل هذا التنظيم الآن ولكن ان كنت تعنى بالاخ المسلم الذى يعو للاسلام ويسعى لتحكيم الشريعة فأنا بهذا المعنى من الاخوان المسلمين ولا اجد تعارضا بين كونى اخا مسلما بهذا المعنى وبين عضوية الاتحاد الاشتراكى بل يمكن ان تعتبر الرئيس نميرى نفسه اخا مسلما بهذا المعنى لأنه يدعو لتحكيم الاسلام والشريعة الاسلامية)
    هكذا اجاب الترابى!! ..
    ان السؤال واضح ومحدد وهو لايعنى غير تنظيم الاخوان المسلمين الذى تسمّى بهذا الاسم ليتميز به عن بقية التنظيمات والفرق الاسلامية العديدة الاخرى، ومع ان السؤال واضح، ومحدد، ولا لبس فيه، فان الترابى غلبت عليه نزعته للتمويهوالتعمية ليجعل له وجهين :
    (الامر يتوقف على ماذا تعنى بكلمة اخ مسلم؟) ..
    واسوأ من ذلك، فانه لم يكن صادقا فى قوله:
    (ليس هناك وجود لمثل هذا التنظيم)، ذلك بأنه يعلم تماما، قبل غيره، ان هناك وجودا نشطا لهذا التنظيم الذى يتزعمه هو .. ودونكم برنامج عمل تنظيم الاخوان المسلمين لعام 1978 – 1979 وهو يكشف مخطط هذا التنظيم لاحتواء السلطة، كما أنه يكشف تناقض الترابى، الذى سمح له دينه، وسمحت له ثقافته، ان يجمع بين العضويتين:
    عضوية الاتحاد الاشتراكى، وعضوية، بل رئاسة تنظيم الاخوان المسلمين .. واسوأ من ذلك ايضا، ان يحاول اخفاء هذه الازدواجية، وان ينكر هذا اللبس للقميصين!!
    ولقد نشرنا نحن ذلك البرنامج من قبل فى كتابنا : (مفارقة الاخوان المسلمين لشريعة والدين) .. وها نحن ننشر، هنا، بعض فقراته، ونضع خطوطا تحت بعض عباراته التى تبين ان التستر تحت عبارة (الحركة الاسلامية) لا يستطيع ان يخفى الوجه الحقيقى لتنظيم الاخوان المسلمين المندس تحت اسم هذه (الحركة الاسلامية)!!
                  

03-12-2014, 12:38 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هؤلاء هم الأخوان المسلمون: (مجموعة كتيبات نقدية أخرجها الجمهوريون في هذا التنظيم الدخيل) (Re: عبدالله عثمان)

    Quote: برنامج الاخوان المسلمين لعام 1978 – 1979 :
    * (المداخل: الاشتراك الفعّال والمؤثر فى التنظيمات السياسية القائمة بدء بالوحدات الاساسية الى اعلى مراكز التنظيم.

    * المشاركة فى التنظيمات الاجتماعية والثقافية والنقابية.

    * التركيز على نشاط الشباب فى مراز الشباب والرواد والكشافة.
    * الاهتمام الخاص بمجالات الارشاد والتوجيه صحافة تلفزيون الخ والاستفادة من الشئون الدينية ومراكز احياء النشاط الاسلامى والتغلغل الى ادارات المساجد.

    * توجيهات: التدابير التى يجب على كل شعبة اتخاذها هى وضع خطة لكل شعبة .. تثقيف الافراد – الصلة المستمرة بادارات التنظيم.
    * مضاعفة حجم الاسر الى 10 أضعاف فى العام.
    * الرجوع للعناصر القديمة من الاخوان المسلمين الذين تركوا التنظيم لأسباب معينة فى الماضى واغراؤهم للعودة لمواصلة الجهاد.

    * اذا لم يتم النجاح، الآن، فى تولّى ادارات المنظمات فيجب ان يبرز الاخوان فيها ليؤهلوا انفسهم للقيادة فى المستقبل.) الخ.
    هذا ما جاء فى برنامج عمل تنظيم الاخوان المسلمين وهو يثبت، بما لا يدع مجالا للشك، وجود، بل تآمر، تنظيم الاخوان المسلمين لاحتواء السلطة ..
    زعيم الاخوان المسلمين فى مجلة الحوادث:
    وبينما ينفى الترابى فى المقابلة التلفزيونية، المذكروة آنفا، وجود التنظيم، يسمح لمجلة الحوادث البيروتية ان تجرى معه لقاء صحفيا باعتباره زعيما لهذا التنظيم فى السودان ويجيب هو، على اسئلتها، على هذا الاساس؟؟ فقد سألته المجلة عدد 8/2/1980 –هكذا :-
    الذى يفهم من اختيار اسم الاخوان ان الدعوة المنطوية تحت هذا لاسم هى دعوة الى الاخاء لا الى العنف فهل مثل هذا المفهوم صحيح بالنسبة الى الاخوان انفسهم؟) ..
    وفى اجابته تتأكد صفته التنظيمية فق قال :-
    (صحيح ان حركة الاخوان هى حركة اصلاح اجتماعى شامل، وان الاخوان يتخذون الوسائل التربوية والسياسية لتحقيق اهدافهم ولم ييأسوا من المجتمع المسلم فيرموه بالكفر ويجانبوه بالرغم من المحاولات القهرية العديدة التى احيطوا به الا ان التاريخ الحديث لم يسجل عليهم محاولة واحدة للانقلاب سواء اكان ناجحا ام غير ناجح)!!
    هكذا يتحدث لمجلة الحوادث، باسم، وعن، الاخوان المسلمين الذين نفى، فى المقابلة التلفزيونية وجودهم التنظيمى بالسودان!!
    التاريخ ليس غائبـــــــا :
    يقول الترابى (ان التاريخ لم يسجل عليهم محاولة واحة للانقلاب) ولكن، لمن يقول هذا القول؟؟ ولمصلحة من يزيف الترابى التاريخ الماثل؟؟ وهل ينسى الناس اشتراك تنظيم الاخوان المسلمين فى احداث الجزيرة ابا الدموية؟؟ بل هل ينسى الترابى نفسه اشتراكهم فى الغزو الليبى الذى قادته ما تسمى بالجبهة (الوطنية) على السودان؟؟ ام هل ينسى الناس اشتراكهم فى انقلاب المرحوم على حامد فى الستينات، وفى انقلاب حسن حسين؟؟ .. هل يريد الترابى للناس ان ينسوا كل هذا، ويصدقوا قوله : (ان التاريخ الحديث لم يسجل عليهم محاولة واحدة للانقلاب)، ثم يغمضوا اعينهم عن نية تنظيم الاخوان المسلمين المبيتة لاحتواء السلطة بل، حتى ممارسة الانقلابات ضدها؟!

    نحن دعاة الدستور الاسلامـــــــى!
    ان معارضتنا (للدستور الاسلامى المزيف) فى الماضى، وفى الحاضر، لا تعنى الا توكيدا منّا لأهمية الاسلام، ولضرورة بعثه، لحل مشااكل الفرد والمجتمع، ليس فى بلانا وحسبـ وانما فى دول العالم قاطبة .. ولقد قامت دعوتنا كلها، ووظفت طاقاتها من اج هذا الفرد ..
    ويحسن ان نختار هذه الفقرات من كتابنا (اسس دستور السودان)، الطبعة الثانية، ص 5 كأ نموذج لدعوتنا للدستور الاسلامى الحق :
    (" ان اسس دستور السودان "هى" اسس الدستور الاسلامى " الذى يسعى عندنا ةفى الخارج، الى وضعه من غير ان يبلغوا من ذلك طائلا، ذلك لأنهم لا يعرفون اصول الاسلام، ومن ثم، فهم لا يفرّقون بين الشريعة والدين، ويقع عندهم خلط ذريع بأن الشريعة هى الدين، والدين، هوالشريعة. والقول الفيصل فى هذا الامر ان الشريعة هى المدخل على الدين، وانها هى الطرف القريب من ارض الناس " وفى بعض صورها منارض الناس فى القرن السابع "- وفى القرن السابع الميلاى لم تكن البشرية مستعدة للحكم الديمقراطى بالمعنى الذى نعرفه اليوم، ولقد قامت شريعنتا على الشورى، لقد كان حكمالشورى فى وقته ذلك امثل انواع الحكم، واقربها الى اشراك المحكومين فى حكم انفسهم، ولكنه، مع كل ذلك، لم يكن حكما ديمقراطيا. ومن اجل ذلك فلم يكن يعرف فيه الدستور بالمعنى الذىنعرفه اليوم، فمن ابتغى الدستور فى مستوى الاسلام العقيدى اعياه ابتغاءه ولم يأت الا بتخليط لا يستقيم، وتناقض لا يطرد، وكذلك فعل دعاة الاسلام عندنا، وفى الخارج، ومن ابتغى الدستور فى مستوى الاسلام العلمى ظفر به، واستقام له امره هلى ما يجب، وكذلك فعل الجمهوريون) انتهى
    فنخن الجمهورين، دعاة الدسنور الاسلامى، على ان يفهم الاسلام الفهم الواعى، الذى لا يهدد وحدة الوطن، ولا يبذر بذور الشقاق، والفرقة بين المواطنين بسبب اختلاف الدين، او العنصر، او اللسان، او الجنس –
    ونحن على يقين تام بأن الفهم الاسلامى الواعى سيعم بلادنا، وسيتم على ضوئه وضع (الدستور الاسلامى)، وعندئذ، يبرز ا نموذج الدولة التى تحل فى الارض السلام، وتغرى سائر شعوب الارض بأن تتخذ من مذهبية الاسلام اسلوبا لحكم مجتمعاتها وان ترتضيها ضابطا لسلوك افرادها .. ومن اراد تفصيل ذلك من القراء فليرجع الى كتبنا الاساسية وبخاصة كتاب (الرسالة الثانية من الاسلام) –
                  

03-12-2014, 12:39 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هؤلاء هم الأخوان المسلمون: (مجموعة كتيبات نقدية أخرجها الجمهوريون في هذا التنظيم الدخيل) (Re: عبدالله عثمان)

    Quote: خاتمـــــــــــــــــة:
    ان الاسلام دعوة الى الاستقامة .. استقامة السيرة والسريرة .. وهو نهج العلم، والعمل بمقتضى العلم، وهو لا بعرف الخداع ولا الالتواء، ولا يقر، ولا يقبل الا الاخلاص لله، وللناس، فى السر والعلن .. لأنه عمل، فى المقام الاول، لخلاص الداعية نفسه، ولاخراجه من الظلمات الى النور، فان تربت نفسه، واستقام امره، فهو مأذون له فى دعوة الناس لما يحييهم، والا فانها الفتنة، الفتنة السوداء، والتخبط الاعمى فى هاوية لا قرار لها .. ومن هذا المنحى فينظر قادة الاخوان المسلمين، ولتنظر قاعدتهم، فى اى طريق هم سائرون .. ونحن، انما نتوجه، بشكل خاص، للقاعدة المضللة باسم الدين: ان تتبين خطورة ما هى عليه من انسياق اعمى وراء قيادة لا هى عالمة بحقيقة الاسلام، ولاهى صادقة فى مستوى ما تعرف من شريعة الاسلام .. اننا لنتساءل: ما الذى يحمل داعية اسلاميا، مثل الدكتور حسن الترابى، على المراوغة والتمويه، والتعميم، والتهرب من المواجهة الصريحة للاسئلة، والمواقف المحددة التى يواجه بها وهو يتحدث عن الدوة الاسلامية؟؟
    ما الذى يمنعه من ان يكون واضحا، صادقا، فى الافصاح عن افكاره، وعن نواياه؟؟
    لماذا يحيد عن السؤال المحدد ليتوه الاجابة، ويعممها، بمثل ما فعل فى اجابته على سؤال مقدم (البرنامج التلفزيونى) (الكرسى الساخن)، وقد كان السؤال واضحا، عن تنظيم الاخوان المسلمين – عن الترابى (الاخ المسلم) – بهذا المعنى البسيط المحدد الذى لا يحتمل وجهين، بأى حال من الاحوال، الا عند الدكتور الترابى، الذى عمد الى التمويه، والى التخريج الذى لا صلة له، لا بنص السؤال ولا بروحه، فطلب شرح السؤال، وتتطوع فى نفس الوقت بهذا الشرح، فجعل له معنيين: (ان كنت تقصد الدعوة للاسلام، فان الرئيس نميرى نفسه اخ مسلم بهذا المعنى، وان كنت تقصد التنظيم فانه لا وجود لمثل هذا التنظيم)؟! ان الترابى لم يكن صادقا فى هذه الاجابه، ولا امينا، اذ انه يعرف بالتأكيد ان موجه السؤال انما كان يعنى بسؤاله (تنظيم الاخوان المسلمين)، لا اخوة الاسلام العامة ..
    واسوأ من ذلك، فان الترابى كان يعلم يقينا ان قوله: (لا وجود لهذا التنظيم) هو قول كاذب .. فالتنظيم موجود، والترابى رئيسه .. فعلى من يحاول ان يخفى هذه الحقيقة؟؟ اعلى الله الذى يعلم خائنة الاعين وما تخفى الصدرو؟؟ ام على الناس الذين يطالعهم التحرّك النشط، والعمل الارهابى المنظم الذى يمارسه قياديو الاخوان المسلمين المعروفون فى الجامعات، والمعاهد، وفى غيرها من المواقع؟؟ ام هى مخاعة السلطة والتعامل معها بوجهين؟! لماذا كل هذا التناقض الذى يتورط فيه الترابى؟؟ لماذا يجيب على سؤال (سوداناو) بأنه بمقدور الاسلام ان يخلق وحدة وطنيه بين المسلمين وغير المسلمين هذا فى حين كانت اجابته فى اللجنة القومية للدستور، بانه لا يحق لغير المسلم ان ينتخب ليكون رئيسا للدولة؟؟ وهل فى هذا توحيد للمسلمين، وغير المسلمين، فى الوطن الواحد؟؟
    ثم، بعد هذا كله، هل الحرص على الدين، هو الذى يحمل الترابى على كل هذا التناقض والتهافت؟؟ وهل بخدم مثل هذا النهج قضية الاسلام، ام هل يجد مثل هذا السلوك الاحترام عند المسلمين حتى يغريهم بترك ما عندهم، والتوافى على الاسلام؟؟.
    ان هذا الذى يباشره الترابى، وزملاؤه، ليبرأ منه الاسلام، حتى بفهمه السلفى ..
    اننا، بحق، لا نخاف على الاسلام من ممارسات الترابى وتنظيمه، فهى مقضى عليها بالخسران، ولكننا تخاف على الترابى، وعلى قاعدة تنظيمه، الذين ضلّ سعيهم فى الحياة الدنيا وهم يحسبون انهم يحسنون صنعا .. ان على الترابى، ان اراد بنفسه، وبدينه، وببنى وطنه خيرا ان ينفض يديه فورا من كل ادعاء لتحكيم الاسلام، وليعكف على نفسه هو ليخرجها من هذه الهلكة التى تحتوشهم من جميع اقطارهم وهم لا يشعرون ..
    ان الحديث عن الاخوان المسلمين، انما ينسحب ايضا على بقية الفرق الاسلامية التى اشار اليها الحديث : (افترقت اليهود الى احدى وسبعين فرقة كلها فى النار الا واحدة، وستفترق امتى الى ثلاث وسبعين فرقة، كلها فى النار الا واحدة،)، وهذا انما يلقى على كل فرقة من الفرق الاسلامية العديدة واجبا ثقيلا، على قدر اضطلاعها به تكون نجاتها، او يكون هلاكها .. لتنظر كل فرقة: ابن هى من النجاة، ولتسأل نفسها: الا ينطبق عليها وصف (الغثاء) الوارد فى حيث النذارة النبوية: (يوشك ان تداعى عليكم الامم كتداعى الاكلة على القصعة، قالوا أومن قلة نحن يا رسول الله؟؟ قال: بل انتم يومئذ كثير!! ولكنكم غثاء كغثاء السيل، لا يبالى الله بكم!!) .. والغثاء هو الاوساخ التى يحملها السيل فى وجهه لخفة وزنها، وكذلك حال المسلمين اليوم، خفيف وزنهم عند الله، لأن (لا إله إلا الله) لا تعمر قلوبهم، ولاتحكم افعالهم، واخلاقهم، وانما تجرى بها السنتهم فقط، (كبر مقتا عن الله ان تقولوا ما لا تفعلون) ..
    ان الفرق الاسلامية التى نراها اليوم ينتظمها كلها سمط واحد، لا يميز بينها الا اختلاف اسمائها .. ومن ههنا، فان الفئة التى تشذ عن هذه الفرق انما هى مظنة (النجاة)!! ومن يدريكم؟؟ لعّل هذه الفئة هى (الجمهوريون ، لأنهم غرباء عليكم جميعا، وكلكم ينكرهم، مع انكم كلكم مفارقون لأخلاق الاسلام، ولسلوك الدين، وقد قال النبى: (الدين المعاملة)، ولم يقل الين العبادة .. لأنه قد يتمسك المرء بظاهر العبادات، وتكون اخلاقه سيئة، فلا يذداد من الله الا بعدا .. ودونكم الحديث (ربّ مصل لم تزده صلاته من الله الا بعدا) .. هذا والعبادة حاضرة فى المعاملة!! وقد لا تكون المعاملة حاضرة فى العبادة!!
    ان هذا هو حال الفرق الاسلامية اليوم بغير استثناء يصلّون، ويصومون، ويحجون، ولكنهم يغشّون بعضهم يعضا، ويتعاملون بالربا، ويأتون كل منكر ..
    لعلّ غربة الجمهوريون هى الغربة التى عناها الحديث (بدأ الاسلام غريبا، وسيعود غريبا، كما بدأ فطوبى للغرباء، قالوا من الغرباء يا رسول الله؟ قال الذين يحيون سنتى بعد اندثارها)!!
    ان الفكرة الجمهورية هى وحدها الداعية الى الله، والى سنة نبيه، بلسان حال داعيها، وبلسان مقالهم، ومع ذلك تواجه منكم بالرفض، وبالتشويه، وبالتحريف، بصورة لا يرضاها الله، ولا نبيه، بل لا يرضاها حتى الرجل العادى، ذو الفطرة السليمة!!
    ان من يسمون (العلماء) منكم قد تعمّدوا تضليلكم، وتضليل انفسهم عن الحق .. فما وجدنا منهم واحدا يعارض الفكرة الجمهورية، وانما هم جميعا يعارضون، وباصرار، اوهاما من نسج انفسهم يعتبرونها الفكرة الجمهورية ..و لقد رصدنا نحن مسلكهم هذا المجافى للحق فى كتب عديدة منها: (بيننا وبين محكمة ا لردة) – و (علماء بزعمهم) – و (الميزان بين محمود محمد طه، والامانة العامة للشئون الدينية) – و (ليسوا علماء السودان وانما علماء آخر الزمان)- وفى هذه، الكتب يتبين كيف يبتر من يسمون علماء السودان اقوال الجمهوريين ليخرجوا من ذلك بالفهم الخاطئ الذى تسوله لهم انفسهم، والذى ينساق معهم فيه كثيرا منكم، بلا علم، وبلا هدى، وبلا كتاب منير .. ان مثلكم مثل الذين خلوا من قبلكم، الذين قال الله تعالى عنهم : (وامّا ثمود هديناهم فاستحبوا العمى على الهدى فأخذتهم صاعقة العذاب الهون بما كانوا يكسبون!!)
    ان الفكرة الجمهورية هى الدين، وهى الحق الذى ما دونه الا الباطل .. هى الدعوة الى كتاب الله، والىاصول القرآن، والى سنة النبى التى هى تجسيد لاصول القرآن .. وقد عبّرت عن ذلك السيدة عائشة احسن تعبير، وادقه، عندما سئلت عن اخلاق النبى فقالت : (كانت اخلاقه القرآن) ..
    ان دعوتنا انما هى الى طريق محمد، يلتزمه الناس، من رجال ونساء، باتقان فى تقليد، وبتجويد .. والدعوة الى طريق محمد وجبت الاستجابة لها من كل من تبلغه حتى ولو كان الداعية اليها فاسقا، او منافقا، لأنها الدعوة الى من ورد ترشيحه من الحضرة الالهية وذلك بقرن الشهاة (لا إله إلا الله محمد رسول الله) .. فليس لكم من عذر فى التخلّف، مهما كان الامر الذى انتم عليه اليوم، فانه يصبح باطلا، ولا جدوى منه، ولا بركة فيه .. واسوأ من انصرافكم عن هذه الدعوة البيضاء افتراؤكم عليها، وكذبكم، ومحاولتكم الصاق التهم بها بالباطل وبالبهتان .. الا تخافوا من وعيد الله، تبارك وتعالى، اذ يقول : (ومن اظلم من افترى على الله الكذب وهو يدعى الى الاسلام؟؟ والله لا يهدى القوم الظالمين) ..
    ان هذه الدعوة هى الاسلام منذ اليوم وليس فى الارض اسلام غيرها فانظروا اين تضعون انفسكم منها!!
    اما بعد فان فى هذا لبلاغا، والله بالغ أمره، وهو الهادى الى سواء السبيل، وهو نعم المولى، ونعم النصير ..



    الاخوان الجمهوريـــــــــــــــون
    امدرمــــــــــــــن ص ب 1151
    تلفــــــــــــــــــــــــــون 56912

                  

03-13-2014, 05:10 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هؤلاء هم الأخوان المسلمون: (مجموعة كتيبات نقدية أخرجها الجمهوريون في هذا التنظيم الدخيل) (Re: عبدالله عثمان)

    نسخة غير رسمية ربما تحوي بعض الهنات الطباعية لذا لزم التنويه
    ak1.JPG Hosting at Sudaneseonline.com

    Quote: الإهــداء:
    الى الشعب السوداني:
    شب الى مدار الوعى لتتحمل مسئوليتك الوطنية كاملة.
    فاعلم أنك لا بد ان تقدم لقاء هذه الإنجازات التنموية الضخمة التى تجرى فى بلادك اليوم، قدرا من التضحيات بمزيد من الإنتاج، وبتحمّل قدر من الإيرادات التى يتم فيها الصرف على هذه الإنجازات .. ولا تتمنى الأمانى، وتحلم أحلام اليقظة ..
    وأعلم أن العامل يتعرّض جميعه لأزمة إقتصادية حادة ... بسبب إرتفاع أسعار السلع الإنتاجية والسلع الإستهلاكية...
    وعلى قطاعاتك المقتدرة أن تتحمل القدر الأكبر من هذه النفقات ...
    أنت الآن شعب ينمى قدراته الذاتية لينطلق نحو الإكتفاء الذاتى ... وهو إنما يستعد ليتسلّم السلطة بنفسه قريبا فى الحكم الإقليمى ..
    ارتفع فوق أرجاف المعارضة التى لا تريد من إثارة سخطك الاّ إستغلالك فى تغيير النظام، لتتسلّط عليك، وتحكمك بإسم النفوذ الأجنبى، وباسم الطائفية المحلية..
    أحذر المؤامرة، وتمسّك بهذا النظام، وقم بواجبك قبل إقتضائك لحقك...

                  

03-13-2014, 05:11 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هؤلاء هم الأخوان المسلمون: (مجموعة كتيبات نقدية أخرجها الجمهوريون في هذا التنظيم الدخيل) (Re: عبدالله عثمان)

    Quote: بسم الله الرحمن الرحيم
    (لقد ابتغوا الفتنة من قبل، وقلّبوا لك الأمور، حتى جاء الحق، وظهر أمر الله وهم كارهون)
    صدق الله العظيم..

    أصدر الأخوان المسلمون، باسم اتحاد طلاب جامعة الخرطوم، الذى يسيطرون عليه، منشورا بعنوان (مذكرة اتحاد طلاب جامعة الخرطوم للسيد رئيس الجمهورية عن الاوضاع الإقتصادية)، بتاريخ 7 يونيو 1979، وقاموا بتوزيعه على أوسع نطاق، على جماهير الشعب، وذلك فى محاولة مكشوفة لإثارة سخط الشعب، وتعبئته ضد النظام .. ومنشور الأخوان المسلمين، بإفتقاره الى الروح العلمية فى التحليل الإقتصادى، إنما هو عمل سياسى متهافت، يتستر باسم طلاب الجامعة، فيسىء الى سمعتهم، أبلغ الإساءة. وأدّعاء الأخوان المسلمين بأن تنظيمهم، فى جامعة الخرطوم يتمتّع بقدر من الإستقلال عن تنظيمهم العام تفرضه عليه طبيعة الحركة الطلابية إدّعاء مردود تماما!! فهو يتنافى مع أبسط أسس وحدة الحركة التنظيمية، وهو، فى الحقيقة، محاولة مكشوفة لإخفاء مخطط الأخوان المسلمين التقويضى للنظام بإحتوائه من جهة، وأحتواء الشعب والحركة الطلابية من جهة أخرى!! ثم هو قبل هذا وذاك عمل غير أخلاقى، وغير وطنى، وغير دينى، على الإطلاق!!

    الأخوان المسلمون والشيوعيون وحقيقة التنمية:
    وقع الأخوان المسلمون فى تضليل الشيوعيين، فأخذوا يتبارون معهم من أجل الكسب الحزبى، فى النقد غير العلمى، وغير المسئول للنظام، وبخاصة للوضع الإقتصادى. فقد جاء فى منشور الأخوان المسلمين.. (أصبحت مشاريع الرخاء والنعيم وقوائم المنجزات الوهمية مجالا تمرح فيه وسائل الإعلام للإستهلاك السياسى فى مجتمع جائع وبائس)!! فالمنشور يتحدّث عن (قوائم المنجزات الوهمية)، وهو يعنى، بالطبع، منجزات النظام فى التنمية. فهل يمكن لعاقل أن يصف منجزات هذا النظام فى التنمية بأنها وهمية؟؟ هل مشروع الرهد، مثلا، مشروع وهمى؟؟ هل مشروعات السكر فى غرب سنار وفى عسلاية، وغيرهما مشروعات وهمية؟؟ هل مشروعات النسيج فى الحصاحيصا وشندى وكوستى والدويم ونيالا وكادقلى ومنقلا مشاريع وهمية؟؟ هل طريق بورتسودان الخرطوم الذى شارف على الإكتمال اليوم مشروع وهمى؟؟ مشاريع التنمية حقيقة ملموسة يمكن، ببساطة شديدة، مشاهدتها ميدانيا فى مواقعها!! كان يمكن أن يعارض المنشور مبدأ قيام هذه المشاريع، أو أن يتعرّض بالنقد للأخطاء التى لا بد أن تكون قد صحبت التخطيط، والتنفيذ، والمتابعة، ويقدّم لكل أؤلئك الأسباب التى يراها موضوعية .. أما أن يصف وجود المشاريع نفسها بأنه وهمى فهو عمل سياسى متهافت يستهدف تقويض النظام، بأسوأ الوسائل، وهو تضليل الشعب بما لا يليق بمستوى طلاب جامعيين، تقع عليهم المسئولية عن مستقبل هذه البلاد..
    لقد تصدّى نظام مايو للتنمية فى ظروف عالمية إقتصادية صعبة، أشبه بالأزمة الإقتصادية والمالية، فأرتفعت أسعار البترول، بصورة جنونية، وارتفعت أسعار السلع الإنتاجية (كالآليات)، والسلع الإستهلاكية (كالقمح) التى تستوردها الدول النامية من الدول الصناعية بصورة لا تتكافأ مع أسعار المواد الخام التى تصدرها الدول النامية للدول الصناعية!! فقد إرتفعت، مثلا، تكلفة مشروع الرهد من 125 مليون جنيه الى 346 مليون جنيه، فى سنوات قليلة، وصرنا نخصص، فى هذه الميزانية مثلا، ما يساوى 110 مليون جنيه من العملات الصعبة لإستيراد البترول، وهو مبلغ يساوى 40% من حصيلتنا من هذه العملات، ويتوقع زيادة كبيرة أخرى فى أسعار البترول، عالميا، بما يرفع هذا الرقم الى 170 مليون جنيه!! فى الوقت الذى تقدر فيه حصيلتنا من العملات الصعبة من القطن بما يساوى 90 مليون جنيه فقط، وهو المصدر الأساسى لعملتنا الأجنبية!!
    فى هذه الظروف الصعبة تصدّت مايو للتنمية، بعد أن فوّتت العهود الحزبية البائدة، الفرص الذهبية للتنمية بمعدلات تكلفة بسيطة فى ظروف إقتصادية عالمية مواتية، مما يجب أن يحمل كل وطنى مخلص على تقدير هذا العمل التنموى الضخم الذى ينتظم البلاد، فى هذا العهد.
    هكذا صار الأخوان المسلمون والشيوعيون، من غير إتفاق بينهم إنما يعملون فى جبهة معارضة واحدة لتقويض النظام. فالأخوان المسلمون إنما يغالطون الواقع اذ يصفون منجزات النظام التنموية بأنها (وهمية) ... ماذا تركوا للشيوعيين من عمل تقويضى للنظام؟؟ ها هو بيان اللجنة المركزية للحزب الشيوعى السودانى فى أغسطس 1977م يقول، أيضا، عن هذه المشاريع (مشاريع التنمية العالية التكلفة الوهمية العائد)!! قالوا ذلك من غير أن يحللوا الأسباب فى إرتفاع تكلفة هذه المشاريع .... وهل هى حقا وهمية العائد؟؟ صحيح قد لا يكون عائدها سريعا، وبالحجم المخطط له، فى بداية التشغيل، ولكنها، حتما، ستكتمل، وسترتفع إنتاجيتها .... وكل عمل تنموى إنما هو عمل مجزى إقتصاديا، عاجلا، او آجلا ... كل ما هنالك أن أمام هذه المشاريع عقبات أخرّت التنفيذ فى بعضها، وقللّت الإنتاجية فى بعضها... وأهم هذه المعوقات: شح الموارد المحلية والأجنبية، وأختناقات الترحيل، والطاقة، وقطع الغيار.. وهناك أخطاء فنية تحدث لضعف الخبرة السودانية، من جهة، ولروح الإهمال من جهة أخرى. ولكن العمل فى هذه المشاريع يسير.، ولا يتوقف، والتجربة، تبصّر بالأخطاء، وتعين على تجاوزها، ومشاريع البنيات الأساسية لهذه المشاريع الزراعية والصناعية تسير نحو مرحلة الإكتمال، كشبكة الطرق البرية الضخمة التى تربط أجزاء القطر المختلفة، وكمشاريع الطاقة الكهربائية الكبيرة التى تقوم لدعم وزيادة الطاقة الراهنة.

    الأخوان المسلمون يستغلون
    الإختناقات المعيشية لأغراضهم الحزبية:
    ويقول منشور الأخوان المسلمين: (ومهما اتخذت الدولة من تدهور الإقتصاد العالمى وسيلة تبرر بها شظف العيش فى السودان فان ذلك لا يعفيها البتة من التشخيص الجزئى للأسباب المحلية التى أدت بنا الى هذه الأوضاع الأليمة) ... إنتهى. هكذا يصف الأخوان المسلمون، بسوء غرض واضح الأزمات التموينية والغلاء (بشظف العيش)!! والأزمات التموينية والغلاء ظاهرتان طبيعيتان لظروف التنمية المفروضة علينا كواجب، وكواقع. ولا يمكن إستبعاد (تدهور الإقتصاد العالمى) كسبب من أسباب هذه الإختناقات، فأرتفاع الأسعار ظاهرة مستوردة مع استيرادنا لسلع انتاجية واستهلاكية غالية!! ولكن السبب المحلى والأساسى هو هذه الأزمة الأخلاقية التى تمر بها أمتنا والتى اشتركت العهود البائدة فى صنعها (الرشوة، والمحسوبية، والتسيب، والإهمال، وسوء استعمال المال العام، وسوء استعمال المرافق العامة، والربح الفاحش، والسوق السوداء، والتهريب، والإستهلاك الضار الى الخ...).. نحن اليوم نستهلك أكثر مما ننتج، وأخذنا نستهلك استهلاكا بذخيا تفاخريا، ولا بد أن نستشعر مسئوليتنا نحو التنمية بزيادة الإنتاج، وترشيد الإستهلاك، رسميا وشعبيا .... هذه من جهة، ومن جهة أخرى يواجه النظام تخريبا إقتصاديا مخططا من القوة الأجنبية المعادية، والعناصر الوطنية المعارضة للنظام... حتى يدخل النظام فى أزمة إقتصادية حادة يتصاعد فيها السخط الشعبى ليبلغ حد الثورة بالنظام، وليكون الشعب مهيئا لمساندة أى تغيير فى النظام يحدث عن طريق الإنقلابات العسكرية، أو الغزو الأجنبى!! ولا خروج من الأزمة الأخلاقية التى تمر بها أمتنا الاّ بالبعث الإسلامى، الواعى الجاد الذى يعيد صياغة الأخلاق من جديد، وفق النهج النبوى فى التربية، والذى يحل مشكلات الفرد، والمجتمع المعاصر بفهم واع، جاد للإسلام.
    وعلى عكس ما قال الأخوان المسلمون فقد إتجهت السلطة فى تشخيص الأزمات المحلية تشخيصا جريئا، فارجعت سببها الى هذه الأزمة الأخلاقية .. فلماذا انصرف الأخوان المسلمون عن هذه القضية الدينية الساسية لينشغلوا بالتغيير فى مستوى السلطة مع أن التوجيه الدينى السليم يقول، (ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم)؟؟
                  

03-13-2014, 05:12 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هؤلاء هم الأخوان المسلمون: (مجموعة كتيبات نقدية أخرجها الجمهوريون في هذا التنظيم الدخيل) (Re: عبدالله عثمان)

    Quote: الأخوان المسلمون يستغلون
    التقويم الوظيفى لخلق بلبلة:
    وقال منشور الأخوان المسلمين.. (ويوم كانت البلاد تحتفل بعيد الثورة العاشر كان الأمل معقودا بخطة تضعها الدولة لتضع عن الأمة هذه الأثقال والأغلال – بيد أن الدولة كاشفتنا بزيادات فى الأسعار لم يسلم منها ما هو طيب وما هو خبيث، ظنا منها بأن ذلك هو السبيل الأصلح .. فإذا كانت هذه الجزاءات الإقتصادية الجديدة سببها مشروع التقويم والترتيب فالأنسب ان نتجه لتقويم المشروع نفسه ونصحح أخطاءه أو نلغيه اذا هو مشروع يفتقر الى الدراسة الجادة والتخطيط السليم..) انتهى.
    هكذا أخذ الغرض السىء يحرّك الأخوان المسلمين لإثارة السخط الشعبى، وركوب موجته، بهذا التحليل غير المسئول، وغير الأمين، للوضع الإقتصادى.. فكيف ينتظر الشعب، والعمل فى تنفيذ مشاريع التنمية جار، والأزمات الإقتصادية فى العالم تتفاقم، أن تأتى السلطة بميزانية ليس فيها زيادات أسعار أو ضرائب؟ وهل الأخوان المسلمون ناضجون أمينون إذ يطالبون بميزانية ليس فيها زيادة اسعار أو ضرائب أم انهم يريدون الظهور بمظهر الدفاع عن مصالح الشعب، وتقديم أنفسهم كعناصر إصلاحية بديلة، وركوب أى موجة سخط شعبى، لأغراض سياسية بحتة لا تمت لمصلحة البلاد العليا وما يواجهها من أخطار خارجية بصلة؟؟ وماذا قدّم الأخوان المسلمون، فى منشورهم، من بدائل لزيادة الإيرادات لمقابلة الصرف على مشروع تقويم وترتيب الوظائف، وعلى دعم اللامركزية، وكلها قرارات شارك الأخوان المسلمون فى المكتب السياسى واللجنة المركزية للإتحاد الإشتراكى، ومجلس الشعب فى إقرارها؟؟
    لقد قلنا، نحن الأخوان الجمهوريين، رأينا من قبل، فى مشروع التقويم من حيث أن سياسة الأجور يجب أن ترتبط بمعدلات الإنتاج، ومن حيث أن المشروع لا يحل مشكلات الغلاء بقدر ما هو سيسهم فى تفاقمها، ومن حيث أن البديل الأمثل، وإن بدأ البديل الأصعب، هو تركيز الأسعار (أرجع لكتابنا "لماذا نؤيد سلطة مايو") قلنا ذلك من قبل أن تظهر التكلفة الجديدة للمشروع التى أظهرت الأخطاء التى صحبت تنفيذه. قلنا ذلك لأننا لا نعفى سلطة مايو من مسئولية الأخطاء التى تقع فى الجهاز التنفيذى، ولا نحجبها عن النقد.. ولكننا نقدّر، أيضا، أنها أخطاء من يعمل فيباشر مسئولية العمل، وهى سلبيات محدودة ترجح بها الإيجابيات الواسعة للنظام، المتمثلة فى الحيلولة بين الطائفية والسلطة، وفى درء خطر الشيوعية الدولية الذى يستهدف السيطرة على بلادنا، وفى العمل التنموى الإيجابى الذى يتم فى ظروف عالمية صعبة. ولذلك فان نقدنا هو النقد البانى الذى لا يؤدى الاّ الى تقوية النظام وتماسك الجبهة الداخلية. فمع الأخطاء التى صاحبت مشروع التقويم فان النظام استجاب للضغوط الفئوية التى وقعت عليه فخرج المشروع بهذه التكلفة الباهظة. ونحن لسنا، فى هذه المرحلة مع إلغاء التقويم كما اقترح الأخوان المسلمون كأحد البدائل، بسوء غرض واضح منهم، وذلك للإعتبارات السياسية التى تفوّت الفرصة على عناصر المعارضة التى تخطط لإثارة السخط الشعبى ضد النظام، ولكننا مع الإتجاه لإعادة تصميم المشروع لتصحيح الأخطاء التى تمت فى الهيكل الراتبى نفسه، أولا، ثم لتخفيض تكلفة المشروع، لتكون فى مجموعها، نصف التكلفة الحالية فى مجموعها، إن أمكن .. وقد إتجهت السلطة الى هذا الإتجاه بجدية. وفى نفس الوقت فنحن مع استمرار الصرف على مشاريع التنمية التى يجرى تنفيذها، ومع الإستمرار فى تنفيذ دعم اللامركزية، والحكم الإقليمى، على أن تتم الإجراءآت الجادة الحازمة فى إستنباط موارد ملائمة لمقابلة هذه المصروفات... ومن أهمها الضرائب المباشرة وغير المباشرة... شريطة الاّ تمس الضرائب غير المباشرة السلع الشعبية الحساسة، لإعتبارات سياسية أيضا، ذلك بأنها فى ظروف عدم وعى الشعب بالمجهود الضخم المبذول فى التنمية، وفى نقل السلطة للشعب، وفى ظروف عدم صدق، وعدم أمانة المعارضة، انما تستغل لإثارة السخط الشعبى ضد النظام. فالسكر مثلا، سلعة (سياسية) تتأثر بزيادة سعرها الطبقات الفقيرة، ويتضاعف سعرها أضعافا كثيرة، بهذه الزيادة فى الأقاليم. والأسباب التى دعت السلطة لزيادة السكر للحصول على مبلغ 37 مليون جنيه أسباب مقدّرة، لأنها ضريبة عائدها سريع ومضمون. ولكن لا بد من إجراءآت حاسمة وسريعة بديلة لهذه الزيادة الآن أو فى المدى القريب .. فلا بد ان تقدم الرأسمالية فى سبيل زيادة هذه الإيرادات أكثر بكثير مما تقدم الآن، فترفع الدولة عليها ضريبة الأرباح الرأسمالية، وضريبة العقارات، بنسبة كبيرة... مع الحزم وسرعة البت فى فرضها وتحصيلها، بتعديل القوانين الضريبية الراهنة.. حتى يمكن ان يتعرّض كل من يماطل، أو يتهرّب من هذه الضرائب من الرأسماليين للحرمان من سائر التسهيلات والخدمات المالية والإقتصادية التى تقدمها له الدولة!! على ان يصحب ذلك تحديد للأسعار والإيجارات لئلا تضع الرأسمالية عبء هذه الضرائب على كاهل المواطن الفقير. كما يمكن ان تفرض مصروفات تعليمية على الفئات الغنية المستفيدة من الخدمات التعليمية فى جميع المراحل، وهو ما لا يتناقض مع الدستور الذى ينص فى المادة 53 على ان (تسعى الدولة) لتحقيق مجانية التعليم، كهدف مستقبلى.. كما يمكن توفير جانب من هذه الإيرادات بمزيد من سياسة الحد من الصرف الحكومى التى تبنتها الدولة، الآن، تخفيضا لإنفاق المؤسسات الدستورية، والوزارات المركزية... لقد ساهم مجلس الشعب فى الأيام الأخيرة فى اشاعة عدم الرضا بالميزانية بما فيها من زيادات اسعار وضرائب.. وكان للأخوان المسلمين وعناصر المعارضة الأخرى فى المجلس أثر فى هذا الموقف... بينما انطلقت العناصر الأخرى فى المجلس تعارض هذه الزيادات من منطلق الحرص على النظام، ومن خوف استغلال المعارضة لهذه الزيادات لإثارة سخط الشعب.. ولكن أعضاء المجلس لم يواجهوا الموقف بالحزم المطلوب... فكيف يرفضون مبدأ الزيادات وهم يعلمون ان الدولة تقترض، قروضا سلعية ونقدية، من الخارج، لتغطية المصروفات؟؟

    معارضة النظام خيانة وطنية:
    ان معارضة النظام بهدف تقويضه فى هذه المرحلة الدقيقة انما هو خيانة وطنية صريحة.. فبلادنا بموقعها الإستراتيجى الحيوى، مستهدفة من الشيوعية الدولية، بما يتهدد سيادتها وأمنها ودينها!! وقد فصّلنا أبعاد هذا الخطر فى العديد من كتيباتنا الأخيرة مثل.. (ناقوس الخطر... السودان مستهدف من الشيوعية الدولية) وقلنا ان الشيوعية الدولية انما تستغل موقف السودان من مساعى السلام المصرية لتغيير وضعه، مستغلة فى ذلك دول الرفض العربية، وعناصر المعارضة السودانية (أرجع الى كتابنا "رسالة الى الصادق والهندى والشيوعيين والبعثيين") وهذا الخطر الخارجى، والداخلى، لتغيير الوضع انما يعتمد على الإخلال بتماسك الجبهة الداخلية بإثارة السخط الشعبى على النظام، كما أسلفنا، عن طريق استغلال ارتفاع الأسعار، والإختناقات التموينية، والترحيلية، والإضرابات، وتصوير الوضع السياسى على أنه (فى حاجة الى تقويم وترتيب) كما ذهب منشور الأخوان المسلمين فى سخرية مغرضة، سيئة الغرض!! وأى عمل من شأنه تقويض النظام انما هو لمصلحة الشيوعية الدولية، مهما كان مصدره، حتى ولو كان من الأخوان المسلمين!! فهم اليوم (يلعبون على الحبلين) فاذا نجح السخط الشعبى الذى يساهمون فى اثارته فى خلق ثورة شعبية بالنظام سبقوا الشيوعيين الى ركوب موجتها، بالتحالف مع حلفائهم من الأحزاب الطائفية، واذا نجح النظام فى امتصاص هذا السخط استمروا هم كسدنة للنظام!! وفى كلى الموقفين انما هم طلاب سلطة!! ولكن الأخوان المسلمين لا يقدّرون انه اذا تم تقويض النظام فستتعرّض بلادنا للسيطرة الشيوعية التى تتربص ببلادنا فى الحدود الشرقية، والغربية!! وسيكون الأخوان المسلمون من الضحايا الأولى لهذا العمل التقويضى الذى يمارسونه اليوم فى غير مسئولية وفى غير أمانة. والدكتور الترابى مسئول كمرشد عام للأخوان المسلمين عن هذا المستوى المتردى الذى يتورط فيه اعضاء تنظيمه من طلاب الجامعة!! ان الترابى، فى الحقيقة، مسئول أمام الله ثم أمام هذا الشعب السودانى عن تحديد دوره بوضوح من النظام.. فاما المعارضة الصريحة للنظام واما الإشتراك الكامل، بكل أطراف تنظيمه، فى النظام!! فموقفه، وموقف تنظيمه الراهن موقف غير وطنى، وغير أخلاقى، وغير دينى، على الأطلاق!!

                  

03-13-2014, 05:13 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هؤلاء هم الأخوان المسلمون: (مجموعة كتيبات نقدية أخرجها الجمهوريون في هذا التنظيم الدخيل) (Re: عبدالله عثمان)

    Quote: الأخوان المسلمون (يلعبون على الحبلين):
    ويقول منشور الأخوان المسلمين بأن (الفساد السياسى والإدارى فى هذه البلاد واضح وجلى) فلماذا يشترك زعماء الأخوان المسلمين فى قمة أجهزة النظام، وهو المكتب السياسى، وفى سلطته التشريعية، وهو مجلس الشعب، وهم يتهمون النظام بالفساد السياسى؟ ولماذا يقول منشور الأخوان المسلمين ان وسائل الإعلام اصبحت مجالا (للإستهلاك السياسى) والترابى هو مساعد الأمين العام للإعلام؟ ولماذا يصدر الأخوان المسلمين بجامعة الخرطوم منشورا عدائيا لزيارة الرئيس السادات بعنوان (لا مرحبا بك يا سادات) ليوزعوه فى شوارع الخرطوم بينما كان الترابى أثناءها، فى كبار المستقبلين المرحبين بالسادات فى المطار!! أليس هذا، فى حد ذاته، فسادا سياسيا، وفسادا أخلاقيا كان أولى بأن يلجم الأخوان المسلمين عن إتهام غيرهم بالفساد؟؟

    إتحاد "الأخوان المسلمين"
    يصرف ببذخ ويعظ بترك البذخ!!
    جاء فى منشور الأخوان المسلمين.. (وما نزال ننبه الى الصرف البذخى غير المبرر فى بعض قطاعات الدولة) واتحاد "الأخوان المسلمين" بجامعة الخرطوم آخر من يتحدث عن الصرف البذخى وذلك لما له من تاريخ طويل فى إهدار أموال الشعب فى غير طائل، ونحن انما نحب ان يقف شعبنا على بعض هذه المهازل ليدرك خطورة هذا التنظيم اذا ما قدّر له، لا قدّر الله ولا قضى، أن يتولى زمام الأمور فى هذه البلاد!!
    جاء فى التقرير المالى لإتحاد طلاب جامعة الخرطوم دورة 77/1978م.. (جعلنا هدفنا الأول فى هذه الدورة هو ان نحقق انجازا ماليا، وتم ذلك بحمد الله اذ تضاعفت ميزانية الإتحاد حيث صارت عشرة أمثال ما هى عليه فى الماضى)!! ونحن نسأل اتحاد الطلاب الذى يسيطر عليه الأخوان المسلمون: كيف تصرف هذه الآلآف على الطلاب، بعد أن تكفلت الدولة بسكنهم وغذائهم!! أليست توزع على الجمعيات التى تقيم بها معارضها السنوية ورحلاتها وحفلاتها الى جانب الحفلات الغنائية السنوية الساهرة التى يتبناها إتحاد الأخوان المسلمين بنفسه؟؟ أليست من بين هذه الجمعيات التى تصرف عليها هذه الآلآف: جمعية الإستماع، جمعية أصدقاء العمال، جمعية الرحلات الخلوية، جمعية الرعاية الإجتماعية، جمعية حقوق الإنسان؟!! ونحن نتسآءل: كيف تصرف أموال طائلة على الرحلات الخلوية وشعبنا كما أدعى منشور الأخوان المسلمين يعانى من شظف العيش؟؟
    جاء فى بيان الصرف من نفس هذه الميزانية:
    مليمجــــــــ
    9,533,780 مشتريات
    1,433,150 نثريات الإتحاد
    1,360,000 الشئون الأكاديمية
    30,000,000 العمل الصيفى

    أوردنا هذه النماذج ليعرف الشعب الذى يتباكى الأخوان المسلمون على معيشته كيف يصرف إتحاد الأخوان المسلمين على الشئون الأكاديمية لكل الطلاب مبلغا يقل عمّا يصرفه أعضاء الإتحاد فى شكل نثريات!! وكيف يصرف على العمل والرحلات فى العطلات الصيفية بما يزيد ثلاثين مرة على ما يصرف على الأكاديميات؟؟ ثم لا يستحى الأخوان المسلمون من الحديث عن الصرف البذخى!! وزيادة على هذا الصرف البذخى على جمعيات الإتحاد والحفلات الغنائية والرحلات درج الأخوان المسلمون على كسب رضا الطلاب، فى كل موسم إنتخابى، بمزيد من الصرف البذخى ... كادخال التلفزيون الملون فى جميع أنحاء الجامعة!! وقد وعدوا الطلاب بمزيد من مشاريع الترف كمشروع (كافتيريا على النيل مجهزة بجميع أدوات الترفيه)... على حد تعبيرهم... ويمكن الرجوع فى ذلك الى برنامج الأخوان المسلمين الإنتخابى الأخير!! حتى لقد وعدوا الطلاب فى الإنتخابات الأخيرة بإدخال (الآيسكريم) فى السفرة زيادة على الوجبات الجيّدة التى يتناولها الطلاب.. هذا بينما يقول الأخوان المسلمون فى منشورهم (ونعيش هموم المواطن السودانى الذى ضاق به العيش وأنهكه الجرى وراء متطلبات الحياة الضرورية)!! فليبدأ الأخوان المسلمون بأنفسهم، فليوظّف تنظيمهم بالجامعة، والذى يسيطر على إتحادها، عشرات الآلآف من الجنيهات التى تصرف على الترفيه والحفلات والرحلات لمصلحة المجتمع الذى قالوا عنه فى منشورهم انه (مجتمع جائع بائس)!! ان الأخوان المسلمين ليسوا صادقين!! وليسوا أمينين!! والاّ فما هذا التناقض المخجل فى الأقوال والأفعال!!

    الى طلاب جامعة الخرطوم:
    ماذا تنتظرون من تنظيم الأخوان المسلمين وقد عرّضوا سمعتكم للزراية بهذا المنشور المغرّض، المتهافت!! انهم انما يستغلونكم، أسوأ الإستغلال، فى أغراضهم السياسة بالإستمرار فى الظهور أمامكم بمظهر المصادم للسلطة، للإحتفاظ بقيادة الحركة الطلابية ثم هم يصالحون النظام، ويشاركون فى سائر مؤسساته وفى صنع قراراته بغية احتوائه وتقويضه... والى متى تظلون تحت وصاية هذا التنظيم الذى يمارس عليكم الكبت والإرهاب بتمزيق الصحف، ورفض قبول المذكرات؟ وهل تنتظرون من هذا التنظيم الإرهابى المعادى للحريات أن يحقق لكم الحرية؟ أم لعلكم تتوهمون أن أمر هذا التنظيم يقوم على دين؟؟ اننا لنرجو ان يرتفع طلاب الجامعة الى مستوى الأحداث، فيكفوا أيدى الأخوان المسلمين وأيدى الشيوعيين عن قيادة الحركة الطلابية، فكلاهما تنظيم يخدم مصالح حزبية تحرك من خارج الجامعة، ومن خارج البلاد!! وكفى الجامعة ما أصابها من صغار تحت هذه القيادات الصغيرة!! وأنا لنرجو ان يكون العام الجديد عام تحول كبير يتخلص فيه الطلاب من ربقة الأخوان المسلمين وربقة الشيوعيين، على السواء.
    وأخيرا فنحن ندعو المواطنين والمسئولين الى دعم المنابر الحرة التى نمارس فيها اليوم عمل التوعية الشعبية لدرء التضليل الداخلى، والخطر الخارجى ... فانها وحدها صمام الأمان فى وجه هذه الأخطار. حفظ الله شعبنا من كل كيد، ورد كيد الخائنين الى نحورهم!!

    الأخوان الجمهوريون
    أم درمان ص.ب 1151
    تلفون 233312



    الثمن 10 قروش
                  

03-13-2014, 08:32 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هؤلاء هم الأخوان المسلمون: (مجموعة كتيبات نقدية أخرجها الجمهوريون في هذا التنظيم الدخيل) (Re: عبدالله عثمان)

    نسخة غير رسمية، قد تجد بها بعض الهنات الطباعية، لذا لزم التنويه
    ak2.JPG Hosting at Sudaneseonline.com

    Quote: الإهداء:-
    إلى الناس عامة، وإلى المسلمين خاصة، وإلى السودانيين بوجه أخص!!
    اعلموا: أنّ الإسلام برئ من الهوس الديني الذي يجتاح العالم الإسلامي اليوم!!
    وهو برئ من المهووسين الدينيين الذين يسفكون الدماء، ويفسدون في الأرض، مشوهين وجه الإسلام الحق، ومباعدين بين الناس وبين المعين الصافي!!
    فلا تقابلوا هذا الهوس بالسلبية، ولا بالإذعان، ولا بالرضوخ لإرهاب دعاته المضلّلين!!
    بل واجهوا هذه الجهالة بسلاح الفكر الديني الواعي!!
    وواجهوها بحكم القانون!!
    سددوا أمامها المنافذ، والثغرات!!
    وادحضوا حجة هذا الهوس .. اليوم، وليس غداً!!
    فإنّكم «ألا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير»!!














    بسم الله الرحمن الرحيم
    «قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالاً ¹ الذين ضلّ سعيهم في الحياة الدنيا، وهم يحسبون أنّهم يحسنون صنعاً؟؟» صدق الله العظيم ..

    اand#65247;and#65252;and#65240;and#65194;مة:
    إنّ موجة الهوس الديني التي تجتاح العالم الإسلامي اليوم، لهي ظاهرة تستوقف النظر، وتشغل الفكر، وتقبض النفس، لما تنذر به من سود العواقب، وما تنطوي عليه من شر، ومن سوء، ينتهك القيم الإنسانية، ويهدر دماء الأبرياء، ويهدد كل تقدّم، وخير يرجى للإنسانية على يدي الدين، في هذه الأرض التي أخذت تهتز، وتربو، إيذاناً بتتويج ميراثها الحضاري والديني بما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، من فيوض الخير، وتنزّل البركات، وتحقيق الكمالات الروحية والمادية، التي هي قدر الإنسان، ومصيره المحتوم ..

    ولكن كل هذا الحلم الكبير مهدد، ومحفوف الآن بالهوس، والفتنة التي لا تصدر إلا العنف، والقتل والإرهاب، وامتهان كرامة الإنسان، هذا الهوس الذي يمارس الآن في غفلة من سيادة الفكر، وفي غيبة من الوعي، باسم الإسلام، من أناس جهلوا حقيقة الإسلام، وجانبوا صفاء معينه، فأخذوا يصدرون عن كدورة قلوبهم، ورعونة أنفسهم .. وكل ذلك نحن نريد أن نبرّئ منه الإسلام، ونريد أن ندق به ناقوس الخطر، في بلادنا، وفي بلاد العالم الإسلامي أجمع، لنأخذ حذرنا، فلا نفرّط في حرّيتنا الدينية والفكرية، ولا نسلّم كرامتنا، وعزّتنا، طوعاً، أو كرهاً، لأناس ما قدروا الله حق قدره، ولا رعوا للإنسانية حرمة ..

    إنّنا في هذا الكتاب نسوق أمثلة عن الهوس الديني عامة، ولكنّا نركّز، بصورة خاصة، على تنظيم الأخوان المسلمين، وعلى تنظيم الوهابية .. ونركّز بصورة أخص، على الممارسة البدائية الخاطئة لدى «الفتنة» التي ألقت بكلكلها على إيران، واسمت نفسها زوراً، وبهتاناً: «الجمهورية الإسلامية» وأخذت تخرق كل عرف طيب، وتهدر كل قيمة إنسانية راسخة .. وتقتل الناس بالجملة، وبمحاكمات صورية يسخر رئيس الدولة من مطالبة ضحاياها بحق استئناف أحكامها، ويقول إنّه سعيد بعمليات الإعدام التي تجريها. اقرأ كتابنا – «الخميني يؤخر عقارب الساعة» .. كما تجري باسم هذا الهوس الديني تصفية التنظيمات السياسية بالقوة، وباسم الثورة الثقافية الإسلامية، وتخرق المواثيق الدولية، والإعراف الدبلوماسية العريقة، وينذر النوّاب المنتخبون بالفصل من البرلمان، إن هم لم يسيروا في الخط الذي يريده، ويراه الخميني، مهما كان قصور هذه الرؤية، كل ذلك باسم الإسلام!!

    والأسوأ من ذلك، أن ينادي مناد هنا، في السودان: «إيران .. إيران .. في كل مكان»!! وهل يمكن أن يكون هذا غير تنظيم الأخوان المسلمين الذي أعلن رئيسه الترابي، على رؤوس الأشهاد، مباركته لحركة الخميني، وذلك في مؤتمر التخطيط الثقافي – فبراير and#1633;and#1641;and#1639;and#1641;م وخرجت مظاهرات تنظيمه، وعقدت ندوات بعد ذلك تأييداً لهذا الهوس الأعمى؟!!

    إنّ الأخوان المسلمين هم في بلادنا رصيد الهوس الديني وركيزته .. وبلادنا هذه تعيش وضعاً دقيقاً وحساساً لا يحتمل المزايدة باسم الدين التي يمارسها تنظيم الخوان المسلمين ومن سار سيرتهم .. ولقد رأينا كيف أطلّت الفتنة الدينية، وأوشكت أن تنفجر بمعرضهم الذي أقاموه في فبراير and#1633;and#1641;and#1640;and#1632; بميدان أبي جنزير على مسمع، ومرأى، وبدعم من وزارات في الدولة، وقد سخّر ذلك المعرض لافتعال معركة بين المسيحيين والإسلام، إذ علّقت الصور، ووزعت المنشورات، التي تثير الفتنة بين ابناء البلد الواحد الآمن، لتدفع بهم إلى أتون حرب أهلية لا تبقي ولا تذر.

    ولقد رأينا في الأيام القليلة الماضية ثمرة جهالة الأخوان المسلمين في مصر، وبعدهم عن الحكمة، وتعجلهم الاستحواذ على السلطة، مما كان نتيجتة الأزمة الطائفية بين المسيحيين والمسلمين هناك، والتي انتهت إلى قتل، وفوضى، وأزمة سياسية، واجتماعية هزّت نظام الحكم في مصر، ولمّا تزل تهزه، وتهدد استقراره .. إننا لا نريد لبلادنا، ولا لمصر، ولا لأي بلد إسلامي، بل لا نريد للعالم أجمع أن تعصف بمكتسباته مثل هذه الجهالات الدينية التي أخذت تفرض وجودها بحد السنان، وتدّعي الولاية على الناس باسم الله ..

    إنّ الجهل بالدين، عند المتديّن، إنّما يورث مستويين من الخلل الفكري، المضر، بالفرد والمجتمع، أشد الضرر.

    أوّلهما التعصب الديني .. وهذا يجعل صاحبه منكفئاً على نفسه، منغلقاً على مبلغه من العلم، مهما كان يسيراً، ومشوشاً، ومنحرفاً .. فهو لا يسمع لغيره، ولا يجد في نفسه الاستعداد، والسعة لإحتمال أن يكون الحق عند غيره، ولذلك فإنّه يضيق صدره بمخالفيه في الرأي، ولا يلقاهم إلا بالتشنّج، والعنف، إذا ما هم أرادوا إدارة حوار معه، أو أرادوا له هداية .. وهذا المستوى هو ما عليه، في العادة، أتباع الطائفية التي تجمّد فيهم الوعي وتعطّل الفكر، ليظلّوا رصيداً لها، ينفّذون إشارة زعمائها، ويموتون في سبيلهم .. والأمثلة على ذلك كثيرة، وكان آخرها أحداث الجزيرة أبا، والغزو الليبي ..

    وثانيهما: هو الهوس الديني وهو الذي يجنّد فيه الأتباع ويصاغوا صياغة توهمهم بأنّهم أوصياء على الآخرين، ويحملونهم بالعنف على ما يعتنقونه هم من مذهب، بل يسفكون دماء الأبرياء، من المسلمين ومن غير المسلمين، بدعوى الجهاد في سبيل الله، غير عالمين بشروط الجهاد، ولا بمرحليته .. وغير مدركين لعمق رعاية الإسلام لحرمة النفس حتى لقد جاء في الحديث الشريف: «لأن تنقض الكعبة حجراً حجراً، أهون عند الله من سفك دم امرئ مؤمن بغير حق» ..

    إنّ الشر كلّه إنّما يجئ من جهل الناس بالدين .. ودعوة الأخوان المسلمين ناقصة، ودعوة الشيعة أيضاً ناقصة، والوهابية أكثر نقصاً، وكل دعوة دينية ناقصة إنّما هي فتنة – هي فتنة لأنّها تريد أن تفرض نقصانها على الناس، ولأنّها تستغل اسم الله .. وهي فتنة بهذا الاعتبار لأنّها تستطيع أن تضلّل الناس، والشباب منهم بصورة خاصة، وتلك ظاهرة تسترعي الانتباه في مصر، وفي السودان.

    إنّ هذا الهوس لا يدرأ خطره إand#65275; بتسليط الضوء عليه .. ضوء الفكر الديني الواعي .. وذلك إنّما يتم بفتح مجال الحوار، ووضع الأسس، والضوابط، التي يجري على هداها هذا الحوار .. وفي مقدمة ذلك التزام جميع الأطراف بالموضوعية، وبالنهج العلمي، وبطرح تصوّر محدد لمعالجة القضايا الأساسية في المجتمع .. ولقد شرحنا وجهة نظرنا حول هذا الأمر في كتب عديدة نذكر منها: «المنابر الحرّة» و«الصلح خير» و«أزمة الجامعة، الحل العاجل والحل الآجل» ..

    فعن طريق الحوار، وفتح مجال المنابر الحرّة تتم التوعية الشعبية بالفكر الديني الواعي .. وهذا هو السبيل .. ولا سبيل غيره!!

    وأمّا اللجوء إلى كبت الجمعات، والتنظيمات التي تنشر الهوس الديني، فإنّه سير في الطريق المسدود .. وبرهاننا على ذلك ما نراه في مصر اليوم من استشراء لهذا الهوس، وذلك بالرغم من مضي أكثر من ربع قرن من الزمان على قيام الثورة المصرية التي واجهت الأخوان المسلمين بأسلوب العنف فقط، في أوّل الأمر، عندما حاولوا هم الانقضاض عليها، ثمّ واجهتهم بأسلوب اللامبالاة، في آخر الأمر، في عهد السادات، حتّى كشّرت هذه الجماعة الآن عن نابها، فحاول السادات أن يرجع إلى الأسلوب القديم، أسلوب الكبت والمنع، بعد فوات الأوان ..

    ولذلك فإنّا نحذّر من التجربة المصرية، ذلك بأنّنا في السودان معرّضون لمضارّها أكثر من تعرّض مصر، وبما لا يقاس، وما ذاك إلا لوجود الرّواسب الدينية والعنصرية هنا، والتي، وإن خمدت نارها ما يجب أن نظن أنّها أطفئت تماماً .. ووقود هذه النار هو الهوس الديني الذي يقوده، بفعالية، وبجهالة نشطة، تنظيم الأخوان المسلمين .. فلنحذر نحن السودانيين، ولنحذر نحن المسلمين، من الهوس الديني، والفتنة السوداء التي تنطلق في أعقابه ..

    إنّ الإسلام عائد، ولقد أظلّنا وقته، فما للإنسانية غيره .. هو عائد ليحل مشاكل الإنسان المعاصر التي عجزت الفلسفات، والأديان، عن حلّها .. هو عائد من أجل هذا الغرض النبيل، وليس من أجل أن يضيف إلى ما تعانيه البشرية اليوم من الإنقسامات والحروب، عداوات، واحتراب الطوائف الدينية التي خلّفها الزمن ..

    الإسلام عائد ليعلّم الناس السلام، لا ليمرّسهم على الإرهاب، والعنف .. هو عائد علم نفس، يروّض النفوس، ويهذّبها، لا ليطلق العنان لنزعات الحيوان فيها ..

    إنّنا قد آلينا على أنفسنا أن نمضي في سبيلنا، لا نلوي على شيء، ننذر، ونحذّر، ونوقظ النيام، نسد الثغرات في بناء مجتمعنا، ونقفل الطريق أمام الجهالات، ونحول بين شعبنا وبين الذين يريدون استغلاله، وتسخيره، ضد مصلحته الحقيقية، الدينية، والدنيوية .. وعلى الله قصد السبيل ..
                  

03-13-2014, 08:33 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هؤلاء هم الأخوان المسلمون: (مجموعة كتيبات نقدية أخرجها الجمهوريون في هذا التنظيم الدخيل) (Re: عبدالله عثمان)

    Quote: اand#65247;and#65260;and#65262;س الدand#65267;and#65256;and#65266; نذير الفتنة السوداء
    إنّ الهوس الديني الذي استشرى في العالم الإسلامي إنّما يدق ناقوس الخطر، بقوّة، وبإلحاح، لينبّه الغافلين كي يهبّوا من سباتهم، ويفتحوا أعينهم، ويأخذوا حذرهم، فإنّ الفتنة الدينية تطل برأسها، والعاصفة الهوجاء، تتجمّع لتطيح بكل مكتسباتنا في التقدّم، والتمدّن، بل لتققضي على الأمل ا########د في بعث الإسلام واعياً معافياً، تتعلّق به الإنسانية كطوق نجاة من الهاوية التي توشك أن تتردّى فيها ..

    إنّه لواجب على كل حادب على مستقبل الإسلام، وعلى مستقبل الإنسانية، وعلى كل حريص على مصير السودان، أن يستشعر الخطر المحدق بهؤلاء جميعاً، وأن يعمل الفكر حتّى يحيط بأبعاد هذا الخطر، ويعمل، من ثمّ، على إحباطه، قبل فوات الأوآن ..

    رأس الفتنة:
    إنّ المتأمّل في الشواهد، والأمثلة التي سقناها، في هذا الكتاب، حول الهوس الديني، يدرك، بوضوح تام، أنّ الأخوان المسلمين هم الذين يقودون، ويدعمون موجة الهوس الديني التي ظلّت تطل برأسها، هنا وهناك، حتى تبلورت اليوم، وأوشكت أن تعم كل البلاد الإسلامية، وتستحوذ على مقاليد الأمور فيها، بالعنف، والإرهاب، وبالخديعة وبالكذب، وبالتزييف، وبالتستّر خلف رداء الدين ..

    فأما بالنسبة لتنظيم الأخوان المسلمين، فإنّ ممارسته للعنف والإرهاب واضحة للعيان، في السودان، وفي خارج السودان، وهم يجاهرون بتأييدهم لكل مهووسي العالم الدينيين ..

    أمّا الوهابية، فإنّ هوسهم الديني، المتمثل في تكفير الناس، ورمي الأولياء بالزندقة، فمعروف، وهم يباشرونه، صباح، مساء، في شوارع العاصمة، وفي مساجدهم المشادة باسم تنظيمهم .. والقول الجارح، والعنف، بالأحياء، والأموات، سمة من سمات الوهابية التي لا تنفصم عنهم .. وإنّ وجههم هذا ليطالعنا في ممارسات جماعة «التكفير والهجرة» بمصر، وفي مجموعة قرية «أمستري» بغرب السودان ..

    and#65255;and#65252;and#65166;ذج من السودان
    حادث أمستري
    من نماذج الهوس الديني التي نسوقها هنا، حادث «أمستري» بغرب السودان، الذي جرى في يونيو and#1633;and#1641;and#1639;and#1639;، على أيدي بعض المهووسين الدينيين، فقد اعتدوا على رجال الأمن بنقطة بوليس «أمستري»، مما أدى لمقتل and#1636; من رجال الشرطة .. وقد أمكن إلقاء القبض على بعض الجناة، وجرت محاكمتهم ..

    حيثيات اand#65247;and#65252;and#65188;and#65244;and#65252;and#65172; and#65175;and#65188;and#65244;and#65266; ما جرى: ونحن نورد هنا بعض الفقرات من حيثيات المحكمة العليا التي أيّدت حكم الإعدام على الجناة، وذلك نقلاً عن جريدة الصحافة and#1633;and#1641;/and#1636;/and#1633;and#1641;and#1640;and#1632;م: «تمّ صباح أمس بسجن الفاشر تنفيذ حكم الإعدام شنقاً حتّى الموت على المتّهمين دهب علي عبد الله وجمعة موسى رمضان لاشتراكهما في الهجوم على نقطة شرطة أمستري بالقرب من مدينة الجنينة في and#1633;and#1638; يونيو and#1633;and#1641;and#1639;and#1639;م وقتل أربعة من الجنود ..

    وقد وضحت الحقائق التالية أمام المحكمة العليا عند تأييد حكم الإعدام على المتّهمين:

    تجمّع بمنطقة الجنينة بغرب السودان نفر من السذّج حول دجّال يدعى عز الدين جبريل أثّر عليهم فتركوا أهلهم وعاشوا أتباعاً له في قرية تدعى روضة مما أدى إلى خلافات وعداوات بينه وبين أهالي القرى المجاورة أدّت إلى التصادم بينهم مما أدّى مرّة إلى اتهامه وحبسه .. كما أدّت إلى إتلاف مزارعه وحرق مسجده، فقرّر أن يرحل من الوطن ولكن بعد أن يلحق بالآخرين أذى وضرراً باسم الدين ..

    وفي يوم من أيام شهر يونيو and#1633;and#1641;and#1639;and#1639; تحرّك عز الدين ومعه خمسة من أتباعه من بينهم المتهمان دهب علي عبد الله وجمعة موسى رمضان متّجهين نحو نقطة شرطة أمستري .. وفي الوقت الذي كان فيه رجال الشرطة يؤدّون واجبهم المقدّس وكان الدجّال وجماعته قد بيّتوا النية على الغدر بهم وإبادتهم بعد أن تأكّد لهم أنّ أضعف نقطة يهجمون عليها هي أمستري التي لم يكن بها حرس إضافي من الجيش كما في بعض نقاط الشرطة الأخرى المجاورة للحدود. فلمّا جنّ الليل أمر عز الدين جماعته بالتقدّم نحو النقطة فلمّا اقتربوا منها أمر المتّهم الثالث بأن يقف خلف مباني النقطة لكي يشعرهم بأي هجوم خارجي كما استوقف المتّهمين الأوّل دهب علي عبد الله والثاني جمعة موسى رمضان بالقرب من سور النقطة ودجّجهم بالأسلحة البيضاء ودخل النقطة وشريكاه محمّد محمود وآدم أدما حيث هجموا على رجال الشرطة النائمين طعناً وضرباً فتوفي في الحال الشرطيين علم الدين الحاج وحسين عبد القادر .. شعر كل من العريف عمر إبراهيم والشرطي محمّد آدم حسب الله وكانا نائمين في منزلهما بالضجّة فأسرعا نحو النقطة ولكن الجناة انهالوا عليهما في الظلام طعناً وضرباً. ولم يبق على قيد الحياة سوى الشرطيين شاهدي الاتّهام عبده جمعة ومحمّد أحمد محمّد الطاهر .. كسر عز الدين وأعوانه مخزن السلاح وأخذوا مدفعاً وبنادق وذخيرة واتّجهوا نحو الحدود ولمّا اشتدّ بالجناة الجوع ذهبوا إلى جماعة من الأعراب وطلبوا منهم طعاماً فلمّا اعتذروا احتجزوا أحد الأعراب كرهينة ما لم يدفع لهم مبلغاً معيّناً من المال فهجم عليهم الأعراب فأطلق عليهم الجناة النار فأصابوا أحدهم وقتلوه وهربوا. عندئذ طاردهم الأعراب للأخذ بالثأر حتى اهتدوا إلى مكانهم فباغتوهم ودارت على الباغي الدوائر إذ تمكّن الأعراب من قتل الدجّال عز الدين وتابعيه محمّد محمود وآدم أدما. وأثناء البحث قبض على المتّهم الثالث الذي أبان للشرطة كثيراً من تفاصيل الحادث، أمّا المتّهمان الأوّل والثاني فقد فرّا بجلدهما بعد أن خبّأ المتّهم الأوّل المدفع والذخيرة ولحقا بالمتّهم الرابع الذي كان قد اختبأ مع نساء المهاجمين في إحدى القرى حتّى تمكّنت قوات الجيش والشرطة من مطاردتهم وإلقاء القبض عليهم بعد أن أصيب المتّهم الأوّل في فخذه والثاني في صدره» انتهى.

    كتب الوهابية مع اand#65247;and#65188;ِand#65198;اب: وكان وزير الداخلية في ذلك الوقت قد أدلى ببيان حول الحادث، أمام مجلس الشعب، بتاريخ and#1634;and#1633;/and#1638;/and#1633;and#1641;and#1639;and#1639;، جاء فيه، ما يلي، نقلاً عن جريدة الأيّام - and#1634;and#1634;/and#1638;/and#1633;and#1641;and#1639;and#1639;م:

    «اتّضح من التحري في الحادث أنّ أحد المواطنين شاهد يوم and#1633;and#1636;/and#1638;/and#1633;and#1641;and#1639;and#1639; مجموعة عددهم حوالي and#1639; أشخاص بالمنطقة يقرأون الكتب ولمّا تحدّث إليهم «غطّوا» وجوههم وقد جاء التطابق إلى معرفة شخص في قرية أمستري له أفكار دينية متطرّفة وهو سوداني وأنّ هناك مجموعة أعلنت قتل كل من لا يحكم بالشريعة الإسلامية وذكر السيد الوزير أنّه تمّ العثور على عدد من الحِراب والمصاحف وكتب أنصار السنّة فيها مجلّة التوحيد والكرّاسات فيها دعوة إلى الجهاد وقال أنّه عند زيارته لمكان الحادث اتّضح أنّ الإجراءآت اتّخذت وأنّ لجنة من الأمن بالمديرية درست الموقف وأنّها في تقييمها للمعلومات ترجّح أنّ المجموعة الإرهابية المذكورة هي التي قامت بهذا العمل» ..

    لقد اتّضح، من المخلّفات التي عثر عليها في مكان الحادث، ومن المعلومات التي ثبتت أمام المحكمة، أنّ الهوس الديني كان هادي أولئك الجناة، فلقد كانوا هم أنفسهم ضحايا أفكار دينية منحرفة، وجدت طريقها إلى عقول هؤلاء البسطاء، حتّى برّرت عندهم قتل الأبرياء، وانتهاك حرمة القانون، وترويع الآمنين ..

    وليس من المستبعد أن يكون أولئك البسطاء قد اتّخذوا من الوهابية مذهباً .. يدل على ذلك ما وجد من كتب، ومجلّة وهابية في مكان الحادث، كما يدل عليه أيضاً وجه الشبه بين عملهم الذي قاموا به في أمستري، وبين اتّجاهات، وممارسات محمّد بن عبد الوهاب مؤسس الوهابية الذي استباح دماء الذين يخالفونه الرأي، ولو كانوا مسلمين، فهو يكفّرهم، ويستجيز مقاتلتهم .. وما يؤيّد هذا القول ما جاء في كتاب: «تاريخ المذاهب الإسلامية» للشيخ محمّد أبو زهرة صفحة and#1634;and#1637;and#1635;: «إنّ الوهابية لم تقتصر على الدعوة المجرّدة بل عمدت إلى حمل السيف لمحاربة المخالفين لهم باعتبار أنّهم يحاربون البدع وهي منكر تجب محاربته ويجب الأخذ بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .. وذلك لتحقيق قوله تعالى: ‹كنتم خير أمّة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله ولو آمن أهل الكتاب لكان خيراً لهم›» .. ويؤيّده أيضاً ما جاء في جريدة الصحافة السودانية بتاريخ and#1635;and#1633;/and#1633;and#1632;/and#1633;and#1641;and#1639;and#1638; وهي تتحدث عن الوهابية بما يلي: «وقد قام محمد بن عبد الوهاب بثورته الدينية ضد الأضرحة والبدع، وضد الصوفية، والأولياء .. وكان والده قد نصحه بترك الدعوة خوفاً على حياته فتوقف، وبعد وفاة والده بدأ ينشر دعوته فلم يجد إستجابة وتعرّض لمحاولة لاغتياله فذهب إلى مدينة العينية طالباً حماية أميرها فرحّب به الأمير وأكرمه .. إلخ» ..

    انتهى حادث أمستري وand#65247;and#65250; ينته اand#65247;and#65260;and#65262;س الدand#65267;and#65256;and#65266;:
    إنّ حادث أمستري قد انتهى بالنهاية التي لقيها أولئك البسطاء الذين استولى على عقولهم الهوس الديني، فدفعهم إلى تقتيل رجال الأمن الأبرياء الذين كانوا يقومون بأداء واجبهم المقدّس في حماية الأرواح، والممتلكات، في تلك البقع النائية، والمعزولة عن مركز الأمن في الجنينة ..

    ولكن الخطر الحقيقي الذي يشكّله الهوس الديني إنّما يجئ من تنظيم مثل تنظيم الأخوان المسلمين، وتنظيم الوهابية، إذ هما تنظيمان مدعومان من الخارج، وكل منهما يخطط، ويسعى، في الخفاء، وفي العلن للاستحواذ على السلطة بشتى السبل، بالعنف، وبالتضليل، باسم الدين ..
                  

03-13-2014, 08:34 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هؤلاء هم الأخوان المسلمون: (مجموعة كتيبات نقدية أخرجها الجمهوريون في هذا التنظيم الدخيل) (Re: عبدالله عثمان)

    Quote: العنف لازمة من لوازم الأخوان اand#65247;and#65252;and#65204;and#65248;and#65252;and#65268;and#65254;:
    إنّ العنف لدى الأخوان المسلمين هو أولى ركائز تخطيطهم، وهم لا يجدون أنفسهم يحسنون شيئاً مثل «صناعة الموت» كما سمّاها زعيمهم الشيخ حسن البنّا: «أيها الأخوان إنّ الأمّة التي تحسن صناعة الموت وتعرف كيف تموت الموت الشريف يهب لها الله الحياة العزيزة في الدنيا والنعيم الخالد في الآخرة» - رسائل البنّا صفحة and#1638; –

    وحوادث العنف التي جرت على أيديهم في السودان لا تحصى، وكان آخرها ما جرى في الجامعة مما رصدناه في كتبنا التي أصدرناها عن أحداث الجامعة، في الأسابيع القليلة الماضية .. ولكنّا سنذكر هنا بعض النماذج على سبيل المثال ..

    حادث عرض الفنون الشعبية:
    وقع هذا الحادث في عام and#1633;and#1641;and#1638;and#1640;، فقد قام بعض الطلبة بتقديم عرض للفنون الشعبية، باعة الإمتحانات بجامعة الخرطوم، فاعترض الأخوان المسلمون على هذا العرض الذي يحوي «رقصة شعبية» .. وتأزّم الموقف، حتّى نتج عنه مقتل أحد الطلاب وهو المرحوم السيّد عبد الرحمن الطيّب، كما أدّى إلى إغلاق الجامعة في ذلك الوقت .. ومن الصحف ننقل بعض ما نشر عن ذلك الأمر:

    الرأي العام and#1639;/and#1633;and#1633;/and#1633;and#1641;and#1638;and#1640;: «اشتباك and#65235;and#65266; جامعة اand#65247;and#65192;and#65198;طوم: وقع مساء أمس اشتباك بين طلاب الاتّجاه الإسلامي بجامعة الخرطوم والجبهة الديمقراطية وذلك في الحفل الذي أقامته جمعية الثقافة الوطنية وتضمّن عرضاً للفنون الشعبية .. اعترض طلاب الاتّجاه الإسلامي على فقرة في البرنامج خاصة بالرقص الشعبي اشتركت فيه طالبتان، تطوّر الأمر إلى اشتباك بين المجموعتين، وتحطّمت أعداد قليلة من المقاعد وجرح نفر من الطلاب ثم خرجت مظاهرة صغيرة من طلاب الاتّجاه الإسلامي وأخرى من طلاب الاتّجاه الاشتراكي وانفضّتا بعد فترة قصيرة من سيرهما .. لم يتدخّل البوليس إذ أنّ الحادث كان داخل حرم الجامعة» ..

    موت طالب: الصحافة: and#1633;and#1635;/and#1633;and#1633;/and#1633;and#1641;and#1638;and#1640; - «توفي في نحو الثانية من صباح أمس بمستشفى الخرطوم طالب الآداب السيّد عبد الرحمن الطيّب الذي أصيب في أحداث الأربعاء المشئومة»

    إدانة عمل الأخوان اand#65247;and#65252;and#65204;and#65248;and#65252;and#65268;and#65254;: أدانت كل التنظيمات السياسية بجامعة الخرطوم العمل الذي قام به الأخوان المسلمون كما روت جريدة الصحافة بتاريخ and#1641;/and#1633;and#1633;/and#1633;and#1641;and#1638;and#1640;: «وقد أكّدوا ‹أنّهم مستعدّون لرد العنف بالعنف إذا عجزت إدارة الجامعة عن حمايتهم› جاء هذا في مؤتمر صحفي عقدته التنظيمات التالية: الاتّحادي الديمقراطي – الاتّحاد الديمقراطي الاشتراكي – المؤتمر الديمقراطي – الطلاب الشيوعيون ‹القيادة الثورية› - هيئة حزب الأمّة – رابطة الطلاب الجنوبيين – رابطة الطلاب الجمهوريين – الجبهة الديمقراطية – رابطة الطلاب المستقلّين – الجبهة العربية الاشتراكية» ..

    ولقد حاول الأخوان المسلمون، كعادتهم، أن يتنصّلوا من مسئولية عملهم .. فقد أصدروا بياناً قالوا فيه: «بأنّ الأخوان قد اعترضوا بالكلام على رقصة النقّارة عندما قامت بها طالبتان سافرتان .. كان الرد من الشيوعيين على هذا الاعتراض القذف بالكراسي مما أزّم الموقف ووصـل به إلى ما وصـل» .. جـاء هذا البيـان في جـريدة الصـحافة بتاريخ and#1641;/and#1633;and#1633;/and#1633;and#1641;and#1638;and#1640; –

    ولكن لماذ يعترض الأخوان المسلمون، سواء بالكلام، أو بالأيدي، على هذا العمل أثناء أدائه، وخصوصاً أنّه عمل في الفنون الشعبية التي يمارسـها الشعب خارج جدران الجامعة؟؟ .. إنّ الأخوان المسلمين غير صادقين فهم يدّعون الغيرة على الدين بينما هم في الحقيقة لا يريدون إلا الكسب السياسي ..

    زعماء الأخوان يدافعون: لا يظنّن أحد أنّ الاعتداء الذي قام به الطلاب ليس وراءه أحد، لا!! فإنّ وراءه قادة تنظيم الأخوان المسلمين، وها هو أحدهم، المرحوم محمّد صالح عمر، يدافع عنه – جريدة الصحافة and#1633;and#1633;/and#1633;and#1633;/and#1633;and#1641;and#1638;and#1640;م – ومما قاله في هذا الصدد ما يلي: «إنّ مثل هذه الحفلات قد منعت في الماضي منذ أن كانت الحفلات تقام باسم الإتّحاد حينما كان المسئولون في الإتّحاد يتولّون هذا المنع إلى أن أصبحت الاحتفالات باسم بعض الجمعيات وبعض الاتّجاهات التي أرادت أن تنفّذ مخطّطها الانحلالي عن طريق الجمعيات.»

    الاعتداء على الجمهورand#65267;and#65268;and#65254;:
    إنّ الأخوان المسلمين عندما يقدمون على مثل هذا العمل يزعمون أنّه الجهاد، وإزالة المنكر، ولكنّهم في الحقيقة إنّما يعبّرون عن عجزهم الفكري، في مواجهة مخالفيهم في الرأي، فضلاً عن جهلهم بحقيقة الجهاد في الإسلام .. وضعف حجّتهم هو الذي يدفعهم دائماً لمد ايديهم بالعنف .. وليس أدّل على ذلك من اعتداءآتهم المتكررة على الجمهوريين بجامعة الخرطوم ..

    وكان آخرها في نوفمبر and#1633;and#1641;and#1639;and#1641; .. مع أنّ الجمهوريين لم يعرف عنهم قط أي ميل إلى العنف، بل، على النقيض من ذلك، هم يشـجبونه، ويسـتهجنونه، ويعلمون أنّه سلاح العاجز ..

    والحادث المشار إليه هنا إنّما قام به الأخوان المسلمون كرد فعل لهزيمتهم في انتخابات إتّحاد الطلبة في أكتوبر and#1633;and#1641;and#1639;and#1641;، وذلك نتيجة للوعي الذي استطاع الجمهوريون أن ينشروه وسط القاعدة الطلابية، بوسيلة أركان النقاش، والندوات، والصحيفة الحائطية، وبالمنشورات، والكتيّبات ..

    وقائع اand#65247;and#65188;and#65166;دث: لقد سجّل الحادث لدى إدارة الجامعة، ولدى شرطة بوليس القسم الشرقي بالخرطوم وكان كالآتي: كان سبعة من الطلبة الجمهوريين يقفون أمام بوابة الجامعة فأتت مجموعة يقدّر عددها بأربعين شخصاً من الأخوان المسلمين بقيادة السكرتير الأسبق لإتّحاد الطلبة، وهو طالب بكلية الطب .. اتّجه قائد هذه المجموعة نحو الطلبة الجمهوريين قائلاً لهم: «إنّنا لم نجئ لنقاش وإنّما جئنا ناس ضرب» وبالفعل بادر بالضرب واجتمع عليه باقي المجموعة، واشتركوا جميعاً في الاعتداء الذي نتج عنه أذى جسيم لواحد من الطلبة الجمهوريين هو أحمد دالي حيث أصيب إصابة خطيرة في رأسه، وضلعه، مما استوجب حجزه بالمستشفى، كما أصيب الستّة الآخرون بإصابات مختلفة .. وقد لاذت مجموعة الأخوان المسلمين بالفرار، والإنكار ..

    الكذب واand#65247;and#65184;and#65170;and#65254;: والأسوأ من ذلك، أنّ قائدهم كذّي، وحاول تضليل البوليس .. فقد انتهزوا فرصة ذهاب الطلبة الجمهوريين للمستشفى وذهب هو لمركز البوليس، فاتحاً بلاغاً ضد الجمهوريين، مدّعياً أنّهم، السبعة، اعتدوا عليه هو وحده .. ولمّا سأله المتحري: هل كان معك آخرون من زملائك؟ أجاب بالنفي!! فقيل له: ولكن من الذي سبّب هذا الأذى الجسيم، والإصابات الأخرى لهؤلاء السبعة من الجمهوريين؟ فقال: أنا وحدي فعلت ذلك!!

    فهذا «القيادي» الذي يزعم أنّه «مجاهد» يكذب على الله، وعلى الناس، متهرّباً من مسئولية جريمته، وجريمة تنظيمه الذي دبّر هذا الاعتداء الأثيم، الإنسان رخيص، الذي يأباه الدين، ويأباه الخلق السوداني الأصيل .. ذلك بأنّ السوداني يرفض، ويستهجن، أن تتكاتف جماعة كبيرة على أفراد قلائل، خلّ عنك أن يعد ذلك بطولة، أو جهاداً في سبيل الله، كما يصوّر للأخوان المسلمين هوسهم، وجهلهم بالإسلام، ونصولهم عن قيم هذا الشعب الأصيل ..

    دعوى الدفاع عن العقيدة:
    ولقد استغلّ الأخوان المسلمون أحداث جامعة الخرطوم الأخيرة فحاولوا أن يصوّروها بأنّها حرب بين الكفر والإيمان، ليستثيروا عاطفة الشعب الدينية، وليجدوا تبريراً لتنفيذ مخططهم الرامي إلى تصفية كل خصومهم السياسيين، وذلك تحت ستار الدفاع عن العقيدة!! فلقد كثّفوا نشاطهم في هذا السبيل من منابر المساجد، وعن طريق المنشورات، والكتب .. وفيما يلي نسوق نموذجين من أحد منشوراتهم، ومن خطبهم في المساجد .. ففي منشور لهم بتاريخ and#1634;and#1632;/and#1635;/and#1633;and#1641;and#1640;and#1632;، قالوا: «وجب علينا في الاتّجاه الإسلامي أن نعلن بكل وضوح أنّه إمّا جامعة سودانية إسلامية لأبناء المسلمين، أو تكون جامعة سوفيتية ملحدة .. لا بين بين ولا مناص من تحديد هويّة هذه الجامعة ولا سبيل أبداً إلى دعاوى الليبرالية وغيرها .. سيكون بعد اليوم باطلاً كل سبيل يكون من شأنه تحقيق وجود وأمن النشاط الشيوعي داخل جامعة الخرطوم – سيكون باطلاً بعد اليوم كل دستور أو قانون داخل الجامعة يحرس الشيوعيين ويسمح لهم بممارسة الإفساد ‹وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كلّه لله›» .. وفي خطبة لأحدهم بمسجد نور الدائم بالشجرة قال وهو يتحدّث عن أحداث الجامعة، بتاريخ and#1634;and#1633;/and#1635;/and#1633;and#1641;and#1640;and#1632;، ما يلي: «إنّ موقف الحكومة قد يكون سلبي وموقف الناس قد يكون سلبي إلا أنّنا أخذنا موقفاً واضحاً منذ اليوم وأنّه لا يمكن أن يعيش معنا شيوعي أو جمهوري ملحد في أي موقع من هذا البلد» .. اسمع قولهم «أو جمهوري ملحد» واعجب له! .. لقد بيّنّا خطل هذا الاتّجاه وما ينطوي عليه من جهل بالإسلام، وبالدستور والقانون .. في كتابنا «أزمة الجامعة الحل العاجل والحل الآجل» ..

                  

03-13-2014, 08:35 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هؤلاء هم الأخوان المسلمون: (مجموعة كتيبات نقدية أخرجها الجمهوريون في هذا التنظيم الدخيل) (Re: عبدالله عثمان)

    Quote: واعتداؤهم على حفل طلاand#65169;and#65266; باand#65247;and#65252;and#65260;and#65194;ية:
    ومن منطلق هوس الأخوان المسلمين الذي يوهمهم بأنّهم أوصياء على الآخرين، قاموا باعتداء بشع على حفل طلابي أقيم في المدرسة الثانوية العليا بالمهدية ضمن برنامج معسكر طلابي، وأصابوا المشرف على المعسكر الطلابي بطعنة سكّين ..

    وقد أثير أمر هذا الحادث في أحد إجتماعات مؤتمر الإتّحاد الإشتراكي السوداني المنعقد في الفترة من and#1634;and#1638;/and#1633;/and#1633;and#1641;and#1640;and#1632; إلى and#1634;/and#1634;/and#1633;and#1641;and#1640;and#1632; .. فقد جاء على لسان السيّد علي محمّد صدّيق عضو المؤتمر ما يلي: «قبل شهر هجموا على معسكر شُعب الطلاب وطعنوا الأستاذ المشرف على المعسكر بالسكّين .. وقد حدثت الحادثة يوم الخميس، وتحدّث كل أئمة جوامع المهدية يوم الجمعة عن المعسكر .. يوم السبت تحدّثت صحف الاتّجاه الإسلامي في جامعة الخرطوم وجامعة أم درمان الإسلامية وجامعة القاهرة عن المعسكر .. هذا عمل حزبي واضح يا سيّدي الرئيس. ومن الأحسن ألا ندخل رؤوسنا في الرمال .. الأخوان المسلمون حزب سياسي واضح ..» .. وتحدّث السيّد علي محمّد صدّيق عن المصالحة الوطنية وأغراض الأخوان المسلمين حين دخلوها، وفرّق بينهم وبين الإسلام، وطالب بأن يسمح الرئيس للشباب بالتصدّي للأخوان المسلمين بنفس السلاح الذي يستعملونه .. (وثائق المؤتمر القومي الثالث للإتّحاد الإشتراكي and#1634;and#1638;/and#1633;/and#1633;and#1641;and#1640;and#1632; - and#1634;/and#1634;/and#1633;and#1641;and#1640;and#1632; الجلسة الثانية وثيقة رقم and#65249;and#65237;/and#1635;/and#1637;) ..

    يحدث هذا في حين أنّ تنظيم الأخوان المسلمين، تحت واجهة «الاتّجاه الإسلامي»، يمارس نشاطه بكثافة لا ينافسه فيها تنظيم آخر، مستغلاً إمكانات المدارس ووزارة الثقافة والإعلام، ووزارة التربية، نفسها، اللتين بلغتا من التهاون، والتواطؤ حد السماح بإقامة معرض الأخوان المسلمين بأرض المعارض بأبي جنزير، وبإعطاء المدارس الثانوية العليا عطلة رسمية ليتمكّن تنظيم الأخوان المسلمين من تسـيير مواكب طلابية، بمناسبة افتتاح المعرض .. وقد تعرّضنا لهذا الحدث بتفصيل واف في كتابنا «إلى متى هذا العبث بعقول الناس وبدين الله». وقد حوى ذلك المعرض من صور الهوس الديني ما كان يمكن أن يؤدي إلى فتنة سوداء بين المسيحيين والمسلمين، فقد كان تنظيم الأخوان المسلمين، غير المسئول، يستغل ما اسماه بالحملة الصليبية ضد المسلمين، وذلك بمناسبة ما قيل عن وجود مركز شباب مسيحي وجدت به كتب تسئ للإسلام، مما روّجت له الصحافة السودانية بتاريخ and#1637;/and#1633;/and#1633;and#1641;and#1640;and#1632;، واعطته أكبر من حجمه، في سذاجة، وانخداع، في أحسن حالاتها فهي إنّما تمثّل لهذا النظام، دور الصديق الجاهل، هذا إذا صرفنا النظر عن استغلال الأخوان المسلمين والسلفيين لها، ولأجهزة الإعلام الأخرى، للترويج لهوسهم الديني، ولاتّجاهاتهم المنحرفة، البعيدة عن الشريعة، وعن الدين .. لقد اعطت الصحافة السودانية بإبرازها لذلك الخبر، وبتعليقها العاطفي الإنشائي المحشو بكلمات «الكفر»، و«العقيدة»، اعطت الأخوان المسلمين فرصة استغلال هذا الحادث لإحداث انقسام قومي خطـير، وإثارة فتنة دينية هوجاء ..

    مواجهة اand#65247;and#65252;and#65204;and#65268;and#65188;and#65268;and#65268;and#65254;:
    يكفي للتدليل على هوس الأخوان المسلمين، وتأكيد خطره على وحدة هذا البلد أن نورد هذه الفقرات من المنشور الذي أصدره فرعهم بجامعة أم درمان الإسلامية بمناسبة معرضهم الذي أقاموه بأرض المعارض بأبي جنزير .. يقول ذلك المنشور:

    «هذا التحرك المسيحي: يجب أن يتوقف
    أيها المواطنون ..

    لقد أصبح التحرّك المسيحي المشبوه في السودان أمراً بالغ الخطورة على المسلمين وعلى العقيدة الإسلامية وصار السكوت عليه جريمة في حق المسلمين وعقيدتهم وخطراً يهدد وجودهم وكيانهم وحاضرهم ومستقبلهم ..

    وقد أصبح المسلمون يحسّون بأنّهم الآن مواجهون بعمل كبير وخطير وأنّه قد يكون مصحوباً بعمليّات تدريب عسكرية مسيحية وضحت حقائقها من مواكب الصليب التي كانت تجوب الطرقات في تحد ظاهر لمشاعر المسلمين ..

    وقبل أن يتفاقم الأمر على نحو يصعب علاجه إلا بثمن فادح فإنّ السلطة مطلوب منها اليوم قبل الغد، أن تخطو خطوة فعّالة لمواجهة هذا الخطر على مستوى السودان كلّه» انتهى ..

    إنّ الأخوان المسلمين لا يتورّعون، في سبيل تحقيق أغراض تنظيمهم من السير على أشلاء أبناء الوطن، وهم، بعد، لا يتصوّرون أبعاد الخطر الذي يمكن أن يتأتى من إصدار مثل هذا المنشور الملئ بالإثارة، والمحشو بالاختلاق. وإلا فما معنى هذا الفهم المتعسّف لأمر المواكب التي يسيّرها أخواننا المسيحيون الجنوبيون في أعياد رأس السنة الميلادية «الكرسماس» وهم يحملون على صدورهم الصليب، مترنّمين بأناشيدهم الدينية، وهي مواكب قد ظللنا نراها في كل عام، ومنذ عشرات السنين، من غير أن تجرح مشاعر أحد، أو تستفز عقيدته، بل على العكس هي مثار تعميق لمشاعر المتديّنين الواعين، الذين لا يضيقون بعقائد الآخرين ..

    إنّ هذا المنشور الذي أصدره الأخوان المسلمون لمن أردأ الأعمال، وأبعدها عن العقل، والحكمة. ولنا أن نتصوّر مدى الفتنة التي كان من الممكن أن تقع لو تعامل الطرف الآخر برد الفعل، بإزاء هذا المنشور الذي احتشد بالتهديد والوعيد، ثم اختتم بهذه الأبيات:

    أرى خـلال الرماد وميض نار يوشك أن يكون لها ضرام
    فإن لم يطـفها عقـلاء قـوم يكـون وقودها جثث وهام!!

    حادث سوق أم درمان:
    ومن صور الهوس الديني التي وقعت أخيراً، ذلك التخريب الذي جرى بسوق أم درمان مساء الخميس and#1633;and#1637;/and#1637;/and#1633;and#1641;and#1640;and#1632;، وقد انطلقت شرارته من مسجد أم درمان، بعد صلاة المغرب، حيث خطب أحدهم في المصلّين، محرّضاً إيّاهم على تكسير البارات .. وبالفعل سارت مجموعة منهم في شكل مظاهرة انضمّ إليها كل من صادفها من البسطاء، ومن محترفي النهب والسلب، الذين يستغلّون أجواء الإضطرابات، ليمارسوا حرفتهم في نهب، وسلب ما تقع عليه أيديهم.

    وتعرّضت تلك المظاهرة بالتخريب لعدد من البارات في سوق أم درمان، وكادت أن تعم الفوضى، وتستشري، وأوشك أن يفلت زمام الأمن والنظام من الأيدي .. واعتقل خطيب المسجد ومعه بعض المتّهمين الآخرين.

    وقد سجّلت عدّة بلاغات بحالات نهب، وسلب وقعت لمحال تجارية، ولأفراد من الجمهور، من غير أصحاب البارات التي وقع عليها التخريب .. وهذا يجب أن يفتح أعين الناس على المدى الذي يمكن أن تصل إليه فتنة كهذه، لا يقف شرّها عند حد .. «اتّقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة» .. وليست هناك فتنة أسوأ من أن يأخذ بعض الناس القانون في أيديهم، ليعيثوا في الأرض فساداً بدعوى فرض «حكم الله»، كما يفعل المهووسون الدينيّون، من أخوان مسلمين، ووهابية، ومن سار سيرتهم ..

    وفي أعقاب حادث التخريب بسوق أم درمان أغلقت المحال التجارية، وما ظلّ مفتوحاً هو بعض البارات التي شوهد عليها ازدحام كبير من الزبائن!!

    وهذا إن دلّ على شيء فإنّما يدل على سطحية، وخطورة الاتّجاه الذي يحاول معالجة قضية «الخمر» باستصدار القوانين، أو بممارسة العنف .. ذلك بأنّ محاربة الفساد لا تتأتى بمعزل عن التربية، وهي لا تتم بإصدار قوانين شرعية منفصمة عن نظام متكامل، وشامل، لكل أوجه حياة الفرد، وحياة المجتمع .. وقد فصّلنا القول في هذا الأمر في عديد من كتبنا ومن بينها: «لجنة تعديل القوانين لتتمشى مع الشريعة الإسلامية لن تفلح إلا في خلق بلبلة»، و«لجنة تعديل القوانين بجعلها لحد الخمر تعزيزاً تزيّف الشريعة وتعوّق بعث الدين» ..

    استغلال اand#65247;and#65252;and#65204;and#65166;جد لنشر اand#65247;and#65260;and#65262;س الدand#65267;and#65256;and#65266;:
    إنّ المساجد اليوم، في البلاد الإسلامية، ليست هي المساجد بالأمس، وليست هي بالقطع مساجد الغد، فهي بدلاً من ان تكون منطلقاً للوعي والعلم والصدق، وموئلاً للحكمة والموعظة الحسنة، صارت اليوم بؤرة للهوس الديني، يتّخذ منها الأخوان المسلمون قاعدة، وأوكاراً لخلاياهم .. وكل فتنة دينية اليوم فإنّها تنطلق من المسجد، وما ذاك إلا لغياب الفكر الديني الواعي، الصادق، عن حرم المسجد ..

    إنّ الأخوان المسلمين يستغلّون المساجد .. فهم يضعون فيها مخططاتهم، ويصدرون صحفهم الحائطية، ويوزّعون منشوراتهم، ويلقون خطبهم .. وفيما يلي نورد نماذج لعملهم في هذا المجال:

    أسبوع ثقاand#65235;and#65266;؟!!
    في ملصقات بشوارع الخرطوم عثرنا على هذا الإعلان:

    «بسم الله الرحمن الرحيم
    يسر شباب مسجد امتداد الدرجة الثالثة أن يقيم أسبوعاً ثقافياً بفناء المسجد ابتداء من الإثنين and#1634;/and#1638;/and#1633;and#1641;and#1640;and#1632; يشتمل على معارض، زي إسلامي، كرنفال رياضي، مسرح، معسكر تربوي»!! ..

    إنّ وراء هذا العمل الأخوان المسلمين .. فهذه هي مواصفات أعمالهم – «زي إسلامي»، «معارض»، «معسكر تربوي»!! ..

    إنّ هذا هوس ما ينبغي أن يجوز على أحد .. فلو أخذنا أمر «الزي الإسلامي» الذي يخدعون به الشعب المحب للدين، والحريص على العفّة .. إذا أخذنا هذا الأمر بالمواجهة، نجدهم فيه مزيّفين للشريعة، ومتناقضين معها .. فهم يزعمون أنّ «بناتهم» يلبسن الزي الشرعي، وهو الذي لا يظهر من المرأة إلا وجهها وكفّيها، وقدميها .. ينسون أن الشريعة السلفية، في المقام الأول، أوجبت على النساء في أمر الحجاب: «وقرن في بيوتكن» .. أي أنّ المرأة ليس لها حق الاختلاط بالرجال في الشارع أو في أي مكان إلا لضرورة. روي أنّ عبد الله بن أم مكتوم، وكان رجلاً كفيفاً، دخل بيت النبي ونساؤه حضور فأمرهن بالاحتجاب فقلن: «ولكنّه أعمى» قال: «أعمياوات أنتن؟» ..

    وقد جرى العمل على هذا النهج حتّى غربت شمس الشريعة من سماء العالم الإسلامي، وأدى تطوّر الحياة المدنية إلى خروج المرأة للمشاركة في الحياة العامة .. ولمّا لم يكن عملياً إرجاع هذه المرأة إلى المنزل، كما كانت في الماضي، فإنّ الأخوان المسلمين اضطرّوا لمجاراة العرف السائد، ولكنّهم أرادوا أن يظهروا بمظهر الحفيظ على الشريعة فألبسوا نساءهم «الزي الشرعي» .. وهذا تزييف، وكذب لا ينطلي على أحد .. فلو كانوا صادقين، مع أنفسهم، ومع الشريعة، للزمت نساؤهم المنازل فلا يخرجن إلا لضرورة .. والضرورة قد حدّدتها الشريعة في ألا يكون للمرأة رجل يعولها، وفي هذه الحالة يسمح لها بالخروج لكسب العيش الشريف، وهي تلتزم في خروجها بالزي الشرعي بديلاً للحجاب في الأصل الذي هو البقاء في المنزل – إنّ الضرورة الشرعية ليس منها الخروج للمدارس ولا للمعاهد للتعليم الديني أو المدني ..
                  

03-13-2014, 08:36 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هؤلاء هم الأخوان المسلمون: (مجموعة كتيبات نقدية أخرجها الجمهوريون في هذا التنظيم الدخيل) (Re: عبدالله عثمان)

    Quote: اand#65247;and#65188;and#65184;and#65166;ب ليس أصلاً:
    إنّ الحجاب في الإسلام ليس أصلاً، وإنّما هو أمر مرحلي، اقتضته ظروف المجتمع في القرن السابع والأصل، وهو ما يناسب مجتمع اليوم، إنّما هو الاختلاط المشروط بحسن التصرّف، وبالزي المحتشم المطوّر طبقاً لتطوير الشريعة الإسلامية، وهو ما عليه الجمهوريات، من «ثوب أبيض»، وفستان تحت الركبة ..

    إنّ أمر تطوير الشريعة، وأمر الاختلاط والزي، كل ذلك مشروح بتفصيل في كتب الجمهوريين، «الرسالة الثانية من الإسلام»، و«تطوير شريعة الأحوال الشخصية»، و«كيف ولماذا خرجت المرأة الجمهورية للدعوة للدين؟» .. فليرجع إليها من شاء من القرّاء ..

    اand#65247;and#65260;وس الدand#65267;and#65256;and#65266; and#65169;and#65252;and#65212;ر
    إنّ الفتنة الدينية والهوس، والتعصّب، والعنف الذي يمارس باسم الدين، يجد في مصر مرتعاً خصباً، ولقد عرفت مصر الهوس الديني في أسوأ أشكاله على يد تنظيم الأخوان المسلمين، منذ الثلاثينات، والاربعينات، حيث ابتدعوا ما يسمّى عندهم بالجهاز السري الذي يعد أعضاءه إعداداً خاصاً لتنفيذ عمليات الاغتيالات والتخريب .. ولقد وقع اغتيالهم في الأربعينات للنقراشي، وأحمد الخازندار .. وقد تحدّثنا عن ذلك بتوثيق وإفاضة في كتابنا «هؤلاء هم الأخوان المسلمون» الجزء الثاني ..

    أحداث أسيوط:
    وفي الأيّام القليلة الماضية، في مارس/أبريل and#1633;and#1641;and#1640;and#1632; وقعت أحداث واشتباكات بين المسيحيين والمسلمين، وكادت أن تؤدي إلى حرب أهلية، وإلى فتنة دينية ماحقة .. وكل ذلك بسبب الهوس الديني الذي تمارسه الجماعات الإسلامية بزعامة الأخوان المسلمين في مصر، وبصفة خاصة في الجامعات المصرية ..

    وفي بيان لوزير الداخلية أمام مجلس الشعب المصري أشار إلى هذه الأحداث التي جرى بعضها في شكل مظاهرات ضد استضافة مصر للشاه.

    وقد نقلت جريدة الأهرام المصرية بتاريخ and#1633;/and#1636;/and#1633;and#1641;and#1640;and#1632; بيان وزير الداخلية وقد جاء فيه:

    «فيما يتعلّق بالحادث الأول الذي وقع في أسيوط قال وزير الداخلية: إنّه بدأ بندوة أقامتها بعض الجماعات الإسلامية بمسجد ناصر بأسيوط تناولوا فيها قضايا تتصل بالداخل والخارج، دون أن يتعرّض لهم أحد وذلك في إطار جو الديمقراطية وحرّية الرأي والمجتمع المفتوح وما أن انتهت الندوة في التاسعة والنصف مساء حتّى أعلن بعضهم الخروج في مسيرة ورفضت سلطات الشرطة – إدراكاً منها لخطورة الأوضاع والظروف القائمة – الاستجابة لطلب القيام بالمسيرة وتدخّلت القيادات الجامعية والسياسية لإقناع القلّة المتزعّمة لهذه المسيرة وإثنائها عن سلوك طريق محفوف بالمخاطر .. ولكنّهم أصرّوا وبادروا رجال الشرطة بالقذف بالحجارة فأصيب أربعة من جنود الشرطة واثنان من الضبّاط ووقع اتلاف لبعض السيّارات الموجودة في الميدان المواجه للمسجد مما أدى لتدخّل الشرطة لتفريق المتظاهرين وقبضت على المتزعّمين وترتّب على ذلك إصابة خمسة من الطلاب ..

    وقال وزير الداخلية: إنّ هناك قلّة تسئ فهم الدين بتعصّبها وأنّ النيابة تتولّى التحقيق مع هؤلاء وقد أصدرت قراراتها باستمرار حبس and#1640; من المقبوض عليهم وأفرجت عن and#1635;and#1640; بكفالة مالية أو بضمان محال إقامتهم كما طلبت النيابة استحضار عشرة آخرين ثبت من التحقيق أنّ لهم دوراً» انتهى.

    اشتباك and#65235;and#65266; جامعة الإسكندرية:
    كما جاء في جريدة الشرق الأوسط بتاريخ and#1634;/and#1636;/and#1633;and#1641;and#1640;and#1632;، عن بيان وزير الداخلية المصري، ما يلي:

    «وأوضح الوزير أنّ الحادث الثاني وقع في جامعة الإسكندرية بين الطلاب الأقباط والمسلمين.

    وقال الوزير أنّ تجاوزات البعض لا تحتمل الحلول ولا المزايدة وأنّ هناك شرعية وسيادة قانون يجب أن تأخذ طريقها لقطع الطريق على الشائعات المغرضة التي نسبت إلى قيادات قبطية في مصر بأنّ هناك اتّجاهاً يرمي إلى عدم الاحتفال بعيد الفصح لتعدّي بعض أعضاء الجماعات الدينية على عدد من الكنائس ونفى الوزير هذه الشائعات تماماً.

    غير أنّ وكالات الأنباء أشارت في برقيات لها من القاهرة أنّ بياناً من البابا شنودة الثاني بابا الإسكندرية تلي في ألف وخمسمائة كنيسة مصرية يوم الأحد يدعو الأقباط إلى عدم الاحتفال بعيد الفصح احتجاجاً على الاعتداءآت على الكنائس» ..

                  

03-13-2014, 08:37 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هؤلاء هم الأخوان المسلمون: (مجموعة كتيبات نقدية أخرجها الجمهوريون في هذا التنظيم الدخيل) (Re: عبدالله عثمان)

    Quote: بيان اand#65247;and#65252;and#65204;and#65268;and#65188;and#65268;and#65268;and#65254; اand#65247;and#65252;and#65232;and#65176;and#65198;and#65169;and#65268;and#65254;:
    وقد جاء في الأنباء أنّ المسيحيين المصريين المغتربين خارج مصر قد أصدروا بياناً يعربون فيه عن خوفهم من اتّجاهات التعصّب الديني التي زعموا أنّ الجماعات الإسلامية تتبنّاها ..

    وقد جاء في ذلك البيان ما يلي، نقلاً عن مجلّة الدعوة – مجلّة الأخوان المسلمين بمصر – عدد أبريل and#1633;and#1641;and#1640;and#1632;: «طالعتنا الصحف – أي المصرية – بإجراء استفتاء شعبي لتعديل بعض مواد الدستور المصري والذي يهمّنا كشعب مسيحي في مصر وبلاد المهجر هو المادة الثانية المراد تحويلها من سيء إلى أسوأ وهو أنّ الشريعة الإسلامية هي المصدر الرئيسي للتشريع ‹أي أنّ جميع التشريعات تنبع من الشريعة الإسلامية ولا مصادر أخرى سواها› وأنت يا أخي تعلم ما معنى هذا بالنسبة لك كمسيحي ففي حالة تطبيق تلك المادة سيكون للحاكم الحق في تلوين كافة التشريعات بالصبغة الإسلامية التي سينتج عنها الآتي:
    and#1633;) أنّ الدين عند الله الإسلام أي لا اعتراف بالمسيحية كدين في مصر.
    and#1634;) لا تقبل شهادة لغير المسلم على مسلم أي لا مساواة بين المسيحي والمسلم أمام القضاء.
    and#1635;) لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء. أي حرمان المسيحيين من تولّي الوظائف القيادية.
    and#1636;)لا يضار مسلم في رزقه ولا يقطع طريق على مسلم أي القضاء على المسيحيين اقتصادياً.
    and#1637;) الأرض وما عليها ملك لله وللرسول وللمسلمين من بعده – أي أنّ ممتلكات المسيحيين ملك مباح للمسلمين.»

    وجاء أيضاً في نفس المنشور

    «يا أقباط مصر في الداخل والخارج أعلنوا استنكاركم واحتجاجكم ضد الظلم والمؤامرات التي تشترك فيها حكومة مصر بالاشتراك مع الهيئات الإسلامية لتنفيذ المخطط الهتلري للقضاء على الشعب المسيحي في الوقت المناسب» انتهى ..

    الأخوان اand#65247;and#65252;and#65204;and#65248;and#65252;and#65262;ن يطفّفون التحرك اand#65247;and#65252;and#65204;and#65268;and#65188;and#65266;:
    لقد حاول الأخوان المسلمون أن يبخسوا من أمر التحرّك المسيحي الذي أدّى إلى حد إصدار الأنبا شنود الثاني إعلاناً بعدم الاحتفال بعيد الفصح احتجاجاً على اعتداءآت قال أنّها وقعت على عدد من الكنائس ..

    ففي مجلّة الدعوة عدد رجب and#1633;and#1636;and#1632;and#1632; – ص – and#1638;and#1632; – جاء ما يلي:
    «مؤتمر إسلامي بجامعة القاهرة: وفي يوم and#1640;/and#1636;/and#1633;and#1641;and#1640;and#1632; عقد مؤتمر إسلامي بجامعة القاهرة حضره عدد كبير من شبّان الجامعة.

    وقد أوضح الأخ حلمي الجزّار أمير الجماعات الإسلامية بمصر بعض مؤامرات النصارى بمصر فقال:

    إنّ المسيحيين في مصر وهم أقلّية ‹and#1638;and#1642; من مجموع سكّان مصر› يتمتّعون بمزايا لا تتمتّع بها أي أقلّية في العالم. ولو قارنّا بين الأقلّية المسيحية والأقلّيات الإسلامية في أي بلد من العالم لوجدنا فرقاً شاسعاً.

    إنّ أبناء هذه الأقلّية يتولّون أعلى المناصب .. فوزير الدولة للشئون الخارجية مسيحي. وأمين الحزب الحاكم في مصر مسيحي، ومحافظ سيناء مسيحي.» .. انتهى.

    وواضح من لهجة «أمير الجماعات الإسلامية» أنّهم متشبّعون بروح تفرقة، وتعصّب، وهوس ..

    وكشأن قادة الأخوان المسلمين في كل مكان، فإنّ أمير الجماعة هذه يقع في تناقض مزر، ويتورّط في كذب مشين، حين يقول، في سبيل التدليل على مساواة المسيحيين بالمسلمين: «فوزير الدولة للشئون الخارجية مسيحي. وأمين الحزب الحاكم في مصر مسيحي، ومحافظ سيناء مسيحي» ..

    إنّ هذه كلمة حق أريد بها باطل، فقول أمير الجماعات الإسلامية هذا مضلّل، ومزوّر للحقائق بشكل يأباه الدين، ويأباه الذكاء الفطري للإنسان العادي .. فنحن نعلم بأنّ في الحكومة المصرية وزراء مسيحيين، ولكنّا نعلم أيضاً، وفي نفس الوقت، أنّ الأخوان المسلمين في مصر يعترضون على وجود هؤلاء الوزراء المسيحيين وهاكم الدليل:

    الاحتجاج على وجود وزراء and#65251;and#65204;and#65268;and#65188;and#65268;and#65268;and#65254;:
    نشرت جريدة الشرق الأوسط – and#1638;/and#1636;/and#1633;and#1641;and#1640;and#1632; – هذا الخبر:

    «مؤتمر وطني للجماعات الإسلامية في مصر للمطالبة بتطبيق الشريعة الإسلامية، خلال المؤتمر الذي عقد يوم الخميس وجّه المتحدّثون انتقاداً عنيفاً إلى وجود شخصيّات غير إسلامية في الحكومة المصرية كما طالبوا بتطبيق الشريعة الإسلامية في مصر.

    كما نفت الجماعات الإسلامية أن تكون وراء حوادث طائفية وقعت في أنحاء متفرّقة من مصر» ..

    إنّ هذه الجماعة الإسلامية يتبوأ منصب الأمارة فيها حلمي الجزّار الذي قال في حديث لمجلة الدعوة، حول صراعهم مع المسيحيين: «إنّ أبناء هذه الأقلّية يتبوأون أعلى المناصب» إلخ .. وهو يرسل هذا القول بينما نرى مؤتمرهم الذي عقدوه بجامعة القاهرة «يوجّه انتقاداً عنيفاً إلى وجود شخصيّات غير إسلامية في الحكومة المصرية »!!

    وأكثر من ذلك فقد، طالب المؤتمر بتطبيق الشريعة الإسلامية .. وهل يبقى مجال لمسيحي ليتولّى منصباً عالياً في الدولة إذا ما طبّقت الشريعة السلفية؟؟ .. وإمعاناً في التناقض، والتنصّل من المسئولية تحاول الجماعات الإسلامية أن تتبرّأ من «أن تكون وراء حوادث طائفية».

    أليس في مجرّد التكتلات، والحشود التي تنظّمها هذه الجماعات الإسلامية، وفي الاحتجاج على وجود شخصيّات مسيحية في الوزارة المصرية، أليس في مجرّد هذا تحرّش بالمسيحيين، ودعوة للفتنة الطائفية، وممارسة لها؟ .. إنّ هذا التساؤل يوجّه أيضاً للمسئولين المصريين – الذين حاولوا، كما رأينا في بيان وزير الداخلية المصري، أن يقلّلوا من خطورة اتّجاهات الجماعات الإسلامية ..
                  

03-13-2014, 08:38 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هؤلاء هم الأخوان المسلمون: (مجموعة كتيبات نقدية أخرجها الجمهوريون في هذا التنظيم الدخيل) (Re: عبدالله عثمان)

    Quote: اand#65247;and#65252;and#65204;and#65268;and#65188;and#65268;and#65262;ن معذورون:
    ألم يكن المسيحيون المصريون معذورين، حين قرّروا: إنّ المطالبة بتحكيم الشريعة الإسلامية معناها: «حرمان المسيحيين من تولّي المناصب القيادية»، وهم يرون الجماعات الإسلامية بمصر تعترض بشدّة على وجود مسيحيين، حتّى في الحكومة العلمانية المصرية الحاضرة؟

    وكيف يستقيم اعتراض الجماعات الإسلامية هذا مع قول مجلّة الدعوة عدد رجب and#1633;and#1636;and#1632;and#1632;، حيث قالت، إمعاناً منها في الجهل، والتضليل باسم الإسلام:

    «نرجو ألا تكون مطالبة التيّار الإسلامي في مصر بتطبيق الشريعة الإسلامية من أسباب الإثارة الأخيرة عند بعض المواطنين النصارى، فهو تخوّف في غير موضعه فإنّ تطبيق الشريعة الإسلامية لا يضر بهم بل بالعكس يكفل لهم كل الأمن وحرّية الاعتقاد» .. انظر لهذا القول الساذج: «يكفل لهم كل الأمن وحرّية الاعتقاد» .. هكذا قالت «مجلّة الدعوة» وهي تتعامى عن تخوّف المسيحيين من فقدان حقوقهم الأساسية كمواطنين متساوين مع المسلمين في الوطن الواحد، وقد أثاروا بتحديد واضح مسألة «تولّي المناصب القيادية»!!

    مواطنون من الدرجة الثانية:
    يا هؤلاء!! إنّ المسيحيين في فهمكم الشائه للإسلام، هم مواطنون من الدرجة الثانية .. ولذلك قلتم أنّ تطبيق الشريعة «يكفل لهم كل الأمن وحرّية الاعتقاد»، ولكنّكم لم تتعرضوا للثمن الذي سيدفعونه لقاء هذا «الأمن»، و«حرّية الاعتقاد» التي تكفل لهم – في ظل الحكم الإسلامي المزيّف الذي تسعون إليه .. ألم يقل بيان الجماعات الإسلامية في خطابهم للمسيحيين وهم يتحدّثون إليهم بشأن تطبيق الشريعة الإسلامية: «وأن يطمئنّوا إلى أنّ شريعة الإسلام سوف تكفل لهم الحقوق التي كفلتها لأسلافهم» - مجلّة الدعوة – ص and#1634;and#1635; – عدد رجب and#1633;and#1636;and#1632;and#1632;and#65259; –

    فماذا كان شأن أسلافهم، وقد كانت الشريعة مضطرّة في الماضي للوقوف منهم هذا الموقف؟ ألم يكن حكمهم هو الذي جاء في الآية «قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله، ولا باليوم الآخر، ولا يحرّمون ما حرّم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق، من الذين أوتوا الكتاب حتّى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون» ..

    فهل تملك هذه الجماعات الإسلامية، معاملة غير هذه المعاملة للأقباط المصريين، إذا طبّق الحكم الإسلامي وفقاً لتصوّرهم هم القاصر للإسلام؟

    إنّ القصور ليس قصور الإسـلام، ولا هو قصور الشـريعة، وإنّما هو قصور هؤلاء الدعاة .. ذلك بأنّ الإسلام في الفهم الواعي له، في أصوله، يكفل الحقوق المتساوية للمواطنين كافة من غير تمييز بينهم بسبب العقيدة، أو العرق، أو اللون، أو الجنس .. انظر كتاب «الرسالة الثانية من الإسلام» - للأستاذ محمود محمّد طه ..

    هذه شنشنة نعرفها من أخزم:
    إنّ الأخوان المسلمين هم الأخوان المسلمون، أنّى كانوا .. فهم يستقون من معين واحد .. ولذلك فإنّ التناقض، والتزييف، والتهرّب من المسئولية، كل أولئك صفات ملازمة لهم جميعاً ..

    فهذا الموقف الذي وقفه أمير الجماعات الإسلامية، ووقفته «مجلّة الدعوة»، شبيه بموقف زعيم الأخوان المسلمين بالسودان الدكتور الترابي الذي حاول أن يراوغ في الإجابة على سؤال محدد عن إمكانية تولّي الرجل غير المسلم، في الدولة المسلمة، لمنصب رئيس الجمهـورية، ولمّا حوصر اضطر للإجابة: بأنّه لا فرصة لغير المسلم في تولّي هذا المنصب .. وقد جاء هذا في محضر جلسات اللجنة القومية للدستور، المجلّد الثاني – and#1633;and#1641;and#1638;and#1640; – هكذا:

    س – السيّد فيليب عبّاس غبوش:
    أود أن أسأل يا سيّدي الرئيس فهل من الممكن للرجل غير المسلم أن يكون في نفس المستوى فيختار ليكون رئيساً للدولة؟

    ج – الدكتور حسن الترابي:
    الجواب واضح يا سيّدي الرئيس فهناك شروط أهلية أخرى كالعمر والعدالة مثلاً وأن يكون غير مرتكب جريمة، والجنسية وإلى مثل هذه الشروط القانونية.

    • السيّد الرئيس: السيّد فيليب عبّاس غبوش يكرر السؤال مرّة أخرى.
    • السيّد فيليب عبّاس غبوش: سؤالي يا سيّدي الرئيس هو نفس السؤال الذي سأله زميلي قبل حين، فقط هذا الكلام بالعكس: فهل من الممكن أن يختار في الدولة – في إطار الدولة بالذت رجل غير مسلم ليكون رئيساً للدولة؟
    • الدكتور حسن الترابي: لا يا سيّدي الرئيس!!

    and#65247;and#65252;and#65166;ذا يرفضون and#65235;and#65266; مصر وجود وزراء and#65251;and#65204;and#65268;and#65188;and#65268;and#65268;and#65254; وand#65267;and#65184;and#65248;and#65204;and#65262;ن معهم and#65235;and#65266; السودان؟!
    وهناك أمر يلفت النظر، في موقف تنظيمي الأخوان المسلمين في مصر والسودان .. فهم في مصر يحتجّون على وجود وزراء مسيحيين في الحكومة، وهذا يدل على أن الهوس الديني قد بلغ ذروته لديهم. وأمّا في السودان فإنّهم يعملون جنباً إلى جنب مع زملائهم المسيحيين في الحكومة السودانية وينتظرون حدوث التمييز الديني عندما تقوم دولتهم المزعومة .. ولسنا ندري ما يقوله الأخوان المسلمون المصريون، ولا ما يقوله الأخوان المسلمون السودانيون، عن هذا التناقض، المرحلي، في الموقفين، وهم جميعاً ينتمون إلى تنظيم دولي واحد!!

    ولكن الذي ندريه، حقاً، أن الهوس الديني يعطّل ملكات الإنسان الطبيعية، ويعمي على صاحبه الحقائق البديهية البسيطة، حتّى يجعله يتخبّط كالذي يتخبّطه الشيطان من المس، ولقد بيّنّا هذا الموقف، موقف الأخوان المسلمين من معالجة قضية غير المسلمين، في الحكومة الإسلامية، وواجهناه بتفصيل واف في كتابنا: «أنقذوا الشباب من هذا التنظيم الدخيل» ..

    اand#65247;and#65260;and#65262;س الدand#65267;and#65256;and#65266; يشل يد وزير الداخلية:
    إنّ وقوع الفتنة والاشتباكات بين المسيحيين والمسلمين في مصر أمر واقع، ولا يقلّل من مسئولية الجماعات الإسلامية فيها محاولة تصوير «مجلّة الدعوة» للأمر بأنّه افتعال من «النصارى» على حد تعبيرها، وأنّهم هم الذين اعتدوا على المسلمين .. فقد نشرت تلك المجلّة عدد رجب and#1633;and#1636;and#1632;and#1632; ص and#1638;and#1633; ما يلي:

    «أحداث خطيرة بالمنيا يشعلها المتطرّفون النصارى: ففي يوم and#1640;/and#1636;/and#1640;and#1632; قامت جماعة من النصارى بطعن اثنين من المسلمين من الخلف وهما في طريقهما إلى المسجد بقرية ‹الفتح› القبلية مما أدّى إلى تجمّع أهل المصابين ومحاولة أخذ الثأر من المعتدين ويفاجئ النصارى أهل المصابين برفع الأسلحة غير القابلة للتصريح كالرشاشات والمدافع الآلية من فوق أسطح المنازل مما أدى إلى قتل أحد المسلمين. وهو الأخ أحمد نوح وإصابة عدد آخر لا يزالون بالمستشفى العام بالمنيا وقد بترت ساق أحدهم.

    وقد طلب وزير الداخلية من الأخ حلمي الجزّار أمير الجماعات الإسلامية بأن يذهب إلى المنيا ويعمل على تهدئة الأهالي على أن يتم الإفراج عن المسلمين الذين قامت قوات الأمن بالقبض عليهم من داخل المساجد. وذهب الأخ حلمي الجزّار إلى المنيا وبدأ الهدوء يعود عندما نزل الأخ المهندس محي الدين أحمد عيسى إلى الأهالي ودعوتهم إلى حسم الفتنة التي أرادها النصارى بالمنيا ..

    وفي يوم السبت and#1633;and#1633;/and#1636;/and#1640;and#1632; وبعد عودة رئيس الجمهورية من أمريكا تلقّى قرارات وزير الداخلية المتّفق عليها ويلقى القبض على بعض شباب الجامعات الإسلامية بالمنيا ومن بينهم مهندس محي الدين أحمد عيسى أمير الجماعة .. ثم يصدر الأمر إلى نيابة أسيوط بالقبض على بعض أعضاء الجماعة الإسلامية هناك!! فما علاقة المنيا بأسيوط؟!» .. انتهى ..

    إنّ الهوس الديني عندما يثور، ويستفحل، في مجتمع مسلم متخلّف، يفتقد الوعي الديني، كما هو حال المسلمين اليوم، في مصر وفي غير مصر، إنّما يجعل المسئولين السياسيين يقفون مشلولي التفكير، مكتوفي الأيدي عن مواجهة مثيري الهوس والفتنة .. بل أنّهم قد يستسلمون في نهاية المطاف لهؤلاء المهووسين إلى حد التخلّي لهم عن السلطة ..

    فانظروا لوزير الداخلية المصرية، وهو المسئول الأوّل عن الأمن في مصر، يطلب من زعيم مثيري الفتنة، حلمي الجزّار، أن يذهب إلى المنيا، ويعمل على تهدئة «المسلمين الثائرين» ضد المسيحيين!! مقابل الإفراج عن متّهمين من جماعته .. ولكن التصحيح الذي تم لموقف وزير الداخلية، بعد عودة رئيس الجمهورية من أمريكا، هو التصرّف الذي كان ينبغي أن يتم من أوّل وهلة .. وبطبيعة الحال لم يكن هذا التصحيح مرضياً لمجلّة الدعوة التي يحاول تنظيمها إيهام السلطة بأنّهم يمتلكون زمام الشعب في مصر ويستطيعون أن يحرّكوا الشارع، أو يهدّئوه، متى شاءوا ليضغطوا بذلك على الحكومة لتسير في طريق هوسهم الذي لا يقف عند حد .. وهذه هي استراتيجية الأخوان المسلمين وتكتيكهم – إثارة للهوس الديني، وضغط على الحكومات، وتخطيط لاحتوائها، تمهيداً للإنقضاض عليها، وانتزاع السلطة منها ..
                  

03-13-2014, 08:40 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هؤلاء هم الأخوان المسلمون: (مجموعة كتيبات نقدية أخرجها الجمهوريون في هذا التنظيم الدخيل) (Re: عبدالله عثمان)

    Quote: هل and#65267;and#65184;and#65194;ي تعطيل نشاط اand#65247;and#65184;and#65252;and#65166;عات الدينية؟
    لقد هزّت أحداث المنيا وأسيوط، وتحرّكات الجماعات الدينية، السلطة في مصر، وأزعجت الرئيس السادات، ذلك بأنّه لم يكن يضع لنشاط الجماعات الإسلامية، على وجه الخصوص، وزناً يوازي حجمها .. حتّى انفجر الموقف أخيراً، وهو ينذر بانقسام خطير وسط الأمّة المصرية، ويهدد بصراع دموي بين المسلمين والمسيحيين هناك ..

    كما أنّ هذه الأحداث لا بد أن تكون قد كشفت للرئيس السادات عن حركة عجلى، وسعي حثيث، من قبل الأخوان المسلمين في سبيل الاستيلاء على السلطة ..

    ومما يدل على الانزعاج الشديد، وعلى الحيرة، إزاء هذا الموقف المفاجئ، أنّ الرئيس السادات، في خطابه الذي نشرته جريدة الأهرام بتاريخ and#1633;and#1637;/and#1637;/and#1633;and#1641;and#1640;and#1632;، والذي خصّصه لمعالجة الأزمة الطائفية، جرت على لسانه، في سياق واحد، عبارة الفصل بين الدين والسياسة، وعبارة الجمع بينهما في الإسلام!! وهذا هو نص حديثه: «أنا في السياسة أعمل لمصـر، يوم أن أتفرّغ دينياً سأعتزل السياسة، ولن أخلط الدين بالسياسة ولا السياسة بالدين» .. ولكن سرعان ما تذكّر أنّ الإسلام يشمل كل شيء في المجتمع، بما في ذلك السياسة، فحاول أن يتدارك قوله السابق، فاستطرد قائلاً، في نفس الخطاب: «أقول لا دين في السياسة ولا سياسة في الدين برغم أنّ الإسلام دين ودولة، ولكن هناك فرق كبير بين الإسلام دين ودولة، وبين أن يستخدم الإسلام عشان الهجوم وضرب الدولة» ..

    ولكن، ومهما يكن الأمر، فإنّ الرئيس السادات، شأنه شأن كل من يواجه الهوس الديني بسلاح غير سلاح الفكر الديني الواعي، لجأ إلى أسهل الطرق، وأفشلها، ألا وهو الاكتفاء بمواجهة الجماعات الدينية، في الجامعات المصرية، بالكبت والمنع .. ومن هذا المنطلق أصدر قراره بمنع نشاط تلك الجماعات .. جاء هذا في خطابه المذكور آنفاً وقد ألحقه بقرار محدّد أوردت خبره جريدة الصحافة بتاريخ and#1634;and#1633;/and#1637;/and#1633;and#1641;and#1640;and#1632; حيث قالت: «القاهرة أ.ف.ب: أعلن الرئيس المصري أنور السادات يوم الاثنين حظراً مطلقاً على نشاط الجماعات الإسلامية في الجامعات المصرية وأوضح أن قراره بمنع الجماعات الدينية غير المصرّح بها رسمياً الذي أعلنه يوم الأربعاء الماضي يتعلّق بالجماعات الإسلامية. وأكّد الرئيس السادات الذي رأس أوّل اجتماع لحكومته أذيع على الهواء مباشرة بالراديو والتلفزيون أنّه يحظر كل نشاط سياسي بالجامعات، وانتقد مرشد الجماعات الإسلامية الذي يسمّيه أنصاره بالأمير ووصف السلطات التي يمنحها المتعصّبون إلى الأمير بأنّها تهريج .. وهذه هي المرّة الأولى التي يوجّه فيها رئيس الدولة هجوماً مباشراً إلى أقوى حركة دينية في الجامعات والمعاهد المصرية تتمتع بنفوذ كبير بين أربعمائة وخمسين ألف طالب جامعي وتمكّنت في كثير من الكلّيات من فرض وجهات نظرها وهدّد الرئيس السادات بفصل كل طالب متعصّب مسلم أو مسيحي يقوم بنشاط سياسي» انتهى –

    إنّ اللجوء إلى قمع، وكبت، هذه الجماعات المهووسة لن يجدي فتيلاً .. وكذلك التهاون معها لا يورث إلا انتشار أمرها وسط الشباب بالصورة التي عليها الجامعات المصرية اليوم، إذ تغلغل فيها تنظيم الأخوان المسلمين مستغلاً استعداد الشباب العاطفي وميله الطبيعي نحو الدين .. حتّى أمكن لهذا التنظيم أن يضلّل الطلاب الجامعيين وأن يعبّئهم بصورة يمكن معها أن يفجّر بهم في مصر فوضى، وفتنة، وهوساً دينياً، يشبه الحال الذي آلت إليه إيران على أيدي الخميني وأتباعه .. وإنّما الذي يجدي أن يقابل هذا الهوس الديني بالفكر الإسلامي الواعي، وأن تواجه مخطّطاته باليقظة، والحذر، والحزم ..

    تنظيم الأخوان اand#65247;and#65252;and#65204;and#65248;and#65252;and#65268;and#65254; الدوand#65247;and#65266; يتعامل مع القوى الأجنبية:
    إنّ الأخوان المسلمين يفتقدون الوعي الديني، كما يفتقدون الحس السياسي الدقيق .. ولذلك نجدهم يؤيّدون كل مهووسي العالم الدينيين الذين يدعون للحكم الإسلامي، مهما كان الفهم الذي يقوم عليه هذا الحكم وكأنّما الحكم باسم الإسلام غاية في ذاته .. فهم قد بادروا بتأييد حركة الخميني، واعتبروها ثورة إسلامية تقيم حكماً إسلامياً .. مع أنّ مذهب الشيعة، نفسه، مفارق للشريعة بصورة تبعده كل البعد عن الإسلام، وستأتي الإشارة إلى طرف من هذا الأمر، في هذا الكتاب، عند حديثنا عن فتنة إيران ..

    لقد أيّد الأخوان المسلمون، كتنظيمات في الأقطار المختلفة حركة الخميني، مثلما أيّدها تنظيمهم الدولي ..

    إنّ صلة هذا التنظيم الدولي الوثيقة بالحركات الدينية المهووسة في العالم دفعت أمريكا لتطلب منه التوسّط لإطلاق سراح الرهائن الأمريكيين .. فقد جاء في جريدة الشرق الأوسط بتاريخ and#1634;and#1636;/and#1636;/and#1633;and#1641;and#1640;and#1632; ما يلي:

    «طلبت وزارة الخارجية الأمريكية من مستشارها السياسي في سفارتها بالقاهرة الاتّصال بالأخوان المسلمين في مصر لبذل جهودهم من أجل الإفراج عن الرهائن في السفارة الأمريكية في طهران، وبالفعل قام المستشار الأمريكي بزيارة السيّد عمر التلمساني، وأبلغه الرغبة الأمريكية، فوعد التلمساني ببحث الأمر. وبعد اجتماع السيّد التلمساني بقيادة التنظيم الدولي للأخوان المسلمين صدر بيان جاء فيه: ‹أنّ الثورة الإسلامية في إيران هي ثورة جميع الحركات الإسلامية في العالم على اختلاف مذاهبها وتنظيماتها الفقهية والسياسية، وأي قهر أو إضعاف أو خذلان للثورة الإسلامية في إيران سيضر بكل تحرّك إسلامي، وأي تفكير أو تحرّك للحركات الإسلامية يجب أن يكون في خدمة الثورة الإيرانية لا لخدمة أعدائها› ..» انتهى.

    إنّ خطورة هذا التنظيم إنّما تتمثل في كونه يبيح لنفسه أن يتعامل مع القوى الأجنبية، من وراء ظهر الحكومات الوطنية التي يوجد في بلادها .. وأقل ما في هذا العمل من سوء أنّه يفتح الباب، ويضع السوابق للتنظيمات المذهبية الأخرى لتصير أدوات ومخالب قطط للقوى الأجنبية ..

    يستغلّون الشباب ويفسدون تربيته:
    إنّ الأخوان المسلمين يعتمدون، في إثارة، وتغذية الهوس الديني، على الشباب الأيفاع الذين تجيش دواخلهم في العادة بالعاطفة، والحماس .. فهم يركّزون عليهم، ويستغلّون فيهم هذا الاستعداد أسوأ، وأبشع أنواع الاستغلال، مستثيرين عواطفهم الدينية، ومرسّخين في خلدهم بأنّ ممارسات الأخوان المسلمين العنيفة، إنّما هي الجهاد!! ويزيّنون لهم هذا العمل، ويوهمونهم بأنّ الموت في مجاله هو الشهادة في سبيل الله .. ويقولون لهم في شعارهم الشهير: «إنّ الموت في سبيل الله أسمى أمانينا».

    لكنهم لا يصدقوand#65255;and#65260;and#65250; القول:
    وزعماء الأخوان المسلمين لا يصدقون هؤلاء الشباب القول، وإنّما يخدّرونهم بشتّى السبل، ثم يستدرجونهم، شيئاً فشيئاً، حتّى ينصهروا، وهم لا يشعرون، في بوتقة الهوس الديني الذي يمسخ شخصياتهم الإنسانية ويجبلهم على الغلظة والعنف ..

    التلمساand#65255;and#65266; and#65267;and#65192;and#65194;ع الشباب:
    وها هو زعيم الأخوان المسلمين في مصر، ينشر بمجلّة الدعوة عدد رجب and#1633;and#1636;and#1632;and#1632;and#65259; تحت عنوان: «بعض ما وعيناه عن إمامنا الشهيد»، ما لم يرع فيه إلا ولا ذمّة .. فاسمعه يقول: «وهل بعد إقبال الشباب الطاهر على دعوة الأخوان المسلمين، هذا الإقبال المنقطع النظير، من نصر وانتصار؟؟! إنّنا لا ندعو الناس لكي نصل إلى الحكم على أك########م ولا نبصّرهم بدينهم لمغنم دنيوي هزيل عن طريقهم، إنّنا ندعوهم ليقيموا أمّة قوية عزيزة طاهرة، وها هم اليوم يأخذون بأطراف الدعوة من كل حدب وصوب، فما بالنا لا نحمد الله إن نصر دعوته، ورأينا الناس يدخلون تحت لوائها أفواجاً؟!! لماذا لا نحارب من حاربنا ولا نقابل الشر بالشر، ونتحمّل الضربات القاسيات في صبر واحتساب؟ ذلك لأنّنا لو أردنا شراً لاستطعناه، فما أيسر تخريب جسر هنا أو قنطرة هناك!!! وما أسهل النسف لمن أراد فساداً، وما أقرب الاغتيال لمن أراد ضلالاً! إنّنا لا نلقى الشر بالشر»، «ولكنّنا نريد أن نقيم قاعدة إسلامية راسخة، ونريد أن نوجد رأياً إسلامياً عارماً يقول فيستمع له، ويصمت فينتظر منه القول .. نريد أن نوجد أمّة قوية الشأن، عالية المقدار، عزيزة الجانب، موحّدة الصف، ونريد أن نقيم ذلك كله على أساس الحكمة المستبصرة، والموعظة المنتجة والمجادلة بالتي هي أحسن، لا نريد أن نصل إلى تحقيق أهدافنا عن طريق القهر والغلبة» .. فليتأمّل القارئ بصورة خاصة الكلمات التي تحتها خط – والخطوط من وضعنا نحن – وليقارنها بممارسات الأخوان المسلمين العنيفة في مصر، وفي السودان، وفي سوريا، وليتساءل أين هذه «الكلمة الرقيقة»؟ وأين «المجادلة بالتي هي أحسن»؟ وليمعن النظر في عبارات «لا نحارب من حاربنا ولا نقابل الشر بالشر .. ما أيسر تخريب جسر هنا وقنطرة هناك» و«ما أقرب الاغتيال لمن أراد ضلالاً»!!

    هذا ما قاله التلمساني متصنّعاً المسالمة، والموضوعية في الدعوة لتنظيمه .. الأمر الذي لم يدعه مؤسس التنظيم نفسه!!

    فليتأمّل القارئ عبارات التلمساني: «لن نحرّضكم على أحد، ولن نبغّضكم في أحد ولن نحارب بكم أحد»، وهو يتحدّث عن بعض ما وعاه عن إمامه الشهيد حسن البنّا .. ونحن هنا نرده إلى «إمامه» ليرى القارئ كيف كان يخاطب الشيخ حسن البنّا الشباب وكيف كان يربّيهم .. هل كان يحارب بهم الخصوم السياسيين أم كان يوصيهم بالكلمة الرقيقة والقول الليّن؟ .. إنّ تعاليم البنّا التي وعاها التلمساني، ومارسها فعلاً مع الشباب، هو وزملاؤه إنّما هي العنف ومحاربة كل من لا يذعن لمخطط الأخوان المسلمين .. وهاكم ما قاله البنّا لأتباعه: افتتاحية مجلة الأخوان المسلمين «النذير» مايو and#1633;and#1641;and#1635;and#1640;:

    «بسم الله الرحمن الرحيم
    خطوطنا الثانية
    بقلم صاحب الفضيلة أستاذنا المرشد العام للأخوان المسلمين إلى الأمام دائماً .. الدعوة الخاصة بعد الدعوة العامة .. أيها الأخوان تجهّزوا» ويمضي الشيخ حسن البنّا ليقول في تلك الافتتاحية للأخوان المسلمين وتحت عنوان «ما خطوتكم الثانية»: «أقول لكم فاسمعوا: سننتقل من حيّز الدعوة العامة إلى حيّز الدعوة الخاصة، ومن دعوة الكلام وحده إلى دعوة الكلام المصحوب بالنضال والأعمال وسنتوجّه بدعوتنا إلى المسئولين من قادة البلد وزعمائه، ووزرائه، وحكّامه وشيوخه، ونوّابه وأحزابه، وسندعوهم إلى منهاجنا، ونضع بين أيديهم برنامجنا وسنطالبهم بأن يسيروا بهذا البلد المسلم، بل زعيم الأقطار الإسلامية في طريق الأقطار في جرأة لا تردّد معها وفي وضوح لا لبس فيه ومن غير مواربة أو مداورة، فإنّ الوقت لا يتّسع للمداورات، فإن أجابوا الدعوة، وسلكوا السبيل إلى الغاية آزرناهم وإن لجأوا إلى المواربة، والروغان، وتستّروا بالأعزار الواهية والحجج المردودة فنحن حرب على كل زعيم أو رئيس حزب أو هيئة لا تعمل على نصرة الإسلام ولا تسير في الطريق لاستعادة حكم الإسلام ومجد الإسلام، سنعلنها خصومة لا سلم فيها ولا هوادة معها حتّى يفتح الله بيننا وبين قومنا بالحق وهو خير الفاتحين»

    ليطّلع القارئ على قول حسن البنّا « فنحن حرب على كل زعيم أو رئيس حزب أو هيئة لا تعمل على نصرة الإسلام ولا تسير في الطريق لاستعادة حكم الإسلام ومجد الإسلام .. سنعلنها خصومة لا سلم فيها ولا هوادة»، ثم ليقارن بينه وبين ما قاله زعيم الأخوان الحالي، عمر التلمساني، مما نقلناه آنفاً، وسيجد القارئ أنّ التلمساني هو أحد رجلين فإمّا أنّه لم يع إمامه ما يجب عليه أن يعيه من اتّجاه إلى العنف، أصيل عند الأخوان المسلمين، أو أنّه قد وعى ذلك جيّداً، لكنّه أراد أن يخدع الشباب، ويخدع الناس، ويضلّلهم جميعاً عن حقيقة ما عليه تنظيم الأخوان المسلمين .. ونحن إنّما نميل إلى الصفة الأخيرة، إذ يصدقها واقع الأخوان المسلمين، حيث وجدوا، إذ أنّ العنف لازمة من لوازم تنظيمهم، بل إنّنا لنجد في «مجلّة الدعوة» أنموذجاً لإفساد تربية الشباب ودفعهم إلى العنف وإلى الضيق بالآخرين ففي صفحة and#1634;and#1633; من مجلّة الدعوة – رجب and#1633;and#1636;and#1632;and#1632;and#65259; - وتحت عنوان «من أناشيد الأخوان» نشيد الكتائب – نشر نشيد نقتطف منه هذا المقطع:

    «فتى الكـفر ما تبعت الهداة
    فأصبحت فينا الأخ المفـدّى
    وإمّا جهـلت فنحن الكـماة
    نقاضي إلى الروع من هددا
    إذاً لأذقناك ضعف الحـياة
    وضعف الممات ولن تنجدا»

    فهم يغرسون في نفوس الشباب روح المعاداة والتكفير لكل من يخالفهم الرأي، أو يقف في طريقهم .. وهذه الروح هي التي تستقيم مع تعاليم الشيخ حسن البنّا، وما عداها، من ادّعاء «المسالمة»، و«الرقة»، إنّما هو محض زيف لا يجوز على أحد، مهما حاول الزعماء المحدثون أن يضلّلوا به الناس ويخدعوهم.

                  

03-13-2014, 08:41 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هؤلاء هم الأخوان المسلمون: (مجموعة كتيبات نقدية أخرجها الجمهوريون في هذا التنظيم الدخيل) (Re: عبدالله عثمان)

    Quote: وجهان لعملة واحدة:
    إنّ ما تورّط فيه التلمساني، زعيم الأخوان المسلمين في مصر، تورّط فيه أيضاً زعيم الأخوان المسلمين في السودان الدكتور حسن الترابي، فهم ينهلون من معين واحد، ولذلك يجئ ثمرهم متشابهاً ..

    فلقد ادّعى الترابي في مغالطة مكشوفة، أنّ تنظيم الأخوان المسلمين لا ينزع إلى العنف .. جاء ذلك في إجابة له على سؤال لمجلّة الحوادث البيروتية بتاريخ and#1640;/and#1634;/and#1633;and#1641;and#1640;and#1632; ما يلي: «س: الذي يفهم من اختيار اسم الأخوان أنّ الدعوة المنطوية تحت هذا الاسم هي دعوة إلى الإخاء لا إلى العنف فهل مثل هذا الفهم صحيح بالنسبة إلى الأخوان أنفسهم؟
    ج: صحيح أن حركة الأخوان هي حركة إصلاح اجتماعي شامل وأنّ الأخوان يتّخذون الوسائل التربوية والسياسية لتحقيق أهدافهم ولم ييأسوا من المجتمع المسلم فيرموه بالكفر ويجانبوه بالرغم من المحاولات القهرية التي أحيطوا بها إلا أنّ التاريخ الحديث لم يسجّل عليهم محاولة واحدة للانقلاب سواء أكان ناجحاً أم غير ناجح» .. هذا ما قاله الترابي لمجلّة الحوادث ..

    ولقد علّقنا نحن على هذا الادّعاء الزائف، في كتابنا: «أنقذوا الشباب من هذا التنظيم الدخيل»، وبيّنّا بطلانه، بما سقناه من أمثلة العنف بالأفراد والجماعات، ومن السعي للاستيلاء على السلطة، الأمر الذي ظلّ يمارسه تنظيم الأخوان المسلمين، في السودان، وفي غير السودان .. والأمثلة التي سقناها هنا، في هذا الكتاب، لممارسات الأخوان المسلمين، هي وحدها كافية لدحض ادّعاء، وتناقض زعيمي الأخوان المسلمين في مصر والسودان ..

    الأطفال هم أيضاً ضحايا:
    إنّنا مهما حاولنا أن نستقصي ظاهرة الهوس الديني لدى الأخوان المسلمين، فإنّا نجد أنفسنا عاجزين عن بلوغ مداها، فلم نكن نظن أنّ تنظيم الأخوان المسلمين يمكن أن تسوّل له نفسه إفساد فطرة الأطفال بشحن قلوبهم البريئة بالحقد والضغينة ليشبّوا عنيفين شرّرين ..

    إنّ هذا لا تبيحة شرعة في الأرض، دينية، أو وضعية، مهما كانت الغاية من وراء هذا العمل السيء .. فهؤلاء الأطهار حق قلوبهم الغضة أن تغذّى بالحب وتشرّب الرقة، والمثل العليا، ولكن الليالي من الزمان حبالى يلدن في كل يوم جديد .. فلقد هالنا ما طالعناه في مجلّة «الدعوة» عدد رجب and#1633;and#1636;and#1632;and#1632;and#65259;، في الصفحة المخصّصة للأطفال، فقد جعلت مادّة «مسابقة أشبال الدعوة» سبيلاً مباشراً لتشبيع أفكار، ومشاعر الأطفال بكراهية، ومعاداة بعض الاتّجاهات السياسية المناوئة للأخوان المسلمين .. وها هو أحد أسئلة تلك المسابقة: «دولة مسلمة تقع في قارة آسيا في الشمال الشرقي من جزيرة العرب تجاور إيران والمملكة العربية السعودية وسوريا وتطل على الخليج العربي يحكمها حزب يحارب الإسلام والمسلمين كانت عاصمتها مقر الحكم في عهد الدولة العباسية. أ/ ما اسم الدولة؟ ب/ ما اسم الحزب الحاكم؟ ج/ ما اسم عاصمتها؟». وهم بالطبع يعنون بذلك العراق، وحزب البعث الحاكم .. ولكن مهما كان الرأي في حكم حزب البعث فإنّ حرمة الأطفال أجلّ، وأخطر من أن ننتهكها من أجل خلافات سياسية، وصراعات حزبية ليس الأخوان المسلمين بالجانب المبرّأ فيها .. وأمّا السؤال الآخر في هذه المسابقة العجيبة، فقد قصد به تمجيد زعيم الأخوان المسلمين الحالي، وجعله مثلاً أعلى لدى الأطفال، وفي نفس الوقت إثارة حقدهم، ومقتهم للخصوم السياسيين .. وها هو نص السؤال: «- داعية مجاهد كان يعمل محامياً قدّمه الحاكم الظالم الذي حارب الإسلام والمسلمين إلى محكمة الشعب فحكمت عليه بالسجن، ثبت على الحق وظلّ في السجن عشرين عاماً .. يقود دعوة الإسلام في مصـر ويدير مجلّة تدعو إلى الله على بصيرة .. مد الله في أجله وأحسن عمله .. من هو؟» .. الإجابة سهلة، فإنّ الرجل المسئول عنه هو زعيم الأخوان الحالي في مصر، عمر التلمساني!! وأمّا الذي حارب الإسلام، والمسلمين، فإنّهم يقصدون به جمال عبد الناصر .. هكذا يفعلون بقلوب، وعقول الناشئة!! كما كان يفعل النازيون الذين تولّوا صياغة أبناء ألمانيا صياغة حربية عدوانية، مستغلّين في ذلك مناهج التعليم، ووسائله المختلفة!!

    إنّ الأخوان المسلمين، لو كانوا منصفين، لتركوا بطولة زعمائهم للتاريخ، وللأجيال القادمة لتقيّمها، ولتضع زعاماتهم في موضعها .. فإنّ تاريخ الإسلام، والإنسانية زاخر بالشخصيات المتّفق على عظمتها، لتساق تجسيداً للبطولة لدى الأطفال ..

    وأمّا جمال عبد الناصر فإنّ لنا نحن الجمهوريين مواجهة قوية لسياسته، وممارساته .. ولكن، مهما يكن من أمر سوء سياسته، فإنّه لا يجوز أن يوصف، ويصوّر بأنّه يحارب الإسلام، والمسلمين .. ولدى من يصوّر هكذا؟! لدى أطفال أبرياء!! ولماذ؟ لأنّه واجه الأخوان المسلمين الذين عملوا على احتوائه، ولمّا فشلوا حاولوا اغتياله!! أطلق عليه الرصاص محمود عبد اللطيف وهو من الجهاز السري للأخوان المسلمين ..

    وقد وردت الإشارة إلى محاولة اغتيال عبد الناصر في مذكّرات حسن العشماوي وهو قد كان من قادة الأخوان المسلمين حيث قال ص and#1639;and#1636; من مذكّراته:

    «ومع الصباح علمنا أنّ الذي أطلق النار هو المرحوم محمود عبد اللطيف وأنّه اعترف بأنّ محرّضه هو المرحوم هنداوي دوير المحامي بأمبابة. وأنا أعرف محمود عبد اللطيف منذ كان يعمل في معركة قناة السويس عام and#1633;and#1641;and#1637;and#1633; وأعلم أنّه انضم إلى الجهاز السري أيضاً، وأعرف مهارته في إصابة الهدف بالمسدّس على نحو غير طبيعي، ثم أنا أعرف الأستاذ هنداوي دوير ولكن ما كنت أتصوّر أنّه رئيس مسئول بالجهاز السري لأنّه رحمه الله عصبي المزاج سريع الانفعال بحيث لا يصح وضعه كمسئول في أي نظام سري» ..

    ومثل من سوريا:
    وهذه صورة أخرى من صور استدراج الشباب والتغرير به وتضليله باسم الإسلام واستثارة «نزعة البطولة» فيه، بغير حق، وبغير ورع .. فهم يجنّدون الشبّان عن طريق عاطفتهم الدينية، من غير أن يبيّنوا لهم أبعاد مخطّطاتهم .. وهذا مثل نسوقه من «الأخوان المسلمين» في سوريا، جاء في جريدتهم «النذير» بتاريخ and#1633;and#1634; مارس and#1633;and#1641;and#1640;and#1632; وهي تحكي قصة أحد الشبّان الذين يجنّدهم هذا التنظيم الإرهابي من غير أن يبيّن لهم حقيقة ما ينطوي عليه، وإنّما يسوقهم، بشتّى السبل، في طريق العنف والإرهاب، حتّى أنّهم ليطلقون على المجنّدين الجدد القاب، واسماء، أبطال الإسلام، ليشبعوا فيهم تطلّعهم للبطولة والتميّز .. ففي هذه القصة التي ترويها «مجلّتهم» النذير كنّي الشاب «همام» بأبي حارثة .. أخذ من اسم الصحابي الجليل حارثة الأنصاري!! .. قالت «النذير» صفحة and#1633;and#1637;، بتاريخ and#1633;and#1634;/and#1635;/and#1633;and#1641;and#1640;and#1632;: «همام شاب طويل القامة، نحيف الجسم، حنطي اللون، تلمح في وجهه سيماء الرّغد، ولد عام and#1633;and#1641;and#1637;and#1637; من أسرة ذات علم ويسار، انضم إلى جماعة ‹الأخوان المسلمين› عام and#1633;and#1641;and#1639;and#1635;، ودخل الجامعة عام and#1633;and#1641;and#1639;and#1636;. كان – رحمه الله – في هذه المرحلة غير مدرك لشمولية حركة الأخوان المسلمين، لأنّ الصورة لم تكن متكاملة في ذهنه بعد. كان يظن أنّها منظّمة لتجميع المسلمين وحسب. إلا أنّ هذه المرحلة لم تدم طويلاً. فسرعان ما تغيّر همام. تغيّر ولم تمض عليه سنة في صفوف الجماعة. لقد استقرّ الحق في قلبه، وعرف عن حركة ‹الأخوان› الشمولية، وعرف أنّها حق. فأطلق لحيته، وتحرّك يدعو بين أصدقائه» ..

    كنيته: «سمّاه موجّهه ‹أبا حارثة› لحديث النبي – صلّى الله عليه وسلّم – ‹مرّ النبي صلّى الله عليه وسلّم على حارثة الأنصاري، فقال له: كيف أصبحت يا حارثة؟ فقال: أصبحت مؤمناً حقاً .. فقال النبي صلّى الله عليه وسلّم: انظر ما تقول! فإنّ لكل حق حقيقة، فما حقيقة إيمانك؟ قال حارثة: إنّي أظمأت نهاري، وقمت ليلي، وكأنّي بعرش ربّي بارزاً، وكأنّي بأهل الجنة يتزاورون، وكأنّي بأهل النار يتضاعفون. فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: عرفت، فالزم ثلاثاً›» ..

    «وفي and#1634;and#1639; رمضان المبارك كانت الملائكة تستعد لاستقبال خمسة من الشهداء كان من بينهم همام».

    هذا عمل منكر وليس جهاداً:
    هكذا يجزم تنظيم الأخوان المسلمين بأنّ أعضاءهم الذين يمارسون عمليات الاغتيال، والغدر، ويقاتلون المسلمين، هم مجاهدون وشهداء تتلقّاهم الملائكة حينما يقتلون!!

    بينما أمر الجهاد، وأمر الشهادة في الإسلام ليس بهذه السهولة .. فحتّى في أيّام مشروعية الجهاد، على عهد النبي، فإن المجاهد الغازي إذا فرّط في أي شرط من شروط الجهاد، أو إذا لم يخلص النية لله، لا يحسب مجاهداً أو شهيداً، بل قد يحسب من أهل النار .. إنّ الأمر بهذا المستوى من الدقة والخطر ..

    وفي هذا الصدد روى أسامة بن زيد قال: «بعثنا رسول الله، سرية إلى الحرقات، فنذروا بنا، فهربوا، فأدركنا رجلاً، فلمّا غشيناه قال: ‹لا إله إلا الله› فضربناه حتّى قتلناه، فذكرته للنبي فقال: ‹من لك بلا إله إلا الله يوم القيامة؟؟› فقلت: ‹يا رسول الله: إنّما قالها مخافة!!› قال: ‹أفلا شققت قلبه حتّى تعلم من أجل ذلك قالها، أم لا؟! من لك بلا إله إلا الله يوم القيامة؟؟› فما زال يقولها حتّى وددت أنّي لم أسلم إلا يومئذ» ..

    هذا هو الحال مع الكافر كفراً صريحاً .. فما بال الأخوان المسلمين يعدّون أنفسهم مجاهدين، وشهداء، إذ يستحلّون دم من هم مسبقاً مسلمون، يشهدون «الا إله إلا الله، وأنّ محمّداً رسول الله»؟؟ .. « من لهم بلا إله إلا الله يوم القيامة»؟؟

    إنّ هذه التربية السيئة، والاستغلال البشع للعاطفة الدينية لدى الشباب، ثم الانحراف بها إلى أعمال القتل والتخريب، ووسم ذلك بميسم الجهاد، كل هذا إنّما وضع أساسه الشيخ حسن البنّا .. يتّضح ذلك من قوله الذي أوردناه آنفاً عن الانتقال من «الدعوة العامة إلى الدعوة الخاصة»، كما يتّضح من هذه العبارة التي نطق بها الشيخ حسن البنّا أيضاً، ونقلتها النشرة الأخبارية لتنظيم الأخوان المسلمين السوريين «النذير» عدد and#1633;and#1634;/and#1635;/and#1633;and#1641;and#1640;and#1632; كما يلي:

    «من أقوال الشهيد حسن البنّا: ‹يا أخي لا بد من الموت فاجعله في سبيل الله، وإنّك حين تموت شهيداً إنّما تكسب الأجر والشرف والخلود على أنّك لم تخسر شيئاً›» ..

    إلى هذا الحد يهوّن البنّا من أمر الموت في سبيل الله .. فقط يكفي ان يكون الأخ المسلم عضواً في هذا التنظيم الرهيب فينفّذ ما يؤمر به من عمليات الاغتيال والتخريب فإذا لقي مصرعه فيها فهو «شهيد»!!

    هكذا!! انطلقت موجة الهوس الديني لدى الأخوان المسلمين منذ فجر حركتهم .. ففي حياة البنّا جرت على أيدي شبابهم عدّة اغتيالات كما ذكرنا من قبل، حتّى أصبحت ممارسة العنف، والقتل، عند الأخ المسلم، أهون من تسطير مقال!

    إنّ طلبة الإسلام اليوم، يا من جهلتم حقيقته ليست أن يموت الشباب في سبيل الله، وإنّما طلبته أن يعيش في سبيل الله – أن يعيشوا تجسيداً لأخلاق الإسلام، واطلاقاً للقوى الداخلية عند كل فرد، من الرجال، والنساء، وتحريراً للفكر، حتّى يصبح هو القمة التي يقصر عندها تطاول كل متطاول ..

    لا يصد تيار اand#65247;and#65260;and#65262;س الدand#65267;and#65256;and#65266; إلا الفكر الإسلامي الواعي:
    إنّ الهوس الديني الذي انطلق من عقاله في البلاد الإسلامية يجب أن يواجه بما يوقفه عند حده، ويكشف زيفه، ويحصّن الشعوب ضدّه، ولذلك فإنّ أي موقف سلبي تجاه هذا الهوس يعتبر جريمة في حق الإسلام، وفي حق الإنسانية، لا تغتفر .. ولكن يحب أن نعي جيّداً أنّ الردع القانوني وحده لا يكفي لاجتثاث هذا الهوس من جذوره، ولا هو بكاف بتخليص الشباب الواقع تحت تضليله .. وإنّما يجب أن يصحب ذلك نشر للفهم الواعي للإسلام، وليس هذا بميسور في مصر الآن ..

    ولكنّه في السودان مبذول، بفضل الله، ثم بفضل الفكر الجمهوري الذي يضطلع دعاته بواجبهم في نشر الوعي الإسلامي، رغم المعوّقات التي توضع في طريقهم من قبل أجهزة الإعلام المختلفة ..

    تلك الأجهزة التي تبيح منابرها للهوس الديني جهاراً، وتسمح للسلفيين أن يستغلّوها ضد الجمهوريين بل ضد السلطة، شعر، أو لم يشعر أولئك المسئولون عن هذه الأجهزة .. إنّ هذه الأجهزة الخطيرة، إنّما وجدت لتقدّم قضية الوعي والمسئولية لا لتسخّر للجهلاء المهووسين ينفثون من خلالها ما يفسد العقول، ويخرب القلوب ..

    حيرة اand#65247;and#65252;and#65204;and#65164;and#65262;and#65247;and#65268;and#65254; and#65235;and#65266; مصر:
    إنّ الاستهانة بأمر الهوس الديني كاد يذهب بكل ما أشادته مصر من تقدّم مدني .. بل لا تزال مصر مهدّدة بأن تتردّى في هاوية فتنة دينية تماثل فتنة إيران، وما ذاك إلا للتهاون الذي يقابل به المسئولون المصريون العمل المنظّم، والمكثّف، لتنظيم الأخوان المسلمين الذي يجد دعماً دولياً من جهات ترعى، وتوجّه، وتنظّم الهوس الديني كي يسود في الأقطار الإسلامية ..

    إنّ المسئولين المصريين يقفون حيارى، فهم لا يملكون الفكر الديني الواعي، ولا الدعاة الملتزمين الذين يجسّدون هذا الفكر الديني الواعي، ويواجهون به هوس الدعاة الدينيين المزيّفين، أمثال الأخوان المسلمين، فيفضحون زيفهم، ويكشفون تضليلهم ..

    اand#65247;and#65260;and#65262;س الدand#65267;and#65256;and#65266; واللجوء السياسي:
    إنّ الموقف الذي وقفه السادات من شاه إيران لهو موقف مجيد يسجّله له التاريخ .. فبصرف النظر عن الرأي في حكم الشاه السابق، وفي حكم الخميني الحاضر، فإنّ هناك حقائق لا بد أن تقدّر في موقف السادات: أولاها أن حق اللجوء السياسي أمر راسخ في القانون الدولي، وفي الأعراف المرعية عالمياً .. وثانيتهما أن الشاه يعاني من مرض خطير ولذلك فإنّ أبسط المبادئ توجب توفير العلاج العاجل، الملائم، لحالته المرضية الخطيرة هذه ..

    ولكن الهوس الديني الذي يعيث فساداً في إيران، والذي انتهك كل القيم والأعراف الدولية، وداس عليها بالنعال، قد ظلّ يلاحق الشاه حتّى في مصر حيث يجد هوس إيران الديني رصيداً جاهزاً ..

    لقد سيّر الأخوان المسلمون في مصر المظاهرات، وعقدوا المؤتمرات، احتجاجاً على استضافة مصر للشاه .. لماذا؟

    تجيب على هذا التساؤل مجلّتهم «الدعوة» عدد رجب and#1633;and#1636;and#1632;and#1632;and#65259; ص and#1636;and#1639; بما يلي: «وجهة نظرنا ذكرها الأخ الأكبر عمر التلمساني في العدد الماضي من المجلّة حيث طالب بتسليم الشاه إلى قضاته وشعبه يطبّقون فيه شرع الله .. فإن التزموا جانب الحق وإقامة العدل فلهم أجرهم. أما أن يخرجوا عن السراط المستقيم في المحاكمة فحسابهم في ذلك على الله. والحق الذي لا مراء فيه أن العالم ما دام قد سكت على كل ما فعله الشاه بشعبه فمن الإنصاف في المعاملة أن نتركه لهم ولسنا في ذلك بظالمين أو متجافين لقواعد الإنسانية فكما يدين الفتى يدان وهذه هي موازين الإنسانية الحقة ومعاييرها المنصفة.» ..

    ولمّا كانت فوضى الحكم في إيران، وجور ما يسمّى فيها بالمحاكم الثورية، قد بلغا حدّاً من السوء أدانته نقابة المحامين الإيرانيين وقد نقلت هذا الخبر جريد الأيّام بتاريخ and#1633;and#1638;/and#1635;/and#1633;and#1641;and#1639;and#1641; كما يلي: «أعلنت اللجنة التنفيذية لنقابة المحامين في إيران احتجاجها ضد عمليات الإعدام التي تنفّذها المحاكم الثورية ومما يذكر أنّ اللجنة أرسلت برقية إلى وزير العدل أوضحت فيها أنّ الأشخاص الذين حكمت عليهم هذه المحاكم الثورية قد سلبوا من حقّهم المشروع في الدفاع عن أنفسهم ومن حقّهم المشروع في الاستعانة بمحامين ..»

    بل أدانه رئيس وزراء الخميني السابق بازرجان: «أعرب بازرجان عن اشمئزازه من المحاكمات السرّية وعمليات القتل التي قال أنّها تلوّث ثورتنا وتحط من شأنها. وذلك يضر بهيبة ثورتنا في العالم، فقد أخذت الثورة بذلك طابعاً غير روحي وغير ديني وغير إنساني، فبعض المنظّمات الدولية التي دافعت عنّا ضد الدكتاتورية والتي جعلت صوتنا مسموعاً تحتج الآن ضد المحاكمات التي نقوم بها ومعاملات المسجونين فكفى ما أصابنا من عار في العالم» ..

    لمّا كان الأمر بهذا المستوى الذي لا يملك أحد أن ينكره، فإنّ التلمساني، مرشد الأخوان المسلمين بمصـر، أشـاح بوجهه عنه، وذهب ليقول بتسليم الشاه لقضاته – الخميني وأعوانه – طبعاً – ليطبّقوا فيه شرع الله!! «فإن التزموا جانب الحق وإقامة العدل فلهم أجرهم. أما أن يخرجوا عن السراط المستقيم في المحاكمة فحسابهم في ذلك على الله»! ..

    هكذا!! بكل بساطة نسلّم متّهماً «لقضاته» الذين حكموا عليه مسبقاً، بل هم الذين حكموا بالإعدام على من هم دونه بكثير، من خصومهم السياسيين الذين لم توفّر لهم أبسط قواعد العدالة في المحاكم الثورية الإيرانية الإسلامية المزعومة فهم لم تقبل لهم استئنافات ضد أحكام الحاكم وقد سخر الخميني من المطالبة بحق الاستئناف للذين تدينهم محاكمه، ورغم ذلك يريد زعيم الأخوان المسلمين من السادات أن يسلّم الشاه منتهكاً بذلك حق اللجوء السياسي، ومتجاوزاً كل السوابق، والأعراف الدولية، من قديم الزمان، تلك الأعراف التي تضمن للسياسيين سلامتهم، ما داموا قد خرجوا من بلادهم، وما داموا لا يباشرون نشاطاً ضد بلادهم من الأرض التي آوتهم.

    يريد التلمساني من الحكّام المصريين أن يسلّموا الشاه لجلاديه ولسان حالهم يقول، في تغاب: على الإيرانيين وحدهم يقع الوزر إن هم لم يعدلوا في محاكمته!!

    ألم نقل أنّ الهوس الديني يعطّل ملكات الفرد، ويهز شخصيته، ويجعله يتخبّط بلا عقل، وبلا ضمير؟!

                  

03-13-2014, 08:42 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هؤلاء هم الأخوان المسلمون: (مجموعة كتيبات نقدية أخرجها الجمهوريون في هذا التنظيم الدخيل) (Re: عبدالله عثمان)

    Quote: and#65183;and#65252;and#65166;عة اand#65247;and#65176;and#65244;and#65236;and#65268;and#65198; واand#65247;and#65260;and#65184;and#65198;ة
    إنّ صور الهوس الديني قد اتّخذت في مصر شكلاً آخر يأخذ محتواه من اسم الجماعة التي أطلقت على نفسـها «جماعة التكفير والهجرة» .. فهم يكفّرون كل من عاداهم من المسلمين .. ثم هم يقولون بوجوب الهجرة، وتأسيس قرى خاصة يقيمون فيها الحياة الإسلامية التي يتصوّرونها .. ولقد جرت على أيدي هذه الجماعة عمليات اختطاف واغتيال، وتهديم، وحرق للأضرحة .. وأفكار هذه الجماعة، وأفعالها، تشابه أفكار، وأفعال، الوهابية .. ولقد هزّت المجتمع المصري في الفترة من and#1633;and#1641;and#1639;and#1637; إلى and#1633;and#1641;and#1639;and#1639; حيث أعدم زعماؤها، وسجن كثيرون من أفرادها .. وفيما يلي بعض ما ورد عنها في الصحف:

    الأيّام and#1634;and#1641;/and#1637;/and#1633;and#1641;and#1639;and#1637;: «وقالت صحيفة الأخبار أنّ متآمرين من المسلمين المتعصّبين اعتقلوا في أوائل الشهر الحالي ووجهت لهم تهم القيام بمحاولة الإطاحة بنظام الحكم في البلاد وتغيير الدستور المصري بالقوّة وحيازة أسلحة بدون ترخيص والتصرّف المنافي للآداب.

    وقالت الصحيفة أن زعيم المؤامرة طالب جامعي يدعى شكري أحمد مصطفى and#1634;and#1640; سنة. وكان أفراد المجموعة يعيشون في كهوف جبلية بالقرب من منيا في صعيد مصر حيث كانوا يتدرّبون على استخدام الأسلحة. وقالت الصحيفة أنّ أعضاء المنظّمة المتآمرين اعتقاداً منهم أنّه يتعيّن على المرأة ألا تعمل وأن تكون محجّبة قاموا باغراء فتيات كثيرات لترك الدراسة والزواج بهم بدون موافقة آبائهن .. وقالت الصحيفة أنّ أعضاء المنظّمة كانوا ذوي ذقون طويلة ويلبسون أردية وأوسمة وأنّهم كانوا يدعون بعودة المصريين إلى الأيَام الأولى من الإسلام» ..

    اختطاف الشيخ الذand#65259;and#65170;and#65266;:
    ومن الممارسات المجافية للقيم الإسلامية، والإنسانية، التي سوّلها الهوس الديني لهذه الجماعة، اختطاف واغتيال الأفراد الذين يخالفونهم، ويعترضون على دعوتهم .. وبالفعل قامت هذه الجماعة باختطاف وزير الأوقاف المصري السابق وقتله .. وفي هذا الشأن تحدّثنا أيضاً جريدة الأيّام بتاريخ and#1636;/and#1639;/and#1633;and#1641;and#1639;and#1639; بما يلي:

    «اختطاف وزير الأوقاف السابق بمصر
    القاهرة ‹رويتر›: اختطف أمس وزير الأوقاف السابق بجمهورية مصر العربية الشيخ محمّد حسن الذهبي من منزله بحلوان بواسطة أربعة رجال مسلّحين ينتمون إلى جماعة التكفير والهجرة على حسب ادّعائهم وقد صرّحوا بأنّهم سوف يقومون بتنفيذ حكم الإعدام عليه خلال and#1634;and#1636; ساعة إذا لم تستجب السلطات المصرية لمطالبهم بإطلاق سراح ثلاثين من السجناء الذين ينتمون إلى جمعية التكفير والهجرة ..

    ومن ناحية أخرى هدّدوا بأنّه في حالة عدم الاستجابة إلى طلبهم فإنّهم سيلجأون إلى اختطاف عدد آخر من الأشخاص وسيقومون بتنفيذ حكم الإعدام عليهم» ..

    وتمضي جريدة الأيّام، بتاريخ and#1639;/and#1639;/and#1633;and#1641;and#1639;and#1639;م، لتقول:

    «اغتيال الوزير المصري السابق
    القاهرة ‹رويتر›: عثر أمس على جثمان الوزير المصري السابق والذي اختطفته جماعة إسلامية متطرّفة تدعى ‹جماعة التكفير والهجرة› وقد عثر البوليس على جثمانه بينما وجد الحبل الذي شنق به مربوطاً بعنقة.

    وقد عثر على جثمان الدكتور الذهبي في فيلا بالجيزة بالقرب من منطقة الأهرام ..

    وقد ذكرت مصادر البوليس أنّه وجدت بالجثة آثار طعنات بأنحاء متفرّقة بالجسم» ..

    ظاهرة اand#65203;and#65252;and#65260;and#65166; التطرّف الدand#65267;and#65256;and#65266;: تحت هذا العنوان كتبت مجلّة الوطن العربي and#1640;/and#1639;/and#1633;and#1641;and#1639;and#1639; تقول:

    «وضعت السلطات المصرية يدها على خيط أوّلي تتوقّع أن يؤدي بها في بحر أيّام قلائل إلى اعتقال كبار المسئولين في جمعية ‹التكفير والهجرة› السرية المتطرّفة التي نظّمت حادث اختطاف الشيخ محمّد حسن الذهبي وزير الأوقاف السابق من منزله في حلوان صباح الجمعة الماضي، عندما طرق عليه الباب في ساعة مبكّرة أربعة من أعضاء الجمعية السرّية متنكّرين في أزياء رجال الشرطة واقتادوه إلى مكان مجهول بسيّارة جيب كانت تنتظرهم قرب البيت ..»

    and#65267;and#65188;and#65198;قون الأضرحة: وتمضي المجلّة قائلة:

    «ومما يذكر أنّ أفراد هذه الجمعية يطلقون لحاهم ويلبسون الأثواب الفضفاضة البيضاء ويقولون بالعودة إلى منابع الإسلام وتجريده من البدع. وقد بدأ نشاطها الوهابي في حزيران ‹يونيو› and#1633;and#1641;and#1639;and#1637; عندما اعتقل بعض أفراها خلال محاولة لحرق ضريح أحد الأولياء في محافظة الشرقية بعد أن نجحت في حرق ستّة من الأضرحة في تلك المحافظة وتسببت نتيجة لذلك في كثير من الهياج.

    وقبيل ذلك، كانت السلطات المصرية قد كشفت في أيّار ‹مايو› and#1633;and#1641;and#1639;and#1637; جماعة من الشبّان المتطرّفين يطلقون لحاهم ويحتفظون بمجموعات من الأسلحة في مدينة المنيا إلا أنّه لم تثبت عليهم تهمة الانتماء لجمعية سرّية

    وكان دور المتطرّفين الدينيين قد أخذ يلفت الأنظار على هامش مجريات محاكمة and#1641;and#1634; شخص أدينوا بتهمة المحاولة الإنقلابية في الكلّية التقنية العسكرية في نيسان ‹أبريل› and#1633;and#1641;and#1639;and#1636;.

    ومنذ ذلك الحين بدأ الحديث يتّسع على جمعية ‹التكفير والهجرة› التي يطلق رئيسها على نفسه لقب ‹أمير المؤمنين›» ..

    إنّ جماعة التكفير والهجرة ليست بدعاً من الجماعات الدينية المهووسة، كجماعة الأخوان المسلمين، والوهابية .. وليس هناك من فرق قط بينها جميعاً في مجال الإرهاب، والعنف، فهي كلّها تنبت من أديم واحد، هو أديم الجهل بالإسلام، وسوء التربية، والانغماس في متاهات الهوس الديني .. ولا يورث إهمال شأن هذه الجماعات، والاستهانة بأمرها، إلا الخراب والإفساد في الأرض ..

    إعدام زعماء and#65183;and#65252;and#65166;عة اand#65247;and#65176;and#65244;and#65236;and#65268;and#65198; واand#65247;and#65260;and#65184;and#65198;ة: لقد لقي المسئولون عن حادث الاغتيال جزاءهم، فقد قدّموا للمحاكمة وصدر الحكم بشأنهم كما يلي:

    جريدة الأيّام : and#1633;/and#1633;and#1634;/and#1633;and#1641;and#1639;and#1639;
    «القاهرة ‹رويتر›: أصدرت محكمة في القاهرة حكماً بإعدام خمسة من أعضاء جماعة التكفير والهجرة لقيامهم باختطاف واغتيال وزير الأوقاف السابق الشيخ الذهبي .. والخمسة الذين صدر ضدّهم حكم الإعدام هم جزء من and#1636;and#1637; متّهماً صدرت ضد and#1635;and#1638; منهم أحكام بالأعمال الشاقة لمدد تتراوح بين طيلة الحياة وثلاث سنوات .. صدر حكم الإعدام أيضاً ضد شكري أحمد مصطفى وهو زعيم جماعة التكفير والهجرة» ..

    وand#65235;and#65266; سوريا .. ما لا and#65267;and#65192;and#65220;and#65198; على قلب!
    في الوقت الذي يحاول فيه الترابي في السودان، والتلمساني في مصر تبرئة تنظيم الأخوان المسلمين من ممارسة العنف، نجد أخوانهم في سوريا يجاهرون به، ويفاخرون، ويسمّون ممارساتهم بأسمائها .. إن كانت اغتيالات، وإن كانت إنذارات، وتهديدات، فهي كذك ..

    وبين أيدينا الآن نسختان من نشرتهم الأخبارية «النذير»، وهما غاصتان بشتّى صور ممارساتهم العنيفة سواء كانت ضد حكّام سوريا، أم ضد أفراد الشعب الذين لا حول لهم، ولا قوّة، ولا ذنب على كثيرين منهم إلا عدم تنفيذ تعليمات، وأوامر تنظيم الأخوان المسلمين هناك .. وسنكتفي هنا بإيراد نماذج قليلة للهوس الذي يمارسه ذلك التنظيم في سوريا، ويخلع عليه ثوب الإسلام .. وقد وردت هذه النماذج في نشرتيهم الأخباريّتين.

    غدر: «الاثنين and#1634;and#1637; ربيع الأوّل: and#1633;and#1633;/and#1634; الساعة and#1635;and#1632;:and#1638; عصراً نفّذت مجموعة من المجاهدين حكم الله في دورية راجلة للوحدات الخاصة في حي ‹القصيلة› قوامها ستّة عناصر، قتل منهم على الفور ثلاثة وجرح الباقون» ..

    عبوات ناسفة and#65235;and#65266; مدرسة: «الأربعاء and#1636; ربيع الثاني: and#1634;and#1632;/and#1634; قامت مجموعة من المجاهدين بتفجير عبوات ناسفة في مدرسة فاتح الرغلي، في محلّة ‹كرم القاطرجي› من الساعة and#1635;and#1632;:and#1634;and#1634; ليلاً ومن المعلوم أنّ المدرسة المذكورة جعلها المجرمون مركزاً للوحدات الخاصة والعناصر الحزبية المتعاونة معها» ..

    إنذار إand#65247;and#65264; اand#65247;and#65252;and#65228;and#65248;ّand#65252;and#65166;ت!: «السبت ربيع الأوّل: and#1633;and#1638;/and#1634; وجّه المجاهدون إنذاراً إلى مديري ومديرات ومعلّمي ومعلّمات مدارس المدينة بمختلف مستوياتها، نورد فيما يلي نصّه الكامل:
    بسم الله الرحمن الرحيم. والسلام على من اتّبع الهدى. إلى مديري ومعلّمات مدرسة ..... يواجه الشعب المسلم في سورية المصابرة أنواعاً من الظلم والاستبداد والفساد والانحطاط الخلقي، وبث الروح الانهزامية في النفوس بالضغط والإرهاب الذي تمارسه الطغمة النصيرية المارقة على ابناء هذا الجيل المؤمن، لتهيئته للخنوع والهوان والذل أمام أولئك الكفرة الملحدين وذلك من خلال إبعاده عن مبادئ الإسلام الحنيف العادل لذا نطلب إليكنّ ما يلي: (and#1633;) التصحيح في مسـار التدريس (and#1634;) إيجاد التوعية الإسلامية من النهج للطالبات (and#1635;) تهيئة فتح المساجد أمام الطالبات (and#1636;) إلغاء مظاهر الفساد الخلقي كالبيانات الحزبية المسمومة والأغاني الخلاعية المنحطّة وغيرها (and#1637;) الدعوة للحشمة والزي الإسلامي للفتاة (and#1638;) الامتناع عن التدريب الطلائعي المسموم في المدارس الابتدائية (and#1639;) إطلاق حرّية الطالبات للإعراب عن آرائهن الحرّة دون المساس بهنّ – (and#1640;) الابتعاد عن كتابة التقارير بحق الطالبات المرسلة إلى الشعبة السياسية أو ما شابه ذلك .. وكل من يثبت عليها خلاف ذلك، فسينفّذ فيها حكم الله. ويعتبر هذا البيان هو آخر إنذار ‹وما يتذكّر إلا أولو الألباب› وكل من لا تستطيع أن تنفّذ ما طلب أعلاه فعليها أن تتخلّى عن مهمّتها، أو إفساح المجال لغيرها .. وإلا ... فقد أعذر من أنذر.

    كما وجّه نداء إلى مدارس الذكور بالصيغة نفسها، مع حذف المطلب الخامس المتعلّق بالزي الإسلامي للفتاة.»!!

    خدعة: «أخبار حلب: حوالي منتصف ربيع الثاني وأواخر شباط، أوقف المجاهدون سيّارة قرب ‹سوق الجمعة›، وأنزلوا ركّابها، وطلبوا من السائق أن يخبر السلطة أنّهم احتجزوا الركّاب، ويريدون قتلهم واختبأ المجاهدون في ‹براميل› قريبة من المكان، فجاءت قوّة من المخابرات /and#1633;and#1637;/ عنصراً، وعندما اقتربوا من المنطقة، وأصبحوا بين البراميل فتح المجاهدون عليهم النيران. فقتل خمسة من عناصر المخابرات، وجرح خمسة آخرون بينهم رقيب كسرت رجلاه.»

    اغتيالات: «جرت خلال شهر شباط الماضي ومطلع آزار الحالي عدّة عمليات اغتيال، كان من نتائجها مقتل، العقيد قائد اللواء /and#1635;and#1639;/، ورائد، ونقيبين في الجيش، ورقيب في المخابرات وسائق سيّارة أحد الأساتذة في جامعة تشرين» - «النذير» العدد الثالث عشر – and#1634;and#1637; ربيع الثاني and#1633;and#1636;and#1632;and#1632; -

    اغتيال شيخ and#65235;and#65266; حرم اand#65247;and#65252;and#65204;and#65184;and#65194;: إنّ قتل النفس التي قال عنها الله سبحانه وتعالى: «ومن أجل ذلك كتبنا على بني إسرائيل أنّه من قتل نفساً بغير نفس، أو فساد في الأرض، فكأنّما قتل الناس جميعاً» .. هذه النفس أمرها هيّن عند الأخوان المسلمين، والسوريين منهم بخاصة، بشكل لا يجاريهم فيه أحد. وهاهم فيما ترويه جريدة الأنوار، يغتالون شيخاً في حرم أحد المساجد. قالت الصحيفة، بتاريخ and#1636;/and#1634;/and#1633;and#1641;and#1640;and#1632; - ما يلي:

    «شيّعت مدينة حلب أمس الشيخ محمّد الشامي الذي اغتيل، كما ذكرت وكالة الأنباء السورية أمس في هجوم قام به ثلاثة أفراد من جماعة الأخوان المسلمين على مسجد السلطانية في حلب أوّل من أمس وقتل في الهجوم شخص وأصيب آخر» انتهى .. إنّ هذا الشيخ لعلّه كان من معارضي الأخوان المسلمين، ونحن لا نستبعد صحة الخبر الذي نقلته الوكالة السورية «سانا» ذلك بأنّ الأخوان المسلمين ليس غريباً مثل هذه الفعلة الشنيعة .. فهم فيما أوردته نشرة أخبارهم «النذير» فعلوا مثلها الكثير .. وقد أوردنا آنفاً نماذج منها.
                  

03-13-2014, 08:44 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هؤلاء هم الأخوان المسلمون: (مجموعة كتيبات نقدية أخرجها الجمهوريون في هذا التنظيم الدخيل) (Re: عبدالله عثمان)

    Quote: ليس دفاعاً عن حكّام سوريا:
    إنّنا لا ندافع عن نظام الحكم في سوريا، بل، على النقيض من ذلك، نعتبره من أسوأ أنواع الحكم في البلاد العربية .. ولقد وجّهنا إليه نقداً موضوعياً قوياً في كتبنا التي تعالج مشكلة الشرق الأوسط ..

    ولكن هذا كلّه لا يجعلنا نجيز هذا الهوس الديني الذي يفرزه تنظيم الأخوان المسلمين بدعوى معارضته لحكم حزب البعث، كي يصوّر للناس أنّه إنّما يحارب الكفّار باسم الإسلام، وينفّذ فيهم حكم الله، بصورة لا تجافي قيم الإسلام، وقواعد الجهاد في شريعته المرحلية وحسب، بل تجانب أبسط القيم، والأعراف المرعية في المجتمعات الإنسانية المختلفة .. ولقد بلغ بهم هوسهم الديني، وإهدارهم للقيم، أن يوجّهوا إنذاراً لمديرات ومعلّمات المدارس في سوريا، ويطالبوهن بمطالب فوق طاقتهن وخارج صلاحياتهن ويهدّدوهن بتنفيذ حكم الله فيهن إن هن لم يذعنّ لأوامرهم!!. وهم بذلك يضعوهن بين قطبي الرحا، فمن أعلى حكم «البعث»، ومن أسفل إرهاب، وعنف الأخوان المسلمين!! فهن بين خيارين، أحلاهما مر ..

    وهم بعد متوهّمون أنّهم إنّما يمارسون الجهاد .. وضد من؟؟ ضد نساء بريئات!! وهم ينفّذون فيهن ما يزعمونه «حكم الله» .. وهم يعنون به هنا الإعدام، كما رأيناهم ينفّذونه في الحالات التي نقلناها آنفاً عن نشرتهم «النذير»!!

    إنّ الجهاد في الإسلام أمر مرحلي ولكنّه، حتّى في مرحليّته، لا يبيح قتل النساء، ومعاملتهن بهذه الصورة الهمجية، الغليظة .. فعن عبد الله بن عمر «أنّ امرأة وجدت في بعض مغازي النبي صلّى الله عليه وسلّم مقتولة فأنكر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قتل النساء والصبيان» ..

    إنّ الأخوان المسلمين لم يعطّل الهوس الديني ملكاتهم الفطرية وحسب، بل أفقدهم قيم الرجولة، والمروءة التي لا تعوز الرجل العادي البسيط ..

    اand#65247;and#65184;and#65260;and#65166;د and#65235;and#65266; الإسلام and#65169;and#65268;and#65254; الأمس واليوم
    إنّ هؤلاء الشبّان المنخرطين في تنظيم الأخوان المسلمين قد التبس عليهم أمر الإسلام، واختلّ لديهم ميزان الجهاد فيه، فأصبحوا يقترفون أسوأ الأعمال وهم يحسبون أنّهم يحسنون صنعاً .. فهم يجهلون الإسلام، ويجهلون القانون، وهم أشد جهلاً بأمر الجهاد ..

    إنّ استهانة الأخوان المسلمين بدم الإنسان قد بلغت، في ماضي حركتهم، وفي حاضرها، مبلغاً ينكره الإسلام، ويبرأ منه، كل البراءة .. ذلك بأنّ تعظيم، ورعاية حرمة النفس في الإسلام، تبلغ شأواً بعيداً، حتّى أنّه ليحرّم سفك من يتّخذ «لا إله إلا الله» تقية، ولو كان كافراً يواجهه المسلمون في ساحة الجهاد .. فقد روى المقداد بن الإسود «قال: قلت يا رسول الله: أرأيت هنا موضع صفحة and#1638;and#1637; المفقودة من النسخة الأصلية
    في كتابنا «أزمة الجامعة: الحل العاجل، والحل الآجل» ص and#1635;and#1638;، وقد كان كما يلي:

    «إنّ الجهاد في الإسلام ليس معناه، بأي حال من الأحوال، أن يأخذ الأفراد القانون في أيديهم، وينصّبوا أنفسهم قضاة ومنفّذين، فيقرّروا من هو الكافر، ويقتلوا من يقتلون، ويسلبوا من يسلبون .. لا!! لم يكن الأمر بمثل هذه الفوضى التي يتردى فيها أفراد تنظيم الأخوان المسلمين، وإنّما كان المأذون في ذلك الحكومة الإسلامية .. كان ذلك على عهد النبي، وكان على عهد خلفائه من بعده .. وقد جاء الأمر بالجهاد في المدينة بعد أن كان العمل بالإسماح في مكّة .. وما جاء الأمر بالجهاد في المدينة إلا ناسخاً للإسماح .. ثم إنّه لم يجئ إلا لقصور المجتمع، في ذلك الوقت .. فقد جاءت آية السيف: ‹فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتّموهم› ناسخة لآيات الإسماح مثل: ‹فذكّر إنّما أنت مذكّر and#61625; لست عليهم بمسيطر› واليوم، وبعد مضي and#1633;and#1636;and#1632;and#1632; عام على هذا الأمر فإنّ الإسلام، حين يبعث من جديد، إنّما سيبعث في مستوى الإسماح، وهو مستوى أصول القرآن، حيث لا سبيل إلى دعوة الناس إلى الإسلام، إلا سبيل عقولهم، وقلوبهم، حيث تجد فيه الإنسانية المعاصرة، المتطلّعة إلى الحرّية وحكم القانون، حاجتها، وحل مشاكلها .. فقد انقضت مرحلة الجهاد، وانقضى كل ما ترتب عليها من وصاية على الرجال وعلى النساء ..

    أما أن يظن أفراد تنظيم الأخوان المسلمين أنّ من حقّهم أن يعلنوا الجهاد، ويفرضوا وصايتهم على كل من يخالفهم الرأي فإنّه لأمر يدل على جهل بالإسلام، وجهل بالدستور وبالقانون، وبحقيقة الإمكانات المادّية والعقلية للإنسان المعاصر ..

    لقد كان النبي، عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، يقول عند رجوعه من الغزوات التي كان يجاهد فيها هو وأصحابه، المشركين، جهاداً في سبيل الله، كان يقول: رجعنا من الجهاد الأصغر، إلى الجهاد الأكبر، ويعني به جهاد النفس .. والتبليغ هنا بليغ في أنّ الجهاد بالسـيف في سبيل الله، وفي سبيل الإسلام، إنما هو مرحلي .. وهو لم يجئ إلا بحكم الوقت .. وهو لم يجئ، إذن، إلا بالحوالة من المقصود بالأصالة، وهو الجهاد الأكبر – جهاد النفس .. أنتم ومرشدوكم جهلتم الإسلام، وعجزتم عن مواجهة أنفسكم بحقائقه، فأخذتم تتخذون من عجزكم فضيلة، فتصوّرون أنفسكم في صورة المسلمين، الصادقين، المجاهدين في سبيل الله، وتحاولون أن تخدعوا بسطاء المسلمين بهذه المسرحية الزائفة» انتهى من كتابنا «أزمة الجامعة: الحل العاجل، والحل الآجل» ..



    هنا موضع صفحة and#1638;and#1640; المفقودة من النسخة الأصلية

    كان هناك اثنا عشر إماماً، الإمام الثاني عشر والأخير في السلالة – الذي اختفى وسيعود للظهور في آخر الأزمنة – هو الذي ندعوه ‹الإمام المنتظر› قد عيّن في وصية له خلفاءه. هؤلاء الخلفاء هم الأئمة، وفي هذه الوصية قال: ‹طول فترة غيابي، عليكم بإطاعة الذين يمثّلونني .. › ‹آيات الله› بالتالي هم القيّمون على القانون والحكمة الإلهية. إنّهم .. ‹القرآن الناطق› .. وبصفتهم هذه هم معصومون عن الخطأ .. والطاعة المتوجّبة لهم هي واجب مقدّس. من أجل هذا طالبت السلطات الدينية دائماً عندنا بإقامة الجمهورية الإسلامية باسم النبي وذلك منذ اختفاء آخر إمام في العام and#1641;and#1636;and#1632; حسب التقويم الغربي، أي منذ أكثر من and#1633;and#1632;and#1632;and#1632; عام› ..» .. إنّهم بهذا يريدون أن يتحصّنوا من المحاسبة والنقد، وهذا ليس من الإسلام، في شيء .. وإنّما في الإسلام الحاكم معرّض للخطأ، ومن ثم، فهو عرضة للمحاسبة، والتقويم من الناس لأنّه إنّما يتصرّف في شئونهم .. ودونكم قولة سيدنا أبي بكر الشهيرة التي قالها عندما ولّي الخلافة: «أيّها الناس!! لقد ولّيت عليكم ولست بخيركم، فإن رأيتموني على حق فأعينوني، وإن رأيتموني على باطل فسدّدوني، أطيعوني ما أطعت الله فيكم فإذا عصيته فلا طاعة لي عليكم» ..

    الثورة الثقافية كما يراها and#65169;and#65256;and#65266; صدر:
    ومن الممارسات التي تتسم بالهوس، فيما أوردته الأنباء في الأيّام القليلة الماضية، ما اسماه المسئولون الإيرانيون بتطهير الجامعات الإيرانية من التنظيمات اليسارية، وفرض الصيغة الإسلامية على الطلاب في هذه الجامعات .. وقد جاء في الأخبار عن هذا الأمر ما يلي:

    جريدة الأهرام المصرية: and#1634;and#1637; أبريل and#1633;and#1641;and#1640;and#1632;
    «ونقلت اليوم وكالات الأنباء أنّ المصادمات الطلابية بين الجماعات الإسلامية التي تطلق على نفسها اسم حزب الله وبين العناصر اليسارية في جامعات إيران قد أسفرت أمس عن مصرع ثمانية أشخاص وإصابة ثمانية آخرين في ميناء راشت عند بحر قزوين في الوقت الذي تؤكد فيه التقديرات شبه الرسمية أن عدد الضحايا من طلاب الجامعات في العاصمة والمدن الكبرى قد بلغ and#1635;and#1777; قتيلاً وما يزيد على ثلاثة آلاف جريح نتيجة للحملة التي دعا إليها المجلس الثوري لفرض الصيغة الإسلامية في الجامعات وفق الحملة التي وصفها الرئيس الإيراني أبو الحسن بني صدر بأنّها بداية للثورة الثقافية في بلاده»!!

    وقد نقلت جريدة الأهرام أيضاً الخبر التالي بتاريخ and#1634;and#1636;/and#1636;/and#1633;and#1641;and#1640;and#1632;: « طهران في and#1634;and#1635; - وكالات الأنباء – دخلت المصادمات التي تجتاح إيران بين أنصار آية الله الخميني من جماعات الطلبة الإسلاميين، وبين العناصر اليسارية مرحلة خطيرة تهدّد بدفع إيران إلى حافة الحرب الأهلية. وقد سقط خلال الاشتباكات الدامية التي غطّت إيران أمس and#1777;and#1635;and#1632;and#1632; شخص بين قتيل وجريح خلال يوم واحد ..

    وكانت هذه المصادمات قد اتّسع نطاقها ضد الحملة التي دعا فيها المجلس الثوري الحاكم في إيران إلى تطهير الجامعات، والصحافة وغيرها من المؤسّسات العامة من أيّة مؤثّرات يسارية وفرض الصيغة الإسلامية الكاملة وبكافة الوسائل الممكنة بما في ذلك العنف المسلّح.» ..

    وهكذا، وبهذه البساطة، تهدر دماء المواطنين، باسم الدين، وباسم الثورة الثقافية أيضاً!! ولكنّها الفتنة التي لا تبقي ولا تذر، التي يتسلّط فيها الجهلاء على الناس باسم الإسلام، يشوّهون حقيقة الدين، ويطمسون وجهه المشرق ..

    إنّ كل من له مسكة من عقل من الإيرانيين المغلوبين على أمرهم لا بد أن يسخط، أشد السخط، على هذا الهوس المفروض عليهم .. فلقد أدّى احتجاز الرهائن الأمريكان إلى استقالة رئيس الوزراء بازرجان الذي صرّح بهذه المناسبة لمجلّة الحوادث البيروتية and#1641;/and#1633;and#1633;/and#1633;and#1641;and#1639;and#1641; واصفاً الخميني بأنّه «بدائي» ..

    وها هو مجلس إدارة جامعة طهران يستقيل احتجاجاً على ممارسات ما يسمّى بالمجلس الثوري .. وأوردت هذا الخبر جريدة الأنوار البيروتية بتاريخ and#1634;and#1636;/and#1636;/and#1633;and#1641;and#1640;and#1632;م كما يلي:


                  

03-13-2014, 08:45 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هؤلاء هم الأخوان المسلمون: (مجموعة كتيبات نقدية أخرجها الجمهوريون في هذا التنظيم الدخيل) (Re: عبدالله عثمان)

    Quote: «استقالة and#65251;and#65184;and#65248;and#65202; إدارة جامعة طهران: استقال مجلس إدارة جامعة طهران أمس، إثر اشتباكات تميّزت بأعمال عنف هناك قبل يومين قتل فيها ستّة أشخاص على الأقل وأصيب and#1636;and#1632;and#1632; شخص آخر بجروح ..

    وأعلن المجلس الأعلى للإدارة، الذي يتألّف من أربعة رجال، استقالته في رسالة إلى السيّد حسن حبيبي وزير التعليم العالي نشرتها ‹وكالة أنباء بارس› الرسمية.

    وقال المجلس أنّه لم تجر استشارته قبل أن يقرّر المجلس الثوري الحاكم في الأسبوع الماضي إغلاق مكاتب للمنظّمات السياسية داخل الجامعة وإنهاء الفصل الدراسي الجامعي قبل الأوان في حزيران للسماح بإصلاح إسلامي للتعليم العالي.» .. انتهى ..

    عقوبة الفصل لأعضاء اand#65247;and#65170;and#65198;and#65247;and#65252;and#65166;ن!
    إنّ هوس الخميني وفوضاه، وخرفه لا يقف عند حد، فهل كان أحدكم يتصوّر أن يبلغ الهوس الديني بالخميني حدّاً يواجه فيه أعضاء البرلمان المنتخبين بمثل ما واجههم به في أولى جلسات المجلس؟ إذن فاقرأوا هذا النبأ الذي نقلته جريدة الأيّام بتاريخ and#1635;and#1632; مايو and#1633;and#1641;and#1640;and#1632;:

    «وجّه الإمام الخميني خطاباً لأعضاء مجلس الشورى الإسلامي الأوّل في أولى جلساته، وقد ألقى الخطاب ابنه نيابة عنه وجاء فيه ‹إنّ عليكم الوقوف في وجه هذه القوى وعملائها ومحاولاتهم الرامية إلى عودة النظـام القديم سواء كانت هذه المحاولات داخلية أو خارجية› .. ‹وحذّر من أنّ أي عضو يخالف ذلك سوف يكون مصيره الفصل›»!! ..

    هو إذن يصادر حرّية حتّى أعضاء البرلمان المنتخبين، والذين يتمتّع رصفاؤهم في أقل بلاد الدنيا ديمقراطية بالحصانة البرلمانية التي تشجّعهم على الإفصاح عن آرائهم، في شجاعة وحرّية ..

    اand#65247;and#65192;and#65252;and#65268;and#65256;and#65266; and#65267;and#65192;and#65208;and#65264; عودة الشاه: إنّ الخميني إنّما يتصرّف هذه التصرّفات الخرقاء وهو مرتعد الفرائص من احتمال عودة الشاه إلى الحكم .. وما إصراره على تسليم الشاه، وعلى محاكمته، إلا تعبير عن هذا الخوف .. فهو غير مطمئن على حكمه الحالي ومن هنا جاء قوله لأعضاء البرلمان: « إنّ عليكم الوقوف في وجه هذه القوى وعملائها ومحاولاتهم الرامية إلى عودة النظام القديم» .. ومن هنا أيضاً كانت تصرّفاته المشهور مثل خرقه للعرف الدولي باحتلاله لسفارة بلد أجنبي في بلاده واتّخاذ الدبلوماسيين رهائن مقابل تسليمه الشاه، الأمر الذي لم يحدث في تاريخ الدبلوماسية.

    اand#65247;and#65192;and#65252;and#65268;and#65256;and#65266; يؤخّر عقارب الساعة: حقاً إنّ الخميني يؤخر عقارب الساعة فهو بمطالبته بتسليم الشاه كحاكم سابق، إنّما يريد بالبشرية أن ترجع القهقرى، لتعيد إلى مسرح الحياة السياسية ما خلّفته منذ قرون، حيث كان يخلط بين ما يسمّى بالجرائم السياسية وبين الجرائم العادية .. وكانت تعقد المعاهدات بين الدول لتبادل تسليم الاجئين السياسيين .. وقد حدث تحوّل كبير بعد قيام الثورة الفرنسية حيث وقع التفريق بين الجرائم العادية وبين ما يسمّى «الجرائم السياسية» وقد وضعت بذرة التفريق بتضمين الدستور الفرنسي لعام and#1633;and#1639;and#1641;and#1635; المادة (and#1633;and#1634;and#1632;) التي تنص على إيواء الأجانب المنفيين من أوطانهم من أجل أفكارهم السياسية، وبمرور الزمن وتطوّر المفاهيم السياسية ترسّخ هذا المبدأ بحيث أصبح خرقه أمراً يستنكره الرأي العام العالمي أشد الاستنكار ..

    بداية النهاية:
    لقد قلنا في كتابنا «فتنة إيران» الذي صدر عند قيام الخميني بالاستيلاء على الحكم في إيران، قلنا أن الخميني سيذهب .. فهو لم يأت ليبقى .. وها هو الآن بالفعل أخذ يستشعر فقدان السيطرة على الهوس الديني الذي أطلقه من عقاله .. وهذه هي بداية النهاية .. يدل على ذلك ما جاء في جريدة الشرق الأوسط بتاريخ and#1633;and#1634;/and#1638;/and#1633;and#1641;and#1640;and#1632;:

    «حذّر الإمام الخميني الثورة الإيرانية من تدمير ذاتها إذا لم توقف الجماعات المتطرّفة التي تسيطر على البرلمان حملاتها ضد الرئيس الإيراني أبو الحسن بني صدر بشأن اختيار رئيس الوزراء.

    وأضاف الإمام في كلمة وجّهها إلى حكّام الأقاليم ‹إذا ظلّت الأشياء على ما هي عليه الآن فلن نستطيع البقاء ولا إدارة شئون هذا الوطن›» ..

                  

03-13-2014, 08:46 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هؤلاء هم الأخوان المسلمون: (مجموعة كتيبات نقدية أخرجها الجمهوريون في هذا التنظيم الدخيل) (Re: عبدالله عثمان)

    Quote: خاand#65175;and#65252;and#65172;:
    لقد سقنا في هذا الكتاب صوراً شتّى، ونماذج مستفيضة للهوس الديني .. ومع ذلك فإنّا لو أردنا أن نتوسّع في هذا الباب لاحتجنا إلى مجلّدات، وإلى وقت عريض، ولذلك فقد اجتزأنا بما أوردناه، وهو كاف ليعطي الصورة الصارخة التي تهز، وتحرك كل مسئول، وكل مثقّف، بل كل مواطن في بلادنا، ليأخذ حذره، ويضطلع بواجبه في كشف الاتّجاهات الدينية المهووسة التي تستغل الدين، وتضلّل الشباب، وتنحرف بهم عن الطريق السوي ..

    إنّ آخر ما بلغنا من صور الهوس الديني، التي تترى أخبارها، وتتسع دائرتها، ذلك الحدث الذي وقع في «المغرب» قبل يومين، فقد أذاعت محطات الإذاعة، أنّ أستاذاً سابقاً بجامعة القيروان قد جمع حوله أتباعاً من الطلاب يقدّر عددهم بثلاثمائة، وأعلن بهم الجهاد على الكفّار .. ومن الكفر عنده سفور المرأة في البلاد الإسلامية – وقد اشتبك هؤلاء الطلاب مع البوليس، ونتج عن ذلك مقتل and#1633;and#1636; من رجال البوليس وand#1633;and#1637; من الطلاب، واعتقل زعيم هذه الحركة رهن التحقيق والمحاكمة – هذا ما جاء في الراديو .. وجاء قريباً منه في الصحف: فقد نشرت جريدة الشرق الأوسط بتاريخ and#1633;and#1634;/and#1638;/and#1633;and#1641;and#1640;and#1632; مايلي:

    «الرباط: قالت مصادر رسمية أنّ ثلاثة أشخاص قتلوا في اشتباك بين البوليس ومؤيّدي داعية إسلامي في الحي القديم في مدينة فاس. وبين القتلى واحد من رجال البوليس.

    وذكرت المصادر أنّ البوليس توجّه إلى منزل السيّد الحسين زيتوني بعد تلقّي شكاوى من السكّان هناك بأنّه يثير قلاقل في الحي القديم. وهاجم أنصار زيتوني البوليس بالحجارة والمياه الساخنة مما أدّى إلى مقتل رجل بوليس.

    وذكر أنّ مجموعة من الرجال كانوا يقومون بحملة ضد ما يعتبرونه انحلالاً خلقياً وكانوا يشتمون النساء السافرات في الشارع ويدينون مشاهدة التلفزيون والذهاب إلى السينما وتناول الطعام بالشوكة والسكّين وإرسال البنات إلى مدارس الدولة» - انتهى –

    يتّضح من هذا أنّ الهوس الديني لا حدود له، وهو، حيث وجد، إنّما يرتكز على طاقات الشباب، وعلى الجهل بالإسلام، وعلى ممارسة العنف لفرض جهالته بالقوّة على الناس ..

    إنّنا نحذّر من الهوس الديني الذي يستشري الآن، ويتصعّد، في البلاد الإسلامية .. فنحن، في السودان بخاصة، معرّضون إلى فتنة، وفوضى، يمكن أن تقضي على كل مكتسباتنا الوطنية، والإنسانية، بل تقضي على ميراثنا الديني السمح، العريق وتسد الطريق أمام البعث الإسلامي الواعي المرتقب ..

    إنّ الأخوان المسلمين، ومن ورائهم الطائفية، إنّما يتحفّزون، ويعدّون العدّة لإثارة قاعدة عريضة من الهوس، والفتنة الدينية، مستهدفين الوحدة الوطنية، ومقوّضين لاستقرارنا، ولأمننا، في سبيل الوصول إلى السلطة .. ويكفي للتدليل على ذلك مباركة قادة هذه القوى المتخلّفة، الصادق المهدي، والترابي وزملائه، ومسارعتهم لتأييد فتنة إيران، وتصويرها على أنّها مثل أعلى يتطلّعون لحدوثه في السودان .. وليس هناك شيء يحول دون حدوث هذه الفتنة في السودان، ما لم نأخذ هذا الأمر مأخذ الجد، ونتعامل معه بالحذر، والحزم، والوعي بكل أبعاده ومنطلقاته .. إنّه ليكفي عبرة، وعظة، ما حدث في مصر بين المسيحيين، وبين المسلمين، بسبب هذا الهوس .. ومصر مكان يصعب للمرء أن ينتظر فيه أن يحرّك الهوس الديني الفتنة، والصراع الدموي، بين مسلميه، ومسيحييه .. ولكن الغفلة عن خطر الأخوان المسلمين، وتجاهل هوسهم، وسوء تقدير المسئولين لإمكانية تضليلهم للشعب، وللشباب، كل أولئك نتج عنه ما وقع في مصر فكاد يعصف بكل مكتسباتها الحضارية، والمدنية .. فإذا حدث هذا في مصر، فكيف بنا نحن الذين يجد التضليل باسم الدين، وتجد فرص الإثارة به، أرضاً خصبة بين ظهرانينا؟

    يجب أن نكون واضحين، ومحدّدين في ذلك، فإنّ الوضع الدقيق الذي تنفرد به بلادنا، من تكوينات عرقية متباينة، ومن اختلافات عقائدية متعدّدة، ومن استعداد عميق للإنسياق العفوي مع العاطفة الدينية، كل ذلك يجعل موقفنا دقيقاً، وحسّاساً وقابلاً للإلتهاب والانفجار بفعل العبث الذي يمارسه الأخوان المسلمون في تجرّد من الورع الديني، وتنصّل من المسئولية القانونية .. يشهد على ذلك ما سقناه عن معرضهم في «أبي جنزير»، وما حواه من عناصر الإثارة الطائفية بين المسلمين والمسيحيين ..

    إنّنا ندق ناقوس الخطر، محذّرين، ومشفقين من مصير أسود قد يجر الهوس الديني بلادنا إليه، على أيدي مهووسين، باسم الدين، وباسم الشعب، هم للشعب، ولدين الله يكيدون: «اشتروا بآيات الله ثمناً قليلاً، فصدّوا عن سبيله، إنّهم ساء ما كانوا يعملون and#61625; لا يرقبون في مؤمن إلا ولا ذمّة، أولئك هم المعتدون» .. فلنحذرهم .. وإنّا لمسئولون، ومحاسبون، كل فرد منّا، شعباً وحكومة، محاسبة من فرّط في حق شعبه، وفرّط في جنب الله، إذا قعدنا عن واجبنا في كشف الهوس الديني، أو تقاعسنا عن كف أيدي المهووسين الدينيين ..

    والله المستعان على إحقاق الحق، وإزهاق الباطل، إنّ الباطل كان زهوقاً ..

                  

03-17-2014, 07:02 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هؤلاء هم الأخوان المسلمون: (مجموعة كتيبات نقدية أخرجها الجمهوريون في هذا التنظيم الدخيل) (Re: عبدالله عثمان)

    Quote: رابطة الفكر الجمهوري بجامعة الخرطوم
    الأخوان المسلمون
    والبطولات الزائفة والطلاب الجدد
    الطبعة الأولي الأربعاء 21/1/1981 ذوالحجة 1401
    الاهداء:
    نحن نهدي هذا الكتاب الي ثلاث جهات!!
    للسيد مدير الجامعة والطلاب الجدد والطلاب القدامي

    فهو للمدير يقول:
    ان ادارة الجامعة مسئولة عن هذه الفوضي وهذا العبث؟؟
    لأنها لا تربي الأخوان المسلمين علي المحاسبة و الحزم والمسئولية للحد الذي ساق الجامعة من قبل للعنف حتي قتل أحد الطلاب!! فيجب الا يطمع الأخوان في الادارة أكثر من هذا ويجب أن يواجهوا بالقوانين!!
    انك إن لا تفعل يكن ضرر الادارة أكبر من نفعها.

    وهو للطلاب الجدد يقول:
    ها هم الأخوان يستغلون قضاياكم لتحقيق مآربهم الدنيئة ليصلوا الي الاتحاد ثم يكون نصيبكم الكبت والارهاب كشأن بقية الطلاب الذين يمنعهم الاتحاد من التعبير عن آرائهم في دارهم!!
    فكروا ثم فكروا قبل أن تسيروا في اتجاه الاخوان ثم تندموا أشد الندامة!!

    وهو الي الطلاب القدامي يقول:
    انكم تعرفون الاخوان المسلمين وقد كشفت لكم التجارب العديد من دعاويهم الفارغة وكدتم أن تعلموا تماما أنهم لا علاقة لهم بالاسلام!!
    هذه مناسبة أخري لكشفهم ساقها الله اليكم فتقبلوها وتمعنوا فيها!!
    لتزيحوا وزرهم عن كاهل هذه الجامعة!!


    بسم الله الرحمن الرحيم
    (فويل لهم مما كتبت أيديهم، وويل لهم مما يكسبون)..
    صدق الله العظيم

    الأخوة الطلاب والطالبات:
    ان الجامعة اليوم، تمر بمنحني جديد، من منحيات اختيار الوعي والمسئولية، لدي طلابها.. والطلاب القدامي والجدد، انما تواجههم الأحداث بهذا التحدي: الي أي مدي يمكن أن يزنوا الأمور، بدقة، وبعمق يجنبهم الحماس الطائش، والتضليل الساذج، الذي يدفعهم اليه الأخوان المسلمون، بما اشتهروا به من الخداع والتمويه، وما عرفوا به من افتعال البطولات الزائفة، في كل عام، كسبا للطلاب الجدد، واستغلالا لإمكانيات الجهاز الطلابي وطاقاته لمصلحة تنظيمهم بالقدر الذي يوصلهم الي قيادة الاتحاد مرة أخري.. هذا هو ديدن الأخوان المسلمين الذي كان باستمرار يكسبهم الكراسي بقدر ما يجردهم من قيم الدين والمروءة.
    أما مشكلة هذا العام التي يريد الأخوان المسلمون استغلالها للكسب السياسي الرخيص، بادعاء الدفاع عن حقوق الطلاب الجدد، انما هي قرار المجلس القومي للتعليم العالي بفرض مصروفات متفاوتة علي قطاعات من الطلاب ولقد رفض اتحاد الأخوان هذه الاجراءآت وأدانها.. جاء في بيانه الذي وزع علي الطلاب يوم 20 أكتوبر عام 1981: (قررت اللجنة التنفيذية للاتحاد الآتي:
    1) ايقاف كل اجراءآت التسجيل وفقا للنظام الجديد
    2) تسجيل الطلاب الجدد وفقا للأسس القديمة التي كانت متبعة في التسجيل وهذا يعني اسقاط الشرط الزائد للتسجيل هذا العام وهو دفع المصروفات المقررة مقدما.
    3) يقوم الاتحاد عبر اجهزته بتنفيذ اجراءآت التسجيل) انتهي.
    وبالفعل بدأت روابط الكليات التابعة للاتحاد تقوم بتسجيل الطلاب في أماكن أخري غير التي يتم فيها التسجيل الرسمي، مما اضطر عمادة الطلاب أن تعلن أن أي تسجيل في غير الأماكن التي حددتها لا يعتمد من قبل ادارة الجامعة. ولم يكتف الأخوان المسلمون بهذا الحد من الفوضي بل تولوا ابعاد الفراشين وعمال الداخليات، وأخذوا يحتلون مواقعهم ويباشرون مهام اسكان الطلاب الجدد بدلا عنهم!! وبدلا من أن ينصح الاتحاد أولياء أمور الطلاب بالتشاور مع الادارة ورفع شكاويهم الي المجلس القومي للتعليم العالي، ضللهم عن هذا الاتجاه السليم بقوله: (ونسبة لصعوبة وصول الطلاب الجدد وآبائهم الي سلطات الجامعة والتعليم العالي لطرح مشكلاتهم فهم يتوجهون الي مكاتب الاتحاد ونحن نرحب بهم بلا حواجز ولا صعوبات وفي منبرهم المفتوح)!!
    ان هذا التصرف الطائش الهمجي، الذي يخرق القوانين، وينتزع مهام الادارة، ويتجاهل كل النظم واللوائح، عمل سيء، بكل المقاييس، وأسوأ منه الا يتم بقصد مصلحة الطلاب الجدد وانما هو يتم لمصلحة تنظيم الأخوان المسلمين. اننا نرفض وبشدة هذه البطولات الزائفة التي يفتعلها الأخوان المسلمون في كل موسم انتخابات ونري أن واجب التنظيمات الأخري جميعها أن تكشف هذا المخطط وتدينه، كما نعتقد أن هذه مسئولية الطلاب القدامي والجدد وذلك للاعتبارات التالية:
    1) اننا مع حق كل طالب في التعليم ولكننا لا نقبل مجانية التعليم بصورة عشوائية لا تعتبر واقع بلادنا الاقتصادي، فاذا كنا لا نريد لأحد أن يحرم من التعليم فان هذا يعني في مثل ظروفنا الراهنة أن يدفع القادر لقاء تعليمه حتي يمكننا أن نعلم العاجز بلا مقابل.. وهذا هو اتجاه المجلس القومي للتعليم العالي..
    أما قول الاتحاد في بيانه (فرضت علي الطلاب مصروفات باهظة دون أسس موضوعية.. ودون مراعاة ودراسة واعية لدخول الآباء وأولياء الأمور في مثل هذه الظروف الاقتصادية المتدهورة) انتهي. فانه قول لا يقبله أحد ولا حتي رئيس الاتحاد نفسه!! الذي قال في بيانه لمدير الجامعة والصادر بتاريخ 18/10/1981 (قررت دون اجراء معاينة للطلاب ومن خلال الاستمارات فقط مصروفات علي عدد كبير من الطلاب) انتهي. فحين أدعي منشور الاتحاد ان المصروفات فرضت علي الطلاب ذكر رئيس الاتحاد انها فرضت علي عدد منهم وحين أدعي المنشور انها تمت دون أسس موضوعية ذكر رئيس الاتحاد انها تمت علي أساس الاستمارات التي يحدد فيه الطلاب دخول أولياء أمورهم!! ومن الغريب أن يذكر الأخوان المسلمون (الظروف الاقتصادية المتدهورة) ثم يطالبوا باعفاء حتي الطلاب الأغنياء من المصروفات ليقع عبء تعليمهم علي الفقراء من دافعي الضرائب!!
    2) ومهما يكن من أمر موضوعية المصروفات أو عدم موضوعيتها، فان الطريقة التي واجهها بها الاتحاد من التدخل السافر في عمل الادارة والخروج علي قراراتها والسعي العملي في تسجيل الطلاب الجدد، فوضي لا يقرها عاقل وهي لا طائل تحتها اللهم الا الظهور بمظهر البطولة لكسب أصوات الطلاب الجدد والا فان الاتحاد نفسه يعلم أن عمله هذا لا فائدة منه وهو لذلك يقول في منشوره (وسيكون التسجيل مؤقتا الي حين التوصل الي حل مع الجهات المعنية) انتهي. فهو اذن يعلم أنه لن يستطيع تسجيل الطلاب ما لم توافق جهات معينة، فلماذا اذن لم يتصل بهذه الجهات قبل الاقدام علي هذا التصرف الأرعن!!
    3) يبرر الاتحاد هذه الفوضي بدعوي استقلال الجامعة ويعتقد أن من استقلال الجامعة الا يتدخل المجلس القومي للتعليم العالي في شئونها!! أرأيتم هذا الاتحاد العجيب الذي يرفض تدخل المجلس القومي للتعليم العالي في أمور ادارة الجامعة ثم يتدخل هو ليباشر أعمال الادارة وهي لا تقع ضمن مسئوليته حتي بحسب دستوره!! لقد صور الأخوان المسلمون موضوع استقلال الجامعة وكأنه يعني أن تخضع الجامعة وادارتها ونظمها لهوسهم وتصبح لعبة في أيديهم، ألم يكتبوا أنهم واجهوا الادارة حتي حققت رغبتهم وأبعدت عميد الطلاب الذي طالبوا بابعاده؟! ثم ألم يذكروا أن من أسباب اعتراضهم علي ذلك العميد أنه كان يتشدد معهم في الأمور التي تتعلق بصرفهم لأموال الطلاب؟!
    4) ما الذي يجعلنا لا نشك في أن هذه المعركة مقصود بها استجداء أصوات الطلاب الجدد والاتحاد لم يثرها الا بعد حضور الطلاب الجدد؟! ثم هي تجيء ضمن الحفلات المعلنة لاستقبال الطلاب والتحسين المفاجيء الذي أعاد (الدجاج الكويتي) للسفرة هذه الأيام بعد أن غاب منذ الانتخابات الماضية. اننا نعلم أن اتحاد الأخوان قد صرف 959 جنيها من أموال الطلاب لمسيرة تأييد ثورة الخميني، وصرف 2000 جنيها لطبع كتاب أحد أتباعه وصرف 350 جنيها منصرفات اتعاب اضراب عام 1979، وأشاع صور البذخ للحد الذي جعله يغير كل التلفزيونات الي ملونة في جميع أنحاء الجامعة.. فهل يمكن أن يكون هذا الاتحاد المسرف المبدد لأموال الشعب السوداني حريص علي الآباء الفقراء حتي يثير قضية المصروفات؟؟
    5) اما دعاوي حرية الجامعة واستقلالها والحفاظ علي حقوق الطلاب فانها لا تجوز علي أحد حتي يدعيها الأخوان المسلممون لأنهم اليوم في هذا الاتحاد لا يعترفون ببقية الطلاب في التنظيمات الأخري ولا يتعاملون مع التنظيمات السياسية ولا يسمحوا لها بالعمل في دار الطلاب!! أكثر من ذلك فقد درجوا علي الاعتداءآت علي الجماعات والأفراد المخالفين لهم في الرأي وأشاعوا في الجامعة في العام الماضي جوا من العنف والتوتر بعد أن خرقوا العهد بايقاف الانتخابات مما تسبب في الأحداث المفجعة التي راح ضحيتها أحد الطلاب. ثم ها هم في جامعة القاهرة الفرع يفرضون الاضراب علي كلية التجارة ولما لم يستجب لهم الطلاب أغلقوا حجرات الدرس بعد أن أخرجوا الطلاب بالقوة الأمر الذي أدانه حتي حلفاؤهم.. فما هي مصالح الطلاب التي يرعاها الأخوان المسلمون؟!
    6) ان خلل الأخوان المسلمين الذي يسوقهم الي العنف والي التضليل الديني والسياسي انما مرده لضعف التربية الدينية بل وأنعدامها في كثير من الأحيان للحد الذي جعلهم يتعالون علي الغير حتي ولو كانوا اساتذتهم ظنا منهم أنهم علي الحق وما سواهم علي الباطل، ألم يقل حسن البنا في رسائله (نحن أيها الناس ولا فخر أصحاب رسول الله صلي الله عليه وسلم وحملة رايته من بعده ورافعوا لوائه كما رفعوه) الي أن يقول (أيها الأخوان المسلمون لا تصغروا من أنفسكم فتقيسوا أنفسكم بغيركم) هذا هو أس المفارقة وأس الداء!!
    7) ما هو واجب الادارة الآن؟ ان علي الادارة الا تكرر الأخطاء السابقة في التساهل مع الأخوان المسلمين للحد الذي ساق الي أحداث مارس المشئومة. وأن الواجب ليقتضي الا تستجيب الادارة لهذه الفوضي وأن تصر علي رفض كل أجراء يخالف اللوائح حتي تقدم بهذا العمل خدمة للأخوان المسلمين حين تجبرهم علي احترام القانون وتخلصهم من نزوات الطيش والطفولة.
    أيها الطلاب هل تريدون الحق؟! ان الأخوان المسلمين انما يطلبون الكراسي بكل سبيل بالكذب بالنفاق بالملق بافتعال البطولة بالتضليل باسم الدين وهم حين يصلون اليها ويسيطرون علي الاتحاد يظنون أنهم قد حازوا كل الفضل .. انهم هم (الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا) صدق الله العظيم
    رابطة الفكر الجمهوري بجامعة الخرطوم
    الثمن 50 قرشا
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de