|
مصر : الحقيقة والمصالحة بعيداً عن العنف
|
كلام الناس
*نحن الذين إنفعلنا ب"ثورة 23 يوليو1952"المصرية وتاثرنا بها ، كما تاثرت بها بلادنا وبلدان كثيرة في العالم العربي وافريقيا، بل تحمسنا لنظرية "المستبد العادل" التي تجسدت لنا في شخصية الرئيس المصري الراحل المقيم جمال عبد الناصر عليه رحمة الله، بعد أن تابعنا التغيير الإيجابي الذي حدث في مصر، لكننا تعلمنا من خلال الممارسة والتطبيق أن الشعارات وحدها لاتسمن ولا تغني من جوع، إذا لم يتبع القول الفعل. *تعلمنا ايضا انه لايمكن إغفال الحريات السياسية على حساب العدالة الاقتصادية والاجتماعية، وان الديمقراطية هي مفتاح الحكم الراشد والشفافية والمساءلة، وأن ما حدث في مصر بعد رحيل عبد الناصر من إنفتاح إقتصادي وإنفراج سياسي لم يكن من الممكن حمايته أمنياً فقط، فحدثت إنتكاسات وتراجعات .. إلى ان ضاق الشعب المصري بالحال الذي إصبح فيه، فإنتفض إنتفاضته الشعبية في الخامس والعشرين من يناير 2011. *ما حدث بعد ذلك معلوم لديكم ، ولاداعي للخوض فيه، لكن لابد من التوقف عند المحصلة النهائية التي توجت مساء أمس ألأول الأحد بتنصيب الرئيس المصري المنتخب عبد الفتاح السيسي، وسط فرحة شعبية جسدتها الحشود التي تدافعت نحو ميدان التحرير للمشاركة في الاحتفاتل بتنصيبه رغم الإجراءات الأمنية المشددة. *تضمن خطاب الرئيس السيسي مجمل القضايا الداخلية والتحديات التي تواجه مصر في عهدها الجديد، والقضايا الخارجية وما ينبغي أن تكون عليه السياسة الخارجية في هذه المرحلة، وتأكيده التزامه بالدستور وسيادة القانون وإعادة هيبة الدولة، وبخارطة الطريق التي تراضت عليها القوى السياسية في المرحلة الإنتقالية. *من الكلمات المفتاحية في خطاب الرئيس السيسي تأكيده أنه سيكون رئيساً لكل المصريين، دون إقصاء لأحد، وقوله أن العقد الإجتماعي بينه وبين الشعب لايستقيم من طرف واحد، وأنه إعتمد نهج الحقيقة والمصالحة لمواصلة المسيرة نحو الإسقرار السياسي والإقتصادي والأمني، وتحقيق العدالة الإقتصادية والإجتماعية، وكفالة الحريات وصيانة الحقوق والواجبات. *لن ندخل في تفاصيل الوعود التي قطعها للشعب المصري وللمحيط العربي والإفريقي وللأسرة الدولية، لكن لابد من التوقف عند إشارته المهمة عن حالة الاستقطاب الحاد التي كانت بمصر للدرجة التي كانت تنذر بحرب أهلية، لذلك أكد مجدداًحرصه على التسامح والتصالح الوطني من أجل بناء مصر، دون أي تهاون مع من يلجأ للعنف لتعطيل مسيرة المستقبل. *إننا إذ نهنئ الرئيس المصري المنتخب عبد الفتاح السيسي، ونهنئ الشعب المصري عامة، نسأل الله عز وجل أن يوفقهم جميعاً على حماية وحدتهم الوطنية وتحقيق الاستقرار السياسي والإقتصادي والأمني، والتنمية المتوازنة والعدالة الإقتصادية والإجتماعية، والإحياء الديني والثقافي والفني، وتضميد جراح مصر، والعمل سوياً للإنطلاق نحو غد أفضل بالتراضي الوطني، والعمل والإنتاج، والتصالح مع العالم بعيداً عن كل أنماط الإستقطاب الداخلي والخارجي.
|
|
|
|
|
|