|
نبع الحنان وصمام الأمان/نور الدين مدني
|
كلام الناس الجمعة نور الدين مدني
* سلام عليكِ أيتها الراحلة المقيمة في قلوبنا أمي الحنون سنية حسن، أكتب إليك اليوم الجمعة ونحن ما زلنا- بحمد الله وتوفيقه- نجتمع مع أحفادك وحفيداتك وأحفادنا وحفيداتنا، ونحن جميعاً نفتقد وجودك الحسي بيننا. * لقد طال فراقك عن هذه الفانية، وقد احتضنت إلى جوارك بعض فلذات أكبادك الدكتور محمد أبو العزائم والتشكيلي أبو الحسن والعزيزة عزيزة، وتركتمونا نعاني من وحشة الفراق ووحشية ضغوط هذا الزمان. * أكتب إليك على غير العادة اليوم الجمعة، فقد درجت على أخذ إجازة من الكتابة كل يوم جمعة، لكنه صادف يوم عيد الأم الذي كنا وما زلنا نحتفل فيه بك ومعك ولك، ونحن نحس بأنفاسك تعطر أجواء الأسرة، نلتمس منك الحنان الذي أصبح عملة صعبة في أيامنا هذه، نسأل الله ألا يحرم بناتك وأبنائك وحفيداتك وأحفادك منه. * تعلمين أن مياه كثيرة جرت تحت جسر حياتنا الاجتماعية وأصبح غالب الناس منكفئون في منازلهم في خوف وحذر بعد تنامي الظواهر الغريبة التي طفحت على سطح مجتمعاتنا من انحراف وعنف حتى داخل بعض الأسر- والعياذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا. * مع ذلك نحن نحرص على التمسك بالحوش الكبير والباب المفتوح أو «المتاكى« على أضعف الإيمان، نفتح أبوابنا وقلوبنا كما عودتينا منذ أن كنت بيننا، رغم انشغال غالب الناس آناء الليل وأطراف النهار باللهث وراء مستلزمات المعيشة وحاجاتها الأساسية. * ذكراك العطرة ما زالت محفوظة في وجدان الأهل والأحباب في عطبرة وبورتسودان وحلفاية الملوك والدروشاب والكلاكلة، وفي مصر وأستراليا أيتها القريشية الطيبة، لأنك كنت حمامة سلام وسط الأهل والجيران والأحباب. * كان خيرك يسبق قدومك إلينا بعد أن رحلنا من البيت الكبير في حلفاية الملوك إلى »الختمية« بالخرطوم بحري، كنت تحرصين على إحضار »الحمام » - قل للزمان ارجع يا زمان - كنت تحرصين على إعداده وحشوه بالأرز ، ولا ترتاحي إلا بعد أن تعطي كل منا نصيبه ونحن نتحلق حول مائدة الطعام. * التحية لك في يوم عيدك وفي كل يوم، وعبرك التحية موصولة لكل الأمهات اللاتي انتقلن إلى رحاب الرحمن الرحيم واللائي ما زلن يقبضن على جمر الأمومة ولمشروعات الأمهات في بلادنا وفي جميع أنحاء العالم، لأنهن بحق نبع الحنان وصمام الأمان في زمن عزّ فيه الأمان.
|
|
|
|
|
|