خواطر طفل معاق(2) - بقلم: ريم ابوالفضل

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-04-2024, 07:13 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2014م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-02-2014, 07:04 AM

الجمعية السودانية للمعاقين
<aالجمعية السودانية للمعاقين
تاريخ التسجيل: 08-31-2012
مجموع المشاركات: 74

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
خواطر طفل معاق(2) - بقلم: ريم ابوالفضل

    يومٌ كسالفه وتاليه....ظنى هكذا

    صحوت متأخرا حيث أن العرض اليومى الذى كنت أصحو مبكرا من أجله لم أعد أراه..بعد فصلا عصيبا من الأحداث... وكما هائلا من الأوراق... وإعلان حالة طوارىء عجيبة

    صار البيت بأكمله يصحو متأخرا على غير عادته باستثناء والدى..

    توقفت أمى عن إيقاظ إخوتى كل صباح مهرولة بين هذه وذاك..

    يستقيظ إخوتى ليشاهدوا التلفاز..فيديرون المؤشر على قنواتٍ يفضلونها، وتخليت أنا عن قناتى التى تآلفت معها...وعن حريتى التى نَعِمت بها

    يرتدون أحذية رياضية جميلة ..ويخرجون ..

    بينما لا أملك إلا حذاءً ضخماً.. له أعمدة .. قاتم اللون ...قبيح الشكل

    لا تتذكر أمى أن تدير لى القناة من خلال جهاز التحكم الذى تسلمته من إخوتى
    وكأنه جهاز حربىّ

    فلمَ أشاهد مالا رغبة لى فيه؟؟؟ حتى وإن خرج من لهم رغبة فيه!!!

    فأُحملق فى سقف الحجرة ...هذا أفضل من تلك القناة السخيفة...

    تدخل أمى وأنا ما زلت مسجلا اعتراضى ..محملقاً فى سقف الحجرة..لتدير القناة فإذا بها...
    تمصمص شفتيها فى حسرة وتغلق التلفاز ...
    (حقاً.. بتُ أخشى عليهما من سوء استخدامها لهما وكثرة ذلك)

    يا آلهى........
    أما يفهموا هؤلاء البشر؟؟؟!!!!!

    على المائدة المستديرة المنعقدة كل شهر حيث يلتف ابى وامى وإخوتى..

    ربما.....

    يتخصص لى بعضا من الأوراق المالية ..فقد أكثروا من ترديد اسمى

    وأدركت ذلك بعد يومين..

    حين أتت إلينا آنسة ..باسمة الوجه.. طيبة القلب ..

    تتحدث معى ...تصحبنى خارج غرفتى ..

    تنثر أمامى أوراقا.. مثل إخوتى..فأشعر بالزهو

    تُرينى صورا كثيرة ..أُشاهد بعضها فى التلفاز، والبعض فى منزلى، ولا أعرف الأخرى..

    كم سعدت بها ..وباهتمامها بى

    تصفق لى أحياناً.. وتهدينى بعض الحلوى أحياناً أخرى
    فأسعى جاهداً لنيل المزيد من تشجيعها و......حلواها

    اتفقنا سوياً على مسميات كثيرة للأشياء...

    سَعِدَ بى والدىّ حين أشرت يوما على قناتى المفضلة طالبا إياها..

    أصبحت أصحو وأنا أنتظر يوما جديدا ليس كسابقيه...حافلا بالصور واللعب و.....الحلوى
    فاستقبله بابتسامة حاملا بين طيات نفسى إصرارا لمعرفة المزيد..

    شهور مرت علىّ لا أدرى ما عددها بالضبط..

    وعاد إخوتى يستيقظون مبكرا مرة أخرى ..ويتأنقون فى حللهم ويخرجون

    انتظرت معلمتى...تأخرت كثيراً

    لعلها تأتى غداً.. أو.. بعد غد...

    لكنها لم تأت أبدا......
    .

    أدركت بعد حين سبب عدم قدومها حين التفت أسرتى حول مائدتهم اللعينة..مُقسمين أوراقهم المالية بين تلك وذاك ..


    ولم يذكروا هذا--- (أنا)..


    فقد اقتصرت ميزانيتهم عليهم فقط ..متعللين بعدم جدوى قدوم معلمتى لى حيث أننى لم أتعلم بعد....


    !!!

    تباً لهم.........


    يذهب إخوتى أعواما وأعواما إلى معلميهم ولم يتعلموا بعد!!!


    فكيف لى أنا بفائدة وجدوى بعد شهور؟؟؟


    سجلت اعتراضى فى.. صرخاتى.. وبكائى.. وتعنتى


    وأنا على يقين من أنهم لن يفهمونى..


    كرهت قناتى ..وتناسيت ما تعلمته..

    عدت أحملق فى سقف حجرتى.. ذى اللون الأبيض..

    ولكن...


    الأشد بياضا منه...


    هى...



    عقولهم...


    قال صاحبى: نراك تشكو جروحاً ***** أين لحن الرضا رخيما جميلا؟



    قلت: أنا راضٍ بكل ما كتب الله ***** ومزج إليه حمداً جزيلا



    أنا راضٍ بكل صنفٍ من الناس ***** لئيما ألفيته أو نبيلا



    لست أخشى من اللئيم أذاه ***** لا ولن أسأل النبيل فتيلا


    فسح الله فى فؤادى فلا ***** أرضى من الحب والودادِ بديلا


    (الأبيات للشاعر محمد مصطفى حمام
                  

01-02-2014, 07:08 AM

الجمعية السودانية للمعاقين
<aالجمعية السودانية للمعاقين
تاريخ التسجيل: 08-31-2012
مجموع المشاركات: 74

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
خواطر طفل معاق(3) - بقلم: ريم ابوالفضل (Re: الجمعية السودانية للمعاقين)

    لا يختلف كثيرا ليلى عن نهارى...

    على الأقل بالنسبة لوجهة نظرهم فيه و..فى

    فها أنا مهملٌ فى نهارى رغما عنهم..مهملٌ فى ليلى رغما عنى

    متى يأتى فجرٌ جديد يمسك فى تلابيبه نهار يختلف عن أمسه...

    يتبارى والدىّ وإخوتى فى تحديد وتجديد نشاط كل يوم جديد خاص بهم...

    يقولون......

    من لا يملك قوته لا يملك أمره...

    وفى قانون عائلتى...

    من لا يملك قّوَّته(بفتح وتشديد الواو) لا يملك أمره....

    وكيف لى وأنا لا أملك قُوتى وقوَّتى....

    يتشارك أخوتى دوما فى لهوهم .. ويرونه والدىّ مزعجا

    فلماذا لا يتشاركون معى فى لهوى ولعبى، وإن كان ########اً

    يسألون فيجابون...يصرخون فيُدَّللون

    أما أنا....

    فلغتى لا يفهمونها

    صرخاتى تزعجهم

    بكائى لا يعنيهم

    تلك إعاقتى...

    لماذا لا يفهموننى؟؟

    ألا توجد لغة مشتركة بيننا ؟!

    إن لغة المشاعر أرضية مشتركة بين البشر كافة

    وما يسعدهم يسعدنى.....

    فما يحزنهم يحزننى....

    وما يبكيهم يبكينى..

    يخرج إخوتى كثيرا مع والدتى، ويعودون محملين بملابس جديدة

    كم هى جميلة!

    نعم إنهم يستعدون للعيد.. كما يقولون

    ويبدو أنه صُنع خصيصا للأطفال

    ليتنى أستطيع الخروج معهم لولا حذائى القبيح الثقيل

    دخلت والدتى إلى حجرتى باسمة الثغر فتهللت فرحاً بها

    تحمل فى يدها حقيبة بلاستيكية تماما كالتى يحملها إخوتى، وتحوى ملابسنا جديدة بالتأكيد

    أخيرا...قد آمنوا بحقي في السعادة مثل إخوتى، ولكن ياليتنى خرجت معهم لأنتقيها مثلهم

    ولكن لابأس .. سيفعلون ذلك العام المقبل ..

    أخرجت لى والدتى ملابسى التى سأرتديها فى العيد

    وياليتها ما فعلت..

    إنها ملابس أخى القديمة...قد اشتراها العام قبل الماضى

    صرخت..بكيت

    لم تفهمنى...

    لم تهتم...

    ولا تؤمن بحقى فى الحياة ، ولا فى السعادة ... ولا حتى فى العيد

    نعم.....جميعهم كذلك

    هذه إعاقتهم...


    *يقول الشاعر

    فـذلـيـلٌ بالأمس صار عزيزاً *** وعـزيـزٌ بـالأمس صار ذليلا
    ولـقـد يـنـهض العليلُ سليماً *** ولـقـد يـسـقـطُ السليمُ عليلا
    ربَّ جَوعانَ يشتهي فسحة العمـ ** ـرِ وشـبـعانَ يستحثُّ الرحيلا


    * الأبيات للشاعر محمد مصطفى حمام
                  

01-02-2014, 07:55 PM

الجمعية السودانية للمعاقين
<aالجمعية السودانية للمعاقين
تاريخ التسجيل: 08-31-2012
مجموع المشاركات: 74

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خواطر طفل معاق(2) - بقلم: ريم ابوالفضل (Re: الجمعية السودانية للمعاقين)

    ...
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de