|
إن لـم يكـن إنقـلابـاً، فمــاذا؟
|
آرثر غابريـيل يـاك
آثرنـا التمـهل في إبدأ رأينـا عمـا حـدث في ليـلة 15 ديسمـبر 2013م، حتـى نحصـل على بعض الخيـوط التي تقـودنا إلى الـقـراءة الصـائبـة وعدم الإنـزلاق في الأحكـام والاستنتـاجـات العجـولة التي قـد تـنصـف طـرفٍ وتـظلم آخـر. لـكن، يبـدو أن انتـظارنا قـد طـال حتى أصبـح، أو ربما، الحـديث عن المحـاولـة الإنـقلابـية، أمر جـاوزه الـزمن، فـلا يجـدي تنـاولـه نفعـاً! لـكن، طـالما تحوّل كـل شـيء، بين عشـية وضحـاهـا، إلى مجـازر أُزهِقَـت فيـها أرواح المواطنين العُزَّل والأبريـاء، فهـذا لعمـري أمرٌ لا يستـوجب الإختـباء خلـف جـدران الصمـت، ودفن الرؤوس في رمـال اللامبـالاة، والقـول بأن من اكـتووا بنـار تلك الفاجعـة، التي ضـربـت البـلاد في مقـتل، لا عـلاقـة لنـا بهـم طـالما ينتمـون إلى ولايـاتٍ أخـرى، تمـامـاً كمـا أخــذت بعـض الأصـوات الخجـولـة والمُخجِلـة تتعـالى — دونما استحيـاء— تـنادي وتنـاشــد الـذين لا ينتمـون إلى ولايـاتـهم، بعـدم استخـدام أراضـيهـم (المقـدسـة) كمعـترك لمـعـارك لا نـاقـة لهـم فيهـا ولا جمـل، وكـأنهم بنـداءاتهـم تـلك، ينتمـون إلى جُـزرٍ معـزولـة عن دولتنـا هـذه، أو ربمـا يريـدون إيصـال رسـالة مفـادهـا؛ إجعلـوا أراضيكـم معـترك، ولا بـأس إن صببتـم عليهـا البـنزين وأشعـلتـموها بالكـبريت! خـطاب غير قـومي يصـدر من قيـادات تـدّعي القـومية وتطمـح في حـكم هذه البــلاد!
لنـعد إلى أمر المحـاولـة الإنقـلابيـة الـتي قَلَـبَت الـبلاد رأسـاً على عقـب، وجـرفتهـا في وحـلٍ سيـاسـي قـذر، وممـاحـكة اجتمـاعيـة معـقـدة. وبالتحـديد، إلى يـوم 15 ديسمـبر، حيث لا نملـك معلـوماتٍ وتفـاصيلٍ دقيـقة حـول مـا جـرى في تلـك الليـلة المشــؤومة، التي هـام فيهـا عـزرائيل ورقـص رقصـة المـوت الشهـيرة، لكـن، كمـا علمـنا، أو كمـا أدلـى بهـا المُتـَّهم الأول في القيـام بالمحـاولـة الإنقـلابيـة، زعيم المتـمردين الـدكتـور ريـك مشـار، رداً على سـؤال مراسـل صـوت أمريـكا الـذي أجـرى معـه حـواراً تليفـونـي، فقـد قـال: أن هنـالك خـلاف نشـب داخـل رئاســة الحـرس الجمـهوري أدى إلى اشتبـاك، بتم تبادل الطلقـات النـاريـة فيه!!
لنفـترض أن مـا حـدث (حـسـب قـول مشـار) ليست محـاولـة إنقـلابـية دبرهـا هـو، بـل خـلاف أدى إلى اشتبـاك نـاري داخـل الحـرس الجمـهوري.. فالسـؤال الذي عجـزنا في العثـور على الإجـابة عليـه هـو: كـيف لخـلافٍ نشـب في إطـار محـدود، في نطـاق الحـرس الجمـهوري، وفي مقـر القيـادة القـديمة، أن يمتـد وينتشـر، في نفس الليلـة (ليلـة 15 ديسمـبر) انتشـار النـار في الهشيـم، حتى كـادت نيرانـه التـهام قيـادة الجيش الشعبـي في بلفـام ومقـر جـهاز الأمـن الـوطني؟؟
هل الإشتبـاكات التي صَمَّتْ آذانـنا بـدوي قنـابلـها المخيـفة، وأزيـز رصـاصـاتهـا، وشتـى أنـواع الأسلـحـة التي لم نسمـع لأصـواتهـا مثـيل منـذ ليلـة 15 ديسمـبر إلى صبيحـة الإثنين 16 ديسمـبر، جـزء من ذلـك الخـلاف الـذي نشـب داخل كتيـبة القصـر الجمـهوري؟
هـل مـا قام به بعـض من مـواطنيـنا من هجـوم على بلفـام وجهـاز الأمن الوطنـي، مـا هي إلا هجـمـات عفـويـة تـزامنـت صـدفـةً مع ذاك الخـلاف الطفيـف الـذي نشـب بين بضـع عسـكرٍ في قيـادة الحرس الجمهـوري؟
وهل كانـت محـاولـة الإستيـلاء على مخـازن الأسلـحة في بلفـام أمـراً مدبـراً أم أنها صـدفـة أيضـاً؟
إن كـانت الصـدفة هي العـامل المشـترك في كل هـذه الاشتبـاكـات التي استمـرت بعنـف منقـطع النـطير، إلى اليـوم الثاني من الاشتبـاك (الطفيـف)، وأيـام من بعـدهـا، ومن ثم امتـدت إلى ثـلاث ولايـاتٍ، والسيـطرة على أكـبر مـدنهـا (بـور، مـلكال، وبـانتيـو)، إن كـان كل ذلـك مجـرد محـض صـدفـة، فنحـن، بلا شـك، لا نمـلك إلا أن نقـول بأن حيـواتنـا كلـها، مـا هي إلا صـدفـةً غارقــة في بـحر من الصـدفـات العجيبـة!
قلـنا، لا نـريد أن نجـحف الرجـل حقـه في الدفـاع عن نفسـه بأن مـا حـدث ليس إنـقلابـاً عسـكرياً، ونـريـد أن نقـف معـه، أيضـاً، بأنـه فـر بجلـده حفـاظـاً على حيـاته، كمـا قـال.
كل إنسـان في الدنيـا إذا تعـرض لمـوقف
قـد يـؤدي بحيـاته فهـو يفعـل بل شك كل مـا يشــاء لينجـو بجلـده وينـقـذ حيـاتـه.. لكـن، كـيف جـعل الدكـتور النـاجي بجـلده، بين عشـية وضحـاها، نفـسـه زعيمـاً متـمرداً يحمـل السـلاح ويحـارب قـوات الجيش في جونقـلي ويعـلن إنضـمام اللـواء بيتـر قـديت إلى حـركـته، ومن ثم يشـن هجـوماً شرسـاً على مـدينـة بـور ويستولى عليهـا.. هـل هـذا يـؤكـد أن مـا حـدث يـوم 15 ديسمـبر محـاولـة إنقـلابيـة أم ينفـيها؟ وهـل كان هنـالك تنسيـق بين النائب السـابق واللواء بيتـر قـديت أم أن الصـدفـة كـانت تبـحر باتجـاه مـا تشتهيـه آمـاله و نـزواتـه؟
في بـدايـات شـهر ديسمبـر، أي قـبل عشـيـة يوم 15 ديسمـبر 2013م، كـان بعـض معـارفنـا مـمن لقينـاهم في دروب الحيـاة، العكـرة منهـا والنقيـة، فعـرفونـا وعرفنـاهم فأصبـحت حبـائل علاقـاتنـا الإنسـانيـة متينـة بعـض الشـيء، يسـوقون خـطاً بـه كثـير إلتـواء وهشـاشـة حـجـة، ورهـافـة منـطق أو إن شـئـت غيـابـه، ويـروّجـون لأفكـارٍ مـا اعتقـدنـا أن مـا يتفـوهون بهـا هو عين الحقيـقـة، وأن كلـمة الـ(Genocide) التي كانـوا يرددونـها بالإنجلـيزية، دون أن يرمـش لهـم جـفن، كـأنها كلمـة طيـبة للنفس وتعـني بالعربيـة (القتـل الجمـاعي)، واقـعة لا محـالـة! ذلك هو عين الحقـيقـة التي كنـا نسمـعهـا ولا نصـدقهـا، نـراها ولا نبـصرها، فقـد عمـت أعـينـنا فـكـرة أن الجميـع قـد أنهـكتـه الحـرب، وأن الشـعب المسـكين تـذوق بمـا فيهـا الكـفايـة من مـرارة الحـروب لسنـواتٍ طـوال، ولا يستـحق أن يُجـرّ إليـها مـرة أخـرى.. لـكن، كان هنـاك من أعمـت أعيـنهم غشـاوة السلـطة، فأمسـت رؤاهـم، إن كـانت لهم، ضبـابيـة، فعـانـوا مـا عـانـوا من قصـر نظـر جعلـهم لا ينـظرون أكـثر من بحبـوحـة السـلطة وحـلاوتهـا وهيبتـها.. فكـان مـا كـان، مـات الآلاف وتشـرد مـا يقـارب المليـون في شـهر واحـدٍ فقـط!!
وقـد بـلغت جـرأة بعض ممـن نعـرفهـم حـداً لا يصـدقـه العقـل، بأن كـان يـردد على مسـامعنـا بـأن حـدثـاً عـظـيمـاً سيقـع في يـوم (15)، والحـق لا بـد أن يُقـال، كنـا نستـهـين بقـولـه النبـوئي، ذلـك رغـم أنـه كـان يـؤكـد ويقسـم بـرب الكـون ملـوّحـاً بيـده في السمـاء كـل مرة، لـم نصـدقـه أيـضاً، لأنـنا كنـا متـكئين على آيـات كـتابـه المقـدس التي تحـدثـت عن الأنبـياء الكـذبـة “لأنـه سيقـوم مسـحـاء كـذبـة وأنبـياء كـذبـة ويعـطـون آيـات وعجائـب لكي يضـلوا لـو أمكـن المختـاريـن أيضـاً.” (مـرقـس 13: 22)، و”احتـرزوا من الأنبيـاء الكـذبـة الـذين يأتـونكـم بثيـاب الحمـلان لكنـهم مـن داخـل ذئـاب خـاطفـة.” (متـى: 7:15) لـكن رغم احتـرازنـا واحتـراسنا وتحـوطنـا بالكـتـاب المقـدس، إلا أن كـل مـا كان نفعلـه هـو قبـض الـريـح ليـس إلا.. و مـرةً أخـرى، حـين وقـعت الـواقعـة في ذاك الأحـد من يـوم 15 شـهـر ديسـمبر، صـدقنـا نبـوءتـه الـتي كـان يـرددهـا على آذانـنا، وعلمـنا أنـه حينما كنـا نمسـك بأهـداب آيـاتٍ كتـاب الـرب، ليس إلا جـاحـدين في حـق نبـيء أنـزلـه الله علينـا في زمـنٍ نحـتاج فيـه إلى من يقـوم بمعجـزاتٍ لتستـقـيم أمـورنا، لـذا، يبـدو أننـا قـد عـوقبنـا بحـرب ضـروس وعـذاب أليـم ومـوت لا يوقفـه نشـيج أمٍ أو نـواح عجـوز، وتشـردٌ ضـرب أهـلنـا في مقـتل، لأننـا لم نـكـرّم النبـي في وطـنـه!
أيـن يمـكن وضـع هـذه النبـوءة إن سمينـاها نبـوءة؟ بالـطبـع لا يمـكن تبـويبـها أو تصنيفـها في بـاب الصـدفـات.. فالتنبـوءات لا تحـدث صـدفـةً، لأن من ينـزل عليـه الله نبـوءة ليـبلغـها النـاس، لا يحـدث له ذلـك صـدفـةً، لأن الله حكيـم وعليـم وقـدير يعـلم المـاضي والحـاضر والمستقبـل، ومن كـان لـه مثـل هـذه القـدرات لا يمـكن أن يسـيّـر أمـور الدنيـا بالصـدفة، ولن يحدث في كون الله إلا ما أراده الله سبحانه: {لا يَعْلَمُـهَا إِلَّا هُـوَ وَيَعْلَـمُ مَا فِـي الْـبَرِّ وَالْبَحْـرِ وَمَا تَسْـقُـطُ مِنْ وَرَقَـةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَـا وَلا حَبـَّةٍ فِي ظُلُمَـاتِ الْأَرْضِ وَلا رَطْـبٍ وَلا يَابِـسٍ إِلَّا فِي كِتَـابٍ مُبِـين {إذاً مـا كـان يـقـول بـهـا صـاحبنــا يمـكن القـول بأنها ليسـت مجـرد صـدفـة، وليـست نبـوءة، بـل أنـه كـان بـذلـك عليـم..
وفقـاً لكل مـا ذكـر أعـلاه، يجعـل من الصـعـوبة بمـكان للمـرء أن يصـدق بـأن مـا حـدث كان مجـرد خـلاف نشـب داخـل الحـرس الجمهـوري، وليسـت محـاولـة إنقـلابيـة.
بالطـبع، أعلنت الحـكومـة أن مـا حـدث في تـلك الليلـة ليـس إلا محـاولـة إنقـلابيــة خُـطِّطَ لهـا، وقـام بهـا زعيـم المـتمردين ريـك مشـار.. لكـن، لمـاذا لم يصـدق العـالم الغـربي، خـاصـةً الـولايـات المتـحدة، بـأنها محـاولـة لقـلب نظـام الحكـم في جنـوب السـودان؟ على الـرغم من أن الرئيس أوبـاما كـان قـد حـذر في تصـريـح لـه “بـأن أمـريكـا سـوف لا تسمـح بأخـذ السلـطة بالقـوة”، في إشـارة ضمنـيـة بأن هنـالك قـوة اُستُـخّدِمَـتْ في محـاولـة لأخـذ السلـطة بالقـوة.. والمـعـروف، أن الإنقـلاب هـو قلـب نـظام الحـكم باستخـدام القـوة، سـواء قـام به عسـكر أو مـدنيين. إذاً، قـول أوبـاما بعـدم استخـدام القـوة للوصـول إلى السلـطة مـا هو إلا اعتـراف ضمـني بـأن هنـالك محـاولـة إنقـلابيـة وقـعت يـوم 15 ديسمبـر. إذا كـان الأمر كـذلك، فمـا الـذي غـيّر المـوقف الأمريـكي الرسـمي من اعترافهـا في البـدء، لعـدم الاعتـراف لاحقـاً؟
في 3 يـوليو 2013 قـام الفريق أول عبـدالفتـاح السيـسي، في تحـرك مبـارك من الجيـش المصـري، بعـزل الرئيـس المصـري المنتخـب الدكـتور محـمد مـرسـي، وعـطّل العمـل بالدستـور وكـلـف رئيـس المحـكمـة الدستـوريـة عـدلـي منصـور برئـاسة البـلاد.. خـطوة اعتـبرها الأخـوان المسلـمين إنـقلابـاً على رئيس شـرعـي منتـخب من قـبل الشعـب، بينـما رفضـت أحـزاب في المعـارضـة المصـريـة تسمـيـة هـذا النـوع من التـدخل العسـكري بالإنقـلابـ، بل وكـانت تُصـر، حتى الآن، باعتبـارها ثـورة، طـالمـا جـاء تـدخل العسكـر تلبيـة لـرغبة الشعـب والمتـظاهرين، من الـذين كـانـوا يطـالبون بتنحـي الرئيـس مرسـي.
المـوقف الأمـريكـي، منـذ الـوهلة الأولـى، كـان مـتسـقاً مع رأي الأخـوان المسلـمين، بأن مـا حـدث هو إنقـلاب عسـكري على رئيـس ديمقـراطي منتـخب من قبـل الشعـب.. لم تسـأم المعـارضة، ولم تـمل الحـكومة المكلـفة، عبر بعثـاتهـا الدبلـوماسيـة في الدول الغـربيـة، من تـرديد أن مـا حدث هو ثـورة قام بهـا الشعـب المصـري، ومـا كان للجيـش إلا أن ينصـاع لرغبـة الشعـب.. شـدٌّ وجـذبٌ سيـاسـي بين القـاهـرة التي تـصر على أنـها ثـورة، وواشنـطن التي كانـت تـرى أن اللُبنـات الأولـى للديمقـراطيـة في مصـر قـد نُسِفـت في المـهد، فأخـذت تلـوِّح بإيقـاف المسـاعدات العسكـريـة التي تقـدمها لمـصر.. لم تتـزحـزح القيـادة المصـريـة ولم تتراجـع، بـل واصلـت شـد واشنـطن نـاحيتهـا، إلى أن غـيرت رأي واشنـطن 180 درجـة وأعـلنت على لسـان وزيـر خـارجيتـها، جـون كـيري، بأن مـا حـدث في مصـر هـو أن الجـيش لم يفـعل إلا مـا هو في مصلـحـة الشعـب!! تـرى، مـا الـذي أحـدث (إنقـلابـاً) في الـرأي الأمـريكـي واعتبـار مـا حدث في مصـر ليـس (إنقـلابـاً)؟
الإجـابة بكـل بسـاطـة: الدبلـوماسيـة المصـرية.
إذا أين دبلـوماسيتنـا من القيـام بدورهـا في تحقيـق أهـداف السيـاسـة الخـارجيـة، والتأثـير على الـدول والمنطمات الدوليـة، السيـاسيـة وغير السياسيـة، كالأمم المتحـدة والمنظمـات القـارية والإقليـمية، بهـدف استمـالتهـا وإقنـاعها بالوسـائل والسبـل الأخـلاقية بأن مـا حـدث هـو محـاولـة إنقـلابية ليـست إلا؟ بالطبع، لعـبت، بعض البعثـات الدبلـوماسيـة أدواراً إيجـابـية في إقنـاع بعـض الدول بموقـف حكـومتها القـائل بـ(المحـاولة الإنقـلابية)، أمـا البعـض الآخر فلم تلـعب أي دور يـذكر.. وهنـا يبرز سـؤالاً جـوهـرياً؛ هل كانـت تلك البعـثات الدبلـوماسيـة، التي لم تحـرك سـاكن، جـاهلـة لأدوارها والمسـؤوليـات المنـاط بهـا في استمـالـة الـدول، وإقنـاعها بمـا حدث، أم أنهـا كانـت مقتـنعـة بأن مـا وقـع في ليلـة 15 ديسمـبر 2014 ليست محـاولـة إنقـلابيـة، بـل تلفيـقات وأراجيـف خلقتـها الحكـومة وروّجـت لهـا؟ قـد يـرى البعـض، أنـه جـور كبـير أن نقـارن دبلـوماسيتنـا حديثـة الولادة بالدبلـوماسيـة المصـرية العـريقة، التي أصبـحت مـدرسـة بـذاتها، لكن، ألـم تقـم بعض سفـاراتنـا بأدوارٍ إيجـابية، عَلِـمَـتْ الحـكـومة بهـا خـلال تـلك الأزمـة التي حـاقت بنـا، ليتم وضعـنا أمـام تجـربةٍ سيـاسيـة واجتمـاعيـة قاسيـة؟
نجـحت الحـكـومة، داخلـياً، في إقنـاع الشـعب بأن مـا حدث ليلـة 15 ديسمـبر هـو محـاولـة إنقـلابية، بينمـا أخفقـت بدرجـة كـبيرة في استمـالة المجتمـع الدولي وإقنـاعه نسـبـة للتقـاعس الرهيـب في أدوار بعـض بعثاتـها الدبـلوماسيـة، خـاصةً في الـغرب..
أمـا زعيم المتـمردين ريـك مشـار، فيبـدو أنـه قـد نجــح إلى حــدٍ مـا في إقنـاع المجتمـع الدولي بتـوظـيـفه لـوسـائل الإعـلام في الأيـام الأولى لتمـرده، بأن ما قـام به ليس محـاولة إنقـلابية، وأنـه رجـل ديمقـراطي يطـالب بتنـحي الرئيس سلـفا كـير مـيارديت المنتخـب ديمقـراطيـاً، لكـنه، بنفس القـدر، أخـفق في إقنـاع شعـب جنـوب السـودان، بأن مـا فعلـه، رغم كل التفـاصيل التي ذكـرناها، ليـس محـاولة إنقـلابية! فإن لـم يكـن إنقـلابـاً، فمـاذا؟
المجتـمع الدولي، كمـا رأينا كيف تـبدل الموقف الأمريـكي إزاء مصـر، قـد يغـير رأيه في أي وقـت، متـى رأى إلـى أيـه جهـةٍ تترجـح كفـة مصـالحـه الاقتصـاديـة والأمنيـة، وهـذا، بالطبـع، يعتـمد على الدور الدبلـوماسي والمجهـودات الدبلوماسـية المكـوكيـة الـتي لا بـد أن تقـوم بـهـا البعثـات الدبلـوماسيـة الجنوبسـودانيـة في كـافة أرجـاء المعـمـورة. الاجتـهادات والمبـادرات التي قـامت بهـا اللجنـة الإعـلاميـة المـكوّنة حـديـثا، والتي قـامت بـزيـارات خـارجيـة لتنـوير المجتـمع الإقـليمي، وذلـك بشـرح وتفسـير وتـوضيـح مـا حـدث، هي خطـوة دبـلوماسيـة في الاتجـاه الصحيـح، وإن جـاءت مُتـأخـرة بعـض الشـيء.. ويجـب أن لا تُحـصر في الـدول المجـاورة فقـط؛ بـل يـجب أن تمتـد إلى دول مـا وراء البحـار، حتـى لا تـكون صـورة الـدولـة في الخـارج مهـزوزة ومشـوّهـة أو مُعـتمـة تمـاماً.
صحيفة المصير, جوبا
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: إن لـم يكـن إنقـلابـاً، فمــاذا؟ (Re: Zakaria Joseph)
|
الأخ زكريا جوزيف.
هذا مقال إنشائي تمت كتابته بطريقة مرتبة وجيدة جدا، ولكن الكاتب الأستاذ آرثر ياك لم يقنع أحد بأن الذي حدث هو إنقلاب عسكري. الولايات المتحدة وبقية الدول الغربية لا مصلحة لها في أخفاء المحاولة الإنقلابية المزعومة والتستر عليا. أرى الكاتب يلوم في دبلوماسية الدولة وفشلها في أقناع العالم بأن الذي حدث هو إنقلابا. دعني أقول لكاتب المقال بأن الولايات المتحدة وبقية الدول الغربية لا تعتمد على المعلومات والبيانات الصادرة من الحكومات، ولكنها تعتمد على تقارير دبلوماسيها، وتقارير الأمم المتحدة وبقية المنظمات الطوعية العاملة في البلد. هنالك أيضا قيادات في الحركة الشعبية لا تنتمي الى الطرفين المتنازعين، فندت هذه الفرية الإنقلابية وقالت بأنها ليس سوى تدبير حكومي سيئ الأخراج، منهم القيادي إدوارد لينو أبيي، وهو الرجل الذي كان يمسك بالملف الأمني والأستخباراتي أيام النضال.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إن لـم يكـن إنقـلابـاً، فمــاذا؟ (Re: Deng)
|
الاخ دينق, الولايات المتحدة, و حتى الدول الغربية لم تتهم كيير ما تفضلت به و إدوارد لينو لم يتهم كيير باى مسرحية. الولايات المتحدة, و على لسان خارجيتها تقول ان ما حدث لم يكن انقلاب, بل "defection" داخل الحرس الرئاسى. هذا الكلام قابل لتفسير. إدوارد لينى قال ان ما حدث لم يكن انقلاب لان العوامل التى يجب ان تتوفر للقيام بالانقلاب "ليست متوفرة" و حسب رائه, فان ماحدث هو "mutiny," اى التمرد. لا احد, حتى مشار نفسه, اتهم كيير باخراج مسرحية , بل ان مشار اعترف بان "قتالا" حدث بين افراد الحرس الرئاسى. و كل هذه الاراء تتمحور حول "semantics" لان هناك من هم فى السجن و الفرق بين الانقلاب "coup" و الاسماء اخرى مسالة قانونية.
makes no sense to announce a coup in Nasir against someone sitting in Torit."
و هذه العبارة للراحل قرنق عندما اعلن مشار انقلابه سنة 1991. و نجح مشار حينه فى استقطاب عطف الغرب و مساندة منظمات الإغاثة العالمية و اصبح دارلينج bbc كما اليوم. يا دينق, الامم المتحدة و بعض المنظمات الانسانية هى جزء من الازمة الحالية فى بلادنا. الامم المتحدة اصبحت البنك الشرعى الذى يبييض فيه الاوروبيون الاموال بحجة انها منظمة انسانية, بينما معظم ميزانيتها تذهب كراتب للنخب الاوروبية. تمعن فيما صرح به ثامبو امبيكى من ان المحاكم لا تحل مسالة الحروب الاهلية و سوف تجد من ان الازمات جزء من البزنس .
(عدل بواسطة Zakaria Joseph on 02-19-2014, 05:59 PM) (عدل بواسطة Zakaria Joseph on 02-19-2014, 06:01 PM) (عدل بواسطة Zakaria Joseph on 02-19-2014, 06:02 PM)
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إن لـم يكـن إنقـلابـاً، فمــاذا؟ (Re: Deng)
|
زكريا تحية طيبة،
للأسف المقال هو تحليلي مع إعتراف الكاتب أن الحقائق لم تكشف بعد في الواقع القبلي لجنوب السودان تعريف الأحداث لا معني له و لان العنف سيستمر المهم الوفاق و تعيين لجنة محايدة قانونية للتحقيق و معرفة الاسباب الحقيقية عادي ان تمتد الاحداث لمواقع أخري بعد إنطلاق الشرارة في الحرس الجمهوري و محاولة الكاتب بناء إفتراض الانفلاب علي إنتشار العنف في مواقع أحري لامعني له بل فطير بدون وفاق و تنازلات لن تتوقف الحرب و المجتمع الدولي كما قال دينق له مصادره الخاصة و ليس مجرد قدرات إعلامية لفريق مشار ( الهارب في الغابة بدون إعلاميين و لا وزراء خارجية) مقارنة بي الحكومة
تحياتي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إن لـم يكـن إنقـلابـاً، فمــاذا؟ (Re: Zakaria Joseph)
|
ليس من الصعب فهم طموحات السيد مشار السياسية منذا ان تخرج من برادفورد و منها للغابة لو قراء من يحاولون تبرير تاريخه الشخصى فى الحركة الشعبية حيث قضى ثمانية سنوات كاملة و هو يحاول تدميرها بمساعدة الخرطوم. تذكروا بيانه "Why Garang Must Go" من ناصر سنة 1991 و الذى طالب فيه بتنحى قرنق عن رئاسة الحركة حتى يتفادى "ابناء الجنوب سفك الدماء"? و قارنواه ببيانه الذى الذى سبق احداث يوم 15 من ديسمبر? كانه كوبى اند بيست من بيانه قبل 22 سنة.... لو لم يستجيب كيير لمطالبه, فالبلاد ستدخل فى كارثة و خراب???? ثم فعله مرة اخرى: الديمقراطية و الحرية و حقوق الانسان... نفس الاتهامات ضد الراحل قرنق حينه لاستقطاب عطف الغرب. لقد خاطب السيد مشار الغرب حينه و نجح حيث اعلن معارضته للايدلوجية اليسارية للحركة و علاقاتها بالمنظومة الاشتراكية"منقيستو, كاسترو, نيكاراجوا, القذافى..." و اعلن ان فكرة تحرير السودان فكرة غير قابل للتطبيق. هذا يعتبره مناصريه اكبر انجاز له و يعتبرواه بانه لولا تمرده, لما وافق قرنق على فكرة تقرير المصير. Fair. و لكن هل هناك تفسير لمذابح ناصر و بور حينه ثم التعاون مع الانقاذ, علما بان تلك الاحداث لها علاقة بما يحدث اليوم? احد المحللين و الذى يكتب باسم مستعار و اعرفه من هو تسال: لماذا يفشل مشار فى إقناع اهل الجنوب على انه زعيم قومى و ينبهر الغرب بشعاراته?
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إن لـم يكـن إنقـلابـاً، فمــاذا؟ (Re: Zakaria Joseph)
|
رجعت لقراة كتاب Deborah Scroggins المعروف "Emma's War" لافهم الرجل نفسيا على الرغم من انى قرات الكتاب لاكثر من مرة.
احد المحللين بتاعن الاسماء المستعارة لاحظ تطابق ما حدث فى ناصر سنة 1991 و سنة 2013: فى سنة 1991, كان اربعة من القيادات التاريخية المؤسسة للحركة الشعبية فى السجن و هم كاربينو كوانين بول, اروك طون اروك, جوزيف اودهو و مارتين ماجير. و الى جانب هولاء تم القبض على و سجن , بعض من الضباط التقدمين "الشيوعين" من امثال الفرد لادو قورى, شول دينق الاك, تيلار رينق دينق "مستشار كيير القانونى, تذكروا ???" دكتور اموم ونتوك, مولانا ضول اشويل, ماكير بنجامين ,اتير بنجامين, اتيم قوالديت, ملاث جوزيف, الى الخ. اعتقال هولاء و سجنهم اهاج مشار و ماجه و لكن مشار ظل مطيعا لقرنق الا ان ظهر البروفيسور وانجى و البروفيسور اودوك نيابا "عملها تااااانى" و الدكتور لام اكول و قاموا بتجنيد السيد مشار للقيام بعملهم ضد قرنق نيابة عنهم???? قارنوا 1991 و سنة 2013. If this not a pattern, I don't know how it would be called.
(عدل بواسطة Zakaria Joseph on 02-20-2014, 05:25 PM) (عدل بواسطة Zakaria Joseph on 02-20-2014, 06:12 PM) (عدل بواسطة Zakaria Joseph on 02-22-2014, 06:20 PM)
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إن لـم يكـن إنقـلابـاً، فمــاذا؟ (Re: Zakaria Joseph)
|
سجن هولاء المذكورين كان الفكرة الرئيسية فى بيان مجموعة ناصر الى جانب انتهاكات لحقوق الانسان و الدكتاتورية و علاقة الحركة بالانظمة الشيوعية الشمولية . و هكذا رنت نفس الموسيقة فى اذان الغرب: كتب احد الاسماء المستعارة هذا التحليل فى موقعه بان لويل ويل "تحرير البلد بالحكمة"
" When the Coup was finally announced on the BBC, it turned out that much of the accusations leveled against John Garang and the mother SPLM/A were tailored for the ears of the aids community and the western audience—as if the script was, and could possibly had been, dictated by Emma McCunne. To the Western World, the Socialist Communist block was an oppressive regime that prided itself on committing human rights abuses and the suppression of democratic voices. Thus the Nasir group portrayed the SPLM/A as a socialistic group that was congenitally opposed to freedom of expression and was fond of committing human rights abuses, citing the imprisonment of senior SPLM/A officers as the case in point and recruitment of child soldiers—of which Dr. Riek did a great part of among the Nuer—as another one. Yet, the Nasir group had a hand in each and every classic case of indictments leveled against the mother SPLM/A, hence making them co-committers and -oppressors, each according to their contributions. In fact, the Nasir coup makers "camouflaged their intention with the popular slogans of democracy, human rights and separation for Southern Sudan, all of which were the parameters of the emerging international political order." The triumph of the West, led by the USA, and marked by the fall of the Berlin Wall, had ushered in an epoch of democratic transformation and the secessions of Eastern European countries from the then disintegrating USSR. This was the ready-made bandwagon the Nasir group hopped onto, packaging it in Southern Sudanese language. "
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إن لـم يكـن إنقـلابـاً، فمــاذا؟ (Re: Zakaria Joseph)
|
المؤلم حقا اننا كنا نعرف ان هذا الرجل كان فى طريقه منذا فترة لاعادة نفس سيناريو سنة 1991. احدى الاصوات هنا قالت ان المشكلة تكمن فى ان الجنوببين صريحين. Yep???? و هذا "code" على انهم مثل الاطفال... يعنى بيقولو ما يخطر ببالهم و يفعلوا ما يشعروا به. تلك الاراء هى التى تستند عليها نظرية الاوروبية عن الوحش النبيل. مثلا: هل تتخيلوا عالم بتقول الناس ما يخطر ببالها بكل صدق? او الناس تفعل ما تحلوا لها لانها صريحة. نحن نستاهل .....
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إن لـم يكـن إنقـلابـاً، فمــاذا؟ (Re: Zakaria Joseph)
|
و السيدة هاقمان-مشار هذه ظهرت على رادرات المخابرات الدولية من زمان و سكتنا. Global Intelligence Files كتبت تقرير عنها و الويكى ليكس قامت نشرتها. كلام دى كنا نعرفو و لكننا سكتنا:
Text of unattributed report in English headlined "Becky Machar, is she queen of the South Sudan" published by Sudanese newspaper The Citizen on 8 September
South Sudan's strongest man after Salva Kiir Mayardit, Vice President of the Government of Southern Sudan (GoSS), Dr Riek Machar Teny, is in an acute dilemma and a slightly awkward position between the calls of his duty to the people of Southern Sudan, and his affection to his new American wife Becky Machar. Our sources in Juba University and other circles in the Southern capital, who all naturally refuse to be named, tell us that Machar's new wife, 57 year old Becky Hagmann, is in more and more intervening in the daily wor of her husband to the extent that she bergs into political meetings without prior permission. So who is Becky Hagmann Machar?
Mrs Hagmann was brought up in a devoted Christian Family in rural America, and by that country's standards could be said to have grown up with less material means than an average US household. Her folk, although poor, appear to be decent people. She married the priest Hagmann and they worked together in a church - run charity collecting donations from the congregations and sending it to the war torn Southern Sudan.
Mrs Hagmann's work in the South prior to the peace agreement was how she came to meet, and apparently fall in love with the Nuer leader and one of the founders of the Sudan People's Liberation Movement (SPLM), Dr Riek Machar Teny.
She is not the first white Western lady to catch the attention of the Government of Southern Sudan (GoSS) Vice President though. Machar's firs non - Sudanese wife, was the late Emma McCune, a British aid worker with Children in South Sudan during the war. Machar's first wife is political activist an ex-state Minister of Petroleum at the Federal level, Mrs Angelina Teny, who shot to international fame during the last elections when she contested the results of Unity state gubernatorial race, though a lot of bloodshed, was averted by her directions to her followers to abstain from violence.
The late McCune went to war-torn South Sudan in 1987 at age 23 to teach for the British organization Volunteer Services Overseas. After reluctantly returning to England in 1988 McCune once again returned to Sudan in 1989 to work for the United Nations Children Fund (UNICEF), funded Canadian organization Street Kids International, which founded or re-opened more than 100 village schools in the country's South.
McCune spent much of the late 1980s in the Southern Sudan in the midst of war and famine. Dr Riek Machar and Emma instantly fell in love and he proposed to her on their second meeting. Emma died in a car accident in Nairobi in 1993.
Hagmann on the other hand continued to have an on-off relation with Machar since the mid 1990s but only married him a few months ago this year. From the accounts we received from our sources, it seems that she's out to make up for her poor childhood by living and acting, or perhaps overacting, the role of Queen without Kingdom.
She has apparently used her imaginary royal privileges by flying into Juba her three children from an earlier marriage and then taking them on a luxury safari trip to Kenya at the expense of the Southern tax payers' money.
But her more flagrant "Royal traits" is her belief that she can simply get into any meeting Machar is attending and even end the meeting.
At a meeting at Juba University attended by her husband, those present were shocked when she barged into the meeting and announced that her hubby, Riek Machar has no time to continue the meeting as he had more urgent matters to attend to.
What were the urgent matters? It seems that the American rural girl has issued directives that her husband spent more times with her either mountaineering in Jebel Kujor or at his farm.
Indeed her interference in Machar's daily schedule extended to ordering his office to change the furniture. Is the rural girl South Sudan's new Queen? That's the question on everyone's mind, especially those who witnessed Mrs Becky Hagmann Machar's unannounced intrusions into closed political meetings http://search.wikileaks.org/gifiles/?viewemailid=5214241 هذا هو التقرير المخابراتى. و تتحدث عن بت قروية فقيرة من اميركا نصبت نفسها ملكة جنوب السودان. هولاء هم من يريدون ان نثق فيهم و يخدعون الفقراء بانهم لديهم قضية
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إن لـم يكـن إنقـلابـاً، فمــاذا؟ (Re: Zakaria Joseph)
|
و يبدو ان السيد مشار قد قام بتكوين حكومة مؤقتة برئاسته و تضم بعض الاسماء التى عزلت من قبل كيير. زوجته, انجلينا تينج من الاسماء المطروحة.
Hon. Dr. Riek Machar Teny – Interim president
Vice President- Vacant; to be filled by other parties
1. Hon. Deng Alor Koul – Cabinet Affairs
2. Hon. Lt. Gen. Gier Chuang Aloung – Defence and Veterans Affairs
3. Hon. John Gatwich Lul -Justice
4. Hon. Taban Deng Gai- Foreign Affairs and International Cooperation
5. Hon. Eng. Chol Tong Mayay – Office of the President
6. Hon. Aloisio Emor Ojetuk – National Security Service
7. Hon. Madam Rebeca De Mabior – Interior and Wildlife Conservation
8. Hon. Kosti Manibe Ngai – Finance, Commerce and Economic Planning
9. Hon. Mabor Achol Kuer – Labour, Public Service and Human Resource Management
10. Dr. Olivia Lomoro – Health
11. Hon. Gabriel Changson Chang- Information and Broadcasting
12. Hon. Silvano Odwaro Gordon – Agriculture, Forestry, Tourism, Animal Resources and Fisheries
13. Hon. Aguil De’Chut Deng – Education, Science and Technology
14. Hon. Angelina Teny – Housing and Public Utility
15. Hon. Bor Gatwich – Electricity and Dams
16. Hon. Husien Maar Nyuot -Roads and Bridges
17. Dr. Costelo Garang Riny – Petroleum and Mining
18. Dr. Dhieu Mathok – Environment
19. Hon. Dr. Cirino Hiteng — Youth, Cultureand Sports
20. Hon. Sarah Nyanath – Gender
21. Hon. Maj. Gen. Madut Bair Yel – Ministry of ICT http://www.equatoriasun.com/south-sudan-news/rebel-leader-un...his-interim-cabinet/ و من المؤكد ان معظم هذه الاسماء لا تتفق مع السيد مشار كما انه لا يمكن معرفة كيفية تحقيق حلمه هذا.
| |
|
|
|
|
|
|
|