|
السودان فى الصحافة العربية ...مقالا اراء اخبار ..توثيق
|
انطلقت الثورة السودانية من اجل تحرير الوطن من الظلم والفساد والدكتاتورية فى الحكم ...
للمرة الثالثة يقدم السودانيون ارواحهم من اجل الوطن الذى احبوه خرج الجميع الى الشارع العام بعد ان راى بعينة وتلمس نتائج حكم الانقاذ الذى اتى بانقلاب عسكرى قام به حزب كان مشارك فى نظام ديمقراطى هو حزب الاخوان المسلمين تلك الجماعة السياسية التى تتلبس بالدين .. وانكشف لعامة اهل السودان مدى زيف هذا التلبس خلال خمسة وعشرون عاما قضوها فى السلطة حققوا فيها كل اهدافهم التى اتوا من اجلها وهى التملك الكامل لمفاصل الدولة والثروة المصحوبة بالسلطة والجاه وافقروا البلاد وقسموها واشعلوا فيها الحروب وانطلق رصاصهم فى كل انحاء السودان الذى نشروا فيه الحروب والفقر والفاقة .. واليوم يوم الثورة السودانية يقف كل العرب والمسلمين متعاطفين مع الشعب السودانى الذى خرج من اجل الحرية والديمقراطية والاستقرار ومرحبين بها .. وضد كل من يعترض على هذا .. وعبرت دول وحكومات من خلال كتاب واعلام حر وصادق وامين عن هذا ..انه الاعلام الحر اعلام غير ملوث بافكار القرضاوى ورهطه .. افكارهم التى تقتل و تظلم وتدمر .. .. تواصل معى هنا لتقرا راى العرب والمسلمين تجاه الثورة السودانية
وابدا بصحيفة الخليج الاماراتية التى نشرت اليوم فى افتتاحيتها هذا الراى القوى وكانت دولة الامارات عبرت عن رايها بما يجرى .. ..
نتواصل
الإمارات تدعو حكومة الخرطوم إلى الحكمة وتبدي قلقاً من التعامل العنيف مع الأحداث قتلى جدد وصراع حاد بين جناحين في نظام البشير
:الأحد ,29/09/2013
1/1
دعت دولة الإمارات الحكومة السودانية إلى اتباع أقصى درجات الحكمة في التعامل مع المظاهرات والمطالب الشعبية حفاظا على استقرار السودان دولة ومجتمعاً . وصرح الدكتور أنور بن محمد قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية ان دولة الامارات تتابع باهتمام تطورات الأحداث في مدن السودان من واقع العلاقات التاريخية المتميزة التي تجمع بين البلدين الشقيقين، وتبدي قلقها البالغ من التعامل العنيف وغير المبرر مع هذه الأحداث وأثر ذلك على المجتمع السوداني .
ووسط أنباء عن حدوث صراع حاد ومستفحل بين جناحين في النظام أحدهما بقيادة نائب الرئيس علي عثمان طه، سمعت أصوات رصاص داخل القيادة العامة للقوات المسلحة وسط الخرطوم، وشوهدت سيارات إسعاف تخرج مسرعة من المكان، القريب من شارع الستين حيث يقيم كبار قادة الحكومة، وتحدثت مصادر عن وضع وزير الدفاع عبدالرحيم محمد حسين قيد الإقامة الجبرية وسط اعتراضات قوية من الرئيس عمر البشير، قوبلت بالتهديد بضمه اليه، في حين تدخل وسطاء من النظام بهدف ارجاء الخلاف حتى تتسنى مجابهة الأزمة الحالية .
وتحولت مواكب تشييع قتلى احتجاجات الجمعة، امس السبت الى مظاهرات منددة بالنظام وعنفه، ورفض والد قتيل في أم دوم قبول تعازي والي الخرطوم، احتجاجاً على وصف الحكومة للمحتجين ب”اللصوص وشذاذ الآفاق” . وتحدث ممثل عن الضباط المفصولين في سرادق العزاء واتهم الرئيس السوداني بنقض البيعة بتستره على الفساد والمفسدين، ونكوصه عن مسؤولية حفظ دماء المسلمين والنصح للأمة .
واستخدمت قوات الأمن الغاز المسيل للدموع لتفريق مظاهرات التشييع في الخرطوم وامدرمان، وقتل أربعة أشخاص بالرصاص زعمت الحكومة أن مسلحين مجهولين أردوهم، وتحدثت المعارضة عن مسؤولية مليشيات النظام التي باتت تجوب الشوارع بعناصر مدججة بالسلاح ويعتلي بعضهم المباني العالية بهدف قنص المحتجين . وتمسكت الحكومة بقرارات رفع الدعم عن السلع، وصعدت لغة التهديد والوعيد ومحاكمة “المخربين” . في وقت بدأت المعارضة جمع صفوفها، وأعلن عن “تنسيقية التغيير” التي تضم نشطاء سياسيين ونقابات ومنظمات المجتمع المدني، ونددت المنسقية في بيان إعلانها بتعامل النظام الدموي مع المحتجين، وطالبت بتنحيه وحل أجهزته، وتكوين حكومة انتقالية ومحاسبة قتلة المتظاهرين والقصاص منهم .
---------
لأجل الحرية والكرامة آخر تحديث:الأحد ,29/09/2013 كتب المحرر السياسي: 1/1
الذين خرجوا إلى شوارع الخرطوم والمدن السودانية الأخرى، احتجاجاً على سوء الأوضاع المعيشية، ورفع الدعم عن السلع الأساسية والضرورية للمواطنين السودانيين، ليسوا لصوصاً أو إرهابيين أو خارجين على القانون، كما يحلو للمسؤولين ووسائل الإعلام التابعة للنظام وصفهم . هؤلاء مثلهم مثل ملايين البشر الذين يقاسون الأمرّين جراء سياسات اقتصادية واجتماعية وإنمائية فاشلة، جعلتهم يخرجون إلى الشوارع طلباً للقمة عيش تقيهم الجوع والعوز .
أجل، هؤلاء بشر، هم السواد الأعظم من السودانيين الذين ضاقت بهم الحياة، لأن النظام ضيّق عليهم وحرمهم من حقهم .
صارت المطالبة الطبيعية بالعدالة الاجتماعية ورفع الظلم، ووضع حد للبطالة، تهمة يسوقها كل نظام ضد الناس البسطاء بأنهم لصوص أو خارجون على القانون .
لقد عانى السودانيون، طوال العقود المنصرمة، من أنظمة متتالية مختلفة السياسات والمشارب والاتجاهات، كانت قصيرة النظر في التعامل مع قضايا بالغة الخطورة والأهمية، ما أدى إلى كوارث فعلية على المستويات الوطنية والقومية، فكانت حروب أهلية وميليشيات قبلية واثنية وأزمات اقتصادية تراكمت جراء سوء سياسات، وحسابات حزبية ضيقة، فأنتجت عمليات تمرد في كل الاتجاهات، كان أخطرها انفصال الجنوب الذي تحول إلى بؤرة خطر تهدد أمن السودان، إضافة إلى تمرد دارفور وكردفان والنيل الأزرق ومشاكل في الشرق والوسط، ناهيك عن الأزمة الاقتصادية المستفحلة التي كانت جراء فشل متواصل ومتمادٍ في وضع خطط إنمائية تضع في الحسبان إمكانات وثروات السودان الهائلة .
من هنا، كان اهتمام دولة الإمارات بما يجري على الساحة السودانية، انطلاقاً من حرصها التاريخي على العلاقات مع البلد الشقيق وشعبه الذي تكن له كل الود والتقدير، وتتمنى أن يجتاز المحنة التي يعيشها . لذا أبدت قلقها مما يجري هناك ودعت السلطات إلى اتباع أقصى درجات الحكمة والحذر في التعامل مع المظاهرات والمطالب الشعبية .
إن الشعب السوداني عندما يخرج إلى الشارع فلأنه يطالب بحقه المشروع في أن يعيش بكرامة وحرية، وبما تدعو إليه كل القيم الإنسانية، وعلى الحكومة أن تستجيب لمطالبه، إذا كانت فعلاً تمثل الشعب، لا أن تتحول إلى سوط يجلده، وتفتح أمامه أبواب السجون بدلاً من أن تفتح له أبواب الحرية والعدالة
-----------
السودان جوهر المسألة
عزت القمحاوي September 27, 2013
وسط الانهماك العربي بسورية ومصر، يومض السودان فجأة بتحركات جماهيرية تبدو أكبر من الانتفاضات السابقة، التي قمعها البشير بعنف لا يعرف الرحمة. وقد بادر بعض الإعلام العربي باعتبار التحركات الغاضبة دخولاً للسودان في فصل الربيع العربي، بينما تجاهلها الخط الآخر من الإعلام، على اعتبار أن البشير وحزبه من القوى الإسلامية واجبة النصرة، لكن المفارقة أن أول ما خرج من السودان نفسه ـ على قلة ما يخرج من هذه المقبرة الإعلامية ـ كان كلام الترابي عن ترتيبات ما بعد إسقاط النظام!
والترابي، لمن لا يتذكر كان اليد التي حملت المصحف في انقلاب 30 يونيو عام 1989 ضد الحكومة المدنية وكان البشير اليد التي حملت السلاح، لكن العسكري لم يلبث أن التقط مصحفًا باليد الأخرى وأطاح بالترابي ومصحفه. ووقف المتحمسون للأسلمة مع البشير حامل المصحف والسلاح وتركوا الترابي وحيدًا، واليوم يقتضي المنطق أن يهبوا دفاعًا عن شرعية البشير وشريعته، وقد حافظ الرجل على حدود الله، وإن لم يرع حدود الوطن. لم يتردد في التخلي عن الجنوب، ولن يتردد في التخلي عن الشرق والغرب لو استحكمت الأزمة، لكن النار اليوم في القلب، فليتقدم الترابي ويقف بمصحفه في وضع الاستعداد! 30 يونيو المصري، كان بسيطًا، وكان من السهل على الإعلام تحديد حدود الفسطاطين، لكن حالة السودان تفرض السؤال الصعب: إلى أي الإسلامين يجب أن ينحاز أنصار الشريعة والشرعية؟
السؤال لا يبدو جوهريًا بالنسبة للإعلام، فالإعلام مخلوق أساسًا لوأد الأسئلة لا لطرحها أوالإجابة عليها، لكن تجاهل السؤال لا يعني أنه غير موجود أو أن طرحه محظور. وأيًا كان الجواب وأيًا كان نوع انحيازات الأطراف التي تلعب لتوجيه الربيع العربي في الوجهات الخطأ، فالسودان حالة فضّاحة. *** إن كانت هذه نهاية البشير فلن تكون بداية الترابي لأن الادعاء الديني تمت تجربته في البوتقة نفسها، وأعيدت التجربة في غير مكان واتهت سريعًا. وإن لم تكن هذه هي النهاية وتمكن البشير من قمع الحشود مجددًا، فبداية حلفه مع الترابي ضد الشرعية الديمقراطية تكفي عبرة، لمن يريد أن يتصور أو يصور لآخرين أن طريق العسكر يبتعد عن طريق المتأسلمين بُعد المشرق عن المغرب.
السودان ـ وليس أي بلد آخر ـ يكشف الجوهر الفكري لعقيدة الطاعة التي يحتاجها العسكري والمتأسلم. هذا التشابه الواضح يضببه التراشق الإعلامي حول الشرعية والانقلاب والثورة والإرهاب! والمسألة كلها يلخصها شعار السيف أو السيفان مع المصحف أينما كان ذلك الشعار وأيًا كان حجم حصة كل طرف من طرفي تحالف الطاعة الذي يهدف إلى توحيد الكل في واحد خلف الجنرال أو الإمام. في كل التاريخ السياسي العربي كان هذا الحلف ينعقد ليأخذ بلادًا إلى الوراء ويتبادل طرفاه المصالح حتى ينقلب أحدهما على الآخر فيتبادلا الاتهامات، ويجد أحدهما في نفسه القدرة على السيطرة منفردًا فيزيح الشريك، وعادة لا يقر الآخر بالهزيمة بل يتحين الفرصة لاسترداد وديعة الجمهور المطيع.
السيف يحسم المعركة عند الخلاف، وهذا يجعل حملة المصاحف لا يتخلون عن السيف، وفي المقابل لا يتخلى حملة السيوف عن شرعية المصحف. وهكذا يختلط حابل العسكري بنابل المتأسلم، وتتطاير الاتهامات ويتخندق كل طرف وراء ما يتوهمه شرعية سلبها الآخر أو يريد أن يسلبه إياها. *** لم يكن المتأسلمون بعيدين عن السلطة يومًا، ولم يتوقف العسكر عن استخدام الإسلام، وتفاوت الحصص لا يعطي لأي منهما الحق في ادعاء أنه لم يكن جزءً من قوة القمع في يوم من الأيام. وهذا التهارش بينهما ـ الذي يبدو حتى اليوم لا نهائيًا ـ لن يكون له وجود في مستقبل العالم العربي الذي لاح فجره وبدأ السير باتجاه النور ولن يتوقف حتى يصل، لأن العرب بشر مثل الآخرين، من حقهم أن ينعموا بالتعدد والمساواة وأن تكون المواطنة أساسًا لحياتهم السياسية وأن يختاروا من يحكمهم دون إرهاب السيف والكتاب. وإذا كان للفصيلين المتناحرين أن ينظرا تحت أقدامهما، أو إن كان قصور رؤيتيهما يفرض عليهما الجهل بالتغيرات في وعي الشباب العربي، فإن المستقبل ستصنعه الحقائق على الأرض لا التصورات القاصرة للقوى القديمة. لن يرتهن المستقبل لصراعهما أو تعاونهما، كما لن يرتهن لمتنطع على الفكر يعتقد أن من حقه تأييد عصابة حاكمة لأن البديل إسلاموي! المستقبل سيكتبه الشباب بإصرارهم على الحرية وبناء دول حديثة تحرس فيها الجيوش حدود البلاد، أما حدود الله؛ فالله يحرسها، دونما حاجة لأوصياء أخلصوا أو دلسوا
نتواصل
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: السودان فى الصحافة العربية ...مقالا اراء اخبار ..توثيق (Re: الكيك)
|
محافظات السودان من الخرطوم إلى أم درمان تعلن العصيان
متظاهرون سودانيون يتهمون الرئيس عمر حسن البشير بأنه 'قاتل' في اليوم السادس من الاحتجاجات ضد حكمه.
العرب [نُشر في 29/09/2013، العدد: 9335، ص(2)] استمرار الاحتجاجات في السودان والمتظاهرون يصفون البشير بـ'القاتل' الخرطوم- اعتقد الرئيس السوداني عمر حسن البشير أنه أفلت من رياح "الربيع العربي"، الذي أطاح بالعديد من نظرائه العرب، لكن موجات الاحتجاجات التي ظنّ أنه أخمدها بحملة الاعتقالات ضدّ المعارضين انفجرت مجددا في وجهه في صورة أقوى وأعنف. ومنذ الأسبوع الماضي يعيش السودان على وقع احتجاجات متصاعدة ضدّ عمر البشير، وصلت حصيلة ضحاياها إلى غاية يوم أمس السبت، إلى ثلاثة قتلى على الأقل وعشرات الجرحى واعتقال مئات المتظاهرين.
وقالت وزارة الداخلية السودانية في بيان إن 600 شخص اعتقلوا لمشاركتهم في "أعمال التخريب" وسيحاكمون الأسبوع المقبل.
وتظاهر الآلاف من السودانيين عصر الجمعة الماضي في الخرطوم وأم درمان على التوالي وهم يطلقون شعارات مناهضة للحكومة. ومنعت السلطات السودانية ثلاث صحف من الصدور الجمعة، في الوقت الذي تجددت فيه الاحتجاجات في العاصمة الخرطوم.
وتواصلت الاحتجاجات يوم السبت في عدد من أحياء الخرطوم لليوم السادس على التوالي، وتدخلت الشرطة وأطلقت القنابل المسيلة للدموع ولاحقت المتظاهرين لتفريقهم. واتهمت منظمات حقوقية دولية النظام السوداني بـ"إطلاق النار المتعمد" خلال الاحتجاجات، بينما أعلنت الحكومة السودانية عودة الحياة إلى طبيعتها، وسط دعوات إلى مواصلة الاحتجاجات.
واتهم مئات المتظاهرين الرئيس السوداني عمر البشير بأنه "قاتل"، وعمدت قوات الأمن إلى تفريق المظاهرات مستخدمة الغاز المسيل للدموع بحسب شهود، على غرار المظاهرات السابقة والتي تأتي احتجاجا على إعلان رفع الدعم عن أسعار الوقود.
وكان الرئيس السوداني عمر البشير قد أعلن عن خفض الدعم كوسيلة لإنقاذ اقتصاد البلاد الذي تعرض لضربة قوية منذ أن نال جنوب السودان الاستقلال في عام 2011 واستحوذ معه على الكثير من الثروة النفطية.
وانتقد المتظاهرون السبت مقتل "الشهيد" صلاح مدثر الذي قتل الجمعة خلال تظاهرة في الخرطوم بحري. وقال أحد الشهود إن حوالي 2000 متظاهر منهم نساء وأطفال، هتفوا "فليسقط نظام البشير".
وقد حصلت هذه التظاهرة بعد تشييع مدثر (28 عاما)، في أحد الأحياء الراقية في الخرطوم. وهو صيدلي يتحدر من عائلة ثرية معروفة في عالمي الأعمال والسياسة. وأوضح قريبه أنه "قتل برصاصة استقرت في قلبه مساء الجمعة". وتحدثت الشرطة من جانبها عن مقتل أربعة مدنيين الجمعة في الخرطوم وضاحيتها، مؤكدة أنهم قتلوا برصاص مجهولين. ونقلت وكالة الأنباء السودانية عن الأجهزة الأمنية قولها إن "مسلحين غير معروفين أطلقوا الجمعة النار على متظاهرين في خرطوم بحري والخرطوم وأم درمان وقتلوا أربعة مدنيين". وتتحدث الشرطة حتى الآن عن 29 قتيلا، لكنها لم تقدم أي إيضاح حول ظروف مقتل هؤلاء.
واتهمت منظمتان غير حكوميتين، هما المركز الأفريقي لدراسات العدالة والسلام ومنظمة العفو الدولية، اللتان تحدثتا عن حصيلة من 50 قتيلا يومي الثلاثاء والأربعاء، القوات الأمنية بإطلاق النار عمدا على المتظاهرين.
من جانبها دعت المعارضة إلى مواصلة التظاهرات، ودعا حزب الأمة المعارض، بزعامة رئيس الوزراء الأسبق الصادق المهدي، "الشعب السوداني إلى تكثيف الاحتجاجات"، وطالب تحالف شبان الثورة السودانية "باستقالة رئيس الدولة.. والحكومة الفاسدة".
وقطعت شبكة الإنترنت الجمعة للمرة الثانية خلال أسبوع، فيما أعلنت شبكة الصحافيين السودانيين، وهي منظمة غير رسمية، أن أعضاءها توقفوا عن العمل اعتبارا من السبت بسبب محاولات السلطة منعهم من تغطية حركة الاحتجاج. وقالت الشبكة التي تضم 400 عضو في بيان "نرى شعبنا يقتل ولا يمكننا تجاهل هذا الأمر".
وشهد السودان احتجاجات مناهضة للنظام تزامنت مع المظاهرات في تونس ومصر بداية 2011. لكن تم إخمادها باستعمال العنف والقوة ضدّ المتظاهرين والمعارضة التي تعاني بدورها من الضعف والانقسامات ولا تجتذب الشبان الذين يطالبون بتغييرات جذرية. فلم تفلح تلك الاحتجاجات في الإطاحة بالبشير الذي وصل إلى الحكم إثر انقلاب عسكري ضد حكومة الصادق المهدي المنتخبة في 30 يونيو 1989
---------------
السودان في خطر شديد ..
بقلم: عبدالله إسكندر الأحد, 29 أيلول/سبتمبر 2013 07:59
الحياة اللندنية
الأحد and#1634;and#1641; سبتمبر and#1634;and#1632;and#1633;and#1635;
يعرف الرئيس عمر البشير ان ثمة مذكرة دولية صادرة في حقه تطالب باعتقاله وإحالته على المحكمة الجنائية الدولية بتهمة جرائم ضد الانسانية. ومع علمه بدعوات اميركية متكررة له الى تسليم نفسه الى المحكمة الجنائية، طلب تأشيرة دخول الى الولايات المتحدة من أجل حضور الجمعية العامة للامم المتحدة.
في هذا الطلب تلخيص لسلوك البشير وكيفية تفكيره: سياسة الاستفزاز للآخرين والاستهتار بهم وبمواقفهم. وهذا ما فعله ازاء الشعب السوداني وقواه السياسية منذ ان استولى على السلطة في حزيران (يونيو) 1989. لقد تمكن البشير، عبر إمساكه بالمؤسسة العسكرية ووضع أنصاره في مفاصل السلطة واطلاق الميليشيات المسلحة التابعة لحزبه، من الهيمنة على الحكم المركزي هيمنة كاملة. وإن كان يقدم إغراءات هنا وهناك لشخصيات معارضة تنشق عن احزابها وكياناتها لتلتحق به لفترة من الزمن. لكنه في كل الاحوال كانت القوة والبطش من السبل المفضلة لدى نظام البشير لمعالجة المشكلات المتراكمة في هذا البلد المترامي الاطراف، والمتنوع قبلياً وثقافياً.
وفي الوقت الذي لم يتمكن البشير من مقاومة الضغوط الدولية الاستثنائية، خصوصاً الاميركية، والتهديدات التي بدأت تطاول حكمه، اضطر الى التزام اتفاق السلام مع الجنوب وصولاً الى انفصاله. لكن كل المشكلات الاخرى المعلقة في السودان، في الشرق وكسلا، والغرب ودارفور، وفي الوسط، لا تزال على حالها إن لم تكن تزداد تفاقماً، بفعل الرفض الكامل لنظام البشير لكل مساعي الحلول التي تتضمن تقديم تنازلات سياسية من البشير وحزبه الحاكم. وبفعل هذه السياسة الحكومية اتسعت دائرة العنف والقتل والتهجير والفقر وتكاد المواجهات العنيفة تعم كل انحاء البلاد، بما فيها العاصمة والحواضر الكبيرة بين حين وآخر. حتى باتت التوترات والحروب الحال الطبيعية والهدوء والاستقرار الحال الاستثنائية.
اما اليوم، فانتقل العنف الى درجة أعلى رغم الطابع الاحتجاجي البحت على رفع اسعار الوقود للتظاهرات التي واجهها الحكم بكل ما يملك من شرطة وميليشيات. فشن حملة اعتقالات واسعة وتكميم افواه وصولاً الى اطلاق النار وقتل المتظاهرين. تضع هذه التظاهرات الاحتجاجية التي تستقطب حركات شبابية لا تزال تمتنع عن اطلاق الشعارات السياسية حكم البشير امام تحد لا سابق له، سواء لجهة القوى المشاركة فيها او الشعارات المرفوعة او المناطق التي تتحرك فيها. لقد باتت المسألة مسألة مواجهة مباشرة مع شعب اعزل يدافع عن لقمة العيش، وليس حركات سياسية أو مسلحة أو انفصالية، كما حصل على امتداد حكم البشير.
لقد بات حكم البشير في مواجهة جيل جديد يحلم بأكثر من التصفيق للرئيس وحزبه. ويبدو ان الحكم اتخذ قراره التقليدي الرد بالقمع والعنف، ما يضع السودان حالياً في اكثر مراحله خطورة. لقد ألغى حكم البشير كل صمامات الامان في البلاد، بعدما انهك الاحزاب التقليدية (الختمية والانصار) وتنافس «المؤتمر الشعبي» المكون الاساسي من الحركة الاسلامية والذي جاء به الى الحكم. ولا يزال يخوض مواجهات مسلحة في الشرق والغرب ومناطق واسعة حدودية مع الجنوب. ما يؤدي الى اضعاف مزدوج، للقوى السياسة التي كان يمكن ان تشارك في الحكم مع ما يعنيه ذلك من قدرة على التأثير في الشارع، وللقوة المركزية للحكم ما يزيد ضعفه في مواجهة الجنوب ورئيسه سلفاكير الذي يتحول شيئاً فشيئاً الى الرجل القوي والقادر على التأثير في الشمال، بعدما استتبت له الامور الداخلية والثروة النفطية.
لقد بات حكم البشير خطراً كبيراً على ما تبقى من وحدة السودان واستقراره وعودته الى حياة سياسية سليمة، باعتماده على القوة والبطش ورفض أي حوار جدي مع المعارضة أو أي مشاركة من القوى السياسية التقليدية واعتماده على القمع الشديد لمواجهة الحركة الشبابية
---------------
القمع في السودان، هل يحفظ سلطة الاسلامويين؟ .
. بقلم: عزالدين الشريف السبت, 28 أيلول/سبتمبر 2013 19:16
المظاهرات والاحتجاجات التي يشهدها السودان حاليا هي الاكبر منذ وصول الاسلاميين للسلطة في يونيو 1989م وفاقت بالطبع انتفاضتى سبتمبر 1995م وسبتمبر 1996م. جميع وسائل الاعلام تتفق على ذلك ولكن الاهم اتساعها وعمومها لجميع الولايات. لقد ادمنت سلطة الانقاذ العنف ولم يتبقى امامها من سبيل غير استخدام الرصاص الحي ولكن هل هذا هو السبيل المؤدي للحفاظ على السلطة؟ إن السلطة تستخدم اخر اسلحتها وهي في ذلك خلو من اي اخلاق او قيم او وطنية. ان من يقدم على اطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين لا يمكنه ان يدافع عن اي شيء اخر سوى السلطة والسلطة فقط ولكن هل يفيد السلاح في هذه الحالات؟ التجارب الاقرب الينا في مصر وليبيا وسوريا، وهي تجارب معاشة في الوقت الحالي بكل تاكيد، لا يمكن ان تشير الى نجاح هذه الوسيلة. خير للنظام ان يجنب نفسه والبلاد سيل الدماء والخسائر. ان قول الشعب واحد ولا رجعة فيه وعندما يخرج الشعب الاعزل مطالبا بحقوقه وحرياته ومطالبا بالعيش الكريم لابد ان يشق طريقه ولن يثنيه شيء عن ذلك. هذه الجماهير التي تملأ شوارع المدن الان لن تخسر شيئا غير قيودها وفقرها. اشرف للمرء ان يسقط فدى لكرامته وحقوقه وحريته من ان يمون ميتة البؤس دون كرامة يلفه الفقر والقهر.
متلازمة قلة الفهم وعدم تقدير الوضع بصورة سليمة تكاد ان تكون متلازمة طبيعية لدى الطغاة. في اخر مؤتمر صحفي عقده المخلوع نميري كان يتحدث حديثا مهينا ولم يراع مستمعيه ومشاهديه فتحدث عن تقليل عدد الوجبات وعن تقليل عدد كوتة المحروقات التي يستهلكها الفرد – على ان يتم ذلك بصورة تلقائية من المواطن - بل وصل به الحديث حتى عن ثيابه وثياب زوجته! وهاهو البشير يتحدث الى اعضاء حزبه عن افضال نظامه على الشعب السوداني حيث انه علمنا اكل الهوت دوغ والبيتزا - وهي قشور بلا شك - ولكن عندما ظهر في مؤتمره الصحفي بعد يومين قال كلاما كان خيرا منه الصمت!
لقد ادمن رموز النظام الكذب وهم في ذلك مثل غوبلز وزير النازية حين قال قولته الشهيرة: اكذب حتى يصدقك الناس. جميع من ظهر في الايام الفائتة من وزراء ومسئولين بل وحتى صحفيين لم يراعوا شرف الكلمة، كان ديدنهم الكذب والتلفيق وزعموا ان الذي يحدث تخريب تقوم به عصابات ومندسين اتوا بهم من خارج المدن! ان العالم كله يرى ويسمع ما يدور في السودان ولا يمكن ان ينطلي كذبهم على شخص الان.
لم يتبقى للسلطة ورقة توت تستر به عورتها ولا يمكن للجماهير ان تتراجع بعد هذه الدماء. فرص النظام ضعيفة في البقاء وكل ما لديه المزيد من القتل والاعتقال وتحويل البلاد الى خراب. حقا، ان تكلفة زوال النظام اقل من بقائه بكثير
--------------
مأزق صعب للقرضاوي:
الآن يجدون انفسهم في حيرة من امرهم تجاه الاوضاع في السودان
بقلم: عبدالباري عطوان
مأزق صعب للقرضاوي: الآن يجدون انفسهم في حيرة من امرهم تجاه الاوضاع في السودان بقلم: عبدالباري عطوان السبت, 28 أيلول/سبتمبر 2013 06:28 مأزق صعب للشيخ القرضاوي وصحبه من العلماء المسلمين، الآن يجدون انفسهم في حيرة من امرهم تجاه الاوضاع في السودان،
كييف/أوكرانيا بالعربية/ يواجه الشيخ يوسف القرضاوي رئيس هيئة علماء المسلمين امتحانا عسيرا هذه الايام يضعه في موقف حرج للغاية، ونقصد بذلك الانتفاضة الشعبية التي اندلعت شرارتها في السودان وتصدت لها قوات الامن بشراسة مما ادى الى سقوط اكثر من سبعين شخصا، واصابة المئات بالرصاص الحي حتى كتابة هذه السطور.
مصدر الحرج ان الشيخ القرضاوي، والكثير من العلماء المسلمين مثله في مصر ودول الخليج ايدوا الثورات العربية المطالبة بالاطاحة بالانظمة في مصر وتونس وسورية وليبيا واليمن، ووقفوا في خندقها، واصدر بعضهم فتاوى بقتل زعماء هذه الدول، مثلما فعل الشيخ القرضاوي بتحليل اهدار دم العقيد القذافي في ليبيا، ودعا الى الجهاد في سورية، لنصرة المجاهدين، والآن يجدون انفسهم في حيرة من امرهم تجاه الاوضاع في السودان، ويحاولون ان يمسكوا العصا من الوسط، لسبب بسيط لان النظام الحاكم في السودان "اسلامي" وتعتبر جبهة الانقاذ التي يحكم تحت رايتها امتدادا لحركة الاخوان المسلمين.
المأزق الصعب الذي يواجهه الشيخ القرضاوي تواجهه ايضا المحطات الاخبارية العربية الرئيسية مثل "الجزيرة" و"العربية"، وهي المحطات التي جعلت من تغطية فعاليات "ثورات الربيع العربي" في ليبيا وسورية ومصر وتونس الحدث الاهم على مدار الساعة، واستعانت بالخبراء والمحللين وشهود العيان والجنرالات العسكريين، والمفكريين لتحليل جوانبه وتطوراته وتفسير ما يجري على الارض من النواحي كافة باسهاب ملحوظ.
السلطات السودانية اغلقت مكتب محطة تلفزيون العربية يوم الجمعة، وطردت العاملين فيه، وما زال من غير المعروف ما اذا كانت ستفعل الشيء نفسه مع زميلتها الجزيرة، لكن خبراء كثر يستبعدون ذلك لان تغطية الاخيرة في رأيهم اكثر تعاطفا مع وجهة نظر الحكومة من تعاطفها مع المحتجين وضحاياهم.
الشيخ القرضاوي وفي خطبة الجمعة التي القاها في مسجد عمر بن الخطاب يوم الجمعة دعا "الحكام" في السودان وهم "اسلاميون" بعدم تكرار التجربة المصرية في التعامل مع المحتجين المسلمين، وطالبهم بالتوقف عن قتل المحتجين والعمل على "مناقشتهم" في مطالبهم وقال "لا نريد من اخوتنا في السودان وهم من الاسلاميين ان يفعلوا كما يقعل المجرمون في مصر وفي سورية وفي غيرها من البلاد الذين يحكمون في رقاب الناس السيوف والمدافع الرشاشة والدبابات والطائرات التي تضرب الناس".
نعومة الشيخ القرضاوي في التعاطي مع حكام السودان واكتفائه بتوجيه النصح الملطف لهم، ستعرضه للمزيد من الانتقادات من خصومه وما اكثرهم هذه الايام، خاصة انه لم يجرم عمليات القتل للمحتجين، ولم يطالب بتقديم المسؤولين عنها الى المحاكم من اجل القصاص منهم ولم يصدر فتاوى بهدر دمائهم. صحيح ان المظاهرات الصاخبة التي انطلقت في السودان جاءت احتجاجا على رفع اسعار الوقود اي ليس من اجل غياب الديمقراطية واستفحال القمع، ولكن نسبة كبيرة من المحتجين والسياسيين، وبينهم الزعيم الاخواني حسن الترابي، اتهموا النظام بالديكتاتورية، ووصفوا الاحتجاجات بانها ثورة شعبية اسوة بالثورات العربية الاخرى، وطالبوا برحيل النظام، واكدوا انها لن تتوقف حتى يتحقق هذا الهدف، ومن المفارقة ان الدكتور الترابي اسلامي واخواني ايضا ولم يجد كلمة تعاطف واحدة من زملائه العلماء وقادة الحركة الاخوانية.
الحكومة الاسلامية السودانية تصرفت بالطريقة نفسها التي تصرفت فيها الحكومات غير الاسلامية في الدول العربية الاخرى التي شهدت او تشهد، ثورات تطالب بالعدالة والاصلاح والتغيير، وهذا مفهوم، لان الحاكم العربي، اسلاميا كان او علمانيا، لا يمكن ان يتنازل عن الحكم بسهولة استجابة لرغبة شعبية، وسيستخدم كل الوسائل المتاحة بالتالي لقمع الاحتجاجات التي غالبا ما تبدأ سلمية وتنتهي دموية في معظم الحالات. السؤال الذي يطرح نفسه بقوة هو عما سيفعله الشيخ القرضاوي والعلماء الافاضل الداعمون للثورات العربية، واذا لم تستجب الحكومة السودانية الاسلامية لمطالبهم بالتوقف عن قتل المتظاهرين؟ فهل سينحازون الى الشعب السوداني الثائر وجمعيهم من المسلمين السنة، ام انهم سيستمرون في مسك العصا من الوسط، وتوجيه النصيحة تلو النصيحة للنظام.
الرئيس عمر البشير الذي لا نشك مطلقا في التزامه الديني والوطني اساء فهم حالة الغليان الشعبي داخل بلاده مثل الزعماء العرب الآخرين، ولكن ذنبه اكبر في رأينا لانه شاهد النتائج الكارثية التي تترتب على حالة قصور الفهم هذه، وعدم الاستفادة من تجارب الآخرين واخطائهم، وبما يؤدي الى تجنيب البلاد الاخطار المترتبة على ذلك، فما كان يفيد الرئيس البشير لو انخرط في حوار بناء مع القيادات السودانية المعارضة والتجمعات الشبابية، وطبق الاصلاحات المطلوبة ودعا الى انتخابات عامة رئاسية وبرلمانية لاختيار قيادة جديدة خاصة واعلن عدم الترشح لفترة رئاسية اخرى. اما كان الاجدر بحكومة الرئيس البشير ان تجمد اسعار الوقود لعدة اشهر او اعوام اخرى وهي تعلم جيدا ان اي زيادة في الاسعار قد تكون المفجر لموجة الاحتجاجات هذه وتوفير الذرائع للمتربصين بالسودان مثلما تقول الحكومة السودانية.
الرئيس البشير وضع نفسه وكل العلماء المسلمين المتعاطفين معه وفضائياتهم في مأزق صعب للغاية.. مأزق سياسي واخلاقي وايديولوجي ويتعلق بالمصداقية واختبار الانتقائية.
عبد الباري عطوان
رئيس تحرير القدس العربي سابقا
رئيس تحرير ومؤسس صحيفة "راي اليوم" الالكترونية
محلل سياسي وكاتب عربي
-------------
| |
|
|
|
|
|
|
Re: السودان فى الصحافة العربية ...مقالا اراء اخبار ..توثيق (Re: الكيك)
|
جهات دولية تتحصل على صور شديدة الوضوح للقمر الصناعي، خاصة بمرتكبي جرائم القتل في تظاهرات الخرطوم
جهات دولية تتحصل على صور شديدة الوضوح للقمر الصناعي، خاصة بمرتكبي جرائم القتل في تظاهرات الخرطوم
مصدر دولي: سنواصل رصدنا وسنقدم هذه الصور للمنظمات الدولية والحقوقية لمقاضاة المتورطين
09-29-2013 07:18 AM واشنطن: صلاح شعيب
صرح مصدر وثيق الصلة بالمنظمات الدولية بأن هناك جهات حقوقية ظلت ترصد ما سماه بالتعامل الوحشي الذي تقوم به الحكومة السودانية مع المتظاهرين ضد قرار الحكومة رفع الدعم عن المحروقات منذ أول يوم لاندلاع الاحتجاجات.
وأفادنا المصدر أن قمرا صناعيا خصص للمهمة رصد تفاصيل دقيقة جدا كل الاغتيالات التي تمت للمتظاهرين في مطلع هذا الأسبوع في الخرطوم وبعض مدن البلاد. وقال المصدر إنهم تحصلوا على صور واضحة للغاية تبين وجوه الذين صوبوا أسلحتهم نحو المتظاهرين والأماكن التي صوبوا منها، كما أن صورا لمشاهد الحرق والتخريب الذي حدثت للممتلكات العامة والخاصة بينت بوضوح الفاعلين الرئيسيين وراء هذا العمل.
وقال المصدر أن هذه الصور التي تم الحصول على مئات منها الآن تم تحليلها وأثبتت تورط عسكريين ومدنيين مسلحين ستستخدم لاحقا في مقاضاة من سماهم بمرتكبي جرائم الحرب دوليا. وأشار المصدر إلى أن القمر الصناعي المخصص رصد كذلك تحركات المليشيات المسلحة الخاصة التابعة للنظام القائم، وكذلك بينت الصور تحريك الحكومة السودانية لعتادها العسكري ومليشياتها من العاصمة السودانية إلى الأقاليم وبالعكس.
المعروف أن عدد من المنظمات الدولية كانت قد خصصت مشروعا لرصد الانتهاكات التي تقوم بها المليشيات الحكومية في مناطق دارفور، وجنوب كردفان والنيل الأزرق. وحول ما إذا كانت هناك إمكانية لنشر هذه الصور قال المصدر أنهم لدواع تتعلق بهؤلاء الذين ارتكبوا هذه الانتهاكات فإنهم يفضلون نشرها في الوقت المناسب، وأضاف أنهم سيطلعون الجهات الدولية والقانونية بأرشيف كامل عن هذه الصور، وكذلك الصور المتوقع الحصول عليها من خلال الرصد الدائم للقمر الصناعي للتظاهرات في مقبل الأيام. وقال المصدر إن هذه الصور رغم التقاطها من على بعد آلاف الكيلومترات إلا أنها تمتاز بوضوح تجاوز وضوح الصور الملتقطة على بعد أمتار بواسطة الكاميرات العادية.
وكانت الولايات المتحدة نددت يوم الجمعة بشدة بما سمته القمع الوحشي للسلطات ضد المتظاهرين في الخرطوم، مشيرة الى ان الاستخدام غير المتكافئ للقوة من جانب اجهزة الامن يثير قلقها العميق ويهدد بتصعيد الاضطرابات. وكذلك أعربت منظمة العفو الدولية عن قلقها الشديد على مصير المعتقلين. داعية السلطات الى التأكد من عدم تعرضهم إلى التعذيب.
فضلا عن ذلك أعربت المفوضة السامية لحقوق الإنسان بالأمم المتحدة نافى بيلاى من جانبها، عن قلقها البالغ إزاء التقارير التي تفيد بوقوع عدد كبير من القتلى خلال المظاهرات الاحتجاجية وسط مزاعم باستخدام اجهزة الامن الذخيرة الحية ضد المتظاهرين
----------------
البشير لم يفهم أن غضب السوداني هو النذير.
البشير لم يفهم أن غضب السوداني هو النذير.
09-28-2013 05:03 AM حسين شبكشي
حكومة الإنقاذ تحتاج إلى إنقاذ
السوداني بطبيعته طيب جدا وأمين جدا وصبور جدا، وبالتالي فهو لا يتفجر غضبا إلا إذا «فاض» وطفح به الكيل وبلغ السيل الزبى. الانفجار الشعبي الغاضب، الذي حدث في شوارع الخرطوم وأم درمان، احتجاجا على قرار الحكومة السودانية بوقف دعم الأسعار على عدد من السلع الاستراتيجية، وأدى إلى سقوط أكثر من مائة قتيل، كان بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير السياسي لنظام الرئيس السوداني عمر البشير. وصل الرجل إلى سدة الحكم، من خلال حركة عسكرية ضد «النظام الديمقراطي» في البلاد، وذلك عبر رجل الدين المتشدد والسياسي الداهية حسن الترابي، الذي كان يذكر الناس على الدوام بمن هو الزعيم الفعلي ومسيّر الأمور في السودان. ولكن البشير «تمسكن» حتى تمكن، وبالتدريج وبالهدوء أمسك بزمام الأمور ودعم مؤسسة الجيش برجال الولاء، وأخرج منها من هم بحكم الأقوياء والمشكوك في تبعيتهم، وانقلب على الترابي وأودعه السجن واستفرد تماما بالسلطة، ولكن يبدو أن السودان أبى أن يستقر ويهدأ؛ فالمشكلات السياسية المختلفة تفاقمت واستمرت، فحدود مصر توترت بسبب أزمة حلايب، والجنوب السوداني تصاعدت مأساته بشكل حاد، ودخل في مراحل حرجة حتى حصل الانفصال التام والكامل، وأعلن عن قيامه دولة مستقلة جديدة.
كما ظلت دارفور ملتهبة، والضحايا فيها يتساقطون، حتى تحولت بالتدريج إلى قضية إنسانية كبرى لقيت اهتمام الدول ونجوم الفن، على حد سواء. وهناك مناطق أخرى لا تزال غير مستقرة، مثل شرق السودان وأبيي والنوبة.
كذلك فقد السودان دخلا مهما من النفط، وأثر ذلك الأمر في وضعه الاقتصادي، وارتمى تارة في أحضان الصين، وتارة أخرى في أحضان إيران، وكل مرة كان يخضع لتنازلات سياسية مهمة. كما تطالب المحكمة الدولية بالقبض عليه بسبب جرائم ضد الإنسانية في دارفور، وأحرج ذلك الأمر السودان حكومة وشعبا، ولكن البشير استمر في النهج نفسه والطريقة نفسها والأسلوب نفسه.
انهارت العملة السودانية إلى معدلات دنيا غير مسبوقة، وباتت البطالة غولا لا حل له، وزادت معدلات هجرة السودانيين طلبا للرزق إلى كل مكان ممكن، واستمر التوتر الاجتماعي والشعبي في ازدياد ملحوظ. ويبدو أن البشير لم يتعظ من دروس وعبر غيره أبدا، ولم يُجِدْ قراءة الواقع السياسي في بلاده، ولا أجاد قراءة الواقع السياسي العربي، وزاد في عزلته بسبب تصرفات نظامه. حتى أهم منتجات السودان وفخر صادراته، مثل «الصمغ العربي» و«السكر» و«السمسم»، وهي منتجات مهمة، عرف السودان بتفوقه النوعي في جودتها، تأثرت سلبا، ولم تتمكن الحكومة من تطوير أرقام الإنتاج ولا الصادرات بشكل يبعث على الطمأنينة والأمل، وما سحب على هذه الصناعات سحب على قطاعات أخرى.
غضب السودانيون، ونفد صبرهم بعد سنوات طويلة من الوعود والشعارات الجوفاء بالإصلاح وبالتنمية وبالتطوير ليكتشف الناس بعدها أنها كلها لم تكن سوى محاولات لشراء الوقت والتحايل على الناس واللعب على عواطفهم؛ فتارة ترفع شعارات تعد بـ«الجنة الاقتصادية والتنموية المقبلة على الأبواب»، وتارة ترفع شعارات تتغنى بـ«تطبيق شرع الله على الجميع»، فتدغدغ عواطف نفوس العامة بها، وفي كل مرة يدرك الناس أن الغلاء والتضخم مستمران، وانهيار الخدمات التعليمية والصحية، وانعدام فرص السكن والزواج، ووجود عثرات أمام القضاء وتنفيذ القانون وتوحش الأمن والاعتقال.
السودان لديه كثير من الأسباب ليكون غاضبا، فهذا البلد الذي يملك شعبا مميزا بدماثة خلقه، والمحبوب بشكل لا مثيل له، وأرضا زراعية يقسم كل خبير أنها سلة الغذاء العربي بلا جدال، وموارد مائية لا مثيل لها، من غير المعقول أن يبقى الوضع فيه بهذا السوء، ولا تفسير لذلك الأمر سوى سوء إدارة وتخبط في القرارات، وهذه جميعا أسباب تجعل من المبرر أن يغضب السودان والسوداني، ولكن يبدو أن الرئيس البشير حتى اللحظة لم يعِ الرسالة. البشير لم يفهم أن غضب السوداني هو النذير.
الشرق الاوسط
---------------
وجود البشير ضار جداً بالسودان.. النظام الحاكم أصبح عبئاً على الدولة..
09-29-2013 04:45 AM المصري اليوم
ثورة الـ«هوت دوج»!
لا يوجد إبداع.. الأنظمة غبية.. الحكومات ########ة.. الثورات كربونية.. تبدأ بالآتى: إحنا غير تونس.. إحنا غير مصر.. تكتشف أن الأنظمة الحاكمة «القديمة» واحدة.. لا جديد.. تصف الثوار بـ«المخربين».. تقطع عليهم الإنترنت وأنظمة الاتصالات.. تقلل من شأن ثورتهم.. تطلق عليهم الرصاص.. «البشير» يسير على خطى القذافى ومرسى.. فى النهاية سوف يسقط حاكم الـ«هوت دوج»!
الاحتجاجات تتوالى فى السودان.. تبدأ بعيداً عن العاصمة كالمعتاد.. فى تونس خرجت المظاهرات من «سيدى بوزيد».. فى مصر كانت الشرارة من السويس.. فى السودان بدأت من «أم درمان».. العواصم تدخل الثورات متأخرة.. ربما لأنها أكثر امتيازات.. ربما لأنها تحت ضغط السلطة.. فى كل الأحوال، هناك ثورة فى السودان، لإسقاط نظام البشير.. سقوط «مرسى» بدأ يكرّ مثل بكرة الخيط(!)
الشعب يريد إسقاط البشير.. يبدو أن السودانيين ليسوا وحدهم من يطلب إسقاط البشير.. إسقاطه الآن ضرورة إقليمية.. لا يمكن أن تتحرك المنطقة نحو حكومات مدنية، بينما نظام البشير يهدد جيرانه.. حكم الإخوان لم يعد له غير موضعين.. الأول فى السودان قضى على شعبه، ثم جاء يعايره بأنه عرف الـ«هوت دوج» فى عصره.. الثانى فى تونس.. تستعد «تمرد» لإقصائه!
سياسياً، وجود البشير ضار جداً بالسودان.. النظام الحاكم أصبح عبئاً على الدولة.. أمنياً، وجود البشير ضار جداً بالأمن القومى.. فى وجود نظام البشير تمزقت السودان، وانفصل الجنوب.. «الحكم الإخوانى» هناك يكاد يُسقِط السودان.. السؤال: فى حال قيام ثورة ضد البشير، ماذا يفعل الجيش؟.. الجيش فى تونس انحاز للشعب.. الجيش فى مصر انحاز للشعب.. ماذا يفعل جيش البشير؟!
فى مصر استدعى مبارك الجيش، بعد سقوط الشرطة يوم 28 يناير.. فى السودان استدعى البشير الجيش، من الوهلة الأولى.. هل توافرت لدى البشير خبرة مواجهة الثوار؟.. هل تعلم من أقرانه إدارة الثورات؟.. وزير إعلام السودان، أحمد بلال، قال إن الجيش يقوم بواجبه فى حماية محطات الوقود والكهرباء وممتلكات المواطنين والمرافق العامة فى مواجهة من سماهم «المخربين»!
لا شىء قدمه «البشير» لامتصاص الغضب.. فقط توعد الثوار بالمحاكمة.. قال إنهم مخربون.. لا أقال الوزارة، ولا أقال وزير الداخلية، بعد مقتل أكثر من مائة متظاهر، حسب تقديرات الثوار.. أغلق الصحف باعتبارها محرّضة.. هكذا تتصرف الأنظمة القديمة.. هكذا هى الأنظمة التى شاخت منذ سنوات.. أستغرب كيف بقى البشير بعد انفصال الجنوب؟.. نظام البشير ضار جداً بصحة الوطن!
لا أدرى إن كان ثوار السودان سوف يقدمون نموذجاً مختلفاً للثورة أم لا؟.. ما أراه أن نظام البشير ربما لا يختلف عن نظام القذافى.. فلا هو مثل مبارك، الذى آثر السلامة والتنحى، ولا هو مثل زين العابدين بن على، الذى هرب إلى السعودية.. البشير قريب الشبه بالقذافى.. لا يختلف كثيراً عن مرسى.. الفارق بين البشير وهؤلاء جميعاً أنه مطلوب.. سواء كان دولياً أو من شعبه الآن!
بقاء نظام الإخوان فى مصر كان يعنى بقاء «البشير» مدة أطول، وإن تغير البشير نفسه، بعد استقرار الأوضاع.. رحيل الإخوان يعنى رحيلهم عربياً.. سواء من السودان أو من تونس.. وربما رحيلهم إقليمياً من تركيا.. لا التنظيم الدولى سيخدم البشير، ولا أوباما نفسه سيفعلها، تعويضاً عن فقدان مصر(!)
-------------------
| |
|
|
|
|
|
|
Re: السودان فى الصحافة العربية ...مقالا اراء اخبار ..توثيق (Re: الكيك)
|
تقوم الصحافة الاماراتية بتغطية شاملة لاحداث الثورة السودانية ضد نظام حكم الاخوان المسلمين
التغطية تتسم بالحيادية المهنية والصدق فى التناول ..وهنا صحف الاتحاد والخليج والبيان يجد القارىء فيها كل ما يحدث فى وطننا العزيز ونحن نشكرهم على هذا الاهتمام الاخوى الصادق
تجاهلت دعوات للتراجع من رابطة العلماء والدعاة والجناح «الإصلاحي» بالحزب الحاكم في السودان حكومة البشير تتحدى الشارع وتتمسك برفع الأسعار
|
تاريخ النشر: الإثنين 30 سبتمبر 2013 وكالات
أكد وزير الإعلام السوداني، أحمد بلال عثمان، أمس، أن الحكومة لن تتراجع عن قرارها برفع أسعار الوقود الذي أثار احتجاجات دموية وانتقادات من داخل الحزب الحاكم (المؤتمر الوطني) لذلك القرار. وبالتزامن، وجّه مسؤولون في حزب المؤتمر الوطني الحاكم مذكرة للرئيس عمر البشير، أعربوا فيها عن معارضتهم لما سموه القمع الذي جوبهت به المظاهرات.وتقول السلطات إن 33 شخصاً قتلوا منذ زيادة أسعار الوقود إلى ما يقارب الضعف يوم الاثنين الماضي، ما أدى إلى اندلاع أسوأ احتجاجات يشهدها السودان منذ تولي الرئيس عمر البشير الحكم قبل 24 عاماً. وقال ناشطون وجماعات حقوقية دولية إن 50 شخصاً على الأقل قتلوا معظمهم في منطقة الخرطوم.
وقال عثمان في مقابلة هاتفية مع وكالة (فرانس برس) أمس، بشأن التراجع عن القرار “لا، ذلك ليس ممكناً أبداً. إن (زيادة الأسعار) هي الحل الوحيد”. وقال الوزير إن السلطات اضطرت إلى التدخل عندما أصبحت الاحتجاجات عنيفة. وقال “هذه ليست تظاهرات .. لقد هاجموا محطات البنزين وأحرقوا نحو 21 منها”. وأضاف أن الحكومة كانت تعلم أن “أعمال شغب” ستندلع إذا تمت زيادة أسعار الوقود، إلا أن رفع الدعم عن الوقود سيؤدي إلى توفير مليارات الدولارات. وأضاف “لا يستطيع اقتصادنا تحمل استمرار هذا الدعم .. علينا أن نستمر رغم أننا نعلم أن ذلك ثقيل بعض الشيء على الناس”.
ميدانياً، اندلعت ظهر أمس تظاهرات في أحياء الصحافة، وجبرة ، والسجانة ، والدي ، وأبو حمامة و ، السوق الشعبي ، حسب ناشطين معارضين. وأفادت المصادر نفسها في مواقع التواصل الاجتماعي على الإنترنت أنه جرت محاولات من طلاب جامعة السودان - القسم الجنوبي للخروج إلى الشوارع إلا أن قوات الأمن والشرطة أجبرتهم على الانسحاب إلى داخل مباني الجامعة . ونشب حريق ظهر أمس بسبب تماس كهربائي في إحدى محطات الوقود بالسوق الشعبي بالخرطوم ، وهرعت سيارات الدفاع المدني لإطفاء الحريق الذي تزامن مع مظاهرات في ناحية أخرى من نواحي السوق.
وفي الولايات ، نظم طلاب، كلية الهندسة بجامعة وادي النيل بعطبرة مخاطبة سياسية حاشدة ورددوا هتافات تطالب برحيل النظام داخل مباني الكلية التي حاصرتها الشرطة وحالت دون خروجهم إلى شوارع عطبرة .ووردت أنباء تفيد باندلاع تظاهرات في بورتسودان (شرق) ، حيث قامت الشرطة بإلقاء قنابل الغاز المسل للدموع على المصلين داخل مسجد في بورتسودان ووقعت حالات اختناق بين المصلين، وفي كسلا، اندلعت تظاهرات محدودة ظهر أمس سرعان ما تمكنت الأجهزة الأمنية من فضها.
وفي سياق متصل جرت أمس حملة اعتقالات واسعة طالت قيادات حزبية معارضة ، حيث تم اعتقال عادل خلف الله عضو حزب البعث (قيادة قطر السودان)، ومحمد ضياء الدين الناطق الرسمي وعضو قيادة الحزب وعضو هيئة القيادة لتحالف قوى الإجماع الوطني ، وساطع الحاج القيادي في الحزب الناصري ، لبابة الترابي الناشطة بحزب المؤتمر الشعبي الذي يتزعمه والدها السياسي الإسلامي المخضرم ، حسن الترابي.كما تم اعتقال عصام علي حسين عضو تجمع البياطرة السودانيين، وموسى محمد يوسف، و هيثم أبرسي، عبد الفتاح الرفاعي. وفي الخرطوم أيضا قامت قوة من جهاز الأمن باعتقال الطالب and#65227;and#65170;and#65194; and#65165;and#65247;and#65188;and#65252;and#65268;and#65194; and#65261;and#65247;and#65268;and#65194; and#65267;and#65188;and#65268;and#65264; and#65227;and#65170;and#65194; and#65165;and#65247;and#65188;and#65252;and#65268;and#65194; ، وشقيقه الطالب and#65251;and#65188;and#65252;and#65194; and#65261;and#65247;and#65268;and#65194; and#65267;and#65188;and#65268;and#65264; and#65227;and#65170;and#65194; and#65165;and#65247;and#65188;and#65252;and#65268;and#65194;، والطالب أيمن كروم الطالب بكلية هندسة بجامعة السودان ، والطالب محمد وداعة محمد عثمان من جامعة السودان ، كما تم اعتقال الناشط بدر الدين عبد الباقي من أبناء الديوم بالخرطوم. وخارج الخرطوم أفادت تقارير باعتقال عمر الحسين سكرتير الحزب الشيوعي في كسلا وإبراهيم حمدنا الله الأمين العام للمؤتمر الشعبي في كسلا.
وأصدر الحزب الشيوعي بيانا ندد فيه باستخدام الشرطة والأمن للعنف المفرط ضد المتظاهرين السلميين ، كما أدان قتل المتظاهرين ودعا جميع أفراد الشعب للخروج السلمي والتعبير عن مطالبهم.. كما أصدر الحزب الاتحادي الديمقراطي بيانا جدد فيه رفضه القاطع لقرارات رفع الدعم ، وأدان قتل المتظاهرين ، ودعا للمظاهرات السلمية ضد القرارات الاقتصادية القاسية ..كما أصدر رئيس لجنة الأطباء الأسبق بروفيسور ، أحمد الأبوابي بياناً طالب فيه بالبدء باعتصامات ووقفات احتجاجية يومية ، و متواصلة ، داخل المستشفيات، تسعى لتأكيد رفضنا للواقع المزري الذي تمر به البلاد، و مطالبتنا بالتغيير العاجل لهذا النظام ، كما طالب بتكوين أتيام ميدانية ، و أخرى داخل المستشفيات، لدعم العمل في الطوارئ، و التعامل الفاعل مع مصابي التظاهرات التي من الواضح أنها ستتوالى بصورة متصاعدة في مقبل الأيام.
في غضون ذلك، وجه 31 من أعضاء الحزب الحاكم، بينهم قياديون مذكرة إلى الرئيس البشير عبروا فيها عن معارضتهم لما سموه القمع الذي جوبهت به المظاهرات. واعتبر هؤلاء أن طريقة التعامل مع المتظاهرين بعيدة عن التسامح وعن الحق في التعبير السلمي. وقالت جماعة الإصلاح داخل الحزب الحاكم -في بيان أصدرته ونشرته على نطاق واسع - إن الإجراءات and#65165;لاand#65239;and#65176;and#65212;and#65166;and#65193;ية التي طبقتها الحكومة مؤخراً أحدثت آثاراً قاسية على المواطنين دون مبررات مقنعة، ورغم ذلك أصرت الحكومة على تطبيقها غير مبالية بآثارها ومدى قدرة المواطنين على تحملها. ودعت الجماعة -التي ضمت غازي صلاح الدين مستشار الرئيس البشير سابقاً، ووزير الرياضة السابق حسن عثمان رزق، وعضو مجلس قيادة الثورة السابق صلاح الدين محمد أحمد كرار، والعميد المتقاعد محمد ود إبراهيم- إلى تشكيل and#65153;and#65247;and#65268;and#65172; and#65261;and#65235;and#65166;and#65237; and#65261;طand#65256;and#65266; من القوى and#65165;and#65247;and#65204;and#65268;and#65166;سية لمعالجة الموضوعات السياسية المهمة، ومن بينها الإطار السياسي الذي تحل فيه الأزمة الاقتصادية.
من جانبها، دعت مجموعة إسلامية متشددة في السودان أمس الحكومة إلى التراجع عن قرارها بزيادة أسعار الوقود الذي أدى إلى اندلاع احتجاجات دموية واسعة في البلاد. وقالت منظمة “الرابطة الشرعية للعلماء والدعاة بالسودان”، وهي منظمة غير رسمية، إن على الحكومة “إيقاف الإجراءات الاقتصادية كافة التي أضرت بأفراد وشرائح المجتمع كافة، بما في ذلك حزمة الإجراءات الأخيرة ووضع معالجات فعالة وعاجلة لتجنيبهم أي ضرر يلحق بهم”. ودعت المنظمة الحكومة التي تصف نفسها بالإسلامية إلى “تحقيق العدل والإحسان الذي أمر الله به والنهي عن الفحشاء والمنكر والبغي”. كما نصحت الحكومة بـ”الدعوة لمؤتمر اقتصادي عاجل من الخبراء الاقتصاديين المستقلين لمراجعة السياسة التقشفية الحكومية، وأوجه الإنفاق والبدائل المتاحة، وتقديم توصيات اقتصادية ملزمة للحكومة”. كما دعت المنظمة إلى “تحريم الاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة، فكما أن الدماء معصومة، فكذلك الأموال معصومة، وإن روج لإتلافها سراً بالدعايات السياسية البراقة، والشعارات المشعوذة”.
وبدأت الاحتجاجات التي رفعت شعارات ما يسمى بـ”الربيع العربي”، المطالبة بإسقاط النظام بعد زيادة أسعار المشتقات النفطية، حيث ارتفع سعر جالون البنزين إلى 20,8 جنيه سوداني (الدولار يساوي سبعة جنيهات تقريباً في السوق السوداء) مقابل 12,5 جنيه في السابق. كما ارتفع سعر جالون الديزل إلى 13,9 جنيه سوداني مقابل 8,5 جنيه في السابق. وسعر أسطوانة غاز الطبخ زنة 15 كيلوجراماً إلى 25 جنيهاً سودانياً. وكانت أسعار الوقود تضاعفت العام الماضي بعد الرفع الجزئي للدعم.
تظاهرة سودانية في القاهرة
ناشطون سودانيون يتظاهرون أمام سفارة بلادهم في القاهرة حاملين أعلام السودان ومرددين هتافات “الشعب يريد إسقاط النظام”ومطالبين بإطلاق سراح المعتقلين وتحرير الإعلام.وجاءت هذه التظاهرة تلبية لدعوة من تنسيقية شباب الثورة السودانية بمصر وعدد من النشطاء السياسيين ومؤسسى حركة “قرفنا” و”مبادرة أبينا” . وكان العشرات من النشطاء المصريين، والسودانيين نظموا وقفة احتجاجية أمام السفارة السودانية بالقاهرة منذ أيام، اعتراضا على استخدام القوة فى مواجهة المتظاهرين بالعاصمة الخرطوم. وهتف المشاركون فى المسيرة ضد الرئيس عمر البشير، والحكومة السودانية بعد مقتل العشرات.
الاتحاد
-----------------
الحكومة السودانية لن تتراجع . . والدعوة إلى عصيان مدني من اليوم
رفض الجناح الإصلاحي في الحزب الحاكم في السودان ومنظمة إسلامية موالية قمع المتظاهرين، والإعسار على الشعب برفع الأسعار، لكن الحكومة أكدت أنها لن تتراجع عن قرارات رفع الدعم عن السلع الأساسية والوقود، ومددت العطلة الإجبارية للمدارس والجامعات حتى 20 أكتوبر/ تشرين الأول المقبل، وأعربت عن أسفها لسقوط ضحايا في الاحتجاجات برصاص من وصفتهم ب”المندسين”، وقدرت عددهم ب30 قتيلاً فقط، في حين تؤكد المعارضة سقوط نحو 200 قتيل برصاص قوات الأمن خلال 6 أيام من المظاهرات، ودعا نشطاء سياسيون إلى اعتصام مدني مفتوح ابتداء من اليوم الاثنين، وفشل حزب المؤتمر الوطني الحاكم في حشد مظاهرة مؤيدة له في الساحة الخضراء، في وقت شارك آلاف في مظاهرات في أحياء شرقي الخرطوم (الصحافات والديم والسوق الشعبي) وعطبرة كبرى مدن ولاية نهر النيل، وبورتسودان الميناء المطلة على البحر الأحمر، وكسلا . واستخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع لتفريق هذه المسيرات الاحتجاجية واعتقلت عدداً من المتظاهرين والنشطاء السياسيين .
وأعلن الجناح الإصلاحي داخل الحزب الحاكم في رسالة معارضته القمع الذي ووجهت به المظاهرات المعارضة لإلغاء الدعم عن المحروقات . وجاء في الرسالة الموجهة إلى رئيس الحزب رئيس الجمهورية عمر البشير والموقعة من 31 مسؤولاً في الحزب “إن الإجراءات الاقتصادية التي وضعتها الحكومة والقمع الذي مورس ضد الذين عارضوها بعيدة عن التسامح وعن الحق في التعبير السلمي” . وأبرز الموقعين على هذه الرسالة غازي صلاح الدين المستشار الرئاسي السابق والعميد السابق في الجيش السوداني محمد إبراهيم . وتضم لائحة الموقعين على الرسالة أيضاً ضباطاً كباراً في الجيش والشرطة متقاعدين وأعضاء في البرلمان ووزير سابق .
إلى جانب ذلك، دعت مجموعة إسلامية متشددة موالية للحزب الحاكم أيضاً، الحكومة إلى التراجع عن قرارها بزيادة أسعار الوقود الذي أدى إلى اندلاع احتجاجات دموية واسعة في البلاد . وقالت “الرابطة الشرعية للعلماء والدعاة بالسودان”، أمس الأحد أن على الحكومة “إيقاف الإجراءات الاقتصادية كافة التي أضرت بأفراد وشرائح المجتمع، بما في ذلك حزمة الإجراءات الأخيرة ووضع معالجات فاعلة وعاجلة لتجنيبهم أي ضرر يلحق بهم” . ودعت المنظمة الحكومة التي تصف نفسها بالإسلامية إلى “تحقيق العدل والإحسان الذي أمر الله به والنهي عن الفحشاء والمنكر والبغي” .
----------
سيناريوهات التغيير في السودان
احتمالات التغيير في السودان تبقى مفتوحة على أكثر من اتجاه، في حال سقوط نظام الرئيس عمر البشير خلال الأيام االمقبلة، مع اشتداد الاحتجاجات التي تصاعدت لتكتسب اهتماماً إعلامياً على مستوى العالم واستمرار حملة القمع الوحشي للمتظاهرين .
ويتحدث خبراء عن ثلاثة سيناريوهات ممكنة الحدوث، أولها أن ينتصر أحد الأجنحة المتصارعة داخل حكومة البشير على بقيتها، ويقفز على السلطة بديلاً للحكم القائم، بينما يتمثل الاحتمال الثاني في تدخل الجيش وإعلان حالة الطوارئ، أو في حالة ثالثة أن تفرز الانتفاضة الحالية قيادة جديدة تتسلم السلطة في البلاد .
ويؤكد الكثير من السودانيين أنهم سيرفضون بحزم الخيارين الأول والثاني لأنها تعني عودة الإنقاذ بوجوه جديدة . حيث إن الجيش السوداني تعرض لعمليات تصفية عبر سنوات طويلة وأصبح جيشاً أيديولوجيا يضم عناصر حزب النظام الحاكم أكثر من كونه جيشاً قومياً يمثل كل مكونات الشعب . من جانب آخر، يجد خيار القيادات الجديدة تأييداً باعتبار أنه يخرج البلاد من الدائرة المحبطة لحكومات الأحزاب التقليدية وحكم العسكر، وهي الدائرة المستمرة التي استمرت منذ نيل البلاد استقلالها عن بريطانيا .
ويواجه خيار عودة جناح آخر من الإنقاذ إلى الحكم معارضة شديدة بسبب العنف الدموي الذي ميز سياسات الحكومة طوال السنوات ال24 الماضية والتي قادت في النهاية إلى انفصال الجنوب ونشوب الحروب الدامية في دارفور والنيل الأزرق وجنوب كردفان، علاوة على استشراء الفساد في أوصال الدولة بشكل لم يسبق لم مثيل .
ويقول الخبراء إن خيار التغيير عبر قادة جدد ينطوي بدوره على مخاطر قلة التجربة في إدارة الدولة، باقتصادها وسياستها الداخلية والخارجية . ويعتبر الخبراء أن الإعلان قبل يومين عن تشكيل “تنسيقية قوى التغيير”، نواة أولية لشكل الحكم المقبل، والكيان عبارة عن مظلة واسعة لقوى الإجماع الوطني وأحزاب معارضة ونقابات إضافة إلى “تحالف شباب الثورة السودانية”، كما يضم أسماءً بارزة في تاريخ السياسة السودانية .
ويشدد المراقبون على أن اجتماع كل تلك المسميات في كيان وعلى الرغم من أنه قد يتسبب في بطء اتخاذ القرارات المهمة، إلا أنه لن يتيح انفراداً بالسلطة، علاوة على أنه يفتح الباب أمام تعزيز ثقة المجتمع الدولي . وهي ثقة يحتاجها السودان لمساعدته في تجاوز سنوات طويلة من الحروب والخراب وتردي الأوضاع الاقتصادية الخليج 30/9/2013
-----------
سلطات الخرطوم تفشل في «حشد الشارع» مني نظام الرئيس السوداني عمر البشير بهزيمة ساحقة جديدة، ففي أعقاب التظاهرات الحاشدة التي عبأت عليه الشوارع، فشل في لعبة «الحشد الخرطوم - البيان الخرطوم البيان والوكالات | التاريخ: 30 سبتمبر 2013 مني نظام الرئيس السوداني عمر البشير بهزيمة ساحقة جديدة، ففي أعقاب التظاهرات الحاشدة التي عبأت عليه الشوارع، فشل في لعبة «الحشد المضاد» إذ لم يستطع حشد الجماهير من الموظفين والعمال تأييداً، بعد تلقيه مذكرة من رموزه الإصلاحيين ينتقدون استخدام العنف في مواجهة التظاهرات، في الأثناء شدّدت السلطات على ألاّ تراجع عن رفع أسعار الوقود، فيما استمرت في محاصرة الإعلام بمنع صدور صحيفة «الانتباهة» المقرّبة منها إلى أجلٍ غير مسمى.
وأكّد مراقبون وناشطون أنّ «السلطات في الخرطوم فشلت فشلاً ذريعاً في حشد الجماهير لمسيرة في الخرطوم أمس، بعد رفض الموظفين والعمال التوجّه إلى نقطة التجمّع في الساحة الخضراء»، مشيرين إلى أنّ «قرار إغلاق المدارس لتطويق التظاهرات زاد من الطين بلّة وأدى إلى عجزٍ يعتبر الأول من نوعه على حشد الناس منذ انقلابهم على السلطة في العام 1989».
استمرار تظاهرات
على الصعيد، خرج أمس طلاب جامعة السودان في تظاهرة سلمية إلّا أنّه سرعان ما تحوّلت إلى عمليات كر وفر بين الشرطة والطلاب بعد أن استخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع، وهتف المتظاهرون بشعارات مناوئة للحكومة وطالبوا برحيل النظام وانتقلت التظاهرات الي السوق الشعبي الخرطوم، كما منعت الشرطة تظاهرات مماثلة قام بها مئات الطلاب بمدينة بورتسودان شرقي البلاد من دخول سوق المدينة الرئيسي واستخدمت الهروات والغاز لتفريق المتظاهرين.
وطالب عدد من الناشطين على صفحات التواصل الاجتماعي على الانترنت بتنفيذ عصيان مدني اليوم الاثنين، وحضّ مرشّح رئاسة الجمهورية في الانتخابات الأخيرة المدير العام للمنظمة العالمية للملكية الفكرية السابق د. كامل إدريس في بيان له القوى السياسية والحركات المتمردّة والقوى الشبابية ومنظمات المجتمع المدني والمنظمات الطوعية وأهل الحكمة للعمل على الترتيب لمرحلة انتقالية جامعة تؤسس لوحدة وطنية ونظام ديمقراطي وتنمية مستدامة، ودعا ادريس لعصيان مدني شامل يستمر حتى اسقاط النظام ومحاسبة المتسببين في إراقة دماء السودانيين.
تمسّك سلطات
في السياق، شدّد النظام في السودان أمس على التمسّك بقرار زيادة أسعار الوقود على الرغم من الاحتجاجات العنيفة المستمرة منذ أيام، إذ أكّد وزير الإعلام أحمد بلال عثمان أنّ «الحكومة لن تتراجع عن القرار»، مضيفاً: «لا، ذلك ليس ممكناً أبداً، إنّ زيادة الأسعار هي الحل الوحيد».
وأبان بلال أنّ الحكومة كانت تعلم أنّ «أعمال شغب ستندلع إذا تمت زيادة أسعار الوقود، إلّا أنّ رفع الدعم عن الوقود سيؤدي الى توفير مليارات الدولارات»، مردفاً: «لا يستطيع اقتصادنا تحمل استمرار هذا الدعم، علينا الاستمرار رغم أنّنا نعلم أنّ ذلك ثقيل بعض الشيء على الناس».
دعوات تراجع
من جهتها، دعت مجموعة إسلامية متشدّدة في السودان أمس الحكومة إلى التراجع عن قرارها بزيادة أسعار الوقود. وقالت منظمة «الرابطة الشرعية للعلماء والدعاة بالسودان» غير الرسمية، إنّ «على الحكومة ايقاف كافة الإجراءات الاقتصادية التي أضرت بكافة أفراد وشرائح المجتمع بما في ذلك حزمة الإجراءات الأخيرة ووضع معالجات فعالة وعاجلة لتجنيبهم أي ضرر يلحق بهم».
وطالبت المنظمة الحكومة بالدعوة لمؤتمر اقتصادي عاجل من الخبراء الاقتصاديين المستقلين لمراجعة السياسة التقشفية الحكومية وأوجه الانفاق والبدائل المتاحة وتقديم توصيات اقتصادية ملزمة للحكومة».
تضييق حرّيات
في السياق، أمرت السلطات بوقف صدور صحيفة «الانتباهة» والتي انتقدت قرار زيادة أسعار الوقود. وأكّد رئيس التحرير الطيب مصطفى أنّ جهاز أمن الدولة أبلغ الصحيفة بالتوقف عن النشر لأجل غير مسمى من دون إبداء أسباب».
أعداد قتلى
بدوره، كشف وزير الداخلية السوداني إبراهيم محمود حامد أنّ عدد قتلى التظاهرات ارتفع إلى 33 شخصاً حسب الإحصاءات الرسمية وفقاً لما وصل المستشفيات من حالات، مشيراً إلى أنّ «الحصر ما زال جارياً للحالات التي لم تتخذ إجراءات بشأنها».
ونقلت الإذاعة السودانية الرسمية عنه القول إن أعمال العنف التي شهدتها التظاهرات أدت أيضا إلى خسائر في الممتلكات، حيث تمّ حرق 40 محطة وقود وعشرات المحال التجارية والبنوك ومراكز الشرطة. وعزا الوزير أعمال التخريب والعنف التي صاحبت التظاهرات لما أسماه عدم إخطار الأجهزة الأمنية والترتيب معها لحماية المتظاهرين وفق ما نص عليه القانون.
«واتس اب» يفضح بطش أمن نظام البشير
أحكمت السلطات في الخرطوم القبضة على وسائل الإعلام من صحف وقنوات، فتسرّبت حقائق ما يجري خلال التظاهرات عبر وسائل الإعلام الذكي «واتس اب» ورفاقه عبر الهواتف المحمولة التي كشفت وبجلاء الطريقة التي تصدّى بها نظام البشير عبر الشرطة والأمن للتظاهرات في مدني والخرطوم وغيرهما من المدن.
ونقل «واتس اب» صوتاً وصورة الأحداث عند وقوعها، والتي جاءت مخالفة لأخبار الصحف التي يُفرض عليها حصار خانق من قبل قوى الأمن والتي تجبرها على تناول الأمور من زاوية أنّ التظاهرات أعمال تخريبية والمتظاهرون عصابات.
وكانت الضربة القوية التي تلقاها النظام في صور القتلى الذين سقطوا بالرصاص خلال التظاهرات، إذ تم تبادل الصور التي كشفت الجرائم البشعة للاغتيالات التي حدثت خلال 4 أيام فقط، وجاءت الهواتف الذكية بعشرات الصور، مع تبادل فيديوهات تظهر خلالها الطريقة التي فضت بها الحكومة التظاهرات في الشوارع مع صوت الرصاص الحي الذي نشر الرعب في قلوب المواطنين وأسقط طوابير من القتلى والجرحى.
ولعل من أبرز صور الأحداث تلك التي عكست اغتيال طالب بالمرحلة الثانوية لا يتجاوز عمره 15 عاما، والدماء تحاصره من كل جانب مرتديا الزي المدرسي، وصورة الطالب الجامعي بكلية التقانة، وأخرى لشاب لفظ أنفاسه الأخيرة بين يدي رفاقه، إلى جانب صورة الشاب دكتور الصيدلة صلاح السنهوري الذي سقط شهيداً في تظاهرة الجمعة ونقلت الصور ه######## السلمي أثناء التظاهر، بجانب صورة ضوئية لآخر حوار مكتوب له عبر «واتس اب» مع خطيبته قبل ساعات من وفاته كتب فيه ردّاً على رفضها خروجه للتظاهرات بمقولة: «إن تقلها تمت، وإن لم تقلها تمت، إذاً قلها ومت»، ما ألهب مشاعر المواطنين الذين تأثروا لوفاته.
كما نقل «واتس اب» فيديو لمدة 19 ثانية يكشف طرد أهالي وأصدقاء الشهيد سنهوري لكبير مساعدي الرئيس السوداني نافع على نافع، عندما حضر مساء السبت لتقديم العزاء، والعديد من الصور للشباب القتلى وهم ملطخون بالدماء.
البيان 30/9/2013
| |
|
|
|
|
|
|
Re: السودان فى الصحافة العربية ...مقالا اراء اخبار ..توثيق (Re: الكيك)
|
«ربيع» أو لا «ربيع»: حان التغيير في السودان
09-30-2013 06:00 AM
عبدالوهاب بدرخان صحافي ومحلل سياسي
حرص الرئيس عمر البشير على «طمأنة» الداخل والخارج إلى أن تظاهرات الغضب والاحتجاج في السودان ليست «ربيعاً عربياً»، بمعنى أنها لن تُسقط نظامه. وفي كل مكان تقريباً لم يعد «الربيع» حسن السمعة أو يبعث على التفاؤل بغدٍ قريب أفضل. وذلك لسببين أمكن استنتاجهما من التجارب «الربيعية» العربية: أولهما أن النظام المزمن المتهاوي زرع كل السموم والأمراض في البلد الذي يحكمه ليوطّد تسلّطه، والثاني أن المجتمعات التي أهدرت وقتاً طويلاً من دون أي ممارسة طبيعية للسياسة لا تلبث أن تنزلق في صراعات على الحكم بين أطراف يعوزها جميعاً التجربة وفتكت فيها الانقسامات، خصوصاً مع صعود تيارات الإسلام السياسي التي يضع كل منها الولاء له بمرتبة الإيمان الديني الصحيح ليصبح كل ولاء سواه بمثابة كفر خالص تجوز فيه الحسبة.
السؤال المطروح الآن، بل منذ زمن: أما آن لخريف نظام البشير أن ينتهي؟ وإذا كان له أن يبقى فمن أجل ماذا؟ فالأنظمة تقاس بإنجازاتها لا بأشخاصها فحسب، وبالتقدم والنمو والاستقرار لا بالشعارات فحسب. وعلى ذلك فإن مسيرة البشير أنزلت أقصى ما يمكنها من الأضرار بالسودان وأهله، وبات الاستمرار فيها إصراراً على المزيد من الأذى. أما التقليل من حركة الاحتجاج فقد سبق أن جرّبه زعماء كانوا أكثر جبروتاً وأصبحوا في السجن أو في خبر كان. ثم إنه يعبّر عن غطرسةٍ ليس لأي حاكم أن يبديها تجاه شعبه، فهو الشعب الذي «انتخبه» لمنصبه، لكن البشير يعرف جيداً أنه لم يُنتخَب ولا مرة بشكل حرّ ونزيه، ولأنه استطاع أن يديم سلطته وأن ينتقل بالسودان من حرب إلى حرب ومن انتكاسة إلى انتكاسة ومن سودان واحد إلى سودانين منفصلين فقد استقر في ذهنه أنه يحكم قطيعاً مستكيناً لن يحدث أبداً أن ينتفض عليه. هذا مجرد قصر نظر، وجهل أعمى بالتاريخ، وانفصال عن الواقع الذي زرع فيه البشير نفسه كل عوامل الثورة عليه.
ماذا يمكن لحاكم السودان أن ينجز أكثر من أن يكون:
1) أخفق في الحفاظ على وحدة البلد شعباً وأرضاً ودولةً. 2) دخل في مساومات مع الخارج لتحصين حكمه مقابل انفصال الجنوب. 3) عمل على حماية نظامه بمسلسل حروب تبتلع الجانب الأكبر من الموارد والميزانيات أولاً ضد الجنوبيين ثم في دارفور ثم ضد جنوب السودان الذي غدا دولة مستقلة. 4) حوّل حكمه إلى منظومة فساد فاحش مقابل الولاء للشخص. 5) سخّر المال العام لجعل حزبه الحاكم ميليشيا مسلحة وأشبه بجيش موازٍ يقوم بمهمات القمع والترهيب. 6) استدرج الاقتصاد من تدهور إلى تدهور فافتقد الحلول بعدما فقد %75 من إنتاج النفط ومداخيله كما أهمل الاستقرار الداخلي.
7) عجز السودان -»سلة غذاء» العرب- في عهده عن إطعام أهله، حتى إن مناطق فقيرة تعيش على حافة مجاعة مقنَّعة. 8) دفع قيمة العملة الوطنية إلى انهيار بمعدّلات يصعب تخيّلها وحتى ضبطها. 9) قوّض سوق العمل فصارت نسبة البطالة الحقيقية من الأعلى في العالم وبالأخص عند الشباب. 10) توّج كل ذلك بسجل أسود في قمع الحريات وخنق حرية التعبير وإقصاء المعارضة السلمية ومنعها من القيام بدورها وطرح رؤيتها للتغيير.
منذ انفصال الجنوب ارتسمت استحقاقات سياسية واقتصادية واجتماعية في السودان لم يعد ممكناً الهروب منها بذرائع الأمن والضغوط الخارجية. كان يفترض أن يتزامن هذا الانفصال -وقد أنهى، نظرياً، نزاعات دامت بضعة عقود- مع بداية جديدة في الشمال. أدرك النظام أنه لا يستطيع أن يكمل مسيرته كما لو أن شيئاً لم يحصل، لكنه فضّل افتعال الأزمات للهروب من الاستحقاقات ومن المسؤولية، وكأنه يريد أن يدفع بالجماعات والولايات كافة إلى الانفصال أيضاً. كان تحالف أحزاب المعارضة وصف الميزانية الأخيرة التي اعتمدها النظام بأنها «ميزانية حرب»، فعلى سبيل المثال تكفي الإشارة إلى رقمين متداولين: 8.5 مليار جنيه (1.5 مليار دولار) لشؤون الدفاع، ومليار جنيه (280 مليون دولار) للصحة والتعليم. ومهما كانت الأسباب فإن استمرار الحرب في دارفور وامتدادها إلى جنوب كردفان والنيل الأزرق وصولاً إلى أبيي فإن الوضع المستجد بعد انفصال الجنوب أوجب تفعيل المفاوضات وعدم استسهال خيار حرب ترى فيها المعارضة «عنصريةً» وإغراقاً للسودان في لجة أزمة مستدامة.
كان من أهم الاستحقاقات المعترف بها أن البلاد دخلت تلقائياً في مرحلة تأسيسية للنظام، الذي يتوجب توافقاً وطنياً عليه من خلال دستور جديد، ومن ثمَّ الذهاب إلى انتخابات تشريعية ورئاسية جديدة. لكن البشير قرأ في ذلك دعوة إلى تغيير نظامه، وكان ذلك صحيحاً وبديهياً بمقدار ما كان ولا يزال واقعياً، فثمة مرحلة انتهت وليس فيها ما يدعو إلى الافتخار. ورغم اتضاح الحاجة إلى حوار وطني هادف، فإن النظام ارتأى تقديم حلول جاهزة تهدف إلى إدامة حكم البشير أو في أسوأ الأحوال تمكينه من ترتيب نوع من «التوريث» لأحد أزلامه، إن لم يكن لتأمين استمرارية البشير فعلى الأقل لكي يكون الحكم الجديد ضامناً لمنظومة الفساد القائمة ولعدم محاسبة البشير وجيش المستفيدين من امتيازاته. الأكيد أن اندلاع الاحتجاجات تجاوز ما يمكن اعتباره إنذاراً أخيراً، إذ كان رفع أسعار الوقود مجرد شرارة لتفجير الغضب ولإطلاق مطلب تغيير البشير. وكل تأخير في التعامل مع هذه الرغبة الشعبية يزيد كلفة التغيير وربما يدفع بالسودان إلى طريق مسدود.
العرب
-------------
القرضاوي.. إلى السودان درّ!
09-30-2013 06:38 AM
محمد خروب
يواصل الشيخ يوسف القرضاوي، الذي ما يزال يصرّ على تعريف نفسه بأنه رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين رغم انفراط عقد هذا الاتحاد الذي تمّ «اختراعه» تلبية لاحتياجات سياسية وتوظيفه في معارك نفوذ وبحث عن أدوار وتنفيذاً لمخططات موضوعة مسبقاً، رأينا تجلياتها في مرحلة ما وصف بالربيع العربي وكان - الاتحاد ورئيسه - غبّ الطلب لدعم هذه «الثورات» وإلباسها لبوساً إسلامياً، واعتبار عدم تأييد ودعم ما أسفرت عنه عمليات الاختطاف التي قام بها الاخوان المسلمون في كل من تونس وخصوصاً مصر (دع عنك اليمن وليبيا) وكأنه عداء للإسلام وكُفر به..
نقول: ما يزال القرضاوي يواصل حملته المسمومة ضد الحكومة الانتقالية في مصر كذلك في الانحياز لعصابات الإرهاب والاجرام والقتل «الحلال» الذي تجيزه «المحاكم الشرعية» التي ابتلي بها الشعب السوري، دون أي اعتبار لمقام أو وازع ديني بل ان الرجل وقد بلغ من العمر عتيّاً، لا يقاوم رغبته المحمومة في تجاوز كل أنواع اللياقات والضوابط الاخلاقية ولا يبدي اكتراثاً بتلك الاصوات الرزينة والحكيمة والمؤمنة، المتسلحة بفضائل الاتزان واللسان العفّ، فيذهب إلى التطاول على رموز دينية لا تقل عنه (بافتراض قبلنا ما يرطن به، «عنه» مريدوه والمعجبون به، أو ضحاياه) مكانة وثقافة وحضوراً، كشيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، الذي تطاول عليه القرضاوي بكلمات مُسِفّة وأوصاف لا تليق بالناعت الذي تعتلي العمامة البيضاء رأسه، والمنعوت الذي يتحدث برصانة وحلم وعلم، يكسب بها احترام الناس جميعاً ناهيك عن الاوصاف المهينة التي خلعها على الدكتور علي جمعة مفتي الديار المصرية السابق، حيث وصفه (القرضاوي) بالجنرال في مقالته المزدحمة بالفاظ جارحة واوصاف خارجة على مألوف اللياقات ولغة الخطاب بين عامة الناس، ما بالك مع الذي يُصّر على وصف نفسه بانه رئيس لـِ»علماء» المسلمين.. هذه المقالة جاءت تحت عنوان: ردود علمية على الشيخ او (الجنرال) علي جمعة! (راجع صحيفة السبيل الاردنية عدد 9 ايلول وعدد 11 ايلول الجاري).
ما علينا حفلت خطبة الجمعة التي القاها ارتجالا.. كعادته، الشيخ الزاحف نحو نهاية عقده التاسع (مواليد 9/9/ 1926) بكثير من الشتائم والاوصاف الجارحة لكنها في المقابل كانت ليّنة واليفة وناصحة (...) بل وأكثر من ذلك، للنظام الحاكم في السودان، الذي يحظى برضى القرضاوي ومن لفّ لفّه واختار دربه السياسي وتماشى مع المنطق الذي يروّج له القرضاوي وجماعاته الاخوانية المنتشرة على ساحات الوطن العربي مدعومة من السلطان (اقرأ الاخ) التركي واصدقاء سوريا الذين اخترعتهم واشنطن ودوائرها الاستخبارية، والقائم على توسل تدخل اميركي لضرب (...) سوريا باعتبار قيام صاحب «الكتاب» الاميركي باراك اوباما وتابعه فرانسوا هولاند، نعمة من رب العالمين جاءت لمعاقبة النظام السوري، دون ان يكمل رجاءه وهو يخطب على جمهور المصلّين ويقول لهم حقيقة ان هذا الطاغوت الامبريالي الذي يطالبه القرضاوي بأن يعمل ذلك لوجه الله..، هو حامي اسرائيل والحائل دون الشعب الفلسطيني وتقرير مصيره، وخصوصا انه وحليفه الصهيوني هم من يحتلّون المسجد الاقصى ويسعون الى هدمه واقامة هيكلهم الثالث المزعوم على انقاضه، لكن القرضاوي وجماعاته وخصوصا السلطان العثماني الجديد يرون في «تحرير» المسجد الاموي والصلاة فيه، قمة الايمان والتقوى و.. الجهاد.
ما يحدث الان في السودان في نظر الشيخ القرضاوي الذي افتى (هو والرئيس الاخواني المعزول محمد مرسي، بالجهاد في سوريا، حيث لم يسبق للشيخ او الرئيس الملتحي ان افتيا بذلك في فلسطين التي هي وقف اسلامي لا يجوز لاحد...التفريط فيه) هو مجرد احتجاج جماهيري لا يزول إلاّ بالحوار فقط، لان الذين يحكمون هناك-في رأيه بالطبع-هم «اسلاميون» وبالتالي عليهم ان يحاوروا المحتجّين، اما أنه نظام «انقلابي» عمره ربع قرن، فشل في تنفيذ اي من وعوده وتعهداته بانقاذ السودان وشعبه من الفقر والعوز والحرب الاهلية ونشر الديمقراطية وغيرها من المصطلحات التي صاغها الانقلابيان «الجنرال والشيخ» فهذا ليس موضوع مناقشة عند القرضاوي، الذي يُسقط كل ما يحدث من مآسٍ يقارفها الحكام «الاسلاميون» الذين يحظون برضاه، فقط على مصر وسوريا، حيث يغفر لـِ»اخوانه» في المحروسة وبلاد الشام، عنفهم وارهابهم ضد الافراد والمنشآت ومصالح المجتمع، بل إن هناك عشرات القتلى الذين سقطوا برصاص الشرطة السودانية ولم يسمح الشيخ التسعيني لنفسه بان يدين قتلاً كهذا، لكنه يبرر قتل الجنود المصريين وحرق الكنائس وتعذيب المواطنين والتنكيل بهم كما فعل «إخوانه» قبل واثناء وبعد اعتصام رابعة العدوية وميدان النهضة وكانت قرية دلجا في المينا وكرداسة في ضواحي القاهرة مثالاً حياً على عبث الاخوان وعنفهم وارهابهم (دع عنك جرائمهم في سوريا).
الشيخ الجليل وجّه في خطبته نصيحة للحكام «الاسلاميين» في الخرطوم بأن «يحتكموا الى الشعب وان يستمعوا اليهم بدون بندقية في اليد».. لكنه لم «ينصح» باللجوء الى صناديق الاقتراع واكتساب شرعية الصندوق بدل شرعية الثورة المدّعاة والممتدة منذ ربع قرن، بلا انجازات او تخفيف لمعاناة الشعب رغم التصدع الذي اصاب تحالف «الجنرال» البشير «والشيخ» الترابي منذ عقد ونيف، فيما لا يتوقف حديث القرضاوي في الرطانة حول شرعية محمد مرسي «المُنْتَخَبْ». أثمة شكوك في ان «المكاييل» لدى شيخنا التسعيني.. مختلّة واستنسابية ومنحازة؟ [email protected]
| |
|
|
|
|
|
|
Re: السودان فى الصحافة العربية ...مقالا اراء اخبار ..توثيق (Re: الكيك)
|
ا
الثورة تطارد «الإخوان» في شوارع السودان «أكتوبرُ جديد؟».. أم إبريلٌ يطرق الأبواب؟.. ثورتان هما حصادُ خروج السودانيين على طاعة الحكام، بينهما 21 عاماً 1964- 1985 تقرير أنس مأمون | التاريخ: 01 أكتوبر 2013 «أكتوبرُ جديد؟».. أم إبريلٌ يطرق الأبواب؟.. ثورتان هما حصادُ خروج السودانيين على طاعة الحكام، بينهما 21 عاماً 1964- 1985 حكامهما عبود ونميري جنرالان صدرهما الجيش إلى قلب مشهد السياسة وهلّل لهما الشارع الذي لا يرى في غير العسكريين مُخلصاً، ليجني الشعب الهشيم من تجارب سرقت من عمره عقوداً.
30 يونيو 1989.. تقطع الإذاعة والتلفزيون الرسميان بثهما المعتاد. ماذا هناك؟: إنّه البيان الأول العميد عمر حسن أحمد البشير يدشّن ثالث العهود العسكرية بتخطيط «الإخوان»، ولا يورث مواطنيه بعد 24 عاماً قضاها حاكماً أوحداً التهلكة حتى إذا ما خرج عليه قومه قائلين: «أرهقنا الفقر وأعيا صبرنا العوز نسألك الرفق»، أتى الرد بما يفهمون ولا يفهمون: «في السماء رزقكم وما توعدون»، فرددت الشوارع صدى هتاف الثائرين: «ليس أمامك سوى الرحيل».
هو سبتمبر إذن يخطب «ود الثورة» دماً أسيل على الطرقات والأرصفة برصاص الأمن السوداني، عنفٌ مفرطٌ بدأ في مدينة ود مدني «مهد العصيان» مُردياً بها قتلى لا لذنب سوى أن صرخوا «كفى» في وجه النظام، ولم ينته في الخرطوم التي شُقت أراضيها لحوداً تحتضن رفات الشهداء وتعبت أكتاف مشيعيها من طابور جنائز لا تنتهي، وبينهما عويل الأرامل والأمهات على شركاء الرحلة وفلذات الأكباد.
حصاد رصاص
حصد رصاص الأمن الأرواح الثائرة في الشوارع على السياسات الاقتصادية التي يصفونها بـ «الخاطئة» ما أسقط قتلى قدّرتهم المعارضة ومنظمات حقوق الإنسان بما لا يقل عن 210، ولم تتجاوز الأعداد 34 فوق الإحصاءات الحكومية.
فجّر سقوط القتلى غضباً مضاعفاً في الشارع المحتقن فخرج المزيد من المتظاهرين إلى الميادين، أمرٌ قابلته السلطات بالغاز المسيّل للدموع الرصاص الحي في محاولة لوأد الاحتجاجات.
ربط بطون
نفد الصبر وفاض الكيل كما يقول معارضون بشعب اتخذ طوال عقدين ونصف من «أيوب» أسوة «شد الحزام» و «ربطَ الحجارة على البطون» قرباناً لما قيل له إنّه «المشروع الحضاري»، لكن الحقائق لم تستغرق كثير وقت لتتكشف أمام البصائر برأيهم حكم قوي في بشطه لكل من لا يقول «سمعاً وطاعة»، ولم يردع كل غير أمين عن خزائن الأرض التي أعمل فيها الفساد وصار المال العام نهباً دون رقيب أو حسيب لتغتني قلّة ويُفقر شعب.
جذور «إخوان»
من أين أتى هؤلاء؟، سؤالٌ معقّد تتطلّب الإجابة عليه «نبش التاريخ» وتجاوز «حدود الجغرافيا»
في العام 1949 ظهر أول فروع جماعة الإخوان المسلمين في السودان تشرّب طلابه في مصر الآيدلوجيا وعادوا مبشّرين بها، ليبدأ نشاطهم داخل الجامعات وطلابها الذي مثّلوا الدعم الأكبر، ليصعد فيما بعد المفكّر الإسلامي حسن الترابي إلى صدارة المشهد قائداً ويمر التنظيم بعدها بكثير تطوّرات تغيّر خلالها اسمه بسبب تعرّض حركات الإخوان المسلمين حول العالم إلى الهجوم والقمع من الأنظمة، فدلف إلى حيز الوجود ما اصطلح عليه «جبهة الميثاق الإسلامي» عام 1969 انسلخ الترابي عن جماعة الإخوان المسلمين وشكّل في العام 1986 الجبهة الإسلامية القومية التي انقضت على السلطة في العام 1989 عبر انقلابها على النظام الديمقراطي القائم آنذاك بزعامة رئيس الوزراء الصادق المهدي، ويفسح التاريخ الطريق أمام سليل المؤسسة العسكرية عمر البشير إلى اعتلاء سدة الحكم مدفوعاً بالإسلاميين ما يعيد إلى الذاكرة مقولة الترابي الشهيرة للبشير: «اذهب إلى القصر رئيساً وسأذهب إلى السجن حبيساً».
سوءات نظام
إنّ سوءات النظام طابور لا ينتهي وفق منتقديه فلم يكتف بالسيطرة على مفاصل الدولة بمصادرة السياسة واحتكار الاقتصاد مطبّقاً سياسة الإقصاء عنفاً وبطشاً، حوّل النزاع مع الجنوب إلى حرب دينية مسلمين في مواجهة كفار قتلاه في الجنّة وقتلاهم في النار وفجّر إقليم دارفور نزاعات بتأليب وتسليح قبائل في مواجهة أخرى في تطبيق حرفي لنظرية «فرّق تسد» كما يتهم.
رأى مُنظّر الإسلاميين وأحد قياداتهم من معسكر «الحمائم» لا الصقور غازي صلاح الدين العتباني ملء عينيه رصاص أشقاء الفكر وشركاء الآيدولوجيا يخترق الرؤوس فقال: «إني بريء منكم» وتبعه آخرون ممتعضين على قمع السلطات للمتظاهرين عبر مذكّرة خطّها قلم 19 قيادياً.
ولم ير الحاكمون في الثائرين سوى مخرّبين تحرّكهم أيادٍ لا تريد بالسودان وأهله سوى الشر، لقد أحرقوا المحال ومحطات الوقود وكثير ممتلكات عامة وخاصة بما أضر مصالح البلاد والعباد، فحق التظاهر السلمي مكفول بموجب الدستور لمن التزم فكان الرصاص جزاء من خرجوا حاملين «أغصان زيتون».
خفايا حكايا
في باطن المشهد وخفاياه التي لا تجد طريقاً إلى الناس حكايا أخرى يموت فيها شباب غض ويوأد مستقبل أجيال إعداماً برصاص لا يعرف من الجسد مناطق سوى الرأس والصدر، صعد صلاح سنهوري وإخوانه إلى ربهم في المحيا ابتسامة وأمل، وفي القلب يقين لا يتسرّب إليه الشك أنّ غد السودان أفضل.
«إن تقلها تمت وإن لم تقلها تمت إذن قلها ومت».. آخر كلمات خطّها سنهوري في ردّه على خطيبته على «واتس اب» وهي تطالبه عدم الخروج في التظاهرات خوفاً عليه من بطش العسكر.
تغييب إعلام
لم تكن الأنفاس المصادر الوحيدة وفق مراقبين، غيّبت الصورة وكسر القلم للي عنق الحقائق وضمان نقل ما يتفق والأهواء، فطالعت صحف الخرطوم قراءها بعناوين على نسق: «تبت يدا المخرّبين» امتثالاً لأوامر الحكام: «نريد إعلام أزمة» ومصطلحات لا تخرج عن فلك منفلتين مجرمين ومسلحين، إلّا أنّ الخروج على أوامر السلطان كان حاضراً والعصا لمن عصى: «احتجاب عن الصدور إلى أجل غير مسمى».
مكتسبات خروج
خرج السودانيون من تظاهرات الأيام السبع بحزمة مكتسبات كما يرى مراقبون، أولها كسر حائط الخوف من بطش السطات الذي كبّل الجماهير طويلاً، وفرضوا أنفسهم طرفاً مؤثّراً في المعادلة السياسية بعد أن فضّلوا الهامش عقوداً.
تجاوز الشارع السوداني عجز المعارضة وتآكل آلياتها فكان سيد القول الفصل في معادلة «التظاهر على السلطات» سبق الجميع ولم يلحق به أحد وحده استقبل الموت بصدور عارية ولم يبخل النظام.
لم يخرج المتظاهرون من أجل أسعار وقود على ما يرى محلّلون .. نعم كانت الشرارة التي أشعلت النار، لكن تراكم المظالم والغبن وممارسات «الإنقاذ» طوال 24 عاماً ويزيد فجّر المشهد وأكّد مقولة: «لا يجني عنباً من زرع الشوك».
ارتعاد فرائص
إنّ فرائص الإسلاميين في السودان ترتعد كلما أتى ذكر «وتلك الأيام نداولها بين الناس» على ما يقول معارضوهم ليسرفوا في إعداد العدّة تسلّحاً وإنفاقاً غير معقول على الجيش والأمن بمخصصات تصل إلى ما فوق الـ 70 من ميزانية الدولة، أوضاع لا تحظى فيها قطاعات حيوية على غرار الصحة والتعليم بما لا يتعدى 2.5 في المئة مجتمعتين.
اعتقالات
نفّت السلطات في الخرطوم حملة اعتقالات واسعة في أوساط الناشطين السياسيين والثوريين وقيادات الأحزاب السياسية، فضلاً عن إعلانها اعتقال ما لا يقل عن 600 ممن أسمتهم «المخرّبين» الذين أحرقوا المنشآت العامة والخاصة في مناطق متفرّقة من الولاية. وطالت الاعتقالات عدداً من القيادات الحزبية على رأسهم مسؤولون في حزب المؤتمر السوداني.
فشل حشد
سعت السلطات السودانية وكعادتها عند كل ملمّة إلى «الحشد المضاد» لتبيان قوتها في الشارع إلّا أنّ محاولاتها فشلت فشلاً ذريعاً وفق ناشطين، إذ امتنع الموظفون والعمال الذين كانت تكدّس بهم الميادين عن الحضور إلى الساحة الخضراء مكان التجمع المزمع.
ولم تقف الأمور عند هذا الحد إذ تلقت الحكومة دعوات عبر مذكرة من قيادات داخلها يرفضون فيها استخدام العنف في مواجهة المتظاهرين.
تشكيل تنسيقية
وفي ظل المشهد المخضّب بالدماء تنادى الحزبيون والنقابيون والشباب إلى كلمة سواء بإنشاء «تنسيقية التغيير» والتي تطرح إسقاط النظام هدفاً معلناً وحل كل أجهزته التنفيذية والتشريعية، وتكوين حكومة انتقالية تضم كل أطياف الشعب تتولى إدارة البلاد لمرحلة انتقالية، والمحاسبة والقصاص لكل من شارك في جرائم القمع والتعذيب والقتل وإيقاف الحرب الدائرة فوراً، ووضع الأسس للسلام المستدام عبر عملية مصالحة وطنية شاملة تخاطب بذور الأزمة.
حزب الأمّة يثمّن موقف الإمارات تجاه السودان
توجّه الأمين العام لحزب الأمة القومي إبراهيم الأمين بالشكر لدولة الإمارات العربية المتحدة على الموقف المشرّف الذي وقفته إلى جانب الشعب السوداني في أحداث القتل التي تعرّض لها المتظاهرون السلميون وترويع العزّل من قبل نظام الخرطوم.
وأكّد الأمين في رسالة وجهها لسفير دولة الإمارات في السودان حسن أحمد الشحى، أنّ الموقف كان متوقّعاً من الإمارات التي عودت الجميع وقوفها إلى جانب حقوق الشعوب العربية ومساعدتها أدبياً ومادياً، لافتاً إلى أنّ «هذا الموقف البطولي سيعضد تصميم الشعب السوداني على انتزاع حقوقه المشروعة، ولن ينسى موقف الإمارات ووقوفها إلى جواره في هذه الظروف العصيبة». الخرطوم - البيان
سيئول تحذر مواطنيها من السفر إلى السودان
أصدرت وزارة خارجية سيئول أمس تنبيهاً بعدم السفر إلى السودان وقدمت نصائحها إلى المسافرين بمغادرة السودان الذي يواجه مظاهرات واحتجاجات ضد الحكومة. وجاء في بيان أصدرته الخارجية: «في ما يتعلق بالمظاهرات المناوئة للحكومة والتي اندلعت في عدد من المدن مثل الخرطوم وأم درمان مع زيادة عدد الضحايا من السودانيين جراء قمع الحكومة لأولئك المتظاهرين، رأت الوزارة ضرورة إصدار تنبيه في ما يتعلق بالسفر إلى السودان». سيئول - يونهاب
اكتمال الاستعدادات لاستئناف التجارة بين السودانيْن
أكّد وزير التجارة عثمان عمر الشريف جاهزية الوزارة لاستئناف حركة التجارة بين السودان وجمهورية جنوب السودان، لتصدير 172 سلعة، بمعدل 70 طن يومياً.
وقال الوزير، بحسب وكالة السودان للأنباء «سونا»، إنّ «الوزارة ستقف خلال الفترة القادمة على المعابر والميناء النهري والجاف بولايتي سنار والنيل الأبيض»، مشيراً إلى أنّ «استئناف التجارة مع الجنوب يؤدي إلى إنعاش تجارة الحدود وتوفير الاستقرار للمواطنين في الشريط الحدودي، بجانب الانتعاش الاقتصادي في المناطق الحدودية للبلدين».
وحول ارتفاع الأسعار بعد القرارات الاقتصادية، دعا الوزير الأجهزة الإعلامية إلى لعب دور إيجابي في التوعية، مبيناً أهمية وضع ديباجة للتسعيرة وانتهاج الشفافية والوضوح، موضحا أنّ «ارتفاع الأسعار ليس له مبرر واضح سوى الجشع»، كاشفا عن تكوين لجنة لتنظيم الأسواق وإقامة البورصات على السلع، داعيا إلى التركيز على الخدمات التجارية التي تعتبر من أهم العوامل المساعدة في انجاح العملية التجارية. الخرطوم ــ الوكالات
البيان 1/10/2013
------------ كلمة الرياض على من يرفع البشير عصاه؟! يوسف الكويليت
لا نعرف رمزية رفع العصا بمناسبات وطنية وحضور جماهيري يخطب فيها الرئيس السوداني عمر حسن البشير، هل هي لمن عصى، أم يهشّ بها على البشر بدلاً من الغنم؟
ولعل الأيام الماضية التي عانى فيها السودان الغرق بسبب الأمطار الهائلة والموسمية في كل عام التي نتيجتها هدم المنازل وذهاب الماشية والمزارع ألقت بظلالها على رفع أسعار الوقود فبدأت شرارة الاحتجاجات تنتشر في المدن والأرياف، وإن لم تصل إلى حلقة في الربيع العربي ربما لأن التجربة التي حدثت في الدول العربية خلقت مخاوف من تجارب مريرة مثل ليبيا وسورية، أو أن إحاطة البشير بقوات أمن ومليشيات وضرب الجيش والتي سخرت لها موارد البلد على حساب المعوزين والجوعى كانت جزءاً من خوف انتشار فوضى لا تقف على حدود خلاف بين المعارضة والحكومة..
ومن أجل أن يبعد عن الأزمات الداخلية افتعل البشير سفره لإلقاء خطاب في الأمم المتحدة كحق قانوني يمنحه مثل غيره تأشيرة دخول وخروج تحت مظلة المنظمة الدولية لكن الرد بعدم قبول دخوله الأراضي الأمريكية جعله يتراجع، ليسمح لبوارج إيرانية تزور موانئ السودان كعملية استعراض قوة..
قبل هذه الحوادث حاول اختراق أجواء المملكة العربية السعودية بدون إذن لحضور تنصيب الرئيس الإيراني حسن روحاني ولكنه منع لأسباب قانونية وسياسية وأمنية عبور هذه الأجواء لكن الرجل الذي أصبح مطارداً دولياً بسبب المجازر التي أخذها سبيلاً لتثبيت سلطته.. هذه السلطة لم تمنع فصل الجنوب تحت ضغط داخلي وخارجي أجبراه على القبول بواقع فُرض عليه، لكن هل انتهى مسلسل الواقع السوداني بوجود حروب القبائل في دارفور، وكردفان، وولاية النيل الأزرق بمبدأ أن حروب الأطراف هي جزء من هدف إحاطة نفسه بقوة الداخل؟ لكن هذا لا ينفي أنه رغم الامتيازات والرفاه الذي تحظى به القوة المحيطة بالرئيس، فإن الشواهد بدأت تؤكد أن عناصر من داخل حزامه الأمني والقوة التي يعتمد عليها بدأت تعطي إشارات إنذار على شكل رسائل وتحذيرات من أن تجاوز الأزمات المتصاعدة لا يأتي حلها بالخطب ورفع العصا التي يهدد بها الجميع لأن «النار من مستصغر الشرر»، وبدايات الاحتجاجات التي ووجهت بالقتل، ومنع وسائل الإعلام وإقفال بعضها في زمن لم تعد هذه الوسائل ذات جدوى وهو الذي يعلم أن ثورة الخميني بدأت ب«الكاسيت» والثورات العربية بوسائط التواصل الاجتماعي، لا يمكنه وقف انتقال المعلومة من وسط ميدانها وبالصورة والكلمة، ولم تعد الزعامة جملاً غير مفيدة وسط جوع وخوف، وهجرة قسرية، أو تلقائية تفرغ البلد من مواهبه لتتحول إلى معارضة خارجية، وهذا الفعل والتعسف جرى مع حكومات عربية ودولية عندما تم احتكار السلطة بقوة أحزمة الأمن والدولة السرية التي تدار من الخلف، وقد سقطت ومعها موانعها وفصائلها..
شعب السودان ملّ من مضاعفات حياته البائسة، فقر وأمن بوليسي وحصار إقليمي ودولي، وجوار مع بلدان لا تتفق سياساتها وأهدافها مع السودان عندما عانت من هجرات الذين طردتهم الحروب، ولا يبدو أن البشير قرأ جيداً أحوال بلده والأجواء المحيطة به بما فيها الوضع العالمي طالما الاستقرار يُبنى من الداخل وهو الأمر الذي لا ينفع معه إصلاح لا يُرى إلا على الورق
------------
هل يتنازل البشير؟ عبد الرحمن الراشد الثلاثـاء 26 ذو القعـدة 1434 هـ 1 اكتوبر 2013 العدد 12726 جريدة الشرق الاوسط
باع ثلث السودان، بعد أن كان أكبر الدول العربية مساحة، لتقام جمهورية جنوب السودان، مقابل أن يبقى هو في الكرسي. وتخلى عن كل نفط السودان، ليكون بذلك عمر البشير أول رئيس يتبرع بكرم لا مثيل له، أعطى كل بترول دولته، من دون أن يسأل أو يعتذر من أهالي آلاف الذين ماتوا في سبيل وحدة البلاد. فقد ضحى بشباب السودان في حرب الجنوب لعقد ونصف، معلنا أنه لن يتنازل عن شبر واحد، ثم تنازل عن ستمائة ألف كيلومتر مربع، ما يقارب مساحة دولة فرنسا. لا ننسى أنه جاء الحكم انقلابا، بالتعاون مع حسن الترابي في عام 1989، تحت اسم الإسلام وإنقاذ البلاد، ومنذ ذلك اليوم وهو يفعل كل شيء ليبقى رئيسا. خلال حكمه، نجح البشير في تحويل السودان الأخضر النفطي الغني إلى واحدة من أفقر دول العالم، وهرب معظم أهلها من الكفاءات إلى الخارج بحثا عن لقمة العيش. وارتكبت قواته مذابح في دارفور، غرب البلاد، لا تقل بشاعة عن جرائم الأسد في سوريا، باستثناء أنه لا توجد هناك كاميرات ووسائل إعلام تنقل أخبار مسلسل الرعب الدموي.
وعندما خرج السودانيون محتجين على رفع سعر الوقود، عمليا لم يعد هناك شيء يمكنهم أن يخافوا عليه. فقد دمر موارد البلاد، ومؤسسات الدولة، وحولها إلى مزرعة كبيرة له ورفاقه العسكر وأعضاء الحزب. وسواء أخضع المتظاهرون البشير للمحاسبة أم أنه قمعهم كما قمع مَن قبلهم، فإن السودان أصبح خرابا وإعادته إلى ما كان عليه سيتطلب معجزة سياسية. وهذا ما يجعل الكثير من القيادات التقليدية، التي نجح البشير في إقصائها، لا تتقدم صفوف الانتفاضة الحالية، مدركة أن التركة التي سيخلفها الفريق البشير لن يكون سهلا عليهم إدارتها، ولن يكون سهلا ترميم النظام الديمقراطي الذي انقلب عليه البشير.
خلال سنين حكمه الطويل تعاون مع تنظيم القاعدة، وتحالف مع حاكم ليبيا معمر القذافي سنين ثم اختلف معه في الأخير، وعقد صفقات مع النظام الإيراني، وقام بتأجير مناطق لتكون معسكرات ومخازن لأسلحتهم. وتعاطف مع الرئيس السوري، بشار الأسد، ضد شعبه عندما ثار عليه. وعندما أصيب البشير بالمرض طار إلى السعودية ليعالج هناك، رغم مواقفه السياسية ضدهم!
ولا يخالج بال أحد أن البشير سيتعامل برحمة مع الذين تظاهروا ضده، بل ينوي أن يفعل بهم ما سبق وفعله ضد أهل دارفور والجنوب، وضد أهل الخرطوم في انتفاضاتهم السابقة ضده. لن يتراجع الجنرال رغم مرضه، وعجزه، وكراهية أغلبية السودان لحكومته.
ورغم تاريخه السيئ، نتمنى عليه أن يسعد الشعب السوداني مرة واحدة بالتنازل عن الحكم، فيحقن الدماء، ويترك السودانيين يقررون مستقبلهم، ويفتحون صفحة جديدة، بلا ثارات أو حروب أهلية
--------------
لحل النبوي لمعضلة السودان وغيرها: فصل المال عن الدولة
د. عبدالوهاب الأفندي September 30, 2013
لا توجد في اللغة كلمات تكفي للتعبير عن حجم الصدمة التي يشعر بها الإنسان أمام الوحشية التي تم بها قمع التظاهرات الرافضة لرفع الدعم عن السلع الضرورية في السودان خلال الأسبوع الماضي. فرغم أن بعض المظاهرات رافقتها ظواهر عنف، إلا أن هذا لا يبرر هذا الاستخدام المفرط للقوة وهذا الاستسهال المفجع للقتل. لا يسع المرء كذلك إلا أن يعبر عن الصدمة لحجم التخريب والدمار الذي خلفته الاحتجاجات، وهو ظاهرة تعبر عن حجم الغضب المكتوم وسط قطاعات واسعة من الشعب ليس فقط ضد الحكومة وسياساتها، ولكن كذلك ضد المستفيدين من هذه السياسات، وخاصة الطبقات الموسرة التي لا تشارك الغالبية ألمها وحرمانها. وقد ساهم خطاب النظام ############ (بمعنى الغباء وفقدان الإحساس) في إذكاء الغضب، لأن النظام أظهر أنه، من رئيسه فما دونه، لا يعيش في هذا البلد ولا يفهم شيئاً عن معاناة غالبية أهله. وهذا يقودنا إلى نقطة محورية رددناها مراراً قبل اندلاع الثورات العربية وبعدها. فقد أثبتت الدراسات المتعمقة التي أجريناها نحن وغيرنا عن الثورات الديمقراطية السلمية أنها لا تتفجر ولا تنجح إلا في ظل شرطين لا بديل عنهما: العزلة الكاملة للنظام عن الشعب، والتوافق الواسع بين قطاعات الشعب حول بديل ديمقراطي. ولا شك أن النظام الحالي يواجه عزلة نسبية، ولكنها ليست كاملة. فللنظام قطاع من مؤيديه المتحمسين المستعدين للدفاع عنه. بنفس القدر هناك انقسامات واسعة في قطاعات الشعب على أسس متعددة، طبقية وجهوية وغير ذلك، كان العنف والغضب الذين شهدناها تعبيراً عنها. وكنت في وقت سابق انتقدت ما ظهر من انحياز حزب الأمة برئاسة الإمام الصادق المهدي والحزب الاتحادي الديمقراطي بزعامة السيد محمد عثمان الميرغني للنظام، باعتبار أن هذا الانحياز يكرس الاستقطاب بين سودان الوسط والأطراف. ولكن لا بد أن ننوه أن هذا الانحياز يمثل بدوره تعبيراً عن الخوف من ‘ثورات الهامش’ وما ترى النخبة أنه مستقبل غامض ينتظر البلاد في حال انتصار تلك الثورات. ولا شك أن أحداث الأيام الماضية قد زادت من هذه المخاوف، وعززت الاستقطاب ولم تقلل من حدته. لكل هذا فلا بد لإنجاح البديل الديمقراطي والحيلولة دون تحول الانتفاضة الحالية إلى حرب أهلية اتخاذ خطوات واضحة وحاسمة من قبل كل القوى السياسية والأطراف الفاعلة تضمن التوافق على مستقبل ديمقراطي لا إقصاء فيه ولا فرض لرؤية أحادية، وقبل ذلك ضمان الأمن للجميع والاحتراز من الوقوع في فوضى العمليات الانتقامية. ولتحقيق ذلك لا بد أولاً من إخراج السلاح من الساحة السياسية السودانية، ويتم ذلك عبر الآتي: أولاً: التوافق على تحييد القوات النظامية من جيش وشرطة وعدم الزج بها في السياسة. ثانياً: إعادة هيكلة الأجهزة الأمنية والاستخباراتية وإخضاعها لسلطان القانون ثالثاً: توافق كل القوى السياسية على ميثاق سياسي يحظر اللجوء إلى العنف، ويشمل تطبيق القانون بصرامة على أي جهة تمارس العنف تحت أي مسمى هذه الإجراءات ضرورية لضمان وجود عملية ديمقراطية في الأساس، فلا يمكن أن تكون هناك ديمقراطية في ظل أزيز الرصاص، ولا حوار بناء والأمن غائب، وبعض المتفاوضين يحمل مسدسه إلى طاولة الحوار. ولكن هذه الإجراءات لا تكفي، لأن الصراع على السلطة هو في جوهره صراع على المغانم عند الكثيرين. وبالطبع فإن الكل يزعم أنه إنما يطلب السلطة للإصلاح وتحقيق المصلحة العامة. وحتى يتم اختبار صدق النوايا، لا بد من إجراء إصلاحات هيكلية لا تترك مجالاً لطلاب المصالح والمنافع في العمل العام. وتتلخص أكبر مصائب الدولة الحديثة، خاصة في البلدان الفقيرة، في أنها عبء ثقيل ينوء به كاهل فقراء الأمة. فالدولة الحديثة تركز المال والسلاح والسلطة في داخل هياكلها. ولكي تنجح في هذا التركيز، لا بد أن تتحول إلى دولة جباية، تأخذ من الفقراء حتى تعطي الأغنياء، بدل العكس. وهكذا تجبي الدولة الضرائب من فقراء الفلاحين والرعاة والعمال وغيرهم، ثم توجهها لدعم رجال السلطة وأسلوب عيشهم المترف. ولهذا نجد الصرف على أصحاب المناصب العليا يأكل معظم ميزانية الدولة، ولا يترك إلا القليل للخدمات من صحة وتعليم ونحوها. ولهذا يتكالب الناس على المناصب، لأنها الباب للجاه ورغد العيش وتكديس المغانم. ولقطع الطريق على مثل هذه الوصولية، لا بد من وضع ضوابط صارمة لصرف المال العام، تبدأ من تحديد رواتب ومخصصات رئيس الدولة والوزراء والبرلمانيين وكبار الموظفين ونحوهم، بحيث لا تزيد عن متوسط ما يتلقاه المهنيون من أطباء ومهندسين وأساتذة جامعات ونحوهم. ولا تخصص للوزراء حراسة ولا مساكن أو سيارات حكومية (إلا أثناء ساعات العمل وللمهام الرسمية فقط). ولا ينبغي كذلك أن تكون هناك مخصصات للصرف الخاص، ولا إجازات مدفوعة الأجر، ناهيك عن نفقات سفر للعطلات. وعموماً يعامل كبار المسؤولين مثل بقية موظفي الدولة. وهذا هو المنهج النبوي الذي سار عليه الخلفاء الراشدون. فالمعروف أن أبا بكر رضي الله عنه لم يكن يريد أن يأخذ أجراً على أداء مهمة القيادة السياسية، ولكن قادة الرأي في المدينة منعوه من ممارسة مهنته في التجارة، وفرضوا له راتباً يعادل دخل أواسط الناس. وسار على هذه السنة بقية الخلفاء الراشدين. وقد تسامحت الديمقراطيات الحديثة نوعاً ما في هذا الأمر، ففرضت لكبار المسؤولين أجوراً تقرب من أجور علية القوم لا أواسطهم. ولكن هذا يحدث في دول تتمتع بوفرة في الموارد، ويعتبر ما يكسبه الوزراء وكبار المسؤولين فيها قطرة في بحر. ولا يتجاوز ما ينفق على رواتب أعضاء البرلمان والحكومة في بريطانيا مثلاً ما ينفق على جامعة كبرى أو مستشفى متوسط الحجم، وقد يكون أقل من ذلك بكثير. أما في بلاد مثل السودان، فإن ما ينفق على مخصصات كبار المسؤولين في الدولة يكاد يكون أضعاف ما ينفق على التعليم أو الصحة في كل البلاد. ولهذا لا بد من وقف نزيف الموارد هذا، وتقليص نفقات الحكومة إلى ما يقرب من الصفر. وهذا يفرض أن يقبل كل من يتقدم لشغل منصب عام تقديمه إلى فحص لوضعه المالي. فإن كان من الموسرين يفرض عليه العمل متطوعاً في المنصب الذي يقع اختياره له، ولا يعطى إلا النفقات الضرورية لأداء واجباته. أما إن كان فقيراً أو متوسط الحال، فينبغي أن تطبق عليه الشروط المقترحة أعلاه، اي يأخذ راتب متوسطي الحال من المهنيين. ولا بد كذلك من وضع ضوابط صارمة حتى لا يلجأ المسؤولون للإثراء من مناصبهم بصورة غير مباشرة عبر منح الامتيازات للأقارب أو لرجال الأعمال المقربين منهم. وقد يقول قائل إن هذا سينفر أصحاب المواهب من التصدي للعمل العام، فلا يقبل عليه إلا من سدت في وجهه الأبواب الأخرى، خاصة وأن العمل العام يشتمل على مشقات كثيرة، منها أنه يأخذ كل الوقت ويصرف صاحبه عن شأنه الخاص، بما في ذلك رعاية أطفاله وأسرته. ولهذا فإن ما يتمتع به صاحبه من مخصصات ما هو إلا تعويض بسيط عما يفقده. ولكن المفترض في العمل العام أنه خدمة يتصدى لها أهل الحرص على الشأن العام الراغبين في نفع غيرهم. ولا يجب أن يكون العمل العام مصدراً للثراء وطلب نعيم الدنيا. فمن أراد أن يثرى فدونه السوق وبقية أوجه النشاط الاقتصادي. ولكن من يقصد العمل العام، شأنه شأن من يقصد العمل الخيري، لا يجب أن يطلب على ذلك جزاء ولا شكوراً. ومثل هذا المنهج ضروري للاحتياط من سرطان الشره وحب الجاه والمال والمناصب الذي يدفع كثيراً من طلاب المنفعة الخاصة إلى لبس جبة الغيرة على الشأن العام وهم في الواقع لا يفكرون إلا في خاصة شأنهم.
إن فرض التقشف الإجباري على شاغلي المنصب العام ينقذنا من هؤلاء، وهو فوق ذلك واجب تمليه المرحلة الحالية في السودان وكل دول العالم الثالث التي تهدر معظم مواردها في الإنفاق على بذخ المسؤولين، إضافة إلى التصدي للفساد الذي استشرى في المرحلة الأخيرة. من شأن التقشف الإجباري كذلك أن يحفز المسؤولين على الاجتهاد في إصلاح الاقتصاد، لأن رواتبهم ترتبط بدخول بقية المواطنين. هذا بالطبع إضافة إلى الفائدة المباشرة من توجيه الموارد إلى البناء والتنمية بدلاً من السفه والبذخ. يمكن أن نلخص وصفتنا لإصلاح الوضع السياسي في السودان (وهي وصفة تستحق أن تعمم على بقية الدول الافريقية والعربية) في مبدأين: فصل السلاح عن السياسة وفصل المال عن الدولة. والأمران مترابطان، فكثير ممن حمل السلاح هم أيضاً طلاب مناصب ومنافع في وقت سدت فيه أبواب كسب الرزق الأخرى وتعذر طلب المناصب سلماً.
ولا بد من تطبيق هذين المبدأين بصورة فورية على كل العاملين في الدولة حالياً وعلى كل المشاركين في العملية السياسية، وليشتمل الميثاق الوطني على نص يؤكد أنه لا حصانة بعد اليوم لمرتكبي الجرائم ‘السياسية’. فكل من يقتل أو يسرق أو يمارس البلطجة والإرهاب باسم حزبه أو حركته لا بد أن يتحمل كامل المسؤولية عن جريمته، وكذلك من أمره بذلك أو تواطأ معه.
‘ كاتب وباحث سوداني مقيم في لندن
| |
|
|
|
|
|
|
Re: السودان فى الصحافة العربية ...مقالا اراء اخبار ..توثيق (Re: الكيك)
|
القتلة !!
10-01-2013 08:09 AM د. عمر القراي
لقد بلغ الانحطاط بالاخوان المسلمين آخر دركات البشر، حين خاضوا في دماء الشباب،الأبرياء، العزل، خوفاً من ان يفقدوا السلطة التي اضحت دينهم ودنياهم !! فمن اجلها ارتكبوا كل موبقة وفعلوا كل قبح .. إن التقتيل الذريع الذي حوّل الخرطوم الى مأتم كبير، ومبكى للثكلى، ومأثرة للشهداء الابرار، لهو آخر مراحل السقوط لهذه الجماعة البربرية، البشعة، الفاقدة للحس الإنساني، والمتمرغة في معاطن الفساد، ونهب اموال الشعب، الذي تقوم الآن بتقتيل خيرة بنيه ..
عندما ناقشت حكومة الاخوان المسلمين هذه الزيادات الكبيرة، التي اسمتها زوراً وبهتاناً، برفع الدعم، وليس هناك دعم اصلاً، كانت تعلم انها ستؤدي الى اعتراض ومظاهرات .. وأن الذين سيقودون تلك المظاهرات، ليست جهات مسلحة، أو من الفصائل التي تقاتل النظام في دافور، أو جبال النوبة أو النيل الازرق، وإنما هم طلاب وطالبات الجامعة والمدارس .. وكان الامر المتوقع من أي حكومة عاقلة، هو ضبط النفس، والصبر على الاحتجاجات حتى تهدأ. فلماذا بدأت حكومة الاخوان المسلمين بهذا العنف العنيف، واستعمال الرصاص الحي، والتصويب على الرأس والصدر، مما يؤكد سبق الاصرار على القتل؟! إنه عنف ال########، وهلع المذنب، الذي يخشى فقدان السلطة والمحاسبة على ما ارتكبت يداه .. كما إنه الظن الفاسد، بأن البطش والقتل، سيخضع هذا الشعب الأبي، الى الأبد، ليدوم لهم الحكم دون انزعاج.. وهذا الظن الخائب، إنما يدل على جهل الاخوان المسلمين، بهذا الشعب، واستغلالهم لسماحته، وطيبته، وعدم رغبته في العنف والتشفي. الى أين يدفع الاخوان المسلمون هذا الشعب المسالم الطيب ؟! هل يريدونه أن يتربص بزعمائهم، ويغتالهم انتقاماً لأبنائه وبناته، حتى تسيل الدماء برد الفعل الى مبتدره ؟! أم يريدونه ان يصمت ويتركهم، وينسى دماء أبنائه، ويتعامل معهم، وكأنهم لم يهدروا تلك الدماء الزكية الطاهرة، التي تمثل آماني الشعب، في مستقبل افضل، كان سيحققه ابناؤه، وبناته، الذين فتك بهم هؤلاء المجرمون ؟! إن من بلادة حس الاخوان المسلمين، واستخفافهم بالناس، وجهلهم بهم، أن يذهب مثل د. نافع علي نافع مساعد رئيس الجمهورية، ليشارك في عزاء الشهيد السنهوري، حتى هتف الناس في وجهه، وطردوه مهرولاً من بيت العزاء !! و لو كان الشعب السوداني مثل الاخوان المسلمين، لقتلوا نافع وسط ذلك الجمع، ولم يعرف قاتله !!
إن حكومة الاخوان المسلمين، قد فقدت شرعيتها تماماً، حين قتلت ابناءنا وزهرة مستقبلنا .. إذ لا يمكن ان تستمر في الحكم، بعد ارتكاب هذه المجازر البشعة، في وضح النهار، فهذه ليست سرقة مؤسسات، ولا بيع مشاريع وأراضي، ولا هي جرائم حرب، تبررها بأن الطرف الآخر مسلح- رغم تجنبها لمقاتلة المسلحين وضربها للقرى الآمنة – وإنما هذا قتل عمد، لأعداد كبيرة من الشباب، ليس لهم جريرة غير أنهم احتجوا على قتلهم البطئ، عن طريق زيادة الأسعار، والعطالة، واختطاف دولتهم بواسطة الاخوان المسلمين !! إن أقل من هذا القتل، قد اطاح بالاخوان المسلمين في مصر موطنهم الأول فهل يبقيهم في السودان ؟!
لقد افقدت حكومة الاخوان المسلمين، القوات المسلحة، مهنيتها، وعزلتها عن الشعب، وأخلت بنظمها، وقواعدها، حين وضعت الايفاع والبُله، من أعضاء تنظيم الاخوان المسلمين، فوق من هم أكفأ، وأقدم منهم، ثم اتجهت الى تصفية الجيش، بإحالة اعداد كبيرة من القادة الى المعاش، حتى قارب عدد المفصولين، والمحالين للمعاش قهراً ، منذ إنقلاب الاخوان المسلمين، واستيلاءهم على السلطة في يونيو89، عدد الذين في هم الخدمة الآن .. ومع ذلك فإن الجيش هم ابناء الشعب، ولن تخلو المؤسسة العسكرية، مهما فعل بها الاخوان المسلمون، من عناصر وطنية، ولا يمكن لهذه العناصر الوطنية، ان ترى ما يفعله رجال الأمن، وبعض المندسين منهم في صفوف الشرطة، من سفك للدماء، ثم تظل صامتة، وكأن الامر لا يعنيها .. لابد للقوات المسلحة ان توقف هذه المعركة غير المتكافئة، بين شباب عزل، لا يملكون سلاحاً غير إيمانهم بالوطن، ورجال أمن مدربون، يملكون كافة أنواع الأسلحة، ويستعملونها في قصد مبيت، للفتك بالناس .. لابد لهؤلاء العسكريين أن ينحازوا لشعبهم، ولوطنهم، فهم ليسوا اقل وطنية ووعي، من رجال الجيش المصري، الذين وقفوا مع شعبهم، واطاحوا بحكم الاخوان المسلمين، قبل ان يقتل الناس كما يفعل هؤلاء الآن في السودان. لابد أن ينهض من قادة الجيش، من يعيد له هيبته، وكرامته، ويعيد للامة الأمل في ابنائها من القوات النظامية، ويقف الى جانب الشعب، وضد رجال الأمن والمأجورين من الشرطة، الذين لم يتورعوا من تقتيل ابنائنا، حتى يستمتع الاخوان المسلمين بالثروة والسلطة. وحكومة الأخوان المسلمين، لن تتورع من تصفية الضباط، من مختلف الرتب، إذا رأت أنهم ليسوا معها.. بل قد تقتل بعضهم لمجرد ارهاب الباقين، ولهذا يجب على الشرفاء من العسكريين، عدم مهادنتها، والانقضاض عليها قبل ان تنقض عليهم.
لقد دخلت قوات الجبهة الثورية من قبل في ابكرشولا، ودخلت مدينة أم روابة، ولم تقتل أحد من المدنيين، فكم قتلت الحكومة، الآن، في هذه المظاهرات من المواطنين المسالمين العزل ؟! إن كل المسؤولين من الاخوان المسلمين، الذين تحدثوا في الفضائيات المختلفة، حاولوا تبرير القتل الجماعي، بأنه حدث بسبب أن المتظاهرين، قد حرقوا ودمروا ونهبوا الممتلكات !! ولكن الشباب الواعي قام بالقبض على بعض المندسين من رجال الأمن وسط المظاهرات، وهم الذين كانوا يشجعون على التخريب، ويمارسونه، وضربهم، وصورهم، ونشر صورهم عبر البريد الإلكتروني، في العالم اجمع. كما قبضوا على مجموعة، منهم، تقوم بسرقة صراف آلي لأحد البنوك .. فالحكومة هي التي تقوم بالتخريب، لتجد العذر للقتل، الذي كانت قد قررته قبل قيام المظاهرات، وبمجرد ان قررت زيادة الاسعار، في بلد تلتهب فيه الاسعار اصلاً قبل الزيادة الاخيرة.
لقد فقدت حكومة الاخوان المسلمين حقها في إدعاء الدفاع عن الوطن، ولا يمكن لها تحت أي شعارات، ان تحرك الشعب ليقف معها ضد الجبهة الثورية، أو الحركات المسلحة في دارفور، لو ان هذه الحركات زحفت نحو الخرطوم .. ولم يعد هنالك مكان لإتهام أحد مهما فعل ضد حكومة الأخوان المسلمين، بعد ان قتلت ابناء الشعب جهاراً نهاراً، دون سبب سوى جأرهم بالشكوى مما فعلت بهم من افقار وتجويع. ولقد تعدى موضوع الضرب والقتل، كل الاعراف والاخلاق السودانية، واشاعت الحكومة نوعاً من الفوضى، بدعوى القضاء على الثورة .. فضربت طالبات جامعة الأحفاد، داخل الحرم الجامعي !! ودخلت البيوت، تبحث عن الشبان، وضربت بالرصاص نساء في داخل بيوتهن، مما لم يحدث من قبل في السودان، مطلقاً، في أي عهد من العهود، بما في ذلك عهد الاستعمار.
لقد فتح شبابنا صدورهم للرصاص، وضربوا أروع نماذج البطولة، وهرقوا دماءهم الزكية رخيصة من اجل الوطن، فاستشهد من استشهد منهم، واعتقل من اعتقل، وعذب، ولا يزال المئات منهم في سجون النظام .. إن هذا الشباب الثائر، هو القمين بإحداث التغيير، لأنه جيل مختلف وغاضب، وقادر على التضحية، ولعل الشاعر قد عناهم حين قال:
نريد جيلاً غاضباً نريد جيلاً يفتح الآفاق
وينكش التاريخ من جذوره وينكش الاعماق
نريد جيلاً رائداً عملاق
وأنتم الجيل الذي سيكسر الأغلال
يا مطر الربيع يا سنابل الآمال
أنتم بذور الخصب في حياتنا العقيمة
وأنتم الجيل الذي سيهزم الهزيمة
د. عمر القراي
------------------
رَحيقُ دَمِ الشَّهيد
بقلم: عمر الدقير
من يُقلِّب دفتر التقاويم في السودان خلال حكم الانقاذ، يجد شهور السنة كلها مصبوغةً بلون الدَّم .. تلك هي محاصيلنا، في كلِّ الفصول، من هذا الحُكم العضوض الذي حوَّل الحفيف إلى فحيح وجذوع النخل إلى كعوب بنادق وأفقد سماواتنا صفاءها وحجب زرقتها بغيوم الحزن والكآبة التي راكمها من زفير ملايين المحرومين والمقهورين وأعادها عليهم أمطار شقاءٍ وعناء، وفرض عليهم مسيراً عبثياً مأساوياً بين لجة الدَّم وساحل الدمع.
هذه لحظةٌ من لحظات التوحش التي وسمت مسيرة أربعةٍ وعشرين عاماً لحكمٍ تأسَّس على ثنائية الاستبداد والفساد، لحظةٌ تسود فيها نزعة الشر السادية وتنطلق فيها شهوة القتل ال######## من عقالها .. إنها لحظةٌ يتكثف فيها تاريخ مقاومة الظلم والطغيان ويتقطر رحيقاً أحمر.
في مثل هذه اللحظة يتراجع الكلام التحليلي أو التقريري البارد لمصلحة النشيد المترع برحيق الدَّم، إذ لا قيمة للتحليل أو التقرير الآن إذا كان هناك من تجوهروا في المعنى وتجاوزوا بلاغة الكلمات ليُعبِّروا عن هذا المعنى بدمهم المسفوح، وما زال تراب قبورهم رطباً بماء الوداع الأخير الذي نُثِر عليها .. أسهلُ على المرء أن يتنفس من ثقب إبرة من أن يكتب بالحبر في لحظة مضمخةٍ بالدَّم، أو أن يصف مشهداً يتحول فيه لحم بني جلدته إلى فحمٍ بشري .. الكتابة بالدَّم فقط هي التي تليق بهذه الأجساد المثقوبة بالرصاص حتى غدت مثل الغرابيل.
الشهادة هي خاتمة المتجوهرين في معنى الحرية والعيش الكريم، البالغين أبعد مدىً لهذا المعنى ليكونوا قي مقدمة كل شئ .. والشهيد هو صيحة الحقيقة التي تعلو فوق ركام الكلام العقيم وبؤس الثرثرة والتنظير .. إنه التمرد الحي على الظلم والذل والهوان .. وكلما زادت ضجة الظلم دوياً، زادت حقيقة الشهيد علواً وسطوعاً وتلقينَ درس .. يتحول وريد جسده الذبيح إلى نافورة دمٍ تضئ الطريق إلى الحرية والعيش الكريم.
علينا أن نترك لخيالنا الجموح ليصير قادراً على اللحاق ببعض ما يرشح من نوافير الدَّم التي تومض لثوانٍ عبر شاشات أجهزة التلفاز والهواتف الذكية التي تنقل أخبار ومشاهد الاستشهاد .. لكن كم من الخيال يحتاج المرء ليعيد خلاصات أخبار الشهداء إلى سياقاتها؟
فالفتى صلاح السنهوري، مثلاً، كانت له أشواقٌ وأحلامٌ في حياةٍ كريمة، وكان أمامه المستقبل .. وله والِدان قد لا يغسلان قميصه المبقع بالدَّم للاحتفاظ برائحته الزكية مدى العمر .. والقتلة الذين سفكوا دمه الطاهر، لا يدركون أنَّ الوالدَيْن اللذين هدهدا مهده طفلاً وسهرا لمرضه بالحصبة وتعهداه بالرعاية ودبَّرا له مصاريف الدراسة وفرحا بتخرجه لم يدَّخراه لرصاصاتهم الغادرة، وإنما كانا يرجوان له أن يعيش كسائر البشر، يزرع ويحصد ويبني ويحب ويتذوق هناءة الزفاف .. كان لهما محط أمل، وكانا يدَّخرانه لمستقبل أخضرٍ عامرٍ بالعطاء لأهله ووطنه.
ما أقسى مشاهد نعوش الشهداء محمولةً على الأكتاف إلى مثواها الأخير، فهم لم يقترفوا سوي جريمة التوق للحرية والعيش الكريم في زمنٍ لئيم .. لقد عصف الحزن بأهليهم وكلِّ ذي ضميرٍ حي، منهم لم يستطع أن يحبس الدمع فبكى حتى نفد الدمع من غدته، ومنهم تجرَّع حزنه حتى أحرق الحشا وتحجَّر الدمع في عينيه وهو يدفن أباه أو ابنه أو أخاه أو أخته أو جاره أو صديقه.
لكن مهلاً، فالشهيد لا يليق به البكاء والنحيب .. الشهيد هو الناجي من الموت، بينما الموتى هم هؤلاء الأحياء اللائذون بالجدار المائل ارتهاناً للذل والهوان .. والموت قد يتحوَّل إلى حياةٍ تضجُّ بالعنفوان عندما يكون دفاعاً عن الحرية والحق والنُّبل، أمام قطعانٍ بربرية لا همّ لها غير الرقص على الأشلاء وإحصاء الغنائم.
الشهيد تليق به شارات النصر، فهو يرتفع إلى ذرى المجد ويترك قاتله مدحوراً مهزوماً، يحوِّله إلى مجرد أبلهٍ مذعور ويحوِّل قوته المادية إلى خواء لا معنى له .. ومن هنا جاء رعب العصبة الحاكمة، فلم يجدوا خياراً غير السباحة في بحر الدَّم .. ونشطوا لتكريس نهج الإبادة العضوية على الأرض دفاعاً عن سلطةٍ مستبدةٍ فاسدة تتدحرج نحو مزبلة التاريخ .. ولكن ماذا سيبيدون؟ .. هل سيبيدون قدرة الشهيد على رفد الإرادة الحرة بالتوهج لمعانقة المجد والخلود؟ هل سيبيدون الروح واصرارها على التجدد المستمر؟ .. فالوحش يقتل ثائراً، والأرض تنبت ألف ثائر .. ماذا سيفعلون غداً أو بعد غدٍ أو بعد شهرٍ أو بعد عام أو مهما تمكنوا من شراء الوقت، بهذه الحشود التي تجوب الشوارع والأزقة لتقول بأنَّ الدَّم هو دمها وأنَّ الموت هو موتها وأنها ضربت موعداً مع النصر وإن تأجل؟
مِن الضفة الاخرى لليأس يجئ الشهيد .. يجئ صرخةً داويةً ضد التصالح مع الواقع الغاشم وضد الانهزام والضعف وأفخاخ المساومات الانتهازية .. يجئ الشهيد عابراً برزخ الدَّم ليُجبر كلَّ زعيمٍ سياسي إمَّا على القول الفصل والموقف الواضح أو التواري خجلاً من ساحة الصراع، فهذه لحظة الاختبار الحقيقي التي لا مجال فيها لإمساك العصا من الوسط .. يكتب الشهيد وصيته بدمه مشدِّداً على رفاقه الذين تركهم خلفه أن يقاوموا اليأس ويتشبثوا بجمرة الحُلم حتى لو أحرقت أصابعهم، إذ لا بدَّ لهذا الحُلم أن يستحيل، في لحظةٍ ما، إلى فجرٍ تحتشد في شفقه معاني الحرِّية والعزَّة والعيش الكريم.
فيا مَن بذلتم أرواحكم فداءً لما تبقى من أعمارنا .. شذى أرواحكم أعطر من أي شذى، ورحيق دمائكم يفوق كلَّّ رحيقٍ روعةً ونبلاً .. سيحفظكم كتاب تاريخنا اسماً اسماً ودماً دماً .. لكم الرحمة والمغفرة، ولكم المجد والخلود.
[email protected]
---------------
سيرحل الجنرال غير أن آثار جرائمه باقية إذا ما لجأ البشير إلى اعتماد القتل وسيلة للقضاء على المحتجين السلميين، فسيكون ذلك سببا كافيا لأن يلجأ المجتمع الدولي إلى اعتماد وسيلة مناسبة لإلقاء القبض عليه ومحاكمته. العرب فاروق يوسف [نُشر في 01/10/2013، العدد: 9337، ص(9)] كم هي كلفة إزاحة الرئيس السوداني عمر البشير من الحكم، بشريا وماديا؟ مثل سواه من الحكام العرب يبدو البشير متمسكا بالسلطة، رغم فشله في إدارتها، بل أن وجوده حاكما قد جلب للسودانيين كوارث مضافة، هم في غنى عنها، لكي يكونوا شعبا، هو من أكثر شعوب العالم تعاسة وسوء حظ.
الرئيس المطلوب للعدالة الدولية باعتباره مجرم حرب هو الوريث الحقيقي من جهة ما يشكله من عبء على السودان وشعبها لسلفه جعفر النميري وهو الذي حكم السودان ما بين 1969 و1985.
بقاء النميري في السلطة كان مكلفا. فالرئيس المهووس بنفسه كان قد انتقل من كونه يساريا إلى اعتماد الشريعة الإسلامية منهجا للحكم. فكان له في كل مرحلة ضحاياه من الجهة الأخرى، التي انتقل منها بخفة.
لقد شهدت حقبة النميري الكثير من المجازر، راح ضحيتها سياسيون معارضون. وبسبب سياسات النميري الاقتصادية، التي هي مرآة لمزاجه السوداوي المتقلب، فقد بدأ الاقتصاد السوداني مسيرته في اتجاه الهاوية. أما البشير فهو وإن انقلب على الإسلامويين بزعامة حسن الترابي الذين جاءوا به إلى الحكم، فإنه لا يزال مصرا على إلباس الدولة عباءة دينية، وهو ما أتخذ منه ذريعة لتبني مشروع انفصال الجنوب المسيحي. ولم تكن تلك الذريعة إلا كذبة.
كان الرجل قد سعى إلى إغواء الغرب عن طريق تخليه عن الجنوب، طمعا في أن تغض الولايات المتحدة الطرف عنه، وتتناسى مسألة القبض عليه وتسليمه إلى المحكمة الدولية الخاصة بجرائم الحرب. وهذا هو ما جرى مؤقتا، لكنه لن يستمر طويلا.
لم تكن إزاحة النميري مكلفة. انقلاب أبيض قاده عبدالرحمن سوار الذهب الذي كان وزيرا للدفاع يومها، أطاح به فيما كان مسافرا، ليسلم سوار الذهب السلطة في ما بعد إلى حكومة مدنية.
أما إزاحة البشير فقد لا تكون كذلك.
الاحتجاجات الشعبية التي تعم اليوم عموم السودان لن تكون إلا بداية لمسيرة طويلة، يكون هدفها الدائم إسقاط نظام البشير، والتخلص من أعبائه على المستويين الإقليمي والدولي.
لقد نجح الجنرال في أوقات سابقة في تهميش وإضعاف خصومه من المدنيين، وفي مقدمتهم مرشده وزعيمه الروحي الترابي الذي قضى سنوات منفيا في الدوحة. وعلى صعيد المؤسسة العسكرية فقد تعلم البشير من درس النميري الشيء الكثير، فصنع جيشا موال له بعد أن تخلص ممن يشك في ولائه من العسكريين، إضافة إلى وجود ميليشيات غير معلنة تدين له بالولاء، يستعملها في الوقت المناسب، كما حدث في إقليم دارفور.
فهل هذا يعني أن سقوط نظام البشير لن يكون ميسرا؟
يتفق الكثيرون أن الأزمة الاقتصادية الخانقة التي يعاني منها السودان اليوم، والتي كان الجزء الأعظم منها من صناعة النظام أو كان مسؤولا عنه، هي التي ستفضي بالنظام إلى أجله المحتوم. غير أن تلك النهاية ستكون هي الأخرى مكلفة، ولكنها مع ذلك لن تكون أكثر كلفة من استمرار النظام في الحكم.
إذا ما تطورت الاحتجاجات السلمية وهو ما أتوقعه، فلا يملك النظام سوى أن يستمر في مواجهتها بالعنف. ما رأيناه في الأيام الماضية أن النظام كان صريحا في تبني فعل القتل وسيلة لإسكات المعارضين. غير أن ما هو مؤكد أن هامش العنف المسموح به للنظام لن يكون كبيرا وواسعا.
فما وقع في سوريا لن يقع في السودان. لا لأن النظام السوداني لا يملك أصدقاء في العالم يقفون نيابة عنه في وجه القرارات الدولية كما هو حال النظام السوري، بل وأيضا لأن رأس النظام لا يزال مطلوبا للمحكمة الدولية باعتباره مجرم حرب.
إذا ما لجأ البشير إلى اعتماد القتل وسيلة للقضاء على المحتجين السلميين، فسيكون ذلك سببا كافيا لأن يلجأ المجتمع الدولي إلى اعتماد وسيلة مناسبة لإلقاء القبض عليه ومحاكمته. سيرحل الجنرال لكن آثار جرائمه في دارفور لن تمحى.
ولن ينسى السودانيون جريمته في تقسيم بلادهم.
كاتب عراقي
-------------
| |
|
|
|
|
|
|
|