|
هبة سبتمبر...و... وحدة المعارضة /مجدي الجزولي ـــ السويد
|
هبة سبتمبر...و... وحدة المعارضة مجدي الجزولي ـــ السويد الانقاذ، ومنذ انقلابها علي النظام الديمقراطي في 1989م، عمدت علي سياسة البطش والقتل والتنكيل لارهاب وتخويف الشعب السوداني لاخضاعه تحت سيطرتها التامة، فقتلت مجدي محجوب واركانجو داقو وجرجس بطرس "من اجل حفنة من الدولارات"! واعدمت، وبدم بارد، شهداء 28 رمضان في عز شهر الغفران، واشعلت الانقاذ الحروب في دارفور والنيل الاورق وجنوب كردفان وجبال النوبة التي راح ضحيها ملايين، واعترف رئيسهم بلسانه بعشرة الف فقط. كما ساهمت الانقاذ وبشكل مباشر بتنفيذ مخطط تقسيم السودان الي دولتين، وفرطت في اراضي السودان مثال الفشقة الواقعة علي الشريط الحدودي مع دولة اثيوبيا بشرق السودان وحلايب وشلاتين وابو رماد علي البحر الاحمر في الحدود مع مصر. أن تطور الحركة الجماهيرية في نضالها ضد طغمة المؤتمر الوطني، صعودا ونزولاً، وصلت الي مراحل متقدمة. حيث عمدت الانقاذ ومنذ بدايات حكمها الشمولي، علي اطلاق مقولة، وعلي لسان رئيسها "الدايرها، يجي ياخدها بالقوة" فانبري له اسود دارفور وفهود جبال النوبة وجواسر جنوب كردفان والنيل الازرق حاملين السلاح، واظهرو في جسارةً منقطعة النظير، انهم اهل لها، حينما اقتحموا مركز السلطة في قلب الخرطوم بعملية "الزراع الطويل"، التي نفذتها حركة العدل والمساوة بقيادة الشهيد د.خليل ابراهيم. وهزوا بذلك عرش النظام، واثبتوا انه نمر من ورق. وكذلك عملت حكومة المؤتمرالوطني في بداياتها علي تكميم الافواه بتحريم العمل السياسي للاحزاب، وحل النقابات وتكوين نقابات المنشأة في محاولة منها لضرب الحركة العمالية، فابدعت الحركات النقابية والنسوية والشبابية ومنظمات المجتمع المدني بتكوين حركات مطلبية موازية لنقابات النظام الشمولية، نفذت هذه الحركات وقفات وتظاهرات احتجاجية، كسرت بها حاجز الخوف الذي اعتقدت طغمة الحركة الاسلامية بانها زرعتة في قلب الشعب السوداني. كما مارست الانقاذ سياسة الحجر علي الرأي بحرمانها لكتاب بعينهم علي عدم الكتابة في الصحف السيارة والحجز علي بعض الكتب ومنعها من دخول البلاد، والضغط علي حرية الصحافة والتعبير والنشر بمصادرتها للصحف اليومية "كالميدان" وصحيفة "الجريدة" و..خلافه، واغلاق منابر الرأي والاستنارة كمركزي"الدرسات السودانية والخاتم عدلان" فابدعت حركة المقاومة الثورية بالنشر في المنابر اللكترونية المختلفة كسودنايل والراكوبة وسودانيزاونلان. وانتظمت الحركة الشبابية والطلابية، وهي التي يقع عليها عبءالتنظيم والعمل الفعلي التحريضي للجماهير ضد نظام الانقاذ، انتظمت هذة الحركات في مجموعات مختلفة مثال "قرفنا" و"التغييرالان" و"شرارة"، وحرضت هذه المجموعات الجماهير في للخروج للشارع لكسر حاجز الخوف فنفذت تظاهرات 30 يناير2011م ويونيو 2012م واخيرا هبة سبتمبر 2013م. ما احدثته هبة سبتمبر يعد نقلة نوعية في شكل النضال ضد نظام الجبهة الاسلامية. فبعد ان انكسر حاجز الخوف من طغمة الانقاذ، اتجه شعبنا للمواجهة المباشرة مجابهاً الموت والأله البوليسية والامنية للنظام، مقدماً الشهيد تلو الشهيد بصدر مفتوح، اعزل اليدين في سبتمبر 2013م، مما ارعب النظام وزبانيته. ولقد وضح ذلك جلياً من الانقسامات وهروب البعض من سفينة المؤتمر الوطني واحزاب تواليه. أن النقلة النوعية تتجلي في تلك الضرورة الملحة التي اوجدتها هذه الهبة لايجاد جسم تنسيقي لتوحيد قوي المعارضة لقيادة الثورة. فلقد اتضح للجميع استحالة قيادتها فرادا. ووجوب انهاء حالة الاستقطاب والاستلاب الحادين، والانبراء للتخطيط الجمعي والعمل الجاد لاسقاط النظام. اسقاط النظام يجب أن يتبعه فترة انتقالية كافية، للخروج بشعبنا من مرحلة الاستلاب والهيمنة التي سيطر فيها الاسلام السياسي علي مفاصل الدولة وعموم الحياة الاجتماعية. يتم خلال هذه الفترة الانتقالية الغاء كافة القوانين المقيدة للحرية، خاصة حرية الصحافة والتعبير. ومحاكمة و محاسبة عادلة لكل من ساهم في تخريب البلاد السياسية والاجتماعية والاخلاقية ونهب مواردها، واسترداد المال العام المسروق، وعقد مؤتمر للصلح بين شعوب السودان المختلفة، للخروج من متلازمة الازمة الازلية للحكم في السودان، بعقد مؤتمر(عقد اجتماعي) لشعوب السودان لتكوين الدولة المدنية الحديثة ولتحديد ماهية الحقوق والواجبات للمواطن السوداني والالتزام به. ومن ثم عقد المؤتمر الدستوري الشامل بممثلين للاحزاب السياسية وولايات السودان الستة لوضع دستور اتحادي دائم يخضع لاستفتاء شعبي قبيل الدخول في مرحلة الانتخابات العامة. واجب المرحلة يقتضي، وكما استشعر الجميع، العمل علي وحدة المعارضة. وفي هذا يجب وقف الاحادية في العمل والتفكير، لان ذلك من اكبر معوقات العمل الجمعي. من اكثر عوامل بقاء هذا النظام، زهاء الربع قرن، هو الانفرادية في العمل والتفكير الاحادي. يجب وقف ذلك اذا اردنا فعلا اسقاط هذا النظام.
|
|
|
|
|
|