الذكري 129 لتحرير الخرطوم 26 يناير 1885 م الله اكبر ولله الحمد

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-07-2024, 06:24 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2014م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-26-2014, 10:09 AM

Haytham Mansour
<aHaytham Mansour
تاريخ التسجيل: 09-25-2009
مجموع المشاركات: 1760

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الذكري 129 لتحرير الخرطوم 26 يناير 1885 م الله اكبر ولله الحمد
                  

01-26-2014, 10:25 AM

Haytham Mansour
<aHaytham Mansour
تاريخ التسجيل: 09-25-2009
مجموع المشاركات: 1760

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الذكري 129 لتحرير الخرطوم 26 يناير 1885 م الله اكبر ولله الحمد (Re: Haytham Mansour)

    «26» يناير .. يوم خالد في تاريخ السودان ..

    عمر حسن الطيب هاشم:



    محمد احمد بن عبد الله بن فحل المولود في جزيرة لبب بدنقلا عام 1843 تنتمي اسرته للاشراف الكرام. تلقى التعليم على يد الشيخ محمد الخير عبد الله في بربر فنهل من علوم التوحيد والفقه ومباديء العلوم الدينية يمضي نهاره في حلقات الدرس والعلم وليلة في التهجد فظهرت عليه علامات التقوى والصلاح وبعد ان نهل من علوم خلوة الغبش فكر في الرحيل لعله يجد مزيداً من العلوم الدينية والتصوف وانخرط في سلك الطريقة السلمانية على يد الشيخ محمد شريف نور الدائم فانكب على اذكارها واورادها وافنى في خدمتها سبع سنوات فلما اطمأن شيخه محمد شريف نور الدائم الى اخلاصه منحه اجازة الطريقة واذن له ان يعلم القران الكريم ويبشر بالطريقة السلمانية نيابة عنه.. فلحق محمد احمد باخوانه في الجزيرة ابا وبنى مسجداً لصلاة الجماعة وخلوة لتعليم الحيران القران الكريم ولمع اسمه في منطقة النيل الابيض وتجاوزت شهرته الافاق الى ان حدث خلاف بين محمد احمد وشيخه محمد شريف ادى الى طرد محمد احمد من سلك الطريقة السلمانية ولكن محمد احمد اخذ اجازة الطريقة السلمانية على يد الشيخ القرشي ود الزين في طيبة فباشر محمد احمد نشاطه التعليمي في خلوته ومسجده بجد ومثابرة حتى توفى شيخه القرشي ود الزين وقرر محمد احمد ان يبني له قبة على قبره في طيبة تخليداً لذكراه وحفظاً للجميل وبينما محمد احمد منهمكاً مع حيرانه في بناء قبة شيخه قدم عليه عبد الله بن السيد محمد تورشين فتعرف على
    الشيخ محمد احمد ولازمه وتكاشفاً في امر المهدي المنتظر الذي يقود حركة اصلاح ديني تملأ الارض عدلاً بعد ان تكون قد امتلأت جوراً وظلماً.. فكان ذلك حال السودان حينما اعلن محمد احمد انه المهدي المنتظر فصدقه الناس وامنوا به لما تحلى به من صفات الصلاح والاستقامة والعزيمة الصادقة.

    وبدأ الصدام بين محمد احمد المهدي والحكومة فقاد محمد احمد المهدي وصحبه الكرام الحروب من نصر الى نصر من معركة الجزيرة ابا وراشد بك ايمن والشلالي ثم تحرير الابيض وشيكان وحملة هكس 5 نوفمبر 1883 ثم ضم بحر الغزال ودارفور.

    انتصار المهدي على هكس اخذ ابعاد عالمية وسجله الداعية الاسلامي الكبير جمال الدين الافغاني والشيخ محمد عبدة في جريدة «العروة الوثقى» الصادرة في ابريل 1884 ومن خلال احداث الثورة المهدية بالسودان اثارت جريدة العروة الوثقى شعور المسلمين ضد الانجليز في مصر والهند الامر الذي افزع الانجليز واثار غضبهم ومنعوا دخول جريدة العروة الوثقى مصر والهند.

    تطورات الاحداث في السودان بعد هزيمة هكس ومقتله اجبرت بريطانيا للتخلي عن سياسة عدم التدخل في شؤون السودان خاصة بعد احتلالها لمصر 1882 واعتبرت نفسها مسؤولة عما يجري في السودان وحري بها ان تتخذ الاجراءات التي تمكنها من الدفاع عن مصر.

    واقترح اللورد كرومر المعتمد البريطاني في مصر بأن مصر ليس في مقدورها الاحتفاظ بالسودان بمفردها وينبغي ان تتجمع الحاميات البعيدة في الخرطوم ثم يتم التراجع التدريجي الى مصر.

    واتجهت سياسة بريطانيا الى تكليف ضابط مصري «عبد القادر باشا حلمي» ليقوم باخلاء السودان ولكن التكليف انتهى بالفشل ثم واجهت الحكومة البريطانية ضغوطاً من الرأي العام البريطاني والصحافة لتختار غردون لهذه المهمة وذلك لمعرفته السابقة باهالي السودان وطبيعتهم.

    وقبل غردون المهمة الصعبة لثقته المفرطة في نفسه وانه قد تمكن من فتح خط الاستواء عام 1874وضمه للحكمدارية ثم نجح في 1877 عندما كان حكمداراً من القضاء على تجارة الرقيق وتأمين المواصلات وفصل مالية السودان عن مصر. وظن غردون انه سينجح في مهمته الصعبة لانه لم يفهم طبيعة الثورة المهدية وما صاحبها من تطورات سياسية واجتماعية في السودان.

    وقبل ان يتحرك غردون حددت له حكومة الرئيس جلادستون مهمته بأن تكون استشارية ولكن عندما وصل غردون الى مصر كلفه الخديوي توفيق بمهمة تنفيذية فاعطاه فرمانين الاول بتعيينه حكمداراً عاماً على السودان والثاني بحسب الحاميات واخلاء السودان واقامة حكومة من الوطنيين.

    ورحل غردون من القاهرة ومعه استيوارت وابراهيم فوزي قاصدين الخرطوم يناير 1884 وعندما وصل الى بربر اعلن سياسة الاخلاء وارسل الى المهدي كسوة شرف مع تعيينه حاكماً على كردفان. وعندما وصل غردون الى الخرطوم فرح الناس بمقدمه واحتفل به الاجانب وصرحوا بأنه الرجل المناسب الذي سينقذ السودان ويقضي على ثورة المهدي وغير غردون رأيه في الانسحاب واعلن الفرمان الاول بتعيينه حكمداراً عاماً للسودان وفي هذاالاثناء رد المهدي كسوة الشرف الى غردون وقال انه المهدي المنتظر ولا يريد جاهاً ولا سلطاناً ودعا المهدي غردون لاعتناق الاسلام وكان غردون مسيحي متعصب للمسيحية لذا قرر سحق المهدي في كردفان.

    عقب حملة هكس بدأ المهدي يرتب اموره في الابيض ويستعد لتحرير الخرطوم عاصمة الحكمدارية.

    وضع المهدي خطة حصار الخرطوم فمن ناحية تمكن الامير عثمان دقنة قطع طريق سواكن-بربر-الخرطوم بعدما تمكن من السيطرة على سنكات وطوكر كما عين المهدي استاذه الشيخ محمد الخير عبد الله عاملاً على بربر وقطع خط الاتصال بين القاهرة والخرطوم ثم ارسل الى الشيخ العبيد ود بدر لمحاصرة الخرطوم فنهض ابناء الشيخ العبيد ورفعوا رأية الجهاد وحاصروا الخرطوم وانضم اليهم الشيخ مضوي عبد الرحمن من العيلفون والشيخ الامين ام حقين والشيخ عبد القادر قاضي الكلاكلة فاصبحت الخرطوم محاصرة من كل الجهات ولتوحيد قيادة امر الحصار عين المهدي الشيخ محمد عثمان ابو قرجة ولقبه بامير البرين والبحرين.

    وبعد ارتفاع منسوب النيل اعد غردون حملتين «برية وبحرية» بغية فك الحصار المضروب عليه واستطاع انزال الهزيمة بقوات ابو قرجة في معركة بري ثم اردفها بمعركة الجريف غرب وتنفس غردون ورجاله الصعداء ولكن الى حين، عندها ارسل المهدي جيشاً تحت قيادة الامير عبد الرحمن النجومي وسماه امير حصار الخرطوم وامير امراء جيوش المهدي فتمكن النجومي بعد جهد جهيد من احكام الحصار على الخرطوم وامر الامير حمدان ابو عنجة باحكام الحصار على ام درمان وعسكر في الخور الذي سمى باسمه «خور ابو عنجة» وكانت ام درمان تحت قيادة فضل الله راغب الذي سلم ام درمان للقائد ابو عنجة فسر المهدي لاستلام ام درمان. وتحرك المهدي من الابيض وعندها انشد الشاعر الفحل محمد عمر البناء:

    «الحرب صبر واللقاء ثبات

    والموت في شأن الاله حياة».

    ووصل المهدي بجيش قوامه يزيد على الستين الف مقاتل وعكسر في ديم ابو سعد. واشتد الحصار على الجنرال غردون وبات من الضروري ارسال حملة لانقاذه ودارت مناقشات ومداولات حادة دامت اكثر من ثلاثة اشهر بين مجلس الوزراء ومجلس العموم وكان جلادستون يتمسك بأنه كلف غردون بمهمة استشارية واما ان كلفته الخديوية بمهمة تنفيذية ينبغي ان تتكفل بانقاذه.

    واخيراً تدخل الرأي العام البريطاني وضغط على جلادستون الى ان استجاب لانقاذ الجنرال غردون فتكونت الحملة بقيادة اللورد ولسلي ولكنها تأخرت في القاهرة بسبب حرب الطريق واخيراً استقر الرأي على طريق النيل فأصدر المهدي امراً لمحمد الخير عبد الله لاعتراض الحملة وكان الشيخ محمد الخير يراسل المهدي عن امر الحملة بواسطة كاتبه الشيخ الطيب احمد هاشم وعندها ارسل المهدي جيشاً بقيادة الامير موسى ود حلو فاشتبك معهم في معركة ابو طليح شمال المتمة في 17 يناير 1885 وارسل المهدي حملة اخرى بقيادة النور عنقرة التقى حملة الانقاذ في المتمة وقتل فيها قائد الفرقة استيوارت ورغم ذلك واصلت مسيرتها جنوباً نحو الخرطوم وفي هذا الاثناء شدد المهدي وجيوشه الحصار على الخرطوم وكانوا في سباق مع حملة ولسلي وتمكنوا من تحرير الخرطوم وقتل غردون في 26 يناير 1885.

    فيما يخص اغتيال الجنرال غردون يوجه نعوم شقير اصابع الاتهام الى محمد ود نوباوي زعيم بني جرار بحجة انه اول من طعن غردون ثم تلاه نفر من الانصار قاموا بقطع رأسه وعرضه على عبد الرحمن النجومي ثم على الخليفة محمد شريف ثم المهدي ويقول علي المهدي مؤلف «جهاد في سبيل الله» فإن قاتل غردون شخص يدعى مرسال «حامل راية الامير ميرغني سوار الدهب» اما ضرار صالح ضرار يوجه الاتهام الى رجلين من قبيلة البجة ويعني هذا ان قاتل غردون لا يزال مجهولاً.

    وحسب رواية سلاطين ان المهدي كان حريصاً على القبض على غردون حياً ليدعوه الى الاسلام ثم يسلمه لبريطانيا مقابل اطلاق سراح المناضل المصري احمد عرابي تحسباً ان عرابي كان سيعينه في بث الدعوة المهدية في مصر.

    26 يناير يوم خالد في تاريخ السودان سقط فيه الحكم التركي المصري وقامت دولة المهدية الخالدة
                  

01-26-2014, 10:31 AM

Haytham Mansour
<aHaytham Mansour
تاريخ التسجيل: 09-25-2009
مجموع المشاركات: 1760

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الذكري 129 لتحرير الخرطوم 26 يناير 1885 م الله اكبر ولله الحمد (Re: Haytham Mansour)

    بسم الله الرحمن الرحيم
    نص خطبة الجمعة 24 يناير 2014 في مسجد الهجرة بودنوباوي

    الخطبة الأولى

    الحمد لله الذي خلق السموات والأرض، وجعل الظلمات والنور ثم الذين كفروا بربهم يعدلون. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلوات الله وسلامه عليه، وعلى آله وأصحابه أجمعين، ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين وبعد.
    أحبتي في الله
    يُصادف يوم بعد غدٍ الأحد أي السادس والعشرين من شهر يناير الذكرى السنوية ال 129 لتحرير الخرطوم، وهى ذكرى لها خصوصيتُها بالنسبة لنا كأنصار وبالنسبة لكل أهل السودان، وذلك أنها تُمثَل ميلاد استقلال السودان الأول من الاحتلال الأجنبي. ونحن إذ نحتفي بتلك الذكرى المباركة إنما نحتفي بها من عدة زوايا:
    - نحتفي بها من زاوية شكر النعمة التي حبى اللهُ تعالى بها أهل السودان، والتحدث بمثل هذه النعم مهم لأنه تذكيرٌ بآيام الله (ولَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَىand#1648; بِآيَاتِنَا أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ and#1754; إِنَّ فِي ذَand#1648;لِكَ لَآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ). ورسولُنا الكريم صلى الله عليه وسلم عضَد على هذا المعنى " ألا إن لربكم في أيام دهركم لنفحات ألا فتعرضوا لها".
    - نحتفي بها من زاوية المُجايلة أي التواصل بين الأجيال، فالتاريخ يُشكل مصدراً مُهماً يستطيع المجتمعُ من خلاله معايشة الأحداث ومعاصرتها، " كُنا نُعلم أبناءنا مغازي رسول الله صلى الله عليه وسلم كما نعلمُهم السورَ من القرآن"، ولهذا المعنى دورٌ كبير في تحصين الهوية الثقافية للأجيال الجديدة.
    - نحتفي بها من زاوية التزود بإشراقاتها وتوظيِفها في بناء الحاضر. الوعي بالجوانب المُشرقة في التاريخ زاد معنوي كبير يرفع الهمم، ويُلهم الحماسة، ويدفع اليأس، ويُوقد في النفوس جذوة الاجتهاد تطلعاً نحو بلوغٍ المقاصد والغايات.
    - نحتفي بها من زواية الوعي بالدروس والعِبر واستلهام القيَم (قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا) (لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُوْلِي الأَلْبَابِ) وللمعلومية التاريخ يُمثل ثلث القرآن وهذا يؤكد أهميته ودوره المعرفي، والمعنوي، والتربوي ولذلك قيل "من وعى التاريخ في صدره أضاف أعماراً إلى عمره".
    أحبتي في الله
    ماهو الاحتفاءُ الأفضلُ بتلك الذكرى؟ أهو الاكتفاء بإيراد تفاصيل الأحداث كما يغلب على بعض المناشط الاحتفالية بالانتصارات التاريخية؟ أم نتجاوز الاكتفاء إلى الاجتهاد في التعريف بالملامح الفكرية لصاحب الدعوة، والتعريف بالإضافات التي قدمَها لدينه ووطنه، وإمكانية الاستفادة من ذلك في ترقية الحاضر تطلعاً نحو مستقبلٍ أفضل؟
    لاشك أن الخيار الثاني هو الأفضل والأبلغ حتى لا تتحول المُناسبة إلى مُجرد حكاوي للتسلية والسمر، ومُجرد سرد وجداني يلدُ انفعالاً لحظياً سُرعان ما تذوبه أضابير الحياة؛ ولذلك سيكون من المُفيد أكثر أن تدور هذه الخطبة حول المعاني الآتية:
    ماذا قدَمت المهدية لحركة البعث الإسلامي في إطارها العام؟ وماذا قدَمت للإسلام في السودان؟ وماذا أضافت للسودان كوطن؟ وما الذي يجب علينا فعلُه في هذه المرحلة العصيبة من تاريخ السودان؟
    ماذا قدَمت المهدية لحركة البعث الإسلامي في إطارها العام؟
    أولاً: تحرير التوحيد من التعقيدات الجدلية:
    في عصر الإسلام الأول كان مفهومُ التوحيدِ بسيطاً ومباشراً، وكان يُشار إليه بمصطلح الإيمان كما سماه القرآن. وكان التوحيد لدى الصحابة هو نُطق الشهادتين دون الخوضِ في تفاصيل جدلية. وكان جهدهم مُنصباً حول تحقيق مقتضيات الإيمان في أرض الواقع لا الغوص في ثُنائية الجبر والاختيار، ولا الخوض في نزاع الأسماء والصفات. ولكن أتى على أمة الإسلام حينٌ من الدهر انشغلت بقضايا جدلية حولت جهد المسلمين في تحقيق مقتضيات الإيمان في عالم الشهادة كما كان الحال في عهد الصحابة إلى الغوص في تفاصيله المنتسبة إلى عالم الغيب كما حدث في عصر انقسام الكلام.
    هذا الجدل العقيم مزق كيان الأمة الإسلامية تاريخياً، وما زالت أثارُه ممتدةً إلى عصرنا الحالي بحيث صار المسلمون منقسمون إلى فرق: خوارج، ومعتزلة، وأشاعرة، ومُشبهة، ومجبرة، ومحافظين ألخ.
    المهدية حررت التوحيد من هذه التعقيدات الجدلية وأعادته إلى بساطته الأولى "اعلموا أن أصل التوحيدِ الشهادتانِ تتضمنُهما سورةُ الإخلاصِ مع معرفة المعنى". والمهدية اهتمت بالعمل الذي يُحقق الإيمان ويزيده لا الجدل الذي يُفسر الإيمان ويُعقَده "وحقق اللهم إيماني وكمله مع نور التداني، واخلط اللهم نور الإيمان بلحمي ودمي ومُخي وعظمي بعد أن تجعله في سويداء قلبي، وتُعظَم نوره في لبي حتى أُشاهد ملكوتي وغيبي، فأتحقق بتوحيدك من غير وهمٍ من ظاهري وباطني، حتى يفيض ذلك النور على أركاني فأوثرك وأسوق إليك بنورك أخواني وأقراني مع التسليم التام، والقيام بالأوامر والأحكام حتى لا أُعارضَ قضاءك لحسن الظن بك فأكتفي بما عندك، وأقومَ بأمرك يا ذا الجلال والإكرام" راتب الإمام المهدي.
    هذا هو المخرج الأفضل لتجاوز الاستقطاب العقائدي. الاستقطاب الذي انقسمت الأمة بسببه أكثر من انقسامها بسبب الفقه الإسلامي.
    ثانياً: تحرير الفقه الإسلامي من الجمود:
    بذل الآئمة الأربعة قُصارى جهِدهم في تبصير الناس بأحكام الدين وإعانتهم على فهمه، وكانوا ينهون الناس عن تقليدهم، ويُصرَحون بأن مذهبهم هو الحديث الصحيح. ولكن أتى على أمتنا زمانٌ ضعُفت فيه عزائم الناس، وقل اجتهادهم، وفترت هممهم، وتحركت فيهم غريزةُ المُحاكاة كما قال سيد سابق، فاكتفت كلُ جماعة منهم بمذهبٍ مُعين تتعصب له، وتبذل قصارى جهِدها في نصرته فسُد باب الاجتهاد وصار العلمُ هو المتونُ والشروح والحواشي والتقريرات.
    التقليد للمذاهب أذهب حيوية الأمة وأودى بها في مستنقع الجمود، والتعصب لها أسهم في اختلاف الأمة إلى شيع وأحزاب، حتى أنهم اختلفوا في حكم زواج الحنفية بالشافعي قال بعضهم: لا يصح، وقال آخرون: يصح قياساً على الذمية!.
    ومثلما حررت المهدية التوحيد من التعقيدات الجدلية حررت الفقه الإسلامي من الجمود والتعصب مع الاعتراف بفضل الآئمة الأربعة "جزاهم الله خيرا قد درجوا الناس ووصلوهم إلينا، كمثل الرواية وصلَت الماء من منهل إلى منهل حتى وصلت صاحبها. فهم رجال ونحن رجال ولو أدركونا لاتبعونا. وأن مذهبنا الكتاب والسنة والتوكل على الله وقد طرحنا العمل بالمذاهب ورأي المشايخ" "لأن جميع الكتب المذكورة مصدرها القرآن العظيم. وأن من عمل بالقرآن بالآية المحكمة، والأحاديث الصحيحة كان بذلك جامعا لجميع ما ذكرته من الكتب" منشورات الإمام المهدي.
    هذا هو السبيل الأمثل لتوحيد الأمة الإسلامية، والخروج بها من مُستنقع التفرق المذموم.
    ثالثاً: تحرير الاتباع من الركون إلى الماضي
    ساد في الساحة الإسلامية مبدأ التلازم بين اتباع سكة النبي صلى الله عليه وسلم والركون إلى الماضي. المهدية حرصِت على اقتفاء الأثر "وأدخلنا مُدخله يارب العالمين وأخرجنا مخرجه" " واجعلنا على سكته إلى أن نلقاك سالمين من الآثام"، ومع حرصها على اقتفاء الأثر دعت إلى التجديد "لا تعرضوا لي بنصوصكم وبعلومكم على المتقدمين: فلكل وقت ومقام حال، ولكل زمان وأوان رجال". المهدية حررت الاتباع من الركون إلى التقليد، وعقدت مُصالحة بين الاتباع والتجديد.
    رابعاً: تحرير الإصلاح الديني من الشخصنة والوقتنة
    المهدية حررت الإصلاح الديني من الارتباط بشخص غائب كما في الفكر الشيعي، وإن كان الخميني قد أحدث مُؤخراً تطوراً في الفكر الشيعي، ومن الارتباط بوقت "آخر الزمان" ليصير الإصلاح وظيفة إحيائية مُستمرة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَىand#1648; لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا).
    خامساً: تحرير العلاقة مع الله تعالى من التجزئة:
    ركز قومٌ في علاقتهم مع الله تعالى على المحبة، وركز آخرون على الخوف، وركز فريقٌ ثالث على الرجاء. ولكن المهدية جمعت بين المحبة والخوف والرجاء "أن تهب لنا حلاوة ذكرك، وهيبة حضرتك، ومعرفة عظمتك، وخوف سطوتك، ورجاء رحمتك، والطمع فيما عندك، والشوق اليك، وشدة الحب فيك وإيثارك في كل حال والنظر الي قدسك وجمالك والجلال" الراتب. وهذا هو الذي يُوافق القرآن:
    - المحبة (فسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ) ( وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ).
    - الخوف (لأَنتُم أَشَدُّ رَهبَةً في صُدُورِهِم مِّنَ اللَّهِ) (وَالَّذِينَ هُم مِّنْ عَذَابِ رَبِّهِم مُّشْفِقُونَ).
    - الرجاء (أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ).
    سادساً: تحرير مفهوم الإمامة من الاشتراطات النسبية:
    أهل السنة اشترطوا في خليفة المسلمين أن يكون قُرشياً، وأهل الشيعة اشترطوا في الإمام أن يكون فاطمياً ونسبوا إليه العصمة. المهدية حررت الإمامة من هذه المفاهيم ونقلتها إلى ميدان الكفاءة قال الإمام المهدي عن شروط القيادة "من تقلد بقلائد الدين ومالت إليه قلوبُ المسلمين".
    سابعاً: تحرير الزهد من الكسل في عالم الشهادة:
    بعض الناس سبحوا في مُحيط الزهد بصورةٍ فصلتهم عن الحياة، تركوا الانشغال بالاجتهاد في عالم الشهادة ولزموا الانشغال بالاجتهاد في عالم الغيب.
    المهدية انشغلت بالاجتهاد في عالم الغيب وانشغلت بالاجتهاد في عالم الشهادة ولكن دون الركون إلى ملذاته "وشياطين الإنس والجن من الدنيا المُشاهدة بالعيان، وسحرا من اللذة والزينة والجاه الذي يُعقب الخُسران، فلا خلوص لنا إلا بك فأرفعنا منها بلطفك يا منان"، ولذلك مع زهدهم وتطلعهم نحو بلوغ الآخرة قدموا انجازات عظيمة بمقاييس عالم الشهادة: طردوا الاستعمار رغم اختلال ميزان القوى المادية، ووحدوا السودان، وأقاموا دولة قوية استطاعت أن تصمد ثلاثة عشر عاماً بعد وفاة الإمام المهدي رغم الطُوفان الاستعماري الذي أحاط بها من كل الاتجاهات.
    سابعاً: الدعوة إلى تحرير الأمة الإسلامية من التفرق الداخلي:
    ذكرنا كيف أن المهدية قدمت هدياً تجاوز الاستقطاب العقائدي والانقسام المذهبي الذي وقعت فيه الأمة. وبالإضافة إلى ذلك قدمت هدياً فكرياً جامعاً يحوي إشراقات المدارس الفكرية الإسلامية:
    * فالمهدية تلتقي مع السلفية في التوحيد والاتباع دون الركون إلى التقليد.
    * وتلتقي مع الصوفية في أن للواجبات الدينية أغواراً روحية لابد من إشباعها.
    * وتلتقي مع الشيعة في أهمية القيادة الدينية "الإمامة" ولكن دون التقيدِ بسلسلة نسبية ودون القولِ بعصمة الآئمة.
    * وتلتقي مع الإباظية في اشتراط الكفاءة في القيادة الدينية دون الالتزام بالنسب القرشي والفاطمي.
    * وتلتقي مع تيارات الصحوة الإسلامية في التأكيد على أهمية التجديد والحركة في الفقه الإسلامي.
    * وتلتقي مع تيارات الجهاد الإسلامي في دعوتها للجهاد ضد الاحتلال الأجنبي.
    هذا النهج الفكري تجاوز صراعات الفكر الإسلامي وقدم هديا إسلاميا جامعاً يصلح أن يُشكل مستوى أعلى من الوفاق واتحادِ الكلمة بين المسلمين.
    ثامناً: الدعوة إلى تحرير الأمة الإسلامية من الاستعمار الخارجي
    وإضافة إلى دعوتها لتحرير الأمة من التفرق الداخلي دعت المهدية إلى التحرر من الاستعمار الخارجي، وترجمت تلك الدعوة بأن شكلت أول تحدٍ حقيقيٍ للحكم الاجنبي في السودان، واستطاعت بجدارة رغم ميلان ميزان القوى المادية لصالح الأعداء أن تُحرَر السودان من الاستعمار في زمنٍ قياسي، ولذلك قال الدكتور محمد عمارة "إن المهدية في السودان مثلت في بيئتها المحلية أساساً وبالدرجة الأولى التصدي الفكري والنضالي للتحدي الحضاري لأمتنا بجناحيه: التخلف العثماني والتقدم الأوروبي باستعماره وتغريبه". وبعد أن استتب الأمر للمهدي في السودان وجه الدعوة لخديوي مصر ولأهلها. ولأهالي مراكش، ومالي، وفاس، وكل هذه الدعوات تُطالب بتوحيد وتحرير الأمة الإسلامية.
    هذه هي إضافات المهدية لحركة البعث الإسلامي في إطارها العام.
    المحور الثاني: ماذا قدمت المهدية للإسلام في السودان؟
    أولاً: نقاء العقيدة:
    دخول الإسلامُ إلى السودان بصورةٍ سلمية مع إيجابيته خلط الإسلام ببعض المفاهيم السالبة. ومع تسامح التصوف امتَد الخلط حتى شمل التوحيد "الواسطة بين العبد وربه" "اعتقاد جلب المنفعة ودفع الضرر في الأموات". المهدية نقَت عقيدة التوحيد من الرواسب التي علقت بها قال الإمام المهدي "مذهبنُا التوكل على الله، حيث أنه النافع الضار وناصيةُ كل شيء بيده. بل لا يخرج من قدرته فلتة ناظر. فينبغي لمن كان تابعا لنا أن يسلك طريقنا ويتوكلَ على الله وحده ولا يلتفتَ إلى غيرٍ لا وجود له بشيء" وجاء في الراتب"واجعل مطمحنا قلوبنا إليك ولا تجعل نظرها إلى ما كان من عدم وكذا حقيقته الراهنة بغيرك عدم".
    ثانياً: إكمال حلقات الالتزام الإسلامي:
    كان الإسلامُ في السودان قبل المهدية يُشكل حضوراً ضعيفاً في المجالات الاجتماعية والثقافية والسياسية والاقتصادية والقانونية؛ ولكن هدي المهدية استوعب كلَ هذه المجالات وفق اجتهادٍ جديد غير مُتقيَد بمذهبٍ مُعيَن.
    ثالثاً:اعتبار الإصلاح الذاتي مدخلاً للإصلاح العام:
    نمط التدين السوداني قبل المهدية اهتم بالإصلاح الذاتي دون الانشغال كثيراً بالإصلاح الاجتماعي أو السياسي أو الاقتصادي؛ أي الانشغال بنجاة الفرد دون الجماعة. ولكن المهدية اتخذت من الإصلاح الذاتي مدخلاً للإصلاح الشامل "وحيث أنه لم يعد من الدين إلا اسمه، ومن القرآن إلا رسمه حصلت الغيرة، وغيرة الُمسلم على حرم الله أشد من غيرته على حرمه" منشورات الإمام المهدي.
    أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.


    الخطبة الثانية

    اللهم إني أحمدك وأثني لك الحمد يا جليل الذات ويا عظيم الكرم، وأشكرك شكر عبدٍ معترفٍ بتقصيره في طاعتك يا ذا الإحسان والنعم، وأسألك اللهم بحمدك القديم، أن تصلي وتسلم على نبيك الكريم، وآله وصحبه ذوي القلب السليم، وأن تُعلي لنا في رضائك الهمم، وأن تغفر لنا جميع ما اقترفناه من الذنب واللمم.
    أحبتي في الله:
    دارت خطبتنُا الأولى حول محورين: ماذا قدَمت المهدية لحركة البعث الإسلامي في إطارها العام، وماذا قدَمت للإسلام في السودان. في خطبتنا الثانية سندور أيضاً حول محورين: ماذا أضافت المهدية للسودان كوطن، وما الذي يجب علينا فعلُه في هذه المرحلة العصيبة من تاريخ السودان.
    - أول إضافة أحدثتها المهدية أنها صهرت القبائل السودانية المختلفة في بوتقة واحدة. لم تُلغ الانتماء القبلي ولكنَها شدَت السودانيين إلى انتماء أوسع من القبيلة. ومن ثمار ذلك أن القتال الذي كانت تُحركه دوافع عصبية موروثة صارت تُحركه دوافع إيمانية مُكتسبة.
    - الإضافة الثانية: وحدتَ السودان
    نعم عرِف السودان الوحدة بين أقاليمه المختلفة في أواخر العهد التركي ولكنها كانت وحدة فوقية. المهدية أضفت على هذه الوحدة الفوقية بعداً وجدانياً ولذلك لم تشترك الأقاليم السودانية في مرحلة عمل مُشترك إلا في ظل المهدية. كذلك كانت رايات المهدية وقادتُها أصدقٌ تعبير عن هذا التلاحم الوجداني: خليفه المهدي من الغرب، وعبد الرحمن النجومي من الشمال، وعلي ود حلو من الوسط، وعثمان دقنة من الشرق والقائمة تطول.
    الإضافة الثالثة: عرَفت السودان
    كانت الحركة المهدية بمثابة إعلان وتعريف بالسودان ترابا وأهلا. فقد كان السودان قبلها ذا تاريخ حضاريٍ قديم ولكن طواه النسيان، وصار السودان قبيل المهدية محافظة نائية من محافظات مصر الخديوية تتأثر بالأحداث ولا تؤثر فيها. ولكن بعد قيام الدعوة المهدية صار السودان محلُ احترامٍ وإعجابٍ في نظر كثير من الشعوب. لقد شدَت المهدية انتباه العالم وقذفت بالسودان إلى الأمام في مسرح التاريخ فخلقت له ولأهله اسماً ذائع الصيت ما زال صداه يتردد حتى يومنَا هذا.
    أحبتي في الله
    كل هذه المعاني تُلقي علينا مسؤوليات كبيرة دينية ووطنية:
    * مسؤوليةُ المحافظة على دور الدين في الشأن العام، ودورُه في تفجير الطاقات لمصلحة الأمة ولمصلحة الوطن. وليست هذه دعوةٌ لدولة دينية وإنما رفضٌ لإبعاد الإسلام من الشأن العام. ونحن اقترحنا نموذجاً لدولة مدنية ذات مرجعية إسلامية تقبل المساواة في المواطنة، وتقبل التعددية الفكرية والسياسية، وتستوعب حقوق الإنسان، ولا تتناقض مع الوحدة الوطنية.
    * مسؤولية المُحافظة على بقي من تراب الوطن، وكما هو معلوم أن السودان الذي سلمتنا له المهدية انفصل عنه الجنوب، وبقيت بعضُ أجزائِه تحت سيطرة دول أجنبية. والمسئولية تُلقي علينا أن نسعى نحو الوحدة مع الجنوب إن لم تكن في إطار الوطن الواحد ففي شكل اتحاد كونفدرالي مع التطلع للوحدة الكاملة في المستقبل. كذلك المسؤولية تُلقي علينا استرداد الأراضي السودانية الخاضعة لسيطرة دول أجنبية.
    كذلك المسؤولية الوطنية تُوجب إيقاف نزيف الدم في دارفور، وهو أقليمٌ له قصب السبق في تأييد المهدية ودعمها في مرحلة التحرير وفي مرحلة تثبيت أركان الدولة.
    ومن الصعب إن لم يكن من المستحيل تحقيقُ ذلك في ظل وجود النظام الحالي، وكل الملفات لا يُرجى صلاحُها في ظله؛ ولذلك لابد من ظلٍ جديد وهنا تقفزُ إلينا المسؤولية الثالثة وهي تحرير السودان من الظلم والاستبداد الذي نشهدُه الآن إما بالتوافق الوطني سيراً خلف خُطى التجربة المغربية أو عبر الثورة الشعبية سيراً تحت خُطى الثورة السودانية التاريخية.
    اللهم احفظ بلادنا وهيي لها مخرجاً سلمياً إنك قريبٌ مُجيب.
                  

01-26-2014, 10:40 AM

Haytham Mansour
<aHaytham Mansour
تاريخ التسجيل: 09-25-2009
مجموع المشاركات: 1760

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الذكري 129 لتحرير الخرطوم 26 يناير 1885 م الله اكبر ولله الحمد (Re: Haytham Mansour)

    فى ذكرى فتح الخرطوم
    1948
    شعر المرحوم مختار محمد مختار
    رواكَ رواكَ صوبُ العارضِ الهتنِ يا غرةً فى جبينِ الدهـــــــرِ والزمنِ
    ياسفرَ مجدٍ بلوحِ الدهرِ خـــــطَ لنا بالضربِ والطعنِ والاسيافِ واللُدنِ
    اشـــــــرقْ علينا بنورٍ منكَ مؤتلقٍ رغمْ الحـــــوادثِ والاحقابِ والمحن
    يا يومَ فتحٍ به شُيدت صُروحَ هدىً وانجابْ غيهبُ حيفٍ عن سما الوطنِ
    فيه هــــوى الظلمُ واندكتْ جوانِبُه وانهار شــــــــامخ ركن الغى والفِتنِ
    مزق سجوفاً عليك الدهرُ اســدَلها واحْسِر لثام البِلى عن وجهك الحسنِ
    واسرد لنا من حديثِ الفتح اروعَه على اُعلل ما بالنفس من شــــــــــجنِ
    ذِكــرُ الشجاعةِ والغارات يُطربنى ووقعه كرنين النغم فــــــــــــى اذنى
    حَدث عن القومِ والابصارُ شاخصة والنفس جائشة واليوم ذو دُجُــــــــنِ
    والسُمُرُ مشـــــرعةٌ والبيضُ لامعة والراس طــــار عن الاكتاف والبدنِ
    والجردُ جامحة والحــــــرب دائرة والموت يكشـــــر عن انيابه الحُجُنِ
    هل كان منهم سوى ذى مِرةٍ اسـدٌ يفرق الصــــــفَ فى الهيجاء لم يَهُنِ
    ثَبِتَ الجِنانِ حصيفٌ فاتكٌ بطـــــلٌ فى النائبات صَليبِ العــــــودِ لم يَلْنِ
    او حــــــاذق طاوعَ الخَطىُ راحته لم يرمِ غير مكان الضُغن والاحَـــنِ
    كانهم فى الوغى العقبانُ كاســــرةٌ تنقض من شـــــامخ الاطواد والقننِ
    يا رُب علجٍ راى بالعين بطشــهمو رُعباً افاء الى ذى العــرش والرُكنِ
    قوم يهزهمو ذكـــــــــر القتال كما هــــــزت ايادى النُعامى ناعِمِ الغصنِ
    ســـل عنهمو البيد من قاعٍ ومن اجمٍ والذابلات ومِتْنَ الصـــــــاهلِ الارْنِ
    بالصبح تعدو بهم خيل مســـــومة وفى الدجنة رهبان لدى السَـــــــــكنِ
    غرٌ لذكـــــــرهمو فى الليل هينمة تنسى الشجى طـــويل البث والحزنِ
    ان يرهف السمع جوف الليل مستمع واليل معتكر والصـــــــــــبح لم يَبِنِ
    يسمع نشيجا وصوتا قال مختلجا الله اكبر فى ســـــــــــــــر وفى علن
    او تاليا لكتاب الله منتحــــــــــــــبا لم يكتحل جفنه المبتل بالوســــن
    حتى اذا سُل سيف الفجر وانهزمت جند الظلام وصاح الطير بالوكن
    هبوا سراعا كاسراب القطا عُصبا من كل اروع رحب الصدر والعطن
    الى سَــــــــــــواهمَ قُبٍ زانها ميلٌ ليست لغيرهمو تنقادُ بالرســــــــــنِ
    واقحموها يخوضون الردى صبرا ما اْن عليهم ســـوى الايمان من جُننِ
    فتلك حالهم حــــــــــتى استقر بهم ركب الحياة لدى الاجداث والكفن
    قومى اولئك ان فاخرتُ فى حسبٍ الطاهرون من الارجاس والدرنِ
    العازفون عن الدنيا وزُخُــــــرفها القانعون بعيشٍ ماحــــــــــــلٍ خَشِنِ
    الساكبون لذكـــــــــــرِ الله ادمعهم السالكون سبيل الله والسُــــــــــــنن
    ذكرٌ يهيج لنا رغم البِلى شــــــجنا بينَ الاضالعِ لم يرحــــل ولم يَبِنِ
    فليهنهم فى جنان الخـــــــلد متسع فيه النعيم بقـــــــــربُ الله ذى المنِنِ
                  

01-26-2014, 10:45 AM

Haytham Mansour
<aHaytham Mansour
تاريخ التسجيل: 09-25-2009
مجموع المشاركات: 1760

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الذكري 129 لتحرير الخرطوم 26 يناير 1885 م الله اكبر ولله الحمد (Re: Haytham Mansour)

    بسم الله الرحمن الرحيم
    وقفات مع أيام وليالي تحرير الخرطوم الاول

    محمدمركز :

    الحمد لله الوالي الكريم فقد أذن ربك لشمسه أن تعلن للورى ميلاد يوم حجت إلى بقعة في هذا الوطن أعين وعقول كل أهل القرار في الأرض .
    فلندن الممسكة باليملفات السياسة والاقتصادية والعسكرية لثلثي عالم القرن التاسع عشر يابسته وبحاره القريبة منها وما وراء البحار أُُجبرت في مثل هذا اليوم وعلى أعلى مستوياتها بدءً من بيت ( داونق استريت )ومقر ( ويست منستر )وقصر ( وندر سون ) أُجبرت لندن على تعطيل كل ملفاتها الداخلية والخارجية وأٌرهق رجال ونساء تلك المؤسسات بالاجتماعات والمسائلات والاستفسارات
    وكان أمر صحافتها عجبا فقد حملت كل اصداراتها خبراً رئيسياً ( ماشست ) يتحدث عن بطلها الامبراطوري اعظيم ( غردون الصيني ومصيره المجهول في سراية الخرطوم وملأت الصفحات الداخلية رسائل الصلوات الراجيةمعجزة من السماء تنقذ بطلها الامبراطوري القابع في الخرطوم اضافى الى رسائل التضامن الشعبية المرسلى اليه ووجد كتاب الاعمدة فرصة سانحة فمنهم من كتب عن المجد الذي صنعه غردون للعرش الامبراطوري ولحكومة جلالتها ومنهم من يحمل مسؤلية حياته لحكومة ( غلادستون) ومنهم من يستثير سخط مقر ( وست منستر ) على اسقاط المستر ( غلادستون) واخراجه من ( دوانق استريت) ومنهم من يطالب
    المستر "بارنق " المندوب السامي البريطاني في قاهرة المعز عموماً أن المرء ليستنبط من كل هذا الضجيج أن شعوراً قومياً قد ساد الجزر البريطانية في مثل هذا اليوم الرابع والعشرون من يناير 1885م ( سوف آتيكم بالأسباب لاحقة بإذن الله) .
    الرابع والعشرين من يناير وفي قاهرة المعز بدأ أمر المستر" بارنق " المندوب السامي البريطاني تماماً كأم العروس في ليلة دخلة بنتها فهو مشغول بألف مهمة ومطالب بالرد على كل برقية من الباخرة النيلية (عباس) أو من المعارك الدائرة في شرق السودان أو متابعة ما يحدث في سراية الخرطوم أو متابعة وزارة الحربية الخديوية أو الرد على استفسارات قسم ( شئون المستعمرات) بوزارة الخارجية البريطانية بلندن كل هذا الكم من المهمات جعل الرجل كما شبهته (كأم في دخلة عرس بنتها ) .
    أما المشهد عند ملتقى النيلين العظيمين كان عجبا فبجوار النيل الأزرق سراية يود ساكنها ركوب عباب النيل بيخوته السريعة والمجهزة ليلحق بباخرة الانقاذ التي ارسلت من أجله . فهذه الباخرة حدد لها نقطة معينة جنوب قرية ( أم مرح ) لتستدير من هناك نصف دائرة وتقلب اتجاهها شمالاً منطلقةً نحو منطقةٍ أخرى جنوب المتمة لتلتقي بالباخرة( عباس ) وتتجهان معاً إلى بربر بصحبة غردون الصيني ليتولى بنفسه تنفيذ خطةٍ عسكرية شرسة على السودانيين المهدويين بعد أن تنضم إليه كتائب منتقاء من مشاة بريطانيا العظمى قادمة من شرق السودان بقيادة جراهام وجرانفيل وغيرهما . هذه الخطة وهي سرية وضعت في لندن لا يعلمها إلا رئيس الوزراء لحكومة جلالتها المستر "قلادستون" ووزير شئون المستعمرات وقائد الجيوش الامبراطورية وبعض جنرالاته العظام بالإضافة إلى غردون وجراهام وجرانفيل .
    تهدف الخطة إلى مرامٍ بريطانية كبرى ( أوردها لكم لاحقاً )
    على أية حال ، كبير ساكني سراية الخرطوم على ضفاف النيل الأزرق كان يعيش مثل هذا اليوم والذي يليه ( الرابع والخامس والعشرين من يناير 1885 ) أكرر كان يعيش لحظات أمل بوصول باخرة الانقاذ إلى المنطقة التي حددتها الخطة جنوب ( أم مرح ) .
    اجتمع ( غردون الصيني بكامل هيئة قيادته وضباطه العظام بما في ذلك الضباط المصريين بمقر الحامية العسكرية ( ما يعرف بالاجتماع التنويري في العرف العسكري ) .
    بعد الاجتماع مباشرة تبدلت حال الروح المعنوية للحامية فقد كانت قبل الاجتماع مرتفعة لأن توزيع مصادر النيران كان جيداً ومحكماً بحيث يجعل من مهمة أي قوى مهاجمة صعبة على اختراق الحامية ناهيك عن الوصول للعلم الخديوي المرفوع فوق سارية القصر فسبحان الله بعد الاجتماع التنويري مباشرةً سادت حالةٌ من الهمس والتململ بين ضباط الحامية الكبار والرتب الوسيطة وسرعان ما أصبح تصريحات علنية فكنت تسمع ما يشبه الاحتجاج من ال######## العظام وخاصة الضباط المصريين فتجد هنا ضباط يفسرون أمر خطة انقاذ غردون والشروع في تنفيذها كأنه تخلي من قائد عن جنوده في أحلك الظروف وأصعبها وهناك تجد ضابطاً مصرياً آخراً يشكك في شجاعة الرجل ( غردون ) وكل الضباط الغربيين وانتهازيتهم لجهل من يجلس على الكرسي الخديوي بالقاهرة فيرد آخر لاعناً الخديوية التي ميزت أمثال غردون بالرتب العليا والامتيازات التي لاحد لها وأهانت ذوي الكفاءة من الضباط المصريين والذين هم أحق بهذه المناصب والرتب في (السودان المصري ) .
    سرى خبر مغادرة غردون للخرطوم المتوقعة في أي لحظة داخل الحامية وانتقلت من الغبن من الضباط إلى الجنود تلقائيا فهبطت الروح المعنوية إلى أدنى مستوياتها رغم أن هناك مجهود ممتاز قد بذل في توزيع مصادر النيران المدافعة توزيعاً ممتازاً جداً آخذين في الاعتبار تكتيكات الجيش المهدوي في حصار الأبيض والتحامهم بهكس في شيكان ، فكان هناك اصرار هذه المرة على الدفاع عن الحامية حتى يأتي الفرج من الجنرال ( ولسلي ) من بربر أو جراهام من الشرق لينضموا إلى غردون وتبدأ حملة تأديب الدراويش ولكن ما حدث في الإجتماع التنويري قتل كل هذه الأحلام وأظهر الكرسي الخديوي كأنه خادم لشخصِ واحد أسمه ( شارلس غردون) وفي سبيل حياة هذا الشارلس يمكن التخلي وبسهولة عن مئات الضباط المصريين وآلاف من الجند المصريين . حقاً كانت الحالة مقرفة داخل الحامية وبدت الحامية كأنها تستجدي الأمير محمد عثمان أباقرجة للهجوم عليها حتى يريح من بداخلها من مثل هكذا حال .
    أما هناك وعلى الشاطئ الغربي اكتست البقعة المباركة (( بهدوء الواثق ــ ووقار الصالح ـــ وهيبة الموعود بالنصر )) .
    الهدوء في حركة سكانها إذ أصبحوا في مثل هذا اليوم من العام 1885 يمارسون حياتهم العادية كأن شيئًا لم يكن يسعى كل منهم إلى ما يسر له ـــ ليست هناك حالة طوارئ ولا نزوح عن المدينة ولا نداء لاجلاء الشيوخ والاطفال والنساء ـــ (حتى أمباية ــ زمارة الحرب ) لم تطلق صافرتها في هذا اليوم لا أوله ولا أوسطه ولا آخره ).
    لم يكن مرجع هذا الهدوء إلا كلمات بسيطات قالها مهدي الله في الليلة السابقة وهو يرى دخان بابور الانقاذ شمالي أم درمان (( الكسرة بإذن الله بعيدة عن بقعتنا وغردون عندنا إما هالك أو مأسور )) .
    نعم حق لاهل البقعة من المدنيين ان يسيروا مطمئنين لما يسروا له فمحمد أحمد بن عبد الله بن فحل ما تنبأ بشئ وخاصة في حروبه العادلة الا وقد حدث ـــ كان هذا مشهد أم درمان المدنية ، أما مشهدها العسكري فقد عقدت اجتماع مهدوي بمنزل الخليفة حضره الخلفاء الثلاثة وأمراء الرايات والقائد العام لقوات المهدية (أمير الأمراء عبدالرحمن النجومي )، وقائد قوات الجهادية والسلاح الناري(نجم النجوم الامير حمدان أبو عنجة ) وقائد قوات الاحتياط ا (لأمير أم بدة ) ، والقائد الميداني (أمير البريين والبحرين محمد عثمان أبو قرجة ) المكلف بعملية تحرير الخرطوم وأسر غردون ) .
    في ضحى مثل هذا اليوم الرابع والعشرين من يناير 1885 شرحت هيئة القيادة العسكرية المهدوية الحال الميداني بالبلاد كاملاً من تلال الشرق إلى بربر حتى وصول البابور لمشارف البقعة والبابور الكبير (الباخرة عباس ) بربر والاجراءات العسكرية التي تمت والتي ستتم بواسطة أمير الشرق عثمان دقنة ولوحظ في هذا الاجتماع أن هيئة القيادة ركزت وبشكل خاص على خطة الأمير محمد عثمان أبو قرجة التي وضعها لاستلام حامية الخرطوم العسكرية ومن ثم أسر الجنرال غردون الصيني و المحافظة على حياته وتأمينه كما هو أمر القيادة الملهمة .
    ولعل الامير أباقرجة قد اسهب في تفاصيل الخطة ودقائقها ونوقشت باستفاضة كل ذلك والامام عليه السلام مطرق السمع .
    ربت الامام عليه السلام على صدر أمير البريين والبحرين مبدياً سروره من الخطة عامةً وتكتيكاتها مما شجع هيئة القيادة العسكرية التقدم بطلب بدء في تنفيذ الاقتحام فوراً إلا أن الإمام عليه السلام لم يعطِ الإذن لا تصريحاً ولا تلميحاً بل كلف قائد الجهادية والسلاح الناري أن يفتح نيران المدفعية في فترات متقطعة طوال ليلة هذا اليوم والليلة التي تليها مما عُد تلقائياً أن ساعة الصفر التي حددها الإمام ولاعتبارات كثيرة قدرتها عبقريته لم تحن في مثل هذا اليوم الرابع والعشرين 1885 ولا اليوم الذي يليه 25 يناير 1885 .
    أقف عند أمر الامام عليه السلام لقائد الجهادية أن ترمي نيرانها ليلاً طوال شاطئ النيل إلى أقرب نقطة من البابور القابع شمال أم درمان وشرطه على المدفعية بعدم اصابته إصابة مباشرة وكذلك قذف نيران المدفعية وبصورة متقطعة تجاه السراية وأيضاً بشرط عدم اصابتها ( ماذا يرمي الامام عليه السلام بأمر هذا ؟؟؟ ) .
    هذا الامر المهدوي كان رسالة واضحة لربان البابور الا تتقدم جنوبا أكثر من ذلك فإن لأم درمان رجال ، وأيضاً رسالة أخرى للجنرال غردون أن استسلم فإنا أهل سلام إن أردنا أن نهد عليك القصر لفعلنا بمدفعيتنا ولكن تأكد أن طريق النجاة بالزوارق السريعة ممنوع .
    أحبائي اعجبوا مع محبك كيف أهدى مهدي الله عليه السلام في لحظة منهجاً أصبح يعمل به في أقوى جيوش عالم اليوم ( انها الطلقات التحذيرية ) .
    هكذا كان مثل هذا اليوم من العام 1885م في الخرطوم ولندن والقاهرة كأنه ائتلاف هرج ومرج وحدث فلا حرج ، أما البقعة المباركة فكانت بهدوئها ورزانتها وحكمتها نجمة العالم في هذا اليوم 1885م ، وليت أهل القرار الدولي في لندن والاقليمي في القاهرة والمحلي في الخرطوم ارخوا الآذان لحكمة أم درمان يومي الرابع والخامس والعشرين من يناير 1885م ولكنهم لم يفعلوا .
    أحبائي دامت أيام وليالي الوطن الماجدات التقيكم باذن الله ...
                  

01-26-2014, 11:36 AM

Haytham Mansour
<aHaytham Mansour
تاريخ التسجيل: 09-25-2009
مجموع المشاركات: 1760

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الذكري 129 لتحرير الخرطوم 26 يناير 1885 م الله اكبر ولله الحمد (Re: Haytham Mansour)

    الله اكبر و لله الحمد
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de