فى العصب الحى....

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-24-2024, 01:43 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2014م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-23-2014, 05:50 AM

nour tawir
<anour tawir
تاريخ التسجيل: 08-16-2004
مجموع المشاركات: 17638

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
فى العصب الحى....

    أنعكست أنوار النيون المبهرة...
    على الآسفلت...
    فحولت حبات الجليد الى لآلئ بيضاء صغيرة..
    ترتعش هى الآخرى أمام تلك الآضاءة..
    من برودة الجو القارس...

    فى مثل ذاك الوقت من اليوم..
    التلت الاخير من الليل...
    حينما تهدأ الاجسام المتعبة...
    وتشعر بالراحة ....
    وتتمدد طويلا فى فراشها...
    كانت تّودد فى الشارع العام..
    تجذب البالطو الشتوى حول جسمها بشدة..
    بعد ان اختفت تماما بداخله...

    كانت قد تركت سيارتها فى المنزل..
    وخرجت تمشى الى محطة البص..
    ليقلها الى العمل..
    هكذا أفضل فى فصل الشتاء...
    كانت تحدث نفسها ...
    هناك أشقياء فى هذا العالم...
    يعملون والناس نيام...
    يخرجون الى الزمهرير والبرد القارس..
    فيما ينعم غيرهم بالدفء..

    عموما...
    اسرعت الخطى..
    ليس رغبة منها فى اللحاق بالبص...
    فالبص يأتى فى تلك البلاد مثل الكريسماس...
    لا يغيب ولا يتأخر..
    ولكن لان السرعة....
    تلهيها عن البرد قليلا...

    وقفت..
    نظرت الى ساعتها..
    فقد حان موعده..
    هاهو قد أطل....
    كانت تسأل نفسها...
    هل كنت ساشقى كل هذا الشقاء لو كنت فى السودان ؟
    ثم تجيب..
    ويمكن أسوأ....

    دلفت الى البص...
    أبتلعها فى لقمة وآحدة...
    وواصل سيره...
    وهو مرفوع الرأس...
    كمن يقل...
    سيدة نساء العالم ...

    (عدل بواسطة nour tawir on 02-24-2014, 06:13 PM)

                  

02-23-2014, 08:07 AM

Shawgi Sulaiman
<aShawgi Sulaiman
تاريخ التسجيل: 12-25-2006
مجموع المشاركات: 2536

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى العصب الحى.... (Re: nour tawir)

    Quote: فالبص يأتى فى تلك البلاد مثل الكريسماس...
    لا يغيب ولا يتأخر..
    ولكن لان السرعة....
    تلهيها عن البرد قليلا...


    LIKE
                  

02-23-2014, 08:18 AM

Shawgi Sulaiman
<aShawgi Sulaiman
تاريخ التسجيل: 12-25-2006
مجموع المشاركات: 2536

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى العصب الحى.... (Re: Shawgi Sulaiman)

    Quote: دلفت الى البص...
    أبتلعها فى لقمة وآحدة...
    وواصل سيره...
    وهو مرفوع الرأس...
    كمن يقل...
    سيدة نساء العالم ...
                  

02-23-2014, 04:08 PM

nour tawir
<anour tawir
تاريخ التسجيل: 08-16-2004
مجموع المشاركات: 17638

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى العصب الحى.... (Re: Shawgi Sulaiman)

    الاخ المحترم شوقى سليمان...

    شكرا للمرور والمتابعة...
    نحن فى اول الطريق...
    ويشرفنا الحضور....
                  

02-23-2014, 04:23 PM

nour tawir
<anour tawir
تاريخ التسجيل: 08-16-2004
مجموع المشاركات: 17638

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى العصب الحى.... (Re: nour tawir)

    فى تلك البلاد البعيدة...
    التى اصبحت فى متناول يد السودانيين...
    من كل مّلة...
    وكل لون...
    لا يختلف ليلها عن نهارها...
    حيث تقوم انوار النيون المبهرة ...
    والعمال والموظفين الذين يركضون حول المدينة....
    طولها وعرضها....
    من والى اماكن عملهم...
    بسياراتهم الخاصة والمواصلات العامة..
    تطوى الآرض طيا..
    فى كل الظروف المناخية...
    الموظفون والعمال ....
    يتمسكون باهداب الليل...
    والتعامل معه...
    كجزء اصيل من النهار..

    فالصناعة التى تلتقطها دول العالم النامية...
    وتستخدمها بشراهة وعجل...
    ثم تلقى بمخلفاتها فى اهمال وجهل...
    تاتى اليهم..
    هكذا....

    العمل ثم العمل....
    أطراف النهار..
    وأناء الليل...
    وألانام نيام...

    وصلت تودد الى مقرها الآخير...
    مسحت الباب الرئيسى بكأرت الدخول الممغنط..
    دلفت الى مكتبها...
    وضعت كل أحتياجاتها لذاك اليوم فوق المكتب...
    وتنهدت طويلا...

    (عدل بواسطة nour tawir on 02-23-2014, 04:25 PM)

                  

02-23-2014, 04:37 PM

nour tawir
<anour tawir
تاريخ التسجيل: 08-16-2004
مجموع المشاركات: 17638

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى العصب الحى.... (Re: nour tawir)

    نزلت الى الكافتيريا الضخمة فى ذاك المبنى...
    اشترت القهوة وبعض الكيك..
    عادت الى مكتبها..
    ولكن قبل ان تبدأ عملها..
    فتحت بعض الصفحات الفضائية السودانية على عجل...
    من جهاز الكمبيوتر القابع امامها..

    كانت تلك بداية مهمة فى حياتها الجديدة..
    متابعة اخبار السودان فى الفضائيات...
    وهذا اضعف الايمان...
    أخبار السودان لا تسر عدوا ولا صديقا..
    مسحها الهم والغم من قمة راسها الى اخمص قدميها..
    من أول خبر..
    سال العرق باردا فى ظهرها...
    وحتى أسفل السلسلة الفقرية..
    شربت القهوة على عجل...
    وشعرت بالرغبة فى كوب آخر..
    أكبر حجما..
    تناولت قطعة الكيك...
    ثم التفتت الى أول مراجع فى ذاك اليوم...
    ? can I help you sir
                  

02-23-2014, 04:55 PM

nour tawir
<anour tawir
تاريخ التسجيل: 08-16-2004
مجموع المشاركات: 17638

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى العصب الحى.... (Re: nour tawir)

    وبما أن الخواجات لا يمنحون مرتباتهم من فراغ...
    فقد أبتلع العمل تودد..
    نسيت السودان وهمومه وأخباره السيئة..
    نسيت حياتها التى تتسرب منها فى تلك الآصقاع النائية...
    ونسيت أن الزمن أصبح كله فى غير صالح السودان والسودانيين...
    أى زمن ؟
    لا تدرى..
    المهم تلك القوة الهآئلة التى تطبق على القلب والعنق..
    والعمر ايضا..
    بلا رحمة...

    هل أتخذت القرار الصحيح..
    بالارتماء فى تلك المتآهة التى تسمى الغرب ؟
    هل ندمت على فراق السودان..
    فراق الطريفى لى جمله؟
    هلى تشعر بالذنب وهى قد تركت جذورها واهلها وصديقاتها ورائها ؟
    وجاءت تبحث عن شئ ما ؟
    هل هو الآمن الذى تبحث عنه ؟
    أى أمن وكل حياتها فى قبضة المستحيل ؟

    هل هو السعادة ؟
    ثم استدركت أنها لا تعرف المعنى الدقيق لكلمة السعادة تلك...
    هل تعود ؟
    هل تبقى ؟
    وهل يروق لها أن تكون مجرد رقم فى دفاتر الخواجات وأجهزتهم الالكترونية؟
    اين الصاح واين الخطأ ؟
    فهى لا تملك الآجابة لآى سؤال..
    المهم أنها سوف تعود الى دارها بنهاية اليوم....
    وتغلق الباب...
    وتذوب داخل جلباب أكبر بكثير من جلباب جدتها ....
    ثم تدير قرص التلفزيون...
    ثم تذكرت..

    قبل وصولى الى البيت...
    سوف اّعرج على محل 7\11 فى أول الشارع....
    واشترى كارت تلفون...
    واتحدث مع والدتى ماشاء لى الحديث....
    فهى الوحيدة القادرة على تهدئة هذا البركان الذى يزلزل كيانى....
    بأصرار شديد....
    وبلا رحمة ايضا...
    زلزال لئيم...
    جبار...
    يفقدنى التوازن...
    فيتركنى فى السودان بعقلى وعواطفى وقلبى...
    ثم يشدنى الى الغربة..
    بجسدى المنهك الهزيل....

    لملمت حاجياتها...
    ويممت وجهها شطر البص...
                  

02-23-2014, 09:52 PM

nour tawir
<anour tawir
تاريخ التسجيل: 08-16-2004
مجموع المشاركات: 17638

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى العصب الحى.... (Re: nour tawir)

    وصلت تودد الى دارها...
    ورأسا أدارت قرص التلفون لتتحدث مع والدتها...
    جاءها صوت الطرف الاخر مشروخا ومبحوحا..
    وما أن سمعت الآم صوت ابنتها حتى اجهشت بالبكاء

    أنتظرت تودد فى قلق...
    وهى تتحرق لتستجلى الآمر.
    فالاخبار السيئة اصبحت طبيعية فى السودان...
    ولكن ما هذا الخطب الجلل..
    الذى فعل بوالدتها كل هذا ؟

    وما أن صمتت والدتها حتى ألقت عليها تودد بالسؤال...
    يّمه فى شنو؟
    والله يا بتى فى واحد ضرب لينا تلفون الصباح...
    وقال هو عايش معاك فى البلد الآنتى فيها..
    وقال كمان أنك مّتى ودفنوك..
    ثم أجهشت بالبكاء مرة ثانية...

    هنا استطاعت تودد ان توقف بكاء امها بعدد من الآسئلة..
    سودانى ولا خواجة ؟
    من كلامو باين سودانى...
    وليه ما أتصلتوا بى عشان تتأكدوا قبل ما تنصبوا الصيوان وتفتحوا العزا ؟
    تلفونك مغلق..
    زى ما كل مرة بتقفلية أثناء العمل...
    وليه ما انتظرتوا لغاية ما ارجع ؟
    يا بتى خبر الموت بهد الحيل..
    وبيجوبك الزول..
    ما فضل لينا مخ عشان نفكر...
    المهم حمد الله على السلامة..
    وأديك ابوك يسلم عليك عشان يطمأن....

    أنتهت المكالمة..
    ألقت تودد بسماعة التلفون بعنف وغضب...
    وأعادت لبس الشتاء من جديد...
    وخرجت الى الشارع العام وهى تطوى الآرض طيا بسيارتها...
    قائلة لنفسها....
    مافيش غيره...

    (عدل بواسطة nour tawir on 02-23-2014, 09:54 PM)

                  

02-23-2014, 10:15 PM

nour tawir
<anour tawir
تاريخ التسجيل: 08-16-2004
مجموع المشاركات: 17638

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى العصب الحى.... (Re: nour tawir)

    وصلت تودد...
    قرعت جرس الباب..
    مرة وثانية وثالثة..
    ولكنها لم تياس..
    وقفت حتى خيل لصاحب الدار انها غادرت...
    ففتح الباب ببطء وحذر..
    وما أن رآها...
    حتى حاول ان يغلق الباب..
    ولكنها منعته بيدها...
    قائلة..
    نحّلها ودى ولا أمشى أفتح فيك بلاغ ؟

    افسح لها المجال لتدخل...
    شقة نظام أستديو...
    حيث يشمل السكن غرفة النوم والصالون والمطبخ والحمام...
    كلهم فى مواجهة بعضهم البعض..
    مستوى من الفوضى ما أنزل الله بها من سلطان..
    رائحة الدخان تسبب الآختناق...
    زجاجات البيرة فى كل ركن من اركان الشقة...

    وقف ابراهيم بالفانيلا بدون كم...
    رمادية اللون..
    وشورت مزركش..
    يغطى الركبتين..
    ويترك الساقين النحيفتين لنائبات الدهر...
    كان اشعث اغبر منكوش الشعر ومحمر عينين مسدلتين فى اجهاد وتعب....
    ونحافة تستحق الاعلان عنها فى طلب الآغاثة من منظمة الاغذية العالمية..

    بادرته وهى تستشيط غضبا...
    عملت كدا ليه يا ابراهيم ؟
    ما عارف زاتى عملت كدا ليه.
    قلت أعمل حركة تلفت نظرك...
    والحركة دى ما وضعت اعتبار انه امى ولا ابوى ممكن يموت فيهم وآحد بالسكته ؟
    معليش....

    يعنى شنو معليش ؟
    مافاهمة حاجة...
    يا تودد يا اخ أنتى أبيتينى عشان شنو؟
    كلك عيوب وما فيك حسنة واحدة..
    وبعدين أنا اصلا ما دايرة عرس..
    شوف يا ابراهيم...
    أنا استحملتك كتير..
    لكين يصل الامر لغاية أمى وأبوى..
    يبقى معناه أنت بتعلن الحرب...
    عشان كدا بقول ليك أنت ما خليت لى اى مجال...
    غير امشى الشرطة يوّقعوك على تعهد بعدم التعرض...

    بس يا تودد الشرطة أصلا بتفتش فينى...
    يرضيك كدا وأنا ود بلدك ؟
    زى ما رضيت لنفسك تزعج أهلى وأنا بت بلدك..
    البلد الطفشنا منها كلنا....
    وبقينا نتعامل معاها بالاسلاك و بس...
                  

02-23-2014, 11:25 PM

elhilayla
<aelhilayla
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 5551

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى العصب الحى.... (Re: nour tawir)

    متابعة بإهتمام
    شكرا أستاذة نور علي هذا
    النور
    ــــــــــــــــ
    الحليلة
                  

02-24-2014, 03:23 AM

nour tawir
<anour tawir
تاريخ التسجيل: 08-16-2004
مجموع المشاركات: 17638

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى العصب الحى.... (Re: elhilayla)

    الاخ المحترم الحليلة..

    هذه المرة نخرج من الرصاص والصواريخ والاستبداد...
    ونقلب حالنا نحن السودانين...
    فى اركان الدنيا الاربعة...

    زارتنا البركة...
                  

02-24-2014, 03:53 AM

nour tawir
<anour tawir
تاريخ التسجيل: 08-16-2004
مجموع المشاركات: 17638

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى العصب الحى.... (Re: nour tawir)

    عادت تودد من تلك المداهمة لشقة ابراهيم...
    وهى شديدة الاعياء والغضب والحزن..
    وكل مشوار حياتها غير المتسق...
    فالاحداث هى التى تشكل حياتها..
    وليس العكس...
    و ما عليها الا ردود الافعال...
    هل لمثل تلك الحياة خلقت ؟
    وتسال نفسها...
    هل انا المسئولة عن هذا الارتباك فى حياتى؟
    ولماذا تضع الاقدار شخصا مثل ابراهيم فى سكتى ؟

    تذكرت قصص الحب الفاشلة فى السودان..
    فقد كانت صادقة بكل معنى الكلمة فى كل مرة..
    ولكن أنقلاب الموازين..
    وّحمى الشك وعدم الثقة التى انتابت السودانيين..
    ثم سطحية العلاقات بين الشباب..
    هى السبب..
    تنتهى بعلاقاتها أما بعدم الثقة فى الطرف الاخر وأما العكس...

    اشتدت موجة البرد فى المساء..
    والنشرة الجوية تقول ان هناك عاصفة ثلجية فى الطريق..
    وكانت قناعات تودد تقول...
    أن اقسى ما يتعرض له المرء من شقاء..
    هو ان يصحو قبيل الفجر..
    ويخرج الى الشارع العام...
    ليتلقفه الزمهرير والثلج والمطر...
    والانام نيام..

    رن جرس التلفون وكانت صديقتها على الخط...
    تتحدث من مدينة تانية..
    كنتى وين تودد اتصلت كذا مرة؟
    حكت لها تودد ما حصل وكيف أنتهى يومها تلك النهاية الدرامية المؤسفة...
    ضحكت صديقتها كثيرا..
    استشاطت تودد غضبا..
    فى حاجة مضحكة فى الكلام القلته دا ؟
    لا ابدا مافى حاجة مضحكة فى كلامك...
    غير انه ابراهيم عملها مع كم شخص قبل كم كدا..
    وبجيب تلفونات الناس فى السودان كيف ماعارفه...
    وفى ناس بيعرفوه قالوا أنه فاقد عقله من قبل سنتين تقريبا..
    ومن اللحظة ديك بيتصرف بالشكل دا..
    تودد..
    وكيف الحكومة تسيب واحد مجنون فى الشقة براه؟
    صديقتها...
    أقنع الخواجات بانه عنده اتصالات روحية فى الشقة..
    والخواجات سايبينه فى الشقة كنوع من العلاج النفسى..
    ما دام ما قاعد يطلع الشارع ويرمى الناس بالحجارة..
    وفى واحد ممرض بيشرف عليه من وكت لاخر...
    وشنو حكاية الشرطة البتفتش عليه دى ؟
    مافى أى شرطة بتفتش عليه...
    دى شرطة خاصة فى الذاكرة....

    وأهله عارفين؟
    ماعنده اهل وعايش عشرين سنة فى الحالة دى....
    لا سال من زول فى السودان ...
    ولا زول سال منه..
    واضافت..
    و لو دايرة تعرفى يعنى شنو مقطوع من شجرة ؟
    أهو ابراهيم...

    (عدل بواسطة nour tawir on 02-24-2014, 03:58 AM)

                  

02-24-2014, 06:08 PM

nour tawir
<anour tawir
تاريخ التسجيل: 08-16-2004
مجموع المشاركات: 17638

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى العصب الحى.... (Re: nour tawir)

    قضت تودد صباح السبت ونهاره ومسائه داخل شقتها...
    وداخل جلباب جدتها الواسع الكبير ايضا..
    فتحت التلفزيون عدة مرات واقفلته...
    مدت يدها الى جهاز التلفون عدة مرات وتراجعت عن الفكرة..
    فتحت اللابتوب عدة مرات ثم اقفلته..
    فقد كانت فى حالة زلزال بحق وحقيقى..
    زلزال متعدد الطبقات وكذلك الانفجارات...
    فى توقيت عجيب...

    فهو ينفعل وينفجر تارة....
    ويهدأ تارة أخرى..
    فلم تكن تودد مقتنعة بحياتها بعد ذلك..
    فهى لا تريد العيش فى الغرب....
    لآنه وجود مؤلم حد الآلم..
    ولا تريد أن تعود الى السودان..
    حيث ان الغنى وراحة البال ....
    يحتاجان الى ادوات وسلوكيات غير التى تعود عليها اهل السودان..
    ثم ان الفقر قاتل ومميت..
    والآهم من كل ذلك..
    السودانيين عموما اصبحوا مثل...
    غطاء ّحلة الشوربه..
    حينما لا يكون محكما...
    (متركشين) ويهتزون بايقاعات متفاوته طول الوقت..
    هناك سبب لكون شعب بالكامل ...
    يرتعش ويهتز ويهدأ ثم يعود مرة أخرى..
    هناك من يمسك بالريموت كنترول...
    ويحرك اعصاب الشعب السودانى كما يشاء...
    اذا اين تذهب ؟

    (عدل بواسطة nour tawir on 02-24-2014, 06:11 PM)

                  

02-24-2014, 10:38 PM

nour tawir
<anour tawir
تاريخ التسجيل: 08-16-2004
مجموع المشاركات: 17638

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى العصب الحى.... (Re: nour tawir)

    لم تنجح كل محاولات تودد فى التخفيف من حدة القلق....
    الذى داهمها فجأة وبلا سابق انذار...
    حتى الحبوب المهدئة فقدت مفعولها..
    وتلك وآحدة من الفترات فى عمر السودانيين..
    فى الدول الغربية تحديدا...
    عصية على العلاج...
    والسبب غالبا ما يكون خافيا..
    و مجهول المصدر...

    لذلك جمعت تودد بعض حاجياتها...
    و عرجت على طلمبة البنزين..
    ثم استعدلت مسارها واتجهت نحو الهدف..
    فقد أخذت عطلة لمدة اسبوع من العمل..
    كانت تدخر ذاك الاسبوع لآى أمر هام...
    ولم يدر بخلدها..
    أن الامر الهام سوف يكون بمثل تلك القسوة..

    اتجهت الى المدينة التى تعيش فيها صديقتها وبلدياتها...
    هى وزوجها وأطفالها الثلاثة..
    كانت الرحلة طويلة...
    تسعة ساعات قيادة بالتمام والكمال....
    كان الطريق معبدا منذ خروجها من مدينتها ..
    وحتى المدينة التى تقصد..
    نظيفا..
    هادئا...
    آمنا...
    ومضيئا..
    تزّينه اشارات المرور الواضحة .....
    والتى يمكن رؤيتها من على البعد..

    أدارت قرص المذياع..
    لتنساب منه موسيقى هادئة..
    ولكنها اقفلت الجهاز...
    فقد كانت فى حاجة الى التفكير..
    أكثر من الآنصراف عن التفكير..
    ساعدها على ذلك سلاسة الطريق...
    ومتعة القيادة...
    والراحة التى يوفرها الطريق للمسافرين...
    فى غدوهم ورواحهم...
                  

02-24-2014, 10:59 PM

nour tawir
<anour tawir
تاريخ التسجيل: 08-16-2004
مجموع المشاركات: 17638

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى العصب الحى.... (Re: nour tawir)

    اثناء الطريق...
    كانت الغزلان تخرج من بين الغابات...
    وتركض نحو الجانب الاخر من الغابة..
    دون أحساس بخطورة الطريق..
    فقد كانت غزلانا سعيدة وموفورة الصحة...
    وعبقرية الجمال والرشاقة..

    وصلت تودد الى احدى المدن الصغيرة..
    ووقفت لتعيد تمويل البنزين..
    ثم عرجت على كافتيريا صغيرة على جانبى الطريق...
    كل شئ فى تلك الكافتيريا نظيف ولامع..
    والشاهد ان النظافة هى احدى شروط أستمرارية رخصة العمل...
    فى أى محل عام يقدم خدمة للزبائن..
    بغض النظر عن حب الشعب عامة للنظافة..

    تناولت القهوة وبعض الكيك..
    وجلست فى طاولة فى ركن قصى...
    وبدأت تحتسى القهوة ببطء وهدوء..
    وقف امامها شاب أجنبى..
    وبقدر ما نحن اجانب لدى البيض..
    فهم ايضا اجانب بالنسبة لنا حتى ونحن نعيش فى بلدهم..
    ابتسم وأستاذن فى الجلوس وهو خائف ومتردد ووخجول...
    سمحت له..
    اعتذر عن تدخله وذكر انه فى طريقه ايضا الى جهة ما...
    وقد كان يقود السيارة التى سارت خلفها طوال الطريق..
    ردت...
    لا حظت ذلك..
    واصل..
    انا ذاهب لزيارة أمى وأبى..
    فقد دعيانى لقضاء بعض الوقت معهما..
    ردت..
    انا ذاهبة لزيارة صديقتى..
    ثم تناول الحديث أمورا شتى مثل الطقس وما الى ذلك..
    ودعها وشكرها على قبول الحديث معه..
    ودعته وسارت نحو سيارتها وواصلت الرحلة..

    وصلت تودد منزل صديقتها فى تلك الامسية....
    وفتحت صديقتها الباب بزغرودة عالية وفرح..
    هذا لآن صديقة تودد فرايحية....
    تحب الزغاريد والضحك واللحظات المرحة..
    تدافع اطفالها نحو الباب ليّرحبوا بضيفتهم..
    دخلت الى الصالة واستقرت فى كرسى..

    بعد قليل حضر زوج صديقتها من العمل..
    وقد كان يبدو عليه الانهاك والارهاق...
    لم تستغرب تودد تلك الهيئة و فى وقت متأخر من المساء...
    لآنها جزء اصيل من ذاك السيستم..
    جلس معهم قليلا ثم استاذن..
    وترك زوجته وصديقتها...
                  

02-25-2014, 02:03 AM

nour tawir
<anour tawir
تاريخ التسجيل: 08-16-2004
مجموع المشاركات: 17638

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى العصب الحى.... (Re: nour tawir)

    بعد السؤال عن الحال والآحوال...
    ابلغت اخلاص صديقتها الزائرة...
    بانها سوف (تعفيها) من الدردشة نسبة لاعيائها من طول الرحلة...
    وأبلغتها بانها بعد أن توصل ابنائها الى المدرسة صباح الغد....
    فسوف يقومان بمسح شامل مانع للمدينة...
    ويتحدثان كما يشاءان...
    ولكن تودد طلبت من صديقتها ان تحكى لها حكاية ابراهيم....
    لانها شغلتها كثيرا..
    سالت صديقتها...
    لماذا الاهتمام بامر ابراهيم الى هذا الحد؟
    ولماذا يسبب لك كل هذا القلق وهو مختل عقليا؟
    ردت تودد...
    انا لا اهتم بامره شخصيا...
    كما وان ما فعله معى ليس هو مصدر القلق..
    ولكنه حرّك فى نفسى مليون سؤال وسؤال كنت اتهرب منهم..
    سألت صديقتها....
    مثلا ؟
    ردت تودد...
    مثلا ان يحدث لى حدث طارئ فى هذه الغربة اللئيمة...
    كل شئ وارد....
    ومثلا..
    أن العمر الذى يمضى بسرعة الصاروخ ولم اعمل حساب لآى شئ..
    لانه ومن غير المعقول ان اعيش كل حياتى هكذا..
    من البيت للعمل وبالعكس..
    أعتدلت صديقتها قائلة...

    حسنا..
    ابراهير يا سيدتى هو أحد الشباب الهاربين من الخدمة الالزامية عند حضور الآنقاذ..
    قائلا أنه لا يريد أن يحارب ويقتل اشخاصا لا يعرفهم...
    أو العكس..
    وقد كان فى العشرين من عمره كما سمعت القصة من كذا مصدر..
    وصل القاهرة وتعب فيها بعض الوقت..
    ثم أثينا وايطاليا حتى هولندا..
    بقى فى هولندا بعض الوقت..
    وكان قد قطع شوطا بعيدا فى طريق المخدرات لآنها تباع فى البقالات الهولندية مثل أى علبة سجائر..
    ثم غادر هولندا..وهكذا...
    بأختصار واصل ابراهيم رحلته من ميناء لميناء...
    ومن مطار لمطار..
    وقد كان دائما فى ضيافة الشرطة..
    حتى اصبحوا هاجسا بالنسبة اليه كما سمعتيه..
    وعند وصوله الى هذه الدولة..
    كانت قد بدأت عليه آعراض الجنون..
    حتى لقيتيه فى تلك الحالة..
    تودد...
    لا أتسطيع أن احدد اذا كان ابراهيم ضحية...
    أم أنه جعل من نفسه ضحيه..
    فكثير من الشباب غادر السودان لنفس اسبابه..
    ولكنهم نجحوا..
    ردت صديقتها..
    لا أحد يعرف المرء أكثر من نفسه....
    المهم نفتى فى هذا الآمر بكل جوانبه غدا أن شاء الله..
    تصبحين على خير...
    تصبحين على خير..
                  

02-25-2014, 03:08 AM

Tragie Mustafa
<aTragie Mustafa
تاريخ التسجيل: 03-29-2005
مجموع المشاركات: 49964

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى العصب الحى.... (Re: nour tawir)

    المبدعه نور تاور

    احزان الوطن المستمره…..اخرست جوانب كثيرا للابداع لديك…..احمد الله انك قررتي ان تقاوميها هذه المره بشكل مختلف
    التحيه لك و انت تسميح لنا بالاطلاع علي درر نور تاور الاديبه و القاصه.
                  

02-25-2014, 04:14 PM

nour tawir
<anour tawir
تاريخ التسجيل: 08-16-2004
مجموع المشاركات: 17638

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى العصب الحى.... (Re: Tragie Mustafa)

    صباح الخير تراجى...

    دخول بهى ومشرح للقلب...
    وحضور يزيل المواجع والآلم..

    زارتنا البركة....
                  

02-25-2014, 04:56 PM

nour tawir
<anour tawir
تاريخ التسجيل: 08-16-2004
مجموع المشاركات: 17638

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى العصب الحى.... (Re: nour tawir)

    أستيقظت تودد وهى مثقلة ومهمومة..
    فقد خرجت صديقتها لتوصيل الاولاد الى المدرسة...
    وتركت لها الافطار واباريق الشاى والقهوة على السفرة..
    لم تكن بحاجة الى الافطار...
    فقد فقدت شهيتها منذ حادثة ابراهيم..
    و منذ ان داهمها الهم والحزن والحيرة..
    وعمق التفكير فى طول الحياة وعرضها..
    ماهو معناها.؟
    وما هو جدواها؟
    ولماذا نعيشها؟
    وهكذا..
    ولكنها ملآت كوب القهوة وفتحت التلفزيون لتشاهد افلام الكارتون...
    فهى أكثر عمقا من الافلام العادية..
    شربت القهوة...
    واتبعت الكوب بآخر..
    ثم دخلت وبدلت ملا بسها فى انتظار صديقتها..

    دخلت أخلاص مهللة مكبرة...
    تنفض حبات الجليد الذى كان قد علق بالبالطو الشتوى والقفازات وطاقية الشتاء..
    وسعيدة كعادتها..
    حتى خيل لتودد ان الهم والحزن لا يداهمان صديقتها ابدا..
    بل واحتمال ان تكون مّحصنة ضدهما...
    خرجت السيدتان تتلقفهما شوارع المدينة..
    بل وان المدينة قد فتحت ذراعيها بالكامل..
    لا ستقبالهما..

    وبعد التجوال فى بعض المحلات التجارية..
    دون ان يشترين شيئا يذكر..
    جلست السيدتان فى مطعم صغير متواضع..
    ولكنه هادئ ..
    وأنيق..
    وكل طاقم المطعم يبتسم فى وجه الزبائن..
    وفى وجوه بعضهم البعض..
    وتكاد النظافة تنطق من الزى الرسمى للمطعم...

    موسيقى هادئة انبعثت من ركن قصى..
    جلست السيدتان وطلبت كل منهن الطعام الذى يروق لها..
    ثم سرحت كلتاهما فى الشارع من خلف زجاج نافذة المطعم..
    وحّلقت مع افكارها وأحاسيسها..
                  

02-25-2014, 05:32 PM

nour tawir
<anour tawir
تاريخ التسجيل: 08-16-2004
مجموع المشاركات: 17638

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى العصب الحى.... (Re: nour tawir)

    وبعد فترة تكاد تكون دهرا حسب أحاسيس تودد..
    التى بدأت تربك جميع حساباتها وأحساسها بمنطق الاشياء..
    قطعت اخلاص ذاك الصمت قائلة...
    لماذا كل هذا الحزن يا تودد؟
    لا اعتقد أن ابراهيم هو السبب؟
    تودد...
    لا ابدا...
    ابراهيم ليس هو السبب...
    فهو لا يعنى شيئا بالنسبة الى...
    وأتمنى له الشفاء..
    ولكن وكما قلت لك فى التلفون أن هناك مليون سؤال وسؤال يجولون فى خاطرى...
    ولا اجد لها الاجابة..
    اخلاص..
    أسئلة حول الحياة والوجود والعدم..
    اليس كذلك ؟

    تودد...
    وكيف عرفت ذلك؟
    اخلاص..
    لآننى احيانا اصطدم بمثل تلك الآفكارالخطيرة..
    التى تداهمنا حينما تتعاظم نائبات الدهر...
    وخطيرة لآننا اذا لم نخرج من دائرتها سريعا...
    سوف تجرنا الى متاهات أعمق..
    تودد...
    ولكن حياتك تختلف عنى يا اخلاص..
    اخلاص...
    نعم تختلف ولكن لا تخلو من معاناة ايضا..
    فلكل شخص نصيبة من المعاناة فى هذه الفانية..

    تودد ...
    مثلا ؟
    أخلاص..
    مثلا أن تحبى رجلا ما حبا يملآ الدنيا ويفيض..
    وتتزوجينه وانت تعتقدين أن الدنيا قد أقبلت عليك....
    وأن لا احد قد وصل مراحل السعادة التى بلغتيها..
    وتعيشين على هذا الحال...
    حتى تكتشفين أن زوجك ينوى سرا الزواج بأخرى..
    وتطليقك..

    صعقت تودد..
    ولكن لماذا الحب الثانى والمراة الثانية طالما أن الحب الآساسى موجود؟
    أخلاص..
    لماذا هذه لا يمكن أن نجد لها اجابة شافيه ..
    ولكن لان المرأة الثانية عادة هى فكرة وخيال وربوة عالية تحمل كل معانى السعادة..
    لبعض الرجال..
    وتعطيهم الاحساس بأن دائرة حياتهم قد أكتملت...
    فما أن ياتى الاولاد فى حياته الاولى..
    وتبرز الاجراءات اليومية بقسوة..
    وتتعاظم مسئولية الاسرة....
    حتى يشعر الرجل بالحاجة الى المرأة الاخرى..
    التى يشتكى لها..
    ويحبها...
    فتصبح بالنسبة اليه حائط المبكى ..
    تودد فى حالة ذهول...
    لا اصدق..

    اخلاص..
    يجب ان تصدقى..
    فالسعادة التى ترينها أمامك هى واجهة لقصة مخيفة ومرعبة..
    أنا تهمنى صحة اولادى النفسية...
    ويجب ان لا يرونى فى حالة حزن او غضب..
    وان لا يشعروا بما يدور بينى وبين والدهم..
    تودد..
    وماذا كانت مبررات زوجك لتلك العلاقة؟
    لم يقدم أى مبررات حتى الان..
    فهو ماضى فى اجراءات الطلاق ليتزوج بتلك الاخرى..
    تودد..
    وهل تعرفينها؟
    اخلاص...
    وكيف لا اعرفها وهى صديقتى الوحيدة فى هذه المدينة....
    وقد كنت اشتكى لها بعض تصرفات زوجى ....
    فتأخذها ضدى وتستفيد منها فى بناء العلاقة مع زوجى؟

    تودد...
    وصديقتك هذه الم يوجد رجل فى حياتها؟
    أخلاص..
    طّلقته منذ اول ثلاثة اشهر وطردته من الشقة..
    فالقوانين فى هذا البلد تعمل كلها لصالح المرأة كما تعلمين..
    ولذلك تخلط السودانيات بين الاستفادة من تلك القوانين واستغلال القوانين...
    تودد...
    ولماذا طلقت زوجها؟
    اخلاص...
    قالت أنها تزوجته فى الاساس حتى تحصل معه على اللجوء..
    وأنها لا تحبه...
    تودد...
    وماذا عن زوجها عندما قامت بتلك الآفعال؟
    أخلاص..
    غادر الى مدينة أخرى...

    لم يكن بالامكان وصف حالة تودد بعد سماع تلك القصة...
    فقد شعرت بصغر حجمها..
    أمام صديقتها الجبارة....

    (عدل بواسطة nour tawir on 02-25-2014, 05:46 PM)
    (عدل بواسطة nour tawir on 02-25-2014, 05:51 PM)

                  

02-26-2014, 05:52 PM

nour tawir
<anour tawir
تاريخ التسجيل: 08-16-2004
مجموع المشاركات: 17638

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى العصب الحى.... (Re: nour tawir)

    قضت تودد ليلتها تلك فى منزل صديقتها..
    وقد أستبد بها القلق تماما هذه المرة...
    وأصبح تفكيرها مشوشا بالكامل..
    وبدلا من ان تجد الآمن والآطمئنان التى سعت اليهما..
    بعد تسعة ساعات قيادة..
    وسط الجليد والبرد القارس..
    فقدت ما تبقى لها من الصفاء الذهنى..

    اعتذرت لصديقتها عن قرارها المفاجئ بالمغادرة..
    وولت وجهها صوب الولايات المتحدة..
    أخترقت الحدود..
    ودخلت الى عالم آخر بحثا عن الهدوء النفسى...
    لدى خالتها وبنات خالتها الذين يعيشون فى امريكا..

    أستقبلت بالترحاب والفرح ..
    وبعد واجب الضيافة جلست مع بنات خالتها للحديث...
    حول كل شئ وعن لا شئ..
    ولكن أحدا لم يلحظ الآعياء البادى عليها..
    ولا مسحة الحزن التى استقرت فى وجهها..

    لم يخرج الكلام عن أمريكا...
    والسودانيين فى امريكا...
    واخبار السودان المحبطة..
    لم تختلف تلك القصص عن قصص البلدة التى اتت منها ....
    فيما عدا الطقس وبعض التفاصيل..

    فقد لاحظت تودد سطحية المشاعر..
    والانفعالات فى غير موضعها ووقتها..
    تماما مثلما لاحظت فى السودان عند آخر زيارة لها..
    فالآمر لا يعدو أن يكون نوعا من السطحية التى تصل حد السذاجة..
    عكس ما تلمسته من كبار السن..
    من عمق مشاعر..
    وبقايا أحاسيس عميقة صادقة..
    فشلت نائبات الدهر فى مسحها..

    سالت عن أحد اقربائهم الذى كان قد انتقل للعيش فى امريكا منذ سنين خلت...
    فقالوا لها أن زوجته قد قامت بتطليقه..
    وطرده من المنزل...
    والقت متاعة فى الشارع..
    وانه يعيش فى عمارة (الفصل التعسفى)..
    وحينما سألت عن عمارة الفصل التعسفى..
    عرفت أنها عمارة يسكنها الازواج السودانيين...
    ممن قامت زوجاتهم بتطليقهم وطردهم والقائهم فى الشوارع العامة...

    لم تدر تودد معنى تلك الزواجات التى يتم التخلص منها..
    بمجرد الوصول الى بلاد العم سام..
    وهل سوف تفعل جميع السودانيات نفس الشئ اذا قدر لهن مغادرة السودان واللجوء الى الغرب؟
    ثم ما معنى هذه الطلاقات التى تتم بالجملة ؟
    هل يعنى ان النساء المتزوجات فى السودان..
    وآقعات تحت الضرر..
    وانهن صابرات فقط لآن الفرصة لم تواتيهن ؟
    نفس الشئ بالنسبة للازواج..
    الذين يتخلصون من الزوجة الاولى...
    والبحث عن أخرى جديدة...
    أو العيش فى حرية الغرب التى تختلف تماما..
    عن مفهمونا نحن السودانيين للحرية...

    هل يعنى كل ذلك أننا نحن السودانيين....
    قد فقدنا القدرة على التعايش مع بعضنا البعض؟
    ثم ما هو مصير الآطفال فى مثل تلك الحالات ؟

    (عدل بواسطة nour tawir on 02-26-2014, 06:00 PM)

                  

02-26-2014, 11:05 PM

nour tawir
<anour tawir
تاريخ التسجيل: 08-16-2004
مجموع المشاركات: 17638

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى العصب الحى.... (Re: nour tawir)

    عادت تودد الى بلدتها الصغيرة الوادعة..
    وقررت أن تمنح نفسها يومين كاملين للراحة والاستجمام...
    ثم العودة الى العمل..
    تذكرت أنها يجب ان تعمل..
    مهما كان نوع العمل..
    فهى تعتبر نفسها ذات حظ..
    أن وجدت تلك الوظيفة فى مكتب...
    بدلا من عمل النظافة وتوزيع الجرائد...
    وكل الآعمال الدنيا التى تمتص الوافدين الى الدول الغربية...
    وتقضى عليهم...

    ورغم اختلاف المفاهيم حول نوع العمل..
    بين الغرب والدول النامية....
    الا ان من ينجح من السودانيين على سبيل المثال...
    فى ايجاد عمل يناسب مؤهله وخبراته...
    يعتبر خارقا ذو قدرات الاهية.....

    لذلك نرى السودانيين يعملون تلك الاعمال الهامشية...
    تجنبا للعوز والحاجة..
    وتجنبا لمكاتب الضمان الاجتماعى المهينة والمذلة..
    ايضا لان فرق العمله مع السودان..
    يسمح بان يتكفل السودانى...
    باسرته فى الداخل..

    من هنا جاء حرصها على تلك الوظيفة المكتبية...
    والغوص فيها..
    فيما تترك المجال لعمرها يتسرب من بين يديها...
    كما يشاء...
    بدأت العمل...
    ونسيت الحزن الذى يبدو أنه سوف يكلفها الكثير...
    لو أنها استسلمت له..
    واسلمت الآمر لله...
                  

02-26-2014, 11:21 PM

nour tawir
<anour tawir
تاريخ التسجيل: 08-16-2004
مجموع المشاركات: 17638

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى العصب الحى.... (Re: nour tawir)

    عادت تودد من العمل ذات يوم..
    وأدارت جهاز تسجيل الرسائل...
    وقفت عند رساله تدعوها ....
    الى أحدى مظاهرات السودانيين ضد الحكومة...
    وقفت امام الجهاز قليلا...
    حتى تقرر الذهاب أم مقاطعة المظاهرة..
    لآن المظاهرات..
    والصراخ والعويل فى أركان الكرة الارضية الآربعة..
    كل هذه السنين...
    الذى يمكن ان يسقط هتلر فى شهر وآحد..
    لم يسقط تلك الحكومة فى ربع قرن...

    وبدأت تسأل نفسها..
    ماهو سر بقاء الحكومة كل هذا الوقت ؟
    ولماذا تتمسك بالسلطة الى هذا الحد ؟
    أخيرا..
    ادارت القرص وأتصلت بالشاب الذى سجل لها الرساله...
    وابلغته بقدومها...

    مجموعة من السودانيين...
    رغم أنهم يبدون فى أتم الصحة والعافية..
    ألا ان هناك سمة تجمع كل ذاك الجمع الذى حضر للتظاهر...
    فقد غزت الشعيرات البيضاء رؤسهم بلا رحمة..
    ورسمت الحياة بعض سطورها اللئيمة فى وجوههم...
    وربطتهم جميعا تلك النظرة التى تتحدى الحزن..
    وتعلن للعالم أجمع..
    أن أننا هاهنا..
    نرفض حكومتنا الى آخر يوم فى حياتنا أو حياتها..
    فقد كانت صورة محزنة بحق...

    مجموعة متجانسة وقفت بالقرب من بعضهم البعض..
    ومجموعة يبدو انها متنافرة..
    وضعت مسافة بين بعضهم البعض..
    ولكن فى نهاية الآمر....
    تظل الصورة العامة هى السودان..
    والسودانيين ذوى الارادة الصلبة..
    والشعيرات البيضاء...
    أمام سفارة تشكل الوآجهة الرئيسية..
    لآكثر نظام قمعى فى تاريخ البشرية..

    وبدأ الهتاف....
    أرحل..
    ومع كل مرة يعلو فيها الصراخ بأن أرحل...
    كانت تودد تحسب سنوات عمرها التى قضتها..
    تطلب فيها من حكومتها غير المحترمة أن ترحل..
    وهل سترحل حقا ؟
    فقد طفح الكيل..
    هكذا كانت تحدث نفسها...
    وهى تجأر..
    ان أرحل...

    (عدل بواسطة nour tawir on 02-26-2014, 11:25 PM)

                  

02-27-2014, 00:31 AM

مني عمسيب
<aمني عمسيب
تاريخ التسجيل: 08-22-2012
مجموع المشاركات: 15691

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى العصب الحى.... (Re: nour tawir)

    الحبيبة نوارة ..

    سلام يغشاك وانت في احسن حال .

    قلنا نقول سلام ونتمشي عبر بستانك الانيق .
                  

02-27-2014, 00:51 AM

nour tawir
<anour tawir
تاريخ التسجيل: 08-16-2004
مجموع المشاركات: 17638

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى العصب الحى.... (Re: مني عمسيب)

    العزيزة منى عمسيب...

    أشرقت الآنوار...
                  

02-27-2014, 04:02 PM

nour tawir
<anour tawir
تاريخ التسجيل: 08-16-2004
مجموع المشاركات: 17638

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى العصب الحى.... (Re: nour tawir)

    بنهاية المظاهرة دعت احدى السيدات توود لتناول طعام الغداء معها...
    لم تمانع تودد خاصة وانها لا ترتبط بأى برنامج للمساء...
    ورغم حذرها من مناوشات السودانيين فى الخارج..
    والمفاجئات التى يمكن ان تسبب لها الكدر....
    الا انها كانت بحاجة الى الهروب من الغربة فى ذاك المساء..
    ومواصلة الاحساس بالسودان والسودانيين...
    فهى جرعات من التراحم يحتاج اليها المرء احيانا..
    فى متاهات الكرة الارضية ومطباتها..
    وان مجرد التواصل بالعربى السودانى قد يمنح الاحساس بالسعادة..

    وما ان وصلت السيدتان الى المنزل..
    حتى فتح الباب مجموعة من الآطفال ..
    ثم عادوا يركضون فى كل الاتجاهات..
    لم يهتم احدهم بتحيتها او حتى الاحساس بوجودها..
    نادتهم والدتهم وطلبت منهم الترحيب بخالتهم..
    ولكن ابنها سألها..
    هل هى اختك ؟
    ردت ...لا
    اذا لماذا تقولين انها اختك؟
    الا تعلمين ان الكذاب يدخل النار يوم القيامة؟
    ردت....
    نحن فى السودان نقول لمن هم فى سن الوالدة..
    خاله..
    ومن هو فى سن الوالد...
    عمى...
    رد الطفل ولكن هذا غلط...

    لم تتابع انصاف الحديث مع ابنها الذى سبب لها كل ذاك الحرج...
    ونادت على ابنتها ان تناولها شيئا ما وهى فى طريقها الى المطبخ تتبعها تودد..
    ولكن ابنتها ردت..
    أنا مشغولة...
    أنصاف..
    مشغولة بماذا؟ انا ااطلب منك ان تأتينى بهذا..
    واصلت الطفلة لعبها وقررت تجاهل كلام والدتها...

    دخلتا الى المطبخ وبدأت انصاف فى اعداد الطعام..
    وسالت تودد..
    عاملة كيف يا تودد؟
    تمام..
    انصاف...
    تمام حته واحدة؟
    انتى كان كدى محظوظة..
    تودد...
    وعايزانى اقول شنو؟
    انا قصدى اننا مطحونين وجارين ليل ونهار وما عندنا أى تمام..
    بنقضى طول النهار فى الشغل...
    الاطفال فى المدرسة..
    ولما نرجع بالكاد نلاقى وكت نقعد معاهم..
    وأديكى شايفة النتيجة..
    مافى واحد بسمع كلامنا..
    وبعد دا كله..
    ما نقدر نقول ليهم تلت التلاتة...
    أول درس بيتعلموه فى الروضة هو رقم الشرطة..
    يعنى لو نهرتى واحد ولا مديتى ايدك عليه...
    تلقى الشرطة فى الباب..
    علقت تودد..
    بالطريقة دى كل ما يكبروا المسألة تتعقد أكتر..
    علقت انصاف..
    وأنتى الصادقة..
    أولاد السودانيين البنعرفهم قصصهم تشّيب الراس..
    تودد...
    كيف الكلام دا؟
    أنصاف..
    خصوصا فترة المراهقة..
    وبدأت تعدد لها..
    بت فلانة جابت البوى فرند وقعدته فى السرداب بتاع بيتهم..
    وولد علان سرق شوكولاته من المحل رغم انه ابوه ما مانع منه حاجة...
    الولد قال للشرطة انه عمل كدا عشان يجذب انتباه ابوه..
    لانه عمره ما قعد معاه ولا مشى فسحه فى الحديقة...
    واولاد فلانه الهاربين من الحرب...
    شالوا مطاوى وسكاكين وطعنوا زملائهم فى المدرسة..
    الشرطة عملت ليهم restrain order ومانعاهم من انهم يمشوا مسافة كم متر من بيوتهم..
    دا غير الطلقوها واللى طلقت رآجلها..
    دى بقت قصص عادية..
    الحالات الناجحة تتعد على الاصابع..
    تودد..
    طيب والحل شنو؟
    انصاف....
    الحل أما الناس تشيل اولادها وترجع السودان تقعد كم سنة...
    و دا طبعا مستحيل لآنه الابوين حيفقدوا وظائفهم وما بالساهل يرجعوها..
    يا يرجعوا السودان للابد وانتى عارفة الظروف..
    تودد..
    بتشتغلى وين يا انصاف....
    ترددت انصاف قيللا ثم قالت ...
    بعمل نظافة فى واحدة من الشركات..
    تودد..
    بعد كل شهاداتك دى ؟
    انصاف..
    انتى عارفة الشهادات فى البلد دى ماهى المقياس النهائى عشان الواح يشتغل...
    فى مؤهلات تانية كتيرة ..
    اهمها انك تفهمى السيسستم وتقدرى تتعايشى معاه..
    وعلى العموم بدرس برامج فى الكمبيوتر..
    عشان اشتغل من البيت وابطل الجرى فى الشوارع..
    والوقيع فى الجليد...

    تم اعداد الغداء..
    وجلس الجميع حول السفرة...
    كانت مهمة شاقة لانصاف أن تتحكم فى سلوك ابنائها وبناتها حول السفرة..
    فى المساء...
    عادت تودد وهى مرهقة وحانقة على هذه الحياة بطولها وعرضها..
    اذا كانت هذه حياة الاسر..
    واذا كانت حياتها بعيدا عن تكوين اسرة ايضا..
    بهذه الدرجة من القسوة..
    اذا أين المفر ؟
                  

02-28-2014, 02:11 AM

nour tawir
<anour tawir
تاريخ التسجيل: 08-16-2004
مجموع المشاركات: 17638

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى العصب الحى.... (Re: nour tawir)

    عادت تودد الى دارها وهى لا تدرى كيف وصلت؟
    وهى ايضا لا تذكر أى اشارات مرور..
    فقد قادت السيارة اوتوماتيكيا..
    فتحت البريد الآلكترونى...
    ووجدت رساله غريبة ..
    من شخص لم تسمع عنه منذ سنين..
    كيف حصل على عنوانها البريدى؟

    الرساله تقول انه قد أعجب بها منذ أيام الدراسة...
    ويصف تودد وصفا دقيقا غير صحيح...
    عن ملا محها وجمالها..
    واشياء كثيرة بنيت على المبالغة ..
    وزيلت الراسلة بالرغبة فى الاقتران بها..

    تذكرت تودد زميل الدراسة..
    الذى لم يشعر بوجودها طوال سنوات الدراسة..
    وحتى بعد التخرج....
    التقته صدفة فى الشارع العام فى الخرطوم ذات يوم..
    ولم يبد أنه تذكرها...
    حتى ذكرته هى بنفسها..
    اذا ما معنى هذه العواطف الفجائية ؟
    التى هبطت على زميل الرداسة ودفعته لكتابة تلك الراسلة الغريبة ؟

    أتصلت بشقيقتها فى السودان...
    وابلغتها شقيقتها بانه كان قد تزوج...
    وأنتهى زواجه بشكل درامى صارخ...
    وهو يبحث عن مخرج من السودان..
    بعد تبدل الآحوال..
    شعرت تودد بالغضب العارم...

    اقفلت الجهاز..
    وفتحت التلفزيون...
    ليشدها خبر...
    جعل البرودة تتسرب الى مفاصلها جميعا..
    والعرق يتصبب منها بغزارة..
    فقد كانت نشرة الاخبار تتحدث عن أحد الشباب...
    الذى عاش وحيدا فى شقته...
    وقد كان طالبا جامعيا صباحا..
    ويعمل مساءا فى احد محلات الحلويات..
    وقد توفى الشاب..
    وتم اكتشاف جثته بعد أسبوع من وفاته..
    وهو سودانى الاصل...

    أحست تودد بأن الحياة تتآمر عليها..
    وانها تطبق عليها الخناق بالتدريج...

    (عدل بواسطة nour tawir on 02-28-2014, 02:13 AM)

                  

02-28-2014, 02:24 AM

nour tawir
<anour tawir
تاريخ التسجيل: 08-16-2004
مجموع المشاركات: 17638

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى العصب الحى.... (Re: nour tawir)

    رن جرس التلفون...
    رفعت السماعة...
    جاءها صوت هآدئ وعميق..
    لا يبدو أن لصاحبة أى مشاكل مع الغربة..
    سالها عن الحال والاحوال..
    تذكرت انها بادلته رقم التلفون حينما ألتقته فى ندوة سياسية سودانية فى تلك المدينة..
    قبل عام تقريبا...
    وقد ذكر المتحدث..
    أنه فكر فى الاتصال بها منذ زمن طويل..
    ولكن ظروف العمل...
    وضغوط الغربة هى التى منعته...
    وابلغها بانه ينوى الحضور الى مدينتها فى الاسبوع القادم..
    لقضاء امر يهمه..
    وأنه ينوى لقائها..

    بعد السؤال عن الحال والاحوال والعمل...
    سألته تودد ؟
    ماهى ظروف العمل فى مينتكم ؟
    رد..
    ممتاز..
    تستطيعين الحصول على العمل فى زمن قياسى..
    فالمدينة التى نعيش فيها هى من اكبر مدن العالم الصناعية..
    هل تنوين العمل فى مدينتنا ؟
    ردت...
    لا اعرف..
    ولكن ربما أفكر فى ذلك ذات يوم..
    ثم سألته..
    وماهو نوع العمل الذى تقوم به ؟
    رد...
    اعمل فى محل للذبح الحلال؟
    سالت تودد...
    ذبح حلال ؟
    رد..
    نعم ..
    ولكنه ذبح للفراخ فقط...
    سالته..
    وكيف يتم ذلك والاف الفراخ تّغذى الاسواق يوميا ؟
    رد..
    هناك ماكينة توضع فيها الفراخ الواحدة أثر الآخرى..
    وحينما يأتى دور الذبح على تلك الفرخة..
    وقبل أن تنزل السكين الكهربائية فى عنقها..
    اقول...
    الله أكبر..
                  

03-01-2014, 02:02 AM

nour tawir
<anour tawir
تاريخ التسجيل: 08-16-2004
مجموع المشاركات: 17638

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى العصب الحى.... (Re: nour tawir)

    وصل صلاح الى المدينة التى تعيش فيها تودد...
    قابلته فى مكان قرب عمارتها وذهبت معه الى المشوار الذى جاء لاجله..
    وبعد الانتهاء من مشاغله..
    دعته الى وجبة الغداء فى شقتها..

    كان صلاح مترهل جدا...
    بالرغم من صغر سنه..
    فقد كان متوسط الطول...
    خفيف السمرة..
    يضع فوق راسه قلنسوة بالمقلوب على حسب الموضه..
    ويبدو مسترخيا بشكل ملفت..
    كان صوته هادئا جدا وعميق..
    ولا يبدو انه يعانى من اى ازمة فى حياته..

    وصلا الى دارها..
    وبعد الغداء..
    بدأ الحديث فى امور عامة تخص الغربة والسودان..
    شانهما شان اى سودانيين يتقابلا فى الغرية..
    وبالرغم من أن وجهه كان يؤكد صغر سنه..
    الا انه كان مترهل جدا...
    كرجل فى منتصف العمر..
    سالته عن شهاداته العملية...
    فرد....
    أنه خريج قانون..
    أطرقت تودد براسها قليلا...
    وهى تلعن الحكومات التى تدفع بخريجين القانون بهجرة بلادهم..
    و العمل فى وظيفة لا تلزم غير التكبير..
    هل كان ضيفها يحتاج أن يدرس كل تلك السنين..
    فقط ليقول الله أكبر ؟
    سألها عن حياتها وكيف تعيش لوحدها..
    ردت بانها قد تعودت..
    وأنها لا تشعر بالغربة..
    بل العكس...
    فقد بدات تحس بان وجودها وسط البشر هو الغربة..
    ثم سألته نفس السؤال فرد قائلا..
    أنه قد قرر أن لا يتزوج مطلقا..
    يكفيه أن يعمل اثنى عشر ساعة فى اليوم..
    ليرسل المبلغ لآهله بنهاية الشهر..
    ويشعر بالاطمئنان بأنه قد أدى وأجبه تجاههم..
    أما الزواج...
    فهو لا يستطيع الصرف على شخص آخر..
    ولذلك فهو يقيم علاقات مع من تشاء..
    فاذا قررت ان تذهب...
    ياتى بغيرها..
    وهومتصالح تماما مع تلك الفكرة..
    وقد تشكلت قناعاته حول حياته بالكامل..
    وليس هناك ما يؤرقه..
    لاحظت تودد أنه قد افرط فى الاكل بشكل مخيف..
    وبدا كمن يحاول أن يدفن كل همومه فى الآكل...
                  

03-01-2014, 02:16 AM

nour tawir
<anour tawir
تاريخ التسجيل: 08-16-2004
مجموع المشاركات: 17638

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى العصب الحى.... (Re: nour tawir)

    غادر صلاح...
    وقضت تودد بقية الامسية فى العمل فى المطبخ والاستعداد للعمل...
    صباح اليوم التالى..
    وأوت الى فراشها باكرا..

    كان الوقت منتصف الليل حينما رن جرس تلفونها..
    جاءها صوت شخص فى الطرف الاخر...
    بالكاد تعرفه..
    وقررت أنها سوف لن تعطى رقم تلفونها لآى سودانى فى الندوات او المظاهرات مرة اخرى..
    كان واضح جدا ان صاحب المكالمة فى ورطة...
    فقد كان يتحدث بسرعة شديدة..
    قلق ومتوتر..
    وحينما نفد صبرها سألته..
    وما هو المطلوب منى ؟
    رد....
    بأنه يود ان يحضر الى مدينتها ويبقى معها بضعة ايام حتى يدبر امره...
    واذا قررت أن تتزوجه, فلا مانع لديه..
    فقد طردته زوجته فى منتصف الليل...
    والتقت متاعة فى الشارع...
    وسط عاصفة ثلجية....
    ردت...
    ألا توجد ملاجئ فى مدينتكم؟
    رد...
    وهل اذهب الى الملجأ؟
    فهو مكان لخريجى السجون..
    والمدمنين والمجرمين...
    ردت..
    أنت الان لست فى السودان..
    وعقلية ابن فلان وابن علان هذه لن تخدم غرضك..
    لديك حالة طارئة...
    أنا من رايى ان تذهب الى الملجا..
    وحينما ياتى الصباح تبحث عن حل..
    أنا بصراحة لا استطيع ان استقبل رجلا فى شقتى مهما كانت ظروفه...
    فالسنة السودانيين لا ترحم..
    أنفجر الرجل بالبكاء والنحيب مرة أخرى....
    ولكنها لسبب ما احست بالاشفاق عليه...
    وانتظرت حتى توقف عن البكاء وقال فى صوت متهدج..
    معاك حق..
    دى ما بلد فلان ود فلان..
    انا حأ أمشى الملجا..
    وبعد كدا اشوف ليها حل جذرى...

    (عدل بواسطة nour tawir on 03-01-2014, 02:18 AM)

                  

03-02-2014, 06:08 PM

nour tawir
<anour tawir
تاريخ التسجيل: 08-16-2004
مجموع المشاركات: 17638

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى العصب الحى.... (Re: nour tawir)

    رأت تودد فى ما يرى النائم..
    أن والدها قد مد يده اليها مودعا...
    ويقول..
    لا أمل فى الغربة..
    عودى الى بلدك وتحّملى مع الاخرين..

    أستيقظت تودد مهمومة وذات كدر..
    ولكنها ذهبت الى عملها على اى حال...
    فالعمل نعمة كبيرة فى الغرب...
    لآنه يبعد المرء من مصائب الزمان...
    التى اولها التفكير السلبى المدمر..

    بعد العمل عادت الى دارها..
    وأدارت جهاز تسجيل الرسائل..
    مثلما تفعل عند أول عودتها من الخارج..
    وجدت رسالة من شقيقتها تقول..
    أن اتصلى بى لآمر هام..

    سقط قلبها..
    ارتعشت..
    وتأكدت أن الآمر ليس بخير..
    فقد تعودت فى سنوات غربتها الطويلة..
    أن أى خبر من السودان..
    يسبب الهم والكدر..

    أتصلت..
    فسمعت نفس الاصوات التى تدل على ان المنزل يعج بالناس..
    لم تسأل شقيقتها..
    ولكن تركت لها أمر التبليغ بألامر..
    جاء صوت شقيقتها من الطرف الاخر..
    متهدجا وبالغ الحزن..
    ابلغت تودد بان والدها قد مات مساء الآمس..

    وضعت تودد السماعة..
    وسرحت فى الحلم الذى راته بالامس..
    فقد حدث فى نفس الحظة التى كان والدها يفارق فيها الحياة..
    ويبقى السؤال..
    هل قد كان جادا فى دعوته لى بأن اعود الى السودان؟
    كيف يقول ذلك وهو يعلم أن الاسرة بالكامل تعتمد على التحويلات التى ترسلها ؟
                  

03-02-2014, 06:25 PM

nour tawir
<anour tawir
تاريخ التسجيل: 08-16-2004
مجموع المشاركات: 17638

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى العصب الحى.... (Re: nour tawir)

    لم يكن بالامكان ان تغادر تودد الى السودان للعزاء فى وفاة والدها..
    فقد سافرت الى السودان فى العام الماضى...
    ومازالت ميزانيتها المالية متأثرة..
    ولسوف يستمر الوضع لبضعة اشهر أخرى..

    تلقت مكالمات من عدد من السودانيين الذين يعرفونها..
    وقد أعربوا عن رغبتهم فى الحضور...
    وتقديم وأجب العزاء..
    حددت لهم يوم الاحد القادم لتلقى العزاء..

    من المكالمات التى وصلتها..
    من خارج مدينتها..
    كانت مكالمة من صديقتها اخلاص..
    التى بكت فى التلفون بحرقة....
    وأعربت عن أسفها لعدم القدرة على الحضور..
    بسبب صغر سن أطفالها..
    وصعوبة الطريق لآن المطر الجليدى كان قد هطل بغزارة..
    مما يؤدى الى حوادث السيارات مهما كان حذر السائق...

    ابلغتها اخلاص ايضا..
    بأن سيارة كانت تقل السودانيين العائدين من العمل مساءا...
    لم يتقيد السائق باشرارت المرور ونسبة السرعة..
    لآنه كان يتابع حديثا جانيا مع الشخص الذى يجلس بالقرب منه..
    تسبب السائق فى حادث مريع..
    أودى بحياة احدى الفتيات الشابات....
    التى حضرت الى تلك المدينة حديثا للحاق بزوجها..
    وكسور ورضوض للبعض منهم..
    وقد نقلوا جميعا الى المستشفى..
    وأن السودانيين فى تلك المدينة فى حالة حزن عميق...

    (عدل بواسطة nour tawir on 03-02-2014, 06:28 PM)

                  

03-02-2014, 06:50 PM

nour tawir
<anour tawir
تاريخ التسجيل: 08-16-2004
مجموع المشاركات: 17638

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى العصب الحى.... (Re: nour tawir)

    من الذين حضروا لتقديم واجب العزاء فى والد تودد..
    هو دكتور وجراح يعيش فى مدينة اخرى..
    وقد كان الجراح أول الحضور..
    لآنه يعرف تودد وأهلها...
    ولآنه قابل والدها حينما حضر لزيارة ابنته من سنين خلت..

    كان دكتور احمد فى منتصف العمر..
    شديد النحافة وخفيف السمرة..
    وقد بدأت الحياة تخط سطورها بقوة..
    على شعره ووجهه..

    كان صامتا..
    ولم يشارك المعزين فى الحديث...
    فيما كانت النسوة تقوم باعداد القهوة والشاى..
    كان حزينا جدا كما لو أنه هو صاحب المأتم..
    وبعد مغادرة السودانيين..
    تخلف هو..

    جلست تودد لتتحدث معه وهى شديدة الحيرة..
    سالته؟
    كيف حالك يا دكتور وحال اسرتك الكريمة ؟
    ارك حزين جدا ومهموم فوق حالة السودانيين العادية فى الغربة..
    رد..
    أمور كثيرة ولا استطيع منها فكاكا..
    فحياتى خرجت عن السيطرة ولا أدرى ماذا افعل..
    تودد..
    وكيف ذلك؟
    دكتور احمد...
    لقد فقدت وظيفتى فى المستشفى العام لاسباب لم أكن انا طرفا فيها..
    والان ابحث عن عمل من جديد وفى مثل هذه السن...
    بدأ العرق يتصبب من تودد بغزارة...
    فهى تعلم أن فقد الوظيفة فى الغرب..
    اصعب بكثير من فقد الوالدين...
    واصل الدكتور قائلا أن زوجته غادرت الى السودان ومعها الابناء والبنات...
    لآن سلوكهم اصبح صعب جدا..
    ولقد أصبحنا كما قال دكتور احمد...
    نتردد على مكاتب الشرطة بسبب شقاوة الابناء..
    أما البنات فقد أختارت كل واحدة منهن بوى فرند وادارت ظهرها لتربيتنا لها..
    أطرقت تودد وقد أنتباتها عاصفة من الحزن والغضب على السواء..
    أما اصغر ابنائى فهو الذى قصم ظهرى وجعلنى اتمنى الموت..
    فقد أعلن بأنه قد اصبح مثليا وتلك حرية شخصية..
    أخيرا وجدت تودد صوتها لتسأل الدكتور..
    ألم تتابع تربية اولادك عن كثب يا دكتور ؟
    هناك كثير من الاسر السودانية التى نجحت فى ربط ابنائها بالقيم السودانية..
    رد..
    وكيف لى ذلك وقد كنت أعمل فى المستشفى اثنى عشر ساعة يوميا..
    وكانت والدتهم تعمل فى دار للعجزة..
    تودد..
    لماذا كان على زوجتك ان تعمل وانت جراح يحصل على اجر عال؟
    قال..
    زوجتى مولعة بالمظاهر..
    وقد كانت طلباتها تمتص مرتبى بالكامل....
    فنحن نعيش فى بيت افخم من بيت أى شخص فى مدينتنا...
    هذا غير الولع بالمجوهرات والذهب وآخر صيحات الموضة من التياب والتنانيرالخ..
    علقت تودد..
    اذا يا دكتور هاهى اسرتك تدفع ثمن الركض وراء الثراء والحياة الرغدة..
    والسودان لا يمكن أن يعالج ما افسدته الغربة من أمر الابناء..
    فقط ادعو الله سبحانه وتعالى ان يلطف بك...
    ويوّفق اسرتك فى السودان...
    لم يستح الدكتور من أن يطلق العنان لدموعه امام تودد..

    (عدل بواسطة nour tawir on 03-02-2014, 06:54 PM)

                  

03-03-2014, 00:26 AM

nour tawir
<anour tawir
تاريخ التسجيل: 08-16-2004
مجموع المشاركات: 17638

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى العصب الحى.... (Re: nour tawir)

    بعد خروج دكتور احمد..
    أحست تودد بأن راسها يكاد أن ينفجر..
    شعرت بالدوار والجوع..
    لآنها فقدت الشهية منذ ان تلقت خبر وفاة والدها..
    وقفت خلف النافذة..
    وسرحت بخيالها حول الغربة ...
    والسودانيين..
    نساؤهم ورجالهم وأطفالهم..
    فهناك سودانيين فى الخارج نجحوا فى رحلتهم نجاحا باهرا..
    فكم مبدع سودانى حصل على جوائز عالمية...
    وكم طفل سودانى حصل على جوائز عالمية.....
    وكم امرأة سودانية حصلت على جوائز عالمية..
    اذا ما الفرق بين هذا الشخص الناجح..
    وشخصيات مثل دكتور احمد...
    فقد شهد له الاجانب بالنبوغ..
    فما الذى حدث حتى يفقد وظيفته ؟
    فقد أستحت أن تساله...
    لربما فى الامر سرا لا يريد أن يقوله..
    والا لقالها بعد كل مشاكله الخاصة التى استرسل فيها..
    دون توقف..
    شعرت بالاشفاق الشديد على ذاك الطبيب..
    فهو خلوق ويتميز بالتهذيب فى تعامله مع الاخرين..
    كما وانه رجل سودانى حتى النخاع..
    لم يهادن الغربة...
    ولم يساوم فى اخلاقه وتربيته السودانيه...
    مثل كثير ممن ضلوا الطريق فى الغربة...
    ولكن اسرته ضلت طريقها بالكامل...

    (عدل بواسطة nour tawir on 03-03-2014, 00:28 AM)

                  

03-03-2014, 00:46 AM

nour tawir
<anour tawir
تاريخ التسجيل: 08-16-2004
مجموع المشاركات: 17638

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى العصب الحى.... (Re: nour tawir)

    احتاجت تودد الى اخصائى كمبيوتر..
    ليقوم ببعض الاصلاحات على جهازها الخاص فى المنزل..
    عرجت على مطعم للسودانيين...
    وسالتهم ان كانوا يعرفون احدا..
    قالوا لها ان هناك سودانى نابغة فى مثل تلك المسائل...
    لدرجة أنهم يلقبونه بالهكر..
    وابلغوها بانهم سوف يرسلونه الى دارها..
    كما وابلغوها أن لا تنزعج من هيئته العامة..

    أستغربت تودد تلك النصيحة..
    خاصة وانها تعيش فى بلاد لا ينظر كائنا من كان الى هيئة غيره..
    حضر الهكر فى الزمان والمكان المحددين..
    ولكن تودد صعقت..
    فقد كان الهكر يلبس على هيئة المتشردين..
    ويبدو فى منتهى القذارة..
    ملابسه رثة..
    بالرغم من أنه يمكن أن يذهب الى احدى الكنائس التى توزع الملابس مجانا..
    وفى اى وقت يشاء....
    يمكنه ان يذهب ويختار ما يشاء...
    فى اى وقت..
    بل ان هناك متشردين يحصلون على ملابس من تلك الكنائس..
    لتبديل ملابسهم حينما تتسخ....

    عموما شعرت باحساس غير مريح..
    ولكنها دلته على الغرفة وعلى الجهاز
    وذهبت لتصنع له القهوة السادة كما طلب..
    فى زمن قياسى..
    كان الهكر قد اتم عمله وطلب منها ان تفحص الجهاز..
    اذا كان هناك شيئا اخر..
    دهشت..
    وقالت لنفسها ان الشعب السودانى شعب غريب..
    ولا يمكن ان تصدر فيه رايا قاطعا..

    ناولته اجره..
    ودعها وخرج..
    ولكن دون ان يمد يده ليصافحها..
    كما فعل عند دخوله..
    ويعطى انطباعا بالكبرياء كما لو كان احد لوردات لندن..
    رّشت مزيل الروائح الكريهه فى الغرفة التى كان يعمل بها..
    وأتصلت باصدقائها فى المطعم..
    لتخبرهم بان المهمة قد انتهت وهى تشكرهم..
    رد عليها المتحدث قائلا..
    طبعا لو عرفتى انه ساكن تحت الكبرى حيغمى عليك..
    ما حبينا نقول ليك المعلومة دى فى الاول عشان ما تخافى..
    وهو زى ما شفتيه..
    هكر...
                  

03-04-2014, 09:40 PM

nour tawir
<anour tawir
تاريخ التسجيل: 08-16-2004
مجموع المشاركات: 17638

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى العصب الحى.... (Re: nour tawir)

    بدأت تودد تتأثر بالاحداث الجارية فى حياتها..
    خاصة بعد وفاة والدها..
    وشعورها بان حياتها تفلت من بين يديها دون ان تدرى كيف..
    المهم انها احست بان قوة خارجة عن ارادتها هى التى تشكل حياتها...
    وتضيق الخناق عليها..
    لذلك تقدمت بطلب عمل فى احدى المنظمات الدولية ذات الافرع فى الدول النامية..
    لعلها تهدأ قليلا...
    أولعل الحياة تعود سيرتها الاولى بالرتابة المعهودة..
    فقد وصلت تودد الى نتيجة مفادها...
    ان تسير الحياة ببطء ورتابة...
    خير من ان تتوقف تماما..

    زارتها فى فترة الانتظار..
    صديقتها اخلاص ومعها ابنائها الاشقياء..
    وبالرغم من ان اخلاص لم تتعد الثلاثين من عمرها..
    ألا ان راسها اشتعل شيبا..
    وقامت الحياة بتوقيعاتها المعهودة على وجهها..
    والاهم من مظهرها...
    هو ان اخلاص قد تحولت الى شخصية هادئة جدا..
    وتسرح كثيرا...
    فيما يركض اطفالها من حولها..
    وهى بالكاد تشعر بهم..

    أبلغت أخلاص تودد بان طلاقها قد تم..
    وأن زوجها قد أنتقل للعيش مع صديقتها...
    وانهم يعدون العدة للزواج..
    وان زوجها قد ابلغ الجميع..
    بانه لم يكن سعيدا معها..
    لان حبه لها قد خبا وانتهى منذ زمن بعيد..
    الامر الذى جعل الاحساس بالخيانة..
    ياكل فى عمرها ويدمر نفسيتها ومظهرها..

    تحدثت معها تودد لساعات وساعات..
    حتى اقتنعت اخلاص بأنها لم تقصر مع زوجها فى شئ..
    ولم تخنه..
    وانها احبته وتزوجته وانجبت له..
    ولقد كان واضح جدا انه سعيد..
    فالعيب عيبه..
    والخطأ حطاوه..
    وانها يجب ان ترفع راسها عاليا ....
    لآنها قد قامت بواجبها على اكمل وجه..
    والدليل على ذلك أحترام السودانيين كلهم فى تلك المدينة لموقفها ..
    وبعدهم عن زوجها وصديقتها كما قالت..

    اما الزوج فقد اثبت عدم مسئوليته...
    وعدم قدرته على تحمل تربية اولاده...
    وانه رجل يبحث عن المتعة فى المراة...
    ثم ما يلبث ان يرميها ويبحث عن غيرها...
    وغدا يأتى الدور على صديقتها...
                  

03-04-2014, 09:53 PM

nour tawir
<anour tawir
تاريخ التسجيل: 08-16-2004
مجموع المشاركات: 17638

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى العصب الحى.... (Re: nour tawir)

    أجتهدت تودد فى أن تخفف عن صديقتها..
    وتعيدها سيرتها الآولى..
    ولقد نجحت بالفعل فى تلك المهمة...
    حتى عادت اخلاص للضحك والمرح والغناء..الخ..
    فقد عادت اليها ثقتها بنفسها..
    وقررت أن تبحث عن عمل بمجرد عودتها..

    أحست تودد بالارتياح..
    وشعرت ايضا بأن وجود صديقتها قد خفف عنها كثيرا..
    واعاد لها بعض الامور فى نصابها..
    عادت اخلاص وابنائها..
    وتسلمت تودد خطاب التعيين فى فرع المنظمة فى اديس..
    وغادرت ذات صباح مشرق لاسع البرودة..
    وحطت فى بلد كانت درجة حرارتها فوق الاربعين..

    المهم بدأت مهامها..
    التى تتعلق بشئون المراة فى القرن الافريقى..
    ولكن مقر المنظمة فى أديس..
    وبدأت حياة جديدة..
    وتعامل مع وجوه جديدة..

    (عدل بواسطة nour tawir on 03-04-2014, 09:54 PM)

                  

03-04-2014, 10:06 PM

nour tawir
<anour tawir
تاريخ التسجيل: 08-16-2004
مجموع المشاركات: 17638

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى العصب الحى.... (Re: nour tawir)

    أول ما لفت نظر تودد فى ذاك البلد الافريقى العريق..
    هو نوع واسلوب غربة السودانيين..
    الذى يختلف عنه فى دول العالم الاول..
    فالسودانيين معظمهم سياسيين..
    ولديهم مشاكل مع الحكومة السودانية..
    ويعانون من البطالة...
    أن كثير منهم يعمل عملا معارضا...
    يختلف عن اسلوب العمل السودانى المعارض فى دول العالم الاول..

    ما لفت نظر تودد ايضا هو ظروف السودانيين المعيشية القاسية..
    حيث تختلف عن معاناة السودانيين فى اوربا وأمريكا..
    هنا يعانون من الجوع والعوز والحاجة..
    ولكن فى اوربا وامريكا يعانون من رتابة الحياة..
    وبأن المرء هوعبارة عن رقم..
    تتعامل معه الدولة على هذا الاساس..
    وأن حياتهم مملة لا تخرج عن العمل والدراسة والبيت...

    احست تودد بالغبن وقلة الحيلة..
    وبدأت تفكر فى كيف يكون حال السودانيين..
    لو انهم عادوا جميعا الى السودان..
    فى زمن واحد..
    من كل دول العالم..
    كيف سيكون تعاملهم مع بعضهم البعض؟
    وكيف سيتعايشون مع واقع السودان ؟

    وبينما كانت فى جولة مع بعض النسوة فى الاسواق ذات يوم..
    أستوقفتها فتاة سودانية..
    وبدأت تحكى لها عن قصتها....
    و تطلب منها عونا..
    لمجرد انها لاحظت ان تودد سودانية..
    تبدو فى هيئة راقية....

    (عدل بواسطة nour tawir on 03-04-2014, 10:08 PM)

                  

03-06-2014, 12:29 PM

nour tawir
<anour tawir
تاريخ التسجيل: 08-16-2004
مجموع المشاركات: 17638

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى العصب الحى.... (Re: nour tawir)

    تدريجيا تحولت حياة تودد فى اديس...
    الى معالجة قضايا السودانيين والسودانيات المعيشية..
    أكثر من مهنتها التى جاءت لاجلها..
    فالفتاة السودانية التى استوقفتها فى السوق..
    وطلبت منها قوت يومها..
    لم تكتف تودد بأن تحل لها تلك الضائقة فحسب..
    بل أوجدت لها وظيفة فّراشة فى المنظمة التى تعمل بها...
    فيما قدمت اوراق تلك الفتاة الى مكتب الآمم المتحدة موضحة ظروفها..
    وطلبت لها اللجوء السياسى...
    الفتاة نزحت من مناطق القتال فى السودان...
    وأنقطعت لها كل صلة بأهلها...
    وهى لا تستطيع العودة...
    لآن الحرب كما قالت لا تتوقف نهائيا...
    فهى دائما تعود...
    وبذلك تقطعت بها السبل فى اديس..
    وما ان سربت الفتاة خبر مساعدة تودد لها...
    حتى بدأ السودانيون فى التردد على المنظمة فى ظروف مشابهة..
    وقصص لم تخرج عن شظف العيش.....
    وعدم القدرة على العودة الى السودان لخطورة الوضع..

    وبالرغم من ان حياة تودد فى اديس قد كانت مليئة بالحركة..
    ومساعدة الناس...
    اضافة الى النافذة الجديدة التى فتحت لها...
    للتعرف على قضايا نساء القرن الآفريقى عن كثب..
    ألا انها قررت العودة الى مقرها...
    أو العمل لفرع المنظمة فى أى مكان اخر من العالم..
    لآن الذى راته كان فوق احتمالها...
    وتسبب لها فى كثير من المعاناة والحزن...
    الذى هربت منها فى دول العالم الآول...
    كما وان انواع المعاناة فى الدول النامية..
    تصبح شديدة القسوة بالنسبة لشخص قادم من دول العالم الاول..
    وأن التارجح بين العالمين..
    يصبح مثل ان يسلخ جلد المرء بموسى الحلاقة القديم...
                  

03-06-2014, 12:44 PM

nour tawir
<anour tawir
تاريخ التسجيل: 08-16-2004
مجموع المشاركات: 17638

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى العصب الحى.... (Re: nour tawir)

    على ان اجمل الايام التى قضتها تودد فى اديس..
    حينما جاءت والدتها واخوتها لزيارتها...
    شعرت بأنها سعيدة لاول مرة منذ سنين خلت..
    وتجولت مع اسرتها فى الاسواق..
    لشراء مستلزمات الزواج لشقيقتها الصغرى..
    فقد بدات قناعات تودد تتشكل حول عدم جدوى زواجها...
    ويكفى ان ترى السعادة فى وجوه أهلها..
    وهى توفر لهم ما يحتاجون..

    بعد عودة اسرتها..
    وبانتهاء العقد الخاص بالعمل فى اديس..
    كان عليها ان تتوجه الى احدى الدول الخليجية...
    للعمل فى احد مكاتب الآمم المتحدة..

    أحست تودد بأن دول الخليج...
    قد تعتبر حلا وسطا..
    للتفاعلات النفسية الصعبة التى تعتمل فى صدرها..
    فلا هى سعيدة فى الغرب...
    ولا هى تشعر بالانتماء الى العالم النامى..
    ويبدو أنها هى التى تحمل مشكلتها الخاصة وتتجول بها..
    وليست ظروف تلك الدول هى التى تلقى بظلالها على حياتها المعقدة....

    ودعت اديس..
    والقت بنفسها فى خضم جديد..
    لا تدرى كنهه..

    (عدل بواسطة nour tawir on 03-06-2014, 12:45 PM)

                  

03-06-2014, 09:05 PM

nour tawir
<anour tawir
تاريخ التسجيل: 08-16-2004
مجموع المشاركات: 17638

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى العصب الحى.... (Re: nour tawir)

    أول الحواجز النفسية التى اصطدمت بها تودد فى تلك الدولة الخليجية الصغيرة...
    هى غابات الآسمنت والآبراج العالية وناطحات السحاب من كل لون وارتفاع....
    كل شئ مرسوم ومخطط بدقة وعناية...
    كل شئ يلمع من النظافة..
    يوحى بأن الدخول الى بيوت وقلوب أهل تلك الدولة...
    يجب أن يمر عبر مسارات دقيقة..
    اصعب بكثير مما يمكن أن تقابل القادم فى اى دولة من دول العالم..
    كل شئ مغلق..
    كل شئ صامت فى تحدى وحذر...
    فيما عدا اصوات السيارات الفارهة شديدة الفخامة..
    وهى تطوى الارض طيا...
    من والى..
    الوجوه التى يراها القادم فى الشوارع..
    هى فى الغالب وجوه أجنبية..
    أتت لتبحث عن رزقها..
    ولكن ومن وقت لآخر قد تمر سيارة فارهة..
    وبداخلها احد مواطنى أو مواطنات تلك البلدة..
    ولكن السيارة مظلله..
    وتترك لك حرية الخيال..
    فى من وكيف يكون الشخص الجالس فى المقعد الخلفى..
    فيما يقود السيارة اسيوى شديد الاناقة..
    اوالشاب الذى يقود السيارة و يشعرك بأنه قادم من بوبات الجنة..
    ولم يسمع بكلمة معاناة او حزن طيلة حياته..

    قضت تودد اسبوعها الاول فى السكن الخاص بها..
    تذهب الى مكاتب الآمم المتحدة وتعود الى الشقة المخصصة لها..
    وتغلق الباب...
    ثم تسرح فى السودان وأهله..
    ماهى حكايتنا نحن السودانيين ؟
    فلا نحن دولة نامية ولا نحن دولة متقدمة..
    ولسنا كذلك أحدى دول الخليج..
    أو دولة افريقية تعكس ملامحها الافريقية..
    أو دولة اسيوية تعشق العمل مثل النمل..
    فمن نحن ؟
    ولماذا تنمو الدول ونتخلف نحن ؟..
    حتى وصل حالنا الى ما قبل العصور الوسطى..
    ونحن فى نمونا الدائرى..
    نعود دائما الى نقطة البدء..

    فمن نحن ؟

    (عدل بواسطة nour tawir on 03-07-2014, 11:16 PM)

                  

03-07-2014, 11:36 PM

nour tawir
<anour tawir
تاريخ التسجيل: 08-16-2004
مجموع المشاركات: 17638

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى العصب الحى.... (Re: nour tawir)

    تلقت تودد دعوة لطعام الغداء من احدى صديقات شقيقتها فى الدراسة..
    وتعيش فى الخليج مع زوجها وابنائها..
    حضر السائق ليقل تودد..
    اسيوى الجنسية..
    وقد قام السائق بفتح باب السيارة ..
    ثم اغلاقها ..
    مما اشعر تودد بان السائق مدرب تدريبا جيدا..
    ويدل مظهره على انه يتقاضى مرتبا جيدا..
    جلست تودد باسترخاء فى المقعد الخلفى....
    وسرحت مع العمارات والابراج وناطحات السحاب..
    عالم خاص..
    ينطق ثراءا وفخامة تصل حد التخمة..
    كل شئ نظيف الى درجة اللمعان..
    شوارع هادئة..
    وسيارات يقودها اسيويون..
    الحافلات العامة لا يستخدمها اهل الخليج...
    ويعتبرونها عيبا...
    لذلك فهى تحدد الطبقة الاجتماعية فى البلد..

    وصلت السيارة..
    استقبلت نوران مضيفتها بحفاوة بالغة..
    فهى شقيقة امراة عزيزة عليها..
    شاركتها أحلى سنوات الدراسة الثانوية والجامعية..
    حضر الاطفال وسلموا على تودد بأدب جم..
    عكس الاطفال السودانيين فى دول الغرب....
    الذين لا يرون أهمية فى الامر..
    مالم يكن الزائر هواحد اصدقائهم...
    أو قد حضر بدعوة ...
    أو على الاقل يعرفون مقدمه..
                  

03-08-2014, 00:05 AM

nour tawir
<anour tawir
تاريخ التسجيل: 08-16-2004
مجموع المشاركات: 17638

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى العصب الحى.... (Re: nour tawir)

    كانت مضيفتها عالية الثقافة والذوق الذى يبديه ديكور الشقة..
    وكذلك طريقة لبسها هى وأطفالها..
    وان كانت لا تخلو من فخامة خانقة..
    تحدثت مضيفتها عن سنوات الغربة والحنين الى السودان وأمور كثير..
    غير ان تودد لم يداخلها احساس مضيفتها بالغربة التى ركزت عليها كثيرا..
    لان نوران بدت شديدة التصالح مع الغربة عكس كلامها..
    كما وان الحديث عن المعاناة داخل الوطن..
    وكيف انها تتحسر على فراق الوطن..
    نسف ماتبقى من احساس لدى تودد تجاه مضيفتها..
    لان الكلام لم يخرج صادقا..
    لذلك غيرت تودد مجرى الحديث..
    وسألت نوران عن حال السودانيين فى تلك البلده..

    هنا تحمست نوران ..
    وبدأت تحكى لها عن قصص الطلاقات..
    والبحث عن العمل...
    ثم مشاكل الاقامة التى تعتبر قاصمة الظهر بالنسبة للسودانيين فى الخليج...
    وكيف ان السودانيات اتجهن الى الزواج من خليجيين..
    فتيات فى سن صغيرة..
    تلقى بهن اسرهن الى تلك البلاد...
    وهن فى حالة انبهار تام بالثراء والفخامة..
    وما ان يمر على زواجها عام..
    حتى تصل الى مرحلة الندم والبحث عن الطلاق..
    والسبب ببساطة هو أختلاف الثقافة..
    والنظرة للمرأة....
    والحرية التى تلقاها السودانية فى بلدها من زيارة للاهل والصديقات..الخ

    قصص تدمى القلب..
    من انواع الوظائف التى يقبل بها السودانيين فى الخليج..
    فقد حكت لها عن مدرس مرحلة ثانويه أضطر ان يعمل راعى أغنام للحصول على الاقامة..
    محامى اضطر ان يعمل سائق لدى اسرة خليجية..
    طبيب فارق مهنة الطب ولجأ الى مهنة اخرى لا علاقة لها بتخصصه..
    صيدلى يعمل فى حمل الثلج لسقاية الاغنام فى المزرعة فى الصيف..
    كل ذلك للحصول على الاقامة..
    وضمان مرتب شهرى.
    يستطيع أن يعول به اسرته اذا كان قد استطاع ان يحضرها..
    وأن يضمن تحويل المبالغ الشهرية الى والدية وبقية الاسرة..

    لفت نظر تودد ان الفتاة التى كانت تقدم الخدمات..
    فلبينية الجنسية..
    استغربت تودد ان تعمل السودانيات كخدم منازل لدى الخليجيين...
    فيما تعمل الاجنبيات خدم منازل لدى السودانيين..
    معادلة غريبة..

    عادت تودد وهى شديدة الهم والغم..
    وكانت تقول لنفسها..
    من غير المعقول ان تحاصر الظروف السودانيين فى اركان الدنيا الاربعة بهذه الطريقة اللئيمة..
    والاهم من ذلك ما يحدث داخل السودان...
    شهادات تتبعثر فى شوارع الكرة الارضية..
    وتقبل باى عمل فقط لتعيش..
    الهذه الدرجة وصلت قسوة السودان على ابنائه ؟
                  

03-09-2014, 04:24 PM

nour tawir
<anour tawir
تاريخ التسجيل: 08-16-2004
مجموع المشاركات: 17638

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى العصب الحى.... (Re: nour tawir)

    بما ان الشمس فى تلك البلاد تسلق المرء سلقا..
    وتفجر ينابيع العرق فى الخلق..
    وتسبب القلق..
    فقد هرعت تودد الى السيارة المكيفة..
    والقت بجسدها النحيل فى المقعد الخلفى...
    فيما أطلق السائق الاسيوى عجلات السيارة للريح..

    دلفت تودد الى احد المستشفيات....
    حيث كان عليها دراسة واحدة من الحالات الغريبة...
    والعادية ايضا فى ذاك الجزء من الكرة الارضية..
    والتى تعتير انتهاكا صريحا للحقوق..
    فقد كانت الخادمة السودانية تستلقى فى سرير المستشفى..
    وهى بالكاد تعى ما حولها..

    وبعد جهد جهيد من تودد ...
    فتحت زينب عينيها وهما مليئتان بالدموع..
    وبدأت تحكى بهدوء وصعوبة..
    ذكرت زينب انها قد أحضرت الى تلك البلاد..
    ضمن مجموعة من الفتيات السودانيات للعمل كخدم للمنازل..
    كلهن خريجات جامعيات..
    وكلهن شابات..
    وكلهن على قدر من الجمال..
    هكذا كانت شروط العقد..

    أسترسلت زينب...
    لتروى عدم معرفتهن بما يخبئه ذلك العقد..
    ولم ينتبهن جميعا...
    الى مغزى الشرط الذى يطالب بصغر السن ومستوى الجمال..
    وحينما حضرن الى تلك البلاد..
    التى ظاهرها الرحمة...
    وباطنها من قبلها العذاب..
    بدأت تكشر عن انيابها..

    فبالاضافة الى العمل المضنى طوال اليوم..
    وعدم الاحترام ثم الاذلال المتواصل..
    كانت هناك مهام ليلية لا يمكن الحديث عنها الى الملا..
    واضافت زينب...
    هناك من حالفهن الحظ فاقتصر عملهن على شئون النظافة..
    وحسن معاملة المخدم..
    أما الاغلبية ...
    فقد وآجهن الضرب والاساءة وممارسات اخرى..
    لا علاقة لها بمضون العقد..

    واضافت زينب..
    المشكلة لا تتلخص فى انهيار عقد العمل..
    ولكنها تتمثل فى الاذلال الذى لن تستطيع أى قوة فى الارض أن تمحوه..
    ثم العودة الى السودان..
    بمثل تلك الشروخ والكدمات النفسية...
    فالجسدية أمرها سهل..

    سرحت تودد ولسان حالها يقول..
    اذا هذا ما تخبئه تلك الابراج العالية..
    ذات الابواب الفولاذية الضخمة..
    وتقنيات الآمن المتقدمة..

    (عدل بواسطة nour tawir on 03-09-2014, 04:26 PM)

                  

03-13-2014, 01:41 AM

nour tawir
<anour tawir
تاريخ التسجيل: 08-16-2004
مجموع المشاركات: 17638

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى العصب الحى.... (Re: nour tawir)

    استمعت تودد الى كثير من الروايات حول اوضاع السودانيين فى الخليج...
    قبل غزو صدام للكويت..
    وكيف ساهم السودانيون فى بناء الخليج ونهضته..
    وكيف كانوا محل ثقة الخليجيين..
    ولكن ونسبة لوقوف الحكومة السودانية مع صدام...
    وكيف دفعت بالشباب السودانى ليحارب مع صدام ضد الكويت..
    فقد كان لذاك الموقف تداعيات خطيرة على احوال السودانيين فى الخليج..
    أولها الهزة التى حصلت فى ثقة العرب ضد السودانيين...
    ثم فقدانهم لالاف الوظائف..
    هذا الاجراء ترتب سلبا على السودان..
    نسبة للدور الجبارالذى يقوم به السودانيين فى الخليج..
    لاعاشة اسرهم فى الداخل..

    كانت حالة زينب قد تحسنت وخرجت من المستشفى...
    وللمرة الثانية تجد تودد ان عليها مساعدة فتاة سودانية فى الحصول على عمل..
    منذ خروجها من تلك الدولة الغربية....
    فقد حاولت ان تقنع نوران بتعيينها بدلا عن الفلبينية...
    ولكن تودد ذهلت حينما ابلغتها نوران ....
    بأن الخادمة الفلبينية هى مظهر اجتماعى قبل كل شئ..
    وثانيا لان الفلبينية تجيد عملها اكثر من السودانية...
    ومطيعة..
    عكس السودانية التى سوف تحاول ان تعاملها معاملة الند.
    هذا عدا اسرار بيتها التى يمكن ان تنقلها للسودان..

    قامت تودد بتعيين زينب كعاملة فى مكاتب الامم المتحدة..
    فيما قدمت أوراقها لطلب اللجوء ....
    كل ذلك لم يشعر تودد بالسعادة..
    فقد كانت تسأل نفسها بالحاح..
    وماذا عن الباقيات ؟
                  

03-13-2014, 01:56 AM

nour tawir
<anour tawir
تاريخ التسجيل: 08-16-2004
مجموع المشاركات: 17638

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى العصب الحى.... (Re: nour tawir)

    وصلت لمكاتب الامم المتحدة فى تلك الدولة الخليجية..
    دعوة من السفارة السودانية للاحتفال بعيد الاستقلال الوطنى..
    لم تكن تودد متحمسة لتلك الدعوة..
    لان السفارة السودانية كما قالت لنفسها وآجهة للنظام القمعى فى الخرطوم..
    ولكنها ذهبت على أى حال..

    كان حضور السودانيين عاليا..
    لبست النساء اغلى الثياب والحلى,..
    وبانت عليهن آثار النعمة والمال..
    كان الاطفال يركضون هنا وهناك...
    وهم موفورين الصحة وسعداء..
    فقط لاحظت تودد ان الحضور كان شماليا نيليا..
    فقط مجموعة محدودة من الهامش..
    يجلسون حول طاولتين فى الخلف..
    وبدا الآمر كما لو ان شمال السودان هو الذى فصل...
    وليس جنوبه..
    تلك الملاحظة سببت لها الحزن الشديد..

    قدمت للمدعوين اطيب الحلويات والمعجنات والعصاير..
    وبدأت الخطب حول السودان والاستقلال..
    ونهضة السودان الحالية..
    وعكست البرامج كل ثقافة شمال السودان..
    الموسيقى والمعروضات ثم الحضور...
    كانت تودد تتابع وهى لا تصدق..
    اين نهضة السودان التى يتحدثون عنها ؟
    أين الاكتفاء الذاتى والرفاهية التى يتحدثون عنها ؟
    اين ثقافات السودان شديدة التنوع والثراء ؟
    فأحست بذاك الشرخ البارد والحاد يكاد ينسف روحها..

    لاحظت ايضا اهتمام المسئولين بطاقم الامم المتحدة...
    ولكنه اهتمام فيه خضوع أكثر حسن الضيافة..
    وعادت وهى تحاسب نفسها على تلبية الدعوة...

    (عدل بواسطة nour tawir on 03-13-2014, 02:00 AM)

                  

03-15-2014, 02:07 PM

nour tawir
<anour tawir
تاريخ التسجيل: 08-16-2004
مجموع المشاركات: 17638

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى العصب الحى.... (Re: nour tawir)

    بمرور الايام تّكشف لتودد أن مشكلة السودانييين فى دول الخليج..
    اعقد مما كانت تتصور..
    وتختلف عنها تمام الاختلاف عن ازمات السودانيين فى دول العالم الاخرى..
    خاصة وان هجرة العقول السودانية الى الخليج كانت قد بدأت فى السودان...
    منذ سبعينيات القرن الماضى...
    حينما أطل شبح الازمة الاقتصادية الطاحنة أيام نميرى..
    وبدأ التدفق الى الخليج وليبيا والعراق منذ تلك السنوات..
    مما يوضح الكم الهائل من المواطنين السودانيين فى الخليج...

    وبرغم ان تلك الهجرات قد بدأت بالعقول..
    الا انها توسعت لتشمل الجميع...
    ممن اضطرتهم ظروف السودان..
    فدخلت الى الخليج انماطا لا تشرف السودان ولا السودانيين..
    يضاف الى ذلك الحاملين للجواز السودانى من دول القارة الافريقية..
    ثم ما فعله نفر من السودانيين القادمين من العراق فى الكويت ايام ازمتها مع صدام..
    ثم موقف الحكومة السودانية من تلك الحرب...
    كل تلك عوامل ساعدت فى زيادة تعقيد الوجود السودانى فى الخليج..

    لذلك فان القصص التى استمعت اليها تودد.
    يقشعر لها البدن..
    وهى قصص لا تشبه السودان من قريب او بعيد..
    خاصة التفسخ الاخلاقى..
    حيث اصبحت النساء ضلعا اساسيا فيه..

    هناك زيجات تمت لشباب فى الخليج..
    ما كان لها ان تتم لو لم يكونوا مغتربين...
    وحينما تصل الزوجه الى تلك الدول..
    وتكتشف حقيقة الامر..
    حتى تقوم بالبحث عن وسيلة أخرى للعيش....
    لتتجنب العودة الى السودان وتواجه خساراتها..

    ثم سلوكيات من شباب سودانيين..
    تتعلق بالنصب والاحتيال والسرقات والشعوذة..
    وانواعا من السلوكيات..
    ما كان لها ان تنتشر وتتمدد لو ان أؤلئك الاشقياء...
    قد عادوا الى السودان..
    وبحثوا عن اساليب أخرى شريفة..

    لذلك فأن المسالة برمتها تعنى...
    خوف السودانيين من العودة الى السودان وهم لا يملكون شيئا...
    ويفضلون الغوص فى الوحل..
    والتمسك بأمل زآئف..
    لآنه اسهل بأعتقادهم...
                  

03-15-2014, 02:25 PM

nour tawir
<anour tawir
تاريخ التسجيل: 08-16-2004
مجموع المشاركات: 17638

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى العصب الحى.... (Re: nour tawir)

    فى محل لبيع الكسرة الحبشية التقت تودد بأحدى السيدات السودانيات..
    ممن عشن فى الخليج لعقدين من الزمان..
    اقتربت السيدة من تودد وبدأت تسألها أعتقادا منها بانها تعيش فى تلك الدولة مع اسرتها..
    ولكن تودد اوضحت لها الامر.....
    ثم بدأت تسال السيدة عما اذا عايشت فترة الاحتلال العراقى فى الكويت..
    اجابت السيدة وقد كستها موجه من الحزن قائلة..
    منذ خروج صدام من الكويت تعرضنا نحن السودانيين للاذلال والاهانة..
    نسبة الى موقف حكومتنا ووقوفها بجانب صدام...
    وبما اننا لا نملك اى مصدر للرزق فى السودان فضلنا البقاء..

    سألتها تودد وكيف كان سلوك السودانيين فى تلك الفترة ؟
    أجابت السيدة..
    لاحظنا ان من السودانيين من ساند الكويت وحارب مع المقاومة الكويتية...
    ومنهم من دخل مع قوات التحالف الدولية وهو جندى..
    ومنهم من دخل مع جيش صدام...
    ومنهم من دخل من العراق كمدنيين وعاثوا فى الارض فسادا..
    هؤلاء هم النكبة الاساسية والسبب فى احتقار الخليجيين لنا بعد تحرير الكويت..

    ثم سالت تودد...
    وكيف تيعشون الان ؟
    أجابت السيدة..
    وضعنا تغير كثيرا...
    ولم نعد نجد وظائف مثل التى كنا نمتهنها قبل احتلال الكويت..
    ولكننا نفضل البقاء..
    لاننا وكما قلت لكى..
    لا نملك مصدرا للرزق فى السودان..
    وأن هناك من يعتمد علينا فى ظروفهم المعيشية..
    فقط نزوره من وقت لآخر....

    ودعت تودد تلك المرأة..
    وعدة اسئلة تتزاحم فى عقلها..
    ما الذى يجعل السودانى يحارب مع دولة محتلة ؟
    وما الذى يجعله يحارب مع المحتل ؟
    ومالذى اوصله الى قوات التحالف الدولية ؟
    وما الذى يجعل السودانى يسلك سلوكا شائنا فى دولة اجنبية ...
    وهو يعلم تمام العلم ان فى ذلك التصرف اساءة بالغة للوطن ؟

    عن ماذا يبحث السودانيون؟

    (عدل بواسطة nour tawir on 03-15-2014, 02:28 PM)

                  

03-21-2014, 09:52 PM

nour tawir
<anour tawir
تاريخ التسجيل: 08-16-2004
مجموع المشاركات: 17638

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى العصب الحى.... (Re: nour tawir)

    أنتهت فترة العمل المحددة لتودد فى تلك الدولة الخليجية..
    وعادت الى عالمها الاول وهى تحتضن جملة تناقضات عن العالمين..
    فلم تكن أقامتها القصيرة فى افريقيا..
    وكذلك فى دول الخليج...
    بالامر الهين..
    فقد تكشف لها وضع السودانيين المؤلم فى كل بلد تضع فيها قدميها..
    فقد قابلت شخصيات أقرب االزومبى ..
    و أستمعت الى قصص أغرب الى الخيال..
    فى جوهرها وتفاصيلها..
    والمواطن السودانى اصبح فى نظرها كمن تتقاذفه الامواج..
    لا يدرى ماذا هو فاعل؟
    ولا يدرى هل فى هروبه من السودان حلا لمشاكله؟
    أم فى العيش داخل السودان من خلاص..
    واصبحت المسألة كما حللتها تودد مرارا وتكرارا..
    هى نوع من الفوضى الخلاقة..
    يعيشها السودانيون سواء فى الداخل..
    أو الخارج..
    كل ما يهم فى هذه الحالة المستعصية..
    هو عدم قدرة السودانيين...
    على السيطرة على حياتهم..
    بل العكس...
    فأن أى ريح وفى أى اتجاه..
    تأخذ قى طريقها عددا من السودانيين..
    شاءوا أم أبو.
    خططوا لذلك أم تصرفوا عشوائيا...
    فقد أصبح السودانى فى حالة هروب دآئم..
    والى أى مكان..
    أما قصص النجاحات..
    فهى محدودة بحسب الكم الهائل من السودانيين فى كل انحاء الكرة الارضية..
    ولا تكاد تذكر..
                  

03-21-2014, 10:06 PM

ملهم كردفان
<aملهم كردفان
تاريخ التسجيل: 02-16-2013
مجموع المشاركات: 4742

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى العصب الحى.... (Re: nour tawir)

    متابعه مستحقه يانورتاور
    ...
    مرفق ورده وتحيه واحترام
                  

03-21-2014, 10:10 PM

nour tawir
<anour tawir
تاريخ التسجيل: 08-16-2004
مجموع المشاركات: 17638

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى العصب الحى.... (Re: nour tawir)

    وصلت تودد الى شقتها الصغيرة والآنيقة..
    واحست كما لو أن جزءا حيويا من حياتها قد عاد اليها...
    ولكنها ايضا لم تكن سعيدة..
    رغم انتهاء فترة الشتاء..
    وبداية الربيع..
    وعودة الحياة الى تلك الدولة..
    ولكن يبدو ان الحزن قد أصبح متلازما لها..

    أدارت قرص التلفون واتصلت فى صديقتها اخلاص..
    جائها صوت اخلاص كعادتها..
    مجلجلا وقويا ومليئا بالحب والفرح..
    رغم كل ما حل بها على يد زوجها السابق..
    أستمعت تودد لنشرة الاخبار العامة..
    فلانه زوجها كان بيآخد الشيكات بتاعة الخدمة الاجتماعية كل شهر..
    وبعد كدا يختفى ويسيب زوجته وأولاده لمكاتب الاغاثة..
    أخيرا طلقته وأشتغلت عاملة نظافة فى مؤسسة حكومية..
    زوجى البعيد من ذكر الله..
    تزوج وعاشوا فترة مع بعض..
    وحاليا زوجته بتشتكى منه وقالت ندمانه على الزواج..
    لآنه راجل نفعى ووصولى ..
    ولآنها أكتشفت انه تزوجها عشان يستغلها..
    وفلان لقوه فى شقته ميت ليه خمستاشر يوم..
    والشرطة كسرت الباب وشالوا الجثمان..
    فلانه مشت السودان وأتزوجت..
    لما رجعوا وقررت تعمل حفلة..
    زوجها اخد منها القروش عشان يمشى يأجر الصالة..
    وأختفى..

    هكذا استطردت اخلاص بلا توقف..
    حتى سالتها تودد..
    وأنتى عاملة كيف ؟
    أشتغلت فى مطعم....
    وبينى وبينك أرتحت من الكتمة الكان عاملها لى ابو العيال..
    أتارينى كنت غلطانة لما افتكرت انه بيحبنى..

    وضعت تودد السماعة وهى لا تدرى ماهى فاعلة..
    هل تقطع علاقتها بكل ماهو سودانى ؟
    أم تستسلم لهذا الجنون المستفحل..
                  

03-22-2014, 04:53 PM

nour tawir
<anour tawir
تاريخ التسجيل: 08-16-2004
مجموع المشاركات: 17638

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى العصب الحى.... (Re: nour tawir)

    ملهم كردفان...

    مرحب بالزيارة الفخيمة..
    التى اصطحبت معها كل اشكال الجمال..
    مع مطلع الربيع فى مدينتنا الصغيرة هذه...
                  

03-22-2014, 04:57 PM

nour tawir
<anour tawir
تاريخ التسجيل: 08-16-2004
مجموع المشاركات: 17638

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى العصب الحى.... (Re: nour tawir)

    أيمن عوض ..

    من نواحى الفيس بوك..
    لم افهم قصدك..
    ومع ذلك ألف مرحب..
                  

03-22-2014, 05:16 PM

nour tawir
<anour tawir
تاريخ التسجيل: 08-16-2004
مجموع المشاركات: 17638

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى العصب الحى.... (Re: nour tawir)

    مع مدخل الربيع فى تلك المدينة الكندية الصغيرة..
    والناطقة باللغة الانجليزية..
    قررت تودد ان تمنح لنفسها بعض ساعات من الحرية والانطلاق..
    والهروب بعض الوقت من تلك الافكار والوساوس التى اصبحت متلازمة لها..
    وضعت بلوفر خفيف على كتفها..
    ومن تحته بنطلون جينز وبلاوز ابيض..
    ثم حزاء سّحاب بلا كعبين..
    ويممت وجهها شطر احد المطاعم فى طرف السوق..
    الذى يقدم وجباته فى جانبى الطريق side walk

    جلست الى ركن المطعم تنتظر لائحة الطعام..
    وبدأت تنظر الى من حولها وهم منغمسون فى الفرح والضحك..
    بدت على الجميع السعادة التامة..
    سعادة لان ليس هناك من سبب يعكرها..
    وسعادة بمقدم الربيع...
    الذى يشبه ايام الدرت فى السودان...
    حينما تقام جميع كرنفالات الفرح..
                  

03-22-2014, 05:37 PM

nour tawir
<anour tawir
تاريخ التسجيل: 08-16-2004
مجموع المشاركات: 17638

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى العصب الحى.... (Re: nour tawir)

    كان الجو منعشا حقا...
    انتشر الاطفال حول المكان..
    يركضون ويلعبون فيما شغل والديهم بالسمر مع الاصدقاء..
    كان المنظر رائعا حقا...
    فقط ما لفت تودد...
    هو عدم وجود أى وجه سودانى..
    فتساءلت...
    هل لآن السودانيين يفضلون الرحلات الخلوية والزيارات العائلية ؟
    أم لان الجو ما يزال باردا على الوآفدين من العالم النامى..
    عموما احضرت لائحة الطعام...
    أختارت ما شاءت.
    وعادت تتلفت ذات اليمين وذات اليسار..
    كمن ينتظر شخصا ..
    ولقد أطمأنت الى عادة الخواجات الذين لا يتلصصون..
    ولا يهمهم ما يفعل الاخرون..

    احضر الطعام..
    وبدأت تاكل ببطء وكسل..
    وقد كفت عن التلفت ذات اليمين .
    وذات اليسار..
    ولكنها سرحت بخيالها..
    وبدأت تفكر فى لماذا لا يوجد سودانى وآحد فى ذاك المكان..
    الجميل والمنعش..
    والذى يفيض سعادة وحيوية..

    وبينما كانت تتناول طعامها...
    وهى منكّبة على الاطباق..
    أحست بشخص يقف امامها..
    رفعت رأسها ببطء..
    حتى استقر وجهها فى وجهه...
    حاولت أن تتذكر اين رأت ذلك الوجه من قبل..
    فيما وقف هو مبتسما وخجولا..
    كما رأته فى المرة السابقة..
    ولكن اين ؟

    بادر هو بصوته الجهور والهادئ قائلا..
    هل يمكن ان اجلس ؟
    ردت بالايجاب وقد تملكها الفضول لمعرفة ذلك الشخص الجرئ..
    لآن الخواجات عادة لا يفعلون ذلك..
    ّذكرها بانهما التقيا فى مقهى على جانبى الطريق حينما كانا مسافران ..
    كل فى سيارته...
    تذكرت الان أن الشخص هو مايكل..
    وأنهما التقيا بالفعل فى مدينة صغيرة وفى مطعم على جانبى الطريق..
    وكان قد عرفها بنفسه ولم يزد..
    وانطلق كل فى اتجاهه..

    دعته الى الجلوس..
    وطلب قائمة الطعام..
    ونظر اليها وهو يبتسم قائلا..
    شكرا ان سمحتى لى بالجلوس معك وللمرة الثانية..
    ولكن صدقينى انا لم افعل ذلك فى حياتى من قبل..
    ابتسمت ابتسامة مشجعة وواصلت أكلها..

    (عدل بواسطة nour tawir on 03-22-2014, 05:54 PM)
    (عدل بواسطة nour tawir on 03-22-2014, 05:56 PM)

                  

03-23-2014, 04:23 PM

nour tawir
<anour tawir
تاريخ التسجيل: 08-16-2004
مجموع المشاركات: 17638

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى العصب الحى.... (Re: nour tawir)

    القارئ الكريم احمد سيداحمد..
    من نواحى الفيس بوك...

    تشرفنا بمتابعتك وزيارتك الفخيمة...
    نعم حال السودانيين لا يسر عدوا ولا حبيب..
    وفى اى مكان نحط فيه الرحال..
    هذا لآننا نهرب من الوطن..
    ولا نرحل منه..

    (عدل بواسطة nour tawir on 03-23-2014, 04:25 PM)

                  

03-24-2014, 03:40 AM

nour tawir
<anour tawir
تاريخ التسجيل: 08-16-2004
مجموع المشاركات: 17638

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى العصب الحى.... (Re: nour tawir)

    أنتهت تودد وما يكل من تناول طعام الغداء..
    و ساد الجلسة جو من الهدوء والانشراح..
    أخرجت تودد من حالة الاكتئاب المستفحلة...
    والحزن الدفين الذى اصبح متلازما لها..
    دارت اسئلة ما يكل عن السودان بعد ان ابلغته تودد بأنها سودانية الاصل..
    واتضح لتودد أن للرجل فكرة واسعة عن افريقيا...
    وخاصة السودان..
    سألته عن سبب اهتمامه بامر السودان..
    الذى يؤكده الكم الهائل من المعلومات التى يمتلكها عنه...
    فأجاب بأنه يعمل فى منظمة العفو الدولية..
    لذلك وللاسف على حد قوله..
    فهو لا يعرف غير الجانب الكالح عن السودان..
    ثم اردف حديثه بسؤال ..
    هل صحيح كل ما يحدث فى السودان ؟
    أجابت...
    للآسف معظم الانتهاكات التى تصل اليكم صحيحة..
    وأنت تعلم ذلك بما لديكم من آليات دقيقة للتأكد من المعلومة..
    علق على كلامها قائلا..
    أعرف ذلك...
    أنا فقط أجد صعوبة فى تصديق ان هناك بشاعة فى العالم بهذه الطريقة..
    علقت..
    نعم هناك انتهاكات اسوأ..
    وأنت بالطبع تعرف احداث البوسنة والشيشان وكوريا الجنوبية...الخ
    ولديك فكرة واسعة عن فترة الرق فى الولايات المتحدة الامريكية..
    وأضافت ,الشر موجود فى كل مكان وزمان بدرجات متفاوته..
    فقط فى حالة السودان الان فهو قد فاق ما حدث ويحدث فى كل مكان وزمان..

    انتهت الامسية بهدوء..
    وفى هذه المرة أعطاها كارته الخاص....
    وشكرها للمرة الثانية وأنصرف..
    عادت تودد الى شقتها ....
    وقد حاصرتها كل الوساوس وألافكار المزعجة من جديد...
    بمجرد دخولها الى الشقة..
    لذلك قررت أن تتحدث مع اهلها فى السودان..

    (عدل بواسطة nour tawir on 03-24-2014, 03:46 AM)

                  

03-24-2014, 04:01 AM

nour tawir
<anour tawir
تاريخ التسجيل: 08-16-2004
مجموع المشاركات: 17638

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى العصب الحى.... (Re: nour tawir)

    جاءها صوت والدتها على الطرف الاخر من الخط...
    هادئا وقويا وحنونا..
    وبعد السلام والسؤال عن الحال والاحوال..
    طلبت تودد ان تتحدث مع شقيقتها ..
    وشقيقتها تلك كانت قد تزوجت ولكنها أنتقلت للعيش فى البيت الكبير..
    مع زوجها وأولادها بعد وفاة والدهم..
    وبما ان تودد تّكن لآختها هذه معزة خاصة..
    لآنها صديقتها أكثر من كونها شقيقتها...

    دار الحديث عن زميل تودد فى الكلية...
    الذى طلب يدها للزواج..
    ولكن تودد ابلغت شقيقتها بأنها لا تريد أن تسمع تلك القصة مرة أخرى..
    وابلغت أختها بمعالجة الوضع..
    بما أنها هى من أعطى تلفون تودد للرجل..
    استمعت تودد للنشرة الخاصة بالاهل والجيران...
    فلانه طلقوها...
    فلان مات من القهر بعد ما بّته الوحيدة هربت من البيت..
    فلان ولده اتخرج من الجامعة وهسى كايس عقد عمل فى الخليج...
    أو فى أى حتة فى العالم..
    فلانه جاتها ذبحة صدرية لما أكتشفت انه زوجها تزوج عليها..
    فلان مسكوه ناس الآمن وما معروف محله وين..
    وأهلة زى المجانين يتجاروا فى كل حته يسألوا عليه..

    وهكذا حتى أحست تودد بالخدر يسرى فى يدها الممسكة بالتلفون..
    فودعت شقيقتها..
    وفتحت التلفزيون...
                  

03-24-2014, 07:41 PM

nour tawir
<anour tawir
تاريخ التسجيل: 08-16-2004
مجموع المشاركات: 17638

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى العصب الحى.... (Re: nour tawir)

    عادت تودد الى حياتها العملية..
    وحاولت ان ترتب حياتها بحيث تستطيع العيش ..
    فى وئام وتصالح مع نفسها ومحيطها..
    ولكن أى محيط تقصد؟
    هل هو المحيط الجغرافى الذى تعيش تفاصيل تفاصيله ؟
    أم هو المحيط الوجدانى والعاطفى الذى يربطها بالسودان فى اصرار..
    ويشكل اسلوب حياتها فى الغربة ؟

    سجلت فى فصول لرياضة اليوقا..
    ولكنها توقفت....
    رسمت لنفسها برنامجا يوميا للسير ...
    ولكنها مّلت وتوقفت..
    قامت بتغيير ديكور الشقة..
    ولكن ذاك البرنامج استغرق بعض الوقت وانتهى..

    وهى فى محاولاتها المختلفة لمحاصرة القلق..
    والحصول على الهدوء النفسى..
    تذكرت الزواج وما يقوله المصريون فى هذا الصدد..
    وهذا الصدد معناه انها لم تدخل دنيا بعد..
    ثم سالت نفسها..
    ومن الذى يقول ان الزواج هو الدخول الى الدنيا ؟
    وقد تذكرت كل قصص الزواج الفاشل التى تسمع عنها وتراها..
    فقط بعض الحالات الاستثنائية..
    مثل حالة والدتها ووالدها...
    اللذان لم يفرقهما غير الموت..

    ثم تعود لتسال نفسها مرة اخرى..
    اذا ما الفرق بين هذا الجيل وذاك ؟
    الجيل المتصالح مع نفسه ومحيطه حتى الممات..
    والجيل الذى يبحث عن شئ ما فى كثرة الترحال و الزواجات والطلاقات..

    وبينما هى فى تلك الدوامة من التفكير..
    تذكرت مايكل...
    بحثت عن الكارت فى معظم حقائب يدها.
    واخيرا جاءها صوته على الطرف الاخر.
    هادئا وقويا..
    ولكنها احست بالغضب من نفسها..
    والاستياء من مايكل..
    فقد اعطاها انطباعا بأنه كان متاكدا.
    من انها سوف تتصل..

    (عدل بواسطة nour tawir on 03-24-2014, 07:47 PM)
    (عدل بواسطة nour tawir on 03-24-2014, 07:56 PM)

                  

03-25-2014, 08:18 PM

nour tawir
<anour tawir
تاريخ التسجيل: 08-16-2004
مجموع المشاركات: 17638

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى العصب الحى.... (Re: nour tawir)

    تلكأت تودد فى قبول دعوة مايكل ...
    لتناول طعام العشاء فى أى مطعم تختار..
    ولكنها فضلت أن تدعوه لاحد الاعراس السودانية..
    حتى يرى الجانب المشرق عن السودان..
    كما كانت تحدث نفسها..

    كانت العروس فتاة صغيرة السن..
    خرافية الجمال..
    وكان العريس أحد الاجانب.
    الذى لازمها فى فترة الدراسة الجامعية..
    تمت مراسم الزواج بكل التفاصيل السودانية..
    من حناء لرقص العروس لغطاء الراس بالقرمصيص..الخ
    ابدع الفنان السودانى..
    وهو شاب لاجئ أمتهن الغناء..

    وقد ضمت السفرة معظم الاكلات السودانية..
    التى تقدم فى مثل تلك المناسبات..
    بالنسبة للحضور..
    فقد لبست النساء أفخم وأغلى الثياب السودانية..
    وارتدين الحلى والذهب ومختلف المجوهرات..

    كانت الحاله النفسية للجميع..
    عالية..
    وبدت الفرحة على الوجوه....
    خاصة وان الزواج كان فرصة للقاء الاصدقاء والاهل..
    من مختلف الولايات والمدن..
    وبعض الدول المجاورة...
    كانت الامسية بحق جميلة..
    نسى فيها السودانيون همومهم لبعض الوقت..

    أما مايكل..
    فلم يصدق أن ذاك الشعب..
    الماثل امامه..
    ذو أى علاقة بالتقارير التى تصلهم فى منظمة العفو الدولية..
    اذا من الذى يرتكب تلك الجرائم ؟

    (عدل بواسطة nour tawir on 03-25-2014, 08:22 PM)

                  

03-25-2014, 11:04 PM

nour tawir
<anour tawir
تاريخ التسجيل: 08-16-2004
مجموع المشاركات: 17638

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى العصب الحى.... (Re: nour tawir)

    القارئ العزيز احمد سيد احمد...
    من نواحى الفيس بوك..

    الف شكر على تشريفك الدائم..
    وحضورك الجميل..
    وأعتذر عن التغيب احيانا..
    والسبب بكل بساطة...
    هو شذرات الغربة القوية التى تشل المرء عن الحركة والتفكير..
    وأى رغبة فى أى شئ..
    ولكننى سأواصل على أية حال...
    عملا بنصيحتك..
    واحتراما للقراء..
                  

03-25-2014, 11:30 PM

nour tawir
<anour tawir
تاريخ التسجيل: 08-16-2004
مجموع المشاركات: 17638

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى العصب الحى.... (Re: nour tawir)

    ودعت تودد مايكل وأستقلت سيارتها وأختفت..
    فيما عاد مايكل الى منزله وقد سيطرت عليه احداث تلك الليلة..
    فقد قلبت كل موازينه وافكاره عن السودان..
    وبدا اكثر حرصا على التعرف على تودد لمعرفة المزيد عن السودان...

    عادت تودد الى شقتها..
    استلقت على السرير واصبحت تبحلق فى سقف الغرفة..
    وهى تستعيد شريط الحفل..
    كيف ان وليد الشاب الوسيم النحيف..
    قد اصبح مترهلا..
    كثير الضحك بشكل عصبى.
    يحاول ان يكون لطيفا مع اى شخص فى الحفل...
    ولكن معاناته كانت واضحة..
    فقد علمت تودد ان زوجته قد اعماها حب المال..
    وهى تضغط على زوجها الذى يقوم بعملين فى وقت وآحد..
    اضافة الى انها واضحة الغباء..
    وشديدة السطحية..
    وقد كانت اكثر النساء استخداما للذهب والمجوهرات...
    فى ذاك الحفل..

    صديق اخر وزميل دراسة..
    كان هو نابغة الدفعة..
    نحيف..
    وسيم..
    شديد الثقة والاعتداد بنفسه..
    صعقت تودد حينما رأته متدفقا ذات اليمين وذات اليسار..
    فقد زاد وزنه حتى تغيرت ملامحه..
    وأصبح شديد الارتخاء..
    وخبا بريق عينيه..
    علمت تودد أنه يعمل ليل نهار..
    ويأكل اى شئ..
    فى أى وقت !
    ورغم ذلك فقد استطاع ان يكمل دراسته فوق الجامعية.ويحمل لقب دكتور...
    ويعمل فى احدى المؤسسات الحكومية..
    ولكنه لم يتزوج..

    حضرت اخلاص صديقة تودد..
    فرحة كعادتها..
    يخيل الى من لا يعرفها بأنها أسعد أمراة فى العالم..
    فقط تودد هى التى لاحظت بداية ظهور الشعر الابيض فى راسها..
    وبعض الاجهاد الذى ترك هالات سوداء حول العينين..
    لم تنجح البودرة فى اخفائهما..

    لم تدر تودد كم استلقت بذاك الشكل فى السرير..
    ولكنها حينما نظرت من الشباك..
    وجدت السماء قد فرشت الافق باللون الاحمر القانى..
    استعدادا لظهور صاحبة الجلالة..
    شمس...
                  

03-26-2014, 04:58 AM

NEWSUDANI

تاريخ التسجيل: 10-10-2002
مجموع المشاركات: 2016

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى العصب الحى.... (Re: nour tawir)

    السيدة صاحبة البوست هذا من أقيم ما تابعت في هذا المنبر منذ أعوام طوال
                  

03-26-2014, 04:38 PM

nour tawir
<anour tawir
تاريخ التسجيل: 08-16-2004
مجموع المشاركات: 17638

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى العصب الحى.... (Re: NEWSUDANI)

    NEWSUDANI

    زارتنا البركة..
    وألف شكر على الاطراء..
                  

03-26-2014, 05:01 PM

nour tawir
<anour tawir
تاريخ التسجيل: 08-16-2004
مجموع المشاركات: 17638

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى العصب الحى.... (Re: nour tawir)

    استبدلت تودد ملابسها..
    وبما ان اليوم عطلة ..
    فقد قرت الاتصال ببعض الاصدقاء والصديقات..
    للاطمئنان..
    ولكن للشمارات ايضا..
    فى اول اتصال هاتفى..
    سمعت جلبة وهرجلة واصوات غضب وبكاء فى التلفون..
    وضعت السماعة..
    و استقلت سيارتها...
    حيث ان الامر وفيما يبدو..
    يحتاج الى الحضور الجسمانى..
    ولا ينفع معه كلام فى التلفون..

    كانت سيدة المنزل شديدة الا نفعال بحيث لم تلحظ دخول تودد..
    فهى قد رأتها ولكنها لم تستوعب وجودها..
    أخذت تودد تلك السيدة من يدها وقادتها الى اقرب كرسى..
    وهو كرسى السفرة..
    وطلبت منها أن تأخذ نفسا عميقا...
    وتعيده فى اربعة خطوات..
    ثم توضح لها الامر...

    استسلمت السيدة كما لو كانت طفلة مطيعة..
    لانها كانت فى اشد الحاجة لذاك النفس العميق..
    ثم أوضحت لتودد بان ابنتها الكبرى....
    قد اتت بالبويفريند واسكنته معهم فى السرداب..
    ووسط الاحراج الذى سببه ذاك الوضع..
    وكذلك ضيق اخوتها الصغار..
    وخوف الام على اخوتها البنات..
    الا انه ما مكان بالامكان طردهما..
    خوفا من أن يتطور الامر ويصل الى الشرطة..

    ولكن أتضح ان البويفريند مستهتر ويتعاطى المخدرات...
    وأن ابنتهم مولعه به ولا ترى احدا غيره فى الدنيا..
    سالتها تودد: اين والدها؟
    والدها؟
    قالتها الام بضحك واستهزاء..
    لقد تم طلاقنا منذ مدة..
    لان وجوده مثل غيابه..
    لا معنى له...
    وبما أننى اقوم بكل مسئولية البيت والاولاد..
    طردته وتم طلاقنا..

    عادت الام لموضوع البنت..
    وابنتى كما ترين مشيرة الى ابنتها..
    شديدة اللؤم ولا تضع اعتبارا لاحد..
    وتقول ان لا احد يتدخل فى حياتها..
    المهم ان ما صّعد الامر اليوم..
    هو حضور الشرطة وأصطحاب البويفريند ....
    ومعه المخدرات التى كان يخزنها فى السرداب..
    ووضعتنا الشرطة تحت دائرة الاتهام جميعا..

    وجهت سؤالها لتودد وقد امتلآت عيناها بالدموع من جديد..
    هل تخيلتى حياتنا التى دمرتها ابنتى بالكامل..
    دون أن يرجف لها جفن..
    ودون أن تحس بأن خطأ قد وقع؟

    (عدل بواسطة nour tawir on 03-26-2014, 05:04 PM)

                  

03-27-2014, 02:25 PM

nour tawir
<anour tawir
تاريخ التسجيل: 08-16-2004
مجموع المشاركات: 17638

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى العصب الحى.... (Re: nour tawir)

    فشلت جميع محاولات تودد فى اعادة المرأة لهدوئها النفسى وحالتها الطبيعية..
    فقد كانت الآم فى حالة عزاء تام..
    وبدا لتودد ان موت الابوين اهون على تلك المرأة من المصيبة التى حلت عليهم جميعا..
    على يد ابنتها وفلذة كبدها...
    فقد كانت الصدمة ذات ابعاد مختلفة...
    كون مصدرها البنت الكبرى..
    أول فرحتها وأكبر أحلامها...
    ثم كون الوبيفرند اصلا عادة غير سودانية..
    وهنا تصبح شماتة السودانيين فى الداخل والخارج...
    وتصفية حساباتهم مسألة شديدة القسوة..

    ثم ردة فعل الآب..
    مهما أهمل تربية ابناءه..
    فأنه سوف لن يقبل الذى حدث..
    وباتت الآم تخشى من ردة فعله..
    حتى لو أدخلوه السجن..
    ثم بقية الاسرة من بنات واولاد..
    كيف ان اختهم قد سببت لهم الحرج الشديد..
    ولكن ليس بسبب موضوع البويفريند..
    ولكن بسبب حيازة وتعاطى المخدرات..

    قضت الام يومها فى اشد حالات الانفعال..
    تبكى احيانا...
    وتسرح أحيانا أخرى..
    وتضحك أحيانا أخرى..
    حتى خشيت عليها تودد من الانهيار..
    فأصطحبتها الى طوارئ المستشفى..
    حيث منحت حقنة مهدئة..
    أعادتها تودد الى منزلها..
    ووضعتها فى سريرها..

    أحضرت بناتها بعض الشوربه..
    وقبل ان تكملها...
    كانت الام قد غطت فى نوم عميق..
    لم تتجرأ تودد لتتحدث مع البنت صاحبة المشكلة..
    التى تركت الفوضى تضرب اطنابها فى بيتهم..
    ونزلت الى السرداب وأستغرقت فى اللابتوب..

    كانت تودد متأكدة من أنها لو حاولت الحديث مع البنت..
    كان الرد الذى يأتيها هو..
    this is not your business
    لذلك خرجت وأغلقت الباب وراءها..
    وجلست خلف مقود سيارتها لبعض الوقت..
    تحاول ان تستجمع قواها..

    (عدل بواسطة nour tawir on 03-27-2014, 02:32 PM)

                  

03-27-2014, 10:24 PM

nour tawir
<anour tawir
تاريخ التسجيل: 08-16-2004
مجموع المشاركات: 17638

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى العصب الحى.... (Re: nour tawir)

    لم تدر تودد كم من الوقت قضت داخل سيارتها..
    ولكنها فى نهاية الامر أخذت نفسا عميقا..
    وأستغفرت الحى الذى لا يموت..
    ثم قادت سيارتها وهى لا تدرى الى اين..

    أدارت قرص مسجل السيارة..
    وجاءها صوت عثمان حسين..
    لما حار بى الدليل..
    أجتازات اشارات مرور أحمرها واصفرها وأخضرها..
    ولكن بشكل أتوماتيكى..
    مسحت دموعها عدة مرات..
    وقفت بالقرب من محل لبيع العصير..
    نزلت واشترت بعض عصير الطاقة والبسكويت ..
    ثم واصلت رحلتها..

    كان ذهنها يعمل بقوة عشرين حصان..
    بل كان يلف ويدور..
    وقد أحست بالعجز التام فى الوصول الى اى منطق ..
    فيما يحدث حولها أو يحدث لها..
    خاصة وأن تحديد المسئولية قد أصبح هلاميا..
    يتشكل بعدة طرق لا تؤدى كلها الى أى نتيجة..

    الغريب انها نسيت السودان واهلها...
    وتركز تفكيرها فقط على شريحة السودانيين فى الخارج..
    كيف ان الوالدين يضحيان بحياتهما...
    أحيانا يعملان فى وظيفتين فى وقت وآحد..
    لتغطية التزامات فى السودان أولا...
    ثم توفير احتياجاتهم وابنائهم فى الغربة..
    هنا تقع الفأس فى الرأس..
    بسبب غياب الاشرف الابوى على الاطفال..
    فيخرجون وهم صغار السن...
    بل وان معظهم قد ولد فى الخارج..
    يخرجون الى الحياة وهم على درجة عالية من التشويش..
    الذى يؤدى بدوره الى مثل ما حدث لتلك الاسرة المنكوبة..
    وخاصة بالنسبة للآم المكلومة..

    فقد أحست تودد بكل الغبن..
    من الظروف التى دفعت بالسودانيين الى الخارج..
    من النظام الاوربى القاسى..
    من الصدمة الحضارية التى يستهين بها السودانيين..
    فتؤدى الى تفكك الاسرة وضياع الابناء..
    والاهم من كل ذلك..
    صعوبة العودة الى السودان..
    واستحالة البقاء فى الغربة...

    (عدل بواسطة nour tawir on 03-27-2014, 10:26 PM)

                  

03-29-2014, 11:12 PM

nour tawir
<anour tawir
تاريخ التسجيل: 08-16-2004
مجموع المشاركات: 17638

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى العصب الحى.... (Re: nour tawir)

    صباح اليوم التالى ذهبت تودد الى عملها..
    وقررت أن تستجمع قواها..
    وأن تصمد أمام هذه المشاكل الغريبة للسودانيين...
    وان تتصالح مع حياة الغربة...
    حتى يقضى الله أمرا كان مفعولا..

    انتهت الفترة الصباحية بهدوء..
    وفى فترة الغداء حينما كانت تتناول غدائها فى كافتيريا المؤسسة..
    رن تلفونها المحمول..
    أحست بأنقباض..
    وندمت أنها لم تقفله فى تلك الفترة بالذات..
    ثم أستجمعت قواها اخيرا وردت..

    كان مايكل هو المتصل..
    ولقد ابلغها بأن هناك نشرة جديدة عن الانتهاكات فى جبال النوبة والنيل الازرق ودارفور..
    وأنه يرغب فى ايميلها الخاص ليرسل لها المستندات..
    ثم أردف...
    هناك ندوة عن الاوضاع الانسانية فى مناطق القتال فى السودان...
    يتحدث فيها ممثلين لعدة منظمات اجنبية..
    وسالها ان كانت ترغب فى الحضور..
    وحينما وافقت..
    سالها ..
    ان كانت سوف تقبل دعوة العشاء بعد الندوة..
    لمزيد من النقاش حول الامر..

    فى الندوة..
    كان هناك متحدثين سودانيين ايضا..
    وكانت السفارة السودانية حضورا ...
    بشكل مراقبين...
    لانهم لم يتسلموا دعوة من المنظمين للندوة....

    (عدل بواسطة nour tawir on 03-29-2014, 11:14 PM)

                  

04-01-2014, 03:37 AM

nour tawir
<anour tawir
تاريخ التسجيل: 08-16-2004
مجموع المشاركات: 17638

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى العصب الحى.... (Re: nour tawir)

    كانت الندوة كشف حال..
    كما قالت تودد فى سرها...
    فقد استعرض المشاركون فى الندوة الظروف الانسانية فى مناطق القتال فى السودان...
    مستخدمين الخلفية السياسية السودانية المعقدة لشرح الموقف...
    عرضت بعض الصور والفيديوهات..
    فكانت بحق ساعات مليئة بالغضب والحزن والحيرة..
    من أمر السودان وحكومته...

    ففيما يتنافس العالم على التقدم والازدهار..
    تتفنن حكومة السودان فى كل هذا الخراب ..
    أجهشت بعض النساء والرجال بالبكاء..
    اما اعضاء السفارة السودانية..
    فقد كانت نظراتهم كلها تحدى واستنكار..
    يحتار المرء فى تحديد ردة فعلهم..
    هل هم غاضبون من أن العالم يرى ويسخر من حكومتهم؟
    أم أنهم غاضبون من الجهات الدولية التى اقامت تلك الندوة ؟

    غاصت تودد فى كرسيها وتمنت لو ان الارض قد انشقت وابتلعتها...
    فقد احست بالخجل والغضب والثورة والحزن..
    حتى ان دموعها قد جفت من كثرة الانفعالات التى أعتملت فى نفسها..
    بنهاية الندوة خرجت مع مايكل تلبية لدعوته بالعشاء..
    وأقترحت مطعم سيزرز..
                  

04-01-2014, 03:51 AM

nour tawir
<anour tawir
تاريخ التسجيل: 08-16-2004
مجموع المشاركات: 17638

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى العصب الحى.... (Re: nour tawir)

    لمطعم سيزرز أفرع متعددة فى تلك البلدة..
    ولكن تودد اقترحت ان يذهبا الى فرع نائى تحيط به الاشحار العملاقة و الوريفة..
    كانت قد تبعت مايكل بسيارتها بعد ان اتفقا على المكان...
    كانت تلك لحظات قاسية مرت بها تودد....
    منذ ذلك اليوم المشؤوم حينما ذهبت لزيارة الاسرة التى روعت بزيارة الشرطة..
    للقبض على صديق ابنتهم..
    عادت اليها تلك الحالة الصعبة من الهياح والغضب والسخط..
    ولكن من من ؟
    هلامية الفاعل والمتسبب الرئيسى فى احزان السودانيين..
    زادت من غضيها وهياحها..

    فى نهاية الامر..
    أستغفرت ربها وتماسكت..
    وخرجت من سيارتها صوب المطعم يتبعها مايكل...
    جلسا فى ركن هادئ..
    وبدأت تحلق ببصرها فى جمال المطعم ونظافته وجودة الديكور..
    فقد صمم بحيث يعطى انطباعا للمرء بأنه يجلس حول السفرة فى بيته..

    اطرق مايكل طويلا...
    وبدا مهموما ومرهقا وشارد الذهن...
    ولكنه حالما تمالكك نفسه واعتذر عن شروده قائلا..
    أن ما يحدث فى بلدكم يدفع المرء بأن يسخط على الحياه بالكامل...
    أكاد لا اصدق...
    وما يثير غضبى وحنقى هو...
    لماذا يحدث كل ذلك ؟

    (عدل بواسطة nour tawir on 04-01-2014, 03:54 AM)
    (عدل بواسطة nour tawir on 04-01-2014, 03:55 AM)

                  

04-01-2014, 05:09 AM

يحي قباني
<aيحي قباني
تاريخ التسجيل: 08-20-2012
مجموع المشاركات: 18708

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى العصب الحى.... (Re: nour tawir)

    العزيزه نور تاور ...

    هذه المره الاولي التي اقرأ لك في اتجاهك الادبي ...

    تقابلنا في عدة بوستات خاصه اغلبها في التاريخ السياسي ...

    و تقبلتي مني بعض النقد بروح طيبه جدا..

    في بوست ترأس المراه للاحزاب السودانية ... و بوست الزعيم جمال عبد الناصر ...

    وكان لي ان افهم ان تقبلك للنقد بتلك الاريحية و الذوق لا يأتي من فراغ ...

    فانت كاتبه جميله و لك اسلوب جميل جدا في السرد القصصي ...
    _______________________________________________
    قرأت كل حرف هنا ...

    رغم مرارة الاحداث و التي هي بالفعل من الواقع خصوصا هنا في كندا ...

    لكني وجدت نظارتك أكثر من سوداء ...

    نقلتي كل المآسي و القصص الحزينه ...

    ولكن حقيقة هناك امثلة اخري جميله جدا و ناجحه ...

    من حقك طبعاً ان ( تهبشي العصب الحي ) ... لكن بأمانه كلامك دبرس بي ... هههه

    فعليك الله ... ادي الناس الكويسه غشوة معاك ... لعل البعض يحس بالطمأنينه ...

    لي عودة مره أخري رغم اني اكره المقاطعه و لكن وجب التقدير يا ستي ...
                  

04-01-2014, 05:14 PM

nour tawir
<anour tawir
تاريخ التسجيل: 08-16-2004
مجموع المشاركات: 17638

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى العصب الحى.... (Re: يحي قباني)

    العزيز يحيى قبانى...

    زارتنا البركة وسعدنا بهذه الزيارة الكريمة..
    فى الحقيقة هذا البوست دبرس بى أنا سّته..
    لذلك قد يلاحظ القارئ أننى لا اتحمس له مثل رواية( طبول واصداء)..
    وبما ان هذه اول مرة تقرا لى ادبيا..
    فقراءة رواية طبول واصداء تعطيك فكرة اوسع..
    وهى قد اكتمل جزءها الاول وموجودة فى هذا الربع...
    هذا اذا حبيت طبعا..

    كلامك مريح وراقى ..
    ويا أخى ربنا ما يجيب زعل..
    كل المكتوب هنا يتعلق بالشأن العام...
    لذلك اعجب من الزعل فى هذا المنبر...

    الشكر مكرر..
                  

04-03-2014, 04:55 PM

nour tawir
<anour tawir
تاريخ التسجيل: 08-16-2004
مجموع المشاركات: 17638

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى العصب الحى.... (Re: nour tawir)

    بينما توقعت تودد ان تخفف عنها تلك الدعوة..
    فقد زادتها غضبا على غضب...
    بل وأنها شعرت بالحنق على نفسها من قبول تلك الدعوة..
    ثم راجعت نفسها لتقول ان الخواجة صادق فى كل كلمة قالها..
    وأنه يعبر عن مشاعر حقيقية تجاه ما يحدث فى السودان..
    خاصة وان الغرب لم يمر بمثل احداث العالم الثالث.. ..
    على الاقل فى المدى القريب..

    عموما..
    أحس مايكل بأن الجو قد أصبح كئيبا ..
    وقد بان الحزن على تودد...
    لذلك غّير الموضوع..
    وبدا يسألها عن عملها...
    ثم تطور الامر الى حياتها الخاصة...
    وكيف تقضى وقتها بعد ساعات العمل..
    كل تلك الاسئلة نبهت تودد الى انها لا تفعل شيئا يذكر بعد ساعات العمل..
    وأن حياتها تلف وتدور حول السودانيين فقط...
    وليس لديها حياة خاصة بالمعنى المعروف..

    انتهت فترة العشاء..
    وعادت تودد الى شقتها..
    استلقت فى السرير بكامل ملابسها كما تعودت بعد كل مشوار جاد..
    وبدأت تسرح فى اسئلة مايكل عن حياتها الخاصة...
    وكيف انها أكتشفت أنها لا تتمتع بأى حياة خاصة..
    فشعرت بالخوف يجتاحها من جديد..
                  

04-03-2014, 07:42 PM

nour tawir
<anour tawir
تاريخ التسجيل: 08-16-2004
مجموع المشاركات: 17638

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى العصب الحى.... (Re: nour tawir)

    تعددت اللقاءات والمكالمات بين تودد ومايكل...
    وقد تركزت حول الآوضاع الانسانية فى السودان بشكل اساسى..
    ولكن لاحظت تودد اهتمام مايكل الزائد بالامر...
    ولم تدر أن كانت تفرح أو تستنكر ذلك..
    وقد وآصل مدها بآخر التقارير ..
    مما ساعدها فى توصيل تلك المعلومات للمنظمات السودانية بالخارج على وجه السرعة..

    على أن مايكل قد تقرب من تودد كثيرا..
    حتى عرض عليها الزواج ذات يوم..
    هنا احست تودد بأن التعامل مع الاجانب شئ..
    والزواج منهم شيئا آخر..
    فقد يكون الاجنبى حريصا على سعادتها اكثر من السودانى..
    وقد تشعر معه بالامان اكثر من السودانى..
    خاصة مع ثقافة الغرب التى تحترم المرأة وتعاملها كأنسان أولا وأخير..
    والقوانين التى تحمى المرأة بشكل تام..
    بمعنى ان ذلك الزواج سوف يختصر لها مشوارا طويلا ومحفوفا بالمخاطر وعدم الامان..
    عكس عما اذا تزوجت سودانيا...

    ولكن بقيت هناك حقيقة ثابته لم تستطع تودد ان تتخطاها..
    وتلك الحقيقة هى أن هناك خيط قوى جدا بين السودانيين مع بعضهم البعض..
    لا يمكن ان تتخطاه...
    أى ان السودان يبرز كحلقة الوصل الاساسية فى اى علاقة عميقة مثل الزواج..
    وما مناكفات السودانيين مع بعضهم البعض..
    الا تعبيرا عن سخط عام..

    وفى حالة الارتباط بالسودانى...
    فأن هناك تفاهما عميقا يفرض نفسه..
    دون الحاجة الى أى لغة للتعبير عنه..
    فرفضت مايكل...
                  

04-04-2014, 02:28 PM

Hayat Hussien

تاريخ التسجيل: 10-29-2009
مجموع المشاركات: 612

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى العصب الحى.... (Re: nour tawir)

    سلام نور
    اتينا للتحيه والمتابعه
    انتي رائعة في سردك الواقعي
                  

04-04-2014, 03:50 PM

nour tawir
<anour tawir
تاريخ التسجيل: 08-16-2004
مجموع المشاركات: 17638

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى العصب الحى.... (Re: Hayat Hussien)

    العزيز حياة حسين...

    يشرفنى أن تكونى من القلائل الذين يزورون هذا البوست..
    فنحن السودانيين اصلا نحب افلام الاثارة والآكشن..
    لذلك اخترت ان يكون البوست هادئا وظليلا مثل شجرة نيم..
    تستظل بها ست شاى..
    وحولها زبائن وصبيان ورنيش..
    لزوم الاستراحة لمواصلة (الدشمان) فى المنبر..

    (عدل بواسطة nour tawir on 04-04-2014, 03:52 PM)

                  

04-04-2014, 04:22 PM

nour tawir
<anour tawir
تاريخ التسجيل: 08-16-2004
مجموع المشاركات: 17638

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى العصب الحى.... (Re: nour tawir)

    على غير عادتها أستقلت تودد البص السياحى فى عطلة نهاية الاسبوع..
    ويممت وجهها شطر أحدى المدن الصغيرة التى لا تكاد تظهر على خريطة تلك البلدة..
    سافرت بغير هدف وآضح...
    فقط قررت ان تهرب من وآقعها الرتيب والممل..
    جلست قبالة احد النوافذ وبدأت تتطلع الى الخضرة الممتدة على طول البصر..
    كان الجو هادئا جدا...
    ولم يسمع حتى صوت أزيز السيارات التى كانت تطوى الآرض طيا....
    من والى اهافها المختلفة..
    وبما أن تلك الدولة لا تسمح باستخدام صوت منبه السيارات....
    فقد زاد ذلك الامر من الهدوء الذى أمتد وغطى الكون بالكامل...
    كما خيل لتودد فى تلك اللحظات الغريبة...
    تسرب الهدوء الى نفسها...
    فأحست بكثير من الآرتياح..

    نسيت حياتها التى خرجت عن السيطرة..
    ونسيت السودان وأزماته وصرآخه فى طول الكرة الارضية وعرضها...
    فقط تعلقت روحها بتلك القوة الخارقة...
    التى أتت بنا الى الوجود من حيث لا ندرى...
    لتعيدنا الى مصير أيضا لا ندرى ما هو.
    فيما عدا ما درسناه وتعلمناه وسمعناه..

    كانت مسألة وجود لا تدرى كنهه..
    وعدم نجهله تماما..
    واصبحت المسالة بالنسبة لتودد..
    اكبر بكثير من الحب والزواج والاسرة..
    وتعرجات الحياة..

    وصل البص الى تلك القرية...
    نزلت واستقلت المواصلات العامة..
    على غير هدف ايضا..
    فقط كان غرضها أن تتجول فى تلك القرية وتعود ادراجها..
    بشر تبدو عليهم آثار النعمة والقناعة والسعادة..
    شباب بملابس من كل معرض ازياء..
    لا ينظر اليهم احدا...
    ولا يحسون بوجود أحد ..

    وصل البص الى محطته الآخيرة..
    نزلت تودد..
    وتناولت غداءها فى احد المطاعم الصغيرة..
    تبادلت الحديث مع احدى البائعات...
    ضحكت كثيرا...
    ثم عادت واستقلت نفس البص وعادت الى المحطة الرئيسية..
    تجولت فى الاسواق قليلا...
    واشترت لعبة أطفال لتذكرها بتلك الرحلة التى اعادت الى نفسها ...
    هدوءا ظلت تنشده وتبحث عنه لبضعة شهور..

    الاحساس الذى طغى على تودد فى تلك الرحلة...
    هو حالة الاغتراب واللاانتماء التام..
    حيث لم تنتم الى المكان ولا الزمان.
    ولكنه الاستغراق فى اللاأنتماء لاى بلد ولآى زمن ولاى جنس من البشر..
    بنهاية اليوم عادت الى بلدتها..
    وشقتها..
    لتواصل مشوار اللامنتمى الذى أصبح هو مشوارها الحقيقى..
    سواء فى السودان..
    أو خارجه..
    فقد تأكد لتودد بأنها لا تنتمى..
    وهذا كل ما فى الآمر..
                  

04-04-2014, 04:36 PM

ياسر بيناوي
<aياسر بيناوي
تاريخ التسجيل: 05-18-2009
مجموع المشاركات: 4905

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى العصب الحى.... (Re: nour tawir)

    يا سلااااام يا استاذ
    وكما انت دائما

    اها اتحكرنا في هذا البوست مثل تحكرنا في الديم في انتظار ذلك الزغني اللذيذ

    خالص ودي
                  

04-04-2014, 07:44 PM

nour tawir
<anour tawir
تاريخ التسجيل: 08-16-2004
مجموع المشاركات: 17638

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى العصب الحى.... (Re: ياسر بيناوي)

    ياسر بيناوى...

    مفاجآة لطيفة فى يوم غير لطيف..
    فقدنا طعم الزغنى..
    كما فقدنا طعم الوطن زاتو...
    حمد الله على السلامة..
    مودتى..
                  

04-04-2014, 07:45 PM

nour tawir
<anour tawir
تاريخ التسجيل: 08-16-2004
مجموع المشاركات: 17638

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى العصب الحى.... (Re: nour tawir)

    احمد سيد احمد...

    من نواحى الفيس بوك..
    متابعتك لنا..
    مكرمة فى حد ذاتها..
                  

04-04-2014, 07:50 PM

nour tawir
<anour tawir
تاريخ التسجيل: 08-16-2004
مجموع المشاركات: 17638

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى العصب الحى.... (Re: nour tawir)

    حاجب الامين...
    من نواحى الفيس بوك...

    من نعم المولى عز وجل..
    أن نتمتع بأحترام شخص مثلك..
    ليس فى بالى ما اود أن اقوله ..
    غير ان أجتر الواقع المرير لنا نحن السودانيين.
    المكتوين بنيران الغربة..
    فتحولت الغربة الى أغتراب..
    فقدنا معه نعمة الانتماء..
    الى السودان...
    والى بلاد المهجر..
    فنحن نعيش فى برزخ اللامنتمى..
    وهو أمر جد موجع..
                  

04-06-2014, 06:49 AM

Hassan Makkawi
<aHassan Makkawi
تاريخ التسجيل: 02-27-2008
مجموع المشاركات: 6157

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى العصب الحى.... (Re: nour tawir)

    nr.jpg Hosting at Sudaneseonline.com
                  

04-06-2014, 04:39 PM

nour tawir
<anour tawir
تاريخ التسجيل: 08-16-2004
مجموع المشاركات: 17638

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى العصب الحى.... (Re: Hassan Makkawi)

    حسن مكاوى..
    سلامات..

    مافمت أصحى من شنو وعشان شنو..
    ولّ اصلا انا نايمة...
    وكيف أنوم..
    وسبب النوم شنو..
    والديل على النوم شنو؟
    ....
    أصحى أنت ووضح لى الحاصل شنو..
                  

04-06-2014, 05:04 PM

nour tawir
<anour tawir
تاريخ التسجيل: 08-16-2004
مجموع المشاركات: 17638

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى العصب الحى.... (Re: nour tawir)

    ّقدمت تودد طلبا للفيزا لوالدتها..
    فقد أصبحت ظروف المعاناة الطبيعية بالنسبة للسودانيين فى الخارج..
    عبئا شخصيا على تودد..
    كثرت اسئلتها حول لماذا وكيف ولكن..الخ
    دون اجابة مقنعة ...
    وخشيت ان تكون فى بداية انهيار عصبى اذا هى تمادت فى تلك الحالة..

    حضرت والدة تودد..
    أم سودانية بكل معانى الكلمة..
    احضرت معها اليقين والهدوء النفسى والقناعة بما قسم الله..
    وشعرت تودد بنوع من الانتماء افتقدته لعدة سنين..
    وبدا الاحساس بالاغتراب ينداح تدريجيا..
    حتى وجدت نفسها تضحك وتتسامر مع والدتها دون أنقطاع..

    توافد السودانيون على شقة تودد..
    فحضور الامهات الى الغربة حدثا كبير..
    ويشعر الجميع بأن تلك الوالدة هى والدتهم شخصيا...
    حيث يتمثل السودان فى هذه الشريحة الغالية والقيمة والصادقة بكل المعانى..

    فى الحديث مع الوالدة..
    شعرت تودد بضرورة ان تشرك والدتها فى تلك الهواجس التى تؤرقها...
    ولكن والدتها ردت بكل هوء وثقة قائلة..
    الزواج الذى تفرين منه نتيجة تجارب فاشلة رايتيها..
    هو الدواء..
    وهو سوف يشغلك عن هذه الوساوس ويعيد اليك هدوئك النفسى..
    انتى تفرين من الزواج بسبب تجارب فاشلة لصديقاتك وقريباتك..
    ولكن ليس بالضرورة ان تفشلى أنتى..

    انظرى الى علاقتى بوالدك حتى توفاه المولى عز وجل..
    فقد مرت بهدوء تام..
    فهل تعتقدين أن زواجنا لم يمر بأى مشاكل ؟
    طبعا لا..
    ولكن الحكمة فى صبر الزوجة..
    وتعقل الزوج ..
    والاهم من كل ذلك..
    اصرار الاثنان على مواصلة المشوار..
    تقديرا لامور كثيرة تصاحب الزواج..
    وهى الاطفال..
    والمجتمع..
    حينئذ تصبح التضحية أمرا ملزما..
    ولكن مشكلتكم انتم ابناء وبنات هذا الجيل...
    هى ان كل طرف يتوقع من الاخر ان يكون كاملا دون نقصان..
    وتتوقعون من بعضكم البعض ما لا طاقة لاحدكم به..
    دون أن يحس اى طرف..
    بعيوبه هو أو هى..
    فتنهار المؤسسة الزوجية..

    وقالت موصية..
    عودى الى رشدك يا تودد..
    فالزمن عادة يجرى بسرعة البرق..
    ولا نحس به..
    الا حينما لا يبقى منه غير خواتمه..
    حينئذ..
    تصبح البدايات مستحيلة..
                  

04-06-2014, 08:20 PM

Hassan Makkawi
<aHassan Makkawi
تاريخ التسجيل: 02-27-2008
مجموع المشاركات: 6157

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى العصب الحى.... (Re: nour tawir)

    Quote: أصحى أنت ووضح لى الحاصل شنو..


    كتابة واقعية من غير رتوش ومشوقة
    والغيبة مع فارق الوقت تعنى النوم
    واصلى مع التحايا والإحترام
                  

04-06-2014, 11:03 PM

nour tawir
<anour tawir
تاريخ التسجيل: 08-16-2004
مجموع المشاركات: 17638

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى العصب الحى.... (Re: Hassan Makkawi)

    حسن مكاوى..

    كدا فهمت..
    وبعد دا حنختصر ساعات النوم..
    عشان الناس الراقية..
    البتهتم بالرواية..
                  

04-06-2014, 11:13 PM

nour tawir
<anour tawir
تاريخ التسجيل: 08-16-2004
مجموع المشاركات: 17638

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى العصب الحى.... (Re: nour tawir)

    أبدت اخلاص صديقة تودد...
    رغبتها فى الحضور لزيارة والدتها..
    ولكن تودد فضلت أن تذهب اليها هى ووالدتها..
    حتى تتيح الفرصة لوالدتها لترى بعضا من تلك الدولة...
    ولترفع عن اخلاص معاناة السفر مع ثلاثة أطفال...

    والدة تودد تعرف اخلاص.
    فهى صديقة ابنتها منذ ايام الدراسة..
    وتعرف اهلها ايضا بحكم الجيرة.
    لذلك شعرت بالارتياح كما لو أنها فى زيارة لاحدى بناتها..

    قادت تودد سيارتها وسط خضرة ممتدة..
    وطرق معبدة..
    وهدوء تام..
    وكانت تلاقى على جانبى الطريق...
    بعض الفواكه والخضروات التى يضعها أهلها..
    ويضعون السعر..
    ثم علبة ليوضع فيها الحساب..
    اشترت تودد بعض الفواكه لابناء صديقتها..
    ووضعت النقود على حسب التسعيرة..

    الجمت الدهشة والدة تودد..
    واخيرا سألتها..
    وما بيخافوا القروش دى تتسرق ولا زول ما يخت الحساب؟
    ردت تودد وهى تضحك..
    مافى زول بسرق فى البلد دى يمه...
    لآنه مافى مشكلة أكل ولا لبس ولا علاج ولا تعليم..
    كيف الكلام دا ؟
    تودد..
    الحكومة بتعمل كل دا..
    تنهدت والدة تودد عند ذكر الحكومة تنهيدة طويلة حارة وهى تقول...
    الحكومة..
    احنا يا كافى البلا العندنا ديل غيلان ما بنى آدمين..
    يقلعوا اللقمة من الايد وكباية الحليب من خشم الطفل...

    التفتت تودد لوالدتها قائلة..
    وصلنا يمة..
    بيت أخلاص يا هو..

    (عدل بواسطة nour tawir on 04-06-2014, 11:15 PM)

                  

04-06-2014, 11:37 PM

nour tawir
<anour tawir
تاريخ التسجيل: 08-16-2004
مجموع المشاركات: 17638

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى العصب الحى.... (Re: nour tawir)

    أطلقت اخلاص زغرودتها المجلجلة المعهودة..
    واستقبلت والدة تودد كما لو كانت والدتها هى..
    بكت كثيرا وهى تحتضنها كما لو كانت تشتكى لها ما حل بها فى الغربة...
    تدافع اطفال اخلاص نحو والدة تودد وهم ينادونها أّبوبه...
    سألتها تودد..
    من اين عرفوا كلمة حبوبة؟
    ردت اخلاص..
    أنا التى عملتهم..

    توافد السودانيون لمنزل اخلاص زرافاتا ووحدانا..
    لزيارة خالة اخلاص كما اشاعت هى..
    كلهم يحملون الهدايا..
    ويسألون عن السودان واحواله..
    ذات مساء وثلاثتهن يتسامرن بعد انصراف الضيوف..
    بدأت أخلاص تسأل عن الاهل والجيران والاحوال فى السودان..
    كانت اسئلة دقيقة كمن تنوى شيئا..

    أخيرا اعلنت اخلاص انها تشعر بالرعب..
    فقد قررت ذات يوم ان تعود الى السودان بعد طلاقها من فيصل..
    لتربى ابنائها الثلاثة..
    ولكن بعد تلك القصص..
    قررت أنها سوف تواصل مشوار الغربة ..
    مهما يكن..
    لتربية ابنائها..

    ذات مساء جاء فيصل لزيارة والدة تودد..
    فهو يعرفها ايضا..
    لم يحضر زوجته معه..
    وبعد انصراف الضيوف..
    استاذنت والدة تودد ابنتها وصديقتها فى ان يتراكهما لوحدهما..
    فسألته الست الوالدة..
    عملت كدى ليه يا فيصل يا ولدى ؟
    لو اخلاص عملت حاجة كنت على الاقل تشتكيها لآهلها..
    للناس الانت عرستها منهم وسلموك ليها امانه..
    رد قائلا وهو مطاطئ الراس..
    والله يمه ابليس بس..
    انا ما عندى ايييى حاجة ضد اخلاص..
    ولو لفيت الدنيا دى كلها ما حا الاقى زيها..
    لكين غلطة عمرى يوم ما فرطت فى ام اولادى واولادى..
    وندمان ندامة شديدة..
    وما عارف اعمل شنو..

    سالت والدة تودد..
    طيب ما تّرجع اخلاص ويكونوا الاتنين فى حبلك..
    رد قائلا..
    القوانين فى البلد دى ما بتسمح بى اتنين فى الحبل..
    ثم انه اخلاص زاتها ما حترضى الوضع دا...
    وعلى العموم..
    يمكن تفرج فى يوم من الايام..
    ردت والدة تودد..
    أنت لمن اتزوجتها ابليس ما كان موجود...
    وأنك تطلقها فى الغربة وفى ايديها ثلاثة اطفال دى غلطة كبيرة جدا يا فيصل يا ولدى..
    وعلى العموم..
    حّكم ضميرك..
    وما تنسى رب العالمين وحسابه..
    خرج وهو اكثر حزنا من اى يوم مضى فى حياته..
                  

04-07-2014, 11:20 PM

nour tawir
<anour tawir
تاريخ التسجيل: 08-16-2004
مجموع المشاركات: 17638

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى العصب الحى.... (Re: nour tawir)

    عادت والدة تودد الى السودان..
    وطارت تودد الى لندن لزيارة أختها التى تعيش مع زوجها هناك..
    وقد كانت اختها قد أنجبت مولودا حديثا...
    فكان ذلك سبب الزيارة..

    نفس حالة السودانيين فى دول الغرب..
    يجتمعون فى الملمات...
    ويفرحون ويحزنون بشكل جماعى..
    ويدبرون المكائد ويؤذون بعضهم البعض!
    تعرفت تودد على بعض السودانيات..
    غير أنها قررت أن لا تستمر تلك العلاقات الاجتماعية الجديدة..

    ففى لندن تتميز قصص السودانيين..
    بالدراما الصارخة..
    تماما مثل أمريكا..
    وتكثر قصص التحلل الاخلاقى..
    كما لو أن ما يفعله السودانيون فى كل دول الغرب...
    يعنى انعكاسا لسياسات السودان الفاشلة..
    أو واقع مخيف..
    تسبب فى هجرة السودانيين بذاك الشكل..
    ورغم ان هناك عدد لا يستهان به من السودانيين ...
    اثبت قصص نجاحات عالمية..
    وحصد جوائز عالمية فى معظم فنون المعرفة..
    الا ان الشريحة الشاذة موجودة فى كل مكان..
    ويعلوا صوتها..
    وتنتشر فضائحها مثل النار فى الهشيم..

    كانت تودد قد حضرت قصة اغتصاب من شاب سودانى لفتاة أجنبيه..
    والسودانى لا يدرى ان شعوب الغرب انطباعيين..
    فحالما تخرج القصة بان شابا سودانيا..
    قام بعمل اجرامى..
    يتحمل باقى السودانيين..
    جريرة تلك الجريمة..
    فى السلوك العام تجاه السودانيين..

    ولكن ما وضح لتودد..
    هو أن لا احد من السودانيين فى بريطانيا..
    أعطاها شعورا بالرغبة فى العودة ذات يوم..
    والاستقرار فى السودان..
    كل المسألة زيارة خاطفة...
    تنتهى بنهاية الميزانية المخصصة لتلك الزيارة..
    ثم يعود السودانى..

    فكان سؤال تودد..
    هل حقا سوف نعيش نحن السودانيين فى الخارج..
    الى الابد ؟
    ثم تضيف فى حديثها مع نفسها..
    المسألة لا تتعلق بنظام سياسى..
    فهناك سودانيين فى الخارج منذ حكومة جعفر نميرى..
    اذا لماذا نتنصل نحن السودانيون من بلدنا الى هذا الحد؟

    (عدل بواسطة nour tawir on 04-07-2014, 11:23 PM)

                  

04-07-2014, 11:39 PM

nour tawir
<anour tawir
تاريخ التسجيل: 08-16-2004
مجموع المشاركات: 17638

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى العصب الحى.... (Re: nour tawir)

    فى بريطانيا ايضا قابلت تودد نساء.ا..
    كن زوجات لشخصيات سياسية مرموقة فى السودان..
    فى مختلف الانظمة..
    بدءا بالسياسى البسيط...
    وحتى زوجات نواب الرؤساء..
    يعملون فى الاعمال الهامشية..
    مثل النظافة...

    أزدادت حيرة تودد..
    وعادت تسالة نفسها من جديد..
    ما الذى يدفع بسيدة كانت تتصدر الاعلام السودانى ذات يوم..
    أن تنتهى الى مهنة النظافة؟
    أكيد ما من بلد غير السودان..
    يمكن أن يسبب هذه السقطة المريعة..
    هل يعقل ان يفضل السودانيين الاهانة فى الخارج الى هذه الدرجة ....
    بدلا من العيش بكرامة فى السودان ؟
    ثم تستوقفها كلمة كرامة تلك...
    فتتذكر ان السودان بلد عنيف..
    هلامى التفكير والسلوك..
    وبلد دراما اكثر من امريكا وبريطانيا واى دولة اخرى..

    هذا لان الامور فى السودان لا تستند على منطق..
    ولا تعرف الرحمة...
    ولا تعرف وسط الامور..
    فيمكنك ان تكون وزيرا اليوم..
    ثم تبيع الجرائد بعد الغد فى دولة اجنبية..

    هذا لان الوزير لا يصبح وزيرا بالكفاءة..
    والوظائف فى السودان تعتمد على صلة القرابة ..
    ومساندة النظام القائم..
    لذلك فان جميع امورنا تسير على نهج شيل الله يا حسن..

    عادت القصة (بضم القاف) الى حلق تودد..
    خاصة حينما قابلت بعض النساء اللائى ينشدن الحرية اكثر من اى شئ اخر..
    ويعشن على نفقة الضمان الاجتماعى..
    ولكن لان مفهومهن للحرية لا يميز بين الحرية والانحلال..
    فقد أغرقت تلك النسوة حياتهن فى زجاجة خمر..
    او مخدرات..
    أو طاولة قمار..
    وكان الله يحب المحسنين..

    وبالطبع وجدن بعض الرجال السودانيين.
    الذين يتفقون معهم فى المذهب..
    أو بعض الشخصيات التى تزور لندن للنزهة ثم تعود..
    فشّكلوا مجموعات غريبة..
    تعيش حياتها الخاصة باسلوبهم الخاص...
    وتزورهم الشرطة من وقت لآخر..
    حينما يعتدون على بعضهم البعض..
    ويزورون السجون احيانا..
    ثم يخرجون من السجن وهم..
    مجرمين ومجرمات محترفات..

    (عدل بواسطة nour tawir on 04-07-2014, 11:42 PM)

                  

04-08-2014, 00:13 AM

شمس الدين التوم
<aشمس الدين التوم
تاريخ التسجيل: 01-14-2013
مجموع المشاركات: 720

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى العصب الحى.... (Re: nour tawir)

    الاخت نور

    الله ينور عليك

    ولك كل الود

    متابعين
                  

04-08-2014, 00:13 AM

شمس الدين التوم
<aشمس الدين التوم
تاريخ التسجيل: 01-14-2013
مجموع المشاركات: 720

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى العصب الحى.... (Re: nour tawir)

    الاخت نور

    الله ينور عليك

    ولك كل الود

    متابعين
                  

04-08-2014, 00:13 AM

شمس الدين التوم
<aشمس الدين التوم
تاريخ التسجيل: 01-14-2013
مجموع المشاركات: 720

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى العصب الحى.... (Re: nour tawir)

    الاخت نور

    الله ينور عليك

    ولك كل الود

    متابعين
                  

04-08-2014, 01:17 AM

nour tawir
<anour tawir
تاريخ التسجيل: 08-16-2004
مجموع المشاركات: 17638

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى العصب الحى.... (Re: شمس الدين التوم)

    عزيزى القارئ شمس الدين التوم...

    تشكر على هذه الزيارة البهية..
    وتشريفك لنا بالمتابعة..
    زارتنا البركة..

    (عدل بواسطة nour tawir on 04-08-2014, 01:17 AM)

                  

04-08-2014, 08:06 PM

nour tawir
<anour tawir
تاريخ التسجيل: 08-16-2004
مجموع المشاركات: 17638

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى العصب الحى.... (Re: nour tawir)

    قضت تودد خمسة عشر يوما فى لندن..
    وقد جذبتها حياة السودانيين فى لندن اكثر من حياة أختها واسرتها الذين ذهبت اصلا لزيارتهم..
    الشاهد أن أوضاع السودانيين فى بريطانيا تختلف عنها كثيرا من بقية دول العالم...
    لاسباب عديدة منها سهولة سفر السودانيين الى تلك الدولة..
    اهتمام السودانيين بقضاء شهر العسل او السفر للعلاج..
    السفر للدراسة فى الجامعات والدراسات العليا..
    فرار السياسيين السودانيين الى لندن أكثر من أى دولة أخرى..
    ثم وأخيرا الهجرات الجماعية للسودانيين طلبا للجوء السياسى..

    لذلك كثر السودانيون...
    بل وأن هناك بعض الاحياء يفضل السودانيين الاقامة فيها..
    حتى تشعر بأنك تعيش فى السودان..
    ثم أنتشار المحلات التجارية التى تبيع المنتوجات السودانية...
    من الكسرة وحتى البخور..

    على أن ذلك التواجد...
    لم ينجح فى توحيد السودانيين على كلمة سواء..
    فقد نقلوا معهم خلافاتهم السياسية من السودان..
    أضافة الى استحالة العيش فى بلد اجنبى بنفس قيم السودان وأخلاقه...
    ولكن الثابت من هذه القيم ..
    يجد طريقه الى حياه بعض السودانيين..
    فيما ينسف الاخرون أى قيمة اخلاقية سودانية...
    ويعّدون أنفسهم للعيش فى بريطانيا حتى الممات..

    ذات صباح استيقظ سكان العمارة التى تقطن فيها اخت تودد..
    على صوت الشرطة..
    وحدث هرج ومرج..
    ذهبت الشرطة الى احد الابواب وطرقته...
    خرج اليهم صاحب الدار المسكين وهو يرتعد...
    وزوجته من خلفه تقرا المعوذتين..
    سأل الشرطة عن الطفل معاذ..
    وبما أن معاذ طفل سودانى فى الخامسة من عمره..
    فقد نسيت الام المعوذتين وأطلقت صرخة دآوية..
    جذبت كل سكان العمارة..

    رد الوالد بصوت مرتجف..
    نعم هذا منزل معاذ وألتفت الى زوجته قائلا..
    امشى نادييه..
    هرولت الآم الى الداخل وعادت ومعها معاذ..

    وحالما رأته الشرطة حتى تغيرت ملامحها الشرسة..
    و استبدلتها بابتسامة حانية وهى تسأل معاذ..
    هل هذا هو والدك يا معاذ ؟
    رد معاذ بثبات وجرأة مما ادهش والده الذى ما يزال يرتجف..
    أنت ذكرت فى التلفون ان والدك ضربك...
    هل هذا صحيح ؟
    رد معاذ بحماس دافق وهو يتحدث الانجليزيه كما البلبل..
    نعم هذا صحيح...
    وعاد الشرطى يساله..
    واين ضربك والدك يا معاذ ؟
    ضربنى فى مؤخرتى بحزام البنطلون..
    هنا التفت الشرطى الى الوالد واعطاه تلك النظرة المدمرة....
    وماذا فعلت حتى ضربك والدك يا معاذ؟
    رد معاذ..
    لم افعل شيئا...
    فقط كنت العب..

    هنا وقف الشرطى الذى كان محنيا طوال فترة استجواب معاذ..
    التفت الى الاب ووضع الحديد فى يديه واقتاده الى قسم الشرطة..
    كتمت الوالدة انفاسها خوفا من ان تكون هى التالية فى بلاغ معاذ..

    الشاهد ان اول ما يتعلمه الاطفال فى الروضة فى الدول الغربية..
    هو رقم تلفون الشرطة..
    ويعلمونهم كيف اذا ضربهم احد او اعتدى عليهم..
    ما عليهم الا الاتصال!

    (عدل بواسطة nour tawir on 04-08-2014, 08:12 PM)

                  

04-08-2014, 10:08 PM

محمد على طه الملك
<aمحمد على طه الملك
تاريخ التسجيل: 03-14-2007
مجموع المشاركات: 10624

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى العصب الحى.... (Re: nour tawir)

    والله يا نور رواية مشوقة جدا ومتابعها من الأول بس ما عايز اقاطعك..
    أجمل ما فيها ليس واقعيتها فحسب ..
    بل التكنيك الذي تتبعينه كراوية ..
    فأنت لا تتوقفين عند الأحداث والشخوص ..
    بل تعكسين حتى طريقة تفكير شخوص الرواية وتصرفاتهم بل حتى أحلامهم الباطنه ..
    جوهر الرواية حتى الآن حسب فهمي المتواضع ..
    يعكس رؤية كشفية عن صراع وتجاذبات الشخصية السودانية بنوعيها..
    عندما تعيش بعيدا عن وطنها ..
    موفقة إن شاء الله.
                  

04-08-2014, 11:09 PM

nour tawir
<anour tawir
تاريخ التسجيل: 08-16-2004
مجموع المشاركات: 17638

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى العصب الحى.... (Re: محمد على طه الملك)

    عزيزى القارئ محمد على طه الملك..

    لقد نفذت الى لب الموضوع....
    فالجوهر هو الذى ذكرته انت..
    وهو باختصار صراعات الشخصية السودانية..
    بين الانتماء الجغرافى لدول المهجر...
    والانتماء الوجدانى للسودان...
    حيث يفصل بينهما برزخ...
    ولا يلتقيان..
    مما يقود الى مواصلة الوجود فى الخارج..
    كنوع من الهروب الكبير من الذات...
    فنجد الذات داخلنا جميعا نحن سكان المهجر..
    لتخلق لنا حالة الاغتراب وليس غربة فحسب..
    فنحن بأختصار لا ننتمى الى اى مكان..
    أو اى ثقافة..
    أو أى واقع..
    والانتماء فى حالتنا مستحيل..
                  

04-08-2014, 11:33 PM

nour tawir
<anour tawir
تاريخ التسجيل: 08-16-2004
مجموع المشاركات: 17638

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى العصب الحى.... (Re: nour tawir)

    أستقلت تودد القطار لزيارة احدى صديقاتها فى الريف الانجليزى...
    قبل ان تودع لندن وتعود الى مقرها فى تلك الدولة ..
    فى الطريق سرحت تودد خلف نافذة القطار..
    واسلمت نفسها لكل الاسئلة التى لا تجد لها اجابة عادة..
    واطلقت بصرها فى الريف الانجليزى بما يتميز به من هدوء سرمدى..
    أحست تودد بأنها قد خرجت من كتاب القمم المتهالكة..
    أو قصة جين آير...
    او مسرحية تاجر البندقية لشكسبير..
    المهم كل ما قرأته عن الانجليز فى المدرسة...
    او فى قراءاتها الخاصة..
    حتى خيل اليها انها تسمع صوت هيثكليف فى رواية القمم المتهالكة...
    وهو يبث نجواه لكاثرين...
    و لتلك السهول والوديان..
    وخيل اليها ايضا..
    أن منزلهم يقبع فى بطون تلك الوديان..

    مشاعر واحاسيس مختلطة..
    ولكنها ليست بالحزن..
    وليست بالفرح ايضا...
    المهم نقطة ضوء أكدت وجودها فى هذا العالم..
    ولكنه وجود قاسى..
    بلا انتماء..

    استقبلتها صديقتها فى محطة القطار هاشة باشة...
    هى وزوجها..
    وبالوصول الى البيت...
    وبعد السلام والكلام عن كل شئ..
    وعن لا شئ...
    دخلت تودد الى غرفتها لتنام..
    وقد وعدتها صديقتها بالتجول فى المدينة فى اليوم التالى..

    كانت مدينة صغيرة جدا..
    ويبدو أن بها عنصريين لان ما من احد ذو بشرة سمراء غير تودد وصديقتها فى ذاك الصباح..
    وان النظرات اليهن لم تكن مّرحبة..
    جلست السيدتان فى حديقة عامة..
    وتناولن ما احضرنه من سندويتشات وعصير..
    ثم التفتت نادية فجأة الى تودد قائلة...
                  

04-08-2014, 11:49 PM

nour tawir
<anour tawir
تاريخ التسجيل: 08-16-2004
مجموع المشاركات: 17638

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى العصب الحى.... (Re: nour tawir)

    وجهت نادية سؤالها المفاجئ لتودد قائلة..
    هل لاحظتى شيئا عن احمد ؟
    دهشت تودد ولكنها ردت على سؤالها..
    لا لم الحظ أى شئ..
    ولكن شئ مثل ماذا ؟
    ماذا تقصدين ؟
    ردت نادية..
    حزن عميق حل عليه منذ ان غادرنا السودان..
    سالت تودد..
    لماذا ؟
    نادية..
    لم يفصح..
    ولكنه شديد الشرود..
    وقد بدأ يشرب الخمر وبكثرة..
    تودد...
    لماذا لم تساليه؟
    نادية ..
    سالته مرارا وتكرارا..
    ولكنه يخفى عنى شيئا..
    حتى خيل الى ان له زوجه ثانية وهو نادم على فراقها..
    تودد..
    لا تكونى سازجة..
    لا اعتقد أن هناك اى سبب يجعله يختارك انتى ويترك المراة الثانية لو كانت موجودة اصلا..
    لا تنسى انه هو الذى حصل على اللجوء وارفقك فى ملفه..
    نادية وقد أنفرجت اساريرها كمن وجدت حلا للغز زوجها..
    معاك حق يا تودد..ولكن ما هو السبب ؟
    تودد..
    لا تنسى الحروب الاهلية فى السودان و الارواح التى تحصدها..
    هل فكرتى فى كم من اهله على الاقل قد قتلوا؟
    ثم لا تنسى الظروف التى يعيش فيها السودانيين فى مناطق القتال..
    هذا موت احمر يا نادية..
    نادية..
    أحس بأنه يّحملنى مسئولية ما يحدث لآهله لاننى من الشمال النيلى..
    تودد..
    برضو كلام غير منطقى..
    فقد تزوجك وتلك الحروب تدور..
    نادية وقد فقدت صوابها..
    اذا ما السبب ؟
    تودد..
    بعض الناس اكثر حساسية من غيرهم..
    فهو يتناول ما يحدث لاهله بشكل شخصى..
    ثم احتمال ان يكون حزنه على السودان اجمع..
    نادية وهى تهز راسها بالايجاب..
    معك كل الحق..
    فقد كنت سازجة فى تحليلى للامر..
    ولكن ماذا افعل؟
    نادية..
    فكرى فى امر يمكن ان يستحوذ على جزء كبير من تفكيره..
    وحاولى ان تقنعيه بأن ما يحدث فى السودان..
    أكبر واصعب من احتمال كل السودانيين..
    ولكن نحن لا نستطيع ان نمنع ارادة الله..
    شئ كبير مثل ميلاد طفل مثلا..
    صمتت نادية واسلمت نفسها لهجوم عنيف...
    من الحيرة والحزن..
                  

04-09-2014, 03:26 PM

nour tawir
<anour tawir
تاريخ التسجيل: 08-16-2004
مجموع المشاركات: 17638

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى العصب الحى.... (Re: nour tawir)

    فى طريق عودتها...
    حاولت تودد أن تنسى مسألة الانتماء الجغرافى..
    والانتماء الوجدانى تلك..
    وتركز على الواقع....
    حتى تستطيع مواصلة الحياة..
    ولكن ذلك أصبح امرا مستحيلا..

    فما ان جلست فى مقعدها داخل القطار..
    حتى تذكرت احمد زوج صديقتها..
    الذى بدا أكبر بكثير من عمره..
    ورغم محاولاته المتكررة ليبدو طبيعيا..
    الا انه يفشل فى كل مرة..
    فقد سحقته أخبار القتال فى السودان..
    وهدته اخبار الوفيات والقتل والموت..
    وقد نسيت تودد الخضرة الممتدة والهدوء...
    والشخصيات التى قرأت عنها فى كتب الادب الانجليزى..
    هذا لان احمد قد سيطر على ذهنها تماما..
    وبدأت تحلل الامر..

    من المحتمل انه يشعر بالذنب لانه لا يحارب ..
    لكن يحارب لصالح من ؟
    الحكومة لها اجندة واضحة..
    وآليات ونظام للابادة منسق وذو كفاءة عالية..
    الحركة و الحركات المسلحة تساهم فى هذه الابادة..
    وذلك بقرار مواصلة الحرب..
    فيما تعلم تماما نتائجها..

    اذا اى بلد هذه...
    التى لا تعرف الاولويات..
    ولا تهمها حياة المواطنين..
    أى حركة تحررية هذه التى تستهتر بحياة المواطنين ؟
    أم ان الصراع حول السلطة والثروة..
    يتطلب كل هذا الخراب..
    حتى تراجعت اخبار الثورة البلشفية فى روسيا بقيادة استالين..
    ومجازرة وعنفه..
    أو برامج هتلر فى الابادة والتصفية..
    حقيقة الامر ان الحروب الاهلية فى السودان قد فاقت كل تلك الفظائع..
    وانزلت بالبلاد فوضى ما بعدها من فوضى..

    وعادت تودد تسأل نفسها ..
    كم احمد يعيش فى طول الكرة الارضية وعرضها..
    ويحترق...
    وينزوى..
    بلا حول ولا قوة..
    مثل زوج صديقتها ؟

    (عدل بواسطة nour tawir on 04-09-2014, 03:30 PM)

                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 2:   <<  1 2  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de