عطبرة الداخلة: يوميات حرامي نحاس

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-19-2024, 11:24 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة د.عبد الله علي ابراهيم
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-21-2014, 05:45 AM

عبدالله علي إبراهيم
<aعبدالله علي إبراهيم
تاريخ التسجيل: 12-09-2013
مجموع المشاركات: 1953

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
عطبرة الداخلة: يوميات حرامي نحاس




    عبد الله على إبراهيم
    (جاء في الأخبار أمس أن عصبة متنفذة أخذت تسرق نحاس السكة الحديد من ورشها المفروض أن تكون مغلقة وعليها حرس من الشرطة. وقد أضرب أمناء الورش عن العمل لأنهم لن يتحملوا مسؤولية عهدة يتربص بها "قُواي" أي جماعة من الأقوياء الذين لا راد لسرقتهم. وطالما كنا في بعض سير حياتي رغبت أن أطلعكم على خبراتي في تنجيم النحاس وسرقته صبياً بحلة التمرجية بعطبرة)

    أيام في عطبرة الداخلة
    عبد الكريم جٌرِّي
    سكنا حي التمرجية بظهر مستشفى عطبرة بعد نزول الوالد، عليه الرحمة، المعاش عام 1954. وأول ما نصحني به أولاد الحلة أن أقتني قدوماً وسكيناً وقفة سكر قديمة. وكانت هذه عدة التعدين في الحي. فحينا يقع غربي الحفر التي بظهر المستشفى مباشرة. وهي حفر كان بناة عطبرة الأوائل يأخذون منها الخرصانة ونحوها. وقررت السكة حديد لاحقاً ردمها بكناسة ورشها ونفاياتها. ومدت خطاً خاصاً سيرت فيه نبطشي (قاطرة المناورة) وعربتين حيوان أو ثلاث ضحى كل جمعة لنقل هذه النفايات والقذف بها في جوف الحفر الشاغرة. وما يهل هذا النبطشى من عند بيوت الدريسة، التي تقع شرقي الحفر، حتى يخرج أولاد حلة الدناقلة والصنفور والتمرجية بعدة الشغل في "هرولة النحاس" المشهورة. فنبقى سحابة نهارنا نحفر في النفايات نستخلص منها قطع النحاس الغالية. ونعود في أول المساء علينا غبرة من سواد راجع الفحم والزيت فوق دلاقين الهدوم المعدة خصيصاً للمنجم. ونبيع حصادنا للحاج بكرى. وتنتعش بورصة الفول والطعمية بسوق الداخلة القريب. ويتسرب بعض دخلنا إلى "خش" سينما الخواجة الجديدة أو سينما بيرفس.
    متى سكنت التمرجية عرفت عدوك أولاً وتبقى عليك أن تعرف صليحك. فقد كان يشيع أولاد حوش (ما منعونا ياخي!!) أرهاباً دقيقاً في الحلة. فهم كثر أي عصبة وفيهم بسطة جسم وغلظة عضلات. ومثلوا كل طيف الأعمار. فهناك منهم بغير شك من هو في عمرك لتشقى منه. وصرح لي صديق من أرق الناس أنه تمني أن يترك أهل الحلة او يموت هرباً من طغيان أولاد حوش (...). ثم انقضى الصبا بخيره وشره وعرفناهم في ساحات الرياضة والعمل العام النقابي والرياضي فوجدنا حلو المعشر وصدق العزيمة. وهذا بعض طبع الملوك فيهم. فهم من ملوك الشايقية.
    ومتى عرفت عدوك بقى عليك أن تعرف صليحك. ورزقنا الله في أسرة محمد طاهر جري صليحاً عجيباً. كان محمد طاهر، سواق القطر بالسكة حديد، قد نزل المعاش مثل والدي. وكانوا في مثل عددنا وتنوعنا في الجنس والأعمار فصادق الوالد الوالد والأم الأم والبنت البنت والولد الولد عمراً بعمر. ولم نكن نملك حميراً حتى نتأسى بالشاعر العاشق الذي قال إن أشياءه قد أحبت أشياء المعشوقة النظير بالنظير حتى أحب حماره حمارتها. وكنا نسمي هذه الشبكة في منزلنا ب"الصداقات الجُرية" من فرط إحكامها ونسقها وتواترها. وربما خرجت والدتي الحاجة جمال من هذه الصداقات لأن محمد طاهر كان له زوجة واحدة ولأبي زوجتان. وحظيت الوالدة أم هانيء، زوجة الوالد، بصداقة أم أولاد وبنات جري. وقد زكى أم هانيء لهذا الفوز دون الوالدة يسر التعامل معها ودبلوماسيتها. وكانت من جهة أبيها دنقلاوية أيضاً. وكانت أمي جمال لا تحب "الأغراب" مثل الدناقلة ولكنها تكن معزة لا حد لها للجعليين وتعتقد أنهم افضل خلق الله قاطبة. وكانت تحب آل القراي من الجعليين بديم الزبيرية بالخرطوم خاصة.
    كان نصيبي من الصداقات الجرية في بيتنا هو أخي عبد الكريم جري. كان طالباً بالمعهد العلمي شغوفاً بالأدب مثلي صحوباً للكتاب. وكانت مصر في منتصف الخمسينات هي نافذتنا المشرعة لإرواء هذا الشغف والصحبة. وكان بالمدينة مكتبة دبورة التي مافرطت في تجارة المطبوع المصري من شيء. فقرأنا معاً رسالة محمود أمين العالم الجديدة والكاتب الجديد لأحمد عباس صالح وسلاسل الكتاب الذهي والفضي التي نشرت أروع القصص المصري قصاره وطواله. ومن ذلك "الشوارع الخلفية" للشرقاوي.
    وكان سحر القصة القصيرة قد أخذنا منا. وكان فارس الحلبة يوسف إدريس ولطفي الخولي ومصطفي محمود قبل أن "يتحجب". وعرفت بصورة أدق محمد صدقي وهو عامل كتب القصة واحتفى به اليساريون وروجوا له. ولا زلت أذكر له قصة عن بقرة الفلاح التي أضطر لذبحها بعد أن انكسرت ساقها كسراً لا برء منه. وتوافر للفلاح لحماً لم يصبه طوال عمره. فأكل منه حتى التخمة . . . ومات منها. واذكر أن محمود العالم، الناقد اليساري الركن، قال له متى أبداً مات فلاح من الشبع. وقد بلغ من حبي لقصصه أن راسلته ورد عليّ بخطاب أنيق حسن الخط أذكر منه قوله إنه سيجتفظ بخطابي كشارة فخر على سترته أو كما قال. وراسل عبد الكريم يوسف شحاته، كاتب مصري آخر، كما ذكرني في زيارتي له قبل أيام وقال إنه احتفظ ما يزال بردوده. بل أخرج من أرشيفه مذكرات عن علم الصحاقة كان يتلقاها من مركز بالقاهرة يدرسه بالمراسلة. وقال عبد الكريم إنه لم يكن يرسل رسوم الدراسة محولة بالبريد كما ينبغي. فقد كان يرمي الشلن والقرش في الخطاب فتبلغ مصر فتصله الدروس حتى أكملها وامتحن ونجح وحاز الدبلوم. وأذكر أن عبد الكريم أغراني بالمركز. فراسلته هوناً وأنصرفت إلى شأن آخر.
    لما زرت عبد الكريم، الصديق الجريّ، كان طريح الفراش لكسر في ساقه. واحد. واثنين كان يشكو من أنه النائب الشيوعي في قائمة التجمع الديمقراطي في مجلس تشريعي ولاية النيل الذي منعوه بالحيلة والمكر من احتلال مقعده بالمجلس. وفي هذا صدى باهت أو ######## من طرد نواب الحزب الشيوعي من البرلمان عام 1965. ونأتي على ذكر بعض شجون عبد الكريم في حديث الأربعاء.
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de