|
ود السِّرِّية ...
|
( ود السرية لو بقى مدير أفندية ما بَدِّيهو البِنيَّة ) ... قالها والد ( رابحة ) لعمي .. عندما وقفتُ أسترق السمع للحديث الدائر بينهما في شأن خطبتي لها. ثلاث كلمات كُنّ يقفن في مقدمة تفكيري لفترة طويلة ، هُن ( السرية وأفندية والبنية )، ثم انزاحت كلمتان وأسقطتهما عمدا من قاموس دهشتي ، لتبقى ( البنية ) محور تفكيري وحياتي، بل ومستقبلي. لم أعد أمتعِض أو أركن للغضب من مقولات على هذه الشاكلة لأسباب تقف ثابتة في دواخلي وتجعلني أشفق على قائلها. لطالما طلبتُ من عمي أن يشرح لي لماذا أمي أصلاً ( سِرِّيِّة ) و عن مغزى الكلمة و عن الفرق بيني و بين بقية إخوتي من أبي. اكتشفت لأول مرة أن مراوغة عمي وتهربه من الإجابة تترجمان سريان هذه الكلمة بين الناس سريان الدم في شرايينهم وسكناها بينهم ... خيبة أملي كانت مضاعفة ... لا تهمني مقولة والدها في شيء ... و لكن ضياع ( رابحة ) مني تعني لي الكثير ... والدتي كانت تختلس النظر إلى وجهي بين الفينة والأخرى و هي تقلي حبات البن وأنا أراقب الشرر يتطاير من على الفحم الذي يحتضنه ( الكانون )... والطقطقة المتقطعة تجعلني أجْفَل لتنتشلني من بئرٍ سحيقة مترعة بالهواجس. تخيلتُ للحظات بأنني و هذا ( الكانون ) نتلاقى عند نقطة واحدة ... فهو يضم بين أركانه قسْراً جمرات تحرق جوانبه و تتلاشى طبقات معدنه بمرور الأيام .. صندوق من الصفيح جيد الصنع وجميل الشكل و لكن مصيره مرهون بأيام معدودة ...بينما الفحم يتدفق في زخات لا تنتهي ... لا يهمه مصيره .. و أنا أحمل أسما يرقد نسبه على صفحات الورق فقط .. بينما يقف لفظ ( ود السرية ) لينحت أخدوداً بيني و بين ( رابحة ) وعالمها ، أخدوداً عميقاً ولكنني غير وجِل من اجتيازه .. ما لا يعرفه عمي ووالد ( رابـحة ) و كل الأسـرة بأفرادها من أمهاتهم ( المعلنات ) منهن و ( السريات ) هو أنني أحمل بين طيات روحي إيماناً راسخاً بإنسانيتي ... وقناعة متينة الأركان بأنني هو ( أنا ) ... أبن هذه التربة التي أمشي عليها ... أتنفس هواءاً تتنفسه ( رابحة ) وأراقب نفس النجوم التي نناجيها و نبث شكوانا إليها سوياً ... وتتلون أحلامنا بنفس الألوان ونحكيها بلغة إجترحْناها من سيرتنا... و درب مستقبلنا رصفْناه شبراً شبراً .. ما لا يعرفونه جميعاً ... هو أنني رغم الهدوء الذي يكسو وجهي و يلف حديثي و يُغَلف طباعي .. إلا أنني لا أتنازل عن قناعاتي أبداً.. دونها روحي ... بل أعتقد جازماً بأنه لا ضرورة للحياة إنْ تنازلتُ عنها أو تحركتُ عنها قيْد أنملة ... للأسف لم يعرفوا هذا ... تعاملوا معي طوال حياتي بحذرٍ كنتُ أقف حائراً حياله ... و ها قد زالت الآن هذه الطبقة الهشة التي كانت تضع الغشاوة على عيني والتي جعلتني أرى ( رابحة ) أكثر وضوحاً ... و كأنها تقف أعلى تلة وضح النهار تلوح لي بأن أقدِم.... فلا عاصم لها من حياة يرسمونها لنا إلا على متْن سفينتنا و عبر لجة نعلم كيف نمخر عبابها و كيف نتفادى أمواجها و رياحها العاتية و كيف نرسو بها على بر الأمان ... عندما أخبرتها بما قاله والدها ... جاءني ردها دون تردد ليزيدني تمسكاً بتلك المبادئ التي طالما اتكأتُ عليها ... فانغرستْ روحي تماماً في طين تلك الكوامن التي كانت تعتلج في دواخلي كبذرة تنتظر مواسم نموها وتطاولها على الأرض... وتشبثْتُ أكثر من ذي قبل بذاتي واعتراني زهْو جارف بكينونتي. والدتي ... و التي إليها لا زلتُ مربوطاً بحبل سري من نوع آخر ... تعرف ما يجول بخاطري بمجرد النظر في عيني .. فقالت لي و هي تحدق في وجهي : ناوي على شنو يا جنا؟ عدم إجابة سؤالها ... زادها قلقاً ... فقالت و هي تقترب مني كأنها تريد أن تستشف دواخلي : أوعك يا حشاى تسوي شيتاً يجيب العيب و يرقد لينا طول العُمُر مَسَبّة ... صمتي المطبق ... جعلها تدمع قبل أن تنفجر باكية و هي تحتضنني وجسدها يهتز انفعالا .. رغم هذا ... لم تطاوعني نفسي على النطق بكلمة ... فما بدواخلي في تلك اللحظة كان يساوي كل حياتي منذ مولدي و حتى هذه اللحظة التي آلمتْني وزلْزلتْ كياني... و لكن دموعي التي انزلقتْ لتبلل كتفها و أنا أدس وجهها بين أحضاني و أُقبل رأسها .. جعلتْها تهدأ قليلاً .. رغم أن بعض القلق لا يزال يرقد في عينيها ... صديقي و رفيق دربي ( عبد القادر ) القانوني الضليع ... هو الوحيد الذي كان مُطَلعاً على أسراري ... كعادته وقف بجانبي يشد من أزري ... يقدم لي النصح .. و يوجهني بحنكته وحكمته. لذا حاصرْته أمي بأسئلتها ... و لكنه كان صندوقاً متيناً من الأسرار ... يكتفي بإيماءة من رأسه تقف بين الـ ( لا ) و الـ ( نعم ) ... و عملاً بنصيحة صديقي ... أوْحيتُ للجميع بأنني قد صرفتُ النظر عن الأمر ... لتنام الأسرة ثم تصحو على زوبعة لم يألفوها ... إعصار مُنْقضٌ على حين غرة ... عاصفة هوجاء اكتسحتْ مقتلعة شوائب كثيرة ... وأخذتْ طبقة سميكة من غبارٍ طال رقاده هنا و هناك .. ريحٌ كرياح الخماسين أو كقطعة من ذهب خام تطالها يد التجمير وكقطرات من المطر تجلو صفحة أوراق شجرةٍ طال انتظارها للخريف. بعد عام من زواجي من ( رابحة ) ... فإن قصة هروبها معي لا زالت تزلزل أركان أسرتنا وأسرتها ... يمضغ الناس سيرتنا ليل نهار ... راسلني ( عبد القادر ) ... قال أن والدتي تتأرْجح بين غرابة الواقع الذي كسرْتُ به سطح بركة ساكنة و بين فرحتها الدفينة بأنني حققتُ ما أصبو إليه متخطياً الكثير من الأشواك ... قال أنها تجامل الكل في تعنيفي و لومي ، ثم تنْفرِد ( بعبد القادر ) و تقول له هامسة و مبتسمة في زهو : الجنا دة الخالق الناطق أخوي ( كريم الدين ) الله يرحمو .. قلبو أعمى ... كان بيقُص أتَر الدبايب و يكاتِلا في جُحُرا.
صبَّ الكل جام غضبهم على ( عبد القادر ) ... و لكنه بابتسامته الهادئة التي ترقد على طرف فمه ... كان يتقبل سيل الشتائم واللعنات و هو في قرارة نفسه سعيد أيما سعادة بأنني منعتق من ربقة أسْرٍ كالحة السواد و مُنْفلِتٌ من فوهة بركان قبل انفجاره و تطايُر شظاياه.
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: ود السِّرِّية ... (Re: ابو جهينة)
|
يا سلام عليك يا أب جهينة يعلم الله إنك واحد من الذين أردت الانضمام لهذا البورد حتى أنال شرف رفقتهم ومزاملتهم حتى وإن كانت رفقة إسفيرية أكتب عليك الله وأملأ هذه الساحة سماحة وطيبة أكتب فقد تكالب علينا أولئك المقرفون ولم يتركوا لنا بقعة لم يلوثوها فأعد لهذا الفضاء بريقه و تحياتي مثنى وثلاث ورباع
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ود السِّرِّية ... (Re: ابو جهينة)
|
فقالت و هي تقترب مني كأنها تريد أن تستشف دواخلي : أوعك يا حشاى تسوي شيتاً يجيب العيب و يرقد لينا طول العُمُر مَسَبّة ...
وصايا لم يتبق من شاكلتها إلا القليل
تحياتى
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ود السِّرِّية ... (Re: عبد الحميد البرنس)
|
Quote: ما لا يعرفه عمي ووالد ( رابـحة ) و كل الأسـرة بأفرادها من أمهاتهم ( المعلنات ) منهن و ( السريات ) هو أنني أحمل بين طيات روحي إيماناً راسخاً بإنسانيتي ... وقناعة متينة الأركان بأنني هو ( أنا ) ... أبن هذه التربة التي أمشي عليها ... |
كتابة جميلة كل الشكر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ود السِّرِّية ... (Re: عبد الحميد البرنس)
|
ياااااه ، البرنس هنا؟ الشوق مطر خريفي والله كيفك والأسرة مرورك يعني عودة الروح لزمن كنا نتكيء على ريشة قلمك ومحبرتك أسعدني هذا المرور ، فهلا أنخت راحلتك كما كنت في العهد الجميل؟ دمتم
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ود السِّرِّية ... (Re: walid taha)
|
إبن العم وليد ( المستكين عشقا والمتمرد حرفا )
تحايا
***
فقالت و هي تقترب مني كأنها تريد أن تستشف دواخلي : أوعك يا حشاى تسوي شيتاً يجيب العيب و يرقد لينا طول العُمُر مَسَبّة ...
وصايا لم يتبق من شاكلتها إلا القليل
***
حتى القليل المتبقي ، يتأرجح بفعل رياح العصر ، ربنا يعين
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ود السِّرِّية ... (Re: ابو جهينة)
|
عيد حب شددته من أقوى نواصي عزائمه .. قصة رائعة تلف بين طياتها حقائق اجتماعية معاشة بكل حرارتها السالبة والموجبة .. ظاهرة ( السرية ) في حد ذاتها كانت في احدى مظانها ثورة على تاريخ الصراع على تقاليد التداخل بين الأسر.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ود السِّرِّية ... (Re: ود الباوقة)
|
Quote: ما لا يعرفه عمي ووالد ( رابـحة ) و كل الأسـرة بأفرادها من أمهاتهم ( المعلنات ) منهن و ( السريات ) هو أنني أحمل بين طيات روحي إيماناً راسخاً بإنسانيتي ... وقناعة متينة الأركان بأنني هو ( أنا ) ... أبن هذه التربة التي أمشي عليها ... أتنفس هواءاً تتنفسه ( رابحة ) وأراقب نفس النجوم التي نناجيها و نبث شكوانا إليها سوياً ... وتتلون أحلامنا بنفس الألوان ونحكيها بلغة إجترحْناها من سيرتنا... و درب مستقبلنا رصفْناه شبراً شبراً .. |
ابو النسب تحيات واحترام قمة الروعة وأنت تستل هذه العبارة التي يكاد أن ينكفئ عليها الزمن بعد أن دوخت المجتمع وجعلت الناس صفين ونوعين وقسمين رغم أنو ( روحنا واحده وكيف يتقسمن قسمين) تسلم
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ود السِّرِّية ... (Re: علي الكرار هاشم)
|
أبو النسب الكرار
تحايا وسلام
***
قمة الروعة وأنت تستل هذه العبارة التي يكاد أن ينكفئ عليها الزمن بعد أن دوخت المجتمع وجعلت الناس صفين ونوعين وقسمين رغم أنو ( روحنا واحده وكيف يتقسمن قسمين)
***
شكرا على صيدك من لجة النص دمتم
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ود السِّرِّية ... (Re: ابو جهينة)
|
ابو جهينه لك التحايا بقدر قامة اتبرا الطيبه....
لقد قراءت عملك الادبى الرفيع(ودالسريه) قبل سنين وعلق بذهنى .لااذكر
متى بالضبط ''وااكد بقناعه ذاتيه .بان هذه اللوحه الادبيه ذات المضمون
المستفز لفطرة الانسانيه .لو قدر لها ان تشارك فى محفل تنافسى لحصدت
كم من الاوسمه....
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ود السِّرِّية ... (Re: عبدالرحمن الخليفة)
|
Quote: ما لا يعرفه عمي ووالد ( رابـحة ) و كل الأسـرة بأفرادها من أمهاتهم ( المعلنات ) منهن و ( السريات ) هو أنني أحمل بين طيات روحي إيماناً راسخاً بإنسانيتي ... |
سلام يا أخي جلال
حاولت أن أرجع إلى معنى الإسم "سرِّية" فوجدت التالي في لسان العرب:
والسّرُّ: النكاح لأَنه يُكْتم؛ قال الله تعالى: ولكن لا تُواعِدُوهُنَّ سِرّاً؛ قال رؤبة: فَعَفَّ عن إِسْرارِها بعد الغَسَقْ، ولم يُضِعْها بَيْنَ فِرْكٍ وعَشَقْ والسُّرِّيَّةُ: الجارية المتخذة للملك والجماع، فُعْلِيَّةٌ منه على تغيير النسب، وقيل: هي فُعُّولَة من السَّرْوِ وقلبت الواو الأَخيرة ياء طَلبَ الخِفَّةِ، ثم أُدغمت الواو فيها فصارت ياء مثلها، ثم حُوِّلت الضمة كسرة لمجاورة الياء؛ وقد تَسَرَّرْت وتَسَرَّيْت: على تحويل التضعيف. أَبو الهيثم: السِّرُّ الزِّنا، والسِّرُّ الجماع. وقال الحسن: لا تواعدوهن سرّاً، قال: هو الزنا، قال: هو قول أَبي مجلز، وقال مجاهد: لا تواعدوهن هو أَن يَخْطُبَها في العدّة؛ وقال الفراء: معناه لا يصف أَحدكم نفسه المرأَة في عدتها في النكاح والإِكثارِ منه. واختلف أَهل اللغة في الجارية التي يَتَسَرَّاها مالكها لم سميت سُرِّيَّةً فقال بعضهم: نسيت إِلى السر، وهو الجماع، وضمت السين للفرق بين الحرة والأَمة توطأُ، فيقال للحُرَّةِ إِذا نُكِحَت سِرّاً أَو كانت فاجرة: سِرِّيَّةً، وللمملوكة يتسراها صاحبها: سُرِّيَّةً، مخافة اللبس. وقال أَبو الهيثم: السِّرُّ السُّرورُ، فسميت الجارية سُرِّيَّةً لأَنها موضع سُرورِ الرجل. قال: وهذا أَحسن ما قيل فيها؛ وقال الليث: السُّرِّيَّةُ فُعْلِيَّة من قولك تَسَرَّرْت، ومن قال تَسَرَّيْت فإِنه غلط؛ قال الأَزهري: هو الصواب والأَصل تَسَرَّرْتُ ولكن لما توالت ثلاثٌ راءات أَبدلوا إِحداهن ياء، كما قالوا تَظَنَّيْتُ من الظنّ وقَصَّيْتُ أَظفاري والأَصل قَصَّصْتُ؛ ومنه قول العجاج: تَقَضِّيَ البازِي إِذا البازِي كَسَرْ إِنما أَصله: تَقَضُّض. وقال بعضهم: استسرَّ الرجلُ جارِيَتَه بمعنى تسرَّاها أَي تَخِذها سُرية. والسرية الأَمة التي بَوَّأَتَها بيتاً، وهي فُعْلِيَّة منسوبة إِلى السر، وهو الجماع والإِخفاءُ، لأَن الإِنسان كثيراً ما يَسُرُّها ويَسْتُرُها عن حرته، وإِنما ضمت سينه لأَن الأَبنية قد تُغَيَّرُ في النسبة خاصة، كما قالوا في النسبة إِلى الدَّهْرِ دُهْرِيُّ، وإِلى الأَرض السَّهْلَةُ سُهْلِيٌّ، والجمع السَّرارِي. وفي حديث عائشة وذُكِرَ لها المتعةُ فقالت: والله ما نجد في كلام الله إِلاَّ النكاح والاسْتِسْرَارَ؛ تريد اتخاذ السراري، وكان القياس الاستسراء من تَسَرَّيْت إِذا اتَّخَذْت سرية، لكنها ردت الحرف إِلى الأَصل، وهو تَسَرَّرْتُ من السر النكاح أَو من السرور فأَبدلت إِحدى الراءات ياء، وقيل: أَصلها الياء من الشيء السَّريِّ النفيس. وفي حديث سلامة: فاسْتَسَرَّني أَي اتخذني سرية، والقياس أَن تقول تَسَرَّرَني أَو تسرّاني فأَما استسرني فمعناه أَلقي إِليَّ سِرّه. قال ابن الأَثير: قال أَبو موسى لا فرق بينه وبين حديث عائشة في الجواز.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ود السِّرِّية ... (Re: عبدالرحمن الخليفة)
|
تحياتي أخي عبدالرحمن الخليفة
***
ابو جهينه لك التحايا بقدر قامة اتبرا الطيبه....
***
ولكم بمثلها وعليها تحايا بنكهة طيبة أهلها
***
لقد قراءت عملك الادبى الرفيع(ودالسريه) قبل سنين وعلق بذهنى .لااذكر
متى بالضبط ''
***
نعم كانت قبل دة سنوات هنا بالمنبر
***
وااكد بقناعه ذاتيه .بان هذه اللوحه الادبيه ذات المضمون المستفز لفطرة الانسانيه .لو قدر لها ان تشارك فى محفل تنافسى لحصدت كم من الاوسمه....
***
أشكر لك هذا الوسام الذي سأعتز به ما دامت الكتابة
دمتم
| |
|
|
|
|
|
|
|