|
Re: بوست توثيقي سعدأحمدسعدذلك القامةالذي عشق أرض المناصيروقدم خدماته الجليلة لها (Re: منصوري)
|
المنطقة، من بريد وبرق وتلفونات، وإمامة جامع الكاب العتيق.. وأسرة عمنا علي أبــَـشَـر.. تداخلوا معنا جميعهم في وسائل الحياة، تعلم أولادهم وبناتهم معنا في جميع المراحل التعليمية في مدرسة الكاب الأولية ومدرسة أبي حمد الوسطى، وعطبرة الثانوية وجامعة الخرطوم ومعهد الكليات التكنولوجية، فأثبتوا نجاحاً باهراً بالرغم من المنافسة التعليمية الصارمة الشديدة والفرص الضيقة.. هاشم سعد أحمد سعد، عثمان سعد أحمد سعد، جعفر سعد أحمد سعد ، ميرغني سعد أحمد سعد.وأحمد سعد أحمد سعد..وأسامة سعد أحمد سعد. وأمل سعد أحمد سعد وبقية أخواتها العزيزات الكريمات و بنات وأولاد عمر السيد، بنات وأولاد علي أبشر.. لايحبون أن تناديهم بغير أنهم مناصير من الطراز الأول، حتى لهجتهم صارت لهجة المناصير وطبائعهم.. بل هم مناصير قولاً واحداً، ولعمري هذه حقيقة ملفتة للأنظار، كثيرون هم الجعليون الذين سكنوا ديار منصور واختلطت أنسابهم مع أهل المنطقة واختلطت رفاة أجدادهم بأهل المنطقة، لا يحبون أبداً أن تشعرهم بأنهم غير مناصير، حتى وإن كانوا من ذي قبل من أعظم قبائل الشمال كالجعليين وغيرهم.. عشقوا هذه المنطقة حتى الثمالة وصاروا أفراداً مؤثرين فيها ، سواء أكان ذلك في الكاب ، أو في شري أو عصمة أو كبنة، عدد من أفراد قبيلة الجعليين استوطن بخدماته في المنطقة واختلط نسبه بالمناصير، وصار لا يبغي سواهم في متقلبه ومثواه. أسرتهم المنطقة بسحرها، وأسرتهم صبغة الفرد المنصوري بجديته وحبه وعشقه لتراب أرضه ، وصدقه في المعاملة وأريحيته.. فغاب وجدانهم في هذه المنطقة البكر، فصاروا لايعرفون غيرها مماتاً وحياة.. حتى بعد عملية الإغراق فضل بعضهم البقاء في المنطقة، وصار يقدم خدماته ويطرح آراءه كواحد من أبناء المنطقة.. فهم بحق مناصير فعلاً قلباً وقالباً. ولم يطب العيش لعمنا سعد أحمد سعد بغير ديار المناصير وقد فارقها باكياً حزيناً مجتراً لذكرياته فيها ، حينما غادرها لمنزله العامر بأم درمان في أواسط الثمانينات.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بوست توثيقي سعدأحمدسعدذلك القامةالذي عشق أرض المناصيروقدم خدماته الجليلة لها (Re: منصوري)
|
[Bخدمات سعد أحمد سعد:- بنى داره في ميناء ومدينة الكاب.. وشيدها في أحسن صورة خلف دكانه العتيق الذي وظفه في خدمة قطع غيار وابورات اللستر العريقة العتيقة.. هو أول من أدخل لنشياً أو طراداً.. أو يختاً صغيراً يجر وراءه مركباً يمخر عباب نيل المناصير، في منعرجاته وحجاره وجزره، يتهادى بين شطيه بلونه الأبيض، حاملاً مؤونة الوابورات من الجازولين. أقام عليه ملاحاً بحرياً من خيرة أهل البحر ملاحة وخبرة بتضاريس الملاحة النهرية محمود ود معشابي من جزيرة القناويت.. ولم يكتفي عمنا سعد أحمد سعد بلنشيه ويخته في خدمة الجازولين فقط! بل سخره لخدمة المنطقة في نقل المسافرين وإحياء المناسبات وأفراح وأتراح المنطقة متنقلاً بين الكاب وجزيرة شري وسوق النعوفاب.. لقد كان لنش عمنا سعد أحمد سعد مميزاً رغم صغره.. لأنه لم يتم تصنيعه داخل السودان، وإنما جلبه من دول المهجر وقد ساعدته شركة شل في ذلك بتقديمه له شبه هدية نظير نقله لبراميل الجازولين في المنطقة، على أن يسدد أقساطه لاحقاً.. لقد خدم هذه اللنش أهل المنطقة خير خدمة، حتى بليت ماكينته واستنفدت غرضها.. ولكن هيكله بقى سالماً حتى الآن، ليستعمله من بعده الناس كعبارة ومركب عادي، فاشتراه منه رجل يقال له حمزة من قرية ( السادّي) وصار يستعمله كمركب عادي بين الكاب والسادّي.. ثم باعه حمزة لوالدنا الحاج عبد الله أبوحنة، ثم أهداه والدنا لابن أخيه خميس سليمان علي أبو حنة.. ولا يزال هيكل هذا اللنش عاملاً حتى اليوم قرابة الخمسون عاماً.. لأنه كان هيكله من الصاج المستورد المقوى الذي لاتستهلكه عوامل الطبيعة البحرية بسرعة. لقد قدم هذا اللنش خدمات جليلة للمنطقة ، وساعد في تطوير المواصلات بصورة جيدة ، في بلاد تمور بقساوة العيش وخطورة الملاحة فيها وكثرة الشلالات وانحدار المياه.. وحينما طلب أهالي المنطقة من عمنا سعد أحمد سعد، أن لا يكتفي اللنش بنقل الجازولين فقط، وإنما يقوم برحلات دورية متوافقة مع مواعيد القطارات، أن يحمل الركاب والمسافرين من شري الى الكاب، وأن يكون ذلك بأجر حسب التعريفة في ذلك الزمان، وقد كانت 25 قرشاً للراكب الواحد، بغض النظر عن أمتعة المسافر الذي يحملها، حينما كان ذلك كذلك وافق عمنا سعد أحمد سعد على الفور على هذا الاقتراح، بل زاد فيه، أن جعل تذكرة الطلاّب خمسة عشر قرشاً.. وقد سرت من بعده هذه التعريفة على المسافرين، بأن ظهر لنش والدنا الحاج عبد الله علي أبوحنة، ومن بعده لنش عمنا الحسن علي عون الله، صارت هذه التعريفة على المسافرين واستمرت فترة من الزمان.. حتى أصبحت في نهاية السبعينيات، عندما ارتفعت أسعار المحروقات، صارت خمسون قرشاً للراكب و25 قرشاً للطلبة والطالبات.. وطالما كان لنش عمنا سعد أحمد سعد لاتتعدى حمولتة على عشرين راكباً، استعان بمركب عمنا محمود معشابي وهو سائق اللنش. فصارت المركب تحمل أكثر من مئة مسافر بأمتعتهم وقد واجهت هذا اللنش بعض الصعوبات، حيث أن ماكينته تعمل بالبنزين، الشئ الغير مألوف في المنطقة بأسرتها، فقد استطاع عمنا سعد أحمد سعد، أن يوفر هذه الحصة من الشركة التي هو وكيلها بالمنطقة، بالرغم من احتجاجات الشركة الموردة أن ذلك ليس فيه ربحاً للشركة، وأنها ما اعتادت أن توفر مادة البنزين لهذه المنطقة، وأن عربة فنطاز كبيرة لاتستطيع المنطقة استهلاكها، وأن عربة الفنطاز الصغيرة لاتوافق السكة حديد على قطرها في القاطرة، ساعتها تعهد عمنا سعد أحمد سعد، أن تأتي الشركة بفنطاز بنزين أقصى حجم، وأنه هو يتكفل بتوزيعها في الوقت المطلوب من قبل الشركة.. وأنه هو يتحمل الخسارة في ذلك، ولكنه بحنتكه ورجاحة عقله، أن أشرك منطقة أبي حمد، وكريمة في هذه الحصة حتى يتم توزيعها في الزمن الربحي المحدد للشركة.. ثم لما تكلم مندوب الشركة عن وسائل الأمان والاحتراس لفناطيز البنزين التى سوف تكون مضافة وقابعة على أرض محطة الكاب.. تحدث مندوب الشركة ]
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بوست توثيقي سعدأحمدسعدذلك القامةالذي عشق أرض المناصيروقدم خدماته الجليلة لها (Re: منصوري)
|
عن أن ذلك سوف يكلف الشركة حراسة على هذه الفنطايز السريعة الاشتعال عكس الجازولين.. قال لهم هو.. أن المناصير كلهم إسطاف حراسة على هذا الفنطاز.. وأن البلد آمنة ولم يحدث بها أي حادث نهب أو اعتداء.. وأنه هو مسؤول مسؤولية خاصة عن الأمان في هذه الناحية.. وبالفعل تم تزويد محطة الكاب بفنطاز من البنزين الذي يفى بإحتياجات اللنش، ثم لما ظهرت فيما بعد بعض سيارات اللاندروفر في المنطقة، صارت هذه السيارات والعربات تأخذ حصتها من العم سعد أحمد سعد. صفاته:- كان راجلاً ابيض اللون، فارع الطول، ممتلئ القوام.. تراه دائماً هاشاً باشاً، صاحب ملحة وطرفة ونكتة هادفة، لاتفارق البسمة محياه، دائما زيه الجلابية البيضاء ناصعة البياض، والعمامة لاتفارق رأسه في أغلب الأحيان، حتى في الدكان تراه دائما بالجلابية والعمامة.. دكانه وحانوته نظيفاً مرتباً واسعاً.. داره تقع خلف دكانه مباشرة، مطلية كلها بالجير الأبيض ناصع البياض.. كرمه وأخلاقه وذكاءه :- كان عمنا سعد أحمد سعد رجلاً نافذ الفكر وحاد البصيرة وقوى الملاحظة، وساقب البصيرة، يستفيد الناس دائماً من آرائه في أي مشاركة اجتماعية.. حتى أبناءه ظهرت عليهم هذه السمات من حدة الذكاء والوجاهة والطيبة ودماثة الأخلاق.. فقد عهدناهم وهم يتنقلون في المراحل التعليمية بكل سهولة ويسر، بل كان بعضهم من أوائل هذه الدفع في المدارس، ولعمري ما كان ذلك كذلك، إلا لحسن اشرافه على تربيتهم وترشيدهم بكل سماحة، وشدة عند كل اشتداد موقف. تراه وسطهم كأنه شقيقهم الأكبر، يلاعبهم ويمازحهم وهم حوله في دكانه أو في البيت.. من مكارم أخلاق عمنا سعد أحمد سعد، أن لاتفوته صلاة جماعة ولا صلاة جمعة في مسجد الكاب العتيق.. رفيق دربه عمر السيد الحاج علي و هو من أهالي بربر الذين استقروا واستوطنوا بمدينة الكاب ردحاً من الزمان.. من عادة عمنا سعد أحمد سعد أن فطوره دائماً يأتي محمولا للدكان.. حسب ما تكون حالة إدامه وحسب عدد الضيوف والمتعاملين، فقد يربو عدد الحضور على عشرين شخصاً.. وقد حضرنا معه مراراً وجبة الفطور بدكانه.. الفطور والشاي والقهوة، نسبة لصداقة والدنا معه حينما يحضر باللنش مرتين في الأسبوع الى مدينة الكاب، لابد من المرور على دكان عمنا سعد أحمد سعد، حتى وإن لم يكن لنا غرضاً معيناً لشراء أسبير وقطعة غيار الى وابورنا الزراعي.. أو اللنش.. ويشهد الله أني لم أسجل له حالة مناكفة واحدة بينه وبين والدنا.. أو صاحب اللنش الآخر عمنا الحسن على عون الله، بالرغم من أن أغلب الركاب والمسافرين يفضلون أن يقلهم لنش عبد الله الحنوني، ليس لشئ وإنما الركاب يفضلون اللنش الواسع والظل أثناء السفرية.. حيث لنش الوالد يتمتع بهذه الصفات.. حيث به غرفة كبيرة للنساء.. ومشمعات ومظلات خارجية لعموم الركاب.. ويتناولون الشاي من بوفيه اللنش أثناء السفرية.. ثم الاستراحة المعهودة لمدة ساعة في جزيرة كبيرة قبالة قرية ( أب رميلة) وفوقها قليلاً ، حيث يستمتعون بمناظر رمالها البيضاء وأشجار الأراك التى فيها ويتزودون بما يحتاجونه من مساويك الأراك النضرة لهم وما يحملونه منها لأصدقائهم حينما يصلونهم.. لهذه الأسباب كان يفضل الركاب أن يسافروا معنا.. ما رأيت منه حالة تذمر واحدة ولا حالة امتعاض، وإنما الرزق على الرازق.. حينما يأتي الإفطار في دكان عمنا سعد أحمد سعد.. لايقبل أن يرفض أي واحد تناول الإفطار معه، حتى وإن أفطر من ذي قبل.. وهي عادة معروفة عند المناصير عموما، حينما
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بوست توثيقي سعدأحمدسعدذلك القامةالذي عشق أرض المناصيروقدم خدماته الجليلة لها (Re: منصوري)
|
تأتي أي وجبة، لاتجلس متفرجاً على القوم الذين يتناولون وجبة الإفطار، وإنما يجب المشاركة حتى ولو بلقمة واحدة. ويعزون ذلك للبركة.. وزيادة النماء.. وأنك يجب أن تدخل يدك في الإدام مع المجموعة لربما يكون أحداً صالحاً في هذه المجموعة فتصيبك بركة الجماعة كنت شاباً صغيراً أحضر هذه الوجبات في دكان عمنا سعد أحمد سعد، وكنت أتعجب لنظافة الأواني ونظافة صينية الإفطار التي يأتي محمولاً فيها.. ونحن دائما وجباتنا غالباً ذات الصحن الواحد.. العدس. الفول بالرغيف.. ومكرونة بالسكر وشعيرية.. أشياء كنا نتمنى أن نأكلها.. أحيناً كانت هنالك خصوصية خاصة لوالدنا مع العم سعد أحمد سعد.. مرة اتنفق لي أن أتناول القهوة بداخل بيته بصحبة الوالد.. وكان عمنا سعد أحمد سعد عاشقاً من الطراز الأول لمشروب القهوة.. قبيل صلاة الجمعة.. قال عم سعد للوالد: ( حاج عبد الله أظن خلاص تاني مافي زبون، نروح البيت أم هاشم وعثمان تسوي لينا القهوة.. نشربها ونستعد لصلاة الجمعة.. ذهبنا لداره.. وصالونه ذو الفراش الراقي.. وتربيزة سفرة بكراسيها ومنضدة بقربها.. الشئ الغير معهود عند عامة المناصير( تربيزة سفرة في الصالون؟ شئ خلاقي! ) ما هي إلا لحظات وجاءت أم عثمان وهاشم تحمل القهوة بنفسها وسلمت علينا، وقالت: ( حاج عبد الله وولدو سلام ) وقد كانت تعرف الوالد لأنها ذهبت معنا مرة لعزاء في شري كان يخص عمنا حسن أحمد الفكي وسكينة بت السيد ود حاج علي.. وهم أيضاً من بربر و بعض قبائل الكنوز في بربر الذين اختلط معهم نسب المناصير، ويومها لما وصلت مشرع شري وأرادت أن تقدم ثمن التذكرة للوالد..( انختف ) وجه الوالد بالحسرة والاستحياء وقال لها : ( معقول كدا يا أم عثمان!.. نحن نمشي من جمايل سعد وين؟ هي عايزة تغنيني!) ثم جاءت راجعة معنا في الرحلة القادمة.. شربنا القهوة ببلح الكاب.. كان عم سعد رجلاً متديناً وكريماً وواسع الجناب ومتحرر جداً في علاقاته، بدون عقد.. ما أشعر إلا وجاب بشكير أبيض للوالد وقال : حاج عبد الله.. غسل الجمعة.. الحمَام أهو داك! ) وعادة نحن عندما تكون صلاة الجمعة، أو يصادف وجودنا في محطة الكاب وقت الجمعة.. فكنا نستحم ونغتسل في مشرع الكاب.. ومعظم أهالي الكاب يفعلون ذلك وقت صلاة الجمعة.. فاعتذر الوالد عن ذلك.. من حسن تربية أولاده، لما تحين ساعة الفطور.. يأتي أحدهم للدكان وبسرعة خيالية يقدر أن يحدد عدد الحضور ويذهب لأمه ليخبرها بعدد الحضور، ثم هي من جراء ذلك تقوم بإعداد مائدة تكفي الجميع بكل سهولة ويسر.. لما يكون عدد المراجعين في الدكان كبيراً، يأتي الإفطار محمولاً في صينية كبيرة.. ولما يكون عدد المراجعين في دكانه لايتعدى الخمسة أشخاص، يأـتي صحن الإفطار في صحن واحد، أيضاً محمولاً في صينية.. ومعه صحن السلطة.. والشطة.. كان عم سعد يحب الشطة جداً.. وقد كان لايعتمد كثيراً على مخابز الكاب.. حيث كان له فرناً خاصاً في البيت.. حيث أنهم يوظفون الفرن لعمل أشياء أخرى في الأعياد كالبسكويت.. والكعك.. كم مرة حضرنا بعد العيد ووجدنا عنده أطباق المعجّنات هذه.. كان حريصاً على المناسبات الاجتماعية والمناسبات الدينية.. وقد كان يشارك المقدمين من تلاميذ الشيخ الجعلي لياليهم في المنطقة، من غير أن يعرف أحدنا أن لعم سعد أحمد سعد ميولاً خاصاً، إلا بعض إعجابه من هؤلاء وأولئك أحياناً.. لقد كان رجلاً عاماً يسع الجميع بكل صفة كريمة.. لم أسمع على مدار تاريخه ووجوده في الكاب، أن شادد أحداً في أمر ما.. أو نازع أحداً في مبلغ ما.. أو قاضى أحداً أو أقام عليه دعوى أو قضية.. أو شادده أحدهم في أي شئ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بوست توثيقي سعدأحمدسعدذلك القامةالذي عشق أرض المناصيروقدم خدماته الجليلة لها (Re: منصوري)
|
لو أن هنالك عيباً واحداً يمكن أن أعيبه على مناصيرنا! هو أننا لم نقدم ما قدمه لنا العم سعد من تسهيلات ومعاملات وخدمة لإنسان المنطقة.. والعيب الذي يمكن أن أقوله هو أن مناصيرنا يتمسكون بمسألة الحقوق والأراضي والنخيل والتمر حتى النخاع.. ولذلك حتى غادر عمنا سعد أحمد سعد ميناء الكاب! لم يكن له قطعة أرض زراعية ولانخلة واحدة.. ماذا يضيرنا أن نهبه نخلاً.. أو قطعة أرض على النيل ولو صغيرة تكون بإسمه وإسم أحفاده مدى التأريخ.. هو يشترى غذاء أغنام بيته كما يشترى غيره من عامة الناس، ويشتري الرطب وقتما يثمر كعامة الناس! ألا ترون معي لو اجتمع أهل المنطقة وجعلوا له قطعة زراعية.. كباقي سكان المنطقة ألا يكون ذلك أجدى وأبرك وأنفع.. لاحظت هذه الأشياء في بعض الأسر المقيمة في ديارنا فترات طويلة في المناصير في شري وفي الكاب وفي غيرها من قرى بلادنا الحبيبة.. الحقيقة هذه الأشياء تحتاج الى بعد نظر.. وتجرد.. هم لم يتمنوا هذه الأشياء ولا نقصت شهامتهم ومروءتهم لإنسان المنطقة.. ولكن لو جاءت منا نحن، سوف تكون أدخل في العمل الاجتماعي.. وقد قال تعالى( لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون).. صدق الله العظيم.. بالطبع هي لم تدور في خلد جماعتنا.. ربما التعامل بعفوية.. ربما شح الأراضي في المنطقة.. ربما قصر النظر.. ولكن رد المعاملة بالمثل، لها بالغ الأثر في النفوس.. وبالتالي نحن كمناصير لم نقدم لعمنا سعد أحمد سعد عشر ما قدمه لنا.. وكـُـثـْر هم الذين حطت بهم الأقدار في محطة الكاب.. أو غيرها في أراضي المناصير.. وقد كان لوجود السكة حديد في محطة الكاب بالغ الأثر أن تستقر أسر كثيرة في هذا المرفأ الهام من بطاح المناصير.. والذين لما انتهت خدماتهم في السكة حديد فضلوا أن يستقروا في هذه الديار العامرة.. بالطبع حالات الاندماج التي حصلت كبيرة بيننا وبين أي قادم لديار منصور.. وما مكثوا هم لو شعروا بشئ مغاير لذلك.. ولكن ظنى وغايتي هي أن نقدم أقصى درجات الانتماء.. بالطبع أنا الآن لا أشعر بأن عم سعد أحمد سعد غريب علينا.. وإنما أشعر به فرداً منصورياً خالصاً مخلصاً.. منا وفينا.. وهو على هذا النمط، منصوري تماماً.. بل هو من سادة المناصير وعقولهم النافذة النيرة التى قدمت كل ما تملك للمنطقة من خدمات. أولاده:- عثمان سعد.. وهاشم سعد.. وجعفر سعد.. وميرغني سعد..وأحمد سعد وأسامة سعد وأمال سعد وأخواتها .. هؤلاء هم الذين اختلطت معهم على تفاوت وله غيرهم من البنين لا أذكرهم الآن.. بحكم السن كان اختلاطي أكثر مع ميرغني سعد وجعفر سعد.. ميرغني سعد كان عليه أن يكفي مؤونة بيتهم من الماء بخرج من مشرع الكاب.. كل يوم.. ولما كانت علاقتنا وطيدة بمشرع الكاب حيث تحميل البضائع وحيث المراكب القابعة في مشرع الكاب من جميع أرجاء المناصير.. وحيث ثلاثة لنشيات قابعة في مشرع الكاب من أجل المسافرين.. لما كانت صلتنا مربوطة أكثر بمشرع الكاب.. فقد تداخلنا كثيرا مع هذا الشاب المهذب ميرغني سعد أحمد سعد.. ثم هو أكثر الأحوال يحمل الفطور في دكان والده والشاي من دارهم العامرة لمراجعين دكان والده أما الأخ جعفر سعد أحمد سعد.. فقد كان من الطلبة النابغين، الأذكياء جداً.. وقد كان دفعتنا في مدرسة أبي حمد المتوسطة.. مكثنا سوياً خمسة أعوام قضيناها لحظة تغيير السلَم التعليمي على يد الوزير محي الدين صابر.. حيث كان قبله.. المرحلة الابتدائية أربعة سنوات.. والمتوسطة أربعة سنوات.. والثانوي أربعة سنوات.. ما عدا الذين يختارون من المرحلة المتوسطة ليكونا أساتذة للمرحلة الابتدائية فيقضون عامين فقط في معاهد التربية ليتخرجوا مضمونين الوظيفة كمعلمين.. وهنالك أيضاً معهد أو معهدين من ذوات المعاهد ذات الأربع سنوات.. قام محي الدين صابر بتغيير السلم التعليمي في بداية عهد نميري فصارت ست سنوات للمرحلة الابتدائية وثلاث سنوات للمتوسطة.. والثانوي.. ويومها
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بوست توثيقي سعدأحمدسعدذلك القامةالذي عشق أرض المناصيروقدم خدماته الجليلة لها (Re: منصوري)
|
الوزير محي الدين صابر قد زار في طائرة هليكوبتر خاصة.. الكاب وشري.. طالما كانت هذه المناطق من معاقل التعليم الناجح في أرض المناصير لا أدري قد يكون زار قرية كبنة أيضاً.. أم اكتفى بهاتين المنطقتين لتمثيل مناطق المناصير الأخرى.. لا أدري ولم تسعفني الذاكرة في ذلك.. لهذه الأسباب قبعت دفعتنا في سائر أرجاء السودان خمس سنوات في المتوسطة.. والسبب أننا دخلنا المتوسطة قبل بزوغ فجر التعديلات الجديدة. فقضينا خامسة وسادسة في المرحلة المتوسطة.. وتغير اسمها من المدرسة الوسطى.. الى الثانوية العامة.. ثم الثانوي العالي.. لم يكن جعفر سعد في داخليتنا بمدرسة أبي حمد الوسطى.. نحن كنا في داخلية المهدي.. وهو كان في داخلية عنجة.. أي حمدان أبو عنجة.. وهنالك فواصل مكانية تفصل بين هذه الداخليات المبنية على نمط وطراز إنجليزي رائع. خلال هذه الخمس سنوات دراسية، فيها تعرفت عن قرب على جعفر سعد أحمد سعد، لقد كان إنساناً مهذباً كشأن والده، تغمره روح النكتة الهادفة وارثاً ذلك من والده..وقـّاد الفكر والعقل كشأن والده المعاملات الإنسانية لدى سعد أحمد سعد:- وفي تعامله في متجره ، حيث تتواجد جميع قطع الغيار لوابورات لستر التى تعج بها المنطقة عجيجاً، فإنه لا يتوانى في تقسيط المبالغ الكبيرة ، في شكل أقساط للمزارعين، وهو يعلم تمام العلم، أنهم مزارعين قدراتهم المالية محدودة، وليس في يديهم النقود الكافية، إلا أن ينضج الموسم ويكون وقت حصاده، سواء أكان ذلك موسم القمح، أو موسم الذرة، أو موسم حصاد النخيل، ماذا يفعل مزارع صغير تعطلت عليه وابوره أثناء الحصاد، ومن أين له بسعر وابور كامل مثلاً.. كانت هذه من صفات عمنا سعد أحمد سعد، فهو يعطيك الوابور كاملة، مكان القديمة، على أن تسدد له في شكل أقساط .. ولعمري فقد كان الناس له أوفياء في هذا الشيء، فكانوا يسددون ما عليهم، عندما تدر عليهم عائدات المحاصيل بالأرباح الضافية، وقد كانت أعذار المزارعين مقبولة لديه أحياناً وقتما يقل حصادهم عن المستوى المطلوب .. فشاهدته ذات مرة في دكانه، يصرف مجموعة قد تعطلت منهم وابورهم، واستلفوا منه وابوراً جديداً، شاهدته يقول لهم:( لالا جبتوا عشرة شوالات بس! لا دي معيشة أولادكم.. خلوها وسددوا لى في موسم التمر) كان يجبر خواطر الناس ويراعي ظروفهم.. ويجعل من عمله ديناً وأجراً خالصاً بدون ضوضاء ولا تمنى ولا رياء ولامنّ يتبعه أذى.. لله در من رجل صالح عاش على فيافي أرض المناصير وصار واحداً منهم بكل ما تحمل هذه الكلمة من معنى.. خلاصة:- ثم وأنت عزيزي القارئ تلاحظ ما خطه قلمي عن شخصية عمنا سعد أحمد سعد، وهو بعيد عن قريتنا، فلو كنت فرداً عادياً يعيش في قريته، لايتعدى مرافئ القرية! لما استطاع أن يكتب عن شخصيات تبعدها المسافات عن قريتنا، وفي ذلك يرجع الفضل لوالدنا العزيز في تجواله على كافة أرض المناصير مشاركاً الناس أفراحهم وأتراحهم، بفضل وسائل المواصلات التى اختطاها لتجوب المنطقة.. فله الرحمة أيضاً فيما يسره لنا بفضل الله في أن نعرف بني جلدتنا عن قرب، وهو الشيء الذي راينا فيه، أن أفراد هذه القبيلة، فيها من الشهامة وخصال الرجال النادرين الذين قدموا خدماتهم للمنطقة من عرقهم وحر مالهم.. ولعمري لقد كان عمنا سعد أحمد سعد من هؤلاء الأفذاذ العظام الصناديد الذين يجب علينا أن نذكرهم، بل يحق علينا أن نذكر فضلهم، ويجب أن يكونوا لنا بارقة أمل في ارتياد المستقبل
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بوست توثيقي سعدأحمدسعدذلك القامةالذي عشق أرض المناصيروقدم خدماته الجليلة لها (Re: منتصرمحمد زكى)
|
تسلم يا منتصر المغزي من القصة. أن قادة العمل الاجتماعي في كل بقاع سوداننا الحبيب، يقدمون ما تعجز الآليات الحكومية أحياناً عن تقديمه.. نحن عندنا مليون حاتم طائي في السودان، وهم عندهم في الجزيرة العربية حاتم طائي واحد.. الناس عندنا رغم فساد الأنفس الذي تفشى، تجد من يمد أيادي الخير للناس رغم العسر، فتصير بذلك أعماله صدقة جارية بعد وفاته.. إذن هذه القصة، قصة متعدية، ليست في ديار المناصير وحدها، تجد مثلها في بقاع شتى من أجزاء الوطن.. والنبي صلى الله عليه وسلم قال: ( الخير فيّ وفي أمتى حتى قيام الساعة) ونحن أمته وأحبابه، أكثر من أي دولة عربية أو إسلامية أخرى.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بوست توثيقي سعدأحمدسعدذلك القامةالذي عشق أرض المناصيروقدم خدماته الجليلة لها (Re: منصوري)
|
| لا يعرف قدر الرجال إلا الرجــال
وهذا التوثيق لهذه الشخصية العظيمة ، يستوجب عليك أن تجتهد للتوثيق للعديد من الرجال المؤثرين في منطقتكم العامرة بأهلها ورجالها ، وأن يكون هذا الموضوع فاتحة لمشروع كتاب لفائدة الأجيال القادمة ، يُعرِّف بجغرافية المنطقة وتاريخها ورجالها وغير ذلك. كنت اتابعك باهتمام ولكن متعة المتابعة تكمن في عدم مقاطعة مثل هذا النوع من السرد. لمنطقة أهلنا المناصير التطور والنماء ، ولأهلها الرفعة ، ولك الشكر منصوري.
| |
|
|
|
|
|
|
|