مركز تاج السر الملك الثقافى فى السودان .. حلم نتمنى أن يتحقق

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-12-2024, 01:29 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2014م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-07-2014, 09:04 AM

Red Sea
<aRed Sea
تاريخ التسجيل: 04-03-2009
مجموع المشاركات: 475

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
مركز تاج السر الملك الثقافى فى السودان .. حلم نتمنى أن يتحقق

    306277_520208631356034_47151740_n1.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    أريدك تصور وأفتح نوافذ
    يجي الفجر باكر منور وناجز

    نحن أصدقاء مهتمين بالفنون السودانية، اتجمعنا من عدة أركان في العالم وجمعنا حبنا وإهتمامنا بما يقدمه الفنان العالمي تاج السر حسن الملك من كتابات ولوحات وتصاوير وأشعار وقصص، وحلمنا بتأسيس مركز تاج السر الملك الثقافي في السودان ليحتضن فنونه وفنون وإبداعات كل المبدعين في الديسابورا المختلفة بين أهله والمهتمين به ..
    بندعوكم لإجتماع تحضيري يوم الأحد 9/3 المقام بالخرطوم العمارات لمشاركتنا أفكاركم وطرحكم في تأسيس مشروعنا الجميل ..

    :: تنبيه ::
    للاستفسار والتنسيق نرجو الاتصال
    - 0912637862 - 0917799299

    الإخوة الأعزاء بالبورد ,

    هذه محاولة جادة من بعض الشباب المهتمين بالفنون و الثقافة لتكريم المبدعين من أبناء بلدنا الحبيب الذين يعيشون خارج السودان ..
    هذه الأسطر البسيطة مررت عليها فى الفيس بوك و توقفت فيها كثيراً لأنها تحمل الكثير من المعانى و أبسطها هو رد الجميل لبعض مبدعينا
    الذين ظلو دوماً يزرعون الفرح فينا بإبداعاتهم المختلفة ... وحينما تجتمع العديد من المواهب المختلفة فى شخص واحد مثل صديقنا المبدع تاج السر الملك
    تتعاظم المسؤولية علينا فى الإيفاء له حتى و لو بالنذر القليل مقارنة بما منحنا من فرحة و إبداعات تمثلت فى كتاباته السلسة و العميقة التى تغوص فى سودانيتنا
    وتدخل الى نفوسنا و عقولنا بلا إستئذان و بترحاب لا حدود له , إضافة الى موهبة الرسم و التصوير الفوتوغرافى .

    أرجو أن تجد هذه المبادرة العون الكافى حتى يصبح الحلم حقيقة .

    فضلى البكرى
    أبو ظبى
                  

03-07-2014, 11:01 AM

Abureesh
<aAbureesh
تاريخ التسجيل: 09-22-2003
مجموع المشاركات: 30182

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مركز تاج السر الملك الثقافى فى السودان .. حلم نتمنى أن يتحقق (Re: Red Sea)
                  

03-07-2014, 11:16 AM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مركز تاج السر الملك الثقافى فى السودان .. حلم نتمنى أن يتحقق (Re: Abureesh)

    فكرة جيدة وتمنيات بالتوفيق.
                  

03-07-2014, 02:47 PM

Red Sea
<aRed Sea
تاريخ التسجيل: 04-03-2009
مجموع المشاركات: 475

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مركز تاج السر الملك الثقافى فى السودان .. حلم نتمنى أن يتحقق (Re: عبد الحميد البرنس)

    تشكر أخى عبد الحميد , أمنياتنا بالتوفيق للقائمين على الأمر
                  

03-07-2014, 02:44 PM

Red Sea
<aRed Sea
تاريخ التسجيل: 04-03-2009
مجموع المشاركات: 475

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مركز تاج السر الملك الثقافى فى السودان .. حلم نتمنى أن يتحقق (Re: Abureesh)

    كدا حتشغلــوه فى مجالــو...

    سلام محمد عثمان و شكراً على المرور

    يا بختنا لو تاج السر إشتغل فى مجالو
                  

03-07-2014, 02:52 PM

Red Sea
<aRed Sea
تاريخ التسجيل: 04-03-2009
مجموع المشاركات: 475

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مركز تاج السر الملك الثقافى فى السودان .. حلم نتمنى أن يتحقق (Re: Red Sea)
                  

03-07-2014, 03:10 PM

Red Sea
<aRed Sea
تاريخ التسجيل: 04-03-2009
مجموع المشاركات: 475

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مركز تاج السر الملك الثقافى فى السودان .. حلم نتمنى أن يتحقق (Re: Red Sea)
                  

03-07-2014, 07:28 PM

Tagelsir Elmelik
<aTagelsir Elmelik
تاريخ التسجيل: 11-25-2004
مجموع المشاركات: 4028

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مركز تاج السر الملك الثقافى فى السودان .. حلم نتمنى أن يتحقق (Re: Red Sea)

    أشكرك من صميم قلبي اخي العزيز رفيق السنين الماوارء اطلنطية، فضلي السيد البكري، والمواسم التي سعدنا فيها بشراكة
    افرزت منتوجا هائلا من الابداع السوداني يشهد عليها لاجيال واجيال قادمة.

    شكري وتقديري لمجموعة الشباب الذين يقودون هذا المشروع، بتطوع نادر منبعث من قلوب محبة، مصطفي ربيع
    بدر الدين العفر، طارق التقي، الفنان المبدع عوض الله بشير .. دينا، إنتصار، رقية، كثيرون لا اقدر على ايراد اسماءهم
    وبعضهم قد لا يودون ذكر اسماءهم، ولكنهم في القلب جميعا، والوف من الاوفياء الذين يساندون مشروعي الفني والكتابي
    ولا ارى باسا في استلاف قول ود المكي.. كل الذين أخرجو من ظلمات نفسي إشراقها، اقدم عظيم امتناني.

    المشروع يهدف للم شمل كل الابداعات باختلاف ضروبها، تلك التي انتجها السودانيون في الدياسبورا، وإعادتها في اي شكل (اصل، نسخ الخ..)
    الى حوش السودان، البيت الكبير، حتي يطلع عليها الناس‘ فهي منهم واليهم، ونطمع في تعاون كل الناس، ومشاركتهم جمع هذا التراث المهول معا
    الرسم، التشكيل، الموسيقي، التصوير، الرواية، الشعر ، القصة، الخ. الشرط الاساسي أن تكون منتجة خلف الحدود، ومن هنا تكتسب قيمتها
    الانسانية، وهذا لا يعني عزوف المركز عن الاعمال المنتجة في الداخل، ولكنه يعني اساسا بابداعات السودانيين في تامهجر.
    وفقنا الله واياكم لمافيه خير السودان.
                  

03-08-2014, 01:47 AM

Osman Musa
<aOsman Musa
تاريخ التسجيل: 11-28-2006
مجموع المشاركات: 23082

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مركز تاج السر الملك الثقافى فى السودان .. حلم نتمنى أن يتحقق (Re: Tagelsir Elmelik)

    أخواني الكرام
    لكم جميعا التحية
    وأرجو أن يتحقق هذا الحلم الجميل .
                  

03-08-2014, 05:57 AM

Red Sea
<aRed Sea
تاريخ التسجيل: 04-03-2009
مجموع المشاركات: 475

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مركز تاج السر الملك الثقافى فى السودان .. حلم نتمنى أن يتحقق (Re: Osman Musa)

    الأخ عثمان موسى ,

    لك التحية , الشباب فى السودان أصدقاء و معجبى الأستاذ تاج السر مجتهدين خالص ليتحول هذا الحلم الى حقيقة
                  

03-08-2014, 06:02 AM

Red Sea
<aRed Sea
تاريخ التسجيل: 04-03-2009
مجموع المشاركات: 475

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مركز تاج السر الملك الثقافى فى السودان .. حلم نتمنى أن يتحقق (Re: Red Sea)

    لقد تحدد الإجتماع التحضيري القادم بتاريخ الأحد 9/3/2014
    والذي سيكون في منزل الأستاذة فاطمة الملك بالخرطوم عمارات النصر غرب عفراء المبني د28 الطابق الثاني ..
    عليه الرجاء الحرص علي الحضور لتقديم أفكاركم واطروحاتكم بما يؤهل قيام مشروع مركز تاج السر الملك الثقافي الجميل ..

    :: تنبيه ::
    زمن الحضور الساعة السادسة والنصف مساء

    6:30 PM
                  

03-08-2014, 06:55 AM

Red Sea
<aRed Sea
تاريخ التسجيل: 04-03-2009
مجموع المشاركات: 475

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مركز تاج السر الملك الثقافى فى السودان .. حلم نتمنى أن يتحقق (Re: Red Sea)

    سأحاول أن أستعرض بعض كتابات الأخ تاج السر الملك , أكيد بعض منكم قد قرأها من قبل لكنى من الذين يقرأون كتابات تاج السر أكثر من مرة :

    ضيف على الرزنامة
    تاج السر الملك*
    الإثنين
    لم يكن أبي يخفي إعجابه برسومي وأنا بعد في طفولتي الباكرة. كم من مرة ضبطته متلبساً بتقريظها، من حيث لم يكن يراني، كاشفاً عن ضعفه الأبوي دون خجل، ومزهواً أمام مصلين فرغوا لتوهم من أداء صلاة المغرب، يتآنسون تحت رحابة سماء تتلألأ بالنجوم، متناثرين فوق (برشين) تلاصقا على لسان من النجيل الرطب الممتد داخل جزيرة من الوحل الأسود الزلق.
    ـ "الولد الصغير طالع رسيم"!
    يجاملونه، مرة بالابتسام، ومرات بالهمهمة:
    ـ "ماشاء الله .. تبارك الله".
    وفجأة ينصبون ظهورهم، ويمططون أعناقهم، ويرهفون آذانهم، فكأنما في انتظار وحي يوحى: "أذن .. ما أذن .. أذن .."! ثم سرعان ما ينهضون خفافاً على صوت الشيخ محمد عبد الشافعي يكبر لصلاة العشاء، فتتساقط ذكرى رسوماتي من أفئدتهم، كما طحين الذرة من قميص محمد الحجاري. وما يلبث صوت الإمام الضرير محمد سالم أن يفيض بذكر خاشع وألق رقراق، ليجدني وأخي، في غمرة قشعريرتنا داخل العراريق البيضاء، نصغي، وقد اضطربت جوانحنا من مخايل نار الله الحامية! عشقت الرسم ذات يوم بعيد في الجزيرة؛ مرة لأن قلبي تعلق بنشوة شجرها الزاهي وفتنة عشبها اليانع، ومرة لأن الرسم فتح لي درباً سالكاً إلى موقع في قلب أبي لم نكن نبصره من قبل، أو أنه تعمد حجبه عنا، موقع تنبعث منه نغمات الطنبور يداعب أسلاكه في إهمال حصيف. سعيت إليه و أنا في ذروة احتفالي بالود الذي نشأ بيننا، متعدياً صلابة قسماته، بينما طيبة عيون أمي تدفعني إليه دفعاً. وقفت أمامه وهو يهم باللحاق بعمله. كان (صوت العرب) ينتصر بالأناشيد المدويَّة، وبأنباء طلعات كاذبة لطائرات مقاتلة انسحقت، في الحقيقة، وهي بعد في مرابضها. ـ "أبوى .. أنا داير علبة ألوان خشب"! تأملني. راحت نظرته العطوف تخترق مساماتي، وأنا مطرق، حتى تحير العطف فى أي من عينيه يستقر. ربت على رأسي، وثغره يفتر عن ابتسامة وضيئة، وقال حسناً. من يومها وأنا أنتظر قدومه في عتبة الباب. أرقبه قادماً على ظهر البسكليتة من عمق نقطة التلاشي وحتى اللحظة التي يقفز فيها، لاهثاً، يكاد يكتسحني وباب الدار، قابضاً، بكل عزمه، على الفرامل، بيدين معروقتين لن تأكلهما النار يوم القيامة. كنت أبصر العطف يستحيل حسرة في عينيه وهو ينبئني بأنه (نسي) شراء علبة الألوان، فأضم يدي غضباً إلى صدري وهو يناولني المخلاية. ألملم دموعي، وأصعد بها إلى العنقريب، أغطي وجهي وأجهش من يأس وحنق. أربعون عاماً مرت وأنا أنتظره في عتبات كل البيوت التي سكنتها. ما نسيت وعده، قط، بعلبة الألوان الخشبية، والكتابة الذهبية المنقوشة على جوانبها. ولم يتأت لكل علب الألوان التي اقتنيتها عبر مسيرة حياتي اللاحقة، بما في ذلك حياتي في أمريكا طوال السنوات الماضية، أن تعادل علبة الألوان المتواضعة التي أراد أبي أن يشتريها لي من مكتبة السيد مضوي الحاج .. لولا أنها استعصت عليه!
    الثلاثاء
    في أمريكا جريدة للمشردين أحرص على قراءتها يوم صدورها من كل أسبوع؛ إسمها (street sense)، تحوي أخباراً، وصوراً، ولقاءات، وتحقيقات، ونداءات. تفتح الصحيفة مصاريع هذا العالم السفلي الغامض المثير، فتهئ لك أن تلتقي بأفراده المنتشرين في الطرقات، والأقبية، وأنفاق القطارات المسرعة التي لا يحفل ركابها كثيرا لوجودهم. وقد تجدهم يغطون في نومهم، داخل بيوت مرتجلة من الكرتون، أمام البيت الأبيض شخصياً، أو يرفعون شعارات احتجاج يعود بعضها إلى حقبة فيتنام، أو يقفون أمام أبواب البقالات يطلبون فضلاً، أو في مجرى السيارات أو تقاطعات الطرق يحملون لافتات تحكي شقوتهم في كلمات مكتوبة بخط عريض، يتناولون ما تمده الأيدي الخيرة إليهم في صمت وتهذيب، ولا يلحفون في سؤال من يغضي عنهم، أو يتجاهل وجودهم. من بينهم خرج الفنان الحداثي الشهير باسكيات، والممثلة الفكاهية ووبي غولدبرغ، وفلاسفة، ومفكرون، وناشطون سياسيون، مثلما خرج جنود حاربوا في جهات الأرض الأربع، تجرعوا النبيذ، وتسلقوا نحاس البوق، ففضحهم عواؤه، كما في قول ود المكي الجميل، هذا فضلاً عن مدمني المخدرات، وضحايا فقدان الوظائف، بسبب إلغائها، أو بسبب تصدير الرساميل الى خارج الحدود، أو بسبب إعلان إفلاس الشركات والمؤسسات التي استخدمتهم، كأكثر الأسباب شيوعاً. يقول المثل الأمريكي: "بين كل قوى أمريكا العاملة وبين التشرد فقدان مرتب شهر واحد"! والقول ليس ممعناً في التشاؤم كما قد يبدو، لكنه حقيقة ازدادت تأكداً في السنوات الأخيرة. وكنت قد التقيت بمتشرد في نيويورك قبل بضع سنوات. كان قد اعتاد أن يأتي إلى مكان عملي. وحدثني رئيسي بأن الرجل كان عازفاً مرموقاً في فرقة شهيرة. فسألته يوماً، وأنا مكذب لما سمعت، فأكد لي أنه كان يعزف على آلة الترومبيت في فرقة (Cool andamp; The Gang)، وهي فرقة معروفة لعشاق الموسيقى الغربية في السودان. لم أصدق، وقلت لنفسي إن الرجل (مسحلب)، على حد تعبير شماستنا، حتى فتحت، ذات يوم، غلاف اسطوانة قديمة للفرقة، فرأيت صورة صديقي المتشرد، واقفا بكامل هيئته، ممسكا في ثقة ببوقه، يبتسم فى وجه الكاميرا، غير عالم بما كان يخبئه له القدر! لقد تجلت عبقرية الممثل العظيم نيك نولتي في تجسيد صورة المتشرد، وهي قصة تدور أحداثها في ضاحية باذخة بهوليوود، حيث يجد المتشرد نفسه متصلا بساكني الفلل الأثرياء، كاشفاً ضيق حياتهم وخوائها وبؤسها، بالمقارنة مع وسع الحرية الإنسانية التي يتمتع بها، فاضحاً تعاسة القيود التي تكبل حياة الأثرياء! وفي نهاية الملحمة الهوليودية اهتدي الجميع إلى مظلة إنسانية يحتمي بها كل البشر دون تمييز، متجردين من كل ملحقاتهم من الألقاب والثروات والمناصب!
    الأربعاء
    عندما تتطرق أحاديث المهاجرين السودانيين في أمريكا إلى تربية الأبناء والبنات فإنهم ينقسمون إلى قسمين، قسم أميل إليه، و قسم أتحفظ عليه. فأما الرأي الذي أوافقه، فيتمثل في حرصي على دفع أبنائي للانخراط مع معاصريهم من الشباب الأمريكي في المناشط الأدبية والفنية الرفيعة، وتأكيد انتمائهم إلى هذه الحضارة العظيمة، دون أن يفقدوا خصوصيتهم، أو ينفلتوا عن تراثهم الأمومي والأبوي، أو يكفوا، حتى، عن استلهام أفضل عناصره. أما المعسكر الآخر، فهو المنكمش على ذاته، الذي لا يثق بمعطيات المجتمع الأمريكي، يود إرسال أبنائه وبناته (باك هوم) في أقرب فرصة، مما يجعلك تتساءل أي ريح قذفت بهم، أصلاً، إلى هذه البلاد! لكل فريق حججه، ولكل أمثلته وأدلته ومنهجه. غير أنني تيقنت تماماً، ومنذ أمد بعيد، من استحالة أن تعيش في جزيرة معزولة داخل المجتمع الأمريكي. فلتواجه، إذن، معطياته بشجاعة، ولتكن وأسرتك قوماً فاعلين فيه، أخذاً وعطاءً. لقد شاركت مع العديد من الأسر في حلقات حوار تركز غالبها على همِّنا المعقد هذا، همِّ الصبايا والصبيان الذين كنا نحلم بميلادهم في عصور رومانسيتنا الحجرية السحيقة، حتى استوت عيدانهم، وترققت منهم أصوات واخشوشنت أخرى، فانتبهنا، بوعي جديد هذه المرة، إلى وجودهم الجميل بيننا، وجلسنا نتناصح باجتهاد ذاتي، فليست ثمة مرجعيات مما يعود إليه سابقونا من مهاجري الدول الأخرى كلما ادلهمت أمامهم الدروب! أذكر أنني عملت في صالة للفنون وأنا، بعد، حديث عهد بجغرافيا البلاد، وإن كنت قديم عهد بوجدانها في قمة خصوبة عطائه .. تشاك بيري، عناقيد الغضب، إرنست همنغوي، مارلين مونرو، آرثر مللر، مارتن لوثر كنج، لويس آرمسترونغ، ستوكلي كارمايكل، وحتى صعود وانهيار أنف مايكل جاكسون! كانت صاحبة الصالة امرأة سوداء من مدينة صغيرة في ولاية تكساس اسمها موديستين ويسلي، عاملتني بعطف الأم منذ التحاقي بصالتها، وحتى توقفي عن العمل. وذات صباح، أوائل أيام قدومي من السودان، سألتني: ـ "تاج .. هل أفرغت حقائبك ووضعت كل شيء في مكانه"؟! أحرجني السؤال، فحقائبي نصف المفرغة كانت ما تزال مبعثرة في غرفة نومي، منتفخة الأوداج بمختلف أنواع الهتش الذي صحبني في رحلتي الكولومبوسية. مع ذلك أجبتها، في لجة حرجي، بأنني قد فعلت! لكنها حدجتني بنظرة ذات مغزى، وقالت: ـ "حسناً! إذا أردت، يا بُنيَّ، أن تعيش، بقية عمرك، في هذا البلد، فوطن نفسك على الانتماء إليه تماماً، ولا تفسد حياتك بأن تحياها بأسلوبين مختلفين! عُد إلى مسكنك، هذا المساء، وافرغ حقائبك نهائياً، ورتب أغراضك، ثم اقذف بالحقائب في صندوق الزبالة! هيئ نفسك كأنك ستعيش بقية عمرك هنا، صفف شعرك كما يصففه الناس من حولك ولا تشذ عنهم، والتزم بالقوانين والأعراف المرعية، اضمن لك النجاح والتقدم! أصاب حديثها عندي عين العقل والمنطق. طافت بذهني صورة أبي وأعمامي والسنوات التي قضوها في أواسط السودان وغربه، بعيداً عن مواطنهم في الشمال، يغنون كل ساعة (يا حليلك يا بلدنا)، وما قدِّر لأحدهم الرجوع إلى (بلدنا) تلك، فدفنوا في تراب سنار ومدني والأبيض، وزكائبهم لمَّا تزل في مكانها في (الأوضة الورا)، جاهزة لعودة لم تتم، أبداً، بينما (قطر كريمي) لا يكف عن نقل المزيد من المهاجرين بلا كلل أو ملل! زاد من تمسكي بتنشئة أطفالي على أعراف هذه البلاد .. عامل السلامة! فرغم سطوة الصورة المثيرة التي ترسمها السينما عن الحياة في أمريكا، إلا أن الشعب الأمريكي محافظ، والقانون نافذ، فمغتصبو الأطفال، مثلاً، ينالون ربع قرن، وانت طالع، في السجون، وليس شهراً وأربعين جلدة .. تفوت .. ولا حد يموت! يبقي أمر التربية متروكاً لتقدير الوالدين، سواء جاءا من أمبرمبيطة أو من هوليوود! أما الانتماء الجهوي، فيجوز فيه الاقتداء، حسب رأيي الشخصي، بأفضل ما في الثقافتين، ففي الذوق، دائماً، متسع لاحتواء إبداعات كرومة، وارتجالات ديوك الينجتون الجازيَّة، ومجد الإنسان الجدير بالانتماء إلى الرموز العليا، من مشى منهم، اليوم، على سطح القمر، أو من كان قد اهتدى، في زمان سحيق، إلى صنع الحديد في مروي!
    الخميس
    الـ (ليفري كاب) هي عربات الأجرة في نيويورك، تنتشر في كل طرقاتها، لا يميزها عن تاكسي المدينة الضخم إلا أنها بلا طلاء أصفر مزوق في جنباته بمربعات الشطرنج السوداء، وذلك لأنها سيارات خاصة، يملكها أناس عاديون يعملون في وظائف مختلفة؛ وما أن تحين ساعة انصرافهم، حتى تتحول سياراتهم إلى العمل في النقل بالأجرة. زبائنهم هم فقط ممن يسكنون في نفس اتجاه منازلهم، كلما نزل راكب، صعد مكانه آخر، والسيارة تمضي في خطها المستقيم لا تحيد عنه، ولا يمكنك تمييزها عن بقية السيارات إلا بلوحة الترخيص الموضوعة وراء الزجاج الأمامي مباشرة، تمنحها سلطات المدينة للراغبين لقاء رسوم قليلة، فيلمحها المنتظرون على الأرصفة، فيشيرون للسيارة بالتوقف لنقلهم. أثارت هذه الفكرة شياطين الخيال الإنتهازي لدى كثير من مهاجري العالم الوافدين إلى (الأرض الجديدة)، فما كان منهم إلا أن اقتنوا السيارات الرخيصة، وانخرطوا، دون ترخيص، في نقل الناس بالأجر عبر أزقة المدينة ونقاطها النائية الخفية، بعيداً عن أعين الرقباء والجباة والمفتشين. صديقنا عمر هو أحد هؤلاء الناقلين بلا ترخيص، فقد تحولت سيارته الخاصة، بقدرة قادر، إلى (ليفري كاب)، أسوة بالرفاق من ساحل العاج وساحل الذهب وساحل الزنج ونيجيريا وسيراليون والقفقاس ومضيق هرمز وما بين النهرين و ..! ذات يوم ركب معه عجوز أبيض، فتحلب ريقه لهذا الصيد الثمين، ولذا ظل يواصل سيره لا يلوي على شئ، مترفعاً عن التوقف لحمل أي من خلق الله الآخرين المنتظرين على الأرصفة. غير أنه، وبسبب حظه النكد، فوجئ بخط سيره يقترب من أحد الحواجز التي تقيمها شرطة برودواي، عادة، أثناء حملة لتعقب مجرم هارب! وقد كان من الممكن لسيارة عمر، لو قوى قلبه قليلاً، أن تمر بسلام، حيث أن مسألة الترخيص لم تكن أصلاً من مهام الحملة. لكنه، ولأنه (رجَّافة) بطبيعته، آثر اتباع حكمة الاحتياط الواجب، فكشف لزبونه أنه يعمل دون ترخيص، وأسر له بأن يدعي كذباً، إن سألوه، بأنه صديقه. تظاهر الزبون بالموافقة. وكاد الأمر ينتهي بهدوء عندما أشار إليه ضابط الشرطة بالمرور، لولا أن العجوز اللعين، ولسبب ما، صاح بأعلى صوته معلماً الضابط بالجريمة الرهيبة! فأسقط في يد عمر الذي استلم ورقة الغرامة الباهظة عن يد وهو صاغر! وفوق ذلك أصر العجوز على أن يوصله صاحبنا إلى مقصده، فانصاع وهو يكاد يتميز غيظاً، وصمت عن الثرثرة التي كان يخوض فيها معه، كراهية له وحقداً عليه. وصلت السيارة إلى وجهة العجوز، فنزل، وبادر بسؤال عمر عن الأجرة، ولم يتوان عن تحرير شيك له بقيمتها. لكنه فاجأه بسؤال آخر عن مبلغ الغرامة، وعندما أجابه صاحبنا متثاقلا، فاجأه العجوز مرة أخرى بأن حرر له شيكا بالمبلغ، ثم فاجأه مرة ثالثة بأن أبرز له بطاقته الرسمية كقاض بمحكمة الاستئناف العليا! روى لنا عمر كيف أنه دخل في أظافره، وكيف راح يعتذر، مكسوفاً، لمولانا الذي ذكره، قبل أن ينصرف، بأن الشرفاء لا يكذبون! حاشية: ناسكم ديل ما بقولوا للكضاب كضاب، بقولوا ليهو: بتباااااااالغ!
    الجمعة
    من بين أغشية الكرى ودفء الغطاء انتزعت نفسي. أعتقني وخز برد الصباح النوفمبري من قيود أحلام البارحة. طاف بي طائف الصحو حتي أوقع نعاسي القلق المتعثر في أسره، ومضى يتحسس طريقه بين خريف متصرم وشتاء طفل. كنا قد قضينا الليل، إبناي وزوجتي، نشهد التاريخ يغير صفحاته الغبراء بأخرى غراء، يعيد صياغة نفسه، يبدل قميصه مثل ثعبان يبحث عن غفران، و .. هذا أثر فأسك! أصبح الصبح. رق الهواء وراق. خرجت قطرات الندى لملاقاته في موعدهما الموسمي، مصطخبة بألوان لا تسيل، لكنها تصدأ حين يلفحها الهواء البارد على أوراق الخريف الذي ما يزال فيه باق. أصبح الصبح، وأصبح الخلاسي ملكاً يتربع على عرش أقوى قوة في العالم، ينطلق صوته من قلب أمريكا ليتردد صداه فوق صحارى العالم وغاباته وبحاره، حتى يبلغ نواحي الهند والسند وسمرقند وخراسان وطاجيكيستان وبلاد أخرى تركب الأفيال. في ضحى اليوم الذي تلا انعقاد الفوز له، وبعد أن اطمأن محبوه إلى أن رأسه قد تكلل بالغار تماماً، وسكنت الهواجس في قلوب الذين كادوا يفقدون ثقتهم في صيرورة التاريخ، إنفجر، فجأة، أحد أهالينا ممن عصفت بهم بهجة مستلة من برميل معتق، صائحاً بأعلى صوته: ـ "يا جماعة أوباما ده بالمناسبة .. سوداني"! صمت برهة، ثم ما لبث أن اغتصب ضحكة عجول يداري بها ارتباكه الخجول، كمن أفاق من سكرة ليجد نفسه عارياً في حشد من الناس وسط أكبر شوارع المدينة، فمضى يكابر بأنه في أبهى حلله، بل ويترنم: ـ "القطار المرررر"! أشرق وجه ابني البكر أشرف، وهو يتناول إفطار المنتصر، بعد أن ظل طوال الأسبوعين الأخيرين، قبيل حلول يوم المعركة، مصراً على أن يلحق باسمه صفة (الديموقراطي الشاب Young Democrat)، وهو يتراكض من مسكن إلى مسكن، يدق على الأبواب، حاثاً الناس على ضرورة التبكير بالتوجه في الموعد المحدد لأجل التصويت لخلاسيه المفضل، ثم وهو يرابض في مراكز الاقتراع، يذلل الأمور العصية للجموع التي اصطفت في تحضر ونظام وهدوء، يستقبلهم، يودعهم، يكتب التقارير، وبين هذا وذاك يتفجر حيوية ولا تفارقه الابتسامة. ظللت أرمقه بمشاعر ملتبسة ما بين حسرة كهل على الزمان الذي فات و(الغناي) الذي مات، وبين سعادة أب يغبط ابنه الحبيب على همته وحماسه! وفي هذا الصباح انتزعني صوته الصبي من لزوجة أحلامي المحبطة بشراً قويماً. تنفست الهواء المنعش، واستبشرت بالسحب العابرة، وهنأت نفسي على السنوات السبعة عشر! نعم، سبعة عشر عاماً، بالتمام والكمال، وأنا أشهده يولد حراً، وينشأ حراً، وها هو ذا يحزم أمره مع أبناء جيله، ليقدموا لنا هذا الصباح الأنيق. تعلمت منه ومن رفاقه، أن الحرية قيمة تعيش وتتنفس داخل صدفة الوحدة، وأنها تنبع دون ريب من عين الديمقراطية العذبة. لكن .. ولأن تأليه البشر، حكاماً وقادة ونجوم فن ورياضة، هو إرث يسكن جينات شعوب العالم الثالث الملونة المزركشة، ويربطهم بآصرة لا تنفصم مع (ذويهم) من الأقوام الداكنة، بمختلف درجات الدكنة، في العالم الأول، فقد أتيح لي، من خلال حملة أوباما الانتخابية، ولأول مرة عبر أربعة انتخابات رئاسية شهادتها في هذه البلاد، أن أسمع أغنيات وأناشيد يذكر فيها اسم رئيس، أو بالأحرى رئيس محتمل! قادني هذا إلى تفكير عنقودي متسلسل، أتصفح به، متأنياً، صحائف التاريخ، حديثه وقديمه، أنقب في سير الزعماء السياسيين، والقادة العسكريين، وأبطال الرياضة، والفنانين، والكتاب، فما وجدت أغنية واحدة خصصت لبشر لمجرد أنه برز بروزاً مرموقاً في بؤرة الشوف العام، باستثناء مرثية (ابراهام، جون اند مارتن) التي غناها الفنان الزنجي (مارفن قاي)! وانتبهت إلى أن القوقازيين والسكسون لا يبذلون أشعارهم وموسيقاهم في مدح الأبطال، وأن أكثر ما يفعلونه في باب تمجيدهم هو إطلاق أسمائهم على الشوارع والجسور والمطارات والسفن التجارية والبوارج الحربية، لكنهم لا يضيعون وقتا في تأليف أناشيد من شاكلة (بالملايين قلناها نعم .. ليك يا القايد الملهم)؛ فلا الألمان تغنوا بعزيمة غوبلز، ولا الإنجليز ضربوا الدفوف تمجيدا لتشرتشل، وما ناب كتشنر من قطعه للصحراء، ليتشفى من بقعة المهدي، التي كان مقاتلوها قد مرغوا أنف إمبراطوريته في الرغام، غير تمثال أزيل في أول (هوجة) استقلالية، وغير إطلاق اسمه على مؤسسة تعليمية ما لبث أن سقط عن لافتتها، فصارت جامعة الخرطوم. لكن أنظر كيف ستسير مزامير المغنين ودلاليك المغنيات بذكرك، لتخلد إسمك في نشيد إنشاد طويل لا يكاد ينتهي، لو حالفك الحظ ونجح انقلابك، أو أحرزت هدفاً في شباك الموردة! لا شك أنك ستصبح فجأة (جبل حديد) و(فارس حوبات) و(معبود جماهير) و(هداف قرن)! هكذا ما أن جاء (أوباما)، حتى جاءت معه طقوسنا وكجورنا ودلاليكنا وكيتتنا، من مستنقعات أفريقيا، وجزر الكاريبي، وغابات الأمازون. فصَّل له أهل (الريقي) الأغنيات على مقاسه، من عينة (كوكا ـ تي) و(بلاك ستالين)، وأوقفوه جنبا إلى جنب مع (ماركوس غارفي) الذي تخلد اسمه في كتالوج غناء جامايكا، ما غنى جامايكي عن الثورة أو عن حبيبته، إلا ووجد طريقة لزجِّ اسم (غارفي) أو ( هيلاسلاسي) .. تنقرنق! أصبح الصبح، فإذا بالموالد تقام، والذبائح تنحر، والأناشيد الأوباماوية تسبح في الأثير، فنصب إلهاً، وملهماً، وقائداً، وأب عاجاً، ومهيباً، وركناً، وعضداً، ومدداً، وغوثاً، ومظفراً، و .. (الجنزير في أوباما)! نعم .. سنحلم معه بالمستقبل حتي يأتي علينا حين من الدهر ننتف فيه ريشه، ونلعن أبا خاشه، ونسود وجهه بالتراب، ونخلعه خلعة رجل واحد لنرمي به في مزبلة التاريخ! لكن شيئاً واحداً لن نفعله .. لن نحاكمه، لأنه سيفر بجلده، حتماً، إلى فسطاط ما، حتى يجيء يوم عودته على أجنحة التجمع الوطني!
    السبت
    بلغني اليوم نبأ وفاة أخي محجوب (النظامي)، وما أدراك بنبأ وفاة عزيز لديك وأنت في مهجرك الأمريكي السحيق هذا! لا قوة إلا بالله. تذرعت بذكرى طريق رملى كنا قد اعتدنا قطعه عدواً وراء خطواته الواسعة، وهو يتقدمنا، متجاوزا قضيب السكة حديد الذي يقسم مدينة الحصاحيصا إلى نصفين متعادلين في ذلك العهد؛ يأخذنا الى السينما لنشهد طرائف إسماعيل ياسين وحروب داراسنج والمصارعون العشرة. ومن هناك ينطلق بنا إلى أندية البلدة وفولها الشهير، محدثين ضجة كأن عيناً فوارة انفلقت من قلب الأرض إلى سطحها الساكن الممل! كانت أمي، رحمها الله، تدفع بنا، في الأجازات الصيفية، إلي بيت خالتنا أم الحسن، عليها الرحمة. وكنا نتطلع الى تلك الزيارة، لنلتقي بأخوتنا، خاصة أستاذ محجوب الذي كان يولينا عنايته، ويتعهدنا برعايته. علمني الإنجليزية، كما علمها لأبناء الجزيرة كلهم، فذاع صيته، حتى عرف باسم (جاك)! أذكر مكتبته، ولا أنسى من بينها (سيرة حياة كينيدي) و(ألف يوم) و(قبسات التقابة). كان يصطحبنا إلى الحفلات، نستمع إلى عبد الله محمد وأحمد الطيب وكثيرون فاق إعجابي بهم كل حد، مما جعلني اصنع رقاً من صحن قديم، علقت الفيش المسطح على جنباته، وملأت الدار، بل والحي كله، زعيقا ما بعده زعيق .. "هوي يا ليلى .. هووووي"! أحببت محجوباً وفكاهاته "أرجو لكم التوفيق والسداد .. وتاكلوا لحم جداد"، و طريقته في السخرية من خطباء الندوات السياسية العقيمة! سافر محجوب إلى سلطنة عمان في حميا فورة الاغتراب، لكنه لم يقض بها إلا وقتاً يسيراً. لم بحتمل الغربة، فعاد الى طريقه الرملي الأثير، يقطعه كي يعلم أبناء السودان اللغة الإنجليزية. توفاه الله وهو واقف أمام التلاميذ. أستشهد أخي المعلم الإنسان محجوب وهو يؤدي واجبه، بذات الهدوء والتواضع الجم. مضى، قائدا تخرجت على يديه آلاف الفصائل و الفيالق، ما طلب جزاءً ولا شكورا، فحق فيه رثاء دريد بن الصمة: "صبور على رزء المصائب حافظ/ من اليوم أدبار الأحاديث في غد/ صبا ما صبا حتى علا الشيب رأسه/ فلما علاه قال للباطل ابعد/ وهون وجدي إنما هو فارط/ أمامي وإني وارد اليوم أو غد"!
    الأحد
    إلتقى ثلاثة جراحي تجميل من تكساس في ملعب للغولف، فأخذ كل منهم يتباهى ببراعته ومنجزاته الطبية. قال الأول إنه أعاد الأصابع الخمس المبتورة ليد عازف بيانو شهير، وبعد شهر من العملية دُعي العازف إلى بريطانيا، حيث أحيا حفلاً خاصاً أمام ملكتها بنفس مستوى عزفه قبل الحادثة، دون أن يفطن أحد إلى أن أصابعه قد خضعت لعملية إعادة إلصاق! فهز الحاضرون رؤوسهم عجباً! ثم روى الجراح الثاني كيف أنه أعاد ساقين مبتورتين لأحد أشهر لاعبي كرة القدم الأمريكية، بعد أن فقدهما في حادث مروري مروع. وبعد أسبوعين من العملية عاد اللاعب المعروف إلى الميادين الخضراء، وأحرز كل أهداف الدورة، ففاز فريقه بالبطولة، دون أن ينتبه أحد إلى الفرق بين ساقيه قبل وبعد الحادثة! فقلب الناس عيونهم دهشة و استحسانا! أما الجراح الثالث، والذي ظن الجميع أن زميليه لم يتركا له ما يقول، فقد تقدم وقال بنبرة ملؤها الثقة والفخر: ـ "نعم .. كل ما رويتموه عظيم، لكنه عادي وممكن جداً بالمقارنة مع المعجزة التي قمت بتحقيقها! فقد حدث أن اصطدم قطار يسير بسرعة ثمانين ميلاً في الساعة براعي بقر راكب على حصانه، وكان كل الذي وجده الإسعاف في موقع الحادث وأتى به هو مؤخرة الحصان وقبعة الكاوبوى! أما ما حدث بعد ذلك فمعروف لديكم، إذ أن الكاوبوي تعافى تماماً، بل وتقلد منصبه .. رئيسا للولايات المتحدة"!
                  

03-08-2014, 05:19 PM

Red Sea
<aRed Sea
تاريخ التسجيل: 04-03-2009
مجموع المشاركات: 475

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مركز تاج السر الملك الثقافى فى السودان .. حلم نتمنى أن يتحقق (Re: Red Sea)

    إيش لون تمشى الأحمسة

    الإصدارة الأولى من كتب الأستاذ تاج السر الملك كانت فى العام 2008

    مجموعة من المقالات خفيفة الظل تحكى عن تجارب البنى كجة (السودانين) كما يحلو لأخونا التاج تسميتهم فى بلاد العم سام ,

    مقدمة الكتاب صاغها الدكتور محمد المكى إبراهيم , متعه الله بالصحة و العافية :

    بكل تداوينا

    في قاع هذه الكتابة الساخرة الرشيقة ثقافتان متقاتلتان، تختلفان بينهما على كل شيء ولكنهما تتفقان في شيء واحد هو استسلامهما لقلم المؤلف وقبولهما التعايش في ذهنه المستوفز المتقد. والثقافتان المعنيتان هما بطبيعة الحال الثقافة العربية التي يتشبع الكتاب السودانيون بكل جزئياتها القديمة والمجددة وتنفثها أقلامهم بلا تكلف أو اصطناع حيث أن لغة أجدادنا (الأبويين أو الأموميين) قد غدت لساننا الوحيد وأصبحت تقف حائلا دون تجويدنا أي لغة أخرى.ولكن تاج السر الملك وعلى عكس المألوف يتشبع بالثقافة الغربية- في تجليها الأمريكي – إذ أننا –في العادة أيضا- نكتفي منها ببضعة قشور وإدانات متعجلة دون لقاء حميمي بتفاصيلها الحقيقية من لغة ولهجة واصطلاحات دارجة وأقوال مأثورة وظرافات ودون أن نعرف ما يقوله عن تلك الثقافة منتقدوها والمدافعون عنها من أهلها وعارفيها.

    أدور هنا حول نقطة محورية هي توفر الكاتب برصانة وعمق على الثقافة الأمريكية المعاصرة فهو من المتحدثين باللهجة الأمريكية كاهلها تماما ومن المطلعين على التاريخ والجغرافيا والصراعات الاجتماعية التي أفرزت تلك الثقافة. وهو واسع الإلمام بأدبها المقروء والمرئي والمسموع وفنونها في النحت والسينما والتصوير وهو معايش لتفاصيل حياتها اليومية كزوج وأب وناخب ودافع ضرائب ومتملك عقار وموظف وصاحب عمل حر.

    ثقافتان في دماغ واحد

    وحياتان

    واحدة انقضت بين رمل الشمال وطين الجزيرة المروية بالسودان وأمعنت في البعد والتخفي وانطماس التفاصيل والأخرى في مدن أمريكا وحواضرها الصاخبة حيث لابد للمرء أن يعيش حريصا على الحياة حريصا على مصادر الرزق متخليا عن ألوان الترف التي تحتكرها الحياة السودانية من إخلاف للمواعيد وتأخر في الحضور واستجابات مقبولة لعوارض المرض والمآتم والأعراس.

    وفي ظاهر هذه الكتابة وليس في قاعها غضب حارق على ثقافتين وعلى حياتين وبإمكان القاري المغرم بالإحصاء أن يجد تناوبا يكاد يكون منتظما بين هذه الفورانات التي يمارسها الكاتب ضد هذه الثقافة أو تلك بصورة لا تخلو من التناسب والاطراد.بل وهنالك مواضع بذاتها يمارس فيه الملك غضبه على الثقافتين والحياتين بوقت واحد .ومن شواهد ذلك هذا المقال الذي كتبه عن ذهابه مع ابنه الى يومه المدرسي الاول وزاوج فيه بين شخصه ممسكا بيد ابنه إلى روضة الاطفال وبين يد أبيه آخذة بخناقه إلى المدرسة في السودان ليبيح للمعلم أن يأخذ اللحم ضربا وسبا وتعذيبا واهانة ويعيد إليه العظم وقد تجرد من عناصر الحياة والتميز والفردانية .

    من حين لآخر أو من مقال إلى الآخر يستعيد الملك أشياء حدثت في الماضي البعيد..أشياء حدثت لنا جميعا ولكنها حدثت في ماض موغل في بعده وضبابيته بحيث اندغمت تلك الأشياء القبيحة في ذكريات الطفولة التي غدت حبيبة ليس فقط لطهرها وبراءتها وإنما أيضا لتنائيها وعدم قابليتها للاسترجاع

    ويستمد الملك من تجربته المغايرة منظورا جديدا يرى من خلاله المهانات الصغيرة التي عشناها يوما بعد يوم في مدارس تريد أن تطمئن على نظافة سراويلنا وعلى أيدي معلمين مسموح لهم بضربنا وكسر إرادتنا الطفلة أمام نظراتهم النارية ومع أولئك النظار المرعبين الذين يقصدون أن يظهروا أمامنا في مسوح الجلادين ليخرجوا نزق الطفولة من فرائصنا المرتعدة.

    ولكن سخرية الملك ومرارته ليست وقفا على التربية السودانية وحدها وانما تتخطاها الى التربية الاجتماعية عند الاوربيين والامريكيين واهم مظاهرها هذه العداء غير المبرر لألواننا السوداء وما تبع ذلك من افتراض الجهل والفسولة فيمن يحمل ذلك الميسم والحسد القاتل الذي لا يخفونه حين يروننا مع انثى من إناثهم على غرار ما وصف البروفسور عبد الله الطيب من دخوله الفندق مع خطيبته والانظار ترميهما بمثل الرشقات .ولو مضى المرء مستقصيا كل ذلك لوقف على أمثلة من سوء طبعهم في التعامل مع علمنا واكاديمياتنا وتحايلهم في العقود التي يبرمونها مع دولنا والافيال البيضاء التي يبيعونها لتلك الدول.

    ومع ذلك هنالك ما يطرب القلب في الثقافة الغربية وهو ما جذب اليها افئدة الشرقيين منذ الخطوات الاولى مع العثمانيين الى محمد عبده والافغاني وهما يشهدان للغرب او محمد اقبال وهو يشهد انه عاش عشرين عاما بين الغربيين دون ان يسمع منهم اسم الله واثناء رسو سفينته في بورسعيد لبضع ساعات سمع اسم الجلالة مئات المرات وتعرض بسببه للغش.

    لقد ولد الملك كما ولدنا في احضان ثقافة نحبها ونقدسها ولكنه يرى عيوبها بعينين مفتوحتين وقد اخذته الاقدار كما اخذتنا جميعا الى احضان ثقافة اخرى أجنبية مبذولة ومستعصية والذين تمكنوا من عناقها كما فعل الملك رأوا عيوبها ومخازيها وهكذا حقت فينا كلمات الحق سبحانه (لا الى هؤلاء ولا الى هؤلاء)

    هنا في ذلك التذبذب تكمن مأساة الجيل الأول من المهاجرين لوصح انهم اول الاجيال ولكن صراعاتهم وعذاباتهم ستقود الجيل اللاحق الى طريق مستقيم وتخرج بهم من الازمة الحضارية التي عاشها آباؤهم واجدادهم وساعتها سيعلمون أنه لا غبار عليهم ان بكونوا سودانيين يتحدثون عربية متلجلجة ومسلمين لايحفظون سوى قصار السور وامريكيين يدينون بالولاء للقيم الرفيعة التي تأسس عليها المجتمع الامريكي ويسعون في ان يتبناها مجتمع السودان الذي لا شك انهم عائدون اليه في ظل حكم ديموقراطي مستنير.

    أي الجيلين أسعد؟جيل الملك وهو يعيش الأزمة ويكتبها ام جيل أشرف الملك وهو يقود حياة سوية كعضو طبيعي في مجتمع متقدم مفتوح؟

    ربما كانت الكلمة الأخيرة للشاعر الجاهلي الذي يقول عن ثنائية القرب والحنين ::

    بكل تداوينا فلم يشف ما بنا

    على ان قرب الدار خير من البعد

    الا ان الشاعر- لسوء الحظ - لم يقل لنا اي دار يقصد: أهذه القريبة التي نمشي في مناكبها ونأكل من ارزاقها ام تلك النائية التي دوما يحن اليها الفؤاد.
                  

03-08-2014, 05:28 PM

بله محمد الفاضل
<aبله محمد الفاضل
تاريخ التسجيل: 11-27-2007
مجموع المشاركات: 8617

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مركز تاج السر الملك الثقافى فى السودان .. حلم نتمنى أن يتحقق (Re: Red Sea)

    (*)
                  

03-08-2014, 06:55 PM

Red Sea
<aRed Sea
تاريخ التسجيل: 04-03-2009
مجموع المشاركات: 475

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مركز تاج السر الملك الثقافى فى السودان .. حلم نتمنى أن يتحقق (Re: بله محمد الفاضل)

    ريشة الفنان تاج السر الملك تحكى عن علاقته بالمرحوم الفنان محمد وردى

    أو كما قال: ده وردى البعرفو .. بتهوفن السودان ..

    1962829_10203118969716638_580364269_n.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    sudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudan1.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    sudansudansudansudansudansudansudansudan1.jpg Hosting at Sudaneseonline.com
                  

03-08-2014, 07:11 PM

Red Sea
<aRed Sea
تاريخ التسجيل: 04-03-2009
مجموع المشاركات: 475

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مركز تاج السر الملك الثقافى فى السودان .. حلم نتمنى أن يتحقق (Re: Red Sea)

    خلطة جرتق مع شوية مزيكا
    من إبداعات الفنان تاج السر الملك الحديثة فى العام 2014

    sudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudan1.jpg Hosting at Sudaneseonline.com
    *** العديلة بلوز ***
                  

03-14-2014, 06:51 AM

Red Sea
<aRed Sea
تاريخ التسجيل: 04-03-2009
مجموع المشاركات: 475

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مركز تاج السر الملك الثقافى فى السودان .. حلم نتمنى أن يتحقق (Re: Red Sea)

    *******مركز تاج السر الملك الثقافي*******
    أريدك تصور وأفتح نوافذ...
    يجي الفجر باكر منور وناجز ....
    بحمد الله وتوفيقه تم عقد الإجتماع التمهيدي الثاني والذي إستضافته الأستاذة فاطمة الملك بمنزلها العامر ، تناول الإجتماع الأجندة التالية :
    1 - متابعة الخطوات التي قامت بها الأستاذة فاطمة لتسجيل المركز لدي الجهات المختصة..
    - أوضحت الأستاذة فاطمة أنها وبعد تقديم خطاب التسجيل تحصلت علي لائحة العمل الثقافي المعتمدة من الوزارة كنظام أساسي علي أن يرفق معه :-
    ** تصور لبرنامج عمل المركز يحوي أهدافه وأنشطته.
    ** إضافة لبيانات العضوية التي يشترط ألا تقل عن ثلاثين عضواً، مع تحديد أسماء كلجنة تمهيدية.
    ** إرفاق عقد إيجار المقر أو خطاب إستضافة للمركز لمدة عام.
    وقد تم تنسيق كل ذلك وربطه بمهام وواجبات عملية تتم متابعتها يومياً مع الاستاذة فاطمة الملك ..
    2 - حول أهداف المركز رأي الإجتماع أن يتم التركيز علي جمع وتوثيق مختلف أشكال المنتج الإبداعي للسودانيين في المهاجر والمغتربات والعمل علي إعادة نشرها والتعريف بها داخل السودان ، جنباً لجنب مع العمل علي المكون المحلي للثقافة والفنون بالداخل وإبراز جمالياتها ، إختلافها وتنوعها.
    3 - ضرورة فتح باب مساهمات ودعم العضوية والأصدقاء لمجهودات التاسيس والتسيير بما يلزم من المال علي أن يترك الباب مفتوحاً لكلٍ حسب قدرته
    4 - تنبيه العضوية للصفحة الخاصة بالمركز لأهميتها في تبادل الأفكار والآراء ولما تشكله من سند إعلامي للمركز وفكرته.
    5 - تم إقتراح عقد الإجتماع الثالث بمكتب الأستاذة سناء عثمان الرابعة عصر السبت المقبل.
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de