|
عرس الزمن الآتي.. (قصيدة قديمة/جديدة)
|
فضيلي جماع:
عُرْسُ الزّمَنِ الآتي !!
"1" رعْدٌ يهُزُّ مناكِبَ الدُّنيا بلا مطرٍ يلُوحُ ولا سحابْ كانتْ مدينتُهم – كعادتها- تمُدُّك بالأسَى .. ومرارةِ الذّكرى.. وجمْرِ الإغترابْ! في الحُزْنِ تشتعِلُ الحروفُ وتأخذ الكلماتُ معناها البعيدْ الظلُّ يجفلُ.. والرِّياحُ تُبدِّدُ الأحلامَ من بابٍ لبابْ ! ووداعُ محبوبيْنِ يُمزَجُ بالعِتابْ: - لابدَّ أنْ ألقاكَ يا حُبِّي الوحيدْ .. ما فاتَ لا يأتي ومنفاكَ الجديدْ.. يحوِّلُ الكلماتِ من أحلامِها ويدسُّ في طيّاتِها.. غضبَ الرِّياحِ.. وفوْرةَ الحُمَّى.. وملحمةَ الشبابْ ! منفاكَ يمنَحُ شارةً خضراءَ.. للضوْءِ البعيدْ ! ويلمّها الأفراحَ من ثغْرٍ.. حلُمْتَ به وغابْ ما اخترتَ جلاديكَ .. ما اخترتَ الهزيمةَ .. إنّ عصركَ يمنَحُ الأحزانَ بالمجّانِ فاعْتصِرِ الشرابْ.. من بؤْسِ حاضرِكَ الأسِيرْ !
"2" ليْلاكَ أمْسِ تعوّدتْ لغةَ الرُّمُوزْ كتَبَتْ بحِبْرِ دُمُوعِها.. في الرَّمْلِ أغنيةً تَعَذّرَ فهْمُها إلاّكَ.. كنْتَ بعيْنِ لُبِّكَ تفْهمُ الأشياءَ.. خاليةً من التعْقيدْ ! كُنْتَ تقيمُ في الزمنِ الذي يأتي وتنسِجُ منه أشعاراً لعيْنيها عزاؤكَ أنَّ ليْلَ الحُزْنِ مهما طالَ يشربُ من معِينِ الموْتِ.. مثْلُ الآخرينْ!
" 3" طيفٌ تسلّلَ في الظلامِ إليكَ حاكَ ملاءةً من فضّةِ القمرِ المنيرْ أعطاكَ وعْداً أن يعودْ وتظلُّ ترقُبُ كلَّ أمسيةٍ بريدَ الرِّيحِ: - لو يأتي غداً.. وهل يأتي.. وهذا الظلُّ سجّانٌ حقودْ ؟! ومشيئةُ الأيامِ أن تبقَى أسيرَ الحُلمِ والوعْدِ الذي ينأَى ولكنّ الرُّعودَ تعودُ تقصِفُ والسماءُ بلا سحابْ ليلاكَ أبْعَدُ ما تكونْ وكذا الصِّحابْ !! الليلُ تنِّينٌ يهزّك .. ثم يبعثُ في عروقِكَ نبْضَ وعْدٍ سوف يأتي فيعودُ ذاك الطيْفُ يخترقُ الظلامْ أعطاكَ وعْداً أن يعودْ في لحظةٍ كانت عيونُ النجمِ.. تحضُنُ في حنانٍ عاشِقَيْن وصدىً يرنّ: - ها إنني ألقاكَ يا حبِّي الوحيدْ لا السِّجْنُ حطّم وعْدَنا كلاّ ولا ثِقَلُ القيودْ ! وأرى النُّجومَ كعهدِها .. توّاقةً للحلمِ والسهرِ الجميلْ ويدورُ عالمُنا ليحلُمَ كلُّ مَنْ يسعَى.. بدغْدغةِ الحياة !
"4" تمشيِ على الإيقاعِ منبهراً خُطاكَ تقودُ صوتَكَ.. حيْثُ تغتسِلُ الشُّموسُ وحيثُ تنْدحِرُ الظِّلالُ .. ويسكرُ النّدماءُ من خمرٍ .. تُدارُ بلا كؤوسْ ! وخطاكَ – إذْ تمشي – مواقعُ فاتحينْ! اللّيلُ يهرب منكَ، والكلماتُ في المنفَى.. تصيرُ مشاعلاً وخطاكَ تختصِرُ المسافةَ.. بين سجنِك والرعودْ ! تمشي على الإيقاعِ منبهراً لتبعثَ من جديدْ .. تحْتَ النُّجومِ وتحت أضواءِ الشموسِ نهارَكَ المصلوبَ في زردِ الحديدْ ! والحرفُ يُزهِر في غناءِ القادمين وحديثُ محبُوبينِ يُمزَجُ بالعتابْ: ستظلُّ يا حبِّي الوحيدْ زادي وزادَ أحبّتي.. متمرِّداً تعْصَى القيودْ ! أحلامُ مَن فاتوا تهُبُّ جميلةً في روْضِ عالمِنا الجديدْ وغناءُ مَن يأتونَ.. عُرْسُ مدينةٍ ترْعَى لقاءَ العاشقين! وتشدُّ قوسَ النصْرِ .. من حُلُمِ الصِّغارِ القادمينْ !
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: عرس الزمن الآتي.. (قصيدة قديمة/جديدة) (Re: أيزابيلا)
|
الطبيبة الشاعرة/إيزابيلا
كتبت تقولين :
Quote: _هل انا أول الواصلين لهذا العرس! _ليتني |
أنت لآ تأتين إليه..بل أنت أبدا داخل عرس الزمن الآتي! كل ما تكتبين يشي بأن قارب أشعارك يبحر صوب شواطئ عالمنا الجديد. أنت وآخرين أحببتهم أقرأ في كلماتكم هنا في المنافي بريق الأمل فيصبح الوطن مني قاب قوسين أو أدنى. شكرا على تفضلك بالمرور أختي الحبيبة.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عرس الزمن الآتي.. (قصيدة قديمة/جديدة) (Re: Salwa)
|
الجميلة /د. سلوى
فرحت كثيرا لكونك بيننا في هذا الفضاء الجميل. أتابع ما تكتبين . بوستك عن المرأة الدارفورية (الميرم) واصفة إياها بأول من مارس السياسة في عالم حواء السودانية أعجبني. هذا جانب لا يعرفه الكثيرون من أبناء وبنات وطنك عن ذاك الركن من بلادنا. شكرا لك .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عرس الزمن الآتي.. (قصيدة قديمة/جديدة) (Re: فضيلي جماع)
|
أستاذي فضيلي ..
هذا ما يميز (الكلام) الذي ينضح صدقاً .. ووضوحاً وسهولة .. فقد مسّت فيّ (هذه القصيدة) ركناً خلته لن يُطال.. هذه الكلمات ،، ملأتني تفاؤلاً في زمن الإحباطات المستمرة ، وأنتظر الآن ( بلا خوف ) لحظة إلغاء ( الوأد ) . . وعودتي حياً إلى ( مدافن الحبل السري ) لأُبعث من جديد ... وأهتف ملأ حنجرتي .. يا اللللللله ... يا أميييييي .... يا صحاببببببببببببي وأرضي ..
أمنية هي ، ليتها تتحقق .. ليتها .. ليتها .. ليتها .. ليتها .. ليتها .. ليتها .. ليتها ..
سلمت يا فضيلي ..
صلاح عبدالله
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عرس الزمن الآتي.. (قصيدة قديمة/جديدة) (Re: Salah Abdulla)
|
أخي صلاح عبدالله
إنه لمن دواعي سروري أن تصف كلماتي المتواضعة هذه بالصدق. إن الكلمة التي تفقد خاصة الصدق حتما تضل طريقهاإلى قلب القارئ. غاية ما يسعى خلفه أي كاتب أن تجد كلماته الحفاوة عند القارئين. وهذه الأمنية تظل بعيدة المنال إن لم يكن الصدق غاية في ما ينشده الكاتب.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عرس الزمن الآتي.. (قصيدة قديمة/جديدة) (Re: Salah Abdulla)
|
يا شاعر المدينة الهمام قل لنا
من أين تأتينا بكل هذا العنفوان..
الشعر من لدنك يا فضيلي يهطل على قلوبنا كالمطر الإستوائي
ويغسل عنا حزن آلاف السنين
كم هي جميلة احرفك
والتي ينساب بينها دفء المشاعر
مثل أنهار العذوبة
فتسكن الدهشة في عروقنا
ولا تغادر
ثم ينتحر الأنين
شكراً فضيلي على هذا التدفق العظيم
والشوق لك والله لا تحده حدود
محبتي العميقة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عرس الزمن الآتي.. (قصيدة قديمة/جديدة) (Re: Dr. Moiz Bakhiet)
|
أيها الشاعر والنطاسى البارع..إنه لشرف لي أن أسمع منك هذا الإطراء. أدعي دائما أن بعض ما في أكمام الزهر من رحيق لا تشمه إلا الفراشات ولا يعرف منتهاه سوى النحل. وتزكيتك يا صديقي لهذه المحاولة آخذها مأخذ الجد ، وأوهم نفسى بتصديقها لعلمي أنها جاءت من أمير في مملكة الشعر.
أرجو أن تقبل أصدق أمنياتي أيها الشاعر والإنسان النبيل!
| |
|
|
|
|
|
|
|