فى العصب الحى....

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-23-2024, 06:02 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2014م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-09-2014, 03:49 PM

nour tawir
<anour tawir
تاريخ التسجيل: 08-16-2004
مجموع المشاركات: 17638

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى العصب الحى.... (Re: nour tawir)

    حولت تودد تفكيرها نحو صديقتها نادية..
    تلك الانسانة الرقيقة الحالمة كما الفراش..
    حتى ملامحها شديدة الرقة والدقة..
    وقد عرف عنها شدة الحساسية والهدوء..
    لذلك تأثرت بحال زوجها تماما....

    كانت نادية واخلاص اقرب صديقاتها فى المرحلة الجامعية..
    وبما أن لاخلاص شخصية منفتحة شديدة الصخب..
    فقد كانت نادية عكس ذلك تماما..
    ولا يكاد المرء يشعر بوجودها..
    تزوجت احمد بعد التخرج مباشرة..
    وبلا أى تعقيدات فى الزواج..
    وبعد عام لحقت به فى تلك القرية من ضواحى لندن..

    أحست تودد بأن هناك تشابها شديدا...
    بين نادية..
    وكاثرين معشوقة هيثكليف فى رواية القمم المتهالكة..
    فبرغم من رقة نادية...
    الا ان احمد صارخ الملامح..
    شديد السمرة..
    عنيف الوسامة..
    له صوت جهورى..
    ووجود طآغى..
    تعجبت تودد من ذلك التشابه بين الاسرتين..
    يعيشان فى نفس المنطقة الجغرافية..
    ولكن فى فترات زمنية مختلفة..
    وينتميان الى أعراق مختلفة..
    ثم تضيف..
    عجيب امر هذه الحياة..
    يبدو ان دوران الارض امرا حقيقيا..

    ولكن يظل السؤال..
    كيف يمكن أن تساعد صديقتها فى الخروج من تلك الازمة ؟
    فقد خشيت عليها من مصير اخلاص..
    رغم ان احمد يبدو منسجما تماما مع نادية..
    ولا يعانى من وساوس زوجته..
    فقط يستغرق فى الحزن الدفين..
    الذى ارجعته تودد للحروب الاهلية فى السودان...
    ثم طمأنت نفسها بان تلك اسباب قوية تعجل بوفاة المرء...
    ناهيك عن الحرب..

    وتضيف..
    أن زوج اخلاص لا يعطى انطباعا بالثقة مثل احمد..
    ويضع دائما حاجزا تلقائيا مع الاخرين..
    وله نظرة ماكرة..
    فيها شئ من السخرية..
    كما وانه يعطى انطباعا بارتفاع الانا..
    ولكن تودد عادت فغيرت من رايها بأن قالت...
    احتمال ان لا اكون على حق..
    وان كل تلك الانطباعات لا تنبنى على حق..

    وصلت تودد الى لندن..
    وحالما دخلت الى الشقة..
    ابلغتها شقيقتها الصغرى بأن والد معاذ قد اعيد من مكتب الشرطة..
    قبل يومين..
    وأن السودانيين فى العمارة..
    يذهبون لتقديم الكّفارة..
    نزلت تودد الى تلك الشقة..
    وضربت الجرس..
                  

04-09-2014, 11:03 PM

nour tawir
<anour tawir
تاريخ التسجيل: 08-16-2004
مجموع المشاركات: 17638

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى العصب الحى.... (Re: nour tawir)

    فتح معاذ الباب...
    وتطلع الى تودد بكل جرأة وهو يسال..
    من أنتى ؟
    ردت..
    أنا جارتكم فى الطابق الخامس..
    رد..
    ولكننى لم ارك من قبل..
    قالت..
    فى الحقيقة انا فى زيارة لاختى التى تسكن فى الدور الخامس..
    هنا رمقها بنظرة كلها تهكم واتهام..
    ما معناها لماذا حاولتى الكذب على ؟
    سمع الوالد الحديث الذى يدور فى الباب فحضر ليستقبل ضيفته..
    لم يكن قد قابلها من قبل..
    ولكنه رأى الشبه بين تودد وأختها سوسن..
    فقال..
    مرحب.
    أنتى اكدي أخت سوسن..
    ردت تودد نعم.
    انا شقيقتها ولقد جئت فى زيارة لها بمناسبة المولود الجديد.
    تفضلى..
    وافسح لها المجال للدخول..
    حضرت زوجة دكتور امام وّحيت تودد ثم استأذنت فى الدخول لامر ما..

    كان دكتور امام اشعث اغبر..
    اطلق العنان لكل شعرة فى وجهة.
    فاختلط الابيض فيها بالاسود.
    وأنطلق الشعر فى كل اتجاه.
    كان حزينا للغاية..
    وكان صريحا للغاية ايضا..

    بدأت تودد..
    كفارة يا دكتور...
    ماتزعل من ولدك..
    دا طفل وما عارف نفسه بيعمل فى شنو..
    رد الدكتور..
    يا أخت تودد هذه ليست المرة الاولى التى يستضيفنى فيها قسم الشرطة فى لندن..
    لدى أبن عمره ثمانية عشر عاما الان..
    من المؤكد ان سوسن اختك قد حكت لكى..
    نفت تودد الامر تماما..
    فواصل يقول..
    قبل عامين تعرف على شلة صعاليك وبدأ يتغيب ويتصرف تصرفات رعناء..
    اعتبرت المسألة طيش شباب..
    وتعاملت معه باللين..
    ولكن حينما جاءنى ذات يوم واعلن اعتناقه للدين المسيحى..
    جن جنونى.
    فنحن اسرة مسلمة منذ أن كان الاسلام..
    قضيت اياما وليالى واشهرا..
    أحاول ان اثنيه عن موقفه.
    ولم اكن اعلم أننى فى سباق مع الكنيسة..
    التى وفرت له المسكن و أوجدت له الوظيفة وضمته الى فرقة كورال الكنيسة..
    حتى نجحت تماما فى تحويلة الى الدين المسيحى....
    وذات يوم حينما تعبت صفعته..
    بعد نصف ساعة من تلك الصفعة كانت الشرطة فى الباب..
    اخذونى الى القسم ثم قدمونى لمحكمة بتهمة الارهاب الدينى..

    مكثت فى السجن بضعة اشهر.
    وحينما خرجت فقدت وظيفتى طبعا..
    لآن السجين يفقد كل حقوقه التى تتعلق بالعمل عند خروجه فى دول الغرب..
    خاصة فى موضوع حساس مثل الاديان..
    وبدلا من وظيفتى كطبيب..
    التى يعلم الله وحده كم اجتهدت للحصول عليها..
    ها انا واسرتى نعيش على الضمان الاجتماعى..

    المشكلة هى اننى افقد ابنائى واحدا اثر الاخر..
    فانا لا يحق لى كأب ان اتدخل فى حياتهم..
    أو أؤدبهم حسب ما اراه سليما..
    واذا عدت الى السودان فسوف ادخل فى دوامة الغذاء والعلاج والتعليم..الخ.
    وسوف لن استطيع توفير ضروريات الحياة لهم...
    هذا اضافة الى ان زملائى الان لديهم عياداتهم الخاصة ....
    او انهم حصلوا على التخصص فاصبح الواحد منهم كبير الاخصائيين..
    فيما سوف ابدأ انا مثل الطبيب حديث التخرج....
    وهذه مسألة محرجة جدا..

    أطرقت تودد ولم تدر ماذا تقول..
    حضرت زوجة الدكتور ومعها عصير وضعته امام تودد..
    وواصلت من حيث وقف زوجها..
    معاذ ابوه قال ليه ناولنى كباية موية..
    رفض عشان كان بيتفرج على الكرتون..
    ابوه قال ليه بزعل منك يا معاذ...
    رد الولد المفعوص وقال لابوه...
    I don't care

    وواصلت...
    والله يا الحبيبة حياتنا مسخت علينا..
    وبقينا لا عارفين نواصل فى الغربة..
    ولا نرجع السودان...
    غايتو ورطة برة السودان..
    وورطتين جوه السودان.....
    والله غالب...

    (عدل بواسطة nour tawir on 04-09-2014, 11:09 PM)

                  

04-11-2014, 00:27 AM

nour tawir
<anour tawir
تاريخ التسجيل: 08-16-2004
مجموع المشاركات: 17638

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى العصب الحى.... (Re: nour tawir)

    عادت تودد الى شقة اختها...
    وقد أتخذت قرارها بالعودة الى حيث أتت..
    فقد أحست بأنها تختنق...
    وأن لا حيلة لها فى أى امر يخصها أو يحيط بها..

    أبلغتها اختها بانها سوف تترك المولودة مع والدها..
    وتتجول معها فى السوق..
    لعلها تحتاج شيئا...
    ولكن تودد رفضت قائلة أن لا شئ فى اسواق لندن يجذب انتباهها..
    ثم انها لا تشعر بالرغبة فى شراء أى شئ..

    استقلت الطائرة مساء اليوم التالى...
    وهى لا تشعر باى حزن على فراق لندن..
    حتى فراق شقيقتها وزوجها..
    كانت شديدة الغضب..
    دون أن تحدد المصدر الرئيسى للغضب...
    فقط سيطرت على ذهنها قصة دكتور أمام وأسرته..

    ثم وصلت بتفكيرها الى الاسر السودانية التى تربى اطفالها فى الغربة..
    والاطفال كما قال دكتور امام لا يستطيع الابوان السيطرة على تربيتهم..
    فينغمسون فى المهجر بكل تفاصيله..
    حتى لا تربطهم بالسودان أى صلة..
    أذا..كما حدثت تودد نفسها..
    أن الاجيال الحالية والقادمة من ابناء السودانيين..
    سوف لن يعودوا..
    وسوف لن تربطهم بالسودان أى صلة تذكر..
    فهم لا يشعرون بالاغتراب الذى قد يدفع المر ء بالعودة ذات يوم..
    وواضح أن لا علاقة لهم بالسودان من الاساس..

    وتلك خسارة فادحة...
                  

04-11-2014, 09:58 PM

nour tawir
<anour tawir
تاريخ التسجيل: 08-16-2004
مجموع المشاركات: 17638

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى العصب الحى.... (Re: nour tawir)

    عادت تودد الى مدينتها الصغيرة الانيقة..
    ورغم جمال المدينة وهندستها وتشجيرها ونظافتها والفترة التى قضتها تودد فيها...
    الا انها لم تشعر بأنها قد عادت الى دارها..
    نفس الاحساس الذى يتملكها عند الوصول الى اى بلد فى العالم..
    وخاصة السودان..
    حيث يتحول الاحساس الى وحشة قآتلة..

    وبعد ايام قلائل من تلك العودة...
    تلقت تودد على بريدها الالكترونى دعوة لحضور حفل زواج..
    كانت الفتاة التى تنوى الزواج صغيرة فى السن...
    وصلت الى تلك البلاد فى فترة قصيرة..
    ودون أن يرافقها احد..

    احست تودد بالانقباض..
    فالعريس رجل حضر الى تلك الدولة برفقة زوجته وابنائه..
    وقضوا بضعة سنوات فى المهجر..
    وفجأة وبلا مقدمات قام الزوج بتطليقها...
    وأنتقل الى العيش فى شقة منفصلة..

    تطايرت الاقاويل هنا وهناك..
    بأن زوجته عاشت معه اصعب الايام فى السودان...
    بعد أن فصل من عمله....
    وبدأت أجهزة الامن تلاحقه....
    وتعتقله...
    وتعذبه...
    وتفرج عنه...
    لتعيده الى الحبس مرة اخرى..

    صمدت زوجته امام تلك الظروف..
    خاصة وان تربية الاطفال اصبحت مستحيلة..
    حتى شاء العلى القدير...
    ان يجدوا فرصة للسفر الى القاهرة..
    ومنها طلبوا اللجوء..
    وو صلوا الى تلك الدولة النائية...

    كان جو الاحتفال بهيجا حقا..
    وغنى الفنان السودانى الشاب كما لم يغن فى حياته من قبل..
    وتقابل السودانيون فى تلك الحفلة...
    كدأبهم فى المناسبات العامة..
    وتعالت ضحكاتهم...

    وفجأة رآن على القاعة صمت رهيب..
    واتجهت جميع الانظار الى السيدة التى كانت تشق طريقها نحو المنصة...
    وهى مرفوعة الرأس وصارمة القسمات..
    كانت تلك زوجته الآولى..
    التى وصلت الى المنصبة....
    وقدمت التهنئة لزوجها السابق...
    وللعروس..
    ثم قامت برش ماء النار عليهما....
    متسببة فى أضرار بليغة...
    ثم جلست تنتظر الشرطة..

    (عدل بواسطة nour tawir on 04-11-2014, 10:03 PM)
    (عدل بواسطة nour tawir on 04-11-2014, 10:05 PM)

                  

04-13-2014, 11:04 PM

nour tawir
<anour tawir
تاريخ التسجيل: 08-16-2004
مجموع المشاركات: 17638

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى العصب الحى.... (Re: nour tawir)

    صبيحة يوم عيد رمضان...
    ذهبت تودد الى المسجد كعادتها من كل عام..
    لاداء صلاة العيد..
    كأن أغلب الحضور صوماليين..
    ولكنها لم تتفاجأ حينما حضر الامام ليؤم الناس...
    فقد كان سودانيا..
    تذكرت نفس هذه الحادثة فى ايطاليا ولندن وبعض ضواحيها وبعض دول اوربا الشرقية..
    حيث يكون امام المسجد سودانيا....
    بل ويقوم بعمل اجتماعى للمسليمن فى مسجده..
    وكذلك دعوة الاجانب بالدخول فى الاسلام..
    تذكرت تودد اسلام الحكومة..
    الذى حينما استغلوه وفّصلوه لمآربهم الخاصة..
    دمروا البلد..
    والشباب على السواء..

    بعد صلاة العيد اتجهت الى السيدة التى تعرض بيتها لغارة من الشرطة...
    بسبب اتجار صديق ابنتها فى المخدرات..
    كان الجو سودانيا خالص..
    كعك عيد..
    والابناء والبنات بملابس جديدة..
    والوالدة فى قمة أناقتها..

    سعدت حينما رات تودد..
    وبدأت تمطرها بالاسئلة عن حالها..
    وكيف تغيبت عنها طوال تلك الفترة؟
    و أن لولا ظروفها لكانت زارتها..

    على العموم أحضر الافطار..
    عصيدة بملاح النعيمية..
    شعيرية وسكسكانية وفطير..
    حتى خيل لتودد أنها فى السودان حقيقة..

    بعد الافطار أتجهت تودد الى شقتها..
    لتحتمى بها من تلك الانفعالات المختلطة..
    فى مثل ذاك اليوم..
    حينما يكون السودانى بعيدا عن أهله...
                  

04-14-2014, 08:45 PM

nour tawir
<anour tawir
تاريخ التسجيل: 08-16-2004
مجموع المشاركات: 17638

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى العصب الحى.... (Re: nour tawir)

    عادت تودد الى عملها..
    وقررت أنها سوف لن تتفاعل مع احداث السودانيين فى دول المهجر..
    بتلك الطريقة الشاقة..
    وعادت معها رتابة الحياة..
    البيت العمل..
    العمل البيت..
    ولكن بعد فترة شهر تقريبا..
    بدأ الملل يسيطر عليها مرة اخرى..
    وبدأت الوساوس والاحلام المزعجة تغض مضجعها..
    حتى امتدت يدها لرقم تلفون مايكل..
    وبعد السؤال عن الحال والاحوال..
    دعت مايكل الى تناول طعام الغداء السودانى...
    فى منزلها..
    حيث سوف تقوم هى بعملية الطبخ..

    حضر مايكل..
    بكل نقاء وصدق الاجانب..
    حينما يحبون شخصا ما..
    ويولونه ثقتهم..
    تصرف كما لو أن البيت بيته..
    بل وساعد تودد فى نقل الاوانى والطعام الى السفرة..

    بعد انتهاء فترة الغداء..
    وشرب الشاى..
    عاد مايكل وعرض الزواج على تودد مرة أخرى..
    ولآول مرة ردت قائلة..
    ولكنك لست مسلما..
    ودينى يمنعنى من مثل هذه الزيجة...
    رد قائلا...
    لقد بدأت فى دراسة الاسلام منذ ان ألتقينا..
    وآمنت به..
    وأعلم أننى يجب ان أذهب الى المسجد لاعلانه..
    ويمكنك أن تأتى معى..

    اسقط فى يدها..
    فقد اتخذت اختلاف الدين حجة لتنجو بها من الزواج..
    فأذا بمايكل قد اصبح مسلما وجاهزا للزواج...
    وقد حاصرها بتلك المعلومة عن اسلامه...
    فكانت المفاجأة الكبرى..
                  

04-15-2014, 07:54 PM

nour tawir
<anour tawir
تاريخ التسجيل: 08-16-2004
مجموع المشاركات: 17638

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى العصب الحى.... (Re: nour tawir)

    قبل اكمال اجراءات دخول مايكل فى الاسلام..
    أتصلت تودد فى والدتها وابلغتها بالآمر...
    أنتفضت والدتها وهى تقول..
    ياهو دا الانا كنت خايفة منه؟
    وعللت رفضها التام لتلك الزواجة...
    بأن الزواج الناجح هو الذى يجمع اسرتين...
    وليس شخصين فقط...
    كما وان زواج تودد من اجنبى هو تأكيد لبقائها فى الغربة الى ماشاء الله..

    زادت والدتها قائلة..
    القروش البترسليها لينا كل شهر..
    ما قاعدين نصرفها كلها..
    أشترينا ليك بيت وعملنا ليه صيانه كاملة..
    وزرعنا فيه شدر كمان..
    وفى الركن فتحنا بقالة ..
    عشان لما ترجعى السودان..
    بظروفه دى..
    تقدرى تدبرى حالك..
    ثم طلبت من ابنتها العودة الى السودان...
    أن لم يكن حالا فعلى الاقل ان يكون برنامجا تعمل على تنفيذه..

    لم يؤثر رفض توود للزواج على اسلام مايكل...
    وقال..
    كنت فعلا قد فكرت فى دخول الاسلام حتى يمكن ان اتزوجك...
    ولكننى فى نهاية الامر آمنت به واقتنعت به تماما...
    وسوف اعمل فى دارفور مع احدى المنظمات الحقوقية..
    مما يقربنى اكثر من هذا الدين..
    فهناك ما يشدنى اليه بقوة..
    ولا ادرى ما هو؟
    أو لماذا؟
                  

04-17-2014, 01:38 AM

nour tawir
<anour tawir
تاريخ التسجيل: 08-16-2004
مجموع المشاركات: 17638

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى العصب الحى.... (Re: nour tawir)

    فتحت تودد على نفسها نافذة جديدة من الحيرة والتوهان..
    بموضوع زواجها من مايكل..
    ورفض والدتها ودعوتها لها بالعودة الى السودان..
    فمشكلة تودد الاساسية كما حددتها هى..
    أن السودان بالنسبة اليها هو المهجر..
    وأن دول المهجر جميعا بالنسبة اليها هى أمتدادا لحالة الاغتراب التى سيطرت عليها تماما..

    فهى لا تشعر بالانتماء الى أى بلد..
    بدءا بالسودان..
    بل وتشعر بالوحشة القاتلة من مجرد ذكر السودان..
    تبحث عن السودانيين فى كل مكان..
    ولا ترتاح الا عندما تجدهم..
    وبعد أن تجدهم..
    تشعر بالوحشة المميته..
    وتبحث عن الفرار وبأسرع ما يمكن..

    فهى فى تلك الحالة أشبه بمن يبحث عن السعادة ...
    فى حين انها موقنة تماما بعدم حصولها على تلك السعادة..
    مع من تفر اليهم..
    بنت علاقات مع مختلف الجنسيات..
    وعلى مستوى العالم...
    نساءا ورجالا..

    ولكن فى مسألة العصب الحى..
    والانتماء الحقيقى..
    والتصالح مع الذآت والظروف المحيطة..
    فهى لا تنتمى لاحد منهم..

    لذلك بدأت تبحث عن وسيلة تقنع بها والدتها..
    بأن تسمح لها بالاستمرار فى غربتها..
    ولو الى حين..
    فيما كانت تدعو الله سبحانه وتعالى فى السر والعلن
    بأن يجعل لها مخرجا......

    ولتقريب المسافة بينها وبين والدتها..
    قبلت تودد تلك الوظيفة المؤقته فى القاهرة..
    لمدة عام وآحد..
    والوظيفة تتبع للآمم المتحدة...
    وتختص بشئون الجندر فى مصر..
    ثم أرسلت لوالدتها لتحضر اليها فى القاهرة..
    بغرض العلاج..
    وتغيير الجو...
    عسى ولعل..

    (عدل بواسطة nour tawir on 04-17-2014, 01:43 AM)

                  

04-18-2014, 02:16 AM

nour tawir
<anour tawir
تاريخ التسجيل: 08-16-2004
مجموع المشاركات: 17638

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى العصب الحى.... (Re: nour tawir)

    لو أن تودد تعلم معنى ان يعيش السودانى فى مصر نازحا ..
    مشردا..
    وأشعث أغبر...
    لما وافقت على تلك الوظيفة التى حددت مدة اقامتها فى القاهرة بعام كامل دون نقصان..
    خاصة بعد أن وصلت الى قناعة تامة بأن أمر السودان والسودانيين يجرى فى دمها..
    ولا فكاك لها من ذاك المصير..

    تسلمت مهامها فى مكتبها الجديد بالمعادى..
    وبدأت بالتعرف على المرأة المصرية التى تعمل معها فى نفس المجال.
    ورغم نسبة الوعى المصرى العالية..
    والحريات الممنوحة للمرأة المصرية..
    ألا أن حياتها لا تنقصها المتاعب ولا تفارقها الكآبة..
    مثل بقية نساء دول العالم النامية..

    فى المقابل كان وضع السودانيين فى القاهرة يشد تودد شدا..
    وقد كانت فى اشد اللهفة للقائهم..
    والاستماع اليهم..
    مثلما تفعل فى اى دولة تزورها..
    ولكن الآمر استفرق بضعة اسابيع..
    نسبة لزحمة العمل..
    فى نهاية الامر اتصلت بها احدى السودانيات...
    لتبلغها بحضورها من السودان..
    وأنها تحمل لها بعض الامانات من الاهل..
    وابلغتها بـتأخير الوالدة عن الزيارة الى مصر..

    خرجت تودد لا تلوى على شئ..
    وقد أنتهزت تلك الفرصة كمدخل الى السودانيين فى القاهرة..
    اعطت العنوان للسائق..
    ثم سرحت خلف النافذة لتتعرف على ملامح البلد وشوارعها ونوع سكانها..

    حتى وصل السائق الى شقة فى مدينة نصر..
    أوقف السيارة..
    نزلت تودد واطرقت الجرس...
    وانتظرت الآذن بالدخول...
                  

04-18-2014, 02:38 AM

nour tawir
<anour tawir
تاريخ التسجيل: 08-16-2004
مجموع المشاركات: 17638

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى العصب الحى.... (Re: nour tawir)

    أدخلت تودد الى صالون فخم..
    يدل على ان أهل تلك الدار...
    أما ان يكونوا تجارا أو من منسوبى الحكومة..
    ولكن لا تتوفر مثل تلك الفخامة لدى السودانيين فى القاهرة على حسب علمها..

    كانت السيدة التى استقبلت تودد متوسطة العمر..
    ومتوسطة الجمال ايضا..
    ولكنها تمتاز بخفة الدم..
    ونظرة تدل على الذكاء الحاد..
    وحسن المعشر كما بدا لتودد..
    جلست مع تودد فى الصالون...
    فيما بقى الاطفال مع والدهم فى الداخل..
    بعد أن حضروا لتحية تودد وأستأذنوا وأنصرفوا..

    كانت السيدة كاملة الاناقة..
    وقد لبست بعض المصاغ..
    ورسمت الحناء فى يديها وقدميها بشكل ملفت..
    لم تعبأ تودد لكل تلك التفاصيل...
    فبدأت بالسؤال عن والدتها وأهلها..
    ولماذا تأخر حضورها الى مصر؟
    وبعد الاجابة على كل تلك الاسئلة ...
    قدمت السيدة سلة مملؤه ببعض الاغراض لتودد..
    ومحكمة الاغلاق..

    وبعد الانتهاء من تلك المراسم ..
    تجرأت تودد لتسأل مضيفتها عن نوع العمل الذى تقوم به..
    تلك السيدة وزوجها فى القاهرة..
    حيث من المعروف أن سوق العمل بالنسبة للسودانيين فى القاهرة محدود جدا..
    فهمت السيدة سبب سؤال تودد..
    الذى يبحث عن الاجابة لذاك الثراء..
    فردت بهدوء قائلة..

    هذه الشقة تمليك...
    ولقد اشتريناها قبل خمسة أعوام..
    ذلك لان زوجى شريك فى شركة الخرطوم والقاهرة للاغذية..
    وهو يسافر الى السودان كثيرا ليشرف على بعض امور الشركة فى الخرطوم..
    وكذلك متابعة تصدير المواشى الى مصر..
    وبيعها للخرطوم والقاهرة..
    وواصلت..

    قد لا تستغربين حينما تعلمين ان هناك أكثر من سبعين ألف شقة تمليك للسودانيين فى مصر..
    فمصر هى اول دولة يلجأ اليها السودانيين اذا ما تعرضوا لآى ضغوط فى السودان...
    فيستثمرون أموالهم فيها..
    سألتها تودد..
    وماذا عن أمر السودانيين الذين يعانون من الجوع والمرض والفقر والفاقة فى مصر..
    لدرجة الموت ؟
    ردت مضيفتها..
    هؤلاء نازحين لاسباب سياسية ولا يملكون ثمن التذكرة التى تحضرهم الى مصر..
    فيدبرونها بأى شكل ..
    فهم يهربون هروبا غير مدروس..
    ولا يملكون المال الذى يحتاجونه فى مصر..
    أو قد ينفد المال بسبب طول الاقامة....
    فتتقطع بهم السبل..

    سالت تودد..
    وكم عدد السودانيين فى مصر..
    ردت مضيفتها....
    لا أستطيع ان اجيب على هذا السؤال..
    ولكنهم بالكثرة التى تجعلك تعقدين ان هناك أحياء كاملة سودانية..

    سألت تودد...
    وهل تساعدون بعضكم بعضا؟
    ردت مضيفتها..
    وكيف نساعدهم وقد تفوق اعدادهم عشرات الالاف؟ وواصلت..
    بل العكس...
    ففى مثل ظروفنا لا نستطيع أن نفتح ابوابنا لهذه النوعية التى غالبا ما تجلب معها المشاكل..
    فتعرقل حياتنا..

    شكرتها تودد وخرجت وهى تحس بأن خلية نحل كاملة تعمل فى عقلها...

    (عدل بواسطة nour tawir on 04-22-2014, 02:10 AM)

                  

04-22-2014, 01:23 AM

nour tawir
<anour tawir
تاريخ التسجيل: 08-16-2004
مجموع المشاركات: 17638

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى العصب الحى.... (Re: nour tawir)

    أعتذر للقارئ\ة العزيز\ة عن هذا الانقطاع غير المقصود..
    فقد أستعصى على القلم..
    وألمت بى واحدة من حالات الغربة والاغتراب التى تأتى فجأة..
    وتذهب فجأة كذلك..
                  

04-22-2014, 01:41 AM

nour tawir
<anour tawir
تاريخ التسجيل: 08-16-2004
مجموع المشاركات: 17638

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى العصب الحى.... (Re: nour tawir)

    تأرجحت انفعالات تودد بين أن تكون داخل السودان..
    بهذا الكم الهائل من السودانيين فى القاهرة..
    أو لآ تكون بحساب المسافة الوجدانية بينها و بينهم كذلك..
    والتى رسمت ذلك الحاجز الصلب بينها وبين بنى جلدتها..
    منذ قديم الزمان وسالف العصر والآوان..

    فقد تعرفت على بعض قصص النجاحات السودانية فى الخارج..
    وبعض ابداعاتهم التى تخرج تلقائيا من رحم المعاناه...
    ولكنها بالمقابل تعرفت على أبشع انواع العيش بالنسبة للسودانيين فى مصر..
    من كل مدن العالم التى زارتها..

    وحينما أسّرت لاحدى زميلاتها بأنها تريد أن تذهب الى حيث يعيش السودانيين...
    أوضاعا مأساوية..
    لم تتردد زميلتها كما لو أنها كانت تتوقع ذاك الطلب..
    وأبلغتها بأن سيارة الآمم المتحدة سوف لن تسّهل لها تلك الزيارة..
    وبالتالى أستقلتا تاكسيا وذهبا الى العتبة..
    وفى ثقة تامة ومثابرة..
    توجهت زميلتها الى احد الفنادق فى وسط ميدان العتبة..
    وهمست لموظف الاستقبال الذى قام بدوره من مقعده..
    وقادهم فى جوله داخل الفندق..

    كان معظم النزلاء سودانيين..
    وقد خيل لتودد أنها فى زيارة لمستشفى الامراض العصبية وليس فندقا للنزلاء..
    فقد كانوا جميعا من الشباب ...
    يلبسون ملابسا متسخة الى أقصى حد..
    بعضهم ينتعل (سفنجه)..
    تبدو عليهم الكآبة والتوهان..
    وقد كانوا جميعا وبلا استثناء..
    فى حالة trance لا يكادون يميزون بين ما يجرى حولهم..

    أحست تودد بالرعب حقيقة..
    وطلبت من زميلتها مغادرة الفندق فى الحال..
    نزلتا الى السوق..
    حيث يختلط الحابل بالنابل..
    وراع تودد عدد الشباب السودانى الذى يفترش بضاعة لا قيمة لها..
    ولا تسمن ولا تغنى من جوع..
    والكل فى حالة لا تنبئ بمتى سوف تنتهى تلك الملهاة..

    خرجت تودد من ميدان العتبة..
    وأتجهت الى مقر سكنها..
    وطلبت من زميلتها ان تطلب لها اذنا بالغياب لمدة ثلاثة ايام..
    وتناولت قرصين اسبرين..
    وجلست فى كرسى هزاز وسط الصالة..
    وهى تهتز كمن مّسه الجان..
                  

04-22-2014, 01:56 AM

nour tawir
<anour tawir
تاريخ التسجيل: 08-16-2004
مجموع المشاركات: 17638

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى العصب الحى.... (Re: nour tawir)

    صبيحة اليوم التالى زارتها زميلتها فى السكن..
    وقد هالها الحالة التى وجدت عليها تودد..
    فقد خيل لزميلتها أنها لم تذق طعما للنوم..
    كما وأنها اطلقت العنان لشعرها..
    وقد غاصت فى جلباب واسع....

    فتحت تودد الباب وهى تجرجر رجليها..
    ودخلت الى المطبخ لتصنع فنجانين من القهوة..
    تم كل ذلك وهى فى حالة شرود تام..
    بل وقد أختفى من قاموسها اليومى أى طعم لآى شئ..
    حتىى الآكل..

    وحينما سألتها زميلتها متى تناولت آخر طعامها ؟
    لم تستطع تودد الرد..
    دخلت زميلتها الى المطبخ..
    وصنعت شوربة قدمتها وهى دافئة لتودد..
    ثم دخلت وقامت بصنع بعض الساندويتشات..
    وجاءت وجلست بالقرب من تودد قائلة..
    سوف لن اذهب الى أى مكان حتى تتناولين كل الآكل الذى أمامك وواصلت..

    أتفهم تماما الحالة النفسية التى تمرين بها..
    وأتفهم تماما حالة الضيق والحزن..
    بل والاصعب من ذلك..
    قلة الحيلة وعدم القدرة على تقديم شئ للشباب الذى رأيتيه..
    ولآكون صريحة معك..
    هناك آلاف من السودانيين فى مختلف انحاء مصر..
    منهم من يعتمد على تحويلات من أهلهم فى دول العالم الختلفة..
    ومنهم من يعمل فى الاعمال البسيطة..
    حتى يتسنى لهم السفر الى دول العالم الاول عن طريق برنامج الآمم المتحدة الذى يستغرق اربعة سنوات على أقل تقدير..
    بل وألاصعب هو وبعد توقيع اتفاقية نيفاشا..
    تاثر برنامج الآمم المتحدة بالنسبة للسودانيين..
    وهم لا يدرون أن مجرد التوقيع على ورق لا يعنى حل جميع المشاكل..
    وعلى العموم هذا وآقع يجب ان تتعايشى معه..
    كما واقبلى نصيحتى بالسيطرة على انفعالاتك..
    لانها لن تحل المشكلة..
    ولآنها سوف تنتهى بك الى حيث يقف الشباب الذى رأيتيه فى العتبة..
    كشكول مرض..
    وأنهزام تام فى الحياة..
    فكرى جيدا..

    أخيرا جدا وجدت تودد صوتها فقالت لصديقتها..
    هل يمكن أن تأخذينى الى السيدة زينب..
    أحتاج أن اصلى ركعتين هناك..
    خرجت الاثنتان واتجهتا صوب السيدة زينب..
                  

05-07-2014, 07:58 PM

أحمد سيداحمد عثمان
<aأحمد سيداحمد عثمان
تاريخ التسجيل: 05-06-2014
مجموع المشاركات: 95

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فى العصب الحى.... (Re: nour tawir)

    .
                  


[رد على الموضوع] صفحة 2 „‰ 2:   <<  1 2  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de