|
وسيلة العاجز عن الحوار بقلم نورالدين مدني
|
كلام الناس
*كتبت في صحيفة "القوات المسلحة"قي السنوات الأولي لحكم"الانقاذ" مقالاً بعنوان(من المسؤول عن العنف في مؤسساتنا التعليمية) قلت فيه أن العنف وسيلة العاجز عن الحوار، وأشرت الى نماذج من العنف حدثت في جامعة الخرطوم،مثل ما حدث إبان استعراض فقرة "العجكو". *قلت في ذلك المقال أن جماعة سياسية عقائدية كانت وراء ذلك، وأن القادة السياسيين الذين ينتمي إليهم هؤلاء الطلاب فشلوافي تنشئتهم على الحوار، حينها اتصل بي أحد الناصحين قائلاً : ألا تعلم أن من ذكرتهم هم ذات الجماعة القائمة على أمرالبلاد حالياُ، قلت : أعلم، ولم أقل غير النصيحة. *للأسف ازداد العنف وسط الطلاب وبرد الفعل اتسعت دائرته،وسط إتهامات متبادلة بين التيرات الطالبية السياسية،لا أريد الخوض فيها، فقط أريد أن أتوقف عند الإشتباكات الأخيرة بجامعة الخرطوم، و أقول إن هذه الإشتباكات لاينبغي أن تكون مدعاة لإغلاقها، أو منع النشاط الطلابي داخلها، وإنما لابد من وقفة مهمة من إدارة الجامعة وكل من يعنيهم تأمين إستقرار الجامعة لمحاصرة كل أسباب العنف ، والعمل على تشديد الرقابة على مداخل الجامعة والإطمئنان إلى عدم تسرب أية اسلحة او جماعات من خارجها. *في ظل الدعوة القائمة للحوار السياسي السوداني الجامع، لايمكن التضييق على الطلاب وحرمانهم من التعبير عن مواقفهم ورؤاهم للمستقبل، وعلى الذين يدعون أنهم أصحاب رسالة أن يتذكروا أنها لم تنتشر بالعنف وقوة السلاح وإنما انتشرت بالتي هي احسن، وبالحكمة والموعظة الحسنة،وبالسماحة والقدوة الطيبة. *على الذين يحاولون الصيد في الماء العكر ،ويعكرونه أكثر،أن يدركوا انه ليس من مصلحتهم ولا من مصلحة الوطن والمواطنين،عرقلة مسارالحوار السياسي السوداني الجامع الذي لابد من دفع المساعي الجارية لإنجاحه، ويمكن أن تقدم جامعة الخرطوم النموذج، حتى تعود إلى مكانتها الريادية في المجتمع. مازالت الفرصة مواتية لمحاصرة العنف وتنقية أجواء الحوار المعافي وسط الطلاب والإستماع إلى رؤاهم لأنهم قادة المستقبل الذي نريده أن يكون أفضل للجميع.
|
|
|
|
|
|