|
معاً لحماية أكبادنا من المخاطر المحيطة
|
كلام الناس السبت نورالدين مدني *وصلتني رسالة الكترونية من الأم م،ع محتجة على ما اعتبرته تجاهلاً من الصحف وأجهزة الإعلام لما يجري في الولايات من مشاكل، اللهم إلا اذا كانت هناك مناسبة كبيرة أو كارثة كبيرة!!،قالت ان هناك ظاهرة غريبة بدأت تطفح على سطح مجتمع بورتسودان في الاونة الأخيرة،وهي اختطاف أطفال وشباب وأخذ بعض اعضائهم مثل الكلى والعيون!!. *أضافت م،ع قائلة : أصبحنا نخاف على أولادنا للدرجة التي حبسناهم داخل البيوت وحرمناهم حتى من اللعب مع اصدقائهم من اولاد الجيران، ناشدتنا إثارة هذا الأمر وتنبيه المسؤولين الى مثل هذه الجرائم الغريبة التي تستهدف الاطفال والشباب. *لسنا بصدد الدفاع عن الصحف وأجهزة الإعلام، فبعض الإتهام صحيح،حتى اصبح البعض يصفها بأنها خرطومية لاتكاد ترى أبعد من تحت أقدامها، لكن لابد من الاعتراف بأن هناك اهمتماماً ملحوظاً في الاونة الأخيرة بقضية الجرائم الموجهة ضد الاطفال، كماتجددت الدعوة مؤحراً لإحياء مبادرة نحو إعلام صديق للأطفال. *ان الجرائم الموجهة ضد الاطفال قديمة،وكانت هناك جرائم أقلقت الأباء والأمهات وأولياء الأمور منذ سنوات خلت،مثل اختطاف الأطفال والشباب وسحب كمية من دمائهم وإلقائهم في الشارع من جديد. *لكن للاسف إزدادت نسبة الجرائم الموجهة ضد الاطفال في الاونة الأخيرة للدرجة التي جعلت البعض يلجأ الى نصح الأباء والأمهات واولياء الامور وحتى الأبناء والبنات بعدم فتح باب المنزل لأي طارق الابعد التأكد من هويته. *لسنا من انصار مثل هذه التحذيرات المبالغ فيها،رغم الحذر الواجب لكن ليس بهذه الدرجة التي تزيد من حالات الانكفاء الأسري وتمنع الاولاد من اللعب حتى مع أولاد الجيران،أو حتى من الذهاب للدكان لشراء بعض الحاجات. *نعلم أن هناك مسؤولية عامة يجب ان تكثف لها أجهزة الرعاية والحماية الرسمية جهودها لمكافحة الجرائم،خاصة الجرائم الموجهة ضد الاطفال، لكن تبقى مسؤولية الأباء والأمهات وأولياء الامور،والأولاد والبنات أنفسهم ضرورية ولازمة لتجنب مثل هذه الجرائم والمهددات الاخلاقية الأخرى. *ان انشغال الأباء والامهات عن أولادهم وبناتهم لايبررإطلاقاً إهمال المتابعة اللصيقة لهم/ن منذ سنوات التنشئة الأولى وحتى سنوات المراهقة، ليس بغليظ القول، وانما بالتعايش الحميم معهم بالصورة التي تقربهم منهم، وتجعلهم يفضون إليهم بكل ما يجري حولهم ولهم، ولابد من التعرف على اصقائهم سواء في المدرسة أم في الحي، ومراقبة سلوكهم وعاداتهم وتحصينهم باالقيم الدينية والأخلاق الفاضلة، وتبصيرهم بالتي هي احسن، بالمخاطر والمهددات الاخلاقية التي يمكن ان تواجههم وتهدد مستقبلهم. *إن الاعتماد على أجهزة الرعاية والحماية الرسمية،على أهميتها، لاتكفي لمواجهة الجرائم الموجهة ضد اأكبادنا التي تمشي على الارض، إنما لابد من الانتباه اكثر لسلوكهم وعاداتهم منذ وقت مبكر، بدلا من حبسهم قهرا لأن ذلك يضعف عوامل المناعة الأخلاقية والنفسية اللازمة ليواجهوا بأنفسهم كل التحديات التي تواجههم في مستقبل أيامهم .
|
|
|
|
|
|