|
وجهة نظر صرخة إستغاثة للسيد النائب الأول لرئيس الجمهورية عميد معاش د. سيد عبد القادر قنات
|
بسم الله الرحمن الرحيم وجهة نظر صرخة إستغاثة للسيد النائب الأول لرئيس الجمهورية عميد معاش د. سيد عبد القادر قنات إننا كشعب مُسلم نؤمن إيمانا قاطعا بأن القضاء والقدر جزء لا يتجزأ من حياتنا وإيماننا وأن كل ما يصيب المؤمن خير بغض النظر عن عواقبه ونتائجه .صحيح إن البشر يُخطئون ويُصيبون ولكن عندما تكون نتيجة الخطأ الطبي فقدان روح إنسان أو إصابته بعلة دائمة أو مضاعفات، فان هذا الخطأ يتحول إلى جريمة بعين المجتمع ، وإن كان هذا الخطأ من منظور قانونيً ليس بجنائى ما لم يكن إهمالاً متعمداً وفي الممارسة الطبية لم تُسجل حالة إهمال مُتعمّد، ،(أيما طبيب تطبب علي قوم لايُعرف له تطبُبُ قبل ذلك فأعنت فهو ضامن) صدق رسول الله هنالك شروط لازمة من أجل ممارسة المهنة للطبيب: 1/الحصول علي المؤهل العلمي من جهة معترف بها 2/ التصديق بمزاولة المهنة من الجهات المختصة، المجلس الطبي 3/ مزاولة المهنة في موءسسة تم الترخيص لها 4/ موافقة المريض أو ولي أمره 5/ توخي الحيطة والحذر في الممارسة. . الخطأ الطبي جزء من ممارسة المهنة شئنا أم أبينا ، وهو ليس بخطأ جنائي بل يوجب رفع الضرر، وفي السودان بحُكم تربيتنا الإسلامية وتركيبتنا الإجتماعية فإننا نُدرك أن الأطباء يبذلون قُصاري جهدهم من أجل تخفيف معاناة المرضي وفي ظروف ممارسة لرسالتهم نعتقد أنها تفتقد لكثير من الأساسيات . في النصف الأول من هذا العام حدثت مُضاعفات لكثير من المرضي بمختلف أعمارهم جراء إجراء عمليات جراحية بمستشفي الأنف والأذن والحنجرة(لوز مُعظمها أو لوزة تالتة)، أدت هذه المضاعفات إلي نتائج لبعضهم ربما مأساوية أو عاهات مُستديمة وإجراء عمليات أخري لعلاج هذه المضاعفات. مسئولية المستشفي(شاملة الكادر الطبي والإداري حتي قمة السلم) لاتنتهي بإنتهاء العملية وخروج المريض منها ، بل مسئوليتها تتواصل بمتابعة المريض وعلاج أي مُضاعفات نتجت عن هذا التدخل الجراحي بل وتتكفل المستشفي بجميع التكاليف لعلاجه لأن هذه مسئوليتها التقصيرية التي توجب رفع الضرر. العمليات المُبرمجة وفي ظروف ما يُطلق عليه عمليات باردة ، يُفترض أن تكون بيئة غرف العمليت والعنابر و المستشفي بها من التحوطات الكافية لعدم حدوث أي مضاعفات ، وإن حدثت تكون بأقل نسبة والعمل علي علاجها بأسرع ما يمكن وتلافيها مستقبلا. من المتعارف عليه علميا وقبل إجراء أي تدخل جراحي أن يُشرح للمريض نوع التدخل الجراحي والتخديري ونتائجه وما يمكن أن يحدث من مضاعفات أو آثار جانبية لهذا التدخل ، وحتي التوقيع علي الإقرار الطبي لا يعفي من المسئولية التقصيرية تجاه حدوث المضاعفات . مستشفي الأنف والأذن والحنجرة بالخرطوم هو المستشفي المرجعي الأول في السودان لهذا التخصص ويدرك الجميع دوره في تطور هذا التخصص . حدثت تلك المضاعفات لبعض المرضي وعددهم ربما فاق الخمسين أو أكثر ، ومع ذلك فإنهم كلهم يؤمنون بالقضاء والقدروأن تلك مشيئة الواحد الأحد ، وقد تناولها الإعلام بكثير من التفصيل الدقيق ، وكان هدف أهل المرضي أن يتم الشرح الطبي لحالاتهم تلك وتوضيح ما حصل من ناحية علمية وما هو المستقبل لإولئك الأطفال والخوف من حدوث عاهات مستديمة مثل ما حدث للطفلة تقوي محمد بابكر(عمرها 5 سنوات وتحتاج لزراعة قرنية) والطفل أحمد أسامة(3سنوات) وتأثيرات علي فقارات العنق، وعبد الرحيم علي إبراهيم(37 سنة وتثبيت لفقارات العنق). الأخ السيد النائب الأول لريئس الجمهورية هذه صرخة من مواطنين سلموا أرواحهم لمستشفي يُعتبر مرجعيا في هذا التخصص ولكن شاءت إرادة الله أن تكون هنالك بعض المضاعفات، ومما يؤلمهم أنهم لم يُقابلوا بطريقة تزيل عنهم اللبس والغموض أو تُخفف عنهم مأساتهم ولهذا طرقوا أبواب عُدة شارحين ومُلتمسين حلا لمعضلتهم، بعضهم له من الإمكانيات التي وفرت لهم جزء من العلاج خارج الوطن،وآخرون ينتظرون إجابة علها تشفي غليلهم. إنهم ليسوا طلاب مال أوعِوض عن ما أصابهم من مضاعفات، ولكن يحدوهم أمل أن لاتصيب هذه المضاعفات مرضي ياتون بعدهم مُستشفين في هذه المستشفي، يحدوهم أمل أن يسمعهم المسئول ويشرح لهم بطريقة علمية ما حدث، إنهم مؤمنون بالقضاء والقدر ولكن مجرد كلمة طيبة كانت تكفي، أليس تبسمك في وجه أخيك صدقة ؟ إننا كشعب سوداني نعفي حتي الرقبة ونتنازل عن الدية، ولكن أن تظل أسئلتهم دون حل ودون توضيح هذا ما يُقلقهم. لقد تقدموا بإستفسارات وشكاوي لعدة جهات من بينها وزارة الصحة ولاية الخرطوم والمجلس الطبي السوداني وجمعية حماية المستهلك والمفوضية القومية لحقوق الإنسان، ولم يجدوا إي إجابة مُقنعة ولهذا رفعوا شكواهم ضد مستشفي الأنف والأذن والحنجرة للقضاء الذي ينتظر رفع الحصانة عن المستشفي من أجل السير في الدعوي. السيد النائب الأول لرئيس الجمهورية، إنها صرخة من مواطنين يعتقدون أن حقوقهم قد أُضيرت وأنهم ظُلموا ولهذا يُطالبون برفع الظلم الذي حرّمه الله علي نفسه فكيف بظلم الإنسان لإخيه الإنسان،،؟؟ يديكم دوام الصحة وتمام العافية والشكر علي العافية
|
|
|
|
|
|