دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
قلت أرحـــل..
|
الى روح عظيم السودان.. محمد وردي..رحمه الله ونسة في الغنا، من زول لا بعرف غنا لا بعرف شعر، . .
أعظم الملاحم هي التي تلتقط لحظة بشرية عميقة واحدة فتسجلها بكل أبعادها، وقد يكون كأس حزن ثقيل على القلب، وقد يكون خيط فرح، خيط من الحب!، او خيط من الحسرة يتسرب تحت الجلد، لحظة تمتلئ فيها الروح امتلاء شديد! عندما يتسلق الابداع مسارب النفس فتستكين الجوارح، ويشرد الذهن! مثل هذا الابداع عندما يقول امل دنقل رحمه الله، وهو يقف أمام فاتنة (يعرفها) يرى أنها أبعد ما تكون عن مناله، فأورثت عنده حسرة عاتب نفسه عليها، في براءة وقلب طيب رقيق كالماء يتحد مع براءة عينين لا تحمل الا "طهارة الحب" ولا يملك أمامها الا البراءة، يصارع رغبات وشهوات طينية.."آدمية الشوق".. اصعب أن تُكبح.. فيعود.."صبي أحمر الأظفار والماضي" وعندما يتمكن منه و"يعوي داخله الحرمان" تغلبه البراءة فيعود برجاء وتوسل واذعان يعلن بأن البراءة والطهارة لا يملك أمامها القلب الأصيل الا أن يترجى بأن.. "دعى عينيك مغمضتين فوق السرّ…لأصبح حرّ !!!"
هي لحظة -ملحمية-، درامية- واحدة.. قصيدة..براءة..
أحس حيال عينيك بشىء داخلى يبكى أحس خطيئه الماضى تعّرت بين كفيك وعنقوداً من التفاح فى عينين خضراويين أأنسى رحله الآثام فى عينين فردوسين؟ وحتى أين؟ تعذبنى خطيئاتى .. بعيداً عن مواعيدك وتحرقنى اشتهاءاتى قريباً من عناقيدك ! وفى صدرى صبى أحمر الأظفار و الماضى
يخطط فى تراب الروح فى أنقاض أنقاضى وأنظر نحو عينيك فترعشنى طهارة حب وتغرقنى اختلاجه هدب وألمح – من خلال الموج – وجه الربْ
يؤنبني
على نيران انفاسي يقلبني
وأطرق… والصراع المرُّ فى جوفى يعذبنى !! ……. أحدق فى خطوط الصيف فى شفتيك يعوى داخلى الحرمان لهيب آدمى الشوق ، مصباحان يرتعشان وأهرب نحو عنيك يطالعنى الندى والله والغفران ! وأسقط بين نهديك
لتحترق الرؤى
وأبدل جلدي الثعبان
وأغرق فيهما بالنار والشك
فتشوى رغبتي شياً
وأغمض عنك عينيا وأسند رأسى الملفوح فى صدرك فقد تترمدّ الأفكار فى جمرك وأحرق جنه المأوى
…… فيا ذات العيون الخضرّ دعى عينيك مغمضتين فوق السرّ …لأصبح حرّ !!!
يا الله يا امل دنقل ياخ! . .
ويا التجاني سعيد العجيب جاييك، ان شاءالله. الدنقلاوي صاحب "أرحل" و"من غير ميعاد" و"قصة الخروج".. وردي بثاها لينا بث "أرحل".. لحن اسطوري لكلمات ملحمية اسطورية برضو.. رحم الله محمد وردي، نسوي شنو على المقدور..! نسوي شنو..! براهو الواهب العطّاي.
_________________ يا ريت لو في زول جا ماري بهنا، وأكرمنا بشي عن التجاني سعيد
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: قلت أرحـــل.. (Re: محمد يوسف الزين)
|
قلت أرحل .. أسوق خطواتي من زولاً نسى الإلفة أهون ليل أساهر ليل أتوه من مرفى لي مرفى ابدل ريد بعد ريدك عشان يمكن يكون اوفي رحلت وجيت في بعدك لقيت كل الأرض منفى عيونك زي سحاب الصيف تجافي بلاد وتسقي بلاد وزي فرحاً يشيل مني الشقا ويزداد وزي كلمات بتتأوّه.. تتوه لمن يجي الميعاد وزي عيدا غشاني وفات عاد عمّ البلد أعياد وزي فرح البعيد العاد وزي وطناً وكت اشتاقلو برحل ليهو من غير زاد بدون عينيك بصبح زول بدون ذكرى وبدون ميلاد رحلت وجيت في بعدك لقيت كل الأرض منفى زمان الفرقة والتجريح بسيبو عشان تشيلو الريح بسيبو عشان صحيح الذكرى بتّوِّه عمرنا صحيح وانتِ معاية لا بندم ولا بقضي العمر تبريح أصلو العمر شوقا حزنا كان وصبرا كان فسيح وفسيح أصلو العمر كان دربا مشيتو كسيح وكان غرسا سقيتو بكى وقبضت الريح رحلت وجيت في بعدك لقيت كل الأرض منفى
. .
قد يعلم أحدنا سرَ هذه القصيدة العجيبة، وأنا سأكتب فقط ما اعطتني من ترجمة نفسية، وقد أكون مخطئاً.. ولكني لا املك أمام رحلة هذا الشاعر الرقيق أمام رحلته هذه الا أن أحاول.. وأرجوا ان تسامحوني على الشرح الذي ربما يفسد المعنى. كانت حالة وجدانية فقط ولم تكن قط.. جسدية في فراقه للمحبوب، وقد قسم هذا البث الذي لا ينتهي مداه الى ثلاث مقاطع (فهمها العبقري وردي فأعطى كل واحدة منها لوعة مختلفة). رحلة قلب اتخذ قرار الوداع وهو ما يزال متلفتاً، والعجيب في هذه الحالة الانسانية الفريدة أنه لم يضرم نيران العتب، ولا الحسرة!، وانما أن القلب كان مطمئن تماماً.. هذا الاستنتاج يعبر عنه كلمة واحدة فقط.. "قلت".. متبوع بأفعال مضارع! رحلة عجيبة لاستعادة ما كان من الوجد والشوق! باستحضار ما كان يمثله الحبيب! أكاد أقسم أن هذه القصيدة (مع بساطتها اللفظية) هي من أعمق ما سمعت رغم ضآلة سمعي وقرائتي، فعندما يجف عطاء المحبوب (زولاً نسى الإلفة)، يمكن أن تكون من أكبر الأحزان! وأنه فاجعة (قرار) الرحيل هي الجراحة التي تداوي قلب مرهق جداً من حقبات ملأى بالجفاف والشقى والأزمات، يشرع أن يفتح أبواب قلبه لعواصف الاقتلاع والانهيار، وشهوات الابدال والاحلال بحبيب آخر، في لحظة مليئة بالمنطق وبعيدة عن الجنون..بمعرفته أنها رحلة "تبديل ريد بعد ريد"..وأنها صعبة صعبة مليئة بالتوهان والسفر والسهر عبر المرافئ من مرفى لمرفى! وأقر بأن ظهري يرتجف ويتصلب شعر جلدي عندما يهتف وردي: " عشان يمكن يكون اوفي"، في أعذب وأرق ما سمعت! "يمكن"..! يمكن بس. فيناديها النداء الأخير العجيب.. الذي أكاد أقسم بأنه من أجمل وأرق ما كتب من نداءات، وأنه من أعظم ما أدي من ألحان (هذا المقطع)..! وهي لاقناع ذاته بأنه لا "يمكن".. بعد "يمكن يكون أوفى"! لزول..عطاءه قليل وجاحد وما "أوفى".. فلا يمكن اثباتها الا بوصف مقارن بديع.. انتي.. "زي.........". أوصاف لمشاهد بديعة بديعة..يا للعبقرية والعذوبة.. عيونك زي سحاب الصيف تجافي بلاد وتسقي بلاد وزي فرحاً يشيل مني الشقا ويزداد وزي كلمات بتتأوّه.. تتوه لمن يجي الميعاد وزي عيدا غشاني وفات عاد عمّ البلد أعياد وزي فرح البعيد العاد وزي وطناً وكت اشتاقلو برحل ليهو من غير زاد بدون عينيك بصبح زول بدون ذكرى وبدون ميلاد **** بدون عينيك بصبح زول بدون ذكرى وبدون ميلاد.. وبس.! فأكيد..لا "يمكن". والبيت دا هو الفيهو الاعتراف وكل قصة القصيدة.
**** مقطع أخير..فيهو كل الأقرار والعلاج والقرار.. والاعتذار..! والشاعر في ظني لا يحتاج للاعتذار،، مقطع عجيب، عجيب ياخي..
زمان الفرقة والتجريح بسيبو عشان تشيلو الريح بسيبو عشان صحيح الذكرى بتّوِّه عمرنا صحيح وانتِ معاية لا بندم ولا بقضي العمر تبريح أصلو العمر شوقا حزنا كان وصبرا كان فسيح وفسيح أصلو العمر كان دربا مشيتو كسيح وكان غرسا سقيتو بكى وقبضت الريح _________________ وردي ربنا يرحمك ويغفر ليك، ويجمعك مع السودانيين الحبوك ديل في الجنة.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قلت أرحـــل.. (Re: Elmosley)
|
استاذنا الموصلي، حقيقة كانت ابداع عجيب مزيكا سبقت زمنها والله، فيها احساس "سرمدي" يتشتت ويتلم في الاضان على حسب احساس الكلمات العجيبة دي! وانا قلت من الاول انا بفضل نسخة الموصلي، وليوم الليلة زي الحزن النبيل وارحل وغيرها لسة مزيكا حديثة!
تحياتنا ليك يا رائع وربنا يحفظك لينا
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قلت أرحـــل.. (Re: محمد يوسف الزين)
|
هذا العمل ..بكل هذا الزخم ..تم (تلحينه) في سجن و بدون الآت موسيقية (طبعا الولادة في السجن ...لم تكن تشبه صورة العمل الحالية....ولكن متى كان المولود حديثا ..كامل الهيئة الجمالية؟!)
اخي محمد ..عاود الاستماع إليها (بتسجيل الاذاعة..والذي اظنه منقول من حفل على الهواء مباشرة)...ايام الصوت الندي و طلي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قلت أرحـــل.. (Re: Zakaria Fadel)
|
Quote: اخي محمد ..عاود الاستماع إليها (بتسجيل الاذاعة..والذي اظنه منقول من حفل على الهواء مباشرة)...ايام الصوت الندي و طلي |
اخي زكريا، جد وردي اسمع قديمو بس، انا عملت استثناء بس لتسجيل حصاد/الموصلي، لانو احساسو فيهو لوعة شديدة وبترجم الكلمات ترجمة عالية الدقة بس أكيد السلطنة والعذوبة في التسجيلات القديمة لملاحم محمد وردي
__________ شكراً شديد ياخ على المعلومة بتاعت ولادة الأغنية
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قلت أرحـــل.. (Re: محمد يوسف الزين)
|
Quote: استاذنا الموصلي، حقيقة كانت ابداع عجيب مزيكا سبقت زمنها والله، فيها احساس "سرمدي" يتشتت ويتلم في الاضان على حسب احساس الكلمات العجيبة دي! وانا قلت من الاول انا بفضل نسخة الموصلي، وليوم الليلة زي الحزن النبيل وارحل وغيرها لسة مزيكا حديثة!
تحياتنا ليك يا رائع وربنا يحفظك لينا |
الحبيب محمد يوسف الزين شكرا لك انت على افتراع هذا البوست "الزين" وعلى الكتابه الرائعه في حق مبدعينا
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قلت أرحـــل.. (Re: محمد يوسف الزين)
|
الاخ عابد .... وضيوفك الكرام السلام عليكم ,,
التجاني سعيد .. له ايضا قصيدة من غير ميعاد تغنى بها الراحل وردي وابدع فيها ايما ابداع ...
من غير ميعاد و اللقيا أجمل في الحقيقة بلا إنتظار صحيتي في نفسي الوجود و رجعتي لعيوني النهار ***
| |
|
|
|
|
|
|
|