تعليم أبناء المغتربين......إشكال الهوية والانتماء

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-10-2024, 04:29 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2014م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-20-2014, 07:56 AM

محمد التجاني عمر قش
<aمحمد التجاني عمر قش
تاريخ التسجيل: 10-22-2012
مجموع المشاركات: 501

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
تعليم أبناء المغتربين......إشكال الهوية والانتماء

    تعليم أبناء المغتربين......إشكال الهوية والانتماء

    الهجرة أو الاغتراب من سمات الحراك البشري عبر العصور، وما من نبي بعث إلا وهاجر. وقد تكون الهجرة لأسباب دينية، أو سياسية أو اقتصادية، أو اجتماعية أو علمية، أو نتيجة لاضطرابات أمنية وعسكرية تدفع بالناس إلى الخروج من أوطانهم بحثاً عن ملاذ آمن، سيما وأن من يهاجر يجد في الأرض مراغماً كثيراً وسعة؛ كما أنها متنفس في حالات الاضطهاد والتعسف والضنك " ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها" وبهذا المعنى قد تكون الهجرة مطلباً شرعياً لا مناص منه حتى ينجو الإنسان بدينه ونفسه وعرضه وماله، أو من أجل كسب لقمة العيش وتحسين الأوضاع من نواحٍ كثيرة.
    سابقاً، كان السودانيون يهاجرون طلباً للعلم في أقطار مثل مصر والحجاز وبريطانيا، والدول الأوروبية وأمريكا، مبتعثين من الجامعات والمعاهد العليا، وكل هؤلاء كانوا يعودون إلى أرض الوطن بعد نيلهم الدرجات العلمية وحصولهم على قسط من العلم والمعرفة والخبرة، فيسهمون بذلك في تطور البلد ونهضتها بنقل تجارب الدول الأخرى، وبالتالي كانت هجرتهم ذات مردود فكري و حضاري كبير.
    أما في العقود الأخيرة، تحديداً منذ منتصف سبعينيات القرن المنصرم، وحتى الوقت الراهن، شهد السودان موجات متعاقبة من هجرات الكفاءات، من حملة الشهادات الجامعية والفنيين والمختصين في مختلف المجلات والعمال، لأسباب اقتصادية بالدرجة الأولى. وقد وضع معظم هؤلاء عصا الترحال في دول الخليج وليبيا، وبعض السودانيين امتدت بهم الهجرة حتى وصلوا الدنيا الجديدة واستراليا وأوروبا وغيرها من بلاد الله الواسعة وصارت هجرتهم أشبه بالإقامة الدائمة في المهجر إذ طالت سنوات الاغتراب حتى تجاوزت عشرات السنين.
    وخلال هذه الفترة نشأ جيل كامل من أبناء وبنات السودان ولد وتربى وتعلم في الخارج حتى بلغ سن الشباب وصار من الضروري أن يعودوا إلى أحضان الوطن للالتحاق بالجامعات والمعاهد العليا. إلا أنّ ثمة إشكالاً يواجه هذه الفئة، فهم في الغالب لا يعرفون شيئاً عن تاريخ السودان وجغرافيته وثقافته وحياته الاجتماعية، بحكم نشأتهم، الأمر الذي يشكل مهدداً قوياً ومؤثراً في انتمائهم وحسهم الوطني، وإدراكهم لمتطلبات الهوية الوطنية وضرورتها كأحد مكونات الشخصية الأساسية. ولكن في المقابل يتمتع هؤلاء بمهارات متفردة خاصة في مجال التعامل مع معطيات التقنية وإلمام بعضهم باللغات الأجنبية خاصة الإنجليزية التي صارت من ضرورات هذا العصر.
    عموماً، نستطيع القول بأن كثيراً من الأسر السودانية المهاجرة تعيش الآن وضعاً مأزوماً مرده الأساس إلى تفرق الأسرة بين الداخل والخارج، ففي معظم الأحيان يضطر الأب للبقاء في الخارج وتذهب الأم مع أبنائها للتعليم في السودان، ولكم أن تتخيلوا ما يمكن أن تعانيه مثل هذه الأسر من ظروف قاهرة قد تترتب عليها مشاكل أخلاقية واجتماعية ربما تؤدي إلى تتفكك الأسر جراء هذا الوضع غير الطبيعي! أو يذهب الشباب من الجنسين ويجدون أنفسهم في بيئة مفتوحة لم يألفوها من قبل إلا لماماً، وتعلمون ما تنطوي عليه هذه الحال من مخاطر ومنزلقات كَثُر الحديث عنها في الصحف ووسائل الإعلام حتى صارت تغض مضاجع المغتربين. وبما أن معظم دول المهجر لا تسمح لغير طلابها بالدراسة في جامعاتها، يبقى الخيار الأول لأبناء المغتربين هو التوجه للدراسة في الجامعات السودانية ولكن هذه قد أصبح دونها خرط القتاد؛ نظراً لتعسف بعض الجهات المسئولة عن التعليم العالي في السودان حتى كأنها لا تريد لهؤلاء الطلاب أن يندمجوا في مجتمعهم الأصلي ويرفدوا بلادهم بخبراتهم وعلاقاتهم التي اكتسبوها عبر احتكاكهم بغيرهم من الشعوب!
    والخيار الآخر هو أن يذهب هؤلاء الطلاب للدراسة في جامعات أجنبية، وهذا لعمري خيار يضع فلذات أكبادنا على مهب الريح؛ إذ ينطوي على مخاطر جمة تهدد هوية هؤلاء الشباب وتزعزع انتماءهم لأنهم يتعرضون لمزيد من الانقطاع عن جذورهم الثقافية ويتعرضون تبعاً لذلك لغربة فكرية وحضارية وربما استقطاب يضعهم في خانة العداء لوطنهم وستكون تلك مصيبة كبرى وخسارة لا تعوض أبداً.
    ومع أن قبول أبناء المغتربين في الجامعات السودانية قد شهد استقراراً ملحوظاً في السنوات الأخيرة، إلا أن ما يدور خلف الكواليس من همس مسموع عن العودة إلى نظام " الحصة أو الكوتة" للقبول في الجامعات قد ينسف هذا الاستقرار ويعود بالحالة إلى المربع الأول. ويعتقد البعض أن سبب هذا الهمس هو ما حدث في إحدى الجامعات العريقة حيث تعرض بعض أبناء المغتربين الذين قبلوا بطريقة نظامية إلى الطرد من مقاعد الدراسة، ونخشى أن يتكرر ذلك في الجامعات والمعاهد العليا وبالتالي تتولد عنه مواقف مشابهة تحرم المتميزين من الطلاب المغتربين من الدراسة في كليات بعينها، أو تدفع بهم إلى الدراسة على نفقة ذويهم الخاصة داخل السودان أو خارجه، مع العلم أن التعليم حق يكفله دستور السودان لكل فرد من هذا الشعب سواء كان يقيم بالداخل أو الخارج.
    إزاء هذا الوضع، ينادي المهتمون بشأن تعليم أبناء المغتربين بالبحث عن طريقة علمية وعادلة تمكّن أبناءنا من المنافسة على مقاعد الدراسة في الجامعات السودانية كغيرهم من الطلاب الحاصلين على الشهادة السودانية التي يجب أن تكون هي الأساس الذي تقاس عليه الشهادات الأخرى، ولا داعي لنظام "الكوتة" الذي ثبت فشله، كما أنه مرفوض دستورياً وعلمياً. ويجب على الجهات ذات الاختصاص الالتزام بقرار مجلس الوزراء ذي الرقم 419 لعام 1990 الذي نص صراحة على معادلة الشهادة العربية بالشهادة السودانية حتى يتوفر أكبر قدر من العدالة فيما يتعلق بالتحاق أبناء المغتربين بالجامعات السودانية. ولعلنا نشير هنا إلى أن السيد رئيس الجمهورية قد ذكر في خطابه إلى الأمة مؤخراً أن الهوية الوطنية هي أحد مرتكزات الوفاق الوطني، فكيف ينسجم هذا التوجه مع الممارسات التعسفية التي تدفع بأبنائنا إلى مزيد من الهجرة والاغتراب الفكري عن وطنهم؟
                  

04-20-2014, 09:50 AM

محمد التجاني عمر قش
<aمحمد التجاني عمر قش
تاريخ التسجيل: 10-22-2012
مجموع المشاركات: 501

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تعليم أبناء المغتربين......إشكال الهوية والانتماء (Re: محمد التجاني عمر قش)

    لقد عانى المغتربون زمناً طويلاً من حرمان عدد كبير من أبنائهم من فرصة التعليم في الجامعات السودانية لا لأنهم غير مؤهلين بل لأنهم مغتربون. ولذلك نعتقد أنه قد آن الأوان للجهات المسؤولة في السودان أن تعيد النظر في هذا الملف ناظرة إلى جميع الطلاب بأنهم جميعاً أبناء للوطن سواء أكانوا داخل الوطن أو خارجه، وأن يكون معيار الاختيار هو التحصيل الأكاديمي لأنه في نهاية الأمر أن بلادنا بحاجة إلى كوادر مؤهلة لتنهض بها ولا يهم أين تأهلت هذه الكوادر. ولتحقيق ذلك فإن المقاعد في الجامعات يجب أن تكون للطالب السوداني المؤهل بصرف النظر عن الجهة التي تأهل فيها.
    ويعتقد المغتربون أن هنالك عاملين يؤثران على لجنة القبول عند اتخاذها القرار لتحديد النسبة التنافسية لقبول طلاب الشهادة العربية وهما:
    1/ النظرة السالبة تجاه الشهادة العربية.
    2/ اعتقاد أن المغتربين إمكاناتهم المادية تسمح لهم بتعليم أبنائهم على النظام الخاص
    وللرد على ذلك نقول:
    إذا كانت النظرة السالبة للجنة القبول تجاه الشهادات العربية لها ما يبررها في السابق، فلا نقول إن الواقع الآن قد نسف هذه النظرة ويجب تغييرها وإنما نقترح:
    إجراء دراسة دقيقة وشفافة تشمل متابعة التحصيل الأكاديمي لأبناء المغتربين في الجامعات السودانية ومقارنتها مع زملائهم من طلاب الشهادة السودانية. ومن خلال مخرجات هذه الدراسة سيتوفر للجنة القبول معطيات تساعدها في رسم سياسة القبول لطلاب الشهادة العربية، كما تستطيع اللجنة من خلال هذه الدراسة تأكيد أو تغيير هذه النظرة السالبة تجاه طلاب الشهادة العربية.
    أما فكرة أن المغتربين إمكاناتهم المادية تسمح لهم بتعليم أبنائهم على النظام الخاص فلا شك أن لجنة القبول الموقرة تعلم تماماً:
    أولاً: إن الإمكانات المادية لكل المغتربين ليست سواء بل إن كثيراً ممن هم داخل السودان إمكاناتهم المادية أفضل بكثير من كثير من المغتربين إن لم يكن أغلبهم.
    ثانياً: أن كثيراً من المغتربين يدفعون مساهمة وطنية كل عام.
    ثالثاً: لقد أثقلت كاهلهم الالتزامات الأسرية التي تتعدى الأسرة الصغيرة إلى الأسرة الممتدة، بل وأحياناً إلى القرية أو الحي الذي يسكن فيه.
    أضف إلى ذلك أن المرحلة الجامعية هي المرحلة التي يتشرب فيها الطالب بثقافة البيئة التي يدرس فيها مما يؤثر في تكوين شخصيته ثقافيا واجتماعيا. ولذلك حريٌ بلجنة القبول أن تعمل جاهدة لجذب أبناء المغتربين لقضاء هذه المرحلة داخل الوطن.
    ولذلك لا نملك إلا أن ندعم وبشدة كل ما ذهبت إليه لجنة التعليم بالسعودية «والتي يمثل أعضاؤها كوادر سودانية عالية التأهيل وأصحاب خبرات واسعة في مجال التعليم» لاعتقادنا الجازم أن هنالك إجحافاً كبيراً واقعاً على المغتربين وأبنائهم.
    وختاماً يحدونا أمل كبير أن تجد صيحات المغتربين آذاناً صاغية من لجنة القبول، وأن ينصف أبناؤهم بأن يجد المؤهل منهم مقعده من مقاعد القبول العام في الجامعات السودانية.
    وفق الله الجميع لكل ما فيه مصلحة للوطن.


    د. علي عثمان أبشر
    محاضر أعلى بكلية الجبيل الصناعية
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de