|
الدليل .. بروفة سبتمبر ..!!/زهير السراج
|
زهير السراج [email protected] www.facebook.com/zoheir.alsaraj
الدليل .. بروفة سبتمبر ..!!
* لا يزال المؤتمر الوطنى مصرا على التشبث بسياسة (حافة الهاوية)، او ما اسميها بـ( نظرية الجردل) فى ادارة شؤون الدولة رغم نتائجها الكارثية على البلاد وعليه هو نفسه، فضلا عن سياسة صناعة الاحزاب الصغيرة التى ليس لها وجود الا فى الورق فقط والتظاهر بالتحالف معها حتى يوهم نفسه بأن الذى يحكم هو حلف عريض، الى ان يصل لدرجة تصديق الوهم .. وهو نوع من انفصام الشخصية يعانى فيه المريض جملة من الأوهام قد تكون (حسّية) أو ( إعتقادية) او الاثنين معا ..!!
* في الوهم الحسّي قد يسمع المريض أصوات غير موجودة أو يرى أشياء غير واقعية أو يشم ويلمس ويتذوق ما لا حقيقة له، وترى البعض يتكلم مع السماء أو يتلاكم مع الهواء أو يبكي ويلطم بدون سبب أو يضحك ويقهقه حسبما يرى ويسمع ويحس من أمور لا واقع لها، كما جاء فى موقع (ويكيبيديا).
* وقد يكون الوهم اعتقاديا كما فى (الإعتقاد الإضطهادي) حيث يتصور المريض أن من يضحك مع زميله إنما يضحك عليه، ومن يتهامس فإنه يتهامس عليه، وأن الناس حوله منهمكون في صنع المؤامرات ضده.
* أو على العكس من ذلك مثل الميجالومانيا أو (جنون العظمة) حيث يعتقد المريض وبشكل قاطع أنه حالة إستثنائية فوقية تختلف عمّا سواها وتتفوق بقدرات ومواهب قد تكون خارقة، فقد يتصور نفسه، مثلا، أنه مسؤول سياسي مهم أو قيادي في الحزب من الدرجة الأولى أو أنه من أقارب رئيس الوزراء أو من المقربين له، او انه رئيس الوزراء نفسه، أو أنه تاجر ثري يملك الكثير من الثروة والمال أو فيلسوف عصره وحكيم زمانه أو أديب لا يُضاهى أو أمير للشعراء أو أحد علماء الكون ومنظريه أو رجل من رجال الدين المنزهين، بل ربما تقوده الهلاوس والضلالات الى أن يدعي النبوة او الألوهية في بعض الأحيان.
* ذلك هو حال المؤتمر الوطنى مع احزاب الفكة او أصنام العجوة التى يصنعها بنفسه وعندما يجوع يأكلها ثم يصنع غيرها ..!!
* اما بالنسبة للاحزاب التى كانت كبيرة ذات يوم ولم يعد لها سند شعبى الا فى خيال شيوخها فقط (راجع الميجالومانيا اعلاه)، فهو ما فتئ ينقل اليها (عدوى الوهم) ليوهمها بانها لا تزال كبيرة ويغريها بالمشاركة فى السلطة فتقبل احيانا (الاتحادى نموذجا)، وتتمنع احيانا اخرى لتكبير كومها (الأمة نموذجا) أوتمارس معه لعبة (توم آند جيرى) التى يجيدها الطرفان.
* والغريب ان هؤلاء الشيوخ رغم وصولهم الى اعتاب القبر لكن لا تزال شهوتهم للسلطة والمال والدنيا متقدة وكأنهم سيعيشون الى الابد .. بينما يموت الاطفال من الجوع والمرض والاضهاد.
* واكثر ما يصيب المرء بالحيرة والارتباك ان العمر الافتراضى للمواطن السودانى هو 45 عاما، لكن معظم السياسيين السودانيين يعمرون طويلا وبعضهم يصل أرذل العمر ما عدا حالات نادرة كالامام محمد احمد المهدى الذى مات فى ريعان شبابه .. ويبدو ان الغرض من تطويل اعمارهم ــ والله أعلم ــ هو تضخيم كتاب سيئاتهم ..!!
* سياسة (حافية الهاوية) التى بدأتُ بها كلكم تعرفونها .. وهى نفسها (نظرية الجردل) التى تحدثتُ عنها مرارا ولا بأس من الاشارة اليها هنا بعجالة، فعندما تتلف حنفية المياه فى المنزل يميل الكثيرون الى محاولة ايقاف تدفق قطرات الماء بربط رأس الحنفية بقطعة قماش بدلا عن استبدالها ثم الاستعاضة عن قطعة القماش بسلك، ثم وضع جردل اسفل الحنفية وافراغه كلما امتلأ، ثم يتسارع امتلاء الجردل ويكسل الشخص عن افراغه فيفيض الماء ويغمر المنزل ويتدفق الى الشارع وعندما تبدو بوادر حرب عالمية فى الافق مع الجيران، يلجأ الشخص الى سباك لاصلاح التلف او استبدال الحنفية ..!!
* هكذا نحن مع المؤتمر الوطنى مع بعض الفوارق، فهو يظل ينتظر المشكلة الى ان تصل الى الشارع ولكن بما انه الاقوى والاعلى صوتا فانه يرغم الجيران على دفع تكاليف اصلاح الحنفية وردم الشارع بالاضافة الى الرسوم الاخرى تعويضا عن المال الذى أضاعه بسبب الفساد وسوء الادارة ..!!
* وهنالك سياسة (فرق تسد) التى لا يزال المؤتمر الوطنى يمارسها بغرام شديد مع خصومه خاصة حملة السلاح رغم انتهاء صلاحيتها منذ وقت طويل، ولا ألومه على ذلك بناءا على المثل المصرى الشعبى المعروف ( اللى تغلبّو إلعبّوا) ولكن من يلام هو الطرف الآخر الذى لا يتعظ من التجارب المريرة التى مر بها غيره بسبب الوقوع فى حبائل هذه السياسة ..!!
* وأختم اخيرا بسياسة (الحلم والتحلى بالصبر) التى يمارسها الشعب رغم الضيم الذى يعانيه .. وهى قابلة للتغيير فى اى مكان وزمان والا لما قيل " اتق شر الحليم إذا غضب" .. والدليل بروفة سبتمبر ..!!
|
|
|
|
|
|