|
إغلاق المركز الإيرانى ..!!زهير السراج
|
زهير السراج mailto:[email protected]@yahoo.com
* مهما كانت الدوافع للقرار الذى اتخذه النظام الحاكم فى الخرطوم بإغلاق المركز الثقافى الايرانى وطرد المحلق الثقافى، فإنه قرر جيد بدون شك، بشرط ان تتبعه اجراءات تنفيذية تؤكد جدية النظام، بالاضافة الى تحجيم العلاقة العسكرية والسياسية مع ايران مما يصب فى مصلحة شعب السودان الذى عانى كثيرا من ممارسات وسياسات وألاعيب النظام، وأقل انواع هذه المعاناة الضائقة الاقتصادية الكبيرة التى يعانى من ويلاتها السودان بسبب احجام العديد من الدول الخليجية من التعاون مع نظام الخرطوم ضمن اسباب أخرى تتعلق بالفساد الحكومى والسياسات الخاطئة، ولقد كانت هذه الدول سباقة الى مساعدة السودان فى العهود الماضية كلما دعت الحاجة لذلك سواء بتقديم المنح والمساعدات والقروض أوالدعم اللوجستى ...إلخ، إلا ان ارتماء النظام فى أحضان الحكومة الايرانية بدون اسباب وجيهة او موضوعية، بدون ان تقدم له ما كان يأمل فيه من دعم، جعلت الحلفاء التقليدين للسودان يمتنعون عن التعاون مع بل ويفرضون عليه العديد من العقوبات المعلنة وغير المعلنة !!
* لقد ظل نظام الخرطوم يعرّض الأمن القومي السوداني ومصالح السودان والسودانيين وحياتهم للخطر بممارساته غير المسؤولة وتحالفاته المشبوهة مع الدول والجماعات المنبوذة عالميا وإقليميا مثل (عراق صدام) خاصة خلال غزو الكويت والتنظيمات الارهابية مثل تنظيم القاعدة (خلال فترة التسعينيات )، ثم مليشيات الجنجويد لاحقا والمليشيات الليبية السلفية حسب مزاعم الحكومة الليبية ..إلخ، مما أغضب عليه المجتمع الدولى فوضع السودان فى قائمة الدول الارهابية وفرض عليه حصارا اقتصاديا ضاريا منذ منتصف التسعينيات فى القرن الماضى وحتى الان الأمر الذى أضر بالاقتصاد السودانى والمواطن السودانى، ولو كان النظام يتعامل بنوع من الذكاء السياسى خاصة مع النمو الاقتصادى الكبير الذى شهده السودان خلال العقد الماضى (2000 – 2008 ) عقب استخراج وتسويق البترول، لكان السودان والمواطن السودانى الآن فى شأن آخر.
* غير ان النظام تمادى فى صلفه وغبائه رغم النصائح الجمة التى ساقها له الكثيرون، فأصرعلى تحالفه المشبوه مع نظام الملالى فى ايران، ومؤخرا مع دولتى تركيا وقطر والتنظيم الدولى الارهابى للاخوان المسلمين، الأمر الذى اعتبرته الكثير من الدول إضرارا وتهديدا لأمنها القومى بل والأمن الأقليمى بأسره، فزاد الحصار على السودان وكان من الطبيعى ان تتوقف المصارف الخليجية من التعاون مع المصارف السودانية مما جعل النظام السودانى يعانى بشدة فى استيراد العديد من السلع الضرورية وعلى رأسها القمح وانهيار الاحتياطى النقدى للعملة الصعبة والعقوبات الامريكية التى تحد من تعامل النظام بالدولار وتفرض عقوبات اقتصادية باهظة على المصارف العالمية التى تتعاون معه، ولا يدرى أحد كيف سيحل النظام هذه المعضلة الكبيرة مع تناقص الإحتياطى الاستراتيجى للقمح والسلع الضرورية من يوم لآخر ..!!
* لقد كان من الممكن أن نفهم أهمية ذلك التحالف المشبوه ، وربما دعونا له ووقفنا معه لو كان يسعى لخير السودان ومصالح شعبه بإنشاء مشاريع تنموية كبيرة في أي مجال من المجالات تنهض بالمستوى الاقتصادي للدولة والمستوى الاجتماعي للشعب، ولكنه للأسف تحالف محوره الأساسي الوحيد هو تصنيع السلاح والضلوع فى انشطة استفزازية ضد دول الاقليم !!
* ظل النظام السوداني للأسف الشديد، رغم قلة حيلته وضعفه، مصراعلى التعاون مع حلف إيران تركيا وقطر وغيرهم والضلوع في الأنشطة التي يقوم بها هذا الحلف المشبوه، بل كان ولا يزال هو الواجهة لكل ما يقوم به الحلف في منطقة البحر الأحمر من أنشطة وألاعيب استفزازية للدول العربية كمصر والسعودية ، ومنها الزيارات المتكررة للسفن الحربية الايرانية لميناء بورتسودان في رسالة واضحة للنظام المصري الجديد وللملكة العربية السعودية وبقية دول الخليج بأن النظام السودانى مستعد ان يذهب حتى (اعمدة هرقل) مع حلفائه فى دسائسهم ومؤامراتهم الخبيثة، وذلك بدلا عن اظهار الحرص على كسب كل الدول إلى جانبه، خاصة مصر والسعودية اللتين تربطهما مصالح كبيرة وعلاقات تاريخية متجذرة بالسودان لا ترقى إليها بأي حال من الأحوال علاقات أو مصالح تركيا وإيران وغيرهما مع السودان !!
* واعود للقول، انه مهما كانت دوافع اتخاذ القرار السودانى الاخير باغلاق المركز الايرانى ، فلا بد من الثناء عليه ودفع الحكومة الى الامام وتحريضها على اتخاذ المزيد من القرارات الايجابية التى تصب فى مصلحة السودان وشعب السودان .. ولكن يجب ان تفهم الحكومة السودانية ان القرارات وحدها لا تكفى ، وانما يجب أن تتبعها الأفعال !!
|
|
|
|
|
|