|
دينق ماجوك : رجل السلام والتعايش الإيجابي بقلم نورالدين مدني
|
كلام الناس
mailto:[email protected]@msn.com
*لا أخفي عليكم أنني جنوبي الهوى رغم إنفصال الجنوب وقيام دولته المستقلة، وما زلت أطمح في إعادة العلاقات السودانية السودانية إلى طبيعتها، وتعزيزعلاقات التعاون الإيجابي بين أهل السودان في الدولتين، والوصول معاً إلى توافق سوداني حول الوضع في أبيي التي كانت منطقة تمازج وتعايش إجتماعي وأسري بين قبيلتي المسيرية ودينكا نقوك. *أقول هذا بعد أن فرغت من قراءة كتاب الدكتور فرانسيس دينق سفير السودان السابق لدى الدول الإسكندنافية ووالولايات المتحدة وكندا، ممثل السودان لدى المم التحدة سابقاً، مستشار الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، عن والده زعيم السلام والتعايش الإيجابي دينق ماجوك. *هذا الكتاب الذي قال عنه مترجمه إلى العربية بكري جابر أنه يؤرخ لسيرة دينق ماجوك كزعيم تحديثي في سياقه الإجتماعي والتأريخي، إستطاع بشخصيته النبيلة ومواقفه الجريئة والشجاعة أن يضع لقبيلته "دينكا نقوك" مكانة رفيعة وسط قبائل المسيرية في جنوب كردفان - في ذلك الزمان - ، وجعل أبيي مركز نظارته نموذجاً مصغراً لما ينبغي أن يكون عليه التعايش في بلد متعدد الأديان والإثنيات واللغات. *في الفصل الثاني من الكتاب يقول د. فرانسيس أن والده كان يرتدي الزي الكامل للزعماء والنظار الشماليين، جلباباً أبيض وعباية وعمامةعلى رأسه، وهو الذي حقق السلام والإنسجام والتعاون الإيجابي في حدود التماس بين الشمال والجنوب ، كان معتزاً بهويته الدينكاوية لكنه كان يصنف نفسه مع الشمال. *في الفصل الرابع يقول د.فرانسيس : عنما تم ترسيم الحدود بين الشمال والجنوب، كان دينكا نقوك يمثلون بعضاً من الحالات الشاذة في وضعهم على الحدود الشمالية الجنوبية، فأرضهم ذات وضع مثالي للزراعة وتربية الحيوانات، وهي موضع إلتقاء بينا القبائل الرعوية الشمالية والجنوبية ..... وأصبحت نموذجاً مصغراً للسودان. *علاقة الزعيم دينق ماجوك بنظيره الناظر بابو نمر كانت علاقه حميمة، وكان الناظر بابو نمر يقول أن دينق ماجوك هو الذي سيحقق الوحدة مع شعبنا، وينطبق هذا الموقف على التأييد الذي حصل عليه دينق ماجوك من القبائل المجاورة في الجنوب، وكان دينق ماجوك الإحرص دائماً على وقف الحرب وبناء السلام. *ما أن تولى دينق ماجوك شؤون قبيلة دينكا نقوك ختى إتضح لأبناءالقبيلة أنهم كانوا على حق عندما إختاروه زعيماً لهم، حتى الذين كانوا يعارضونه سرعان ماغيروا رأيهم فيه عنما رأوا كيف يتصرف في مواجهة المصاعب، وكيف يتعامل مع الذين حوله. *في الفصل السبع والأخير يقول د. فرانسيس ديتق : لم ينجح دينق ماجوك فقط في تأمين السلام والأمن والحقوق المدنية وسط المواطنين، لكنه مضى إلى أبعد من ذلك وهو يسعى لنتأسيس عملية التنمية في منطقته. *في ختام كتاب"رجل يدعى دينق ماجوك .. سيرة زعيم ومجدد" بقول د. فرانسيس إن النظرة التي يشترك فيها كثير من السودانيين اليوم هي أن أبيي بالنسبة للسودان مثل السودان بالنسبة إلى أفرقيا، وقال : بكل تأكيد فبعد فترة طويلة من رحيله مازال دينق ماجوك يبرق أمام شعبه والأمة بأسرها كمثال لما تم وما يمكن أن يتم، وكنموذج للتعاون المثمر من أجل المصلحة العامة.
|
|
|
|
|
|