|
لدرء الفتنة القائمة أصلاً | نورالدين مدني
|
كلام الناس نورالدين مدني mailto:[email protected]@msn.com
*نبهنا منذ سنوات الإنقاذ الأولى، خاصة عند إنعقاد مؤتمر الحوار حول قضايا الدبلوماسية إلى الفرق بين الدعوة ألإسلامية التي هي أممية وفوق كل الأحزاب الإسلامية، وبين العمل الدبلوماسي الذي ينبغي أن يوظف لخدمة الوطن والمواطنين في الدولة القطرية. *لكن الذي حدث هو العكس تماماً فقد تم تأسيس المؤتمرالشعبي العربي الإسلامي بقيادة الشيخ الدكتور حسن الترابي الذي كان من أنصار فتح حدود وأبواب السودان للإسلاميين من جميع أنحاء العالم، لكنهم سرعان ما إكتشفوا فيما بعد خطورة هذاالكيان على الأمن القومي السوداني وعلى مستقبل السلام في السودان وفي العالم من حولنا، فأسرعوا بحله. *في مرحلة لاحقة قام كيان منفصل للحركة الإسلامية لصيق الصلة بحزب المؤتمر الوطني الحاكم، للدرجة التي تغيرت قيادته بعد "المفاصلة" وأبعد الشيخ الدكتور الترابي ومن والاه من الحركة الإسلامية!!، والان تمر الحركة الإسلامية الحاكمة أو التي كانت حاكمة بمأزق بسبب هذه العلاقة العضوية الحزبية، بدلا من أن تكون فوق الحزبية الضيقة وهادية ومرشدة وحامية للدعوة الإسلامية من المخاطر التي خلفتها النطبيقاتت الخاطئة لسياسات حزب المؤتمر الوطني التي تسببت في الإختلالات السياسية والإقتصادية والأمنية القائمة. *وسط تراجع فرص الحوار الوطني والإصلاح الشامل والتغيير المنشود إرتفعت أصوات بعض الغلاة الذين يربطون الدعوة الإسلامية بالعنف وكراهية الاخر، حتي المسلم المخالف لهم كما هو حادث للأسف في بعض الدول العربية بإسم الإسلام، وظهر تنظيم مسلح جديد، تم الإعلان عنه بإسم جماعة دعاة الشريعة عبر فيديو شاهدته على إحدى وسائط التواصل الإلكترونية . * إننا نتفق مع هذه الجماعة في أن السودان بعاني من بلايا وويلات سياسية وإقتصادية و أمنية ، وهناك شواهد ظاهرة على تفشي الفساد الإداري والمالي، وهناك ألغام جاهزة للإنفجار غذتها الممارسات الخاطئة للسياسات القائمة التي شجعت حملة السلاح ودفعتهم للتحصن بالقبيلة في ظل تغييب الحراك السياسي الديمقراطي ومحاصرته مع سبق الإصرار والترصد، لكن علاج ذلك لايتم بقيام حركة مسلحة جديدة تؤجج نيران الفتنة أكثر. *نحن لا نحجر على أية جماعة الدعوة إلى أطروحاتها سلمياً في مناخ صحي معافي، لكننا قصدنا التبيه إلى مخاطر إنتشار مثل هذه الحركات المسلحة"المحبطة" التي تقوم بسبب تعثر الحوار السيساسي وتعطل خطوات الإصلاح الشامل والتغيير المنشود. *إننا في حاجة ماسة لإحياء الحوار السوداني الشامل والإنفتاح أكثر على الاحزاب السياسية الأخرى المعروفة تاريخياً وهي تعد على أصابع اليد الواحدة، إضافة للحركات المسلحة التي مازلنا نطمح في أن تتشكل سياسياً، وان يتنادوا جميعاً إلى كلمة سواء حول مستقبل السودان وأهله ومعالجة الإختلالات القائمة للتفرغ للبناء والتنمية وإعادة إعمار ما دمرته النزاعات، ولدرء الفتنة التي يريد بعض المحبطين والعامرين جر السودان إليها. *لابد من تقوية الإرادة السياسية والإتجاه بصدق نحو الإسراع بتحقيق التسوية السياسية والإصلاح الشامل وبناء دولة المؤسسات وبسط العدالة والشفافية والحريات في دولة السودان من أجل تعزيز سماحة الإسلام وطيبة أهله، بدلاً من إحياء الفتنة التي لاتحتاج إلى من يوقظها
|
|
|
|
|
|