|
تجرِيب المُجرَّب يُعجِّل بحِلُول النَدامة! فتحي الضَّـو
|
mailto:[email protected]@hotmail.com (1) يقولون إن التاريخ لا يعيد نفسه ولكن الإنسان يُكرر غباءه. وزاد كارل ماركس مُنظِر الفلسفة الماركسية التي نسبت لاسمه بقول سديد «إن أعاد التاريخ نفسه فسيكون في المرة الأولى مأساة وفي الثانية ملهاة» ولكن ما بالنا نحن السودانيين يعيد التاريخ وقائعه أمام ناظرينا مثنى وثُلاث ورباع ونحن نكرر غفلتنا التي تصل أحياناً حدَّ السذاجة، ذلك بالرغم من الدروس الباهظة الثمن التي وقعت على رؤوسنا كحجارة من سجيل. والأنكى وأمرْ أننا نغرق كل مرة في ذات التفاصيل ونتعامل معها كمكتَشَف جديد، ثم لا نجد بأساً في التعامل معها بذات الدهشة البلهاء. تُدلق علينا وهي تتراقص أمامنا في خيلاء كأنها تمعن في إذلالنا أو تضحك على سذاجتنا أو ترثي لحالنا لدرجة الشفقة. والتاريخ الذي يعيد نفسه أمامنا - يا سادتي – سيان إن كانت أحداثه قبل عام أو سنين عدة، فالقاسم المشترك في كلٍ تلك الذاكرة كثيرة الثقوب. بل تلك اللامبالاة التي أصابت إحساسنا الوطني بالتبلد وأورثتنا أنظمة ديكتاتورية ناءت بكلكلها على صدورنا لما يقارب نصف قرن منذ الاستقلال. فأصبحنا لا ندري هل نبكي أنفسنا أم نرثي وطناً ضاع كما يضيع القمر من وراء غيوم ملبدة في السماء؟ بتنا لا نعرف لماذا نعيش وحتام نعيش؟ تلاشت الأسئلة الواقعية من عقولنا وصرنا لا نعلم ما إذا كنا سنموت قضاءاً وقدراً، أم قدراً وقضاءاً؟ تشابهت المعاني في نفوسنا، فلم نجد بداً من أن نعيب زماننا والعيب فينا كما قال الإمام الشافعي. أقول قولي هذا وثمة سيناريو يجري إعداده في الكواليس ليُفرض على المتصارعين وبينهم وطن ضائع، تماماً كما فُرِض ذات السيناريو بالأمس وتقبلوه صاغرين! (2) دعونا نطرق ذاكرتكم وندخل من أبوابها لنعيد على مسامعكم ما حدث بالأمس القريب. تقول الوقائع من قبل أن يفيق الناس من دهشة الانقلاب الذي تسربل بالأيديولوجيا في وطن متعدد الإثنيات والثقافات والديانات، تحولت الحرب ذات المظالم السياسية والاقتصادية والاجتماعية إلى حرب دينية جهادية. فبين غمضة عين وانتباهتها، قام نظام العصبة الحاكمة أو تنظيم (داعش) في نسخته السودانية، بتصعيد وتسعير الحرب الأهلية في الجنوب بصورة لفتت أنظار العالم كله، فبدأ التعامل معها في الدوائر العالمية باعتبارها مشكلة عقدية بين نظام (إسلامي) في شمال البلاد، وحركة (مسيحية) في الجنوب، وإزاء قوة الماكينة الإعلامية والدبلوماسية والسياسية التي كانت تقف من وراء ستار، لم تجدِ أطروحات الزعيم الراحل جون قرنق دي مابيور نفعاً في التنظير لسودان جديد يكون فيه (الدين لله والوطن للجميع) ولا (أكليشهات) الحركة الشعبية نفسها بالانضمام للتجمع الوطني الديمقراطي الذي يرأسه السيد محمد عثمان الميرغني، وهو في الأصل مرشد طائفة دينية. ومن عجبٍ أن الحركة الشعبية نفسها عندما دان قطف ثمار (نيفاشا) نكصت على تاريخها الذي مهرت له عمراً، وقالت على لسان رئيسها – غفر الله له ما تقدم من ذنبه – من يريد تغيير قوانين الشريعة الإسلامية فليقاتل من أجل ذلك. وكانت تلك أشبه بدعوة من يلقيك في النهر ويقول لك أياك أن تبتبل بالماء، فالذين ناضلوا من أجل ذلك الهدف انحسرت عنهم مظلته وأصبحوا أضعف من جناح بعوضة، فلا غرو بعدئذٍ من أن يبقى الجنوب جنوباً والشمال شمالاً، وافترق الأحباب كل في طريق! (3) بالعودة للتاريخ القريب في الوقائع والحيثيات التي أفضت إلى نيفاشا الأولى. تقول ثقوب الذاكرة إزاء الطرح الأيديولوجي السافر من عصبة الخرطوم، تحسست كل من أديس أبابا وأسمرا (يوم أن كانا نظامين بطاقية واحدة) خارطة وديمغرافية بلديهما التي لا تخفى على المراقبين. ولأنهما أول من سيكتوى بالنار التي أشعلتها العصبة، توسلا طريق (منظمة الإيغاد) وطرحا عليها مشروعاً سُمي بـ (إعلان المباديء)Principle of Declaration في العام 1994 لمحاصرة أيديولوجية النظام وشروره. كان الإعلان قد أقر بلسان أعجمي مبين أهم بندين ضمن بنوده السبع، وهما تقرير المصير وعلمانية الدولة. ذلك الإعلان – كما تعلمون - استلهم تعقيدات الواقع السوداني الأزلية وقد جاء في عز أوار الحرب ولظاها، فرفضته العصبة بدعوى أن ذلك يتناقض ومشروعها الحضاري! ومنذاك التاريخ بدأت (ساقية جحا) في الدوران، تعقد الإيغاد جلساتها وتنفض من دقائقها الأولى بسبب تعنت النظام وشهوانيته لمزيد من الدماء والآلام. ثمّ دارت الدوائر على الباغي المتجبر في العام 1997 وتبعاً لذلك تغير المشهد جذرياً. حدث ذلك عندما قامت القوى المسلحة في (التجمع الوطني الديمقراطي) بعمل عسكري ضخم، تسنى لها من خلاله تحرير مناطق واسعة، امتدت من قرورة أقصى الشمال الشرقي إلى همشكوريب في الوسط والكرمك وقيسان في الجنوب الغربي، وكان ذلك بمساندة إقليمية واضحة من الدول التي تحسبت لواقعها، وبرافعة سياسية ودبلوماسية مقدرة من المجتمع الدولي المتضرر من إرهاب النظام. عندئذٍ تحسست العصبة كرسيها، فذهب عرَّابها الخفي (علي عثمان طه) أولاً إلى (مقابر فاروق) حيث قام بدفن (المشروع الحضاري) ثمَّ توجه ثانياً إلى نيفاشا ليقبل بمبادرة الإيغاد صاغراً ويمضي في طريق الآلام، رغم نص المبادرة على العلمانية التي تتناقض مع ما ادَّعوا. لكن هكذا العصبة لا تحتاج لمن يكشف عن بلاياها ورزاياها، فقد نست ما قالت إنه تفويض من رب العالمين فرجحت الكرسي على الأيديولوجيا. وتلك تداعيات قسَّمتها – كما تذكرون - أولاً إلى (قصر ومنشية) صراعاً على السلطة، ثمَّ شيعت المشروع برمته وقبرته تماماً. عندئذٍ اقتنصت دول أصدقاء الأيغاد (الترويكا) الفرصة لتفرض حلولها على النظام بالوقائع التي أفضت إليها نيفاشا الأولى، ولن أرهقك – عزيزي القارىء- بتفاصيل أحداث لم تمح من الذاكرة بعد حتى نعيد سيرتها الكارثية، فالوطن الذي انخلع ثلثه يقف شاهداً على جُرم ما ينكرون! (4) النظام الذي يستند أصلاً على منسأة سليمان، أصبح جزراً متقطعة سياسياً وأيديولوجياً وتنظيمياً، لدرجة أنك لو سُئلت اليوم عمن يحكم السودان، لارتد إليك سُؤْلك وهو حسير. دعك الآن من قول معارضيه، فعبد الرحيم حمدي وزير ماليته الأسبق المشارك في الكارثة الاقتصادية القومية يعلن افلاس النظام على الهواء. وعلى محمود وزير ماليته السابق يدمغ فساد النظام بالذي كتب فيه معارضوه حتى كلَّ متنهم. وعلي كرتي سادر في غيه ولا يلوي على شيء كأن الوطن عزبة ورثها من أبيه، والعرابون الذين تواروا عن الأنظار من شاكلة على عثمان طه وعوض الجاز ونافع علي نافع ومن لف لفهم ما زالوا يواصلون مسيرتهم (القاصدة) من وراء حجاب. بل هان الفساد حتى صار يتحدث عنه حسين خوجلي كُفراً. نحن الآن - يا كرام - نشهد حفل التعري Striptease التي يخلع فيها النظام ما تبقى من (ثوابته) ثوباً تلو الآخر. تلك هي الفرصة التي سيقتنصها المتربصون بضعفه من صناع نيفاشا الأولى ليضعوا بين يديه نيفاشا الثانية. وفي واقع الأمر لم ينتظر النظام الإملاءات حتى تهبط عليهم من علٍ، فقد بدأ سدنته يشيعون ما اسموه بالمشروع الأمريكي، ووزير الإعلام الوقواقة أحمد بلال يتوهم بأن الإدارة الأمريكية ستقدم لهم إغراءات برفع المقاطعة الاقتصادية، والمساعد الألمعي إبراهيم غندور يمضي في تكملة السيناريو، ويقول إنهم سيُرفعُون من قائمة الدول الراعية للإرهاب أيضاً. وتتوالى الرسائل المتناقضة بغية (التخدير السياسي) الذي يجعل ظمأى السلطة يركضون وراء سراب بقيعة يحسبونه ماء! (4) قليل جداً من المراقبين يعرف ما يدور في خبايا محور الرئيس السابق لجنوب أفريقيا ورئيس الآلية رفيعة المستوى التابعة لمنظمة الاتحاد الأفريقي (تامبو أمبيكي) لكن حتى القليل هذا لا يعرف غير أخبار متناثرة عن المبعوث ورهطه، الذين وُضعت تحت أيديهم امكانات ضخمة بطائرة تقلهم حيثما شاءوا ووقتما أرادوا، وطاقم من المساعدين في تخصصات لا حصر ولا عدَّ لها، وفريق سكرتاريا يستجيبون لمن يأمر من قبل أن يرتد طرفه، ثمَّ حراس أشداء غلاظ لحماية المبعوث من شر حاسدٍ إذا حسد. وفي الكواليس كان هناك وطن عظيم تضاءل شموخه، تنعي فيه طائرة أمبيكي عجز القادرين على التمام في غدوها ورواحها. أما النظام – كما تعلمون – فقد برع طيلة ربع قرن في شراء الذمم، وله في ذلك مذاهب شتى، فهم يَعِرفُون كيف يتحايلون على المصطلحات، فالرشوة صارت مكافأة، والربا أصبح جبر الضرر، والفساد بات رزقاً ساقه الله عليهم، والكذب والخداع والنفاق آليات فقه الضرورة. بيد أن الغرض من تلك الرحلات المتكررة إشاعة الملل بين الأطراف المتصارعة بغية خضوعها وتهيئتها لتقبل أي مشاريع تسوية لا تتضمن المحاسبة، وهي الكلمة التي يخشاها النظام ويخاف عقباها، وتتحرى المعارضة فجورها وتقواها! (5) بدأت حلول (القطاعي) كما يقول التجار بتوقيع اتفاق في باريس، وهو اتفاق لو تعلمون عظيم لأنه جعل السيد الصادق المهدي يُقدِم على خطوة دراماتيكية تتناقض تماماً وخطواته المترددة حيال النظام الحاكم منذ أن اقتلع منه السلطة في الليل البهيم. أما الجبهة الثورية فهو يتسق تماماً مع أطروحاتها، لكن هناك من نظر للاتفاق بعيني صقر. إذ التقط أمبيكي لغة الإعلان وعمل على إعادة صياغتها وقولبتها وطرحها في ثوب خلب به ألباب الناظرين. ثمَّ قام بتوجيه دعوة لأحد طرفي اتفاق باريس وهي الجبهة الثورية، وأخرى ممثلة في النظام الحاكم الذي تحايل عليها درءاً للشبهات حتى لا يقال إنه جلس مع الجبهة الثورية. فابتعث مُوفدين يُقال عنهما سياسياً – بلغة أهل السودان الدارجة - ذات ما يقال بايولوجياً عن المولود الذي يجمع بين نوعين (خُنث مُشكل) إذ إنهم جمعوا بين النقيضين أيضاً حتى يلتبث الأمر على المراقبين ويصعب إدراجهما في أي موقع. فالدكتور غازي صلاح الدين عطَّار خرج من حظيرة النظام نظرياً بدعوى إصلاح ما أفسدته عصبته وعملياً ما زال يدور في فلكهم. أما أحمد سعد عمر فهو يمثل نظام الأبالسة ويعتلي منصباً وزارياً مهماً في سنامه، وفي نفس الوقت فهو يتحدث بلسان الحسيب النسيب الذي يظهر في الثواني الأخيرة كما اللاعب رقم 12 الذي يعرفه مشجعو كرة القدم. واقع الأمر أن (مولانا) الميرغني هذا يعيش في كنف نظام ويريد إسقاطه في نفس الوقت، يشارك فيه ولكنه يمد حبال الوصل مع الجبهة الثورية المعارضة بالتوم هجو الذي هجره، وبالطبع تلك طلاسم أعيت من يداويها! (6) نعود لأمبيكي ورهطه بعد أن دعا النظام بممثليه الأملحين من جهة، والجبهة الثورية بتركيبتها الفسيفسائية من جهة أخرى، ظن أمبيكي أن (كل الصيد في جوف الفرا) كما تقول العرب العاربة. فأمبيكي الذي تعلم أساليب الحواة من النظام من كثرة ما جلس مع سدنته، أعد ورقة ونسخها حذوك السطر بالسطر، ليمهر كل طرف واحدة بتوقيعه، ثم جعل توقيعه القاسم المشترك بين الورقتين. ويبدو لي أنه في غمرة السرور الذي اجتاح الموقعين في يوم 4/9/2014، لم ينتبه أحد إلى أن أمبيكي فرَّغ إعلان باريس من محتواه الحقيقي، ففي النقاط الثمانية التي أعدها وتمَّ التوقيع عليها لم يذكر – لا في السر ولا الجهر - ما ذكره إعلان باريس في نقطته الخامسة تحديداً والتي تقول (اتَّفق الطرفان على مبدأ عدم الإفلات من العقاب وتحقيق العدالة والمحاسبة ورفع الظلم ورد الحقوق) بل لم يجتهد في أي مقاربة أخرى لهذا النص تجعل القلوب تطمئن في أكنتها، وتؤكد في الوقت نفسه عدم مكافأة المجرم على الجرائم التي إرتكبها على مدى ربع قرن وسال فيها الدم أنهاراً والدمع مدراراً. لذلك نعيد ما ذكرناه سابقاً في أن أي تسوية تتجاوز المحاسبة هي في مبتداها ومنتهاها عي محض إعادة لإنتاج الأزمة. فالمحاسبة وحدها هي العصا السحرية التي ستكشف ألاعيب الحواة وستلقف ما يأفكون! (7) للمجتمع الدولي أيضاً أجندته الخاصة طبقاً لمصالحه. ويجب أن نعلم نحن السودانيين أن أجندة المجتمع الدولي لا تضمن المحاسبة بل تسعى بقدر الإمكان للحؤول دونها، وبنفس القدر لا تتضمن الديمقراطية بالصورة التي تمنيناها وناضلنا من أجلها دون كلل أو ملل. وأود أن أشير هنا إلى أن ثمة قضيتين تعلوان أجندة المجتمع الدولي دائماً، الأولى وقف الحرب والثانية ضمان تدفق المساعدات الإنسانية. من أجل هذا وذاك لم يكن غريباً أن تتدافع الأيادي لمساندة خطوة أمبيكي. ففي اليوم التالي مباشرة 5/9/2014 أصدر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بياناً رحب فيه بالاتفاق من قبل أن يجف حبره، وكذلك فعلت الخارجية الأمريكية، وزادت سفارتها في الخرطوم ودول الترويكا بتعميم بيان استلهم ذات المعاني، ولم يدع الاتحاد الأفريقي الفرصة تفوته دون ترحيب بالخطوة، وكذلك فعلت الجامعة العربية الصامت الأكبر، وهل سأفسد عليك (صيامك) يا عزيزي القارئ لو قلت لك أن نظام الأبالسة نفسه أبدى ترحيبه وسعادته بالخطوة! إذاً فقد أصبح المسرح مهيأ لإعداد مذبح نيفاشا الثانية. فالنظام تخلخلت منظومته وتكاثرت مشاكله الداخلية واشتد عليه الحصار الاقتصادي الخارجي، والمعارضة سواء المسلحة أو الحزبية حالها يغنى عن سؤالها فما الذي تبقى؟ (8) بالطبع تبقت إرادة الشعب السوداني الصابر. فإذا مضت الأمور وفق ما خطط لها في الكواليس أقول لك إننا سنجد أنفسنا أمام سيناريوهين لا ثالث لهما، الأول إعادة نسخ نيفاشا الأولى بذات الوقائع التي جرت من قبل، ولو شئت تبسيطاً يشرح ما التبس عليك، سأقول لك ضع تامبو أمبيكي مكان هيلدي جونسون التي رفعت اتفاق نيفاشا الأولى بلا عمد. ثم ضع الآلية رفيعة المستوى مكان منظمة الإيغاد، ثم ضع أديس أبابا مكان نيفاشا. ثم لن يرهقك الممثلون من الجانبين ولا المساندون من وراء حجاب. أما السيناريو الثاني فيمضي في اتجاه تفاؤلي بأن توحد القوى المعارضة نفسها وتدرك خطورة المنزلق، ثم تعمل جاهدة وبإرادة وطنية غالبة في الوقوف ضد مشاريع التسوية التي تهدف لقسمة ضيزى، وتعيد انتاج الأزمة وتكافيء المجرم على جرائمه. إنه السيناريو الذي ينحاز لطموحات وأحلام هذا الشعب الصابر، ويبدي الوفاء لدماء الشهداء التي أهدرت في دارفور وجنوب كردفان وجنوب النيل الأزرق وشرق البلاد وشمالها ووسطها وكل المدن التي لم تسلم من الأذى! أما أنا - يا سادتي الكرام - فما زلت (أؤمن بالشعب حبيبي وأبي) الذي سيفرض حلوله المُجرَّبة حتى لا تحيق به الندامة! آخر الكلام: لابد من الديمقراطية وإن طال السفر!!
|
|
|
|
|
|