|
عار الرجال .. ورجال العار ..!!/زهير السراج
|
مناظير على جدار الثورة الخميس 7 نوفمبر، 2013 زهير السراج [email protected] www.facebook.com/zoheir.alsaraj
عار الرجال .. ورجال العار ..!!
* كان الجاهليون يدفنون بناتهم احياء خشية العار حتى نزلت الاية الكريمة (واذا المؤودة سئلت، باى ذنب قتلت) التكوير الايتان 8 و9 ، فتوقف الناس عن دفن بناتهم أحياء، ولكن هل بالفعل توقفت هذه الجريمة أم لا تزال تُرتكب حتى اليوم وبأشكال وطرق أكثر وحشية وفظاعة ؟! * لا شك انها لا تزال ترتكب حتى الان فى مجتمعاتنا الشرقية بأكثر مما كانت عليه فى العهد الجاهلى، فالمرأة لا تزال حتى اليوم تتعرض لشتى اشكال الظلم والاضطهاد بل والقتل فى كثير من الاحيان بما لا يختلف كثيرا عن الدفن ... وان اختلفت الطريقة، فالنتيجة فى آخر الامر واحدة وهى فقدان الحياة، والرعب الكبير الذى تعيشه الضحية قبل ان توأد أو تقتل. * لا يزال مجتمعنا يمارس استعباد المرأة، واسترقاقها ومعاملتها كجارية او خادمة بل ما هو اسوأ: معاملتها كعار يمشى على رجلين لا بد ان يُعتقل اعتقالا مطلقا حتى لا يجلب العار للرجال، وعلى هذا الاساس الفاسد تُعامل المرأة فى كل المجتمعات العربية والاسلامية التى تدين بدين الاسلام ولكنها لا تعى شيئا عن الاسلام، ولا تحاول فهم الاسلام ولا تجتهد لوضع تفاسير جديدة للاسلام تتماشى مع التطور، رغم انها تعلم ان الاسلام دين متطور يصلح لكل زمان ومكان وكان من باب أولى ان تتطور به ومعه، ولكنها للأسف توقفت عند محطة عصر الجاهلية فظلت تدفن المرأة حية حتى اليوم مع اختلاف اسلوب الجريمة، كما ظل المجتمع يمارس نفس ما كانت تمارسه الجاهلية من ظلم للمرأة التى انصفها الاسلام وجعلها الام الرؤوم للمؤمنين والمعلمة والحادية لهم ووضع الجنة تحت اقدامها قبل خمسة عشر قرنا بينما عدنا بها نحن الى ما قبل نزول الاسلام .. حيث كانت تعامل كجارية او عارا لا بد ان يقتل حتى لا يكلل جبين الاسرة بالعار ..!! * عندما تساءل القرآن قبل خمسة عشر قرنا (وإذا المؤودة سئلت، بأى ذنب قتلت) لم يكن بالتأكيد يقصد وسيلة القتل وانما كان يقصد جريمة القتل، بالدفن كانت او بالسكين او بالمسدس او بالشك وما يجلبه من معاملة ظالمة واثار نفسية سيئة تماثل القتل، فالدافع واحد فى كل وهو خشية العار، وما دمنا حتى الان نتعامل مع المرأة من هذا المنطلق الفاسد حتى وان كففنا عن وأدها، فإننا نئدها بالفعل مع اختلاف الوسيلة!! * ما زلنا حتى الان نطارد المرأة بمفاهيم اجتماعية وقوانين حكومية تهين كرامتها وتنتهك حقوقها وتقتلها بالحياة وتئدها فعلا لا قولا... والامثلة كثيرة وعديدة يمكن ان تملأ ملايين الصفحات، وكلنا قد عرف او صادف بعضها او ارتكب مثلها مما يضعه فى خانة القتلة والمجرمين والوائدين الذين يستنكف الله تعالى (من فظاعة ما ارتكبوه من جرم بشع ضدها)، ان يوجه لهم السؤال عندما يمثلون امامه يوم القيامة، فيتوجه بالسؤال الى الضحية، الى المؤودة التى قتلت ظلما بدون ذنب، وهو ما يبين لنا المهانة والمذلة التى ينظر بها الله تعالى الى مرتكب هذه الجريمة الوحشية فيستنكف حتى عن مجرد سؤاله والحديث اليه، فإذا كانت هذه هى نظرة المولى للذين ارتكبوا هذا الجرم الفاحش قبل نزول النص، فماهى نظرته تعالى للذين ارتكبوها او ما زالوا يرتكبونها بعد نزول النص؟! ولا يختلف الأمر كثيرا سواء كانت الجريمة التى نرتكبها خشية العار قتلا او اعتقالا او اهانة او مذلة للمرأة، فهى لا تخرج عن كونها وأدا للمرأة وقتلا لها بالحياة، بل أسوأ من القتل !! * انها جريمة بشعة ان نظل نعامل المرأة وكأنها عار حتى اليوم بعد خمسة عشر قرنا من نزول الدين وتعاليم الخالق، ونُهينها وننتهك كرامتها ونئدها بالحياة ونعاقبها بالجلد فى غير ما شرع الله من أجله الجلد وكأننا أكثر حرصا من الله على الاخلاق والفضيلة، بل وفى أحيان كثيرة جدا نقتلها ونريق دمها فعلا بلا ذنب خوفا من الفضيحة والعار .!! * اننا نحن الرجال... العار، وليس المرأة التى كرمها الله وجعل الجنة تحت اقدامها، فمن يستنكف المولى عن الحديث اليه وسؤاله عن جريمته هو العار... وليس المرأة التى ظلمها وجنى عليها ووأدها فعلا او قولا أو سلوكا بدون ذنب!!
|
|
|
|
|
|