|
ليس بالأحزاب وحدها/نور الدين مدني
|
كلام الناس نور الدين مدني ليس بالأحزاب وحدها * من حق أية جماعة متفقة حول أهداف وبرامج وخطط، تنظيم نفسها في حزب سياسي، لكن للأسف تجربة الأحزاب السياسية في السودان خاصة في عهد الإنقاذ، تجربة سالبة تستوجب المراجعة وإعادة النظر. * للأسف حتى الأحزاب التاريخية تأثرت بالانشطارات التي سببتها سياسة الترغيب والترضيات التي انتهجتها السلطة منذ أن اعتمدت نهج الحوار حول السلطة والثروة، حتى اكتظت الساحة السياسية بالأحزاب التي لايكاد قادتها أنفسهم يدركون برامجها. * انتقدنا ظاهرة أحزاب التوالي التي أصبحت تندرج تحت مظلة أحزاب حكومة الوحدة الوطنية لأنها ليست أحزاباً بالمعنى الصحيح، وإنما هي أفراد انشقوا من أحزابهم ومن الأحزاب المنشقة أيضاً ليستمتعوا بخيرات السلطة لا أكثر. * لذلك أصبحوا مادة للسخرية خاصة في فترة تكوينهم الأولى، فسماهم البعض أحزاب الفكة، وسماهم البعض الآخر أحزاب الزينة، وأطلق عليهم البعض تعبير (تمومة جرتق)، هذا ليس موضوعنا الآن، فموضوعنا الآن متعلق بالانشطارات التي قامت على أسس فكرية ومنهجية وبرامجية. * حتى هذه الانشطارات قلنا إنها ليست في صالح الحراك السياسي ولا في صالح التحول الديمقراطي المنشود، وظللنا نطالب الذين يرفعون راية الإصلاح والتجديد داخل الأحزاب أن يعملوا على تنفيذ رؤاهم الإصلاحية داخل أحزابهم وليس خارجها. * نقول هذا بمناسبة إعلان مجموعة الإصلاحيين بالحركة الإسلامية وحزب المؤتمر الوطني تنظيم حزب سياسي جديد، لأننا نرى أن ذلك يزيد طينة الحراك السياسي بلة، ولن يضيف إليه جديداً. * صحيح أن حزب المؤتمر الوطني لم يحتمل مذكرتهم الإصلاحية، لكن قيام حزب جديد لن يخدم العملية الإصلاحية المنشودة، ولن يضيف للساحة السياسية المكتظة بالأحزاب السياسية التي أسهمت بضعفها وتبعثرها الحراك السياسي الإيجابي النافع. * إن البلاد تعاني من تحديات واختلالات واختناقات سياسية واقتصادية وأمنية، تتطلب التنادي العاجل وإحداث اختراق إيجابي للخروج من هذه الدوامة المربكة التي ألقت بظلالها السالبة وأعبائها المتزايدة على المواطن الذي لا يحتاج إلى تشكيلات حزبية بقدر حاجته للفعل النافع الذي يستوجب الاتفاق القومي لمحاصرة هذه الاختلالات والاختناقات ولوقف نزْف الدم السوداني ومعالجة تداعيات الأزمة الاقتصادية المتصاعدة.
|
|
|
|
|
|