|
متاهة المياه في قلب الخرطوم/نور الدين مدني
|
كلام الناس نورالدين مدني
*لعن الله السياسة التي أدخلت الوطن والمواطنين في متاهات لا أول لها ولا اخر، لانكاد نخرج من متاهة إلا وندخل في أخرى، وكلما نلمس بارقة أمل للخروج من دوامة هذه المتاهات إلا وتدخلنا السياسة في متاهة جديدة. *كلام الناس اليوم ليس عن المتاهات المصيرية التي أغرقتنا فيها السياسة ونحن نتتظر"جودو" الحوار السوداني الجامع،الذي تعثر وصوله وسط متاهات السياسة وكواليسها ومطباتها المزدازة كل يوم، وإنماسنوجهه نحو أهم حاجة من حاجات الناس التي جعل الله منها كل شئ حي،إنها المياه. *لن أشغلكم بتصريحات المسؤولين عن مياه الخرطوم التي بشرونا فيها بحلول جذرية لمعضلة المياه، ليس فقط بتجديد شبكة المياه المتهالكة، ولا بالخطوط الدائرية التي ستغطي الخرطوم، ولا الوعود المتكررة بإنتهاء المشكة هذا العام، كما قال بذلك مدير تنفيذي مياه الخرطوم مؤخراً،لأنها جميعها بلا "طحين "ملموس على أرض الواقع. *كما لن أوجع رأسكم بتصريحات المهندس جودة الله مدير عام هيئة مياه الخرطوم الذي برر فيها إنخفاض نسبة المياه في مواقع مختلفة بالخرطوم إلى إزدياد نسبة العكورة بها، لأن هذه التبريرات مكررة ومعادة، لكن لايمكن تجاوز الواقع المؤسف لحال شح المياه في عدد من مناطق الخرطوم خلال الايام الكثيرة الماضية، نذكر منها على سبيل المثال جبرة والكلاكلة وامتداد ناصر والصالحة وأم بدة. *للأسف عاد المواطنون بهذه المناطق لشراء المياه من عربات الكارو، وبأسعار مواكبة للوثية الظاهرة في اسعار كثير من السلع الضرورية تتراوح بين 30 - 40 ألف جنيه للبرميل، ومعروف لكم وللمسؤوين بالمياه أن هؤلاء المواطنين يدفعون أيضاً - مسبقاً - فاتورة الإمداد المائي مع فاتورة الكهرباء!!. *لن نتحدث عن إرتفاع أسعار المياه الصحية غير المبرر أيضاً، رغم أنها أصبحت ضرورية لقطاعات كبيرة من المواطنين، لكننا نحصر كلام الناس اليوم عن الذين لايجدون حتى المياه العكرة في "مواسير" المياه بمنازلهم. *رمضان على الأبوب، حيث يزداد إستهلاك المياه في هذا الشهر الفضيل، فلا أقل من معالجة عاجلة للخروج من متاهة المياه في قلب الخرطوم،حيث مقرن النيلبن والماء فوق أرضها محمول.
|
|
|
|
|
|