ساعات ما قبل مباراة المريخ وكمبالا سيتي!! أمس السبت أنا إجازة طبعاً.. صحيت من النوم الساعة العاشرة صباحاً.. أتلفت يومين شمال ما عندي أي موضوع.. فطرت وفتحت التلفزيون وقلت أهي جلسة.. راجعت في رأسي شريط اليوم وما تبقى فيه من برامج.. لقيت أنه الساعة أربعة تحديداً المفروض أكون متواجد في البيت.. ولو عندي أي برنامج يتأجل لما بعد السادسة مساء.. مع ملاحظة أنه نوع البرنامج يتوقف على الحالة (المزاجية) التي أكون عليها عندما يتوقف مؤشر الساعة عند السادسة أو بعدها بقليل.. مررت سريعاً على العديد من القنوات.. توقفت عند روتانا سينما.. كانت تعرض فلماً عربياً شاهدته أكثر من مرة.. قررت مشاهدته مجدداً لأنه لا يحتم عليّ أن أكون في كامل تركيزي.. المهم دخلت ومرقت أكثر من مرة وكان اليوم صراحةً بطيئاً كأنه يعاندني.. عند الثالثة إلا ربعاً قررت تناول وجبة الغداء كإجراء روتني رغم أنني لا أشعر بالجوع ولست في حاجة لقضم قطعة خيار ناهيك عن وجبة كاملة لكن لابد لي من تبديد ما تبقى من وقت في أي شيء.. عند الرابعة إلا ربعاً سحبت (الريموت كونترول) وبيد وتفكير مضطربين (دعست) على زر قناة النيلين الرياضية.. دقائق وكان الاستديو الرياضي مشتعلاً وخالد الإعيسر يهدد ويتوعد السفير السوداني بيوغندا السيد (شرفي) وبدأت الملاسنات بينهما ونشرا غسيل إعلامنا (ال######) وممارسات بعض المتنفذين فيه التي لا علاقة لها بالرياضة والأخلاق الرياضية.. سحبت نفسي بعد انتهاء (الردحي) بين الاثنين وتحركت يدي نحو الريموت مجدداً وكانت وجهتي هذه المرة راديو أم درمان..النتيجة أخبار .. أتجهت صوب إف إم 104 أغاني.. باءت كل محاولاتي بالفشل الذريع وخاب أملي في متابعة مباراة (الآلمي) وكمبالا.. وبما أنني رجل لا أعرف المستحيل ولا أرضخ للهزيمة قررت فجأة التوجه نحو (الكوفي) المجاور لمنزلي.. وبالفعل (تحكرت) ووضعت السماعات على أذني وبدأت في البحث عن قنوات التلفزيون اليوغندي.. مجدداً خابت كل المساعي والمحاولات.. كان الأمر محبطاً.. لا أذيعكم سراً إن قلت بأنني كنت أسرع بين كل لحظة وأخرى إلى منتديات كووورة سودانية متقصياً الأخبار.. جاءت سريعاً كانت تقدم الفريق اليوغندي بهدف.. هنا تذكرت أنني لم أتناول أية مشروب سائل بعد وجبة الغداء وأدركت سر حالة الضيق التي تعتريني في المساحة ما بين (الحُنجرة) و (فم المعدة).. سريعاً ناولني عامل (الكوفي) قارورة ماء بارد تجرعتها في هدوء.. شعرت بارتياح يغمرني لا أعرف أسبابه.. أعتقد أن الماء البارد كان مصدره..!! اعتصرت تفكيري مجدداً باحثاً عن وسيلة أخرى تمكني من متابعة المباراة... هداني سريعاً (وأنا ممتن له) على متابعتها عبر رابط الإذاعة اليوغندية.. بحثت سريعاً إلى أن وجدتها.. كان المعلق اليوغندي منفعلاً جداً.. حقيقةً كنت محتاراً كيف لي متابعة الوصف التفصيلي للقاء وأنا لا أتقن اللهجة التي يتحدث بها هذا المعلق.. لم تكن إنجليزية وأيضاً ليست فرنسية.. لغة غريبة قال لي أحد أصدقائي فيما بعد: قد تكون سواحلية.. لم أستسلم لليأس.. أكتفيت بإنفعالاته.. عندما تكون الهجمة تجاه المرمى اليوغندي كان يردد أسم المريخ بلهجة حذرة ومرتبكة يرافقه اسم اللاعب الذي يقود الهجمة.. كان ينطق الأسماء بطريقة غريبة لكنها كانت كافية جداً لتحديد مسار الهجمة.. حقيقةً عانيت كثيراً في متابعة هذا المذيع ووصفه وكنت أستعين بالنقل المكتوب من منتديات كووورة عندما احتار فيما يقول.. جاء هدف التعادل وكالعادة خذلني المعلق.. كان يردد مريك .. مريك .. مريك (يقصد مريخ).. احترت فيما حدث هرولت نحو منتديات كووورة سودانية.. علمت أن المريخ أحرز هدف التعادل.. رجعت مجدداً للإذاعة اليوغندية.. وحالة الهرج والمرج لا تزال تسود الملعب وصوت المعلق اليوغندي يعلو وينخفض .. ويزمجر وأحياناً يضحك ساخراً.. أدخلني في دوامة وحيره حقيقة لم أكن في حاجة إليها.. لكن لا مفر ولا مناص غير الصبر عليه.. مجدداً أخذ المعلق يصيح (مريك .. مريك.. مريك..) ويلحق الاسم بكمية معتبرة من الكلمات الغير مفهومة.. قلقت جداً لأن تفاصيل صوته كانت غير (متناغمة) وهذا دليل على أنه غير (مرتاح).. هرولت مجدداً نحو منتديات كورة سودانية وعلمت أن للرجل كامل الحق.. فقد كانت ضربة جزاء للمريخ تم صدها من الحارس لكن لاعبي المريخ افلحوا في إيداعها مجدداً مرمى الخصم.. كل ذلك تم وأنا لا أعلم ما يقوله الرجل.. بقيت على هذا الحال كثيراً.. إلى أن جاءني صوت الأخ محمد مهدي عبر الهاتف يسألني عما أفعل.. قلت له أنني أتابع وصف المباراة عبر المذياع اليوغندي.. قال لي: يا أخوي المباراة انتهت ليها ربع ساعة المذيع ده قاعد يحلل في أحداث المباراة!!! عندها نزعت السماعات من أذنيَ وقدمت كامل شكري للإذاعة اليوغندية..
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست