|
الغناء زمن الخوف- شعر
|
فضيلي جماع: الغِناءُ زمَنَ الخَوْف ! في زمنِ الخوْفِ أغنيّ وأُفجِّرُ لغْمَ الكلمةِ عمْداً في أيّامِ الخوف ! الحنجرةُ الخرساءُ تموتُ وتولدُ حنجرةٌ أخرى والحرْفُ نزيفْ! مطرٌ هطّالٌ .. برقٌ صبّ حليبَ الضّوءِ وناجاني منتصفَ الليلْ! ما عُدْتُ أرى حوْلي.. إلاّ الخنجرَ.. إيقاعاً أشْهَى في عَصْرِ الرُّعبْ! فبسطْتُ لأطفالِ بلادي رمْلَ القلبِ الناعِمِ.. شارةَ حُبْ ! يلْهُونََ عليهِ وينتشِرون زهوراً فوق الحقلْ! صيفُ المحنةِ يهربُ أو يحْني هامته خجلاً تحْت براءةِ طفلْ! وأكبرُ من أنيابِ الرُّعْبِ قوافٍ تكسِرُ صمتَ اللّيْلِ وتفْضحُ مطَرَ الزَّيْفِ وسيل الكذب النازل من فكِّ المذياعِ.. من الصحف الصفراءِ وهرطقة التلفاز وباعة عرق الفلاحين ودمعات الأيتام! فصولك رَعْدٌ.. يكذِبُ عُشْبَ الأرض وأعمدةٌ بلهاءَ.. وفقرٌ ظلّ يلازِمُنا يا زمنَِ الرُّعبْ ! أشجارٌ يابسةٌ من غيْرِ جذورٍ تحفِرُ فوق جماجمِنا.. ألوانَ الذُّلِّ.. تعكِّرُ صفْوتَنا وتفرُّ.. تفرُّ إذا غنّيْنا ملءَ حناجرِنا وشدَوْنا ملء القلبْ! تغتالُكَ ضحْكةُ طفلٍ يا طوفانَ الرُّعْب! وبرُغْمِ هوانِك.. رُغْمِ تشبُّثِ جلاّديك بأسْيافِ الكذبِ الأصفر وتسلُّقِهم أكتافَ الوهْمِ المنهار نتوكّأُ فوْقَ رماحِ الحقِّ وجمراتِ الإبداعْ ونذوبُ كما الشمعاتِ تذوبُ ليخضرَّ العالمْ! لا الرِّيحُ تسُدُّ أمام أغانينا الشارعْ لا طنْطَنةَ الحنجرةِ الخرساء ولا العُهْرَ المحْشُوَّ يخُونُ ضِياءَ العصْرِ الرائعْ ! ألوانُ الطيْفِ أمانينا دفْعُ التيّارِ خُطانا ! ولهذا نفرحُ.. نفرحُ حين تزلْزلُ كلمةُ حقٍّ.. كلَّ قصورِ الخوْف! ولهذا تقبِضُ كفُّ الفارسِ.. جمْرَ اليوم ! وتصبِحُ ضحْكةُ طفلٍ موسيقَى وحبيبي ينفُضُ عنه غُبارَ النوم! يحُثُّ خطاهُ تجاهي! يبسِطُ راحتَه فأقبِّلُها وأمدُّ له كفِّي فيقبِّلُها ونمِيطُ عنِ الأشياءِ لِثامَ الزيفْ نتعانقُ.. نذْرَعُ مزْهُوَّيْنِ.. شوارِعَ عصْرِ الخوفْ!
من مجموعة شعرية تحت الطبع
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الغناء زمن الخوف- شعر (Re: فضيلي جماع)
|
Quote: صيفُ المحنةِ يهربُ أو يحْني هامته خجلاً تحْت براءةِ طفلْ! وأكبرُ من أنيابِ الرُّعْبِ قوافٍ تكسِرُ صمتَ اللّيْلِ وتفْضحُ مطَرَ الزَّيْفِ وسيل الكذب النازل من فكِّ المذياعِ.. من الصحف الصفراءِ وهرطقة التلفاز وباعة عرق الفلاحين ودمعات الأيتام! فصولك رَعْدٌ.. يكذِبُ عُشْبَ الأرض وأعمدةٌ بلهاءَ.. وفقرٌ ظلّ يلازِمُنا يا زمنَِ الرُّعبْ ! أشجارٌ يابسةٌ من غيْرِ جذورٍ تحفِرُ فوق جماجمِنا.. ألوانَ الذُّلِّ.. تعكِّرُ صفْوتَنا وتفرُّ.. تفرُّ إذا غنّيْنا ملءَ حناجرِنا وشدَوْنا ملء القلبْ! |
جديدك يفرك في وجداننا الأمل .. الي أن تتقد الشعلة.. فلا ترخي عنها ذندك .. لك التقدير .
| |
|
|
|
|
|
|
شكرا ليك يا هندسة على المؤازرة!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الغناء زمن الخوف- شعر (Re: هشام آدم)
|
الأخ الصديق هشام آدم..أطربتني بقراءتك المتوازنة الواعية. يعتقد الروائي الكبير أستاذناالطيب صالح أن نقدك الشيء يعني محبتك له. باعتقادي أن الطيب صالح ذكر هنا نصف الحقيقة..أما النصف الآخر فهو أن العمل الجيد يخضع للنقد لأنه يستفزنا فننهض لمعالجة ما نراه إيجابا أو سلبا، كان ذلك عن حب للنص أم لأنه فقط استثار حميتنا. دعني أتعشم أن هذا النص قد حرك فيك ما جعلك تكتب هذا الكلام الجميل. كلامك هذا فوق العين والرأس وستخضع المقاطع التي تعرضت لها بملاحظاتك إلى الغربلة وإعادة النظر.
تعجبني كثيرا نصوص الشاعر القامة محمود درويش وأظن أنه - خصوصا في أعماله الأولى وحتى الثمانينات - جمع بذكاء بين النفث الرومانسي والحالة الثورية. تأثرت أيضا بترجمات لأشعار مماثلة وخاصة أشعار بابلو نيرودا وفيدريكو غارسيا لوركا. لكني أقول لنفسي دائما: ليتي ألحق غبار هؤلاء.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الغناء زمن الخوف- شعر (Re: سجيمان)
|
Quote: الله ..الله لا فض فوك ياامير شعراء بلادي |
أمير حتة واحدة كدة يا دكتور عادل؟؟ شكرا ليك..لكن أهلي الغلابا في الهامش بعد كدة يتعاملوا معاي كيف؟ خليني معاهم بدون أمارة ودوشة علشان يكون البساط على طول أحمدي. شكرا لك أيها الصديق.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الغناء زمن الخوف- شعر (Re: فضيلي جماع)
|
Quote:
قوافٍ تكسِرُ صمتَ اللّيْلِ وتفْضحُ مطَرَ الزَّيْفِ وسيل الكذب النازل من فكِّ المذياعِ.. من الصحف الصفراءِ وهرطقة التلفاز وباعة عرق الفلاحين ودمعات الأيتام! فصولك رَعْدٌ.. يكذِبُ عُشْبَ الأرض وأعمدةٌ بلهاءَ.. وفقرٌ ظلّ يلازِمُنا يا زمنَِ الرُّعبْ !
|
يا شاعرنا
واصـل الشدو بقلب الشاعر الجرئ ,
وآتنا بالقواف الكواسـر
فمن سواك يبشـر يزوال الصمت إلى الأبـد,
لك التحيـة فضيلي يا نبض القلوب
أحمد الشايقي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الغناء زمن الخوف- شعر (Re: إيمان أحمد)
|
صوتك الذي هاتفني هذا المساء .. أورقني .. فحمدت الله عليك ..Quote: يبسِطُ راحتَه فأقبِّلُها وأمدُّ له كفِّي فيقبِّلُها ونمِيطُ عنِ الأشياءِ لِثامَ الزيفْ |
القبلات التي تتفتق - بفعل الأنسنة - مشيئات تتصافح .. فينسدل الزيف و القيد .. ( جدلة عرسٍ في الأيادي ) .
هل قلت لك يا شيخي مساء اليوم أنني أحبك ؟
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الغناء زمن الخوف- شعر (Re: فضيلي جماع)
|
العزيز هشام ادم لا اعتقد انه يلزمك اعتذار لنظرة نقدية لاي نص ابداعي و انت من اهل اللغة و علومها فالرجاء ان تعيننا و المبدع علي قراءة افضل و ادق لما يطرح و لا اشك في امتنان استاذنا فضيلي لاي جهد يخدم نصوصه.. فمثلا توقفت مثلك عند مفردة صفواتنا و كان رأي مطابقا لما تفضلت به.. لكني اري تفوق فضيلي في الموازنة الحاذقة بين موسيقي شعره الداخلية و بين المعني و الموضوع حيث انه لا يركن للضرورة الشعرية لحشر المفردات قسرا خدمة للمعني و لا يهمل الجرس او يقطع تسلسل السرد الشعهر برص كلمات رنانة.. قولك بالنسق الصوت الواحد في كل نصوص جماعي يخيل لي انه ناتج احتشاد موسيقي النص الداخلية لدرجت تتصور معها و كأنها من اصناف الشعر الكلاسيكي المقفي رقم بنيتها الحداثية التفعيلية اذا جاز التعبير.. و الشعر المنتمي عموما هو شعر موضوع و بهذا هو اقرب للواقعية منه للرومانسية فالثورة تنبع من حب و تدعو لحب و تمهد لواقع يحتمل الحب..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الغناء زمن الخوف- شعر (Re: فضيلي جماع)
|
Quote: وحبيبي ينفُضُ عنه غُبارَ النوم! يحُثُّ خطاهُ تجاهي! يبسِطُ راحتَه فأقبِّلُها وأمدُّ له كفِّي فيقبِّلُها ونمِيطُ عنِ الأشياءِ لِثامَ الزيفْ نتعانقُ.. نذْرَعُ مزْهُوَّيْنِ.. شوارِعَ عصْرِ الخوفْ!
|
ليت حبيبي ينفض عنه الغبار الذي قلت وليتنا نميط ذلك اللثام لثام الزيف ليتنا بعد العناق نزرع تلك الشوارع وياله من زهو حين نزرعها . عصر الخوف عصري حتى أرضي أرض الخوف تضائلت فيها أبحث عن حب .. حرية .. أمان
ترى كم أنسان كتبت في هذة القصيدة ؟ أراها تسير أبعد من مليون ميل وتطالنا في المنافي أتراها تجمعنا يوماً ما الكلمات ؟
| |
|
|
|
|
|
|