ذكريات مع الفيتوري..

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-11-2024, 01:17 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2014م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-01-2014, 07:22 PM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
ذكريات مع الفيتوري..

    يا أولَ الدنيا وآخرها،
    لولا هواكِ لمتّ في وطني


    الفيتوري
                  

02-01-2014, 08:16 PM

Khalid Kodi
<aKhalid Kodi
تاريخ التسجيل: 12-04-2004
مجموع المشاركات: 12477

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ذكريات مع الفيتوري.. (Re: عبد الحميد البرنس)

    شكرا الاخ البرنس على هذا البوست
    أتمنى ان تواصل فيه وتسلط الضوء على أعمال هذا المبدع الكبير.

    حقيقة أعتقد أن الاستاذ الفيتورى أطال الله من عمره من أهم المبدعين السودانيين الذين أنتجوا أعمالا تعالج أسئلة التاريخ ومالمعصر الكبرى.
    صحيح أن اعماله لم يستهلكها المثقفين والناس عامة فى السودان - أعماله لم يتم تناولها فى وسائل الاعلام المختلفه بإى الدرجات - فى إعتقادى أن القائمين على أمر الثقافة لايرتقوا الى الاسئلة العميقة التى جاءت فى الكثير من أعمال هذا المبدع الكبير!

    واحدة من أهم اعمال الفنان الكبير الفيتورى فى تقديرى هى مسرحيته (سولارا) وهى ذات أهمية لأنها لاتعالج الجمالى أو التاريخى وحسب، إنما تخاطب تداعيات التاريخ فى المعاصر وتختبر ماهو أخلاقى من ناحية ومن الناحية الاخرى تؤسس لكرامه هى أول شروط بناء إحتمالات القبول - قبل التسامح أو التعايش .

    فى الثانوى العالى - مدرسة قدمنا أستاذنا محمد فضل الى هذا العمل العظيم- ساهمت فى التمثيل فيه ولازال عالقا فى ذاكرتى الى أن حضرت الى الولايات المتحده - مدينة بوسطن لأتعرف على قصة (Amistad) الشهيره وغيرها من الاحداث التاريخية المشابهة.

    فقد الهمت قصة السفينة أمستد مئات المبدعين من شعراء وقصاص وتشكيلين وصانعى الافلام - وبالطبع المؤرخين والباحثين الاجتماعيين بل والقانونيين !

    فسولارا رغم بنيتها على نفش الثيمة للواقعة التاريخية أمستاد والتى تناولها كما أسلفت العديد من المبدعين - تناول الاستاذ الفيتورى لهذه الثيمة غير، فقد بنى الشخصيات والحوار بما جعل منهما خطابين معاصرين وإن حملا ثقل التاريخ. معاصرين فى إختبارهما لواقع تم تشكيله بماهو تاريخى - ثم تم نكرانه - تركه كما هو ، الهروب منه وعدم النظر إليه- عدم الرغبه فى مواجهته أو التعامل معه!

    فسولارا بنت افريقيا التى تم إختطافها وبيعها للرق هى رمز الذاكرة التى ستظل تطارد المخيلة السودانية المليئة بخروم الخيلاء والزيف وعلى مقدمة هؤلاء الوهم مثقفى السودان (البيدهم القلم) ولم يقولوا (بغم)

    حنى نعود :


    http://www.amistadresearchcenter.org/


    .


                  

02-01-2014, 11:15 PM

Osman Musa
<aOsman Musa
تاريخ التسجيل: 11-28-2006
مجموع المشاركات: 23082

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ذكريات مع الفيتوري.. (Re: Khalid Kodi)


    عزيزنا الكاتب البرنس
    سلامات
    وبارك الله فيك
    وفي أنتظار حديث الذكريات عن شاعر الأمة الذي سكب
    في شريان الثقافة العربية والعالمية كل حياته الشاعرة .
    ربنا يديم عليه العافية
    و أكرر لك الشكر عزيزنا عبدالحميد
                  

02-01-2014, 11:49 PM

عبدالعزيز عثمان
<aعبدالعزيز عثمان
تاريخ التسجيل: 05-26-2013
مجموع المشاركات: 4037

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ذكريات مع الفيتوري.. (Re: Osman Musa)

    الفيتوري....قنديل الضوء ..تحاصره الباساء
    في حضرة سلطان العشق ..كتبت نشيدك
    اشعلت قناديل الضوء.. علي هامات النخل
    وملات دروب الصحراء بصهيل حروفك..
    ياابن الارض البكر سلاما...
    قم وانهض فينا كالعنقاء..
    قم واهزم هذا الداء..
    ياجمانة اهل بلادي..
    ِِ, دنيا لا يملكها من يملكها،
    ، اغني اهليها سادتها الفقراء,
    يا انت,,,,
    من ارضع وهج الحرف للمدن وللانسان..اينسي
    من دوزن للاوطان اغانيها,,
    نسج خيوط المجد شموسا مشرقة وفراشات شعرية..
    للدرويش الزاهي في الطرقات غني
    للاحزان تحاصر ارض افريقيا الثكلي ابكي
    بالعشق النبوي واشجي الام سمراء
    للرمل الشجر اليل غني.. للناس البسطاء
    ،اغني اهليها سادتها الفقراء,
    وفتحنا اعيننا في حضرة من يهوي
    وسمونا باناشيد الفيتوري القدسية
    وسقطنا...
    سقطنا,,
    سقطنا...
    سقط الوجدان,,,
    الشاعر قنديل الضىء الطيب .
    في الوجع .. ذكري منسية
    الشاعر مابين البين ..وبين الاهة
    مجروح العينين
    يحدق بلا وجه
    يرقص بلا ساقين... ويصلي قرب السدرة
    للوطن وللبسطاء,,
    من اهدانا عطر الحرية
    ايرقد نسيا منسيا
    يا شعبي يا للعار
                  

02-02-2014, 00:13 AM

يحي قباني
<aيحي قباني
تاريخ التسجيل: 08-20-2012
مجموع المشاركات: 18708

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ذكريات مع الفيتوري.. (Re: عبدالعزيز عثمان)

    استاذي البرنس

    كلنا شوق الي سياحه حالمه مع الفيتوري

    دعني اقتبس ما كتبه لي استاذي الجميل عصمت العالم

    بعد حديثي مع الفيتوري في عام 2011

    كمرجع لدواويين الفيتوري

    Quote: مراجع الحديث عن الشاعرالمدى قيثارة افريقا الاستاذ محمد مفتاح الفيتورى تتعدد وتنتشر..
    ولعل مجموعة دواوينه التى نشرت تثير الكثير من الجدل حول ذلك القاموس الفريد المتمكن
    والمتملك لنواصى اللغه فى استعمالتها الجزى فى اتساق اعجاز بليغ ونافذ.
    وفى مشاهد تصوير مبدع وساحر..وفى خيالات الرؤى وفى قوة بيان كل ذلك التملك اللغوى والفنى.
    فى بساطة ومتانة بنيان القصيده...وفى شواهدها ومحاور اخراجها الفننى الرهيب

    الحبيب قبانى..
    دعنا هنا نفتح ملفات الذكرى لحقبة سنوات طوال ولذلك التجوال المتنقل لكل المرافىء الشعريه التى ابحرت اساطيل بوارج الشاعر الفنان الاستاذ محمد مفتاح الفيتورى ورست على شواطئها وابهجت لياليها بشجو الشعر البليغ...


    دواوينه الشعرية
    أغانى إفريقيا 1955.
    عاشق من إفريقيا 1964.
    اذكرينى ياإفريقيا 1965.
    أحزان إفريقيا 1966.
    البطل و الثورة و المشنقة 1968.
    سقوط دبشليم 1969.
    سولارا (مسرحية شعرية) 1970.
    معزوقة درويش متجول 1971.
    ثورة عمر المختار 1973.
    أقوال شاهد إثبات
    ابتسمى حتى تمر الخيل 1975.
    عصفورة الدم 1983.
    شرق الشمس... غرب القمر 1985.
    يأتى العاشقون إليك 1989.
    قوس الليل... قوس النهار 1994.
    أغصان الليل عليك
    يوسف بن تاشفين (مسرحية) 1997.
    الشاعر و اللعبة (مسرحية) 1997.
    نار في رماد الأشياء
    عريانا يرقص في الشمس 2005.

    عصمت العالم - لندن


    معك و في انتظارك بمشيئة الله ...
                  

02-02-2014, 00:52 AM

يحي قباني
<aيحي قباني
تاريخ التسجيل: 08-20-2012
مجموع المشاركات: 18708

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ذكريات مع الفيتوري.. (Re: يحي قباني)

    التحية مره أخري استاذنا البرنس و الأعزاء المتاخلين في بوست الجمال

    هذا اللقاء الهاتفي اجريته مع استاذنا الفيتوري في العام 2011

    بحضور الصديقه الدكتوره غريد الشيخ

    الكاتبة و الناشره اللبنانيه ... ومؤلفة كتاب أيام مع الفيتوري و الناشره لمعظم دواوين و مسرحبات الأستاذ الفيتوري

    كانت في زياره له بمنزله بالمغرب للاطمئنان علي صحته

    وكان اللقاء الذي اجريته بصوتي معه و تحدثت فيه الدكتوره غريد و التي تعرف الفيتوري معرفه لصيقه ...

                  

02-02-2014, 09:14 AM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ذكريات مع الفيتوري.. (Re: يحي قباني)

    إلى حين عودة:

    Quote: رحيل فرانك سيناترا الذي عاش "بالطريقة التي أراد"


    > عاش بطريقته الخاصة كما غنى بأسلوبه الخاص... فرانك سيناترا الذي توفي ليلة أول من أمس بسكتة قلبية عن عمر 82 عاماً، تحول الى أسطورة تجاوزت حدود الشهرة والنجومية. من الصعب أن تجد له وصفاً أو مقابلاً في الغناء. لم تؤثر في فنه التغيرات في الموسيقى. ظل صوته ذهبياً بين صخب الروك والجاز وفرق العزف الكبيرة. ظل صوته مسموعاً وأغانيه مطلوبة بين جمهور الشباب حتى عندما تقاعد عن الغناء في 1995.

    آخر حفلة أحياها في لندن كانت جرت في قاعة ألبرت هول في 1992، شارك فيها ابنه فرانك جونيور قائداً للاوركسترا، وعزفت فيها زوجته الرابعة بربارا. كان الجمهور يستمع كأنه يحفظ الكلمات ويرد الألحان الى ذكرياته. كانت الأمسية أكثر من مجرد حفلة... كانت للتاريخ.

    هكذا ظلت حياة الفنان معنى للآخرين، للناس العاديين، للنجوم وللوزراء ورؤساء الدول. "I did it my way" أغنية تحولت برنامجاً لحياة... فيها نوع من التحدي، وقليل من التمني... حياة بدأت متواضعة في برنامج اذاعي للهواة. ثم صمد بعد فترة تردد قصيرة ليفوز بجوائز موسيقية، ويحصل على أوسكار في التمثيل.

    لكن هذا التفوق الفني كان يقابله توتر في المزاج وخصوصاً مع رجال الإعلام... اشتهر أيضاً في عشقه لنساء شهيرات: ايفا غاردنر، لورين باكول، وميا فارو. صوته جعل الناس يتجاهلون ما شاع عنه من علاقة مع المافيا.

    حتى التسعينات ظلت أغانيه وحفلاته تجذب الجمهور من الشباب، حيث أصدر اسطوانة خاصة مع مغنين من جيل آخر وأسلوب مختلف في الغناء مثل فرقة يوتو البريطانية قبل ثلاث سنوات. في السنوات الأخيرة عانى من مرض القلب، ودخل المستشفى مرات عدة، وفي الوقت نفسه بدأت الخلافات بين ابنائه الثلاثة على ميراث أمواله...

    الرئيس كلينتون لم يترك المناسبة تمضي من دون أن يعلن أنه كان من محبي موسيقى المغني الكبير، قائلاً ان سيناترا عاش دائماً بالطريقة التي كان يريد.

    http://daharchives.alhayat.com/issue_archive/Hayat%20INT/199...%B1%D8%A7%D8%AF.html
                  

02-02-2014, 09:58 AM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ذكريات مع الفيتوري.. (Re: عبد الحميد البرنس)


    بعيد منتصف ظهيرة ذلك اليوم من شهر مايو عام 1998, قصد معي الفيتوري والد أحد الأصدقاء في محاولة للعثور على ابن له ضاع خيطه في ليبيا منذ سنوات, وبدا حين دلفنا إلى مكتبه كمستشار ثقافي لسفارة ليبيا في القاهرة, أنه أنهى للتو قراءة خبر رحيل فرانك سيناترا. وبالنسبة لي الشيطان وحده يعلم وقتها "ما فرانك سيناترا هذا". إلا أن ما أثار حيرتي أكثر هو تلك الفرحة الطفولية التي شملت كيان الفيتوري على ذلك النحو. إلى أن أوضح قائلا "إن فرانك سيناترا مثلي أنا.. تماما.. لقد عاش حياته كما أراد". كان عليّ أن أنتظر نحو العقد ونصف العقد, لا كيما أتعمق في عالم سيناترا أكثر فأكثر وحسب, بل كيما أدرك الطريقة التي تلقى بها الفيتوري خبر رحيل المغني, كما لو أنه ينظر مشبعا إلى ذاته في مرآة. وذلك لحظة أن أضاء صديق مشترك من سيدني حيرتي بخصوص ظروف الفيتوري الأخيرة مؤكدا أن شاعرنا الكبير ظل يعيش مثل "لورد".
                  

02-02-2014, 01:26 PM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ذكريات مع الفيتوري.. (Re: عبد الحميد البرنس)

    كنت قد تحدثت إلى إبراهيم أصلان, المشرف على القسم الثقافي بمكتب الحياة اللندنية بالقاهرة, مبديا رغبتي في إجراء حوار مع الفيتوري, وقد وافق المبدع الكبير على الفور. وإجراء حوار مع شاعر بمثل قامة الفيتوري مسألة عسيرة وشاقة تماما. هكذا, بدا الأمر لي, وقدأخذت أقرأ وأعد مادة الحوار بصبر ودأب.أثناء ذلك, أخذ بعض الناس يتحدث عن مزاج الفيتوري الحاد المتقلب, كما لو أنك تجلس إلى أنبوب غاز قابل للانفجار في أية لحظة. وقد كان. لا كما يتفجر بركان بعفوية. بل كسقوط قنبلة تم توجيهها بحساب ودقة.
                  

02-02-2014, 05:13 PM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ذكريات مع الفيتوري.. (Re: عبد الحميد البرنس)

    تحية طيبة أخي المبدع خالد كودي. وتلك إضافة مهمة بل وملمح أساس في قراءة المرحلة الأولى لمسار الفيتوري الشعري الذي يمتد لأكثر من نصف قرن. ولعل ما ورد عبر الرابط أدناه من دراسة الناقد أحمد درويش ما يسلط الضوء على عوالم هذا الشاعر شديدة الغنى وبالغة التشعب:

    http://www.alarabimag.com/ArticlePRN.asp?ID=3498
                  

02-02-2014, 07:51 PM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ذكريات مع الفيتوري.. (Re: عبد الحميد البرنس)

    شكرا عثمان أخي لكل هذا الاحتفاء. وإلى حين عودة:

    Quote:
    ـ افريقيا في شعرك ماذا تعني؟

    ـ افريقيا احساس ووجدان تعني بالنسبة لي المنابع الاساسية التي لم يكن لي أن أكون لولا ارتطامها بي، وتدفقها الدائم في عنقي وعروقي.

    ـ هل كان لديك تخطيط مسبق لأغاني افريقيا؟

    ـ أبدا لم أخطط لشئ من ذلك، لقد كنت أشبه بنبع تفجر فجأة في أعماق الأرض، لم يكن لدي أي وعي سياسي أو حتى اجتماعي فجأة وانا ابحث عن ذاتي عثرت على جوهرة العذاب الافريقي المندسة داخلي، وفجأة وجدتني أغني مأساة التاريخ الانساني، تحولت الكلمات في داخلي الى هذه القطرات المدموغة بعذابات الاخرين، وأنا مجرد صوت عربي عبرت من خلاله عن تصورات وأحزان الشعوب السوداء. وعندما أصدرت اغاني افريقيا كان ذلك عام 1955، وكنت حينذاك طالبا بالسنة الأولى بكلية دار العلوم، وأقيم لي حفل بالكلية تحدث فيه الاساتذة وعميد الكلية عن ظهوري كشاعر بين طلاب الجامعة.

    ـ هل كنت تتوقع أن يكون لقصائدك كل هذا الصدى في افريقيا؟

    ـ ابدا لم يكن هذا من طموحي، واعني انني لم أكتب شعري المتطلع نحو شعوب القارة الافريقية بهدف اقناعها بالرضوخ لواقع مشين يسوده الاضطهاد العنصري والبؤس الحضاري والضياع التاريخي،


    لقد كنت من شعراء القارة السوداء يتقدمهم أيمي سيزار المارتينيكي رئيس مجلس الشعب في المارتينيك بأمريكا الجنوبية، وليوبولد سنجور رئيس جمهورية السنغال الأسبق في الستينيات، وليون داماش شاعر من غانا وآخرون ينتمون الى العديد من المستعمرات في الشمال والجنوب وكانت أعمالنا تستهدف اشعال النار في تراكمات التاريخ وبذر بذور الوعي والمعرفة في خبايا القارة وذاكرة ابنائها بحيث تنطلق من الماضي نحو المستقبل مسلحة بشخصيتها الافريقية مدعومة بايمانها الراسخ في أحقيتها بالحياة الحرة الكريمة، وكل منا كان يحاول التعبير عن هذه الحقيقة، وهذه الطموحات في لغته الخاصة والعامة وفي موسيقاه المحلية والكونية وفي رؤياه المستخلصة في تراجيديا الأحداث.


    ليوبولد وسيزار وداماس وبقية شعراء القارة المعاصرين أولئك الفرسان هم تاريخنا الأسبق وأنا جئت على اثارهم والمسافة الفارقة بيننا تستغرق قرابة عشرين عاما، هم صنعوا الأساس في بداية الثلاثينيات، وأنا الشاعر العربي جئت في منتصف الخمسينيات والشعراء دائما خطوط وأقدار.


    ـ بعد حالة التمرد الافريقي دخلت الصوفية لتصير مشكلا واطارا مرجعيا في قصيدتك.. فهل هذا نتيجة لتأثر ثقافي ما، أم انعكاس شعوري وفكري لمرحلة جديدة؟ ـ كما قلت والدي كان من كبار رجال الصوفية، وقد عاينتها طفلا وصبيا، وحفظت القرآن كله عن ظهر قلب في تلك الفترة، لذلك فإن لجوئي الى الصوفية ليس لجوءا ثقافيا أو فلسفيا أو فنيا لمجرد البحث عن أفق جديد، ان صوفية الشاعر أو شاعرية الصوفي، الذي أتكلم عنه موقف إنساني ايجابي واع مدرك، وليس موقف الدرويش المنجذب الى مجموعة من الافكار المشوشة، والاحاسيس التجريدية العمياء، انه الصوفي الثوري، وليس أبدا ذلك الصوفي التقليدي المتهالك المهزوم، وقد عبرت عن الظاهرة الصوفية، كما أراها، من خلال مجموعتي الشعرية.. معزوفة لدرويش متجول.



    http://www.azza2.com/vb/showthread.php/2567-%D9%85%D8%AD%D9%...A7%D8%A6%D8%AF/page3
                  

02-03-2014, 06:47 PM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ذكريات مع الفيتوري.. (Re: عبد الحميد البرنس)

    Quote: الفيتوري....قنديل الضوء ..تحاصره الباساء
    في حضرة سلطان العشق ..كتبت نشيدك
    اشعلت قناديل الضوء.. علي هامات النخل
    وملات دروب الصحراء بصهيل حروفك..
    ياابن الارض البكر سلاما...
    قم وانهض فينا كالعنقاء..
    قم واهزم هذا الداء..


    هكذا, أخي عبدالعزيز عثمان, كلما حضر اسم الفيتوري, حضرت معه مفردات الخلود مثل الضوء والأرض والناس والنهوض, فاستحال عليك وضعه داخل قالب من القوالب. لعله هو نفسه الحياة في تقلباتها.. ضعفها.. قوتها.. موتها وانبعاثها.

    (عدل بواسطة عبد الحميد البرنس on 02-03-2014, 06:49 PM)

                  

02-05-2014, 09:23 AM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ذكريات مع الفيتوري.. (Re: عبد الحميد البرنس)

    أخي يحي قباني:

    أسعد الله أيامك بكل خير..

    استمعت لحوار عماده محبة الفيتوري. وبدا لي من صور حديثة أن الشيء الوحيد الذي لم يشخ من الفيتوري... صوته. وما أصاب الأستاذة بالدهشة قصيدة ألقاها الفيتوري أواخر الستينيات (1969) في مهرجان الأخطل الصغير في بيروت. أذكر أن الفيتوري أسمعنيها في سيارته المرسيدس السوداء أثناء مشوار من مكتبه في الزمالك إلى الوسط الحيوي للقاهرة. كان معجبا بها لسبب ما على وجه خاص. حتى أنه أخذ يستعيد مقاطع منها طالبا مني الاصغاء مرة أخرى هنا وهناك. كان الأمر أشبه بالعثور على ذكرى كوب بارد في صحراء مطبقة.
                  

02-05-2014, 11:44 AM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ذكريات مع الفيتوري.. (Re: عبد الحميد البرنس)

    إلى حين عودة:

    Quote: لم يكن الشاعر العربي الكبير محمد الفيتوري مبالغا في ما كتبه للشاعر الأخطل الصغير وهو يجر ذيوله إلى العزلة الأبدية راثيا له, بل على العكس من ذلك كان الفيتوري العظيم عظيما في وصفه ودقة نصله واستئصاله كما هو عظيم دائما في عذوبة عروبته وملوحة أفريقيته يقول:

    أنت في لبنان..
    والشعر له في ربى لبنان عرش ومقام
    شاده الأخطل قصرا عاليا
    يزلق الضوء عليه والغمام
    وتبيت الشمس في ذروته
    كلما داعب عينيها المنام
    أنت في لبنان..
    والخلد هنا
    والرجال العبقريون أقاموا
    حملوا الكون على أك تا فه م
    ورعوا غربته وهو غلام
    غرسوا الحب فلما أثمر الحب
    أهدوه إلى الناس وهاموا
    غرباء ومغنين
    وأحلى أغانيهم على الأرض السلام.


    http://www.aljazeera.net/news/pages/4fc87f43-e785-4426-b540-4a9e4e710ca1

    (عدل بواسطة عبد الحميد البرنس on 02-05-2014, 11:47 AM)

                  

02-07-2014, 11:35 AM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ذكريات مع الفيتوري.. (Re: عبد الحميد البرنس)

    كانت عربة الفيتوري الدبلوماسية السوداء الفارهة تتجه بنا هذه المرة صوب مكان مختلف من المجال الحيوي للقاهرة, 1 ش أمريكا اللاتينية, حيث مكتب الحياة اللندنية القديم, وتلك البناية التاريخية قطعة من الوجه القديم الذي أراده اسماعيل باشا للقاهرة على غرار باريس عام 1877 تقريبا. وبدا من تصميم الفيتوري كما لو أنني (الكاتب الشاب وقتها) بحاجة إلى درس عملي من دروس الفيتوري الخاصة بما كان يسميه (تربية الريش). ولم يكن الفيتوري يدرك وقتها أن ذلك آخر الدروس التي يمكن أن أتعلمها في هذه الفانية. إن قميصي تمت حياكته من نسيج تشيخوف.
                  

02-08-2014, 11:09 AM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ذكريات مع الفيتوري.. (Re: عبد الحميد البرنس)

    قال الفيتوري "دع مسألة الحوار جانبا الآن". وعرض علي شراب كوب من الشاي الأخضر. قال إنه يريد أن يتعرف علي بدءا. يقول المتصوفة "إذا كنت في حضرة عالم فامسك عليك لسانك وإن كنت في حضرة ولي فامسك عليك قلبك".وكنت واعيا بمقام من سعيت إلى حواره. ثم ولسبب ما أخذ يشير إلى مكتبه في السفارة الليبية قائلا إنه هنا لتدبير عيشه. وغامت عيناه المحدقتان عبر النافذة الزجاجية الواسعة صوب الفضاء المختنق للقاهرة. كانت يداه ترتعشان قليلا. وكنت أشعر كما لو أن قطعا من الزجاج تتهشم في مكان ما داخل نفسي بينما أسمعه يقول "أنا سوداني وذكرت في وصيتي أن أدفن في السودان".
                  

02-08-2014, 12:58 PM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ذكريات مع الفيتوري.. (Re: عبد الحميد البرنس)

    هكذا, أخذ الفيتوري منذ الوهلة الأولى في بناء جسر من التواصل الإنساني بيني وبينه. تعاقبت زياراتي. وكنت كثيرا ما أصادف في مكتبه نفرا من الأدباء والمتأدبين. ولم أشأ أن أزعجه بمسألة الحوار. وقد أعطيته مشروع المقابلة مكتوبا. كان الفيتوري يقترب وقتها حثيثا من السبعين. وكانت أسئلتي تخصصية في مجملها منصبة على لغة الشعر وتقنياته وما إلى ذلك. أضف أن الحوار اصطدم بعقبة صغيرة أخذت تطل برأسها من مكان ما داخل نفس الفيتوري. عقبة أشبه بحركة أذني الفأر: الريبة. وتلك آفة لا ينجو منها من عرك الغربة وعركته طويلا. وأصل الحكاية أن الفيتوري أراد تعهدا ألا يتم تلاعبا ما في أقواله. قلت "لك هذا, سيدي". كانت زياراتي وأكواب الشاي الأخضر وما عنَّ من أحاديث هنا وهناك تتوالى. إلى أن سألني عن مسؤول صحيفة الحياة الثقافي في القاهرة. قلت "إبراهيم أصلان". بدا كما لو أن الفيتوري يسمع باسم السارد الكبير لأول مرة. كما لو أنه انقطع عن نبض الواقع الحي منذ أمد. قال أريده كذلك أن يتعهد لي ألا يتم تلاعب ما في أقوالي. إبراهيم فعل ما رجوت منه بأريحية تامة. ولم يكن ذلك بمثابة أمر كاف في عرف الفيتوري. إذ سألني تاليا عن مسؤول الحياة الثقافي في لندن. كنا نعد الحوار لملحق آفاق. قلت "محمد علي فرحات". كذلك لم يزحزح تأكيد الأخير من جبال الريبة ذرة.
                  

02-13-2014, 01:00 PM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ذكريات مع الفيتوري.. (Re: عبد الحميد البرنس)

    حين طرقت باب مكتب الفيتوري ظهيرة ذلك اليوم, لم يخطر قبلها على بالي مطلقا أنني على وشك أن أتلقى درسا عمليا مفاده (تربية الريش) في مدينة كبيرة مثل القاهرة. كذلك وعي الدرس قوافل المبدعين الذين عبروا المكان. حتى أن كاتبا كإبراهيم أصلان خاطب أحد أبناء جيله ممن رحلوا في عمر الشباب قائلا "ما أعاننا على البقاء (أنت يا من هناك) أننا كنا أكثر قسوة منك, وأقل طيبة". ما فهمته من الفيتوري هنا بضرورة تربية الريش كان وعيا بالطبيعة الصخرية للقاهرة. رقة الإحساس بحاجة دائمة إلى غلاف قاس كيما تنمو. الفيتوري نفسه, قال لي مرة أنه التقى إبراهيم ناجي, في مبنى الإذاعة المصرية وقت أن كان بشارع الشريفين, لقد أتيح للشاعر الشاب أن يسأل الشاعر الشيخ أثناء مرورهما عبر تلك الطرقة "متى تكتب, يا سيدي". ناجي قال "أكتب حين يحز حد السكين في لحمي".


    نواصل
                  

02-14-2014, 01:45 PM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ذكريات مع الفيتوري.. (Re: عبد الحميد البرنس)

    ما ان استقر بي المقام على الصوفا (الكنبة) الجلدية (الخضراء) المقابلة لمكتب الفيتوري, حتى أخذ يتضح لي شيئا فشيئا سبب انتفاش ريش الشاعر الكبير بعيد منتصف ذلك النهار, لقد بدا بما لا يدع مجالا للشك أن شخصا ما في سبيله لمواجهة أكثر أيام حياته حلكة. ولو عن لي الآن أن أصف شخصية الفيتوري بعبارة واحدة لقلت "الرياح في جميع أحوالها". وقتها, صاغ صحفي من الأهرام خبرا لمناسبة تم خلالها الاحتفاء على نحو أساس بالفيتوري. لكن الصحفي المسكين كان أسيرا لإيهام الحاضر حين يلقي على الناس والأشياء أحجاما أكبر من أحجامها الواقعية. فطفق تمجيدا لإدوار الخراط مفردا له مساحات في صياغته على حساب الفيتوري. وهنا حدث أمر غريب.
                  

02-15-2014, 10:26 AM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ذكريات مع الفيتوري.. (Re: عبد الحميد البرنس)
                  

02-15-2014, 11:10 AM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ذكريات مع الفيتوري.. (Re: عبد الحميد البرنس)

    ما أحدثته تلك الصياغة في نفس الفيتوري من ضيق, لم يكن وليد موقف منعزل, كان بمثابة حلقة أخرى في سلسلة لمسها الفيتوري ذات مرة في الاحتلال المتزايد للقبح لوجوه الناس والأشياء, وكما لو أنني لم أفهم مقصد الشاعر الكبير وقتها, قال يوضح لي "ليس القبح غياب للتناسق على صفحة وجه. بل قبح الدواخل منعكسا على مرايا خارجية". وأضاف بالمرارة نفسها بينما تضايقه حركة المارة والسيارات وراء نوافذ عربته الدبلوماسية السوداء: "لم يكن المصريون في الماضي هكذا".
    ليس مستغربا أن يعبر شاعر الجموع عن ضيقه بما يحدث وفق ذلك النحو. لقد رأى النور وتألق في ظل الأحلام الكبرى لشعوب عانت طويلا من ويلات القهر. انه ابن الحلم الجماعي. وما يحدث منذ سبعينيات القرن الماضي لم يكن في جوهره تقريبا سوى التصاعد المتزايد للمشاريع الفردية بأية وسيلة.
    وسألني: "من إدور الخراط هذا".
                  

02-15-2014, 01:40 PM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ذكريات مع الفيتوري.. (Re: عبد الحميد البرنس)

    لم أتبرع بإجابة من شاكلة "عراب آخر للشكلانية في نسختها العربية المتأخرة". لم أصدر أحكاما من شاكلة "سارد مغرق في الذهنية". فقد كان سؤال الفيتوري سؤالا استنكاريا بحتا. سؤال ينطوي على إجابة مستبطنة مفادها "إنه لا شيء مقارنة بالفيتوري". والفيتوري نفسه, وقد تألقت عيناه فجأة بوميض القدرة على اعادة الأمور إلى نصابها الصحيح, استدار نحو اليمين, حيث يوجد هاتف أرضي, وأخذ يتحدث منفعلا إلى أحد نواب رئيس تحرير صحيفة الأهرام. لا بل لقد كان يشتم بالمعنى الحرفي لشتيمة عند منعطف حارة مصرية. والأدهى أن الفيتوري أخذ ينظر نحوي بين لحظة وأخرى أثناء المحادثة الهاتفية
    تلك, وقد كست تعابير وجهه مسحة سرور غامضة وشيء آخر أشبه بالمؤامرة أوالتواطوء. كما لو أنه يعطيني درسا لا بد منه في موقف لا تحل عقده إلا بانتفاش الريش. أنهى مكالمته أخيرا. قال إن نائب رئيس تحرير الأهرام, لا أذكر اسمه الآن اعتذر منه, وقد أوضح له أن محرر الخبر مثار سخط الفيتوري لا باع له يذكر في معرفة الوسط الثقافي. كنت أفكر في ذلك التفاوت الحاد ما بين صوت الفيتوري وملامح وجهه, حين تناول (الريموت كنترول). وعلا صوت التلفاز المضاء. كانت ملامح الشاعر الكبير تفيض ببشر حقيقي هذه المرة. كانت تلك أغنية (إنهم لا يبالون بنا). وكان ذلك صوت الفيتوري ملفتا انتباهي لأول مرة إلى تلك التحولات التي طرأت على مضامين أغنيات مايكل جاكسون:


    Quote: "They Don't Care About Us"

    Skin head, dead head
    Everybody gone bad
    Situation, aggravation
    Everybody allegation
    In the suite, on the news
    Everybody dog food
    Bang bang, shot dead
    Everybody's gone mad

    All I wanna say is that
    They don't really care about us
    All I wanna say is that
    They don't really care about us

    Beat me, hate me
    You can never break me
    Will me, thrill me
    You can never kill me
    Jew me, sue me
    Everybody do me
    Kick me, kike me
    Don't you black or white me

    All I wanna say is that
    They don't really care about us
    All I wanna say is that
    They don't really care about us

    Tell me what has become of my life
    I have a wife and two children who love me
    I am the victim of police brutality, now
    I'm tired of bein' the victim of hate
    You're rapin' me off my pride
    Oh, for God's sake
    I look to heaven to fulfill its prophecy...
    Set me free

    Skin head, dead head
    Everybody gone bad
    Trepidation, speculation
    Everybody allegation
    In the suite, on the news
    Everybody dog food
    Black male, black mail
    Throw your brother in jail

    All I wanna say is that
    They don't really care about us
    All I wanna say is that
    They don't really care about us

    Tell me what has become of my rights
    Am I invisible because you ignore me?
    Your proclamation promised me free liberty, now
    I'm tired of bein' the victim of shame
    They're throwing me in a class with a bad name
    I can't believe this is the land from which I came
    You know I really do hate to say it
    The government don't wanna see
    But if Roosevelt was livin'
    He wouldn't let this be, no, no

    Skin head, dead head
    Everybody gone bad
    Situation, speculation
    Everybody litigation
    Beat me, bash me
    You can never trash me
    Hit me, kick me
    You can never get me

    All I wanna say is that
    They don't really care about us
    All I wanna say is that
    They don't really care about us

    Some things in life they just don't wanna see
    But if Martin Luther was livin'
    He wouldn't let this be, no, no

    Skin head, dead head
    Everybody gone bad
    Situation, segregation
    Everybody allegation
    In the suite, on the news
    Everybody dog food
    Kick me, kike me
    Don't you wrong or right me

    All I wanna say is that
    They don't really care about us
    All I wanna say is that
    They don't really care about us

    All I wanna say is that
    They don't really care about us
    All I wanna say is that
    They don't really care about
    All I wanna say is that
    they don't really care about
    All I wanna say is that
    They don't really care about us

    http://www.azlyrics.com/lyrics/michaeljackson/theydontcareaboutus.html
                  

02-15-2014, 04:00 PM

باسط المكي
<aباسط المكي
تاريخ التسجيل: 01-14-2009
مجموع المشاركات: 5475

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ذكريات مع الفيتوري.. (Re: عبد الحميد البرنس)

    البرنس سلامات بعد غياب
    شكرا علي الاضافة المعرفية الغزيرة
    زمن ياخ وين مختفي
                  

02-16-2014, 09:12 AM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ذكريات مع الفيتوري.. (Re: باسط المكي)

    حياك الله أخي باسط. للغياب أسباب لا أكاد أحصيها. بيد أنني كنت منشغلا بمسألة تشرب خبرات هذا العالم. كأن يستغرقني مثلا بحث مستفيض عن تشابك قصة حياتين قصيرتين.وأعني هنا:

    tupac shakur and biggie smalls
                  

02-16-2014, 10:07 AM

بله محمد الفاضل
<aبله محمد الفاضل
تاريخ التسجيل: 11-27-2007
مجموع المشاركات: 8617

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ذكريات مع الفيتوري.. (Re: عبد الحميد البرنس)

    يا برنس الكتابة
    مرحباً بإيابك المطلب
    وغيابك غير المستحب
    وبحضرتك، بحضرة الفيتوري متعكما الرحمن بالعافية والسؤدد، استعيد:

    رؤيا ورؤيا أخرى



    رؤيا
    محمد مفتاح الفيتوري



    خارجاً من دمائك
    تبحث عن وطن فيك
    مستغرق في الدموع
    وطن ربما ضيعت خوفاً عليه
    وأمعنت في التيه .. كي لا يضيع
    أهو تلك الطقوس..
    التي ألبستك طحالبها في عصور الصقيع!
    أهُو تلك المدائن..
    تعشق زوارها، ثم تصلبهم في خشوع؟
    أهو تلك الشموس..
    التي هجعت فيك..
    حالمة بمجيء الربيع؟
    أهُو أنت..
    وقد أبصرتك العيون..
    وأبصرتها في ضباب الشموع؟
    ***
    خارجاً من غيابك
    لا قمر في الغياب
    ولا مطر في الحضور
    مثلما أنت في حفلة العُرس والموت
    لا شيء إلا انتظار مرير
    وانحناء حزين على حافة الشعر
    في ليل هذا الشتاء الكبير
    ترقب الأفق المتداخل
    في أُفق لم يزل عابراً في الأثير
    رُبّما لم تكن
    ربما كنت في نحلة الماء
    أو يرقات الجذور
    ربما كان أجمل
    لو أطبقت راحتاك على باقةٍ من زهور!








    رؤيا أخرى
    بله محمد الفاضل



    إلى محمد مفتاح الفيتوري





    والِجاً في ابتدائكَ
    تُفتشُّ عن صنمٍ يقتفيك
    ساكِنٌ في خضوع.
    صنمٌ توشك من خشيةٍ
    أو من ضلالٍ مكينٍ
    أن تزينه بالشموع.
    أمِن شجنٍ جارِفٍ
    عطرتهُ الأراجيزُ
    واحترقتْ في زواياه
    قصص الصقيع...
    سلبتكَ النوايا
    نزقاً
    واقتراباً
    من قلقٍ يشع
    في شظايا النفسِ
    يؤججُ النجيع.
    أو
    بينما ترتبُ لتيّارِ الأوجاعِ فيك
    داهم الصنمُ وِحدةً
    تحتدُّ
    تحتـدُّ
    تحتتتتتتتتدُّ
    كلما أوقد وجدُ أناكَ
    دماً حبستهُ الحياةُ
    في عروقِ الالتياعِ
    والتفجع الرفيع.
    فقُم باتجاهِ الإيابِ
    إلى حيث أنت
    وإلى حيث مطرٍ من الضوءِ
    بين ثنايا الابتداءِ
    والانتهاءِ
    وحيث لا احتماء
    في حوافِ الشرودِ
    القتيل المريع.
    تحتضنُ الأُفقَ القابِعَ في سِلالِ الندى
    أنه أنتَ دونما
    صنمٍ
    يختِّلُ الطِفلَ
    ويختلي بالمآقي
    يسلسلُ الدمعَ الخليع.
    26/8/2009م





    ووعد بإياب إلى تأمل خيطك اللا شك أنك نضمته على المهل


    تحياتي، محبتي واحترامي
                  

02-16-2014, 11:26 AM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ذكريات مع الفيتوري.. (Re: بله محمد الفاضل)

    على الرغم مما حدث أثناء زيارتنا معا, أنا والفيتوري, إلى مكتب صحيفة الحياة اللندنية للقاء إبراهيم أصلان, إلا أنني على قناعة ما أن شخصية الفيتوري ليست شخصية عدوانية. وما بدر منه هنا أوهناك, بدا لي لاحقا أقرب إلى محاولة روح طيبة للبقاء, قتال الغرباء المستميت, وقد جردوا من شبكة رعاية مجتمعية أوأخرى, إنه قتال فردي متزامن على جبهات متعددة. يقول الفيتوري في قصيدة (الغريب):

    Quote: أيها الغريب
    ربما تعثرت على الصخور
    ألف مرة حتى عييت
    ربما مددت كفيك
    لبئر عقمت أثداؤه فما سقيت
    ربما سقطت في عاصفة من الثلوج
    ربما مضيت تسأل البحار
    النازحات، والقفار
    عن منار
    عن خليج
    ربما لم تلق يوما مضجعك
    يا رائع الغربة
    لا..لا تقل ما أضيعك
    أنا شبيهان فقف
    قف
    لحظة
    قلب معك
    الناس يولدون غرباء
    وحين تلتقي الغربة بالغربة
    في طريق
    يولد طفل الحب والمعرفة
    أجمل منه، لم تشاهد قط عينان
    لأن أطفال الحياة حين يولدون
    يخضوضرون لحظة
    وينضجون، ثم يسقطون
    في قبضة العاصفة
    لكن طفل المعرفة
    يخضر أشجارا حول الطريق
                  

02-16-2014, 01:35 PM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ذكريات مع الفيتوري.. (Re: عبد الحميد البرنس)

    الكبرياء الملوكي, كان أكثر ما ظل يميز الفيتوري, أقل ما يشتم منه مسألة تمس بالكرامة, يعمل على تحويله في أقل من الثانية إلى كائن آخر, قد تود في تلك اللحظة لو تبتعد عنه مقدار ألف عام, وذلك بالضبط ما حدث للعامل النوبي, بمكتب صحيفة الحياة, الأستاذ صبري حسن. كنا قد صعدنا الدرج الأثري القصير لعمارة أوربية من القرن التاسع عشر في طريقنا إلى الطابق الأول. بدا منذ الخطوة الأولى أن ثمة هدوء عتيق يطبق على مدخل البناية الواسع المعتم والمشبع برائحة الأماكن المغلقة والمهمل مثل بقايا مجد غابر. لسبب ما, تذكرت أن إبراهيم أصلان كان يحمل بعض الخطابات والبرقيات إلى هذه البناية حين كان عاملا في مصلحة البريد. كنت إذن عصر ذلك اليوم من العام 1998 في صحبة الفيتوري, وقد توقفنا أمام مدخل مكتب الحياة, وقد أكد لي الفيتوري أنه حضر لأجلي, أي داعما لأحد أبناء جلدته في مدينة لا تحتفي عادة بالغرباء: إنها القاهرة, كانت قد مضت سنوات منذ أن تعرفت على إبراهيم أصلان لأول مرة. كان ذلك بواسطة الناقد الدكتور صلاح السروي. أذكر أن إبراهيم قال لي وقتها عبارة ربطتني إليه إلى أن مات (نحن يحكمنا في صحيفة الحياة النص الجيد). قال الفيتوري ذلك وأخذ يقلب عينية القلقتين في السقف البعيد قبالة باب مكتب الحياة. طاف بذهني أن تلك (مسألة الحضور لأجلي) لم تكن المرة الأولى التي يشملني فيها الفيتوري برعاية سمها أبوية. فقد عرض علي من قبل أن يقدمني لصديقه سمير سرحان رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب وقتها لطباعة أحد مسوداتي السردية. وكان يضيف "إذا كانت تستحق ذلك بالفعل". بيد أنني كنت أتجنب ذلك بشيء من الكياسة. لا لأنني كنت محكوما بمقولة بورخيس (في مجال الكتابة لن يسعفك أحد) فحسب, بل لأنني كذلك كنت أستحي أن أضع مجهوداتي المتواضعة بين يدي شاعر كبير مثل الفيتوري بوصفها إبداعا قابلا للنشر.
                  

02-16-2014, 05:33 PM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ذكريات مع الفيتوري.. (Re: بله محمد الفاضل)

    Quote: والِجاً في ابتدائكَ
    تُفتشُّ عن صنمٍ يقتفيك
    ساكِنٌ في خضوع.
    صنمٌ توشك من خشيةٍ
    أو من ضلالٍ مكينٍ
    أن تزينه بالشموع.
    أمِن شجنٍ جارِفٍ
    عطرتهُ الأراجيزُ
    واحترقتْ في زواياه
    قصص الصقيع...
    سلبتكَ النوايا
    نزقاً
    واقتراباً
    من قلقٍ يشع
    في شظايا النفسِ
    يؤججُ النجيع.
    أو
    بينما ترتبُ لتيّارِ الأوجاعِ فيك
    داهم الصنمُ وِحدةً
    تحتدُّ
    تحتـدُّ
    تحتتتتتتتتدُّ
    كلما أوقد وجدُ أناكَ
    دماً حبستهُ الحياةُ
    في عروقِ الالتياعِ
    والتفجع الرفيع.
    فقُم باتجاهِ الإيابِ
    إلى حيث أنت
    وإلى حيث مطرٍ من الضوءِ
    بين ثنايا الابتداءِ
    والانتهاءِ
    وحيث لا احتماء
    في حوافِ الشرودِ
    القتيل المريع.
    تحتضنُ الأُفقَ القابِعَ في سِلالِ الندى
    أنه أنتَ دونما
    صنمٍ
    يختِّلُ الطِفلَ
    ويختلي بالمآقي
    يسلسلُ الدمعَ الخليع.


    لله درك من شاعر يا بله. أعجبتني تلك المعارضة الشعرية ما بين:

    Quote: رؤيا ورؤيا أخرى


    والأجمل أنك لم تبهت.

    ومع ذلك; ثمة ندم يخالجني أنني لم أتوقف طويلا هنا (المحقة).

    وكما توقع مداخلاتك أنت هنا وهناك, لك:


    Quote: تحياتي، محبتي واحترامي
                  

02-17-2014, 09:31 AM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ذكريات مع الفيتوري.. (Re: عبد الحميد البرنس)

    we celebrate our 8th wedding anniversary today
                  

02-17-2014, 11:19 AM

ابو جهينة
<aابو جهينة
تاريخ التسجيل: 05-20-2003
مجموع المشاركات: 22495

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ذكريات مع الفيتوري.. (Re: عبد الحميد البرنس)

    تحياتي لك وللمدام ونتمنى لكما عمرا مديدا حافلا بالسعادة
    والتحية للعيال
                  

02-17-2014, 04:01 PM

Osman Musa
<aOsman Musa
تاريخ التسجيل: 11-28-2006
مجموع المشاركات: 23082

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ذكريات مع الفيتوري.. (Re: ابو جهينة)

    سلامات
    دعنا نتابع و نتبرك كل يوم من دعاش ذكرياتك مع شيخنا الجليل .
    وياخ كل سنواتك عسل في عمرك وعمر الأسرة المديد أنشاء الله .

    ..
    متابعين
                  

02-18-2014, 09:57 AM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ذكريات مع الفيتوري.. (Re: Osman Musa)

    أبا جهينة.. عثمان:
    شكرا للتهنئة. أدام الله لكما ما وسع قلبيكما من محبة وظلل أيامكما بكل خير. تحياتنا القلبية لكما. وهنا في المناسبة صور لمحمد وأنيس وأمنية عبدالحميد التي أبت إلا أن تشارك بإعداد طبق شهي:

    anis.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    anis2.jpg Hosting at Sudaneseonline.com
                  

02-18-2014, 05:41 PM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ذكريات مع الفيتوري.. (Re: عبد الحميد البرنس)

    في رثائه, قال عباس بيضون "إذا كان للوداعة واللطف والأريحية اسم آخر سيكون إبراهيم أصلان", وأثناء زيارتي الأخيرة إلى القاهرة, كان أصلان قد غدا منذ سنوات أسيرا لمرض القلب, ولما سألته أثناء عقد قران أحد نجليه "كيف الحال, يا أستاذ". قال صاحب الحساسية العالية باللغة "لسه بنقاوح". ما فهمته أنه يراوغ الموت كثيرا في تلك الأيام دون جدوى. ليلا, وحفل العرس يضج بالفرح, وعند توقفي أعلى السلم مغادرا الصالة, همس أصلان في أذني مودعا "أنا سعيد إنك هنا". كانت تلك الجملة بمثابة خاتمة ملائمة لقصة قصيرة. ومع ذلك, سألت صبري الصديق والعامل بمكتب الحياة أن يرتب لنا أمسية رمضانية عند أصلان. صبري أخبرني بعيد ذلك 'أصلان قال تعالوا في أي يوم من رمضان". ولم أذهب. لكن صبري ظل يفتح لي مكتب أصلان القابع في العتمة والسكون بين الحين والآخر. وكان وجه صبري كالعادة يتألق بالبشر كلما جاء على سيرة أصلان. كان صبري يقول "ولعلمك أنا الوحيد اللي لما الأستاذ إبراهيم أصلان يتكلم معاه يقوم سايبه ورايح ماشي". أقول "كيف يا صبري". كنت أستدرج صبري بالسؤال. وكنت أدرك سر تلك اللعبة جيدا ما بين كاتب كبير وعامل. كان أصلان (ربما) بحاجة لتفكير بعض موضوعاته الجمالية بصوت عال قبالة نقاء لا حدود له يدعى "صبري حسن". وكان صبري يدرك جيدا (في لا وعيه ربما) أن الوقوف قبالة أصلان مستمعا للأبد قد يضر بوظيفته إذ عليه أن يلبي طلبات المكتب الكثيرة والعاجلة دوما. لكن المؤكد أنني لو سألت صبري حسن ما رأيه بالفيتوري لأجابني دون تردد "مجنون".
                  

02-19-2014, 07:05 AM

إسحاق بله الأمين
<aإسحاق بله الأمين
تاريخ التسجيل: 06-29-2006
مجموع المشاركات: 1371

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ذكريات مع الفيتوري.. (Re: عبد الحميد البرنس)

    في حضرة من أهوى عصفت بي الأشواق
    حدقت بلا وجه ورقصت بلا ساق

    ونحن في حضرة الروعة والجمال مع الشاعر المبدع الفذ الأستاذ محمد الفيتوري ،الذي لم يجد للأسف الشديد إهتماما في السودان ذلك البلد الذي لا يعنى كثيرا بالثقافة والأدب ورموزهما . لو كان الشاعر الكبير محمد الفيتوري من بلاد غير السودان لاحتفوا به كثيرا ولفاخروا به الدنيا بأجمعها ولخلدوا ذكره بإطلاق اسمه على قاعات الدروس بالجامعات والمعاهد . لكنه السودان الذي لم يعط أفذاذا أمثال المرحومين بروفسير عبد الله الطيب والروائي العالمي الأستاذ الطيب صالح حقهما من التكريم لا في حياتهما ولا بعد مماتهما. وا أسفاه

    شكرا الأخ الرائع عبد الحميد البرنس على هذا البوست الرائع
                  

02-19-2014, 09:20 AM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ذكريات مع الفيتوري.. (Re: إسحاق بله الأمين)

    الى…

    عبد الخالق محجوب ورفاقه


    حين يأخذك الصمت منا

    فتبدو بعيداً..

    كأنك راية قافلة غرقت

    في الرمال

    تعشب الكلمات القديمة فينا

    وتشهق نار القرابين

    فوق رؤوس الجبال

    وتدور بنا أنت..

    يا وجهنا المختفي خلف ألف سحابه

    في زوايا الكهوف التي زخرفتها الكآبه

    ويجر السؤال ، السؤال

    وتبدو الإجابةُ نفس الإجابه

    ***

    ونناديك..

    نغرس أصواتنا شجراً صندلياً حواليك

    نركض خلف الجنائز..

    عارين في غرف الموت..

    نأتيك بالأوجه المطمئنه

    والأوجه الخائفة

    بتمائم أجدادنا..

    بتعاويذهم حين يرتطم الدم بالدم..

    بالصلوات المجوسية الخاطفة

    بطقوس المرارات

    بالمطر المتساقط في زمن القحط..

    بالغاب، والنهر، والعاصفة!

    ***

    قادماً من بعيد على صهوة الفرس..

    الفارس الحلم ذو الحربة الذهبيه

    يا فارس الحزن..

    مرِّغ حوافر خيلك فوق مقابرنا الهمجيه

    حرِّك ثراها..

    انتزعها من الموت..

    كل سحابة موت تنام على الأرض

    تمتصها الأرض..

    تخلقها ثورة في حشاها

    انترعها من الموت يا فارس الحزن..

    .. أخضر..

    قوس من النار والعشب..

    أخضر..

    صوتك..

    بيرق وجهك..

    قبرك..

    - لاتحفروا لي قبراً

    سأرقد في كل شبر من الأرض

    أرقد كالماء في جسد النيل

    أرقد كالشمس فوق حقول بلادي

    مثلي أنا ليس يسكن قبرا

    لقد وقفوا..

    ووقفتَ..

    - لماذا يظن الطغاة الصغار

    - وتشحب ألوانهم –

    ان موت المناضل موت القضية

    أعلم سر احتكام الطغاة الى البندقية

    لا خائفاً..

    ان صوتي مشنقة للطغاة جميعا

    ولا نادماً..

    ان روحي مثقلة بالغضب

    كل طاغية صنم..دمية من خشب

    ..وتبسمت

    -كل الطغاة دُمىً

    ربما حسب الصنم، الدمية المستبدة

    وهو يعلق أوسمة الموت

    فوق صدور الرجال

    انه بطلاً ما يزال

    - وخطوت على القيد..

    - لا تحفروا لي قبرا

    سأصعد مشنقتي

    وسأغلق نافذة العصر خلفي

    وأغسل بالدم رأسي

    وأقطع كفي..

    وأطبعها نجمة فوق واجهة العصر

    فوق حوائط تاريخه المائله

    وسأبذر قمحي للطير والسابله

    ***

    قتلوني..

    وأنكرني قاتلي

    وهو يلتف بردان في كفني

    وأنا من ؟

    سوى رجل واقف خارج الزمن

    كلما زيَّفوا بطلا

    قلت : قلبي على وطني!


    إلى غسان كنفاني

    لحظة … ريثما تتأملنا الغيمة الراحلة

    ثم تعبر باكية

    ريثما تتلامس أشرعة الموت فينا

    لحظة ، ثم عد


    أيها التجسد في الروح

    عد في مخاض النهار

    فجوة في جدار

    أو شظايا انفجار

    أو دماء تخط قصيدة عشق

    على مقصلة

    ثم ترسم شارتها

    فوق أزمنة الغاصبينا

    2

    المرايا القديمة .

    ملصقة في العيون القديمة

    يا وطنا يتفجر فيه العذاب

    ويهرم أطفاله الضائعون

    على طرقات الهزيمة

    يا وطنا أثقلته الجريمة

    فتهالك تحت جراح الجريمة

    ها هو الجيل

    يسقط في قدر الجيل

    والآخرون هم الآخرون

    انتفض مرة بالأرادة والفعل

    كن كلمة في كتاب الحقيقة

    كن حجرا في جدار الجنون

    انظر …. انظر

    لقد صبغوا وجهك العربي

    غدوت المهرج في حفلة القابضين على النصر …

    والقادرين على الكبرياء

    انظر …. انظر

    لقد صلبوك على صخرة الإنحناء

    انظر ,,, انظر

    فما فتئت ذاتك الأبدية

    تكتب قائمة الشهداء

    آه … يا وطني

    لكأنك ، والموت والضحكات الدميمة

    حولك ، لم تتشح بالحضارة يوما

    ولم تلد الشمس والأنبياء

    3

    لم أكن غير صوت

    حين فاجأني ….

    وتداخلت في الموت

    عرفت اكتمال السكوت

    ولذا لن اموت

    سأصير حديقة نار

    تحلق أطيارها في زوايا البيوت

    وأعري الوجوه التي

    أعشب العار فيها …

    فأضحت خرائب معشبة

    وأعري السطور المهانة

    والضعف بالضعف منفعلا

    وأعري الخيانة

    نائمة ، كملاك عميق الطهارة ،

    فوق سرير الخيانة

    4

    حيث يحلم من صبغوا وجهك العربي ..

    ومن قتلوني

    انهم قتلوني

    أتمرد فيك على الموت يا وطني

    جاعلا منه سيفي

    وقنبلتي

    وشهادة جيلي الطعين

    وأعود أقاتل باسمك

    وفي ظلمات السكوت

    لأُعلم من قتلوني

    انني وطن لا يموت ؛
                  

02-19-2014, 11:13 AM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ذكريات مع الفيتوري.. (Re: عبد الحميد البرنس)

    أخي العزيز إسحاق:

    أسعد الله أيامك بكل خير..

    أتفق معكم أن الفيتوري شاعر من طينة بالغة الندرة. وكما تحدث أسامة الخواض عن القيمة الهامشية للمبدع في بلادنا, إلا أن الفيتوري, كما الطيب صالح, لم يكن ضحية لتلك الوضعية, إنه ليس معاوية نور أوالتجاني, لقد شق طريقه غير مبال بالعقبات الناعمة والخشنة معا للضغط الجماعي الخام والمنظم على حد سواء. لقد قال كلمته ما وسعت طاقته الإبداعية والمعرفية. تحية لك وللفيتوري أينما كان.
                  

02-20-2014, 03:02 PM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ذكريات مع الفيتوري.. (Re: عبد الحميد البرنس)

    كنت كلما طرقت باب مكتب الفيتوري أشعر في كل مرة كما لو أنني في سبيلي إلى مجالسة وجه من تلك الأوجه التي ظل يطل الخلود عبرها على العالم منذ نشأة الخليقة. وذلك بالضبط ما شعرت به لحظة أن وقعت عيناي لأول مرة على الطيب صالح خلال تلك الأمسية القاهرية البعيدة. لكن للخلود أوجه أخرى مغمورة مثل طين يجف على ساق فلاح.. مثل نهد يرتعش بين ثنايا ثوب كما لو أن قطا أخرج رأسه للتو من الماء.. مثل تحايا طيبة تنساب عبر جانبي طريق.
                  

02-21-2014, 08:37 PM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ذكريات مع الفيتوري.. (Re: عبد الحميد البرنس)
                  

02-22-2014, 01:10 PM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ذكريات مع الفيتوري.. (Re: عبد الحميد البرنس)

    فتح باب مكتب صحيفة الحياة بواسطة زر التحكم عن بعد. توقفنا أسفل السقف العالي لصالة الاستقبال. صبري حسن, ابتسم لي محييا, كذلك ابتسم للفيتوري, وقد أشار إلينا أن انتظرا قليلا, بينما واصل حديثه وراء المكتب إلى متصل عبر الهاتف, قد يكون جابر عصفور, أوأحد تلك الأسماء الكبيرة. الشيطان وحده يعلم مع من كان يتحدث صبري وقتها. وقد ارتسم شيء ما من الجدية على وجهه. هكذا, بدا أمام مكتبه بيننا وبينه نحو أربعة أشخاص. لا تدري أنهم ينتظرونه صامتين ولا علامة ضيق لحس عميق بالتحضر. أم أنهم يطيلون الوقوف مستمتعين بالنسيم العذب للتكييف المركزي. ولم يكن ذلك يوما صيفيا عاديا. كان بالإمكان الإحساس بمكابدة الهواء اللافح المشبع بالصهد. حتى وأنت تسير من عربة الفيتوري الفارهة قاطعا تلك الأمتار القليلة إلى مكتب الحياة. فجأة, انتهر الفيتوري صبري بصوت أقرب إلى قرقعة الرعد على مدارات استوائية بعيدة قائلا "أنا الشاعر الكبير الأستاذ المستشار محمد الفيتوري جيئت لرؤية إبراهيم أصلان. أنا لا أنتظر". تجمدت الكلمات على لسان صبري. ظل فمه فاغرا. عيناه انفتحتا على رعب واسع لا مرئي. كما لو أنه لا يريد التصديق أن كل ذلك السيل الهادر اندفع للتو من جوف هذا الرجل صاحب الجرم القليل.
                  

02-22-2014, 03:50 PM

salah awad allah
<asalah awad allah
تاريخ التسجيل: 07-15-2007
مجموع المشاركات: 2298

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ذكريات مع الفيتوري.. (Re: عبد الحميد البرنس)

    فى حضرة البرنس والفيتورى

    فضاءات للمتعه والجمال

    ومن اجل مبدعى بلادى

    نستأذن صاحب الدار

    الاديب والناقد أحمد طه أمفريب ؟ كيف حاله ؟؟
                  

02-22-2014, 05:04 PM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ذكريات مع الفيتوري.. (Re: salah awad allah)

    صلاح أخي:

    شكرا لبهاء هذا الحضور. وقد حاولت بصورة ما البحث كذلك عن عقلية جيدة تدعى "أمفريب". وكان أن عثرت عليه مرة وأخرى. أمفريب نفسه. بوجهه الموغل في الغياب منبعثا من دفاتر الحنين الممض لأصدقائه القدامى. لقد أخذ حضوره يتجدد عبر ذكرى ونداء. وأمفريب لا يرد. يغرق في صمته أكثر فأكثر. كأن المعني شخص آخر غيره. لا أدري. لعله يحاول الفرار من شيء لا يمكن الفرار منه: الغربة, أوسرطان الحواس, عادة ما يبدأ بحاسة البصر وينتهي بحاسة اللمس. إنها تأكل الغرباء ببطء. ولحظة أن تقضي عليهم, تجدهم مذهولين, مأخوذين, وفي دواخلهم يرن سؤال: "من هذا الشخص الذي يطل من داخل المرايا". لا أدري فلربما يبحث غريب مثل أمفريب في ثنايا امرأة تعيد إليه الإحساس بثقل هذا العالم ويستجيب إلى مثل ندائك. آمين.
                  

02-23-2014, 11:18 AM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ذكريات مع الفيتوري.. (Re: عبد الحميد البرنس)

    anis1.jpg Hosting at Sudaneseonline.com

    الفيتوري
                  

02-23-2014, 03:20 PM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ذكريات مع الفيتوري.. (Re: عبد الحميد البرنس)

    بدا كما لو أن تلك اللحظات بمثابة قرن من المجاعة والتصحر وحرب طاحنة ضروس لا مبرر لها, وكان والحال تلك على صبري أن يدرك بصعوبة تامة أنه عامل بمكتب الحياة اللندنية وأنه يعايش بالفعل أسوأ كابوس يمكن أن يلم بإنسان على حين غرة. هكذا, أنهى صبري حسن ما بدا مكالمة مهمة لحظة وصولنا. لا كما ينتهي لقاء بتراجع أصابع وداعية. بل كما ينتهي لقاء رأس بجسد أسفل مقصلة. وبتلك الأصابع المرتعشة نفسها, أخذ يضغط على الأرقام الداخلية لإبراهيم أصلان. وقد بدا أن هاتف الأخير منشغلا, لم يجد صبري ثمة من مفر, سوى أن يقتلع نفسه من مكتب الاستقبال, ويعدو عبر طرقتين تتلاقيان في زاوية قائمة, منطلقا صوب مكتب إبراهيم أصلان. ونظرت خطفا إلى وجه الفيتوري. كان هادئا مثل فوهة مدفع تطالع بضجر ما أحدثته من دمار.
    ولا ندم.
                  

02-26-2014, 10:05 AM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ذكريات مع الفيتوري.. (Re: عبد الحميد البرنس)

    ألفت الانتباه هنا إلى أنني أقوم أحيانا بما يشبه التمرين على بعض حيل هوراكي موراكي السردية.
                  

02-26-2014, 06:01 PM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ذكريات مع الفيتوري.. (Re: عبد الحميد البرنس)

    يكتب شيئاً، طائر العاصفة الشتوي..
    في أوراق هذا الليل..
    من توجني يا ملك العتمة
    مملوكاً على العتمة
    هل تبصر هذا الأفق المشمس في عيني؟؟
    إني أتحدى عرشك المصبوغ بالمجد
    ومن علقني، في قفص الدمية
    لا أملك إلا خوذة الريش
    ولا أحمل إلا صدف البحر
    ولا أمضغ إلا بعض ما أبقى الضحايا الخالدون
    في فمي..
    ومثلما أردتني..
    حلقت في غير سمائي
    وتساقطت شهيد العصر
    في غير ترابي ودمي!
    من خبأ الرغبة في الشوق
    أتدري؟ أنت تدري
    أن هذا الشوق مأساتي
    انعكاسات مراياك على وجهي..
    قوس الشجر الغارق في الأصفر
    لون العشب في العشب
    التماثيل التي تعبق بالذكرى
    ولا تملك إلا شهقة الذكرى
    لماذا نملك الشيء قليلاً
    ثم لا نملك إلا جسد الشيء!!
    وتدري أنت أن الزمن الميت في الإنسان
    إنسان يموت
    زمن الدهشة، والصحو الضبابي يموت
    زمن يسكت فينا
    ثم نمتد على الأرض
    ويمتد على الأرض السكوت
    مرغت منقارها أنثى العصافير
    على الحائط حزناً
    ثم قالت، للذي استغرق
    في صبوته الكبرى
    إذا لم تعد الآن
    فلن أغفر للموت
    ولن أغفر للحب..
    ولن أغفر للغفران
    واختالت، وقالت:
    -ليكن
    وليسكر القاتل بالموت
    فإني بك سكرى
    خمرتي حبك لا الخمر
    وأزهار الألوهية تنمو في بساتين خيالي
    فأنا منك
    وهذا الأفق الرائع
    فيض من جمالي
    الآن تبدأ البداية
    الآن تنتهي النهاية
    مستلب كأنما لم تكن النقطة في النقطة
    في لؤلؤة العينين أنت
    من حيثما صفر البدايات
    إلى صفر النهايات
    ذهبت لم تذهب
    وجئت لم تجئ
    بكيت مثلما ضحكت
    أضأت مثلما انطفأت
    عشقت بعض الوقت
    كرهت بعض الوقت
    تغتسل الثورة في الثورة حيناً
    مثلما تغتسل الأنهار في حدائق المطر
    تستقيظ الخالدة العذراء
    في ردائها الأحمر
    بيضاء الجناحين
    يعانق الحياة صوتها
    ويشعل الجبال، والبحار، والشجر
    سيدتي
    بقدر ما ركضت في شوارع القهر الرمادية
    مجنوناً أغني بك..
    لا يسمعني إلا المجانين
    ولا تعرفني إلا عيون الشهداء
    بقدر ما أنت
    اجعلي مجدك في أرضي..
    اسكني هياكل الطين
    وأعشاب التوابيت
    وأبواب بيوت الفقراء
    ..
                  

02-27-2014, 11:39 AM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ذكريات مع الفيتوري.. (Re: عبد الحميد البرنس)

    كنا قد ودعنا إبراهيم أصلان عند الباب الخارجي لمكتب الحياة اللندنية, وبدأنا معا نهبط درجات السلم الملتف الرخامية الغارقة في القدم, ولحظة أن وضعنا أقدامنا عند بداية بسطة مدخل البناية المشرع, كانت أشعة العصر المتكسرة تنفذ خلل الأوراق الكثيفة لشجرة اللبخ, وتحط على تلك الأشياء الثاوية داخل قلبي كالألم أننا خلفنا الإنسانية هناك وراءنا على مكتب الاستقبال مهانة تلعق جراحها بلا حول ولا قوة. ولا أحد بعد يمكنه توقع ما قد يبدر تاليا من الفيتوري. لا أذكر الآن أننا رأينا صبري لحظة المغادرة. لكن ما أذكره بوضوح وجلاء تام أنه عاد مهرولا يسابق إبراهيم أصلان نفسه لملاقاة مصيبة تحل على المرء بلا توقع أوانتظار..
    مصيبة تدعى "محمد الفيتوري".
                  

02-27-2014, 12:51 PM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ذكريات مع الفيتوري.. (Re: عبد الحميد البرنس)

    "أهلا وسهلا", أخذ إبراهيم أصلان يردد تلك العبارة, وهو يقودنا إلى مكتبه, ولبعض الوقت حتى وهو يجلس على مكتبه في مواجهتنا, وقد نهضت وراءه مكتبة احتوت على عشرات المجلدات والكتب. ومع ذلك, لم يعطه الفيتوري أبدا شعورا براحة ما, إذ جلس تماما على حافة الكرسي, بينما لا ينفك يردد أنه جاء على وجه الخصوص لأجلي (أنا البرنس كاتب هذه الأسطر), وأن الحوار المزمع معه لم يكن أبدا من دواعي تلك الزيارة". وإبراهيم أصلان تحول في خضم تلك الزيارة الهجومية الخاطفة إلى عبارة أخرى نصها "آه, طبعا طبعا". وقال شيئا طيبا عني. كنت ابتسم من حين لآخر. وكان ثمة بركان من الحيرة ما ينفك يتفجر خلف صفحة وجهي الساكنة. وبعد أن خرجنا عبر البوابة الخشبية المشرعة للبناية, وسرنا في شارع أمريكا اللاتينية قليلا, ابتسم الشاعر الكبير, قائلا "ها أنت ذا تتلقى درسا عمليا في كيفية تربية الريش". وأطرق حزينا كالمتفكر هذه المرة, قائلا "لا بد أن تصنع لك ريشا في هذه المدينة". ما أدركه الآن أن إبراهيم أصلان كاتب كبير عن حق. لم يكن من العدل اقحامه في فضاء تلك الدروس القائمة منذ الأزل ما بين ابن وأب.
                  

02-28-2014, 09:31 AM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ذكريات مع الفيتوري.. (Re: عبد الحميد البرنس)

    على صعيد شخصي بحت, هذا البوست بمثابة أول عمل أكتبه في ظل الغياب التام لتأثير عادة التدخين التي لازمتني طويلا كأحزان لا مبرر لها. يوليو الماضي كان آخر عهدي بالتدخين. هصرتهن بين أصابعي. أربع سيجارات. ثم ألقيت بهن دون أسف إلى سلة القمامة. وقلت "كفى". وذلك الدافع القوي للحياة يدعونه أحيانا "حب الأسرة". هكذا, ننجز ما علينا من أجزاء كيما نتبقى إلى جانب من نحب أطول قليلا. وما تبقى مسألة متروكة للقدر.

    (عدل بواسطة عبد الحميد البرنس on 03-03-2014, 02:59 PM)

                  

02-28-2014, 11:50 AM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ذكريات مع الفيتوري.. (Re: عبد الحميد البرنس)

    أكثر ما لفت انتباهي في شخصية الفيتوري قدرته اللامتناهية في الجمع مابين الشيء وضده في آن. كانت له موهبة تلقائية في إقامة الجسور بينه وبين الناس. إنه بنظرة واحدة يقول لجدار ما أن ينهض بالضبط في المسافة بينك وبينه مثلما حدث بينه وبين صبري العامل في مكتب الحياة. الفيتوري نفسه كشف لي ذات مرة عن الجانب المرعب من شخصيته. حين جاءت سيرة أحد أبطال هذا الزمان وملوكه المتوجين على أوجه البهجة المستعارة قائلا "زمان كان هذا الشخص يمشي في بيروت على بعد عشرة أمتار مني".

    وأذكر ما حدث خلال تلك الزيارة إلى مكتب الفيتوري صحبة رجل من عطبرة سألني التوسط لدى الفيتوري بغية العثور على ابن له ضاع تماما أثره في ليبيا سنين عددا. ومن غير الفيتوري يقصد لقضاء ذلك الطلب. وقد أخبرني قبلها أنه يعمل كمستشار ثقافي في سفارة ليبيا بالقاهرة وفقا لأوامر القذافي. وأكثر من ذلك, قال الفيتوري إن القذافي أمرهم في الخارجية ألا "يزعجوه". وأضاف "حتى أن القذافي قال لهم دعوا الفيتوري يؤدي عمله كيفما يشاء. لا أحد يراجعه غيري. وأينما يشاء العمل في سفارة ما من سفارات ليبيا دعوه يذهب". كان الرجل من عطبرة متحسسا بعض الشيء شاعرا بضغط بساطته قبالة شاعر ضخم مثل الفيتوري. وقد بدا كما لو أن الفيتوري قد أدرك ثقل اللوعة الخفية لذلك الرجل, لحظة أن غادر كرسيه الجلدي الدوار وراء المكتب, وجاء وجلس إلى جواره على الكنبة الجلدية الخضراء أسفل جهاز التلفاز المضاء الصامت المعلق أعلى الحائط ملتفتا إليه بكلياته سائلا عن "هذا الحال وتلك الأحوال". وفجأة بدآ لي كصديقين يتحدثان على حافة الوقت ثملين بأفراح العالم الصغيرة.
                  

03-03-2014, 04:59 PM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ذكريات مع الفيتوري.. (Re: عبد الحميد البرنس)

    sorry for having no access to Arabic keyboard at the moment
                  

03-05-2014, 10:08 AM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ذكريات مع الفيتوري.. (Re: عبد الحميد البرنس)

    مساء صيفي آخر من أزمنة القاهرة. في تلك البقعة من شارع طلعت حرب, أمام مقهى ريش, على كرسي خيزران إن لم تخن الذاكرة, كان الفيتوري يجلس وحيدا هناك في كامل أناقته, يتأمل فوضى المارة, وعلى عينيه القلقتين عادة ما يطفو حزن أشبه بأبخرة عذاب تغلف زجاج الروح بتعب, كما لو أنها تهادت من بقعة بعيدة ونائية تماما. وكنت آراه بين عتمة وضوء وبوق سيارة, بينما أسير نحو جلسته ولا يفصلني عنه سوى أمتار قليلة, فإذا بي أقول لمن يسير إلى جواري من صداقات تلك الأيام "انظر.. الفيتوري يجلس هناك", ولحظة أن تخف وطأة المفاجأة عنهم قليلا, أكون قد حققت غرضي بالفعل, ولم يعد بالإمكان التوقف لتحية الأستاذ وتجاذب أطراف الحديث معه.
    لماذا أفعل ذلك معهم?!.
                  

03-05-2014, 10:47 AM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ذكريات مع الفيتوري.. (Re: عبد الحميد البرنس)

    لم أقل لهم مرة واحدة أنني "أعرفه". وكان ذلك يدفعهم إلى محاكاة تحيتي له بإيماءة أورفع يد. وكان عادة ما يرد على تحيتنا بهزة من رأسه كملك مكلل بالرزانة ومدرك تماما لفحوى روحه العبقرية. ولو سألتني, لماذا أكتفي من الفيتوري آناء تلك المساءات بتلك التحية, بينما أسير صحبة هذا النفر من الناس أوذاك, لقلت لك مخافة أن يدخلني ربي النار, لا لشيء, سوى أنني وأدت عفوا أول نبض لمخاض شعري طرق ذهن مبدع عظيم. كنت -ولا أزال- شديد التخوف من الطرق على أبواب الوحدة المقدسة لكبار بناة العالم. وذات مرة, قلت للفيتوري "خطر لي بالأمس أن أهاتفك على تلفون البيت". سألني بدوره "ولماذا لم تتصل". قلت "خفت أن تكون وقتها وسط خلق فني". كما لو أنه يدرك أن غوصه داخل ذاته مسألة أكثر عمقا من أن يؤثر عليها رنين مكالمة تلفونية, قال ببرود "كنت سأقول لك وأنهي المكالمة".
                  

03-06-2014, 06:05 AM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ذكريات مع الفيتوري.. (Re: عبد الحميد البرنس)

    خاتمة:
                  

03-07-2014, 11:10 AM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ذكريات مع الفيتوري.. (Re: عبد الحميد البرنس)

    لا أذكر الآن آخر مرة رأيت خلالها الفيتوري. لقد مرت مياه كثيرة أسفل الجسر. وقد أخذت أنزح بين مدن مصرية وكندية وأسترالية عديدة. أمكنة ظللت آخذ منها أشياء وأترك لها أشياء أخرى. لكنها ضمن ذلك المتاع القليل الذي بقي معي برغم تغير الأمكنة وتقلبات الزمن. صورة للفيتوري غير منشورة أخذها له في باحة السفارة الليبية المبدع التشكيلي محمد سعيد. صورة أطلت علي في وينبيك.. أتوا.. إدمنتون.. القاهرة.. وسيدني. صورة ظلت في مكان ما داخل حقائبي لحظة أن أخلدت للراحة في مطار أمستردام.. تورنتو.. فانكوفر.. أوكلاند.. وعاصمتي ماليزيا وتايلاند. صورة شاعر يضم إلى صدره صحفا وكتبا. وهناك, على وجهه, ذلك الغارق في ضوء نهار "موغل في البعد والقتامة", ارتسم مرة واحدة وإلى الأبد, ذلك التعبير المصاحب للصرخة الأولى للميلاد.

    وأتساءل, الآن, إن قلت هنا كل ما حدث داخل ذلك الحيز الذي يدعى "تقاطع دربين", أم إنني كنت أسير المزاج الانتقائي النزق للذاكرة. لست أدري.
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de