|
إضاءة كردفانية عن الجنجويدة وليس ردا على (فاقدي القيد الصحفي)
|
(منقول) للكاتب و الناشط صلاح الدين أبوسارة
أثناء (محنة) الجنجويد التى تعرض لها سكان شمال كردفان وبالتحديد حاضرتها الأبيض وأريافها، إنتظم النشطاء فى الداخل والخارج ودون ترتيب مسبق فى جهد مبارك شارك فيها العديد من شرفاء السودان وليس أهل كردفان وحدها، حيث لعب الإنترنت ومواقع التواصل دوراً كبيراً فى تسليط الضوء على ما تعرض له المواطنون العزل من جرائم وإنتهاكات بشعة، ومن غرائب الصدف أن رسالة وصلتني على إحدى تلك الوسائل مفادها أن بعضهم قد سأل حكيما: لماذا لا ترد على من أساء إليك وأذاك، فرد قائلا: وهل من الحكمة أن أعض ك ل با عضني.
أشفق على أرزقية الإعلام وحارقي البخور حين يكتبون بما يعكس الخيبة التى أحسوا بها جراء فشل مخططات سادتهم البشعة للولاية وإنسانها، فطفقوا يسودون المنابر بكتابات شوهاء مليئة بالشتائم تبين جلياً وقع الهزيمة عليهم، وغنى عن القول أن الشتائم والإساءات فى عرف وتربية الأسوياء من أهل السودان لا تليق بالرجال أبناء الرجال والذين يحتريهم الناس عند (الحارة) للقيام بما أعدوا له أفعال سمتها الجسارة والنبل والشرف.
الحكمة ضالة المؤمن أينما وجهدها أخذ بها ولنا فى الفلكلور الشعبي وقصص الصغار كنزا من تلك الحكم والمآثر ومحفزات القيم الفاضلة ومنها: أن صياداً كان يصطاد عصافيرا فى يوم ريح عاصف فجعلت الريح تدخل في عينيه فتذرفان الدمع، وكان كلما إصطاد عصفورا كسر جناحيه وألقاه مع غيره من العصافير ذوات الحظ العاثر، فقال عصفور لصاحبه: ما أرقه أترى دموع عينيه؟ فرد صاحبه: لا تنظر إلى دموع عينيه ولكن أنظر إلى عمل يديه.
وعليه فلا يعنينا غضب الأرزقية حارقي البخور ولا فاسق كتاباتهم ضد شرفاء أصروا على القول بأن (الجنجويد هم الجنجويد) وليسوا (قوات تدخل سريع) وليس (إسناد ولا دعم)، والإسم فى حد ذاته لا يعنينا فى شئ ولكن يهمنا تماما أن نكشف هدف هؤلاء في إخفاء أفعال أيادى الجنجويد من خلال إعطائهم إسماً جديداً، فالجنجويد إسمهم والبشاعة فعلهم فقد عرفوا به وبها وصفوا قبل أن يدنسوا أرض كردفان من خلال جرائم فساد فى الأرض وقتل وإغتصاب ونهب وسرقة وكلها ضد مدنيين عزل وليس أمام قوات مقاتلة فهذه يولون منها أدبارا صارت سمة وعلامة تجارية مسجلة بإسمهم، حتي قيل أينما وجدت (دبرا) فتأكد بأن أمامه (جنجويدى) يفر وليس أخرها فرارهم أمام فرسان المسيرية وأشاوس الجبال.
أول وصف واضح وجلي لهؤلاء المرتزقة عرفناه من خلال (رواية مسيح دارفور) للقاص / عبدالعزيز بركة ساكن وقد جاء وصفهم فيها كالتالي: (الجنجويد يسكنون في الأحياء الطرفية في معسكرات ضخمة، يتمظهرون في المدينة (نيالا) في عربات لاند كروزر مكشوفة عليها مدافع الدوشا، وتعلق على جوانبها الآربي جي البغيض، وهم عليها في ملابس متسخة مشربة بالعرق والأغبرة، يحيطون أنفسهم بالتمائم الكبيرة الخوزات، لهم شعور كثة تفوح منها رائحة الصحراء والتشرد، على اك تاف هم بنادق جيم ثلاثة صينية تطلق النار لأتفه الأسباب، وليست لديهم حرمة للروح الإنسانية، لا يفرقون مطلقا بين الإنسان والمخلوقات الأخرى .. الكلاب الضالة مثلا، وتعرفهم أيضا بلغتهم الغريبة " الضجر " وهي عربي النيجر أو الصحراء الغربية ، ليس لديهم نساء ولا أطفال بنات، ليس من بينهم مدني ولا متدين ولا مثقف، ليس من بينهم معلم أو متعلم ، مدير، أو حرفي، ليست لديهم قرية أو مدينة، أو حتى دولة، ليست لديهم منازل يحنون للعودة إليها في نهاية اليوم). ثم يضيف على لسان أحد أبطال تلك الرواية (أسهل أن يلج جمل فى سم الخياط على أن يدخل جنجويدي فى ملكوت الله).
وقد تسائلت وقتها فى إستغراب (ما حاجة الحكومة – أي حكومة – لمثل هؤلاء المرتزقة) والآن وبعد قراءاتي لشتائم بعض من ينسبون زورا للإعلام بحقي وحق بعض الشرفاء قفز لذهني سؤال أخر (ما حاجة المسئول – كائن من كان) لخدمات مدعي صحافة من شاكلة فاطمة شاش فاقد للقيد الصحفي.
إن كان (البعر) يدل على البعير فإننا قد إزددنا بأنوفنا شموخا عن إشتمام نتانة (بعر) ما يكتبه هؤلاء، ولا عزاء لهم فى رد منا يرفع من قدرهم.
ولأمنا كردفان:- صقور الباشا نهشن من ضروعا وفوقنا طارن فر كلاب الباشا فطرن فيها وما لقن البيقول لها جر والباشا الغشيم فى ذاتو قعقع ومن كبادا فطر لا ولدن يقولو انتر ولا مهيرتن تقولو فشر ويا الباشا الغشيم قول لى جدادك كر
يتبع بإذنه تعالى إضاءات أخرى حول كردفان والتنمية المرتجاة. مكتول هواها / صلاح الدين أبوسارة [email protected]
|
|
|
|
|
|