|
وداعاً الصحفي العصامي محمود إدريس
|
كلام الناس نورالدين مدني [email protected]
*إسمحوا لي أعزائي قراء كلام الناس السبت، أن أخرج بكم من القضايا الإجتماعية والأسرية التي عودتكم على تناولها في مثل هذا اليوم، لأودع أحد الصحفيين العصاميين الذين سبقونا إلى عالم الصحافة، نحن من أطلق علينا طيب الذكر المغفور له بإذن الله الدكتورجعفر محمد علي بخيت"الأربعة عشر كوكباً"، فتعلمنا منهم وتتلمذنا على أياديهم. *أنتهز هذه الفرصة لأحيي كل الصحفيين العصاميين الذين سبقونا في بلاط صاحبة الجلالة، أذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر ملك المنوعات الصحفية محمد خليفة طه الريفي وشريف طمبل وزين العابدين أبوحاج وتوفيق صالح و غيرهم من الذين رحلوا عن هذه الفانية، وغيرهم من الأحياء، فقد أناروا لنا طريق الصحافة دون إدعاء أوإستعلاء. *من أحدثكم عنه اليوم كان ملء السمع والبصر في بلاط صاحبة الجلالة، رحل مثل غيره من الصحفيين بعيداً عن الأضواء التي كانوا يضيئونها للاخرين، لم يترك لنا الفرصة لوداعه ، ولم نعطه حقه من التقدير قبل أن يرحل عنا. *عندما دخلنا إلى عالم الصحافة، وجدناه أمامنا، يحسن عمله ويجوده، مستفيداً من خبرته التي إكتسبها من التدقيق اللغوي، ورئاسة تحرير صحيفة "صوت الأمة"، وقد سطع نجمه أكثر عندما جاءنا من الخارجية السفير جعفر أبوحاج عليه رحمة الله رئيساً للتحرير، فعينه مديراً للتحرير. * وقتها سمعنا من يقول إن جعفر قد جاء بجعفر لكي يحد من وضع جعفر في "الصحافة"، أي ان الرئيس حينها جعفر نميري جاء بحعفر أبوحاج ليحجم وضع جعفر بخيت في الصحافة، فما كان من د.جعفر بخيت وكان وقتها رئيساً لمجلس الإدارة إلا أن دعانا لإجتماع عام - قدامى وقادمين - وقال لنا أن من حق رئيس التحريرأن يفعل ما يشاء في إدارة التحرير - في إشارة لتعيين جعفر أبو حاج لمحمود إدريس مديراً للتحرير - وعلى أسرة التحرير التعامل مع هذا الواقع، ومن لديه إعتراض على ذلك فليقدم إستقالته. *الغريب في الأمر، وقد فوجئنا نحن الذين لم نكن طرفاً في هذا الصراع أصلاً بأن "أحدنا" وهو الدكتور محمد سليمان شاهين يقف ويعلن تقديم إستقالته، وسط دهشتنا جميعاً. *إستمر الخلاف لأن أطرافه كانت ما زالت موجودة -إعفوني من ذكر الأسماء - وجميعهم من القدامى، وكان الخلاف قد صعد إلى الإتحاد الإشتراكي السوداني، وفيه أن محمود إدريس حزب أمة، وتسبب ذلك في حرمان محمود إدريس من رحلة صحفية كان مرشحاً معنا فيها الى الصين في أواخر سبعينات القرن الماضي، وجاءنا في الصحافة أمين الفكر والتوجيه بالإتحاد الإشتراكي - إذا لم تخني الذاكرة - الاستاذ احمد عبدالحليم عيه رحمة الله، ودعانا لإجتماع ليقول لنا : "إن ثورة مايو تراجع ولا تتراجع"، وأنها قررت حسم الخلاف في إدارة تحريرالصحافة بإبعاد طرفي الخلاف من إدارة التحرير. *تم تكليفي وفاروق سليمان الذي كان في سكرتارية التحرير التنفيذية في ذلك الوقت، كي ندير تحرير الصحافة لحين تعيين من يتولى أمر إدارتها،لبد أن أوضح هنا أن فاروق سليمان ليس المخرج الراحل فاروق سليمان، وأن فاروق سليمان "الصحفي" قد إختفي تماماً من الساحة الصحفية في السودالن بعد نجاح الإنتفاضة الشعبية - مارس ابريل19685 . *إستمر محمود إدريس يعمل في بلاط صاحبة الجلالة في أكثر من صحيفة بلا كلل ولا ملل قبل أن يبدأ نجمه في الأفول بسبب الكبر والمرض، وللأسف لم نسمع به بعد ذلك إلا بنبأرحيله عن هذه الفانية، بعد أن قدم للوطن المواطنين والصحافة الكثير. *تغمد الله فقيد الوطن والصحافة الصحفي العصامي محمود إدريس بواسع رحمته، وأسكنه فسيح جناته، وألهمنا واله وذويه وتلامذته وتلميذاته الكثر في بلاط صاحبة الجلالة الصبر وحسن العزاء. *رمضان كريم.
|
|
|
|
|
|